اخر الروايات

رواية يراقصها الغيم كاملة بقلم الكاتبة طعون

رواية يراقصها الغيم كاملة بقلم الكاتبة طعون




الفصل الاول من رواية يراقصها الغيم بقلم الكاتبة طعون

تجلس على مكتبها براحة بعد ان انتهت من جميع مراجعات اليوم ..

و بينما تلملم حقيبتها كي تغادر دخلت عليها الممرضة المساعدة لها و قالت بهدوء : دكتورة دارين .. فيه شخص برا يقول انه يبي يدخل ..

عقدت حاجبيها بتوجس و قالت باستغراب : رجال ؟؟

اومأت الممرضة فارتفع حاجبيها باستنكار حاد و قالت بأقصى درجة من الهدوء : زين قلتي له اني ما اقبل رجال ؟

ثم نظرت إلى ساعتها التي تشير إلى الثانية ظهرًا و قالت بسخرية : و كمان بعد ما خلص الدوام الرسمي ؟

اومأت الممرضة من جديد ثم قالت بريبة : يقول انه حجز عندك موعد ..

حينها تغضن جبينها وهي كانت تظن بأنه ولي أحدى مراجعاتِها .. فمن قد يكون ؟

و لكنها تجاهلت كل ذلك و ببرود أمرتها : اطلعي قولي له الدكتورة مو فاضية الحين .. و لا عاد يضيع دربه مرة ثانية .


خرجت مساعدتها بطاعة و أكملت هي ماكانت تقوم به ..

خلعت معطفها ثم عدلت حجابها و عندما همت بلبس " النقاب " انفتح الباب فجأة ..

تجمدت وهي ترى الواقف أمامها بكل هيبته التي لم تزدها السنوات إلا قوة ..

شعرت بأن قلبها يكاد يخرج من بين اضلعها من هول المفاجأة .. وقد اخذت يديها ترتعش دون سيطرة ..

سحبت نفسًا عميقًا شعرت بأنه اصعب مهمة بحياتها

و كأنها لم تكن تتنفس قبل الآن ..

نظرت إلى مساعدتها الواقفة خلفه بملامح محتقنة ..

فهي تدرك بأن اكثر شيء تبغضه الدكتورة هو عدم طاعتها .. ولكنها تنفست بارتياح عندما اومأت لها بصمت أن تغادر ..

حالما ابتعدت عن الباب أُغلِق بهدوء و لا زال ذلك المهيب واقفًا أمامه دون أي أدنى ردة فعل ..

ابتلعت ريقها و غصة ضخمة قد تكونت بحلقها و صعّبت عليها تنظيم انفاسها ..

فقد كانت تخرج متهدجة مبتورة ..

تقدم بهدوء و حاولت الوقوف ولكنها لم تستطع ..

وكأن احدهم قد قام بتكبيلها ..

انتظرته حتى جلس و هو الذي لم يضع عينيه حتى الآن في عينيها ..

و كأنه يخشى ما قد يقرأه فيهما ..

عيناه و آه من عيناه ..

لا زال لا ينظر إليها نطق بهدوء يقطع الصمت بصوت رخيم : عادش عند وعدش ؟؟

عندها فقط اخفضت جفنيها بارتعاش ..

تقاوم نفسها ..

تقاوم حرقة دمعها ..

تقاوم كل ما يختلج بصدرها ..

شهقة حادة فلتت منها دون أن تحاول السيطرة عليها ..

رافقتها دمعتان سرعان ما رفعت اناملها و مسحتها بهدوء ..

حينها نظر إليها بسكون ..

يعلم بأنه قد فاجأها ..

و لا يعلم هل كانت مفاجأة سعيدة أم لا ..

فحتى الآن لم تبدي أي ردة فعل واضحة ..

رفعت نظراتها إليه فتلاقت عينيهما ..

رقت عيناه وهو يلاحظ احمرار مقلتيها ..

و طرفت هي بعينيها دون أن تستطيع الصمود أكثر ..

سألها وهو يشتت نظراته في المكتب من حوله : ما رديتي .. عادش عند وعدش والا تأخرت كثير ؟

أجلت حنجرتها و حاولت النطق بثقة و لكن صوتها خرج رغمًا عنها متأثرًا ..

متأرجحًا ما بين لهفة و شوق .. عتاب و لوم ..

ببحة من أثر الغصة العالقة والتي لم تفارقها حتى الآن : ما وعدتك عشان اخلف .. عادني على كلامي ..


ثم رفعت عينيها لترى تأثير كلماتها عليه ..

كانت شبه ابتسامة هادئة حزينة ترتسم على شفتيه ..

ثم أخذ نفس عميق و أهداها إحدى ابتساماته الماضية ..

ابتسامة حُفرت بداخل قلبها و أحيته بعد سنوات عجاف ..

استقام فعلمت بأنه سيغادر ..

بأن لحظاتها هذه ليست سوى وقت مقتطع من الزمن ستعود فيه إلى وحدتها ..

و لكن أي وحدة بعد الآن وهو ينظر إليها من علو!! ..

أي وحدة وهو قد عاد ؟ ..

كررتها بداخل قلبها دون تصديق


لقد عاد ..


تابعته بعينيها حتى خرج مغلقًا الباب خلفه

و عندها اطلقت انفاسها بحدة ..

شهقة قوية خرجت من صدرها جعلت جسدها يرتخي على المقعد بعد أن كان مشدودًا دون ان تدرك ..

شهقة اخرى نسفت تماسكها الهش الذي كان ..

تبعتها شهقات حارقة جعلت جسدها يتهاوى من فوق مقعدها حتى جثت على ركبتيها ..

اخذت تعب من الهواء محاولة ان تبعد عنها الاختناق الذي يكتنفها و لكنها عبثًا تحاول ..

فقد اخذ جسدها يختض بصدمة متأخرة ..

و بصوت ذاهب الانفاس اخذت تردد : رجع .. رجع .. يا الله .. رجع ..

و عندما استوعبت ما حدث منذ قليل أخذت تضحك بخفة و هي تمد أناملها المرتجفة و تمسح دموعها بخفة ..

وضعت يدها على قلبها المنتفض والذي تشعر بنبضاته الهادرة ثم قالت بابتسامة و يقين : الحمدلله .. الحمدلله يارب ما خيبتني .. الحمدلله ..



خرج من عندها و اطلق زفرة ارتياح دون شعور ..

لقد احتاجت منه هذه الخطوة ثلاث سنوات و سبعة أشهر ..

أيام و ليالٍ عانى فيها من الكوابيس المرهقة لأعصابه ..

المدمرة لنفسيته ..

ولكنه قد فاض به الكيل ..

لم يعد يستطيع المواصلة أكثر و الكوابيس تشتد وطأة ..

حتى اصبح لا يميز أحيانًا بين الواقع و الخيال ..

الصحو و المنام ..

لقد اصبح " يهلوس " وهذا ما دفعه دفعًا لنفض غبار التخاذل عنه و يخطو للأمام ..

للمستقبل ..

و قد كانت هذه هي أولى خطواته ..




،




تنظر إلى البيت الكائن أمامها بامتعاض حاولت اخفاءه ..

فها هي و للسخرية بصباحية زواجها تضطر للقدوم إليه و رؤيتها ..

لقد حاولت اقناع زوجها بالعدول عن القدوم الآن و تأجيلها إلى حين عودتهم من السفر

و لكنه حدجها بنظرة جعلتها تبتلع كلامها

و تقوم بتجهيز نفسها كي تبدو بطلة العروس الواثقة و السعيدة أمامها ..

شعور بالضيق راودها وهي ترى إلى أين وصل بها الحال مع اختها و أمها الروحية ..

تعلم بأنها افضل منها و لذلك اصبحت تغار منها و بشدة ..

لا تعلم حتى الآن كيف فرط بها ابن عمهن و تزوجها هي بدلًا عن اختها و التي قد كانت له منذ الصغر ..

و لم تفرط هي بالفرصة ببناء بيت الزوجية الذي تحلم به و تدرك بأنه ليس من اكبر احلام اختها ..

لذلك قبلت به عندما تقدم لخطبتها و دون أدنى تفكير

و هو ما جعل اختها تقاطعها ..

و لم تهتم ..

فلماذا ستهتم اذا كان هو لم يهتم ؟؟

و على ذكره فقد قفزت بشدة اثر شرودها على صوته الغاضب : انتي مو ناوية تنزلين والا كيف ؟؟


تحركت بسرعة وهي تهدئ من نبضاتها و تسمي بالله

ثم تقدمته حتى الباب الخارجي لبيت عمتها

والذي اصر على الحضور لرؤيتها

عندما حادث والدته و اخبرته بأنها لم تحضر الزواج بالأمس

و ان اختها قد بقيت معها لشدة تعبها فوجب عليهما الحضور و الإطمئنان ..

زفرت بضيق وهي تراه يفتح الباب ثم يتقدمها فلحقته إلى الداخل ..

تفرقا و قد دخلت هي من قسم النساء وهو من قسم الرجال ..

قابلت بوجهها زوجة ابن عمتها و التي هللت بها مرحبة ..

ابتسمت لها و ردت على مباركاتها ثم سألتها عن عمتها فتقدمتها إلى الداخل ..

دخلت إلى صالة البيت وقد وصلتها ضحكات عمتها فابتسمت بتلقائية ..

انها تحبها بشدة ..

تجمدت ملامحها وهي ترى اختها تقوم بتكبيس أرجل عمتها بحنان و تبادلها الضحك

.. يا الله ..

لتوها تدرك أنها اشتاقت لضحكة اختها .. و لكنها سرعان ما جمدت ملامحها عندما رأتها .. تعلقت عيناها بعيني اختها التي اصبحت جامدة لا حياة فيها ..

ملامحها الباردة و نظراتها الهادئة جعلتها ترتبك ..


فقد كانت تعتقد بأنها ستستقبلها بملامح يتضح عليها

ساعات البكاء الطويل ..

او بنظرات تشتعل قهرًا ..

ولكن ما حدث قد صدمها بحق ..

فـ شمعة قد تقدمت منها بابتسامة باردة جعلتها تشعر بقلبها يرتجف منها ..

ثم قبلتها على خديها ببساطة ..

و ما جعل عينيها تتسع بذهول هو عندما سمعتها تقول : مبروك حبيبتي .. منه المال و منش العيال ..


لقد ادركت حينها بأنها دخلت بمعركة خاسرة ..

أو بالأصح ليس هناك معركة ..


اومأت لاختها بتشتت ثم ردت مباركتها باضطراب و تقدمت من عمتها ..

جثت بجانبها و عانقتها بقوة ..

طبطبت عمتها على كتفها بحنان و عطف ..

فمهما يحدث هن ابنتي اخيها الراحل ..

انهن يتامى الأم و الأب فاصبحت لهن كل شيء ..

و في الخلف وقفت شمعة بصلابة تحسد عليها ..

تراقب جسد اختها المتعلق بعمتها ..

لقد فاجأتها رؤيتها بحق ..

ولم تكن مستعدة بعد للقائها ..


و حتى الآن و بوقوفها الثابت لا تعلم كيف سيطرت على نفسها بسرعة و كتمت مشاعرها بداخلها ..

و بالأصح مشاعرها التي كانت اختها تريد أن تراها ..


يا الله


كم هو مؤلم هذا الحال ..

كم تتمنى أن تطبق جفنيها و تفتحها و قد مضت الأيام و الشهور و لم يعد هذا الألم يضغط عليها بعمق ..


يشرّحها و يجتث من قلبها و صبرها الكثير ..

رفعت يدها ببطء إلى قلبها و همست بداخلها تناجيه : خلاص بس .. ما يستاهلون .. والله ما يستاهلون ..


تنشقت بقوة وهي تشعر بعينيها تحرقانها من اثر الدموع التي تجمعت فيها ..

فركتها بعنف ثم اخذت شهيق عميق و زفرته لعدة مرات ..

و عندما تماسكت خرجت من الغرفة

لتذهب و تساعد زوجة ابن عمتها في المطبخ..



،




منتصف الليل ..



تتقلب على سريرها بعدم راحة ..

ضيقة استوطنت صدرها جعلت النوم يهرب منها ..

كل ما حدث اليوم كان مرهقًا و ضاغطًا لأعصابها إلى اقصى درجة ..

بدءًا من مقابلتها لاختها و انتهاءً بغضب اخويها منها ..

اخويها قد عارضا بقاءها مع عمتهما و خروجها من بيت ابيها ..

و كأنهم غير مكفلون بها وهذا ما اغضبهم ..

صحيح بأنها تكبرهم عمرًا و لكن لهم من المكانة بقلبها الكثير ..

ولا تريد اغضابهم ..


لقد نشبت بينهم مشادة كلامية لم تنتهي الا عندما طلبتهم عمتها بأن كفى ..

فخرجا غاضبان و هي انهارت أرضًا تبكي بشدة ..

حينها احتضنتها عمتها وهي توعدها بالكثير .. و

أول وعودها بأنها ستحميها من كل الناس و لو اضطر الأمر ستحميها من نفسها

.. و وعدتها بأنها ستحادث اخويها و تقوم بإقناعهم ..


دمعة تسللت ببطء حتى استقرت على وسادتها ..

مسحتها بسرعة فـ قد وعدت نفسها بأنها لن تبكيهم بعد الآن ..

ستكون شمعة أخرى ..

لن تجعل أحدهم يؤذيها من جديد ..

ستكون باردة لا مبالية حتى لو اضطرت إلى لبس الجليد و التقوقع بداخله ..

مصرة هي و تعلم بأنها تستطيع ..

و على شحنها لنفسها غفت عينيها بعد أن ذرفت دمعتين أخريين كانتا النهاية ..




،



دخل إلى بيته بهدوء ..

نظر إلى الظلام النسبي فابتسم بسخرية ..

ها هي ليلة آخرى تلت ما قبلها و لم تعد تنتظره فيها ..

تقدم بخطوات بطيئة كسولة ..

مر على غرفة ابنته فوجدها نائمة مستكينه ..

ابتسم بحنان و شوق جارف لأم هذه الطفلة ..

قادته خطواته هذه المرة إلى غرفته معها ..

فتحها بهدوء فوجدها هي الأخرى نائمة ..

زفر بضيق و ابتدأ روتينه ماقبل النوم ..

وبعد ان انتهى جلس بجانبه من السرير و اتكأ على ظهر السرير و نظر إليها ..

لا ينكر بأنه يكن لها الود و الاحترام ..

فهو لم يرى منها ما يسيء حتى الآن ..

و لكنه إن سأله احدهم أهو نادم ؟

لأجاب بنعم و نعم و نعم ..

نادم هو حتى الهلاك ..

نادم بشدة على توريطها بما ليس لها به شأن ..

نادم لتفريطه بمن ملكت قلبه و لم يدرك ذلك الا بعد أن فقدها ..


شوق موجع مهلك ينبض بصدره و يذكره بكل مرة على فداحة خطأه ..

على أن الاعتذار لم يعد له قيمه..


حين تقدم لخطبة صديقتها كان يظن بأنه يشعل غيرتها وهو الذي يدرك كم تغار عليه ..

و كم كانت صدمته بالغة حين وافقت صديقتها و حين تم الزواج وهي لم تعد إليه ..


كم كان قهره شاسعًا وهو يعلم بعد شهور من الزواج بأنها من طلبت من صديقتها الموافقة عليه

كي تطمئن على ابنتها من مصير قد يكون اسوأ ..


لقد أراد يومها السفر إليها و اعادتها إليه رغمًا عنها وهو الذي لم يطلقها و يرفض الطلاق بشكل نهائي ..

كم كرههن و شعر بأنهن قد استغفلنه


و لكن بعد أن هدأت فورة غضبه اكتشف بأنه هو الظالم و المظلوم ..

بأن ليس هناك من استغفله

و لكنه هو من أراد القمر مع النجوم ..

و كان ذلك عليه عسيرًا ..

فابتهال قد اجتثته من قلبها ثم رمته على قارعة طرقاتها دون أي ادنى اهتمام ..

و كأنها كانت واثقة بأنه سيلحق بخطاها

بخطى متعرجة كثيرة التعثر ..

بينما خطواتها كانت ثابتة المسير ..

و كأنها قد اصبحت بتلك الثقة جراء تعثراتها السابقة ..

تنهيدة عميقة خرجت منه قبل أن يعتدل باستلقاءه و يبدأ بقراءة اذكار النوم ..

فـ له معها جولات قادمة يتمنى بأنه سيفوز و لو بالقليل ..

كسماع صوتها البارد مثلًا ..



،



انتهت من جولتها اليومية على المرضى ..

خرجت من غرفة آخر مريض وهي تزفر بارتياح ..

لا تنكر بأن وظيفتها مرهقة جدًا كـ " اخصائية نفسية " و لكنها تحبها و تحب عملها ..

مرهق هو التعامل مع شتى الناس و جعلهم يتقبلون نصائحها

و البعض الآخر من ينفر منها و هو يسخر بأنه ليس مجنون ..


مرت بجانبه دون أن تلتفت إليه أو تعره أي اهتمام ،

أما هو فقد لحقها بنظراته لبعض الوقت بغموض ثم استدار و اكمل طريقه إلى مكتبه ..

دخل مكتبه بهدوء يناقض صخب قلبه ..

علق معطفه ثم تقدم إلى المقعد و جلس عليه ..

اتكأ بمرفقيه على سطح المكتب و وضع رأسه عليها ..

فرك شعره بتشتت ناقضه ابتسامته الواسعة التي لم يستطع السيطرة عليها منذ ثلاثة ايام ..

و بالتحديد منذ ذهابه إلى بيت صديقة والدته " العمة أم حمد " ..


لم يصدق عينيه عندما فتحت له الباب ..

لقد عرفها دون أي شك ..

و عندما حادثته وهو يفحص عمتها و لم يرد عليها ..

لقد كان يقاوم نفسه بشدة حتى لا يلتفت إليها ..

حتى الآن لا يعلم كيف حدث ذلك ..


ألم يكن من المفترض بأن ذلك اليوم هو زفافها على ابن عمها ؟؟


ألم تكرر عليه والدته لسنوات بأنها مسماة لابن عمها و ينتظرونه فقط لكي يتقدم رسميًا ؟؟

هوَ لم يكن يعرفها حتى قبل سنتين ..

عندما توظفت بذات المشفى الذي هو " جراح " فيه ..

عندما أوصته عليها عمتها ..

ثم والدته من بعدها كانت عند أدنى فرصة تسأله عنها " يا وليدي كيف شفت لي شمعة ؟؟ عساك منتبهٍ لها "


فأصبح مضطرًا بأن يتابع تلك الشمعة حتى يستطيع أن يجيب والدته أولاً ..

و حتى لا تغضب عليه ثانيًا عندما تعلم بأنه لا يعرفها من الأساس ..

لقد ذهب يومها و استعلم عنها و علم عنها الكثير ..

و يوم بعد يوم حتى لم تعد مراقبتها ثقيلة عليه كما كانت من قبل ..

بل أصبحت مراقبتها طقس خاص ..

لا يعرفه أي أحد ..

شهر يتلوه شهر وهو يتعلق بها دون أدنى مقاومة منه ..

فما أجمل شعوره حينها ..

وما اتعسه عندما علم بأنها مسماة لإبن عمها ..

من بعدها لم يعد ليله ليل

.. ولا نهاره نهار ..

حتى أتى ذلك اليوم الذي تغيبت فيه وهي التي لم تعتد الغياب .. وهو يعلم بشغفها لما تمارسه ..

و حين عاد إلى البيت زفت إليه والدته البشرى كما كانت تعتقد ..

فقد اخبرته بأن فهدًا قد تقدم إلى ابنة عمه و اليوم هي خطوبتهما المنتظرة ..

فلم يستطع البقاء أكثر و استأذن والدته للصعود إلى غرفته كي يرتاح ..

وكم هو نادم الآن لعدم اصغاءه لها

فقد كانت ستريحه من جمر اصبح يشعر به مكان قلبه ..

و كم كانت معجزته جميلة جدًا عندما علم بأنها لم تتزوج ..

و بأن فهدًا قد تزوج اختها بدلًا عنها ..


و لكنه قد تعب من الأسئلة التي تحوم برأسه منذ أن عرف .. فلماذا لم تحضر زواج اختها ؟

هل لذلك كانت عمتها متعبة ؟؟

هل تكن له من الحب الذي يجعلها لا تهتم لسمعتها بعدم حضور زواج اختها على خطيبها المفترض ؟؟


هل كان جرحها منهما بليغًا إلى الحد الذي يجعلها تجازف بكل شيء دون اهتمام ؟؟

فما علمه من والدته بالأمس فهي تبقى لدى عمتها


و كما اخبرته ايضًا فهي ستبقى بشكلٍ دائمٍ لا عودة فيه ..

و تبًا له

و لقلبه

فجميع اسئلته جوابها واضح جدًا لا يحتاج لتفكير أو تزييف ..

فهي مجروحة ، و خطيبة مغدورة ..

وقلبها ليس خالٍ كما يتمنى ..

نفض رأسه بعنف و كأنه سينفض منه كل شيء سلبي و موجع .. و يعلم بأنه عالقٌ بها إلى الحد الذي يؤلمه ..

إلى الحد الذي يجعله يتمنى لو كانت تعرفه ..

او تهتم له و لو بالقليل ..

عالق ولا فكاك له منها ..

بل هو لا يرغب بالفكاك .. و جميع اعضاءه معترضة

على الانفصام عنها ..

فقد عاشت بأوردته تسرح و تمرح لسنتين ..

فهل بعد أن اعتاد على وجودها بداخله

يرغب بالفكاك ؟؟




،



بعد عدة أيام ..



تضغط بجبينها على وسادتها وهي تكتم فيها دموعها ..

شهقة فلتت منها جعلتها تدفن رأسها اكثر ..

افكار كثيرة تتزاحم برأسها ..


لماذا لم يعد ؟؟


لقد انتظرته لاسبوع كامل و لم يعد ..

حتى أنها قد ظنت بأن ذلك اليوم لم يكن سوى محض خيال لشدة ما تمنت عودته ..

و لكن مساعدتها أكدت لها بأنه قد جاء ..

إذًا لماذا لم يعد بعد ذلك اليوم ؟؟

هل ينتظر منها أن تبادر ايضًا ؟؟

ألم تكن اجابتها كافية له ؟؟

هل ينتظر منها اتخاذ خطوة مصيرية ؟؟


لم تعد تفهمه ..


لقد طال غيابه و تدرك بأنه لم يعد رصاص السابق ..

تدرك بأن روحه مثقلة بذنب أولئك الأبرياء ..

تكاد تقسم بأنها تشعر بأن ماحدث له قد حدث لها أيضًا ..

و لم يكن بيدها حينها سوى ذلك الوعد الذي وجدت نفسها تقوله له باندفاع ..

و كم ندمت بعد ذلك ..


ليس لأنها قد وعدته بالانتظار فهي بكل حالاتها كانت ستنتظر ..

و لكن لشعورها بأنها قد كبلته و فرضت نفسها عليه ..

و هو لم يعارض فهي في النهاية ابنة عمه و يصعب عليه ردها ..

يا الله كم كان شعورها قاسيًا وهي تفكر بكل ليلة ماذا سيحدث بينهما في الغد ؟؟

وقد مرت الأيام تتبعها سنوات لم تزدها إلا تخاذلًا مع كل يوم يمر دون أي خبر منه ..

فلماذا عاد للإختفاء بعد أن اضاء بعتمتها نورا ..

لماذا بعد أن عاد الأمل يتوهج بصدرها غاب ..


وعاد السؤال يتكرر بذهنها ..


هل ينتظر منها في المقابل أن تخطو نحوه ؟؟

فذلك والله صعب على كبريائها ..

صعب على ذاتها المعتزة بنفسها ..

صعب عليها بعد كل سنوات الانتظار أن تخطو إليه ..


فلماذا عاد ؟؟





،,




ماض



تستلقي بملل و تقلب قنوات التلفاز دون أن تستقر على واحدة ..

تبحث عن شيء يشدها فيه و لم تجد ما يرضيها ..

اخذت هاتفها المحمول من جانبها و فتحت برامج التواصل الاجتماعي واحدًا تلو الآخر ..

و بعد بعض الوقت تأفأفت بضجر وهي ترميه بجانبها بعد أن باءت محاولاتها للترفيه عن نفسها بالفشل ..

تشعر بضيق شديد جراء الهدوء حولها ..

فابنتها قد نامت و هو ما زال في الخارج حتى الآن ..

تقوست شفتيها بحزن و هي تفكر بالوضع البارد الذي يعيشون فيه حاليًا ..

لا شيء جديد في حياتهم ..

روتين ممل و مكرر ..

تتمنى لو تعود لمقاعد الدراسة وهي ترى صديقاتها قد انشغلن بحياتهن الدراسية

و لم تعد تجد لديهن ما يجذبها ..

هي فقط من تبقت لها منهن و تراسلها بشكل مستمر ..

و احيانًا عندما " يوافق " تذهب لزيارتها ..


لقد حاولت مفاتحته بموضوع دراستها ولكنه اعطاها احدى ابتساماته الساخرة و التي تزيد من غيظها ..

و كأنه يذكرها دومًا بأنها هي من تخلت عنها بإراداتها بعد الزواج ..

و دائمًا يلمح لها بأنها يجب أن تثقف من نفسها حتى اذا كبرت ابنتهما تستطيع الشرح لها ..


يزعجها جدًا عندما يتطرق للموضوع

فهو و بدون مبالغة يشعرها بأنها لا تملك الذكاء الكافي لأنها لم تكمل دراستها..

وقد عرفت من كلامه بأنها لا ترضي طموحه من هذه الناحية ..

فهو كان يريد اخرى متعلمة أو بحد قوله " جامعية " ..

و قد فاض بها الكيل بإحدى المرات و قالت له بأنه لم يجبره أحد على التقدم لها و إن كانت لا تعجبه فذلك ذنبه لا ذنبها هي ..

فهي لم تخدعه بشيء و قد تقدم لها وهو يعرف مستواها الدراسي او كما يقول باستنقاص دائمًا " ثانوية عامة " ..


تنهدت بضيق اكبر و اعتدلت جالسة ببؤس ..

ضمت ركبتيها إلى صدرها و أمالت رأسها عليهما

..

سرحت لقبل سنة من الآن ..


لقد كانت ابتهال اخرى ..

حيوية و مرحة و تستطيع ملء وقت فراغها بالأشياء التي تحبها ..

ولكن الآن لا تستطيع فعل اي شيء ترغبه لأنها ببساطة كلما طلبت منه احضار بعض الاشياء كي تملي وقت فراغها فيه ينظر إليها و يقول ببرود " مالها داعي " ..


كلمة حطمت فيها الكثير و كسرت بنفسها الكثير ..

و عندما تجلبها بنفسها عندما تذهب إلى اهلها فهو يثور عليها و يتلفظ بالكثير حتى تعافه نفسها و تتركه دون استخدام ..

بحجة أنه لا يقبل بأن يدخل بيته شيء لم يدفع مقابله..


و لكن الآن يجب أن يتغير الوضع ..


فابنتهما ستكمل عامها الأول قريبًا ولا يصح بأن يبقى على نفس تعامله معها ..

قد يقول عنها غير مثقفة ..

قد يستنقص من اهتماماتها و قد لا يراها شيء

و لكن كل ذلك لا يهم ..

فهي مثقفة بالشكل الذي يرضيها وقد تكون من الأساس تملك من المعلومات اضعاف ما يملكه ..

ولكنها لا تتبجح بها مثله فهي بكل الاحوال لن ترضى بأن يتدنى الحوار بينهما إلى هذا الحد..

صحيح بأنها قد تركت دراستها ولكن ذلك لا يعني ابدًا بأنها لم تستغل وقتها بالقراءة و المعرفة ..

وليس لأنها قد اضطرت لترك دراستها بعد أن حملت و تعبت بأنها مهملة أو لا تريد اكمال دراستها ..

لقد كان من الإجحاف ان خيرها بين أن تذهب إلى الجامعة

وهي تعاني ما تعانيه من تعب الحمل أو ان تنسى الدراسة كليًا اذا اختارت ان تؤجل ذلك الفصل ..

فاختارت الخيار الثاني ظنًا منها بأنه سيغير رأيه فيما بعد عندما يرى تشوقها لاكمال دراستها ..

و كم كانت مخطئة

و كم هي نادمة الآن ..

و لكن بماذا سينفعها ندمها بعد أن تخلت هي بنفسها عن طموحها ..

اطبقت جفنيها بغصة و همست بهدوء :

يارب .. اجعلها خيرة لي ..





،




وقف بمنتصف المكان بأعصاب مشتعلة ثم صرخ بصوت عال : دااااااريييييين


ابتلعت ريقها بتوتر و قد شحبت ملامحها وهي تدرك إلى أي مرحلة وصل بغضبه ..

قفزت بفزع وهي تسمعه يصرخ بصوت أعلى مناديًا لها ..

زفرت بمحاولة لتهدئة نفسها ثم خرجت بخطوات واثقة هادئة

و قبل أن يصرخ مجددًا رآها تقف أمامه بهدوء استفزه ..

هتف بغضب وهو يشير إلى هاتفه : ايش هالهباال اللي ارسلتيه لي !! ايييش يعني اجي و آخذش لبيتش ؟؟


هزت كتفيها بهدوء يناقض نبضاتها التي تقرع بصدرها و تشعر بأنها ستخرج من شدة توترها أو خوفها بالأصح ..

ثم قالت بأقصى ما تستطيعه من برود : يعني أبغى اروح لبيتي اللي المفروض اني فيه من اربع سنوات ..


تقدم منها بعصبية و هو يكاد يفقد سيطرته على نفسه من شدة غضبه : بيتش اللي صاحبه ما يبغيش ؟؟ بيتش اللي صاحبه ناسيش

ثلاث سنوات و عليها !! اي بيت ذا اللي تبغيني اوديش له هاا ؟؟


ابتلعت ريقها بمرارة ثم قالت بصوت موجوع : صاحبه اللي تقول مايبغاني جاني قبل اسبوع للدوام .. ما نساني مثل ما انت تقول ..


قال باستهجان وقد خفت غضبه عندما رأى الحزن يرتسم على ملامحها : واذا يعني جا لعندش ؟؟

تبغيني ارخصش و اوديش له بنفسي ؟؟

اذا هو يبغيش فهو يدل مكان البيت وماهو عشان راعي البيت مات ربي يرحمه يعني انه ياخذ شوره من راسه ..

الأصول اصول ..

ثم أردف بتصميم و قرار لا رجعة فيه : اذا يبغيش خليه يجي لهنا و يطلبش مني و بعدها اشوف اوافق او لا ..


نظرت له بغيظ من تصميمه ثم قالت باستهزاء : انت ناسي اننا متزوجين والا كيف ؟


رفع حاجبه ثم قال ببرود يردع فيه تهورها : لا ما نسيت .. وما نسيت انه صار اللي صار قبل زواجكم يعني ماله مجال عليش ..


شتتت نظراتها بحرج بعد أن وصلها معنى كلامه وقد كانت تنظر له بتحدي ..

فرفع طرف شفتيه بابتسامة ساخرة متفكهة وهو يرى خجلها .. ثم قال وهو يغادر ليزيد من حرجها : روحة لهناك منتيب رايحة وهو اذا يبغيش بيجيش ماهو بطاير تطمني ..

هتفت بغيظ : نااااااصر


اشار لها بعدم مبالاة و خرج ليطبق الباب بقوة فزفرت بقهر .. كانت تعلم بأنه سيرفض ..

ولكن كيف لها ان تصبر حتى يأتي ذلك البغيض الآخر و يعيدها إليه ..

تحركت بخطوات غاضبة ولكن صوت والدتها المتسلي أوقفها : ماشاء الله على بنتي تبي تروح لبيت زوجها غصب عنه ..


نظرت لها بإحراج فقهقهت والدتها بصوت عالي جعلها تضرب بقدمها على الأرض بعصبية

ثم تعود بخطوات متعجلة إلى غرفتها ..

وهي تفكر بجنون ..

ما الحل الآن دارين ؟؟





،




تجلس باسترخاء و الطبيعة من حولها تشعرها بالسكينة ..

تجعلها تنسى جميع ما ينغصها أو تتجاهله حتى وقت آخر .. اطبقت جفنيها بهدوء لتستشعر الجو من حولها ..

منذ صغرها وهي مغرمة بالطبيعة ..

وقد كانت فرحتها عارمة عندما عرفت إلى أين ستكون وجهتمها بشهر العسل ..

ارتفع طرف شفتيها بسخرية و هتفت بداخلها " امحق عسل " ..

فتحت عينيها و نظرت إلى زوجها المسترخي بجانبها هو الآخر ..

لن تستطيع أن تقول بأنه يعاملها بجفاف أو برود ..

و لكنها تشعر بأن هناك العديد من الحواجز ما تفصل بينهما ..

لم يكن شهر عسلها المنقضي منه حتى الآن اسبوع على الشكل الذي أرادته ..

و لكنه ليس سيئًا بالمجمل ..

قد يكون لأنها لا تعرف فهدًا بما يكفي لتعلم ما الذي يسعده و ما الذي يبغضه ..

و هو بالمقابل لا يعرفها و ذلك سبب الفجوة بينهما ..


تعلم بأنها تعجبه بطريقة أو بأخرى فهي تحتل بمكان ما اهتمامه .. قد يكون لجرأتها دور بذلك الاهتمام ..

فهو لا يقصر ابدًا من هذه الناحية ..

احمرار فضيع غزى خديها و هي تنتبه لنظراته الموجهة إليها ..

لا تعلم منذ متى ولكن يبدو بأنها قد شردت بأفكارها ولم تلاحظه ..

شعرت باقترابه منها حتى اصبح ملاصقًا لها ..

اطبقت جفنيها بارتباك وهي تشعر به يستنشق جانب وجهها مع شعرها ..

فهي حركته المفضلة و يفعلها باليوم اكثر من مرة ..

لا تنكر بأنها جريئة معه و لكنه لا يرحمها ..

و كأنه يختبر إلى إي مدى ستصل بجرأتها معه ..

فتحت عينيها بهدوء بعد أن وصلها همسه : افتحي عيونش ..


ناظرته وهو بهذا القرب و هو ينقل نظراته على ملامحها ..

سألها بهمس تفرضه الطبيعة : بإيش سرحانة ..


ابتسمت بارتباك و شتت نظراتها و بهمس مماثل : ولاشيء ..


بتساؤل و هو يثبت نظراته عليها : ليش ما تكلمين اهلش ؟ من يوم سافرنا للحين ما شفتش كلمتيهم ..


بتوتر و انزعاج التقطه من تقطيبة حاجبيها : اكلمهم بس ما تكون موجود .. عمتي تقول اكلمها بوقت اكون فاضية فيه ..


رفع حاجبيه بعدم تصديق .. فيبدو بأن هناك ما تخفيه عنه ..

ولكن لا بأس ..

الأيام كفيلة بتوضيح كل شيء ..

تجاهل افكاره و هو يميل عليها اكثر و قال بهدوء وهو يمرر اصبعيه على خدها : اممم تقولين تكلمينهم !!


اومأت بخفوت و تقطعت انفاسها بترقب وهي تراه يميل عليها اكثر حتى اصبحت تشعر بأنفاسه على خدها ..

طبع قبلة خفيفة ثم استقام جالسًا فاطلقت انفاسها بطريقة جعلته يقهقه بصوت مرتفع ..

اخفضت عينيها بابتسامة هادئة و استقامت جالسة تجاوره وقد شردت بنظراتها مجددًا إلى البحيرة أمامها ..

ترى كيف هي شمعة ؟؟

هل استطاعت التجاوز ؟؟

تعلم بأنها اقوى بكثير مما تبدو عليه ..

و تعلم بأنها هي أنانية جدًا بموافقتها على فهد ..


تنهدت بعمق و التفت هو يناظرها بعمق مشابه ..

يريد أن يضع يده على جوهرها و لكنه للآن لم يستطع أن يفعل ..

انها غامضة بطريقة تجعله يرغب بكسر غموضها الذي يغيضه .. و حتى الآن لا يعلم لماذا وافقت عليه ؟؟


حين اختارها كان يرفض القيود التي قيدته منذ شبابه ..

يرفض أن يكون الرجل الذي يفرضون عليه شريكة حياته ..

و عندما اخبر والدته بشأن خطبته بعد تفكير عميق ..

أغاظه وجدًا عندما هتفت بفرحة بأنها ستخبر عمته بشأن خطبتهم لشمعة ..

حينها قاطعها ببرود وهو يقول : بس أنا ما ابغى شمعة .. ابغى سهام ..


كانت صدمة والدته بالغة و قد رفضت ذلك رفضًا قاطعًا

فقال لها بأن تصرف النظر عنهم و تبحث له عن " عروس مناسبة " من أي عائلة اخرى ..


وحينها كان رفضها صارمًا

و لكنها و بعد ايام جاءته و اخبرته بأنها ستخطب له سهام ..

لقد توقع بأنها سترفض ..

فمن البديهي جدًا أن ترفض ..

و كذلك والدته اخبرته بأنه فقط سيتسبب للعائلتين بالقطيعة

و بأنه لن يستفيد شيئًا ..

و كم كانت صدمتهما بالغة عندما بلغتهما موافقة سهام بعد يومين فقط ..

و كانت هذه هي أولى خطواتها إلى حياته ..

بكامل جرأتها و غموضها ..

قطع حبل افكاره حركتها بجانبه و قد اعتدلت بجلوسها فاستغل الوضع و استلقى ليضع رأسه في حجرها و يحتجز كفها بين انامله وهو يراقب ابتسامتها المائلة 

لنا لقاء آخر .. برقصة أخرى



الثاني من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close