رواية تميمة ثائر الفصل التاسع 9 بقلم حنان عبدالعزيز
الفصل التاسع
انتبهه الجميع الى صراخ تميمه وسقوطها أرضاً، فاق ثائر قبلهم واتجه اليها بسرعه وقلق أن يصيبها مكروه وخرج من المنزل مسرعاً خالفاً تركه نيرات تشتعل من الغضل والصدمه والحزن
جرت آيه الى الباب بسرعه لتجد قبضته تقبض عليها بقسوه وعيةن مظلمه: إنتِ رايحه فين يا ست هانم لسه مكتبناش الكتاب
نظرت له بدموع وهى تسحب يدها بقوه:انا مش هسيب صاحبتى تعبانه وانا بتجوز انا مش زيك شيطا*نه
كاد ان يمسكها مره اخرى ولكن وقف عُمر امامها تلك المره وهو ينظر له بغضب وغيره: إبعد عنها وأخرج من هنا بهدوؤ علشان متندمش على اليوم الى اتعلمت فيه تمشى
نظر له بسخريه ونيران تأجج من عيناه: إنت الى هتخلينى أندم إنى مشيت وريناى
مسك عُمر تلاتيب قميصه بغضب وكاد ان يسدد له لكمه لكن مسك والده قبضه يده بسرعه ونظر الى مصطفى بنظرات غاضبه ثم تحول الى ابنه: مش وقته يا عُمر تعالى نطمن على أختك الأول يبنى
تركهه عُمر بغضب بينما نظر الى آيه: تعالى معانا انا مش هسيبك مع الحيو*ان دا تانى
صرخ به مصطفى بغضب: تروح فين مش هتمشى من هنا غير لما نكتب الكتاب انتوا فاهمين
: معندناش بنات للجواز يبنى
نظروا الى صاحبه الصوت وجدوا والده آيه تقف امام مصطفي بجمود وهى تقول: زى ما سمعت الانسان بيظهر على حقيقته وقت العصبيه وانت شكلك وراك حكايه كبيره علشان تسرعك فى الجوازه دى وانا بنتى مش معيوبه علشان أرميها للنار بأيدي مع السلامه يبنى كل شئ قسمه ونصيب
نظر لهم جميعاً قد تدمرت كل خططه مره أخره بسبب تلك الغبيه نظر الى عُمر الذى أردف ببرود: اتفضل الباب مفتوح برااا
نظر له بعيون مشتعله: هخليك تندم على كلامك دا وبكره تقول مصطفي قال
ثم تركهم بعدما وجهه انظاره الى آيه بوعيد وتهديد وخرج بغضب يحرق الاخضر واليابس بينما تتابعه نظرات والد تميمه بغموض وحزن.. حتى اتجه الجميع الى المستشفى التى اخبرهم بها ثائر حتى يطمئنوا على تميمه وعلى الطفل...
كان يقف امام الغرفه وهو يسير ذهاباً وإياباً بتوتر لأول مره يكاد قلبه ان يخرج من ضلوعه من الخوف عندما حملها كالجسده الهامده بدون حركه، لا يعرف ماذا أصابها لتصرخ فجأه ويغمى عليها، هل من الممكن ان تتأذى لا لا والطفله نعم لا يريد ان تتاذى الصغيره أيضاً، لم يملك وقتاً ليستغرب من تصرفاته وقلقه عليها وعلى ابنتها بذالك الخوف والقلق كان ينصب كل تفكيره فقط على خروجها الآن بسلام وأن تنير غرفتها وتجلس معه من جديد
بعد قليل...
خرجت الطبيبه من الغرفه وهى تنظر للذى اتجه اليها بسرعه البرق وهتف بتوتر: تميمه اخبارها إييه.. هى كويسه صح هتخف مش كده
هزت الطبيبه رأسها بإبتسامه مطمأنه: هى كويسه جداً بس محتاجه شويه راحه هى اتعرضت لضغط عصبى انا اديتها حقنه مهدأ تريح اعصابها وتنيمها ساعتين وهتفوق وتقدر تاخدها وتمشى
زفر براحه واخذ يحمد ربه على خروجها سالمه واتجه الى غرفتها واقترب منها بوجهه الشاحب كانها رأت كابوساً مرعباً وحبيبات العرق التى تنثر على جبينها اقترب منها بسرعه ومسك يديها بقلق وهو يهمس لها بعبارات الاطمئنان والحنان حتى هدأت روعتها قليلا وأكملت نومها بهدوؤ بينما هو اخذ يمرر يديه على وجهها بشغف وكانه لا يمل من ملامحها المهلكه له تنهد بتعب: أنا مبقتش فاهم حاجه وحياتنا دى ماشيه أزاى قلبى مقسوم نصين مش عارف أختار حاسس أنى هكون انانى لو سيبت نوران انا وعدتها انى هفضل جمبها بس..
ثم تنهد ونظر لها بحزن: غصب عنى حبيتك إتعلقت بيكِ عيونك ساحرنى من تلات سنين وانا بتجاهل شبح عنيكى الى بيظهر قدامى لما كنت بغمض عينى لما رجعتى قعدت اقنع نفسى بالسبب دا علشان اكرهك بس كنت بكدب على نفسى وعليكِ، عارفه ولحد الآن أنا كداب انا مينفعش أظلم نوران ومينفعش أظلم قلبى الى معاكى
تنهد بصوت مسموع: يارب يارب
ثم قبل يديها بهدوؤ وخرج ليتحدث مع عائلتها التى وصلت للتو ليخبرهم عن حالتها
: يعنى هى كويسه يبنى
هز ثائر رأسه بهدوؤ: أيوه يا عمى كويسه هو ضغط وكده والحمل كمان تاعبها الدكتوره قالت كده
نظر والدها الى غرفتها بتوتر: طيب انا هفضل معاها لحد ما تصحى
اقترب منه ثائر بأطمئنان: يا عمى متقلقش أنا هكون معاها وهتصحى ونمشى خد عُمر وأنسه آيه واتفضلوا وأنا لو حصل حاجه هبلغكم
اقترب عُمر من والده بهدوؤ: يلا يا بابا وبكره هنروح نشوفها ونطمن عليها
هز والده رأسه بتردد ليذهب مع عُمر وآيه التى كانت تتابع الموقف فصمت فهى تشعر بتأنيب الضمير بسبب حدوث كل تلك الفوضى بسببها بينما نزل معهم ثائر ليوصلهم الى الأسفل ولكنه اوقف آيه وقال: أنسه آيه انتِ تعرفى مصطفي منين
هزت راسها بحزن: جه اتقدم زيه زى اى حد صدقنى منعرفش عنه اى حاجه
نظر لها بشك: متأكده وازاى جاب المأذون علشان يتجوزك بالسرعه كده
تنهدت بدموع وهى تتذكر ما حدث: مش عارفه انا لسه جايه من مشوار من بره لقيته هو والمأذون بيقول ان عنده شغل ولازم يخلصه ونكتب الكتاب دلوقتى وهنعمل فرح بعدين بس وقتها اعترضت على اسلوبه وسرعته لحد ما جيتو
كان عُمر يستمع الى الحديث بغضب وهو يرى دموعها بسبب ذالك الحق*ير ثم همس من بين أسنانه بغضب: يلا علشان اوصلك فى طريقى انا وبابا
نظرت له بحزن واومات رأسها وذهبت خلفه لتركب السياره معه ومع والده وتنطلق تحت انظار ثائر الغارقه فى التفكير: يا ترى فى اييه يا مصطفى؟
فتحت عيونها بضعف لترفع يديها لتجد معلقه إحدى المحاليل لتتنهد بتعب ثم تتذكر ما حدث لتهبط دموعها بسرعه على خديها بخوف واخذت شهقاتها تعلو بشده تمنت لو كان ثائر امامها الآن لترتمى داخل صدره وتبكى هى ترتاح عندما تفعل ذالك، اخذت تبكى حتى سمعت صوت فتح الباب بهدوؤ لتنظر الى الداخل وتفتح عيناها بصدمه: إ.. أنت!!!!!!!!
أغلق الهاتف وهو يتنهد بضيق، ثم اتجه الى غرفتها ليرى أذا أستيقظت أم لاا
دلف الى الداخل ليرى السرير فارغ فتح عينه بصدمه لينهش القلق بداخله ويبدأ عقله بعرض سينارويهات مختلفه هل تركته كيف اخذ يدور حول الغرفه بخوف وهو يصرخ باسمها بقلق: تميمه.... تميمه
حتى شعر بفتح حمام الغرفه وخروجها منها ببرود وهى مرتديه ملابسها بعدما ازاحت ثياب المستشفى من عليها وتنظر له بجمود
اقترب منها ومسك كتفيها بلهفه وقلق: تميمه انتِ كويسه فيكى حاجه وجعامى
هزت رأسها بجمود بالنفى وازاحت يده من عليها وصمتت
نظر اليها بإستغراب وضم وجهها بين يديه بحنان وقلق: مالك يا تميمه مش بتردى لييه عليا
نظرت له بعيون خاليه من المشاعر فقط البرود بنظره اقسم أنه طول حياتها لن ينساها حيث لم توجد تلك االلمعه التى اعتاد ان تكون داخل خضراويه عيناها وقالت ببرود: عايزه أروح
ثم ابعدت وجهها من يديه وسارت الى الخارج بينما هو يتطلع اليها بصدمه واستغراب من تصرفاتها التى كادت ان تجنه
لحقها بسرعه وهو يسير بجانبها بهدوؤ: مالك يا تميمه انتِ مش كويسه نروح للدكتوره تانى
لم ترد عليها واخذت تكمل طريقها بجمود، بينما هو نظر اليها بخوف من تصرفاتها ولكنه قرر ان يصمت الآن ويسالها عندما يصلون للمنزل........
نزل من السياره وهى ايضا ليصعد بها الى بيتهم بصمت دون كلام حتى اوقفته آيه بدموع: عُمر انت زعلان منى
نظر اليها بسخريه: وأزعل لييه انا يدوبك كنت هتقدم ليكى وانتِ الماذون كان عندك بيكتب كتابك
نظر الي الارض بدموع وحزن: كان غصب عنى والله انا محبتوش
نظر لها بحزن وتنهد: اطلعى بيتكم يا آيه دلوقتى وقفتنا دى غلط
نظرت له بدموع: خليك جمبى اوعى تسبنى حتى لو طلبت منك كده ممكن
تنهد بحب ونظر لها: عمرى ما هسيبك أنا مصدقت لقيتك اصلاً
نظرت له بخجل ثم أسرعت الى الأعلى بسرعه بينما هو يتنهد بحب وتعب فى آن واحد: يارب أكتبها من نصيبى يارب
ثم غادر واتجه الى. السياره مع والده واتجهوا الى منزلهم، تحت نظرات تطلق النار والجحيم من شده غضبها وهو يضرب مقود السياره بغضب: هندمك هندمك انت وكل عيلتك علشان فكرت بس فى حاجه ملكى صدقتى هندمك...
دخلت الى الغرفه بسكوت واتجهت الى غرفه الملابس لتسحب ملابس لها وتتجه الى الحمام غير عابئه بنظراته المستغربها لها فهى منذ خروجها من المستشفى وهى لا تتحدث معه بأى حرف هل ذالك بسبب الصدمه أم ماذا
تنهد بضيق ثم اتجه الى الخزانه لتغير ملابسه وانتهى وجلس على الكنبه فانتظار خروجها ليتحدث معها قليلاً وعن سبب صراخها وفزعها
فاق على خروجها من الحمام وهى ترتدى بيجاما بينك حريريه وشعرها الأسود حولها، مسك يديه ليتحكم فى مشاعره الذى يود ان يحصرها بين احضانه ويستنشق عبير شعرها، تابعها حتى وجدها تمتدد على السرير وتستعد للنوم
تنهد بضيق: تميمه فى كلام لازم نتكلمه
نظرت له ببرود: مغيش كلام بينى وبينك
وقف من الكنبه واتجه اليها بأستغراب: مالك يا تميمه انتِ بتتكلمى معايا كده لييه
نظرت له بحده: دا المفروض انه يحصل حدود بينا فى التعامل لحد ما أولد وكل واحد ربنا يسهله طريقه
فتح عيونه بصدمه من كلامها نعم كلامها صحيح هو الذى نطقه فى اول زواجهم ولكن عندما سمعه منها تألم تألم بشده، نزل الى مستواها ومسك ذاعيها بغضب: تميمه إحسبى كلامك الى انتِ بتقوليه علشان متندميش
دفعت زراعه عنها بجمود: أنا عارفه انا بقول اييه كويس ولو على سؤال الى انت كنت عايز تعرفه قبل ما نخرج ايوه يا ثائر بخاف منك
وقف امامه يحاول ان يستوعب من نطقت به للتو، لتقف مفزعه من السرير وتصرخ به بغضب: بخاف منك من وانا صغيره لما كنت بتيجى عندنا زيارات كنت بجرى أستخبى منك علشان متشوفنيش ولا تعرفى كنت بكرهه اشوفك كنت بحس بالرعب مش بالخوف يمكن مبخافش من الى اغتصب*نى قد ما خفت منك انت الشبح بتاعى طول السنين الى فاتت دى يا ثائر، أنا بكرهك بكرهك....
قالت كلماتها التى كانت كالخناجر لتطعن قلبه بشده ليمسك قبضه يديه بغضب ويذهب من امامها خارج الغرفه بل خارج القصر متخذاً سيارته وهو يسوقها بسرعه كبيره
كانت تراقب خروجه بدموع وهى تسقط على الأرض بألم وحزن: غصب عنى والله غصب عنى إلازم ابعدك عنى أنا بدأت أحبك وكل الى بحبهم بيمشوا فلازم تبعد قبل ما أتعلق بيك أكتر أنا أسفه
ثم نامت مكانها من كثره الدموع والحزن......
مرت ثلاث أيام على الجميع
_غياب ثائر عن الفيلا والذى أتصل بوالده ليخبره بإنشغاله بمهمه كبيؤه أدت الى تغيبه تلك الأيام ولكن تميمه كانت تعرف سبب اختفاؤه الحقيقى هو لا يريد رؤيه وجهها ولا مواجهتها بعد كل ما قالته له اخر مره، اما هى كانت حبيسه غرفتها بحزن فقط تضم ركبتيها الى جسدها وهى تهتز بدموع وحزن لا تتوقف، اصبحت حالتها صعبه ولا تخرج الى اى مكان فقط تأكل القليل لتشبيع صغيرتها فقط تاركه قلبها ينزف من شده الألم.
أما آيه كانت ايامها هادئه الى الآن ولكن يبدو انه الهدوؤ ما قبل العاصفه حيث لم يظهر مصطفى امامها منذ ذالك اليوم ولم تراه أبداً، بل يقوم عُمر بتوصيلها كل يوم من الجامعه حتى لا يتعرض لها أحد من طرفه......
داخل تلك السياره هو يمسك يديها بحب وحنان: ندمانه؟!
نظرت له بدموع: لا والله مش ندمانه بس مكنتش أحلم إن الى حصل دا يحصل بسرعه كده
تنهد بحزن: هعوضك والله يا آيه نعدى الفتره دى على خير ونتجوز ونعمل أحلى فرح فى الدنيا
ابتسمت بحب له ثم انطلقوا الى منزلها عائدين من وجهتهم تحت انظار الرجال التى تركهم مصطفى لمراقباتهم ليبلغه كل ما حدث من نزول عُمر وآيه من احدى العمارات وهو يمسك يديها ويقبلها بحب وحنان
أخذ مصطفى يكسر كل شئ حوله بغضب وهو يلهس: هدمر*كم والله همو*تك يا آيه، أنا تعملى فيا كده ترفضينى علشان تتسرمحى مع الزفت دا ماشى حقى مش هسيبه
ثم امسك هاتفه وامر بغضب: الاتنين دول يكونوا عندى فى اقرب وقت انت فااهم
ثم اغلق الخط وهو يتوعد لهم بكل ما هو جحيم تحت يديه.......
سمع طرق على الباب ليسمح للطارق بالدخول وهو على نفس حالته مرمى على الكنبه ويضع يديه على وجهه، فاق على صوت صديقه: اييه يا سياده المقدم ثائر مش عندك بيت تنام فيه
تنهد ثائر بضيق: خير يا زفت عايز اييه
: براااحه يا عم الاه دا انا صاحبك حتى
تنهد ثائر بنفاذ صبر وقال بغضب: بقولك انطق فى اييه
ارتعب الاخر من صوته وقال بسرعه: عايزين نعمل مهاجمه على صفقه ممنوعات بتتسلم دلوقتى بس...
: بس اييه انطق
تنهد صديقه: المهمه خطر وفيها رجاله كتير وناس من المافيا
وقف ثائر بهيبته الشاحبه قليلاً بسبب عدم نومه طول الأيام السابقه وهو يجهز سلاحه ويقول بجمود: جهز الرجاله انا هطلع لوحدى
قاطعه صديقه بخوف: لا يا ثائر مينفعش بقولك خطر و...
قاطعه ثائر بصرامه: انا قولت الى عندى يا ادهم يلااا جهزهم وانا هطلع بيهم مش عايز حد
تنهد صديقه باستسلام فهو يعرف عقل ثائر مهما حدث لن يتراجع عن قراره: حاضر يا ثائر
ثم تركه وغادر بينما جهز ثائر اغراضه واغمض عينيه بتعب لتظهر صورتها امامه مره أخرى ليزفر بضيق: لييه بتطلعى قدامى ليييه اعمل اييه تانى علشان انساكى اعمل اييه...
كانت حبيسه غرفتها كالعاده وهى تمسك احدى ثيابها لتشعر بوجوده معها على الأقل بعدما حرمت نفسها منه ومن وجوده بجانبها اغمضت عيناها بتعب لتفتحها فجاه على صرااخ حنان بالاسفل بإسم ثائر لتنزل مسرعه الى الاسفل بخطى متعرجه وهى تتعثر حتى وجدت حنان جالسه على الارض وتصرخ:ثائر مااااااااااااااات ابنى ماااااااااااااات