رواية قوة روح كاملة بقلم فاطمة عيد
روايه " قوه روح "
ل " فاطمه عيد
حلقه ١
( فى منطقه شعبيه من احياء مصر القديمه .. فى بيت باين عليه القدم .. والشقوق المحفوره على جدرانه بيدل ان البيت مبنى من سنين كتير .. البيت عباره عن دور واحد .. تحس بحد دخل الاوضه والنور بيتفتح .. تمسح دموعها بسرعه وتمثل النوم )
تفيده : يابنتى مش معقول كده النوم دا كله .. قومى بقى تعبتينى معاكى
" تفيده .. ست جميله .. عندها ٤٩ .. اسكندرانيه الاصل .. اتجوزت من ٣٠ سنه لواحد من اكبر رجال الاعمال فى القاهره بس اتخلى عن المال والجاه فى سبيل انه يبقى معاها وفى اواخر ايامه علاقته بدأت تتصلح باخواته وتوطدت كل العلاقات ورجع للعيش معاهم فى القصر .. مات من سنتين وساب وصيه كانت نقطه سودا فى حياتها وحيات بنتها اللى اضطرت تربطها بعيله ابوها اللى مبيحبوهاش نظرا لهبوط مستوى عيلتها المادى وبالرغم انهم تقبلوا جوزها الا ان لسه شعور النفور تجاها منتهاش .. خلفت بنتها الوحيده بعد خمس سنين من جوازها .. نرجع تانى "
( ترسم ملامح القلق على وشها وكأنها بتصحى من نوم عميق .. تبص لمامتها بابتسامه رقيقه بيتخللها حزن داخلى مدفون متخيلتش فى لحظه انها ممكن تحسه )
نيران بنوم مصطنع : ايه يا ماما .. فى ايه على الصبح
" نقف لحظه .. نيران .. بنت جميله جدا .. عندها ٢٥ سنه .. غير متعلمه ودا بسبب ظروف باباها اللى كانت صعبه جدا بعد ما اهله اتخلوا عنه .. فضل عايش طول حياته يأكلهم بالعافيه والفلوس اللى بيكسبها بتخلص بسرعه .. حاول يلجئ لاهله عشان ياخد فلوسه فى سبيل انه يعيش مرتاح ماديا ويصرف على تعليم بنته بعيد عنهم الا انه قابل دا بالطرد من القصر بتاعهم .. فاضطر يستغنى عن تعيلمها .. ناضجه فكريا وعقلها بيسبق سنها بمراحل .. مرحه وهاديه وبشوشه .. ورغم انها ممكن تكون زعلانه بس دا مش بيبان عليها ابدا وعندها قدره عاليه فى مداريه حزنها .. متجوزه من سنتين من ابن عمها الكبير ودا اول حفيد للعيله .. باباها قبل ما يموت اصر على اخواته وهو فى المستشفى تفيذ وصيته .. والوصيه كانت بتنص على انها تتجوز ابن عمها الكبير وتسكن فى القصر هى ومامتها .. جزء من الوصيه اتحقق وهو عايش وتم كتب الكتاب فى المستشفى والجزء التانى اتحقق بعد ما مات لكن هى تخلت عن باقى الوصيه وخدت مامتها ومشيوا من القصر لظروف هنعرفها بعدين .. شعرها اسود وطويل وناعم زى الحرير .. بشرتها لونها ابيض فاتح وعينها لون سواد الليل ملامحها مصريه اصيله .. عندها غمازتين فى خدودها ودا اللى مديها جمال فوق جمالها .. جسمها متناسق ومظبوط وطولها متوسط .. نرجع تانى "
تفيده بحزن على بنتها : فى ان جوزك اتجوز امبارح وانتى نايمه هنا ولا همك .. واهو جت اللى خطفته منك .. ( تنزل دموعها ) .. يا عينى عليكى يابنتى .. الله يرحمك يا عادل انت اللى اصريت على الجوازه دى .. اهو عمرك ضاع على الفاضى ولا طايله لا سما ولا ارض
( نيران تتنهد وتقاوم دموعها اللى مستحيل تنزل قدام حد حتى مامتها بتخاف تضعف قدامها .. وتمسك ايد تفيده وترسم ابتسامه مصطنعه على وشها )
نيران : يا ماما اهدى .. ما يتجوز ولا يعمل اللى هو عاوزه .. انا مليش علاقه بيه .. انا مراته اسم بس ودا عشان اخد حقى فى الميراث بتاع بابا .. وبابا عمل كده عشان يضمن حقوقى فى العيله مش عشان فكره الجواز نفسها .. ( تضحك بوجع مدارى ) ..وبعدين انا مستغربه ان حد رضى بادهم المتعجرف دا اصلا .. دا شخص سمج .. الحمدلله ان حد خده منى
( تفيده تمسح دموعها وتبوس راسها )
تفيده : ربنا يقدملك الخير يابنتى دايما ويبعد عنك اى شر .. قومى يلا افطرى معايا قبل ما تروحى المشغل
نيران : لا انا اجازه انهارده .. كان عندى خياطه فستان وخلصته امبارح .. فالمدام ادتنى اجازه بقى
تفيده بحزن : انا اسفه اننا حرمناكى من التعليم بانانيه من..........................
تقاطعها نيران بضحك : ايه يا ماما مالك .. قالبها دراما كده ليه انهارده .. روقى كده اومال
( تضحك تفيده من بين دموعها وتبصلها )
تفيده : طب يلا قومى عشان نفطر سوا
نيران : تمام اسبقينى .. هاخد دش واحصلك
تفيده : ماشى اهو اكون سخنت الاكل
( تقوم من جنبها وتروح تحضر الفطار وتقفل الباب وراها .. مجرد ماخرجت وقفلت الباب نيران دموعها نزلت زى الحنفيه .. كأنها معيطتش بقالها كتير .. قلبها واجعها على حالها وعمرها اللى بيضيع وهى ثابته مكانها .. مش عارفه تلوم مين على اللى وصلتله .. تمسح دموعها بهدوء وتقول بصوت اشبه بالهمس " يارب ساعدنى انا قلبى وجعنى من اللى انا فيه .. اجبرنى وعوضنى يارب " .. تتنهد وتقوم تاخد لبس من الدولاب وتدخل الحمام تقف تحت الدش وشريط الليله دى بيتعاد تانى قدامها .. كلامه اسلوبه شخصيه قوته جبروته .. كسرته ليها بالكلام وطرده الغير مباشر .. كل ذكرى كانت زى السكينه اللى بتجرح قلبها .. دموعها بتنزل بصمت واختلطت بميه الدش وهى مش حاسه بالوقت حواليها .. مش عارفه قد ايه عدى عشان تفتكر ذكرياتها فى القصر ووجوده اللى بقت تكره .. ورغم كرهها الشديد ليه الا ان قلبها بينزف من خبر جوازه .. وهتجنن من جواها انه فعلا اتجوز .. عماله تفكر وبتحاول تستوعب اللى هى فيه تفوق على صوت مامتها بتنادى )
نيران بثبات مصطنع : حاضر يا ماما قربت اخلص
( يجيلها صوت تفيده من بره )
تفيده : يابنتى بقالك ساعه انجزى .. انا مش عارفه بقيتى تتأخرى فى الحمام كده ليه
( نيران تتجاهلها وتقفل الميه وتقف قدام المرايا وتبص لملامحها اللى احمرت من كتر العياط .. تاخد نفس عميق وتمسح وشها بالفوطه وتنشف جسمها وتلبس وتخرج .. تلاقى مامتها قاعده بتفطر ومشغله التلفزيون .. تقعد جنبها على الارض وتبدأ تاكل )
تفيده : متتأخريش فى الحمام اوى كده احسن تتلبسى
نيران تبتسم : مباخدش بالى انتى عارفه انى بحب الميه
تفيده : برضو وجودك فى الحمام كتير غلط احسن يحصلك حاجه
نيران : حاضر
( يكملوا اكل وبيتفرجوا على التلفزيون .. للحظه تسمع اسمه وقلبها يتقبض .. تبص للتلفزيون بسرعه وتشوفهم .. كان الخبر عن جواز الملياردير المشهور ادهم الشافعى ومراته سيده الاعمال بوسى الحيلانى فى حفل زفاف كبير .. وجابوا مشاهد من فرحهم والفرحه اللى كانت فى عينه .. وشكل مراته اللى اقل ما يقال عنها أيه فى الجمال وملامحها اللى زى الاجانب .. جمالها كان ملفت بدرجه كبيره .. تفوق من سرحانها على قفل التلفزيون ومامتها اللى قعدت على الكنبه بغيظ )
تفيده بحسره على بنتها : منهم لله .. وانتى دخلوكى سوكيتى ومحدش عرف انك اتجوزتى حتى .. ولا انه حتى متجوز ودى تبقى الزوجه التانيه .. وتلاقيها هى كمان مش عارفه انه متجوز و......................
تقاطعها نيران بابتسامه مهزوزه : وايه يعنى .. تفتكرى دى النهايه يعنى !! او انا اخرتى فى المشغل وهنفضل فى البيت دا !! .. انا مش محتاجاه ياماما واقدر اعمل كل حاجه من غيره .. عادى خليه متجوز ومبسوط .. وكبرى دماغك يا ماما والنبى .. ربنا يوفقهم ياستى مش هنكرهله الخير يعنى
تفيده بنرفزه : انتى هتنقطينى يابت .. مالك بتضحكى ومبسوطه كده ولا كأن اللى بيتجوز دا جوزك .. استغفر الله العظيم يارب استغفر الله العظيم
( تقوم بنرفزه وتدخل اوضتها وهى مخنوقه من استسلام بنتها .. نيران تجرى وتفتح التلفزيون تانى وتتفرج عليهم وبتدرس ملامحه كويس وفرحته بمراته .. وبتفتكر ملامحه يوم كتب كتابها وعصبيته عليها اللى كانت هتوصل للضرب ! .. المرادى حبست دموعها فى عينها وقاومت نزولها حتى ما بينها وبين نفسها .. تقفل التلفزيون وتشيل الاكل وتدخل اوضتها تغير وبعدها تنزل من البيت وفى بالها حاجات كتير لازم تعملها .. فى مكان تانى بالتحديد فى باريس .. قاعد فى العربيه ومراته جنبه والابتسامه ماليه وشها )
بوسى بابتسامه : انا حاسه انى بحلم يا حبيبى .. مش مصدقه انى اخيرا بقيت مراتك
" بوسى .. بنت جميله عندها ٣٠ سنه .. ناجحه فى شغلها وحياتها وطموحه جدا .. رقيقه وبتحب الخير لكل اللى حواليها .. كرامتها عندها خط احمر ممكن تتقبل اى حاجه الا ان حد يمس كرامتها او يستغلها .. بتحب الشغل والسفر جدا .. وبتكره ان حد يكدب عليها ولو حد عمل كده بتبعد عنه فورا وبتقدر تتجاوزه بسرعه وتعيش حياتها .. شعرها اصفر قصير وكيرلى .. عينها لونها رمادى فاتح وجسمها رفيع جدا وقصيره .. نرجع تانى "
( اكتفى بابتسامه وبص للطريق قدامه .. هى بصتله باستغراب شويه وبعدها تجاهلت بروده معاها .. شويه ويقاطعهم تلفونه اللى بيرن )
ادهم : الو .. مخدتتهمش برضو ! .. انا عاوز اعرف هما بيصرفوا منين بقالهم اربع شهور ومبياخدوش فلوس .. سيادتها بتجيب فلوسها منين !! .. تمام يا يوسف .. اطلع على الشركه خلاص عنهم ماخدوا .. سلام
" نقف لحظه .. ادهم .. شاب وسيم جدا .. عنده ٣٥ سنه .. عصبى نوعا ما وغامض .. بارد جدا فى مشاعره وصعب يقول كلمه لطيفه لحد .. طباعه قاسيه وبيكره ان حد يفرض عليه اى وضع هو مش عاوزه .. خريج كليه التجاره جامعه كالفورنيا .. عنده سلسله محلات كبيره اسمها الشافعى وشركه مخصصه لحسابات وصفقات الازياء الخاصه بالبراند بتاعهم .. وعنده مصانع مخصصه لصناعه الملابس اللى بتبدأ من لبس الاطفال لحد الحريمى بكل مستلزماته والرجالى كمان وشركات تانيه للاحذيه والشنط وكل ما يخص الموضه والفاشون .. دا غير فروعه اللى خارج مصر .. شعره اسود وقصير وناعم .. عينه لون سواد الليل وعنده دقن خفيفه بتزيده وسامه .. جسمه رياضى وضخم جدا بسبب ادمانه الشديد للجيم .. بشرته قمحاويه وطويل جدا .. نرجع تانى "
( يقفل التلفون وبوسى تبصله باستفسار وهو يترجم اللى عاوزه تقوله )
ادهم : متحاوليش تفهمى اى حاجه اقوم بيها لانها بتخص الشغل وانا مش حابب انى اعرفك اى حاجه ليها علاقه بشغلى
بوسى باستغراب : بس انت كنت بتقو................................
يقاطعها بشىء من الحده : مفهوم
( بوسى تضايق من نبرته لكن تحاول تتغاضى عن اللى حصل لانهم فى شهر العسل وهى اكيد مش هتفسده بالتفاهات دى )
تبصله : مفهوم
( تبص للشباك .. شويه وتحس بايده بتمسك ايدها وصوابعه بتتخلل صوابعها .. تبصله تلاقيه باصص قدامه بهدوء .. تبتسم وتقفل صوابعها على ايده وتنام على كتفه .. يعدى الوقت .. يوصلوا قدام الاوتيل .. السواق ياخد الشنط بتاعتهم ويدخلها الاوتيل وادهم يمسك ايدها ويدخلوا .. يسأل فى الريسيبتشن على الجناح المخصص بيه .. واحد من الموظفين ياخد الشنط وياخدهم معاه يوديهم الجناح .. يدخلوا الاوضه ويدوب قفلوا الباب يقرب منها )
ادهم : تحبى تغيرى ولا نطلب اكل الاول
بوسى بابتسامه : هغير مش جعانه دلوقتى
ادهم : اوك .. وانا هاخد شور
( ياخد البورنس من الشنطه بتاعته ويدخل الحمام .. بوسى تقوم هى كمان وكانت لسه هتغير هدومها بس تيجى فى بالها حاجه وتبتسم .. تفتح شنطتها وتاخد البورنس بتاعها وتروح الحمام وتفتح عليه الباب من غير ما تخبط .. ادهم لف وشافها وبعدين تجاهل وجودها وبيكمل الشور بتاعه .. لحظه ويحس بايدها على ضهره )
بوسى بابتسامه فيها شىء من الاحراج : تسمحلى اخد شور انا كمان
( ادهم يبتسم ويلفلها .. يمسك ايدها ويشدها عليه ويحضنها جامد .. يعدى الوقت .. نيران خلصت مشوارها وهى بتبتسم وحست بالرضا من الخطوه الجديده اللى هتقوم بيها فى حياتها .. ترجع البيت تلاقيه هادى تماما .. تدخل تطمن على مامتها تلاقيها نايمه .. تتنهد بارتياح لانها كانت بتتمنى تلاقيها نايمه او مشغوله عشان معندهاش طاقه تتكلم .. تدخل اوضتها وهى حاسه بخنقه مش طبيعيه وقلبها بيدق بعدم انتظام .. رغم انها كانت مرتاحه الا ان قلبها حاليا بيعلن ان دى مش راحته وانه بينزف جواها .. تقعد على السرير وتعيط بصوت وحرقه وهى بتفتكر شكله فى الفرح وخيالاتها اللى بتترسم قدامها وتخيلها ليه مع مراته الجديده اللى بتعتقد انه مجرد خيال متعرفش انها بتنزف من الواقع ! .. مجرد تخيلها انه فى حضن واحده تانيه بيقتلها .. تستعيذ بالله من افكارها وتقوم تتوضى وتصلى .. جايز الصلاه هى علاجها الفعلى من ساعت وفاه باباها .. فى القصر .. سفره كبيره بيرأسها كبير عيله الشافعى .. الجد هارون وحواليه احفاده وولاده الاتنين )
هارون بوقار وهو بيبص لحفيده : نشرت كل صور الفرح والفيديوهات فى كل الصحف والمجلات ؟
نديم وهو بيسيب المعلقه : ايوه يا جدى .. وفى التلفزيون كمان
" نديم .. شاب وسيم .. يبقى اخو ادهم الوسطانى .. عنده ٣٣ سنه .. طباعه مختلفه عن ادهم تماما .. مرح وبيحب الحياه .. خاطب بنت عمه الصغيره وبيحبها جدا .. وهو المدير التانى لشركه الشافعى بعد ادهم .. نرجع تانى "
هارون ينقل عينه لابنه : الدور الاخير فى القصر فاضل قد ايه ويخلص
قاسم " ابو ادهم " : خلال الاسبوع دا هيكون خلص
هارون يحرك راسه براحه : تمام .. الدور دا هيكون مخصص لتفيده وبنتها .. وهيستقلوا بيه وهيكون ليهم سلم خارجى للجنينه عشان لو حبوا يخرجوا ميحسوش انهم معانا فى القصر .. ( يبص لنديم ) .. عاوزك تشوفلى خادمه وطباخه ليهم مخصوص فوق .. مش عاوز ينقصلهم حاجه
جويريه بحزن : طب وليه يا جدو متعيش معانا تانى .. انا حبيتها اوى وهى طيبه وهاديه اوى .. ليه العزله دى
" جويريه الحفيده الوحيده للعيله بعد نيران .. عندها ٢٢ سنه .. تبقى خطيبه نديم وبنت فاروق الابن الوسطانى للعيله .. بتبادل نديم نفس الحب وطيبه ورقيقه جدا .. نرجع تانى "
هارون : عشان ادهم حاليا متجوز ومش عاوزين حاجه تقف فى وش سعادته .. ومراته متعرفش .. بلاش نخرب عليه
امجد بضيق من جده : والبنت ذنبها ايه !! .. مش كفايه اللى كنتو بتعملوه فى عمى .. لا كمان لما مات بتذلوا بنته
" امجد يبقى الابن التالت لقاسم .. عنده ٣٠ سنه .. خريج هندسه وليه شغله الخاص بعيدا عن العيله .. متجوز وعنده بنت عندها سنه .. بيكره تفكير عيلته الراجعى من وجه نظره وبيكره اضطادهم لعمه الله يرحمه ومراته وحتى بعد ما مات مرحموش بنته .. بيحب مراته جدا ونوعا ما بيسمع كلامها بدون تفكير "
قاسم بحده وصوت عالى : امجد .. اتكلم كويس مع جدك
فاروق " ابو جويريه " : بس هو بيتكلم صح يا قاسم .. الولد عنده حق .. احنا هنبنى سعاده ادهم على تعاسه البنت !
انتصار " مرات قاسم " : والله ابنى مكنش عاوزها الجوازه دى .. مبقاش الا الناس البيئه دى اللى نناسبهم .. ابنى اتجوز الجوازه اللى تليق بيه اما بقى بالنسبه لبنت الشحاته التانيه لو مش عاجبها تتطلق .. هو كده كده مش عاوزها
هارون بحده : انا مش عاوز اسمع صوت حد فيكو .. ( كلهم يسكتوا تماما وكل واحد مضايق من وضع مش عاجبه .. يكمل هارون ) .. انتصار بتتكلم صح .. عادل باعنا من البدايه وراح اتجوز من عيله لا نعرفلها اصل ولا فصل وجاب بنت نسخه من مامتها حتى بنته جاهله ومش متعلمه وغير لائقه بالعيله .. لكن فى الاول والاخر بنته فهضطر استحملها تكرما للميت ووصيته .. اما بالنسبه للطلاق مفيش طلاق فى عيله الشافعى مهما حصل
نسمه " مرات امجد " : مع احترامى للتدخل يا جدو .. بس عمرها ما كانت بتتحسب كده .. يعنى دى بنت وجاهله بسبب ظروف باباها واللى هو ابن حضرتك ودا برضو مش ذنبها ولا ذنب مامتها ان دى تبقى نشأتها و.............................
تقاطعها انتصار بحده : اخرسى ومتدخليش .. ملكيش دعوه بالكلام دا انتى سامعه .. اياكى تقولى رأيك فاى حاجه .. مفضلش غير سيادتك كمان تتكلمى وتدينا رأيك
امجد : هو حضرتك مش شايفه انك بتكلمى مراتى وبتهينيها قدامى .. ولا عشان كلامها صح ومعاها حق .. ( يبص لجده ) .. وحضرتك يا جدو قبل ما توفرلها الراحه الماديه .. فكرت فى المعنويه .. ولا هو اكل الحقوق بقى بالساهل
( هارون يقوم يقف بعصبيه من كلامهم اللى فى تطاول بالنسباله )
هارون بزعيق : انا مش عاوز اسمع صوت حد فيكو .. ولا نفس .. كلامى بس اللى هيتفذ فى البيت دا .. ( يبص لقاسم ) .. الدور لما يتشطب شوفلى البت دى وامها فى انهى داهيه وتجيبهم يقعدوا فوق وعاوز انعزال تام عشان مرات ادهم متضايقش ولا تشك .. انا مش عاوز اخسر النسب دا .. ومش عاوز اختلاط بيهم مهما يحصل مفهوم
( يسيبهم ويطلع على السلم وكلهم يقوموا .. والليله دى مرت بشعور مختلف على الكل .. تانى يوم .. تصحى نيران بقلق وتتفاجئ انها نامت بالسدال وعلى سجاده الصلاه .. اخر حاجه فكراها عياطها المستمر طول الليل وكأن قلبها بيعلن استسلامه .. تحمد ربنا ان مامتها مدخلتش وشافتها بالحاله دى .. تقلع الاسدال وتدخل تقف فى البلكونه تشم نفسها .. كان وقت شروق الشمس تاخد نفس عميق وتبص للسما بترجى من غير ولا كلمه هى حاسه من جواها ان ربنا فاهمها وهيساعدها .. شويه وتوصلها مسدج على تلفونها .. تخرج من الاوضه بسرعه وتمسك التلفون على امل ان اول خطوه فى حياتها تتحقق .. لكن تتفاجئ باللى مكانتش عامله حسابه .. قلبها اتقبض فجأه من محتوى الرساله والخوف تملك منها وحست ان حصونها اللى بتعافر عشان تبنيها بتتهد من تانى ..........................................................