رواية يعشقني الفصل الثاني 2 بقلم فانيليا
لفصل الثاني
روايه يعشقني
بقلمي ڤانيليا
متنسيش الڤوت او النجمه يا قمري
_______________________________________
وصلت مليكه الي كليته الهندسه.....نزلت من السيارة....ودعت السائق.....نظرت في ساعه هاتفها لتجدها التاسعه الا ربع زفرت بارتياح من الجيد انها لم تتأخر...مرحي لديها ربع ساعه بالكامل لكي تشتري الشاي بالنعناع المفضل لها من كافيه الجامعه......تقدمت في طريقها.....إذ فاجاةٌ اصدمت بجسد ما....
(اعرف عزيزي العسل حسبته البطل ولكن دعني اخيب امالك ليس هو).
....نظرت مليكه لكتبها التي تبعثرت حولها وهي وكتب تلك الفتاه القصيرة نوعا ما....تجمدت الفتاه في موضعها وعينيها تزرف الدموع......القت مليكه عليها نظره خاطفه....وانحنت لكي تجمع الكتب...استقامت
ونظرت لتلك غريبه الاطوار التي لم تكلف نفسها حتي باعتزار......اجفلت الفتاه علي يد مليكه وهي تريت علي كتفها لتعطتيها كتبها.......رفعت الفتاه مقلتيها ونظرت في اعين مليكه...... لحظات من الصمت والتواصل البصري.....واه من لمحه الحزن التي في اعين تلك الفتاة حزن تعرفه جيدا عاشته وتعيشه....تراه كلما نظرت في المراءه.....للحظه شعرت برابط غريب مع هذه الفتاه.....كم شعرت انها تشبها........
.(عزيزي العسل.......
الحزن والوجع واحد مهما اختلفت الاسباب فهو في النهايه الم يصيب القلب....بل اكاد اجزم ان الم الجسد اخف وجعا من الالم النفس)
......قطعت التواصل البصري بينهم لتطعتي الفتاه كتبها.....وترحل متجهه الي الكافيه دون ان تنطق بكلمه.....اخذت كوب الشاي خاصتها وذهبت بسرعه لكي تلحق المحاضره.....فكم ان دكتور هذه الماده سئيل....جلست كاعادتها في البنشات الاولي.....دخل الدكتور والقي التحيه......وبدأ بالشرح..وبعد ساعات انتهت المحاضره......خرجت لكي تجلس في المكتبه كاعادتها لكي تذاكر بعض المحاضرات الفائته.....دخلت المكتبه واتجهت الي احد الاركان الهادئة.....نظرت باستغراب لتجد الفتاه نفسها التي اصدمت بها صباحا تجلس هناك ....ذهبت الي معقعد بجانبها...... ونظرت إلى الفتاه التي تنظر الي الامام بشرود ....خاطبتها قائله مشفقه عليها وعلي نفسها
-نصيحه مني ماتخليش الوجع والحزن الي مرسوم علي وشك يسرق منك حياتك.....مهما كان الي حصل في يومك او الي حصل في حياتك..... يخليكي ضعيفه بالعكس كل ماكنتي ضعيفه......الدنيا هتيجي
عليكي اكتر.....خلي اي حاجه بتحصل وحسه اخرها معاكي ساعه عياط علي مخدتك قبل ماتنامي(لاتدري ََاَتنصح الفتاه ام تنصح نفسها لانها بالمعني الحرفي عبارة عن كتله احزان متنقله)
-عارفه ان الي بتقوليه ده صح بس حرفياً الوجع بقي شئ لا يطاق......زاد عن حده لدرجه اني حاسه ان روحي بتطلع.....حاسه ان كل نبضه قلبي بيدقها دي بوجع......انا مش متعوده علي كده بس حرفيا الي حصل معايا ده لا يمكن يتحمله بش.......
قطعت جملتها......بعد ان فاقت من شرودها....قطبت حاجبها ونظرت للمليكه بغرابه.....ياللهي كيف استطاعت أن تحكي معاناتها مع شخص غريب
ابتسمت لها مليكه ابتسامه طفيفه.....بعد ان شعرت بما تشعر به......احست انها من الممكن ان تكون لها صديقه.....فشعور الوحده قاتل.....ربما شعرت ان بينهم قاسم مشترك......مدت مليكه يديها للفتاه وقالت
-مليكه المنشاوي......في رابعه وخامسه هندسه قسم معمار.....ثم اردفت بمرح بسيط....معنديش اصحاب واتمني تكوني اولي صديقه ليا في الجامعه الكئيبه دي...
بتردد بسيط مدت الفتاه يديها قائله
-شهد الحسني....في خامسه هندسه بردوا قسم معمار.....من المنصوره.....لسه ناقله السنادي.....وبردو ما عنديش صحاب.....
ارتسمت علي شفاه مليكه ابتسامه حلوه وقالت...
-يب بقي عندي صديقه وفي نفس القسم ده ايه الحلاوه دي ياولاه
جلسوا سويا يتبادلون اطراف الحديث الي ان جاء ميعاد السيكشن وذهبوا سويا
_____________________________________
في مكتب زيدان كان يجلس اماما بعض الاوراق لاحد المشاريع التي حصل عليها مؤخرافي الساحل الشمالي.......يدرس الصفقه بامعان شديد وظل يسجل بعض الملاحظات.........دخلت السكرتارية...
تحمل بيد قهوته السواداء وباليد الاخري بعض الملفات....قائله بعمليه شديدة
اتفضل يا فندم ده القهوة.......ودي الملفات الي حضرتك قولتلي اجبها من الارشيف......تؤمرني بحاجه تانيه......
مد زيدان يده ببعض الاوراق الورق ده يروح لعماد بيه....عشان يشوف الجانب القانوني ويدرس بنود العقد كويس اوي......واه قولي عندنا مواعيد ايه الاسبوع ده
_بكره عندك اجتماع مع مندوب شركه الشروق عشان مشروع الساحل وبعده في عشا معاه بردوا
اليوم الي بعده حضرتك فاضي....والي بعده عندك اجتماع مع عميد كلية الهندسة.....عشان تختاروا الطلبه الي هتدرب في الشركه......واكملت له بقيته الجدول.....ثم اذن لها بالانصراف.....وطلب عدم مقاطعته لانه سوف يعمل علي احدي المشاريع المهمه
ترك زيدان مكتبه واتجه الي مشغل الاسطوانات العتيق الذي اشتراه من مزاد ببعض الملايين.....يعتبر
هذا المشغل احدي مقتنياته الثمينه فهو علي الرغم من انه يصصم منازل عصريه الانها في نفس الوقت تتسم بالأصالة....وهذا ما يميز شركته......وضع احدي الاقراص المدمجه لموسيقى الفنان الرائع بيتهوفن..... تحديداً سمفونية الصمت الرئعه.....تلك احد طقوس زيدان في رسم مشاريعه........يشعر وهو يرسم كانه يعزف سمفونيه رائعه مثل بيتهوفن....من ثم اتجه تلك الطاوله المائله قليلا الخاصة بالرسم الهندسي فهو بالرغم من الاجهزه التقنيه الموجود بالشركه الا انه يفضل ان يرسم المشروع بيده......
___________________________________
في احدي الولايات الأمريكية تحديدا في جامعه Harvard كان يجلس اسر في احدي الكافيهات شاردا....في مكالمه والده له بأنه عليه الحضور الي مصر بسب مشكله كبيره في العمل.....لقد تخرج بالفعل منذ سبعه اشهر من كليه إدارة الأعمال.....
ولكنه كان يطمح ليكمل الماجستير والدكتوراه
.....فابالرغم من ان عائلةٌ غينيه ولديها شركه خاصه بها.....وبالرغم من ان والده خيره مابين اداره الاعمال والهندسة ليدرسها لكي يساعده في الشركه.....الا ان حبه الشديد لتدريس كان اكبر يريد وبشده ان يكمل الماجستير......ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن....فوالده يحتاجه وهم حالياً في ازمه كبيره لذلك يجب أن ينحي احلامه قليلا ويأجل خططه الي حين إشعار آخر..........
ذهب الي الاداره في الجامعه وقدم ورق التأجيل
ثم التقي ببعض اصدقاءه ليودعهم فقد عاش معهم اكثر من اربع سنوات ......ذهب الي شقته وجمع أغراضه من ثم اتجه الي المطار
____________________________________
في قصر عائله المنشاوي دلفت زينه النه قمر وإبراهيم......وهي تددن احدي الاغاني المشهوره بصوتها العذب
_هو انا مكتوب علي وشي تعالا اجرحني وامشي
قاطع دندنتها صوت قمر وهي تقول بسخرية
-مكتوب ايه....واجرحني ايه يا آخره صبري..... والله انت هبله ...ثم اضافت وهي تضيق اعينها.....وبعدين عملتي ايه هو ماكنش عليكي امتحان انهارده.....
اوعي تكوني عكيتي زي عادتك.....لو شلتي السنتدي حاجه ابوكي هيزعل منك
قطبت زينه حاجبيها بلامبلاه قائله بملل
-يوه ياماما هو كل مره الحوار ده انا قولتك الف مره انا مش سكه تعليم انا اخري بيت قره عيني......انتو بقا الي مصممين.....اني اتعلم وكلام فاضي مش جايب همه انا مالي.......انا وانتي عارفين ان انا بروح الكليه دي فور فن بس
وضعت قمر يديها علي قلبها قائله بحسره
-عيني عليكي يا قمر في خلفتك الهبله.....وبعدين يا منيله انتي تعرفي ايه اصلا عن الجواز......هو في كلب يرضي بكي اصلا.....دا انتي هترجعي بالبسكوت في الصباحية قال قره عيني قال
لاعبت زينه حاجبيها بمشاكسه قائله
-ايه ياماما انتي مش واثقه في قدرات بنتك ولا ايه دا انا معجبيني كتير بس انا بس الي بفرض......ثم قالت بهيام بس يجي ابو عيون خضراء ده وانا هدلعه وه...........قطعت زينه كلامها عندما وجدت نفسها ممسوكه من التيشرت من الخلف كالحراميه
وباليد الاخري ممسكه بأذنها
-هو مين ده الي هتدلعيه يابت انتي اجننتي هتدلعي مين انطقي
اسعت اعينها بفزع لقد سمع والداها ماقالت يا الهي تتمني الموت في هذه اللحظه......ولكن لماذا اتي والدها مبكراً علي غير عادته....استفاقت عندما اعادت عليها والدها نفس الكلام
تعثلمت قائله
-هاه.....مين دي الي هتدلع مين.....أااااااه لا بس يا حج انا كنت بوصي عليك ماما عشان تدلعك اصلي شيفاها مهملاك خالص الايام دي.....بس سيب ودني كده هيما عشان اعرف اوصيها بضمير
اتسعت اعين قمر بشده
-مين دي الي مهملاه.....تصدقي حلال فيكي......
انا كنت هقول لابوكي يسيبك بس خلاص.....
بينما وقف اسر يتابع الموقف بضحكه بسيطه.....
فمنظرها وهي ممسوكا كحرامي الغسيل...مضحك للغايه...... مالبث الا ان حمم بخفه قائلا
-دي عيله هبله هتاخد علي كلامها ولا ايه ياعمي
سمعت صوته بالتأكيد تتوهم عندما افلتها والداها استدارت للخلف ببطي شديد لتجد معذب قلبها حبيب الصبا والمراهقه يقف بشموخ.....نظرت له باشتياق شديد......تمنت لو تلقي نفسها بين احضانه....مالبث ان تذكرت انه سمع الحوار الذي دار بينها وبين والدتها.....توسعت اعينها وغزت حمره قانيه وجنتيها..... سرعان ما التفت وجرت لي غرفتها....تتمني لو انا الارض تنشق وتبلعها
تقدم اسر الي قمر لكي يسلم عليها فطلما كانت له ام ثانيه....الي ان جاء ليحضتنها بشوق... فهو لم يراها منذ اخر مره كان فيها هنا والتي كانت تقريباً منذ سنه......وجد وجد عمه يجذبه هو الاخر من قميصه قائلا بسخريه
-ايه حبيب عمك من بعيد يا بابا عايز تتحضن روح احضن امك....ثم ربت علي قفاه.....done يا حبيب عمك
تنهد اسر ياساّ من أفعال عمه التي لن تتغير.....فلقد منع عمه اي احضان بينهم منذ ان كان في المرحله الثانويه.....سال علي والدته لتخبره قمر انها في مركز التحميل.... أومأ لها براسه....وصعد الي غرفته لكي يرتاح قليلا من تعب السفر
بينما التفت ابراهيم الي قمر ممسكاً بخصرها رافعا ايها قليلا ليجعل وجهها يقابل وجهه قائلا بعبث
-لا احنا لازم نشوف حل في مشكله الإهمال وعدم الاهتمام دي.....ثم اكمل بخبث......كده تخليني اصعب علي بنتك لدرجه انها توصيكي عليا.....توء توء دا حالتي صعبه خالص
توسعت اعين قمر من وقاحة زوجها علي الرغم من انه سمع حديث ابنتها الا انه يعلم جيدا كيف بدير دفه الحديث لصالحه دائمه.....قالت بقله حيله
-مش هتكبر ابدا يا ابراهيم.....ما تتلم ياراجل....دا احنا كبرنا.....
نظر اليها بسخريه
-قال كبرنا قال مين ده الي كبر......ثم قال بخبث.... انا هوريكي بقا الي كبر ده هيعمل فيكي ايه.....بس ماتبقيش تزعلي عشان بقيتي بتفرهدي بسرعه ها....
ختم كلامه وهي ينحني لكي يحلمها....شهقت بدهشه
.....سرعان ما خبأت وجهها في صدره......واتجه بها الي جناحهم الخاص......لتسكت شهرزاد عن الكلام غير المباح.....مستسلمه لعاطفته التي يغرقها بها
____________________________________
مر يومان علي الأحداث السابقه...حدث فيهم الكثير
حيث قويت علاقه مليكه وشهد بشكل مذهل.......
مليكه ان شهد التي رأتها من ثلاث ايام الفتاه الحزينه الكئيبه.......تختلف تماما عن شهد االفتاه المرحه المجنونه.....المقبله علي الحياة بشكل اذهلها فعلي الرغم من كل الحزن الذي يوجد بداخلها الا انها
تخفي كل هذه خلف ابتسامتها المرحه وجنونها الرائع...في الحقيقيه شهد تشبه شخصيه زينه ابنه عمها كثيراً..........
في هذا اليوم كان لديه محاضره واحده صباحاً غير مهمه كثيرا وسكشن مهم جدا في الثالثه عصراً......صدقا لو ما شهد لما كانت جاءت منذ الصباح علي الرغم من انها لن تحضر هذه المحاضرة.....ولكن وجود شهد في حياتها اضاف لها الكثير......اصبحت حياتها بنكه بعد ان كانت مره......اليوم اتفقت مع شهد ان تاتي مبكراً الي الجامعه لكي تعلمها شهد الركوب علي
(skate board لوح التلزج )
اكشفت مليكه انه هواية شهد المفضله من خلال محادثاتهم الكثيره..... واستطاعت شهد ان تقنعها ان تتعلم الركوب عليه
التقت شهد ومليكه وظلت شهد تحاول تعليم مليكه التي تمكن الخوف منها.....مره في الاخري استطاعت ان تتحكم قليلا به...
ارتسمت ابتسامه واسعه علي وجهها وهي تنظر لشهد قائله
-احساس خطير حاسه وكاني طايره زي الحمام
ردت عليها شهد بضحكه
ولسه لما تتمكني اكتر مش هتقدري توفتي يوم من غير ما تركبي عليه
___________________________________
في شركه المرشدي جروب......دلفت منار السكرتارية
الي مكتب زيدان....ناولته بعض الأوراق
-الورق ده يا فندم خالد بيه بعاته لحضرتك عشان تراجعه وتمضي عليه
-اه عند حضرتك ميعاد بعد ساعه مع عميد كليه الهندسه...
-تمام يامنار في حاجه تانيه... أومأت السكرتيرة بلا
... فأشار لها بالانصراف......انتهي من مراجعة الوراق
ومضى عليها ليقوم متناولا جاكيت البدله خاصته وهاتفه ومفاتيح سيارته ....واتجه الي الجامعه.... وصل الي الجامعه بعد ما يقارب النصف ساعه وما ان نزل من سيارته حتى .....اتسعت عيناه من هذه الفتاه المتجهه نحوه بكل هذه السرعه ومن الواضح عدم قدرتها علي السيطره علي (skate board)
.......فماذا سيحدث ياتري!؟