رواية سحرتني الفصل الثاني عشر12 بقلم ايسو ابراهيم
والدتها: وأنا مستحيل أخلي بنتي مع إنسان زيك، فلو سمحت طلق بنتي
محمود بصدمة: أنتِ بتتكلمي جد يعني عايزاني أطلق بنتك كدا عادي يوم صباحيتها ومش فارق معك كلام الناس؟
والدتها ببرود: لأ مابيهمنيش الناس هتقول إيه؟ اللي يهمني بنتي وراحتها وسعادتها وبس وفي غيرك يتمناها، وراجل فعلا يثق فيها ويعيشها ملكة، ونبقى مطمنين عليها مستحيل نخليها معك دقيقة واحدة وطالما أنت مابتثقش فيها هتبقى حياتكم مضطربة وكلها مشاكل
والدها: يلا عشان نمشي من بيتك بسرعة ارمي عليها الطلاق خلينا نخلص، وبعدين نبقى نشوف الإجراءات
محمود خد نفسه وقال: أنتِ طالق طالق يا هدير
همس حضنتها مكنتش متخيلة إن دا يحصل معها مفكرتش إن الغلط اللي عملتيه نتيجته هتبقى أسوأ ما توقعته
دخل محمود أوضة الأطفال بدون ولا كلمة
والدها: ادخلي يلا لمي هدومك وروحي يا همس معها
هزت همس رأسها وخدت هدير معها ودخلت تلم هدومها
أهلها برا نار جواهم ماكنوش يتمنوا إن دا يحصل معهم وإن بنتهم تتطلق يوم صباحيتها... الأهل بتروح تبارك لبنتهم ويطمنوا عليها عشان يشوفوا الفرحة على وشها والسعادة لكن هما راحوا شافوا العكس واللي عمرهم ماتخيلوه
طلعت هدير ودموعها على خدها ومحملة نفسها اللي حصل لها وندمت ألف مرة إنها نزلت أو فكرت تنزل لشخص غريب أو حتى كان قريب ماكنش ينفع تنزل في وقت غلط ومش مسموح لها إن تنزل
أهلها خدوها، وهمس قفلت باب الشقة وراها ومشيوا
همس اتصلت على جوزها تعرفوا إن هى هتتأخر عشان في مشكلة حصلت
زوج همس مسافر بقاله شهرين، ولكن قال لها إنه هيرجع النهارده يعني هو بيشتغل في محافظة أخرى غير اللي عايشين فيها
همس: خلاص ماشي تيجي بالسلامة وأنا هحاول أرجع بدري قبل ما تيجي
زوجها: تمام خلي بالك من نفسك
وصلوا بيتهم ومحدش شافهم دخلوا شقتهم وهدير واقفة حاطة رأسها في الأرض
والدها: ممكن بقى أعرف الحكاية من أولها إيه يا هدير...على الرغم إني واثق في تربيتي ليكي وإلا كان زماني تصرفت تاني معك بشكل تاني
هدير بدموع: امبارح واحنا في القاعة اتصل عليا رقم غريب همس ردت وبعدها جت قالتلي إنه عمل حادثة وقتها زعلت أوي فكرت يمكن يكون مين وكنت عايزه أقول لكم تبعتوا حد يشوف مين دا بس قولت يمكن مايقصدنيش أنا واتلخبط في الأرقام وممكن يكون فعلا عايز يتصل على واحدة اسمها هدير غيري
لكن بعد ما روحنا وغيرنا مصطفى جاله اتصال وطلع مديره عايزه يروح مش عارفة مكان فين عشان مشكلة كبيرة في الشغل والحسابات وقال لازم أروح والمكان مابيكونش فيه شبكة كويسة فاحتمال مايعرفش يتصل بيا
همس بمقاطعة: سؤال بس شغل إيه اللي يخلي مدير عارف إن النهارده فرحه ويخليه يروح في وقت زي دا، والمفروض يشوف حد غيره أو هو يتصرف وبعدين شغل محمود في البلد وفين المكان اللي هيسافرله دا ومافيهوش شبكة الموضوع مش راكب على بعضه وفيه لعب، وبعدين محمود محاسب لو فيه مشكلة في الحسابات هيبقى هيروح الشركة اللي هو بيشتغل فيها
هدير: قالي البضاعة طلعت مضروبة وعايزين يشوفوا الخسارة كام
همس: طب المدير هيروح يقول لعريس يوم فرحه تعالى شوفلي الحسابات أكيد المدير عنده كل الورق وعارف دفع كام وبكدا هيعرف الخسارة المفروض كنتي هتحسبيها صح لو فكرتي في الهبل اللي قالوا ليكي، لكن شاطرة تشغلي بالك باللي اتصل عليكي وخلاص
والدتها: طب خليها تكمل خلينا نشوف غلطها اللي ملهوش أول من آخر دا...احنا اها وقفنا ضد محمود عشان ضربك مش عشان الغلط اللي عملتيه أصل مفيش واحدة واعية تهبب اللي هببته دا طب كنتي اتصلي علينا عرفينا كنا اتصرفنا احنا
هدير: والله مش عارفة إزاي أصلا جاتلي الجرأة وعملتها، وكنت عايزة أتصل بهمس أشوف هتقولي إيه بس تراجعت
والدها: طب قوليلنا طلع مين دا؟
هدير: احم واحد اسمه طارق وكنت شديت معه في المواصلات، ولما فاق عرفت إنه كان بيتصل عليا عشان يديني الدفتر اللي ضاع مني واللي أصلا طلع معاه
والدتها بصدمة: يا قلبي اللي وجعني يعني خربتي بيتك واتبهدلتي من اللي كان جوزك عشان حتة دفتر يابت أقوم أموتك ولا إيه؟ الناس أنا تسألني بنتك اطلقت ليه أقولهم عشان راحت تشوف واحد عمل حادثة عشان كان جاي يديها دفترها يابت أنتِ غبية ليه هببتي الدنيا عشان حاجة تافهة، وأنا بقى هعاقبك العقاب اللي يخلصنا من دا كله
هدير بخوف: قصدك إيه؟
والدتها بجمود: شغلك تنسيه خالص وكتاباتك وكل حاجة خاصة بدا هحرقها لإما أقطعها؛ لأن هوايتك للكتابة وشغلك فيها هو السبب في اللي حصلنا دا
هدير: يا ماما دا كل حاجة مكتوبالنا، يعني مكتوبلي كدا ونصيبي كدا
والدتها: أنتِ مش مقدرة المصيبة اللي عملتيها ولا إيه؟
هدير: أنتِ كدا بتدمري حلمي اللي تعبت سنين عشان أوصله
والدتها: وأهو بقى السبب في المشاكل اللي بتحصلنا، ودا العقاب المناسب للي عملتيه أصل هو مش سهل علينا بردوا بنتنا تنزل في نص الليل لوحدها بدون ما تعرف حد عشان واحد غريب، وكمان بقت مطلقة يوم صباحيتها، وفضلت تعيط وكملت: يعني محدش هيحس باللي الوجع والقهر اللي جوايا مش دا اللي كنت بتمناه كنت عايزه أشوفك في بيت جوزك مستقرة وفرحانة لكن عملتي اللي مكنش متوقع وانصدمنا لما محمود اتصل علينا وقال تعالوا شوفوا مصيبة بنتكم وقتها قلبي وقع في رجلي يا هدير وجرينا نشوف في إيه
والدها بحزن: والدتك معها حق يا هدير مفيش خروج من البيت بعد كدا غير للضرورة ومفيش خروج للشغل بتاعك وتنسي الكتابة دي خالص
هدير بعياط: العقاب دا صعب أوي يا بابا دا أنا تعبت أوي عشان أوصل للي وصلته دا
والدتها: ودا اللي عندنا احنا وقفنا معك ضد محمود عشان ماكنش لازم يعمل فيكي كدا؛ لأنه طلع متسرع ومابيعرفش يسيطر على غضبه وقت الغلط أو المشكلة ودا هيخلينا حاطين أيدينا على قلبنا طول ما أنتِ معاه لأنك مش هتشوفي الراحة ولا السعادة معه غير الضرب والإهانة، واحنا مش هنفضل عايشين العمر كله ليكي، عايزين نبقى مرتاحين لما نجوزك واحد يقدرك ويحترمك وأهم حاجة الثقة ما بينكم وبكدا نكون عملنا اللي علينا
هدير بتعيط مابتردش
همس: خلاص يا هدير لعله خير إن شاء الله، ويمكن دا لصالحك ممكن أي حاجة تحصل عكس ما بنخطط لها بتزعلنا أوي لكن بتكون خير لينا، واحمدي ربنا إنها جت على قد كدا، وإن أهلك ناس متفهمة مش ناس أول ما عرفوا باللي كانوا زمانهم موتوكي وسابوكي تتبهدلي عند جوزك، ويمكن دا حصل عشان تتطلقي من محمود قبل فوات الأوان يمكن دا كله حصل لحمايتك محدش يعرف الأيام الجاية فيها إيه، ولا يعلم الغيب إلا الله
أهم حاجة تتعلمي من غلطك وتفكري مليون مرة قبل ما تعملي حاجة بعد كدا كبيرة زي دي وشيري على أهلك الأول أو قوليلي، ودا بردوا ماكنش هينفع تخرجي كدا تروحي شغلك والناس هتبصلك باحتقار وتتكلم عليكي، والأحسن ماتخرجيش غير بعد شهر أهي تبقى مبلوعة شوية أنا عارفة مابتهتميش لكلام الناس بس مهما كان احنا بشر وبنحس وكلامهم هيوجعك أوي مهما بينتي إنك قوية
هزت هدير رأسها، وبصت لأهلها اللي باصين في الأرض، وهى عارفة إن هيتجاهلوها والكلام على قد المصلحة لغاية ما يحاولوا يتخطوا الموضوع وهما معهم حق يشكروا على اللي عملوه وزيادة كمان ومابينوهاش صغيرة في عين طليقها
همس: همشي أنا بقى عشان عمر جاي النهاردة
أهلها: مع السلامة يا بنتي خلي بالك من نفسك
هزت همس رأسها ومشيت
دخلت هدير أوضتها مش قادرة تبص في عين أهلها بعد اللي عملته نظرة الوجع والحزن في عينهم بيخليها تتقطع من جواها
في بيت همس كانت بتجهز الغدا لعمر اللي قالها ساعة ويوصل
في المساء كانت همس قاعدة مع جوزها وبيتكلم على هدير
عمر: عايزين نروح لهدير بكرة بقى نبارك لها وأتعرف على جوزها
همس: هدير اطلقت
عمر بصدمة: إيه؟ أنتِ بتهزري يا همس ولا إيه؟
همس حكتله اللي حصل، وقالتله اللي قاله عليها هى كمان
عمر بغضب: إزاي يتجرأ ويقول عليكي كدا، أنا لو شوفته هضربه لغاية ما يبوس على رجلي
همس بتوتر: عمر أنت ممكن تشك فيا؟
عمر: أنتِ مجنونة ولا إيه؟ همس أنا بثق فيكي أكتر من نفسي، هو اها هدير غلطت بس ماتوصلش لإنه يضربها ويقول عليها كدا بردوا المفروض يكون واثق في أخلاقها، وطالما ماكنش بيثق فيها يبقى ماكنش يتجوزها، وبعدين كلامه عليكي دا ماتفكريش فيه ولا يخليه يزعلك
همس: بحمد ربنا إنه رزقني بزوج زيك
عمر: المفروض قبل ما الواحد يتجوز يبقى عارف إيه أهداف الجواز ويبقى فاهم الدنيا صح بس أي حد يشوف نفسه بقى بيصرف على نفسه وبيشتغل يفكر نفسه بقى مؤهل للزواج وهو مش فاهم حاجة
همس: فعلا
عمر: عندك معادك عند الدكتورة بكرة صح؟
همس: أيوا
عمر: ماشي عشان أبقى أروح معك
همس: ماشي
في بيت أهل هدير كل واحد قاعد زعلان ومهموم ومحدش منهم عرف ينام ولا عينه تغفل حتى
في اليوم التالي نزل والد هدير بدون ما يفطر وهو زعلان
ووالدتها كانت بتغسل وطلعت تنشر في البلكونة
هدير قاعدة في أوضتها وباصة للسقف فقط بتفكر في اللي حصل
وهمس اتصلت عليها عشان تتطمن عليها وبتحاول تواسيها وبيفوت النهار، وكانت همس بتجهز عشان تروح للدكتورة
عمر: يلا يا جميل خلصتي
همس بابتسامة: أيوا
ونزلوا خدوا تاكسي وراحوا للدكتورة اللي همس بتابع معها
دخلوا العيادة ورايحين يدفعوا الكشف وبتملي اسمها ولكن لاحظت اسم تعرفه وقبله مكتوب اسم ولد وأبوه محمود اللي هو اسم طليق هدير بتبص عالناس اللي في العيادة عشان تتأكد، وبالفعل لقت محمود وبيحمل طفل رضيع وجنبه واحدة في سنهم وقفت بصدمة
عمر: في إيه يابنتي بتبصي على مين؟
همس: دا محمود طلع متجوز ومخلف كمان
عمر بص على مكان هى بتبص وفعلا شاف محمود
وقال: إيه دا بجد ممكن يكون حد قرايبهم أو مرات صاحبه
همس: لأ ابنه عشان اسمه متسجل أهو قبل اسمي
عمر: يا نهار أبيض طب هنعمل إيه؟
همس: هتصل دلوقتي على هدير وأعرفها تحس إن اللي حصل دا عشان كان بيخدعها وعشان ربنا يكشفه
عمر: طب ما هما خلاص اطلقوا هيبقى عادي نقولهم
همس:أيوا، واتصلت على هدير وأول ما ردت عليها
همس قالت: هدير محمود طلع متجوز واحدة قبلك ومخلف كمان
هدير بصدمة: بتتكلمي بجد