اخر الروايات

رواية ابنتي اختارت لي زوجا الفصل الثالث 3 بقلم سلمي سمير

رواية ابنتي اختارت لي زوجا الفصل الثالث 3 بقلم سلمي سمير


صدمت الطفله رودينا من اتهام اولاد استاذها بالسرقة لابيهم وردت عليهم بحسرة وانكسار:
لا انا مش عايزه اسرقه منكم، انا عايزه اعيش زيكم، يكون ليا بابا يحبني ويخاف عليا ويحميني ويطبط عليا
اجهشت بالبكاء وذرفت عيناها الدموع بلا تتوقف واكملت بالم يجتاح قلبها الصغير الاخضر:
انا ليه مليش بابا ولا اخوات، ذنبي ايه اتحرم من بابا قبل حتي ما اتولد، ماما بتحبني اه
لكن انا بشوف كل اصحابي معاهم بابا الا انا حتي جدو مات وسابني، يارب خدني لبابا وريحني
نزل المدرس حسام الي مستواها وجذبها الي صدره محاولًا مواساتها واحتواء حزنها وقال بهدوء ورفق:
استغفري الله يا رودينا، حرام تعترضي علي أمر ربنا، انت ممكن تكون رسالة والدك بالدنيا، ولما كملها ربنا استلم وامانته
خليكي دائمًا علي يقين أن ربنا عمره ما بيظلم عبادة
الم يقول في كتابه الكريم(إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا
وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
وقال تعالي ﴿ مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾
شوفتي ربنا بيقول لعباده ايه، سواء فهمتي او لاء لازم يكون عندك ثقه في قضاء الله وامره، واكيد الخير فيما اختاره الله
رفعت راسها عن صدره وبكت بحرقه:
طيب ايه الخير في اني اعيش من غير ما يكون ليا بابا، او حتي اخ او اخت، ولما اختارك بابا
اولادك يقولو عني بسرقك، طيب هما اخوات مع بعض لكن انا مليش حد، وحيدة ايه الخير يا مستر في موت بابا بالذات
ابتسمت فجأة وملست علي وجنتاها وقالت:
انا مش حراميه والله ولا هسرقك منهم قولهم إن مش عايزه أكثر من اللي بتعمله معاهم، تهتم بيه وتاكلني بايدك وتخاف عليهم وتحمني زيهم، والنبي يا مستر وافق ابقي بنتك
طيب مش عايز تتجوز ماما خدني انا رغم انه صعب ابعد عن مامتي لكن معاك اقدر اروح ازورها قلت ايه
احتار المدرس في تلك الطفله التي تغلب احتياجها الي الامان علي تفكيرها وشعر انه أمام مشكله كبيرة معها ليس لها من حل فكان تدخل أبناءه هو الحاسم:
بابا قولها أننا عندك احنا كفاية ومش محتاجين لا اخ ولا اخت، وكمان ماما مستحيل تقبل يكون لينا بنت زيك
بتبص علي اللي مش ليها وتطمع فيه، يمكن ربنا حرمك من والدك لكن اكيد عوضك بحب مامتك ليكي لوحدك
لكن احنا ملناش غير بابا وماما لينا احنا الأربعة يلا امشي وسبينا في حالنا احنا بنكرهك
كان كلام أبناءه اللاذعه جارح وصادم الي الطفله التي فاضت بمشاعرها بعفوية دون خبث او مكر وتخطيط مسبق كم يخيل لابناءه فقالت بالم وحزن يمزق قلبها:
حاضر همشي وانا اسفه ليكم، انتو صح وانا غلط ربنا يبارك ليكم في باباكم ومتتحرموش منه زيا ما انا محرومه من بابا
لم تترك لهم مجال للرد عليها اخذت حقيبتها المدرسية وخرجت تجري كي تلحق الباص الخاصه بها،
تأفف المدرس بضيق من كلام أبناءه اللاذعة لها وقال:
انتم ازاي تعملو معاها كده البنت في محنه، وحبي ليكم أظهر احتياجها لحنان ابوها، ليه القسوة دي معاها،
انا زعلان منكم لاني عمري ما كنت كده معاكم ولا عودتكم علي انكم تقسو علي المحتاج بالشكل ده
التف الصغار حول والدهم واخذ يعتذرون منه موضحين أنهم
صدمو من طلبها زواجه من والدتها
لم يتحمل حسام رجاء توسلات أولاده كثيرا بالسماح منه، وضمهم الي صدره وغادر بيهم المدرسة
***********
وصلت رودينا الي بيتها واستقبلتها المربية الخاصه بها التي حرصت علي تجهيز الغداء له لكن رودينا رفضته ودلفت الي غرفتها واغلقتها عليها،
ظلت ممددة علي الفراش لا حراك لكنها مستيقظه تفكر فيما قال استاذها وأبناءه عن الرضي بقضاء الله وأنه خيرًا لها
واخذت تتسال بجنون:
يارب يارب ايه الخير في انك تحرمني من بابا وافضل طفله وحيدة لام ادمنت العمل علشان تكفي طلباتي، فين الخير في ده انا هموت لو استاذ حسام مبقاش بابا انا بحبه اووي اوي
يارب خليه يرضي يكون بابا او يقبلني بنت ليه
عادت والدتها من عملها اول ما دلفت من الباب نادت علي المربية التي اتت اليها ملبيا وقالت:
تحت امرك يا ست هانم
ابتسمت لها بهدوء وبشاشة وسألتها بلهفه:
قوليلي رودي رجعت امتي وكلت ولا لسه
اخذت المربية ارياقها بصعوبة لعلمها بان سيدتها ستعنفها بشدة لعدم حرصها علي اطعام ابنتها وقالت لها بتردد:
هي رجعت في ميعاده مع الباص، ووالله يا ست هانم حاولت معاها تاكل مرديتش ودخلت اوضتها وقفلتها عليها
ألقت سوزان الجاكت الذي كانت تحمله في يده ودلفت الي غرفة صغيرتها كي تعرف ما الم بها،
رأتها ممددة وتنظر الي سقف الغرفة بشرود، جلست بجوارها وجذبتها الي صدرها بحب كبير واردفت:
حبيبة قلب ماما سرحانه في ايه وليه ماكلتيش معقول يا رودي عايزه تزعليني منك
نظرت إليها ابنتها بروح فاقدة الحياة ودمعتي عيناها فجأة وسألتها بريبة جعلت والدتها تشعر بالذعر:
ماما هو انا لو روحت لبابا تزعلي مني وتخاصميني
صرخت سوزان بهلع وضمتها الي صدرها بقوة وقالت:
بعد الشر عليكي ياقلبي، ليه كده يا رودينا دا انا عايشه في الدنيا علشانك، بتعب ليل ونهار علشان اوفرلك حياة كريمه ومخلكيش نفسك في حاجه ابدا
بالسهل كده عايزا تحرميني منك، دا انا اموت فيها يا احلي حاجه في دنيتي،
اجهشت رودينا بالبكاء ودفنت راسها في حضن امها وقالت بشجن وحزن عميق:
سامحيني يا ماما بس انا نفسي يكون لي بابا زي كل اصحابي
انا عارفه اني طماعه، بس انت بتتعبي اوي ومعندكيش الوقت اللي تقدري تعملي فيه كل حاجه نفسي فيها،
لكن لو ليا بابا هتفدري تكوني جمبي ومعايا اكثر من كده،
انا محتاجه اب واخوات ليه مش عايزه افضل وحيدة
زفرت سوزان بضيق وضمت ابنتها أكثر اليه وملست علي راسها بحنان وقالت:
غصب عني يا رودينا، والدك مكنش جوزي بس، كنا متربين مع بعض وكبرنا مع بعض حتي درسنا في نفس الكلية، لما اشتغلنا، اشتغلنا في نفس البنك
انا مقدرش اشوف نفس مع راجل غيره ولا هقدر سامحيني والدك كان احن زوج في الدنيا كان ليا اخويا وابني وكل دنيتي صعب اعيش ده مع حد تاتي
صدقيني يا رودينا مفيش حاجه صبرتني علي فراقه الا أنت اوعي تفكري اني اقدر استغني عنك اتت كمان
ولو علي الشغل، انا هاخد اجازة من بكرة اسبوع بطوله، ايه رايك هعوضك فيه واعملك كل حاجه نفسك فيها ولا تزعلي يا قمرتي
ابتسمت علي مضض وقالت:
ماشي يا ماما اللي تشوفيه
حملتها وهي مازالت في حضنها وقالت؛
مدام اتفقنا يبقي تقومي تأكلي معايا علشان مزعلش منك ولا تحبي انا كمان افضل من غير اكل
هزت راسها بالرفض وذهبت معها لكي تاكل، كانت تنظر إلي والدتها بالم ولم تصرح لها بحزنها الدفين،
ظلت والدتها معها لا تتركها الي إن حان المساء وذهبت الي غرفتها لكي تنام
******
في صباح اليوم التالي اتت المربية كالعادة وكانت سوزان تتجهز نفسها للانصراف وقالت له:
مش هلحق أصبح علي رودي، كان عندى اجتماع وسيبته امبارح خفت اتاخر عليها، هروح اشوف خلص علي ايه واظبط اوراقي واقدم علي اجازة
بلغي رودي اني همر عليها في المدرسة واخد ليها اجازة علشان نخرج نغير جو أو نسافر بره مصر يومين
يلا سلام واسمعي فطريها كويس
خرجت سوزان مسرعا الي عملها الذي تحرص عليها حتي تعيش ابنتها في مستوي حياة مرضي
دلفت المربية علي رودينا غرفتها بعد أن انتهت من تجهيز الافطار لها نادت عليها كثيرا فلم ترد دنت منها و تحسست جسدها وخرجت تصرخ من عندها بهلع
امسكت الهاتف واتصلت بسيدتها التي كانت وصلت للبنك للتو وتسجل حضور فنادتها فتاة من الاستعلامات:
استاذة سوزان تليفون علشانك
استغربت سوزان من يريدها في هذا الوقت المبكر ،تناولت الهاتف وسالت من المتصل:
مين معايا
بصوت مرتبك ومذعور ردت عليها :
انا سعاد يا ست هانم اتصلت بيكي كتير علي المحمول مردتيش غصب عني اتصلت بالبنك
ارتجفت سوزان من صوتها الملهوف وسألتها:
في ايه يا سعاد انا لسه سيباكي من ربع ساعه، طمنيني رودينا صحيت ولا لسه وفطرتيها ولا لاء انطقي
لطمت المربية خدها وقالت بلوعه وبكاء حزين:
لا يا هانم رودينا مصحيتش بنتك....؟!
**********
يتبع.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close