رواية إكتشاف الحقيقه كامله بقلم مريم محمود
- حلوه خطة الهروب دي يا دكتور سيف بس اللي مكنتش أعرفه إنك غبي أوي كدا.
- إيهاب!
أول ما سمعت سيف نطق بإسمه قُمت بسرعه أخدت التلفون منه وبدأت أتكلم معاه بهجوم
- إنت مالك بيا؟ لو فاكر إني عشان سكت على البهدله اللي عملتلها فيا إنت وأبوك تبقى غلطان يا إيهاب.
- أنتِ اللي عملتِ كدا في نفسك يا حبيبتي، يبقى تستحملي، وبعدين ملقتيش غير سيف وحسن اللي تهربي معاهم؟
أتكلم بنبرة غضب - مريم، أنا ساكت ومش عاوز أزعلك!، أرجعي بهدوء وأتنازلي عن البيت ويا دار ما دخلك شر.
- دا بعينك يا إيهاب، أنا مستحيل أتنازل عن بيت أبويا، البيت دا هيفضل بتاعي أنا ويوسف ولا إنت ولا أبوك هتدخلوه طول ما أنا عايشه!
- كدا؟
- ايوا يا إيهاب واللي عندك أعمله!
- قلبك قوي يا مريم، بس أنا أقوى وهنشوف مين فينا اللي هيقع الأول يا بنت عمي.
كُنت لسه هتكلم بس قفل المكالمه، رجعت التلفون لسيف وحكيت ليهم على اللي قاله، حسن أتكلم بعصبيه
- إيهاب دا بجح، وبعدين أنتِ ازاي كُنتِ مخطوبه ليه؟
- لأنه مكنش كدا، أساسًا أتخطبنا وبابا عايش وأكيد مكنش هيتعامل معايا ساعتها زي دلوقتي.
سكتنا ثواني وبعدين سيف أتكلم بهدوء
- مريم، أنتِ واثقه فينا؟
بصتله - طبعًا يا سيف، لو كُنت حاسه إنكوا مش كويسين أو عاوزين تضحكوا عليا مكنتش وصلت لحد هنا.
ابتسم - يبقى خلاص اطمني طول ما أنا موجود، يعني أنا وحسن صدقيني مش هيقدر يعملك حاجه، إحنا هننزل نجبلك أكل وهبعتهولك مع البواب.
ابتسمت بهدوء، فتحوا الباب وحسن خرج هو وسيف وقبل ما يركبوا الاسانسير سألتهم بسرعه
- طب أنتوا هترجعوا القاهره؟
حسن أتكلم - لسه مش عارفين، بس أعتقد هيبقى أحسن لو رجعنا عشان ميشكش في حاجه ولا يعرف طريقك.
حركت رأسي بهدوء ركبوا الأسانسير ودخلت الشقه وقفلت الباب.
فتحت ستارة البلكونه وكانت على البحر، فتحت الباب وبدأ شعري يطير مع الهوى، سندت برأسي على العمود وسرحت في اليومين اللي أتغير حالي فيهم...
لما تبقى قاعد في بيتك ومطمن تغمض عينيك وتفتحها تلاقي نفسك في مكان غريب متعرفهوش!، تنادي وتتكلم بصوت عالي ومحدش سامعك، غمضت عيني وأفتكرت أول ما جيت المصحه
_______________
كُنت نايمه ومش حاسه بحاجه، أتلقبت وحسيت بحاجه غريبه لمست إيدي، قُمت وبحاول أفتح عيني بصعوبه، حاسه إن الأوضه شكلها متغير أو فيها حاجه غريبه ثواني وأستوعبت إني مش في البيت!
قُمت بتوتر وقلق وأنا بجري على الباب وبحاول أفتحه ومتفتحش، بدأت أخبط بجنون ومفيش فايده، فتحت الشباك وفضلت أنادي على أي حد يساعدني وبرضو مفيش رد! وقفت بقلة حليه وعيني بدأت تدمع، مفيش تلفون مفيش حاجه أقدر أساعد بيها نفسي!، قعدت على كنبه موجوده وسندت براسي على الحيطه، محستش بحاجه ولا حسيت عدى قد إيه، فوقت لاقيت أكل محطوط ونور الشمس داخل من الشباك، رجعت أخبط على الباب تاني ومحدش رد!
أستمريت على الوضع دا أسبوعين ودخلت على التالت كل مره أسند رأسي على أي حاجه بنام من غير ما أحس حتى لو لسه نايمه، لحد ما في مره حسيت إن فيه حد بيقرب من الأوضه، عملت نفسي نايمه بسرعه وثواني وكان الشخص دخل الأوضه..
سمعت صوت أطباق فتحت عيني ببطىء ولاقتها ممرضه، أستغربت أنا مش تعبانه عشان آجي مستشفى، فضلت مكمله تمثيل لحد ما سمعت صوت تاني وكان صدمه بالنسبالي
- إيه الأخبار يا ندى؟
- كله تمام يا دكتور إيهاب.
- هي نايمه من أمتى؟
- أكيد من بعد الفطار، ما أنا بعمل زي ما حضرتك بتقول بحط ليها جرعه في الفطار بتخليها تنام ومش بتحس بحاجه.
- والأكل دا؟
- حطاه في العصير عشان طعم الأكل ميتغيرش وتحس بحاجه.
- دا إيه الشطاره دي كلها؟
- مش قُلتلك إني شاطره، هتيجي تتقدم أمتى؟
- أوعدك أخلص الهم دا وأبيع البيت وأخدك ونسافر.
- ياريت يا إيهاب يارب.
- أدعيلي أنتِ بس يا ندوش، المهم محدش يدخل الأوضه هنا ولا حتى يعدي من جمبها.
- دكتور مهاب حاطط حراسه جامده عليها ومحدش يقدر يدخلها، أساسًا محدش يعرف إن فيه مريضه هنا.
- طب تمام يلا أخرجي.
سمعت خطواتها وهي خارجه، حسيت إنه بيقرب من السرير، حاولت بقدر الإمكان إني أتحكم في عيوني ومرتمش، ظله غطى على النور اللي قدامي، بدأ يتكلم
- مكنش نفسي تبقي هنا يا مريوم، بس نعمل إيه؟ دي أخرة العند!
خرج من الأوضه وقفل الباب وبدأت تنزل دموعي، مكنتش أتصور إن إيهاب يعمل فيا كدا، أنا بنت عمه، وخطيبته وقريب كُنت هبقى مراته!
قُمت من على السرير ومسكت دماغي لما هاجمني صداع قوي، بصيت على الكوبايه اللي فيها العصير، مسكتها ودخلت الحمام ودلقتها في الحوض ورجعت حطيتها مكانها..
عدت فتره مش كبيره أوي إيهاب مظهرش فيها، كُنت عارفه الوقت الغدا، وقفت ورا الباب لما حسيت إن فيه حد بيقرب، فتحت الباب وبمجرد ما دخلت خبطتها على دماغها بالكوبايه!
خرجت من الأوضه وكانت بعيده جدًا عن بقيت الأوض، كُنت بجري وأنا ببص ورايا ورايا أشوفها خرجت ولا لأ، خبطت في حد وأتضح إنه هو
- إيهاب!
- ينفع اللي عملتيه دا؟
أتكلمت بصدمه - إنت ازاي تعمل فيا كدا!، أنا يا إيهاب؟ أنا ترميني في المصحه بتاعتك إنت وأخوك وتحطلي منوم! وكل دا عشان إيه؟ عشان تاخد حاجه مش من حقك!
كان بيسمع كلامي وباين على وشه الملل، شدني من دراعي ودخلني الأوضه وندى كانت بدأت تفوق، مسك دماغها وبص على الجرح
- ينفع كدا؟ إحنا ربناكي على الأذى.
- ما اللي رباك رباني يعني مفرقتش!
وقف لها الجرح وعقمه وخرجت من الأوضه، وبمجرد خروجها دخل مهاب
- دا الحبايب كلهم متجمعين.
- شوفت يا مهاب مريم ضربت ندى بالكوبايه على راسها، ينفع كدا؟
- تؤتؤ، أخس بجد، تعملي كدا في البنت اللي بتجبلك الأكل وبتنقل لينا أخبارك!، حقيقي زعلان.
بصتلهم بغيظ - بطل برود إنت وهو، وخليكوا عارفين إني عمري ما هتنازل عن البيت دا.
- هتعملي إيه في بيت طويل زي دا لوحدك؟
- أظن دي حاجه ملكش دعوه بيها يا إيهاب، وبعدين إيه لوحدك دي؟ متنساش إن ليا أخ ومسيره يكبر ويتجوز فيه!
ضحك بإستهزاء - دا إن كبر.
بصتله بشك - قصدك إيه؟ يوسف فين؟
مهاب أتكلم - يوسف معانا، ولو متنازلتيش على البيت بهدوء إني إن كان عندك أخ.
- إنت بتهددني يا مهاب؟!، بس كويس إن بقى عندك شخصيه ولا دا كلام إيهاب؟
كان هيتكلم بغضب بس وقفه إيهاب، بصلي وأتكلم
- مريم، فكري كويس لسه قدامنا فرصه.
- فرصة إيه؟
- تتنازلي وتاخدي نصيبك ونتجوز ويا دار مادخلك شر.
- دا بعينك!
بصلي وبعدين أخد مهاب وخرج من الأوضه، فضلت أصرخ بصوت عالي ومحدش سمعني زي كل يوم.
_______________
فوقت من تفكيري على صوت الباب، فتحت وكان البواب زي ما سيف قال أخدت الأكل وبدأت أكل بهدوء.
~~~~~~~~~~
"سيف"
رجعنا من إسكندريه ووصلنا القاهره على ٣ الفجر، بصيت لحسن وكل واحد فينا بيحارب عشان مينامش
- هنعمل إيه دلوقتي، أكيد أترفدنا من المصحه.
- هنروح بكرا يا حسن واللي عنده يعمله.
- اللي عنده يعمله، سيف إنت مستوعب إحنا عملنا إيه؟ إحنا هربنا بنت عمهم من المصحه وممكن يبلغوا علينا ويثبتوا إنها تعبانه وإحنا اللي هندمر في الآخر!
- بلاش تشاؤم يا حسن، إن شاء الله مش هيحصل كدا، يلا روح نام ونتكلم بعدين.
طلعت البيت وكان الكل نايم، دخلت الأوضه ورميت جسمي على السرير، فتحت التلفون وبعت رساله لكنزي
" أنا آسف على الطريقه اللي مشينا بيها من البيت، بس إحنا محبناش نعمل مشاكل مع أخوكي، أرجوكي تقبلي إعتذاري"
بعت الرساله وأستنيت ردها، مردتش، حطيت التلفون جمبي ونمت من كُتر الإرهاق.
~~~~~~~~~
صحيت تاني يوم الصبح بصيت على التلفون ولاقيتها ردت
" حصل خير أنا مش زعلانه"
" طب ممكن تقبلي إننا نفطر سوا في المكان دا** وساعتها هتأكد إنك مش زعلانه"
" تمام، أنا هقوم البس"
قُمت بسرعه من على السرير، أختارت أشيك طقم ونزلت عشان أوصل قبلها، وصلت ولاقتها لسه مجتش!، أختارت مكان قريب عشان أقدر أشوفها لما تيجي، ربع ساعه وكانت وصلت، أختارنا الأكل وبدأت أتكلم
- طبعًا أنا بعتذر تاني عن الموقف اللي حصل إمبارح، بس مش ناس كتير هتفهم شغلنا ومحبناش نعمل مشاكل ليكِ.
- وأنا قبلت إعتذارك يا أحمد ولو مكنتش قبلته مكنتش جيت.
ابتسمت وكل واحد بص إتجاه لحد ما فتحت معاها كلام تاني
- ملكيش إخوات غيره؟
- لأ أنا وهو بس، وإنت؟
- ليا أخ أكبر مني وأخت صغيره، أنا الوسطاني اللي ما بينهم.
- ملكش قرايب تاني؟
- ليا بس مش بنتقابل كتير، وأنتِ ملكيش قرايب؟
- ليا بنت عمي.
- عايشه معاكوا في البيت؟
- متفكرنيش بيها يا أحمد ولا اللي عملته في أخويا.
- ليه عملت إيه؟
- تخيل إنها كانت مخطوبه لأخويا وبعد ما عمي مات نصحى تاني يوم نلاقيها هربت!
رجعت بضهري على الكرسي وسندت بإيدي عليه وصوابعي على خدي
- واللهِ؟
- آه واللهِ، إيهاب يا حبيبي أتصدم، تخيل إنها سابت ورقه مكتوب فيها إنها سافرت مع حبيبها ومش عايزه تعرفنا تاني!
- يا شيخه؟
- مكنتش أتصور إنها تعمل كدا.
شاركتها في كلامها - دا إيه البجاحه دي، هي طالعه بجحه لمين؟
- معرفش مع إننا طيبين ومكناش بنعاملها وحش خالص.
قاطعني وصول الأكل - كُلي يا بنتي وفكي عن نفسك، مش عارف إيه القرايب دول؟
- أحمد، حقيقي بشكرك على كلامك معايا، أنا فعلا كُنت محتاجه حد أتكلم معاه.
بصتلها وحركت رأسي بهدوء وضميري بيأنبني من جوايا، كُنت ملاحظ نظرات إعجاب منها وأنا أستغليت دا لمصلحتي عشان أساعد مريم، مقدرتش آكل، مش عارف إيه غيرني طول عمري بفكر بعقلي وبعمل حساب لكل حاجه، دلوقتي مبقتش عارف إيه اللي بيحصلي ولا أنا بعمل إيه....
~~~~~~~~~
"مريم"
عدى أسبوع بعد ما جيت إسكندريه ومفيش إخبار من حد فيهم، حسيت إني عامله زي المحبوسه ومستنيه قرار الحكم عليها، أتخنقت، أنا حتى مينفعش أخرج برا الشقه، بصيت على الجلبيه اللي لابساها واللي تقريبًا بتاعت مامت سيف، كانت واصله لحد ركبتي والكم بتاعها طويل وطبعًا واسعه جدا..
فضلت على الحال دا لحد ما لاقيت باب الشقه ببخبط، قُمت بسرعه ولهفه بصيت من العين السحريه وكانت واحده معرفهاش، توقعت تكون واحده من الجيران، فتحت بهدوء وبصتلها بإستفسار
- ازيك يا مريم، أنا يسرا مرات أخو سيف.
ابتسمت بفرحه - بجد، أتفضلي.
دخلت وقعدت على الكنبه وبدأت تتكلم
- سيف حكالي كل حاجه وقالي إنك قاعده هنا لوحدك وإنه قلقان عليكِ عشان كدا جيت أقعد معاكِ وكمان عشان محد من الجيران يشك في حاجه.
- أنا بجد مش عارفه أشكرك ولا أشكر سيف ازاي، كان زماني دلوقتي في الشارع أو لسه في المصحه.
- متقوليش كدا، أنا جبتلك أكل معايا وهدوم وهقعد معاكِ كام يوم لحد ما نشوف هنعمل إيه.
- أنا حاسه إني لغبطت كل حاجه، أنتِ مش مجبره تسيبي بيتك وعيالك عشان تقعدي معايا.
- حبيبتي متقوليش كدا، وبعدين يا ستي جوزي مسافر وأنا اصلا من إسكندريه ووديت العيال عند ماما وبابا، يعني قاعدين أنا وأنتِ مع بعض، وبعدين أنا رغايه جدًا وهفضل أرغي معاكِ لحد ما أصدعك.
ضحكت على كلامها وفعلا طلعت رغايه، فضلنا نتكلم في حاجات كتير، أكلنا وبعدين روقنا الشقه وعملنا كيكه وقعدنا في البلكونه وبدأت تحكيلي عن حياتها
- وبس إحنا عشان كنا ولاد عم فالموضوع كان تم بسرعه وأتجوزنا من ٨ سنين.
- بتحبوا بعض؟
- طبعًا بحبه جدا، لما أتجوزنا سبت ماما وبابا هنا وروحت معاهم القاهره، ساعتها سيف كان لسه في الجامعه.
- طب .. هو سيف وهو صغير كان عامل ازاي؟
- كان شقي جدا، مش بيقعد في مكان، ولما كبر شويه كان بيصاحب بنات كتير جدا.
- بجد؟
- آه واللهِ بس الحمدلله ربنا هداه دلوقتي، بس شكل في حد فحياته.
- حد ازاي؟
- حد شاغل باله وبيفكر فيه وخلاني آجي أقعد معاه عشان يطمن عليه.
ضحكت بخفه - طب أسكتي.
بصيت للبحر وبدأت تفتح كلام في مواضيع تانيه، عدى ٣ أيام ويسرا قاعده معايا لحد ما في يوم بعد ما خلصنا أكل وبنغسل المواعين تلفونها رن، رجعت وكان باين على وشها التوتر.
- مريم أنا لازم أمشي.
- ليه حصل إيه؟
- اا.. بنتي تعبانه ولازم أروح أشوفها.
- ماشي يا حبيبتي ربنا يطمنك عليها، يلا البسي وروحي بسرعه.
غيرت هدومها وكُنت أنا خلصت غسيل المواعين، طمنتها وبعدين خرجت، قعدت على الكنبه
- طيبه واللهِ وغلبانه، ربنا يشفي بنتها.
عدى نص ساعه ولاقيت الباب بيخبط، أستغربت إنها جت بسرعه، فتحت الباب ولاقيت سيف واقف، ابتسمت بفرحه ولهفه
- سيف.
ابتسم - عامله إيه؟
- أنا كويسه، مقدرتش أوصفلك يسرا مرات أخوك طيبه ياسيف، حقيقي شكرا إنك خلتها تيجي تقعد معايا.
ابتسامته أختفت - بس أنا أخويا مش متجوز يا مريم.
اتصدمت - إيه!
يتبع....
الثاني من هنا