رواية زهرة ربيع القلب الفصل الخامس 5 بقلم فيروز عبدالله
بصلى بطرف عينية: عايزة تصلحى غلطك ؟
بعدت شوية لأنى اتوترت من نظرتة : فى حالة لو ينفع بس أنا مفيش قدامى حاجة اقدمهالك ..
قرب منى ، وقالى : لا .. دا فية كتير تقدرى تقدمية .. الأول إسمك ؟
جاوبت : زهرة ..
بصلى : احسن ناس .. محسوبك راسل ، استنينى يا زهرة علشان هنعمل حاجة أنا وأنتِ سوا دلوقتى .
لقيتة قلع جاكيت بدلتة و اتجة ناحيتة العربية وهو بيقول : كل مرة باجى هنا لوحدى ، بس الإنسان بيبقى محتاج شوية ونس من حين لآخر ..
شغل كاسيت العربية على اغنية فرنسية اسمها love story
وركع على ركبتة قدامى وقام بصلى .. : خصوصا لما يبقى الونس دا آنسة جميلة زيك ، يبقى العرض ميتقاومش ..
بصيت شمال و يمين ، قولتلة بحيرة وكنت شوية وهعيط : ممكن تكلمنى عادى وحياة عينيك علشان مش فاهمة حاجة !
ابتسم ومد ايدية واتكلم بطريقة الجنتل مان إلى دايما بشوفها على التليفزيون وعمرى ما شوفتها فالحقيقة .. : احمم .. آنسة زهرة ، تسمحيلى بالرقصة دى ؟
اتصدمت وقولت بارتباك شديد منا أول مرة اتعرض لموقف زى دا : رقصة ؟! معاك ؟! .. أنا وأنت لوحدنا ؟!
اتعدل .. وقال : وهو أية الى ناقصنا ، السما المليانة نجوم فوقينا هتنور لخطواتنا .. والبحر هيبقى الجمهور وهيهتفلنا بصوت الموج ، وأنا وانتِ ..
بعدت عنة : أستاذ راسل حضرتك فهمتني غلط ، القصة انو .. سكت شوية ، وقولت بصوت خافت بسرعة : أنا مش هسمحلك تلمسنى ..
بعد عنى شوية .. و قال : دى كل الحكاية ؟ ،خلاص يبقى no touch ..
مسبنيش أرد .. حاوط خصرى بإيدية لكن ساب مسافة بينهم ، وأنا معرفش اية إلى جرالى و خلانى ارفع ايدى فوق إيدة وارقص معاة . .كأننا اتدربنا على اللحظة دى كتير قبل كدا ، كنا بنرقص بإيقاع واحد .. وفجأة اتكعلبت بسبب الهيلز إلى لابساة ، مسكنى من وسطى بتلقائية علشان مأقعش !
عدلنى بسرعة وهو بيقول بحرج : متأسف يا زهرة ..
جاوبتة بعفوية: ولا يهمك .. عارف ؟ "قلعت الجزمة و بقيت برجليا على الرمل " اردفت : كدا احسن بكتير يا راسل ..
صدقوني أنا مش عارفة أزاى خدنا على بعض بالسرعة دى ! كنت متفاجئة من نفسى .. ويبدو أن نفس الشعور كان ملازمة ..
خلصنا رقصتنا ، بصينا لبعض لثوانى ... كأننا بنودع لحظات القرب إلى كانت بينا ..
راح قعد على كبوت العربية و خبط بإيدة جنبة وهو بيبصلى .. الاستاذ عايزنى اقعد جنبة وأنا طبعا .. مش هكذب عليكو .. فرحت بس حاولت أبان تقيلة شوية ومشيت ببطء ناحيتة ...
سألنى بعد ما قعدت : انتى عندك كام سنة ؟
زهرة : ١٩ ، بتسأل لية ؟
راسل : عايز اعرف فرق السن بينا ، علشان أشوف لو ينفع ..
زهرة بأستغراب : لو ينفع إية ؟
قال حاجة مفهمتهاش وقتها بس بعدين كلنا هنفهمها : متشغليش بالك بالحاجات دى دلوقتى ، أنتِ لسة صغيرة ..
أردف باستغراب : بس يا صغير على الهم ، أية إلى خلاك تتشحطط كدا ؟
اتنفضت فجأة وأنا حاسة أن فية كهربا مشت فى جسمى ، أنا أزاى نسيت ... نسيت الفستان و الخطوبة وحنان ! دا زمانهم قالبين الدنيا عليا !
زهرة بحزم : ا أنا لازم اروح حالا .. !
راسل بعناد وكأنة اتضايق من كلامى : وأنا مش عايز اسيبك دلوقتى ..
قولت بنفس العناد : يعنى أية مش عايز تسيبنى ؟ هو أنا بتاعتك ؟
حط ايدة على عينة وقال كأنة بيفهم عيلة صغيرة : زهرة .. عصر استعباد البشر خلص من زمان .. دلوقتى .. بقى فية حاجات ارقى من كدا بتربط الناس ببعض
استغربت وسألتة بغباء : أيوة اية الرابط بينا ؟
بص بعينة بعيد وهو بيفكر ورجع بصلى : مش عارف ، لكن الى اعرفة إن الانسان لو عنده مشاعر ناحية اخوة الانسان حتى لو كانت كره ، يبقى فية بينهم رابط ، وعلاقة بنسميها عداوة .. وفى حالتنا أنا حاسس وياكى بشعور غريب ، لكن ما دام عيونك بتخلينى احس بالشعور دا ، يبقى اكيد فية رابط . . ورابط قوى كمان
لسانى اتربط .. ه ، هو بيجيب كلامة دا منين يا يجماعة !
قولتلة بدبش ، وأنا ببقى دبش لما بتوتر : بص .. هات من ابو آخر ، هترضى تروحنى امتى ؟
فكر شوية وقال : "لو توعدينى أن يوم ما هنتقابل تانى مش هتسبينى .. هروحك "
لو كان للاستغراب عنوان ، كان هيبقى ساعتها ملامح وشى . . ، قولت بعدم تفكير لأنى استهونت الموضوع : ماشى ، اوعدك !
ابتسم براحة ، و قالى : اركبى ..
وصلت البيت بعد ساعة ونص ، بالرغم ان الشمس قربت تطلع إلا أن انوار شقتنا كلها كانت مضاءة ، لما قربنا اكتر شوفت حنان وماما و بابا واقفين تحت البيت و القلق مرسوم على ملامحهم . .
قولت فجأة لراسل : وقف العربية !
وقفها وهو بيبصلى بدهشة ، كملت : بص أنا هعمل نفسى مغمى عليا و انت هتشيلنى لحد عندهم ، هتقولهم أنك لاقتنى واقعة على جنب الطريق !
راسل : علشان أية كل دا ؟!
"يعنى لو حد سألنى كنتى فين كل دا ، هقولة أية ؟! ".. دا إلى كنت هتسحب من لسانى وأقولة لكنى لحقت نفسى وقولت بجدية : صدقنى هتبقى مساعدة عظيمة ..
بعد خمس دقائق ، كان راسل شايلنى فى حضنة ، كان دافى .. وجميل .. ، مكنتش عايزة أخرج منة ، بالرغم من خجلى و رفضى فى الأول ..
أول ما قربنا منهم، حسيت بحد بيجرى عليا و سمعت صوت مستر يحيى وهو بيقول لراسل بضيق : زهرة ! هاتها عن ايدك يا أخينا !