رواية ضحايا الماضي كاملة بقلم شهد الشوري
الفصل الاول
- احنا عملنا اللي علينا بس للأسف الحادثه كانت جامده مقدرناش ننقذها هي و الجنين...البقاء لله
قالها الطبيب بأسف ثم غادر تزامنًا مع صراخ والدتها الذي يمزق القلوب و بكاء أبنائها
الجميع خيم عليهم الحزن عداهم كلاهما استمع للخبر من هنا ثم تبادلوا النظرات بخبث و مكر لنجاح خطتهم نظرات التقطتها أعين تلك الصغيرة التي كانت تناظرهم بغل و غضب لا يتناسب مع عمرها
وقعت عيناها على والدها ايضًا....والدها الذي منذ ساعات كان لها الأب الشجاع الفارس الحنون اما الآن لا تراه سوا قاتل والدتها بغضب طفولي و دموع تغرق وجهها الصغير اقتربت منه صارخة عليه بغضب و هي تدفعه بيدها الصغيرة بقدمه :
انا بكرهك...انت وحش انت اللي خليت ماما تبعد عني انا بكرهك
رغم ان وفاتها زلزلته من الداخل و احزنته و بشدة و لولا أن يقف بينهم و خوفه على رجولته و كرامته بعد ما فعلت لكان بكى و ركض مهرولاً حيث توجد هي و بكى و احتضنها لآخر مرة الا ان غضبه و غيرتها تحكمت به غضبه منها و تسرعه جعله قال و فعل ما سيندم عليه طوال حياته دفع الصغيرة بعيدًا عنه حتى سقطت ارضًا و انجرحت يدها صارخة بألم ليركض اخوانها إليها كل منهم يتفحصها بقلق مصدومين بكل ما يحدث حياتهم أصبحت رأس على عقب بيوم و ليلة
لكن ما حطم قلوبهم ايضًا و جعلها تنشطر لنصفين كلمات والدهم الغاضبة التي لم يكن احدًا منهم يتوقعها خاصة بهكذا موقف رغم صغر سنهم الا ان تلك الكلمات حفرت بقلوبهم لن و لم ينساها الخمسة أبدًا :
دول مش ولادي انا مش عاوز اشوفهم كفايه اني كل ما هشوفهم هيفكروني بخيانتها انا مش عايزهم اي يضمني ان هما ولادي ما هي خاينة و اكيد مدوراها مع اكتر من واحد
نظرة خذلان و حزن رمقها به ادم اكبر ابنائه و البالغ من العمر خمسة عشر عامًا كاد قاسم ان يهجم على يوسف لكن اوقفه ادم ممسكًا بمعصمه و عيناه لازالت مثبته على والده الذي لوهلة شعر بالحزن و الندم لما قال لكن غضبه منها و من ما فعلته كان أكبر أراد أن يؤلمها حتى بعد وفاتها حتى لو كل ما سيفعله سيطول أبنائه
اقترب منه ادم قائلاً بقوة لا تناسب سنه لكنها من الآن تحديدًا اقسم ان يتحلى بها طوال حياته ليحمي اخوته بعد تخلي والدهم الصريح عنهم :
ورحمة امي اللي لسه ميتة لبكره يجي و تندم
حق امي مش هيروح هدر و لا هتنازل عنه ابدا و السنين بينا ان ما كنش دلوقتي فهيكون بعدين
اقترب منه أوس ابنه الثاني متابعًا حديث شقيقه بقوة مماثلة تعكس ما يشعر به الآن :
اللي حصل انهاردة و اللي قولته هيفضل بينا و بينك العمر كله انت اتنازلت عنا دلوقتي و طول عمرك تقولنا اللي يبيعك بيعه و احنا مش بنشتري اللي يبعنا....احنا اللي مش عاوزينك يا...يا يوسف باشا
ضم آدم أخوته لصدره بينما تلك الصغيرة دموعها تنزل بصمت و لازالت تصوب نظرات حاقدة غاضبة تجاه من كانوا سبب بمقتل والدتها نظرة لا تناسب طفلة بعمرها نظرة تعني انها ستعود يومًا و
لكن أقوى !!!
من هنا و بتلك اللحظة تحولت حياة الخمسة
مئة و ثمانون درجة بتلك اللحظة بداخل كلاً منهم كسر جزء بأعماقهم لن يعود كما كان بالسابق
الثاني من هنا