رواية الخادمه هانم كامله بقلم اسماعيل موسي
وهو متوقف فى إشارة المرور، رعد كان بيقول فى نفسه، انا كرهت الشوارع المصريه من الأشكال إلى بتتحدف على كل صبح، المتسولين والمشردين بقيو أكتر من عساكر المرور !! ودى عايزه ايه كمان؟
كان فيه بنت شابه لزقت اديها المتوسخه بزجاج سيارته المرسيدس، رافعه ايدها بتضرع بتطلب صدقه
بعد ما رعد تأمل وشها الطفولى، الجرح الحديث إلى قاطع خدها وهدومها المقطعه، صرخ انتى لو تعرفى ايديكى القذره إلى وسخت زجاج العربيه هتكلفنى كام؟ مكنتيش عملتى كده
ابعدى من هنا
بعدت عن العربيه وقعدت على الرصيف
رعد مش متوعد على كده، اتعود ان المشردين عندهم لزوجه اكتر من دبان الشتا ومش بيتخلو عن مطالبهم بسهوله
كمان دى كانت أول مره يشوفها فى إشارة المرور، بعد نظره عنها وفضل منتظر إشارة المرور إلى اتأخرت جدا، كان فيه حادثه قريبه معطله الطريق ورعد مخدش باله
نزل رعد من العربيه يشوف فيه ايه، صرخ على البنت إلى قاعده على الرصيف
انتى يا شاطره تعرفى فيه ايه؟
البنت بصت لرعد ومتكلمتش، بصت ناحية الأرض وسكتت
رعد قرب منها، انا بكلمك مش بتردى ليه؟
البنت قالت انا جعانه
لازم تكونى جعانه هو الى زيك حافظ غير الكلمه دى عشان تصعبو على الناس؟
من فضلك، قالت البنت وهى بتننفس بصعوبه، سيبنى فى حالى
تأملها رعد مره تانيه ورغم انه مش بيحب يدخل فى حوار مع ناس اوباش الا ان نبرة البنت وطريقتها إثارة فضوله
طلع ورقه بعشرين جنيه ورماه قدامها على الأرض، روحى كلى وزقها برجله
البنت بصت لرعد بعيون مهزومه، وقالت متشكره خد فلوسك
انا لو مت من الجوع مش هاخد فلوسك
رعد فاهم حيل المتشردين كويس، الاشاره كانت فتحت راح على عربيته وساب البنت والعشرين جنيه مرميه قدامها تحت رجليها ومشى
بعد ما خلص شغل رجع رعد على الفيلا فى طريقه شاف نفس ألبنت قاعده فى مكانها
قال طبعا العشرين جنيه مش كافيه بالنسبه ليها اكيد عايزه تجمع فلوس كتيره
وقبل ما يعبرها شاف العشرين جنيه فى مكانها تحت رجل البنت
ضغط رعد فرامل وسط الطريق وركن على جنب ونزل من العربيه
مشى ناحية البنت إلى كانت باصه على الأرض، نايمه وراسها وسط رجليها
لمس كتفها لحد ما فاقت، بصت البنت لرعد برعب، انت عايز ايه منى؟
انتى مخدتيش الفلوس ليه يا شاطره؟
البنت بصت لرعد، انا قولتلك مش هاخد فلوسك حتى لو مت من الجوع
انت اسمك ايه سألها رعد بتوجس
البنت، هرشت دماغها، مش عارفه، مش فاكره حاجه
رعد، انتى فاقده الذاكره؟
البنت قالت معرفش، سبنى فى حالى من فضلك
فكر رعد دقيقه، بص على الشارع إلى مليان ناس
وسألها بنبره جاده، انتى فعلا مش عارفه اسمك ايه؟
البنت ، والله العظيم مش عارفه، انا مش فاكره حاجه
بنبره كلها أمر، رعد قالها تعالى معايا!
البنت بخوف، انت عايز منى ايه، سبنى ارجوك!
رعد بنبره فيها لطف، متخفيش، انا مش هإذيكى، تعالى معايا
البنت ببرأه، احلف بربنا انك مش هتأذينى؟
أبتسم رعد، والله العظيم مش هأذيكى
ركبت البنت العربيه مع رعد وقاد السياره لحد ما دخلو من بوابة الجنينه قبل ما يوصلو الفيلا
رعد طلب منها تنزل
البنت نزلت بخوف وجسمها مرتعش
رعد نده على واحده من خدم الفيلا طلعت بسرعه، قالها خديها جوه وشوفيلها اى شغل فى الفيلا وسابها ودخل الفيلا
الخدامه سحبت البنت من ايدها وخدتها من باب الخدم، قبل ما البنت ما تدخل جوه قلعت حذائها المتسخ وركنته على جنب، وقالت للخدامه انا اسفه انى هوسخلكم الارضيه
تصرف متوقعتهوش الخدامه من واحده متشرده
خدتها على الحمام، البنت غسلت نفسها وادوها هدوم جديده غير هدومها الممزقه
وحطو الاكل قدامها، اكل كتير، فراخ، لحمه، مكرونه، خضروات فواكهه
الخدامه قالتلها بقرف كلى وسابتها ومشيت
حطت البنت فوطه فوق هدومها وبدأت تاكل بهدوء رغم جوعها
كانت بتاكل بطريقه منظمه، أنيقه لا تليق بمتشرده
ورغم كمية الأكل الكتيره اكتفت بجزء صغير جدا جدا
الخدامه لما رجعت انبهرت من طريقة تعاملها مع السفره، واستغربت انها ما اكلتش الا حاجات بسيطه جدا