اخر الروايات

رواية خندق أتاكاما كامله بقلم روان خطاب

رواية خندق أتاكاما كامله بقلم روان خطاب




داخل أكبر المؤسسات المسؤولة عن علوم البحار في الولايات المتحدة كانت تتحرك فتاة رشيقة في العشرينات من عمرها تمتلك وجه جميل يلفت الأنظار كالقمر في السماء شعرها البني المموج يعكس جمال بشرتها القمحاوية عيونها تشبه حبات البندق في لونها ، اتجهت إلي أحد الغرف دقت الباب حتي سُمح لها بالدخول ، كان هناك شاب في الثلاثينات من عمره يمتلك عيون خضراء تشبه الغابات ذو شعر أشقر و بشرة بيضاء كان يجلس على المكتب الخاص به كانت ملامحه جدية ، تحدثت هي باحترام قائلة:
-مرحبا سيد ماركوس أخبروني أنك طلبتني
-نعم عهد فهناك مهمة جديدة سوف تذهبين إليها بمفردك هذه المرة
-مهمة ماذا سيدي و كيف سوف اذهب وحدي بدون مساعدين أو أي شخص آخر
-انها مهمه سرية إلي أحد الخنادق التي توجد في المحيط الهادئ يقولون أن هناك شيء غريب يضئ في أوقات قليلة في السنة و يختفي باقي العام و من المفترض أن هذا الوقت سوف يكون غداً و نريد أن نعرف ماذا يوجد في الأسفل قد يكون شيء مهم نستطيع اكتشافه و نكون أول الأشخاص يكتشفون هذا الخندق و تكبر المؤسسة الخاصة بنا أكثر
كانت تستمع لحديثه بكل تركيزها فهذه أول مهمة يأمرونها أن تذهب بها بمفردها لا تنكر شعور الخوف و الرعب و لكنها بهذه المهمة تستطيع اكتشاف نفسها و تحقيق ذاتها في هذه الدولة الغريبة عنها فهي العالمة الوحيدة العربية في هذا المكان و تنال السخرية من الجميع بسبب اختلافها عنهم.
-حسنا سيدي و لكن متى سيكون معاد الرحلة حتى أتجهز و أجهز المعدات
-مساء اليوم، تجهزي أنتِ فقط و الغواصة و جميع المعدات التي ستحتاجينها جاهزة بالكامل نريد أن نسرع
تعجبت من سرعة المهمة و غرابة الموضوع بأكمله لكنها في النهاية تريد تحقيق ذاتها فقط و لن تستسلم عن الامر بسبب خوفها
- حسنا سيدي سوف أذهب الأن حتى أتجهز
-تفضلي عالمة عهد أنتظر منك الكثير من المفاجآت
ابتسمت له عهد ثم خرجت من الغرفة ما إن خرجت من الغرفة تحدث ماركوس على هاتفه بجدية مجددًا قائلا:
-نعم سيد ديفيد كل شيء جيد لقد وافقت عهد على الرحلة سوف تذهب اليوم الى الخندق و هذا اليوم يكون الخندق جاهز لاستقبال شخص واحد فقط
-حسنا ماركوس يجب أن نحاول انجاز المهمة في أسرع وقت لقد انتظرنا الكثير من الوقت و أنا أعلم أن عهد لن تستطيع الصمود مع أهل بيتاسا كثيرًا و سوف تحاول الهرب و فتح البوابة القديمة مجددا فقط حاول أن تضع معها الكثير من أجهزة التواصل نأمل أن تعمل معها
-حسنا سيدي سوف يحدث كل ما تأمر به
--------------------
عِند عهد
كانت تحدث نفسها قائلة:
-يجب أن أحقق النجاح إلي بلادي هذه البلد تظننا ضعفاء و يعاملوني باستحقار طوال الوقت لقد نسوا أنفسهم حقا لكنهم سوف ينالوا عقابهم في يوما ما يجب أن أجهز نفسي الآن يتبقي القليل على موعد الرحيل
دق باب غرفتها و تحدث احد العمال قائلا:
- عالمة عهد المدير ماركوس يخبرك أن معاد الرحلة تقدم و سوف تذهبي في الحال هيا أسرعي
-سوف آتي حالا
.....بعد القليل من الوقت كانت بداخل الغواصة و بدأت أن تنزل في الأعماق و تري الكثير من المخلوقات البحرية الجديدة علي نظرها مثل دودة ضخمة بها زعانف كثيرة وخرطوم مثل الفيل وقرش غريب الشكل وكأنه معدل وراثيا و بعض قناديل البحر المختلفة وكائنات أخرى غريبة تجاهلتهم وأكملت طريقها و لكن المركبة أصبحت تهتز بسبب ضغط الماء العالي عليها تخبطت عهد في أفكارها لا تعلم ماذا تفعل إذا انتظرت بعض الوقت سوف تنفجر المركبة بها لكنها رأت ضوء ساطع من أحد الكهوف تحدثت الي أحد الأجهزة بالغواصة قائلة:
-سيدي انا وصلت إلى مصدر الضوء الأن ماذا أفعل و الغواصة أصبحت تضرب بسبب ضغط الماء و يجب أن أصعد قبل أن تنفجر
-ادخلي إلي مصدر الضوء حالا عهد
-و لكن سيدي نحن لا نعرف ماذا يوجد بالداخل لنرسل روبوت أولا المركبة سوف تنفجر بي قبل أن أصل
-إنها الأوامر عهد نفذي و أنتِ صامتة و لا تقلقي فالمركبة لن تنفجر بها سوى بعد نصف ساعة لتسرعي فورا
-حسنا سيدي
حاولت تخطي خوفها و تحركت باتجاه الكهف ما إن دخلت حتى وجدت الغواصة تسقط وكأن الماء اختفى خرجت من الغواصة و كان الماء يشبه أن هناك ما يحجزه عن الكهف فهو لا يسقط بالداخل و تعجبت أكثر لان الاكسجين كان وفير في الكهف أخذت تدور في الكهف حتى وجدت بوابة ضخمة حجرية يخرج من جوفها ضوء ساطع أصابتها حالة من الخوف و الرعب مجددا و ها هي ذا أمام أمر مجهول تفكر في الكثير و الكثير هل ستستطيع الخروج مجددا أم سوف تموت بالداخل فكرت بأن تعود مجددا و تتحمل سخريتهم و لكن الغواصة لم تكن لتحملها للكثير من الوقت حسمت أمرها و دخلت الي البوابة ما أن خطت بقدمها الي داخل البوابة سحبتها هالة مضيئة إليها لم تستطع أن تتحرك خطوة واحدة أصبح الضوء يحوم حولها من كل مكان شعرت بقدمها تنزلق أصبحت تصرخ و هي تسقط و لكن رفض عقلها الواقع و قرر أن يغيب عن الوعي.
--------------------
في احدى الطرق في مكان أخر كان هناك اثنين يركبون أحد المراكب الطائرة و يحلقون في الهواء في اتجاه أحد الغابات ما ان وصلوا إلى الأرض خرجت الفتاة صارخة في وجهه قائلة:
هل جننت كيف لك أن تقول أني أحب أخيك؟ أتريدني أن أضربك أركان؟
-ليس عليكِ الصراخ في وجهي يافا لقد قلت رأيي وقد انتهيت
كادت أن تصرخ في وجهه مجددا و لكن توقفوا عن الشجار ما إن استمعوا إلى صوت صراخ يعم المكان
تحدث أركان بصوت منزعج فهو يكره الصوت العالي متمنيا أن تخرس من تصرخ الآن أو يذهب هو حتى يقلع حنجرتها:
-ما هذا الصوت المزعج المزيد من الصراخ هل دائما تعم الفوضى هكذا لا يوجد هدوء في هذا العالم
أجابت يافا بجديه تامة :
يجب علينا الاسراع لقد صدق الانذار هذه المرة و هناك من دخل البوابة
- هيا قبل أن يسمع أحد صوت صراخها
----------
عهد
ما إن فتحت عيني حتى وجدت نفسي في غابة أشجارها طويله للغاية، كانت الشمس ساطعة، لم أفهم ما يحدث حولي او كيف جئت إلى هنا لقد كنت في المحيط منذ قليل تحركت في المكان بهدوء لعلى أفهم ما يحدث ،أصبحت أتحرك بين الأشجار حولي وعيني تجوب في الأرجاء كانت السماء صافية ،كان هناك منحدر بعيد عني قليلا تحركت باتجاهه حتى وصلت إلى الحافه وجدت ما لا يمكن رؤيته مدينة من الخيال كان هناك ناطحات سحاب في كل مكان و الكثير من المركبات الغريبة تطير في الهواء و ينتشر في كل مكان جسور معلقه في الهواء وكأنني في المستقبل حينها رجعت للخلف بضع خطوات وأصدرت صرخة لم أصرخ مثلها في حياتي قبل هذا اليوم لم أشعر بشيء بعد ذلك سوى و هناك أثنين يحاولوا افاقتي
----------
ذهبت يافا و أركان في نفس الاتجاه الذي صدر منه الصراخ وجدوا عهد ملقاة على الأرض ركضت يافا إليها سريعا و تحدثت بقلق:
- هل تظن أنها ماتت
- ربما يكون من هول الصدمة فقط حاولي أن تعيدي وعيها
بدأت يافا بمحاولة إفاقتها مر بعض الوقت و بدأت عهد تحرك عينيها بهدوء حتى استيقظت، هلعت ما أن رأتهم أمامها و تراجعت إلى الخلف بسرعة قائلة بخوف:
- أنا لم أفعل شيء أتركوني و شأني
تحدثت يافا بهدوء و تعجبت من لغت عهد:
- يبدو انكي عربية لا تقلقي نحن هنا لكي نساعدك لقد سمعنا صراخك و جئنا فورا
نظرت إليها بتعجب من لهجتها العربية المتقنة اطمأنت ما إن نظرت إلى ملامحها فكانت يافا فتاة تمتلك من الجمال قدر ليس بقليل شعرها الفحمي الناعم منسدل على كتفها بنعومة و عيونها الواسعة التي تشبه لون القهوة في جمالها تملك بشرة بيضاء تعكس جمالها كانت ملامحها بريئة تجعلك لا تشك بها لثانيه واحده تحدثت عهد بهدوء و صوت منخفض:
- ماذا يحدث هنا يبدو انكي عربية أين نحن
كادت يافا أن تجيبها و لكن قاطعها أركان و هو يمد يده بخاتم ذهبي اللون ذو فص أخضر كبير ضربت يافا علي جبينها قائله:
- لقد نسيت ارتدى هذا الخاتم وستفهمين ما نقوله بلغة هذا العالم
نظرت إلى الخاتم متعجبة و أعادت النظر على ذلك الشاب فهي لم تلحظ وجود شخص أخر ظلت تحدق به لثواني فهو فارع الطول يمتلك عيون حادة كالسيف يشعرك بأنه يستطيع قتلك بنظراته فقط، لونها يشبه لون البحر تحمل بداخلها الكثير من الغموض يمتلك فك حاد جسده رياضي لوهله شعرت أنه يستطيع سحقها كأنها نملة ثم أعادت النظر إلى الفتاة مرة أخرى متحدثة بسخط :
و لما أسمع كلامك حتى يجب أن أفهم ماذا يحدث
-حسنا الناس هنا يتكلمون لغة أخرى لذا يجب أن تتعاملي معنا و عند ارتدائك لهذا الخاتم سوف تستطيعين فهم لغتهم و هم يفهموا لغتك
وبالمناسبة اسمى يافا وهذا أركان
-كيف تتحدثين العربية حتى لن أستمع لحديثك أنتِ و هذا البرج الذي معك هل يظن نفسه مرعبا لماذا ينظر إلي هكذا
تحدث أركان بانزعاج من نظراتها إليه:
-لماذا تنظر إلى و تشير كأنها تهينني؟
نظرة يافا له بانزعاج قائله
-فلتهدأ ..
ثم اكملت حديثها دون الاكتراث لهذا الذي لا يفقه شيء مما يحدث حوله :
- في الحقيقة انا فلسطينية و قد أتيت في بعثة منذ سنة من أمريكا و قد ألقوا بي لكي يعرفوا ماذا يوجد فالخندق و أكيد ضحوا بكي مثلي
-و لكنني كنت العالمة المميزة لدى ماركوس و فضلني في هذه المهمة لماذا قد يكون ضحى بي مثلك
-ذلك المخادع سوف يعاقب على كل هذا و لكن هذا لا يهم الآن خذي الخاتم واتبعيني وعندما نخرج لنلقنه درسا فقد خدعنا جميعا من أجل نجاح مخططه
صاح أركان بهم فلقد شعر بالملل منهم قائلا:
-ما كل هذه الثرثرة فلتسرعوا
كانت عهد لازالت مصدومة تنظر إلى الفراغ فقط لا تعلم ماذا تفعل لقد وافقت علي الرحلة لكي تستطيع نصر وطنها و تحقيق ذاتها و في النهاية اكتشفت أنها فأر تجارب كادت أن تسمع لكلام يافا و ترتدي الخاتم و لكن عقلها لازال مصدوم و لم يحرك جسدها خطوه حتي ما إن تقدمت لكي تأخذه حتي سحبتها سحابة سوداء و لم تشعر بشيء بعد ذلك كان أركان يقف بعيدا عنهم قليلا يرتدى سماعة في أذنه ليتم الاتصال به و اخباره أنه يجب عليه الذهاب إلى المقر بسبب مشكلة حدثت في النظام تحدث بجديه قائلا:
- حسنا سوف أتي فورا
ما أن نظر خلفه حتى وجد عهد ساقطة على الأرض فاقدة للوعي و يافا تحاول افاقتها مجددا تحدث بحنق:
-هل عند كل صدمة سوف تفقد الوعي هكذا، احمليها يافا علي الذهاب الأن
-يا هذا هل جننت كيف أحملها احملها أنت فأنت الرجل هنا
تحرك بامتعاض فهذه أول مرة يحمل فتاة أو يقترب منها حتى فعلاقته بيافا كانت عن العمل و أخيه التوأم فقط حملها على كتفه كشوال الطعام كادت يافا أن تضحك و لكنه قاطعها قائلا بجديه:
- إذا ضحكتي الأن سوف أترككم هنا و تأكلكم الحيوانات فأنتِ تعلمي انني لا أحب أن ألمس النساء حتى تحركي فورا قبل أن أرميها من فوق المنحدر
تحركت يافا سريعا إلى المركبة دخل أركان و وضع عهد على الطاولة و تحرك سريعا بالمركبة الخاصة به
بعد حوالي ساعة
وصلوا إلى أحد المباني التي تقع فوق المنحدر كان مبنى كروي يكسوه اللون الابيض ذو بوابات كبيرة دخلوا إلى المبني وضع أركان عهد علي السرير في أحد الغرف في المبنى قائلا بسخط :
-لم أعد أتحمل ذراعي لم أعد أشعر بها
فنظرت له يافا بسخرية مما يقول فهو قوي للغاية قائله بتهكم :
-إذا لماذا تذهب لصالة الرياضة وتضيع نقودك إن لم تستفد منها و أصبحت تنوح مثل الاطفال هكذا
كاد ان يصيح بوجهها غاضباً مما تقول و لكن قاطعهم دخول أحد الاشخاص للغرفة و هو مرتعب قائلا:
-هناك مشكلة يا سيدي في النظام
-ماذا تقول يا هذا أسرع أمامي لا نملك الكثير من الوقت
ما إن خرجوا من تلك الغرفة حتي بدأت هي تستعيد وعيها و ما إن فتحت أعينها حتى هي اصبحت تصرخ و تطلب النجدة:
-إلى أين ذهبتم كيف تجرؤون أن تتركوني وحدي في هذه الغرفة
يقاطعها دخول احد الروبوتات الضخمة مما أرعبها ذلك و أصبحت تصرخ خوفا منه.



الثاني من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close