رواية طفوله بائسة كامله بقلم ايمان ايمن
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بأحد الحارات البسيطة التي ما أن تقع عيناك علي سكانها تبتسم من تلقاء نفسك ، فـ وجوههم تبث الدفئ والحنان لكل من يراهم، حيث الهدوء والدفئ الذي يفقدوهم صواحب السلطة، حيث القلوب البريئة التي لا تحمل البغيضة لأحد، فـمن يراهم يظنهم عائلة، عائلة متماسكة بكل شئ، عائلة ولكن بأختلاف المنازل التي يختبئون خلفها بأخر اليوم.
أما بالداخل
كانت هذه السيدة والتي تدعي " نادرة " تصيح بحدة وهي تدلف إحدي الغرف والتي يتضح أنها لشاب ما من كثرة صور الملاكمين وغيره :
_ أنت يا زفتت، اي هقعد ساعة أصحي فيك.
قوم يا زفت الطين أطلع أشتغلك شوية بدل ما أنت ليل ونهار أخدلي السرير في حضنك تقولش هيهرب منك.
أنهت حديثها تزامنآ مع سحبها للغطاء من فوقه، ليهتف الأخر بأنزعاج من ضوء الشمس الذي أخذ يضرب بوجهه وكأنه يخبره * هيا أستيقظ أيها الكسول *:
_ يا ماما بقي، مش كل يوم علي الأسطوانة ديه.
حركت والدته فمها يمينا ويسارا بحركة سريعة تردف بينما تتجه للأريكة المتواجدة تجذب من فوقها ثيابه :
_ وياريته بيحوق يا روح' أمك.
صدحت ضحكاته تملئ الغرفة لتبتسم والدته بيأس منه وتخرج من غرفته تهتف بقلة حيلة :
_ قوم يلا عشان تطلع تشتغل
تابعها بعينان ناعسة إلي أن اختفت عن أنظاره مقررا بداخله أن يكمل نومه ولكن أتاه صوت والدته من الخارج تهتف بتحذير :
_ متفكرش يا رائد.
زفر بحنق يتمتم بكلمات غير مفهومة وهو ينهض يتجه نحو المرحاض.
خرج بعد قليل يردف بينما يجفف خصلاته بالمنشفة الخاصة به :
_ حضرتي الفطار؟
" أهو عندك ع السفرة "
نظر نحو الطاولة ليجد شقيقه الأصغر يتناول طعامه بنهم، أردف بسخرية وهو يتقدم يجلس أمامه :
_ أتمني مكونش سبب في ازعاجك يا أستاذ ريحان.
نظر له ريحان هذا الطفل صاحب الـ 7 أعوام بأشمئزاز لا يليق بعمره ثم عاد ليكمل طعامه دون مبالاة بوجه الأخر الذي أرتسمت فوقه معالم السخرية .
بدأ بتناول طعامه في جو هادئ ألا من بعض المزاح بينه وبين شقيقه الأصغر بل أن صح القول " أبنه " فرائد هو من قام بتربيته والعناية به بعد ترك والده لهم أي وهو بالثامنة عشر من عمره .
أنتهي بعد فترة قصيرة وذهب لغرفته حتي يجهز ليومه المتعب. نعم متعب وبشدة فهو يقضي أغلب وقته داخل تلك العربة الصغيرة المسماه ب * توكتوك *،أي أنه يظل منحني الظهر لفترة طويلة وهذا ما يؤدي إلي أرهاقه الشديد مما يجعله ينام لساعات طويلة لا يشعر بشئ من حوله.
بالرغم من أنه يملك شهادة جامعية تجعله يعمل بأكبر شركات البلد ،ألا أنه رفض ذلك الأمر وبشدة وقرر العمل علي تلك العربة حتي يوفر لعائلته الصغيرة كل ما يحتاجونه ، بل ويصل به الأمر أن يعمل عليها لمدة يومين متتاليين حتي يستطيع جمع أكبر قدر من المال.
خرج بعد قليل وهو ينظر في هاتفه يردف بصوت عالي بعض الشئ حتي يصل لوالدته بالمطبخ :
_ أنا نازل يا ماما هتعوزي حاجة؟
جاءت والدته من الداخل ترد عليه بهدوء :
_ سلامتك يا حبيبي ، خلي بالك من نفسك وسوق علي مهلك بلاش سواقتك المهببة ديه.
رائد بضحك علي كلمات والدته :
_ بقي أنا سواقتي مهببة يا نادرة، أش حال مبتبقيش عايزة تنزلي منها؟
" أسمع الكلام وأنت ساكت مش عايزة مقاوحة "
أردف بينما يرتدي حذائه الأبيض :
_ حاضر حاجة تانية ؟
ربتت والدته علي كتفه بحب تهتف بحزن دفين ألتمسه :
_ سلامتك يا حبيبي، خلي بالك من نفسك كويس يا رائد ومتجيش علي نفسك كتير أنت الحمدلله مش مخلينا عايزين حاجة.
رائد وهو يقبل يدها بحب :
_ أنا لو عليا عايز أجيب لكم الدنيا ديه كلها تحت رجليكوا.
" وجودك وسطينا بالدنيا وما فيها يا بني "
أزال رائد دمعة هبطت منها دون شعور وقبل يدها مرة أخرى من ثم رأسها ، بعدها تقدم من ريحان يردف بحب وهو يشعث خصلاته الحريرية التي يتميز بها :
_ عايز حاجة أجبهالك معايا؟
ريحان بإبتسامة :
_ عايز شيبسي.
تمتم الأخر بينما يقبل جبينه بحنان :
_ حاضر من عيوني.
ثم هبط بعدما ودعهم وذهب ناحية الجراچ الذي يجاور منزله ويخرج منه عربته أو كما تدعي * توكتوك * يقوم بمسحها وتنظيفها من بعض الأتربة التي تجمعت عليها.
أردف بحماس وهو يقوم بتشغيلها :
_ بسم الله توكلت على الله.
ثم ذهب بطريقه يغني بصخب مع الأغاني التي صدحت منها.
بمكان أخر
مكان يبعد كل البعد عن تلك الحارة وسكانها ، بمنزل كبير ذو طابقين ، ندلف لإحدي غرفها لنجد تلك الجميلة تستيقظ بكل راحة تهتف برقة وهي تتمطأ ببطئ :
_ جود مورنيج ريسيليا.
بعدها أستقامت بجلستها تفرك شعرها بنوم وهي تتطلع حولها بنعاس تحاول مقاومته.
قامت بعد مدة تدلف إلي المرحاض المتواجد بغرفتها حتي تنعم بحمام دافئ ، خرجت بعد قليل تقف أمام المرآة تضع كريمات الترطيب خاصتها وغيره.
وبعد ساعة كاملة كانت تقف تتطلع لهيئتها برضا تام ، حيث كانت ترتدي فستان أبيض قصير للغاية يكاد يصل لركبتيها ويحمالات عريضة بعض الشئ.
ألقت لنفسها قبلة بالمرٱة قبل أن تهبط للأسفل حيث والداها وشقيقها الأكبر " نوح "
أردفت بينما تعانق والدها :
_ جود مورنيج أيڤري بادي.
والدها كارم بحب :
_ صباح الخير يا حبيبة بابا ، عاملة اي النهاردة؟
ريسيليا وهي تقبل وجنتي والدتها :
_ فاين داد.
شقيقها نوح بحدة :
_ أسمها الحمدلله يا ريسيليا.
ألتفتت له ريسيليا ترمقه بلا مبالاة قبل أن تتمتم بنبرة ألتمس بها البرود :
_ الحمدلله حلو كدة؟
" لا مش حلو قوليلي اي الحلو وإنتي مفيش فيكي أي حاجة عدلة ، لا لبسك ولا طريقتك ولا أي حاجة خالص"
أردف ريسيليا بحدة غير عابئة بأنها تقف الأن أمام شقيقها الأكبر :
_ وأنت مالك بيا ؟ مالك بلبسي وبشكلي أنا مش فاهمة هو حد طلب رأيك ؟ ياريت تحتفظ بيه لنفسك .
جذبها من ذراعها بغضب جعل عروق عنقه تبرز بشدة :
_ لأ ليا دعوة ومن حقي أتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياتك أنتي فاهمة ولا لأ؟
دفعته عنها بحدة تردف وهي تطالعه بأشمئزاز غاضب :
_ والله أنا حرة يا أستاذ نوح أنت مش هتتحكم فيا وتقولي أعملي ده ومتعمليش ده ، وبعدين قبل ما تعمل عليا راجل روح شوف مراتك واللي بتلبسه ولا هو ...
لم يدعها نوح تكمل حديثها حيث صفعها بقوة وجذبها من شعرها نحوه يردف بكل ما تحمله كلمة غضب من معني :
_ أنا سكتلك كتير قبل كدة وعديتلك حاجات مكنش لازم أعديهالك ، لكن توصل بيكي البجاحة أنك تشتمي أخوكي الكبير لا وتهيني مراته كمان وفكراني هسكتلك ، لأ ده أنا أكسر رقبتك يا ريسيليا يوم ما صوتك بس يعلي عليا.
دفعها عنه بحدة جعلتها تترنح وكادت أن تسقط ألا من يد والدتها التي أسندتها وهي تطالعها بعتاب وحزن.
أستدار نوح يغادر المنزل بخطوات غاضبة بعدما رمقها بنظرة أخيرة وعينان تلتمع بها القسوة .
ألتفتت ريسيليا نحو والدها الصامت منذ البداية تردف ببكاء :
_ شوفت اللي عمل...
قاطع حديثها صفعة والدها الذي أردف بصرامة :
_ علي فوق.
ريسيليا بصدمة وهي تضع يدها فوق وجنتيها :
_ بابا؟
" قولت علي فوق ، ويكون في حسابك رجلك مش هتخطي عتبة البيت ده ألا لما أخوكي يسامحك علي اللي عملتيه"
أنهي حديثه يغادر هو الأخر لعمله فقد تأخر علي أجتماع مهم لا بد من وجوده به.
أردفت ريسيليا ببكاء وهي تتمسك بذراعي والدتها عندما رأتها تهم بالمغادرة هي الأخري :
_ ماما عشان خاطري قولي حاجة ، متسكتيش كدة.
والدتها بصرامة وهي تدفع يد أبنتها عنها :
_ وأنتي لما وقفتي في وش أخوكي وقليتي أدبك عليه كنتي عملتي أعتبار ليا ولا لأبوكي اللي واقف ، بجد يا خسارة يا ريسيليا يا خسارة.
من ثم صعدت لغرفتها هي الأخري تاركة خلفها ريسيليا التي جلست فوق المقعد خلفها تبكي بقهر وهي تخفي وجهها بين يداها.
وعلي الناحية الأخري
كان يقود سيارته بسرعة جنونية وكلمات شقيقته ما زالت ترن بأذنه ، تناول هاتفه يضرب بعض الأرقام والتي يحفظها عن ظهر قلب قبل أن يرفعه ليضعه فوق أذنه ينتظر أجابة الطرف الأخر.
لم تمر دقيقة وكان صوته يصدح بقوة :
_ أنتي فين ؟
أتاه الرد من الجهة الأخري تردف بتوتر :
_ ف.في البيت.
" خليكي عندك أياكي تتحركي ، أنا خمس دقائق وأكون عندك "
ولم ينتظر ردها بل أغلق الخط بوجهها وأكمل قيادته المتهورة تلك.
بالحارة
ولكن بمنزل أخر تماماً عن الذي قبله ، حيث كان يسوده الجفاف والبرود ، نري لوسيندا تخرج من غرفتها وهي تردف بملل :
_ بابا أنا نازلة رايحة الشغل.
والدها خليل بلا مبالاة :
_ مع السلامة.
زفرت لوسيندا بحزن وتقدمت ترتدي حذائها بجوار باب المنزل ، كادت أن تفتح الباب للمغادرة لكنها توقفت وهي تستمع لصوت هذا الصغير يردف ببراءة :
_ سينتا ، تيلي شاتة ؟
( لوسيندا ، هتحبيلي شوكولاتة؟)
ألتفتت له ترمقه بتعب ليبادلها بأخري بريئة وهو يفتح عيناه وفمه بطريقة طفولية .
أردفت وهي تنخفض تقبل وجنته المكتنزة :
_ حاضر يا صاصا عايز حاجة تانية؟
صاصا أو عصام بضحكة جميلة :
_ أيز محشا.
( عايز محشي.)
لوسيندا بضحك شديد :
_ محشا! يعني هتاكل شوكولاتة ومحشي مع بعض؟
أومئ صاصا مرات متتالية وهو يبتسم علي ضحكها ، لتقبله لوسيندا مرة أخرى قبل أن تخبره أنها ستحضر له ما يريد.
هبطت وهي تفكر به " أبن زوجة أبيها "
لطالما فضلت الأبتعاد عنها وعن كل ما يتعلق بها ، فقط تريد تجنب المشاكل ، ولكن بحق الله هذا مجرد طفل برئ لا يعي لشئ!!
سارت بضع دقائق إلي أن وصلت لكشك يقع علي أول الشارع الذي تقطن به ، لتردف بحب وهي تقبل رأس تلك السيدة " أم بامبو " مالكة الكشك :
_ أزيك يا غالية؟ وحشتيني.
أم بامبو بإبتسامة :
_ الحمدلله يا حبيبتي بخير ، أزيك أنتي واي أخبار الشغل معاكي؟!
" كويس جداً الحمدلله ، مكنتش متصورة أني هلاقي شغل كويس بعد الفترة دي كلها "
أردفت أم بامبو بهدوء :
_ ده بفضل ربنا ثم دعوات والدتك الله يرحمها .
لوسيندا بحزن :
_ الله يرحمها ، يلا همشي أنا يدوب ألحق سلام عليكو.
" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته "
تنهدت بعد ذهابها تردف بحزن علي حالها :
_ ربنا يسعدك يا بنتي ويوقفلك ولاد الحلال .
بأحد الكافيهات
كان ٱيان يجلس مع شقيقه " مراد " يحادثه بأمر ما .
ليقاطعه مراد فجأة وهو يردف بتذمر :
_ آيان أنا جعان .!
آيان بيأس منه :
_ يا أخي أرحمني بقي ، أحنا مش لسة فاطرين مع بعض قبل ما ننزل؟
مراد بمرح :
_ أيوة بس الكلام ده من ساعتين تقريباً ، ومعدتي جاعت اي ذنبي أنا ؟!!
" معدتك دي اللي هتوديك في داهية ، هتفضل تكبر تكبر لغاية ما تكرش "
أنهي حديثه ضاحكاً بخفة ليأتيه صوت شقيقه يردف بثقة :
_ هه قال أكرش قال ، لا يا حبيبي أنا واحد رياضي وبروح الچيم كل أسبوع مش زيك يا معقد .
آيان بقلة حيلة منه :
_ قوم.قوم يا أخرى صبري عشان اأكلك وأخلص من زنك.
قبله مراد من إحدي وجنتيه بينما يهتف بمرحه المعتاد :
_ حبيبي والله.
أردف آيان وهو يبعده عنه بأشمئزاز مضحك :
_ بس .بس خلاص يلا قدامي.
" يلا يا أخويا ، صحيح عملت اي فـموضوع البيت "
آيان بإبتسامة وهو يركب سيارة والده التي تركها له بعد وفاته :
_ لقيتله بيعة كويسة يا مراد وبسعر مش بطال ، نقدر نشتري اي شقة علي قدنا والباقي نحطه علي فلوس الورث ونفتح المشروع اللي بنحلم بيه.
أردف الأخر بصدمة ممزوجة بسعادة :
_ آيان أنت مش بتهزر صح؟
آيان بنفي وهو يربت فوق قدم شقيقه :
_ لا مش بهزر أنا بتكلم جد وجدا كمان ، مش ده كان حلمنا زمان .
أرتمي مراد فوق شقيقه يقبله بسعادة بينما يتمتم بحب :
_ أنت مش عارف فرحتني إزاي دلوقتي ؟! ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
آيان بإبتسامة وهو يداعب خصلاته :
_ ويديمك في حياتي وأقدر أسعدك علطول .
وأكملوا طريقهم في جو ملئ بالحب والسعادة والحماس أيضاً .
نعود للحارة مرة أخرى
كان الليل قد حل وقتها وأنيرت الشوارع ببعض الأنوار الهادئة التي تشعرك بالدفئ والأسترخاء .
كان رائد ما يزال يعمل بـ " التوكتوك "الخاص به ويغني بصخب مع الأغاني الصادحة منه :
_ أنا ناوي أعيش بقي سولو " solo "
وهعمل للنسـ'وان ٱن فولو " un follow "
وأقضي العمر بعرضه وطوله
وأعيش من غير كدب وحوارات
هدي لعربيتي سارينة
وأجهز لبسي وأروح لمرينا
توقف بعد فترة من الدوران والحركات الجنونية التي لا يخجل أبدآ من أظهارها بل بالعكس يندمج بها ومع الأطفال الذين يدورون حوله بضحك وسعادة تجعله يبتسم تلقائية ويزيد بها .
تقدم من كشك أم بامبو يردف بإبتسامة :
_ أم بامبو يا قمر ، عاملة اي يا ست الكل؟
أم بامبو بحنان وهي تربت علي ذراعه :
_ أزيك يا رائد يا بني ؟ عاش من شافك.
رائد بمرح وهو يجلس فوق الطاولة أمامها يتناول إحدي أكياس المقرمشات يأكلها بهدوء :
_ كنت مطبق بقالي يومين وما صدقت شوفت السرير محستش بنفسي .
" ربنا يقويك يا حبيبي "
آمن رائد علي حديثها وأكمل تناوله للمقرمشات وهو ينظر أمامه بشرود قاطعه صوت أم بامبو وهي تردف بتساؤل :
_ مالك يا رائد؟
رائد بأنتباه :
_ ها ، لا أبدآ يا ست الكل سلامتك بس كان واحشني القاعدة معاكي.
تعلم أنه يكذب عليها لكنها فضلت تركه وعدم الضغط عليه ، أردفت بضحك في محاولة منها لأخراجه من همه :
_ كل بعقلي حلاوة يا ولا.
رائد بحزن مصتنع :
_ بقي أنا برضو باكل بعقلك حلاوة يا أم بامبو ، طب والله زعلتيني أسأليني ليه؟
" ليه؟ "
رائد بمرح :
_ عشان أنا مبحبش الحلاوة.
صدحت ضحكاتها تملئ المكان ليبتسم الأخر ويقبل رأسها ، ولكن فجأة يقتحم شاب ما الكشك وهو يردف بسخرية :
_ طب ما أنتي حلوة أهو وبتضحكي أومال مقفلاها عليا ليه؟
نظر له رائد بنفاذ صبر فهذا الشاب " حمزة " يعرف بـ بلطجي المنطقة ، يعشق أبنة السيدة أم بامبو ويتمني الزواج بها ولكن والدتها تعتبر أكبر عائق في طريقه إلى وصالها ، لطالما رفضته في كل مرة تقدم بها لخطبتها وأخبرته أن يصلح من شأنه أولاً.
ربت رائد فوق كتف أم بامبو بعدما منحها أبتسامة بسيطة وتقدم من حمزة يردف بهدوء مزيف :
_ مش ناوي تتعدل وتغير من أسلوبك في الكلام مع الأكبر منك؟
حمزة وهو يدفعه عنه بحدة :
_ أخرج منها أنت يا أستاذ رائد يا محترم .
كان يتحدث بسخرية واضحة وهو يرمقه من أعلي لأسفل بأحتقار ، ليردف رائد دون تعبير علي وجهه :
_ ده كلامك؟
" لا كلام الجيران "
رائد وهو يستعد للأنقضاض عليه :
_ أنت اللي جبته لنفسك .
هتفت أم بامبو وهي تمسكه من ذراعه بقلق :
_ يا بني مش عايزين مشاكل.
ألتفت لها رائد يردف بهدوء :
_ متقلقيش يا ست الكل...
ثم نظر إلي حمزة بشر وعلي وجهه ترتسم أبتسامة جليدية وأكمل :
_ أحنا لسة في البداية .!
الثاني من هنا