رواية ضد الانصاري الفصل الثاني 2 بقلم اية محمد
زيـن: دلـوقتي جـه وقت هديـة جـوازنا..
عـهد بإستغراب: اللي هي!!
زيـن: قوليـلي يا عهـد، مش نفسك تبقي أم؟
أقتـربت منه عهـد وربتت علي كتفـه..
عهـد: مشيهـا إخـوات عشان نعـدي الفترة اللي أنا مش فاهماها دي علي خير..
زيـن: ولـو قولتلك إني اتجـوزتك علشـان تجيبيلي طفـل!
عـهد بغضـب: أنت تقـول اللي تقـوله مع نفسـك، وبعـدين مستحيل يكـون دا سبب جـوازة تكون بالطريقة دي..
زيـن: فعـلا، سبب جـوازنا أكبر بكتير، بس هنـاقش الموضوع دا بعدين..
أقـترب زيـن تجـاهها فتراجـعت إلي الخلف علي الفراش وظلت تتـراجع حتي سقطـت من الجهـة الأخري..
كتم ضحكـاته ثم أتجـه لهاتفـه وبحث عن شئ ما ثم ذهب ليجـلس جوارها علي الأرض، وأعطاها لتري شيئـا مـا..
كـان ذلك مقطـع فيديـو ولكن بجـودة ضعيفه وإضاءة خافتـه ولكنها استطـاعت بسهـولة تمييـز تلك التي تركض خـائفـة و توقفـت خائفـة تخفي وجهها بيديها أمام تلك السيـارة التي اقتربت منهـا بسرعـة كبيرة ولكن باللحظة الأخيرة توقفت السيـارة أمامها ولم تمسها، خرج زيـن من السيـارة ومعـه السائق وأقتربا منهـا...
زيـن: وقتهـا سألتها هي كويسه ولا لا و لكن البنت كانت حتي ملامحها مش باينـه بسبب أثـار الضرب اللي عليهـا، عرضت عليها اساعدها وعرفتها بنفسي يمكن تكون عارفاني وتثق فيا اني مش هأذيهـا بس أنا حسيتهـا خافت أكتر وقالت انها وصلت للمكان اللي هي عاوزاه...
الفيديو دا أنا قدرت أوصـله بعد ما اتحذف، يعني فيه حد مسحـه، ومعرفش اي حاجه تاني عن القضيـة، بس مش أنا اللي قتلتها..
عهد ببكـاء: يا تري إيه اللي حصل معاكي يا ياسمين، مريتي ب إيه وقتها!!
زيـن بهدوء: هي دلوقتي أكيـد مرتـاحة، جوازي منك ملوش علاقـة بيهـا.
عهد بدموع: طب ريحـني وقولي السبب..
زيـن: أنتي وعدتي الولاد تعمليلهم رز بلبن، وزي ما وعدتيهم لازم توفي بالعهد علشان هما كمان لما يوعدوا يوفوا..
عهـد مسحت دمـوعها بيأس وهي متيقنـه أنه مش هيقـولها عن السبب غير بمزاجـه زي ما وراهـا الفيديـو في توقيت اكيد هو حاسبه كـويس..
عهـد بضيق: مهمـا كان..حتـي لو مش أنت اللي عمـلت كدا أنا مش هسامحك علي اللي عملته مهما كان السبب، ولو انت فاكر انك ممكن تلمس مني شعره تبقي غلطـان..
وقفـت وخـرجت من الأوضـة ونزلت لتحـت للمطبـخ..
عهد بهدوء: لو سمحتي أنا عاوزة أعمل رز بلبن للأولاد، المكونات موجـودة هنا ولا أشوف حد يجيبهم..
الخادمة:موجـودة يا هانم..
عهـد: طيب جيبـهالي و سيبيلي بس المطبـخ علي ما أخلص..
الخادمة: حاضر ثواني..
أحضـرت لهـا الخادمـة الأدوات وبدأت في تحضـير ما طلبـه الصغيـرين بعقل شـارد فيما هي مقبـلة عليـه، أنهت الوصفـة و وضعتهـا بالأطبـاق ثم تـركتهـا في الثـلاجة ليبـرد..
خـرجت لتجـد ذلك البهـو الكبير " الصالة" فـارغة وكأن المنـزل لا يسكـنه أحد، صعـدت للغـرفة فـوجدتهـا فـارغـة ولكنها إنتبهـت لتلك الحقيبـة التي أحضرتها والدتها..
اتجـهت لها وأخذتها ثم عـادت للأريكـة، وجدت بهـا أطعمـة عديدة مثل الفطيـر و العسـل وغيره من تلك التي يحضروها عادة للعرائس، مغلفيـن بشكل محـكم..
عهد بحـزن: عروسة..
.............................................
_ حسيـن، حبيبي..
خـرجت تلك الفتـاة تركض بسعـادة تقطـع درجـات السلم بسـرعة كبيـرة، عندمـا رأها تـرك حقيبتـه أرضـا وفتح ذراعيـه ليعانقـها بحب اخوي حقيقي..
حـور بسعادة: وحشتـني أووي أوي، ليه كدا كل الغيبـة دي..
حسين بإبتسامة: وأنتي كمـان وحشتيـني، تعـالي بس نطـلع فوق مش هنتعـاتب علي السلم..
صعـد الإثنـان للأعلي ليجـد والدته تنتـظره بشوق ولهفـة حقيقـة، ترك حقيبتـه مرة أخري و ركض ليرتمي بيـن أحضـانها، إنه الدواء الذي أذهب عنه كل التعب، ظل متمسـك بها لدقـائق ثم احتضـن صديقـة و زوج أختـه الذي أتي لإستقبـاله..
حازم بحماس: يـلا يا عيـوش نتغدا بقي، بصـراحة بقي دا أهم حاجه بتحصل في اليوم اللي أنت بتيجي فيه، بيبقي أحلي وجبة ممكن اكلها لشهور..
حسين بضحك: ليه يا ولد قصدك إن بنتنـا مبتعملش أكل حلو زي أمها!!
حازم: لا لا أنا في عرضك! هتوقعني في الغلط ليه بس..
عائشة بسـعادة: ادخـل يا حبيبي غير هدومك علي ما نسخن الأكل، أنا عملتلك كل حاجه انتي بتحبها انا عارفه ان وحشك أكل أمك..
حسين بإشتياق: بس أنتي وحشتيـني أكتر عـاوز اقعد معـاكي شوية..
حازم: طب أنا هـنـزل أشتريـلكم طبق كنـافة بالبسبـوسه علشان نبقي نحلي بيـه..
عائشة: مفيش داعي يا حبيبي هعملكم انا حاجه حلوة..
حازم: لا كـفاية عليكي اوي اللي عملتيه النهـاردة، هنزل أنا اشتري و هجيبلك الشكولاته اللي بتحبيهـا..
خـرج حـازم وبالأصل قرر تـركهم سويا ليتحـدثوا دون حـرج، جلسوا ثلاثتهـم علي الأريكـة ينـظرون لبعضهم بإشتياق..
عائشة بدموع: كدا يا حسين كل الغيبة دي! هان عليك تغيب عن أمك أربـع شهور بحالهم!!
حسين: أنا آسف والله العظيم أنا مبقيتش عـارف اخد أجازة خـالص والله غصب عنـي..
عائشة: قولي يا حبيبي عامل إيه! بتاكـل كويس و مبسوط ولا الشغل بيتعبك..
حسين: مبسـوط و مرتاح، ربنـا رزقني بإتنيـن صحـاب زي الفـل و محترميـن و حالتهم بردو زيي كدا و قعدنا في أوضـة واحدة و لو حد فينا عمل حاجه غلط التاني بينبـهه..
بس في واحد منهـم مجـنون ودماغـه طايره إسمـه فرج، تخيلي يا ماما في واحد أجنبي معجب بيه..
عائشة بصدمه: يلهـووي..
حسين بضحك: اه والله ويا عيني بيفضل طول الوقت هربان منـه وإحنا طبعـا ماسكينـه تريقه..
حور: طبعا متبقوش صحـاب إلا لو عملتوا كـدا..
حسين بإبتسـامة: التـاني بقي في دنيـا تانيـه، لو الدنيا ولعت حـواليه لا مش هنـا خالص، بس بتاع بنـات حبتين بس أهوه بنحـاول نخليه يمشي عدل، وهو بردو حاطط في الإعتبـار إنه عنده أختين بنات و بيحاول دلوقتي يجهزهم ويجـوزهم..
عائشة: لوحده!
حسين: آه يا ماما والده متوفي و والدته ست كبيـره.. ربنا يعيـنه.
عائشة: طب و أخواتـه تعرفهم!
حسين: لا أنا مشـوفتش حد منهم..
عائشة: طب ما تشوف كدا يمكـن نخطبلك واحدة منهم، أهوه أنت تراعي ظروفه وهو يراعي ظروفك..
حسين: إيه يا ماما الكلام دا!!
حور: لا يا ماما، حسين تعب أوي علشان يعيشنا عيشة كويسه وعلشان يعلمني ويجـهزني، هو كمان حقه يخـتار اللي يحبها، مش يدور علي جوازة متكلفهوش..
عائشة: أنا مش قصدي يا بنتي، والله أنا بقول يعني ليه ميشوفهاش ولو معجبتـوش يبقي خلاص..
حسيـن: مفيش الكلام دا يا ماما وأنا ايه هيخليني أشوفها..
عائشة: نعزمه، انا عاملة جمعيـة، هقبضها و نعزمـه هو وصاحبك التاني و أهلهم..
حسين: بس يا ماما..
عائشة: مفيش بس، أنتي إيه رأيك يا حور!!
حـور: تمام اه يشوفها الأول.. قولت إيه يا حسيـن؟
حسيـن بتعب: خلاص خـلوني أفكـر..
.........................................
وضـع يده علي مقبض ذلك الكـرسي المتحـرك بذلك المعهـد الخـاص بالأورام، نـظرت له السيدة التي تدفـع الكرسي و شهقت بسعادة..
كريمـة: فرج!!
رفعـت تلك الجـالسه رأسهـا تنـظر بلهفـه وصرخـت بسعادة بإسم إبنهـا الذي جلس علي ركبتيـه وضمهـا وهو يبـكي..
أصبحـت منهكـه ومتعبـه، برغم أنه كـان معها منذ أسبـوعين ولكنهـا تبدو مرهقه عن ذي قبـل..
قبـل رأسها ويدهـا عدة مرات وهي قبلته في خديـه بحب كبير وضمتـه مرة أخري..
منـال: يا حبيبي أنت جيت إمتي؟
فـرج: أنا جيت علي هنـا، أنا عارف إن عندك جلسة النهـاردة، أنا هبقي معاكي النهـاردة، إتحسني بقي يا ماما، علشاني، عشان أنا مليش حد غيرك..
منال بدموع: وأنا مش بحـارب غير علشـانك يا حبيبي..
...........................................
جـلس ينـظر للطـعام يحـاول الفرار فلقد أصبحـت معدته ممتلئه علي وشك الإنفـجار..
سعـاد: طب هغرفلك حتة مـكرونة بالبشاميل كمـان، علشان خاطري يا أنس إنت مأكلتش حاجه!!
الاء بضحك: بصي أنتي تكتفيـه و تقـعدي تزغطي فيه أحسن..
نـور بضحك: حبيب قلب الماما خلاص بقي عامل زي الكـورة، محـتاج فوار فـواكه..
أنس بإبتسامة: متغاظين، شايف أنا الغيرة علي وشوشكـم، هتطقـوا من الغيرة صح يا ماما!؟
سعاد بحب: صح يا حبيبي، ملكش دعـوة بيهـم وكل علشان خاطري..
أنس: إديني بس ساعتيـن تلاته اهضم كل اللي أكلته دا و هاكـل كل اللي أنتي عاوزاه حـاضر..
سعاد بدموع: وحشتني يا أنس، سايب أمك شهرين لوحدها كدا ينفع!!
الاء: لوحدها!!!
أنس: صحيح يا ماما قبضتي الجمعيه!!
سعـاد: أيـوا و سيبتـهم كاملين مقربتش منهم زي ما أنت قولت.. 20 ألف
أنس براحـة: وأنا معايا عشريـن.. هننزل نجيبلها اللي نقدر عليه من الأجهزة الكهربـائيـة..
سعـاد: 20 الف!! جبتهم منين؟ استلفت!!
أنس: لا يا ماما عـامل جمعيـة تانيـه..
سعاد: أومال بتصرف منين!! يا ابني إنت كدا كل مرتبك رايح علينا!!
أنس: وأنا ليا مين غيركم يا ماما، وبعـدين مش علشان نشرف البت الاء دي لما تيجي تتخطب..
الاء بحب: ربنا يخليك ليا يا أنس وميحرمنيش منك أبدا...
....................................
في آذان المغـرب، كانت عهد لا زالت في غرفتهـا تجلس وحيـدة، فقد ذهب الطفليـن في نوم عميق منذ قدومهم من حضانتهـم و لم يتنـاولوا حتي طـعامهم.
الأغرب أنه لم يهتم أحد!
ذلك المنزل مفكك، لم يجتمـع الجميـع سويا ولو لمـرة واحـدة علي طاولـة الطعـام!
تركـت هاتفهـا بمـلل ثم خرجت للمطبـخ وأخذت من الطـعام الذي حضـرته الخادمة للجميـع، لهـا و للطفلين وصعدت بتلك " الصينيـه " عليها عدة أطـباق ودلفت لغـرفة الصغيـرين..
اتجـهت لفراشـهم وأفاقتـهم بهدوء ف اقترب منها فريد ناعسا وضمها بحب، ربتت علي ظهـره بحنان وأخذته للحمـام المتصل بالغـرفة و هي تحـادثه حتي يستفيق، ثم غسلت لـه وجهه بالمـاء البـارد، وكذلك فعلت مع الطـفل الأخر.
ذهبت لخزانتهم وأحضـرت لهم ثياب بيتيـه مريحـه غير ثيابهم التي ارتدوها بالصبـاح، وبدلت لهـم ثيـابهم..
عهـد: يلا هناكـل سوا يا حبايبي..
فريد بتذكر: ماما عاوز رز بلبن..
عهد بإبتسامة: عملتهولكم بس لازم تـاكلوا الأول، بتحبـوا الملوخية صح! ومعاها كوكو اهو ورز، يلا زي الشطـار امسكوا معالقكم..
جلست معـهم وضعت المناديل علي ثيابهـم حتي تحافظ علي نظافتهم و جلست تـأكل معهم تارة وتطعمهم تارة..
فـريد: والله شبعت خلاص يا ماما، أنا كلت كتير أوي..
فؤاد: وأنا والأكل حلو أوي..
عهد: بالهنا والشفـا، يلا تعـالوا ننزل نغسل الأطباق بتـاعتنا و نتمشي شوية في الجنينـة..
فـريد: بس في حفلة هناك مش هنـروح؟
عهـد بتذكر: أيـوا صح!!
وعلي سيـرة الحفـل دلـف زيـن للغـرفة وهو يتحـدث علي الهاتف وهو يمـد يده بحقيبـة تفوح منها رائحـة الساندوتشـات والتي تبدو شهيـة ولكنهم بالفـعل أنهوا طـعامهم.
أغلق زين المكـالمة ونظر للأطبـاق الفراغـه أمامه..
زين: أنتوا كلتوا؟
فريد: شـوف بطـني كبـرت إزاي!
زيـن: ماشي يلا إجهـزوا علشـان الحفلة، هبعتلكم كارما تجهـزكم..
عهد: أنا هلبسهـم..
زيـن: لا أنتي هتيجـي علشـان تجهزي، الحفلة سـاعة واحدة، فـؤاد مش عاوز شقـاوة! تقعد مؤدب زي أخوك فاهم!!
فؤاد: يووه هو مفيش غير فؤاد في البيت دا!!
زين: اه مفيش غيرك ومحـدش قارفني غيرك..
فؤاد بحـزن: ماشي يا بابا..
غـادر الغـرفة فخـرجت خلفـه وهي تنظر لذلك الصغيـر بشفقـة ولكنهـا توعدت لذلك الغاضب، دلفت خلفـة للغرفة وقبـل أن تتحـدث صُدمت من ذلك الفستـان علي الفراش، إنه نفسه الذي أحضره لها بيوم عقد قرانهـم..
زين بثقة: قولتلك هخليكي تلبسيه..
عهد بتحدي: وأنا قـولتلك مش هلبسه..
زيـن بإبتسـامة: وحيـاة ولادي يا عهد، لو ملبستيش الفستان أنا هلبسهولك بنفسي..
ويتبع..