رواية عشتار وجلجامش كاملة بقلم حسن المصوف
كانت #عشتار متزوجة ولها ابنتان وتعيش عيشة رغدة
قالت ماهذا التخريف
قال تخيلي واجيبيني
قالت طبعا لا
قال لما؟
قال لا آمن على نفسي منك
قال أولاتحبيني؟
قالت بلى أعشقك بجنون لكن لا استطيع ان احب شيئا اخافه علاوة على ذلك جنسان مختلفان يستحيل ان يتفقا
قال وابنتينا مامصيرهما في قلبك؟
قالت اخاف منهما ايضا
قال قد حملتيهما تسعة في بطنك!
قالت وإن
وباتا تلك الليلة متظاهرين إلا ان زوجها لم ينم أصلاً
حتى افاقت وجدت البيت خاويا من زوجها وابنتيها
ووجدت رسالة من زوجها يقول فيها:
اني قد حاولت ان امهد لك مرارا بحقيقتي ولكن لم اجد في قلبك صمودا
هل تذكرين حين كنت صغيرة في بيت ابوك كنت دائما تمشطين شعرك وتتمرجحين عند شجرة التفاح في حديقتكم وكنت انا مشغوفا بالتفاح كثيرا اذ كنت اتسلل من ارضنا عبر هذه الشجرة وتعودت عليك حتى عشقتك وجلست حينا من الدهر اراقبك تكبرين وتزدادين جمالا وازداد بك عشقا الا ان اصبحت فتاة في سن الزواج فاعلمت اهلي بعشقي لك ورغبتي في الزواج منك وقوبلت برفض شديد لاسيما ان ابي هو سيد قبيلتنا ومن غير المعهود ان يتزوج الجن بالإنس إذ اننا ننظر لجنسكم نظرة دون
إلا أنني اصررت على طلبي متحديا عاداتنا وتقاليدنا وأبي الذي قرر أن انفى من ارضنا ان لم اعد عن قراري ولكنني تحديت قومي جميعهم ونفيت عن ارض الجن وتزوجت بك ياقلبي وكانت حياتنا سعيدة الا ان جائني مرسول من قومي يطلبونني فيه إذ انه نشبت حرب عظيمة ضروس بين قبيلتنا وقبيلة مجاورة وقتل جدي وأبي وأعمامي وأخوتي ولم يبقى غيري لسوء حظي وحظهم أيضا
ولا مفر من الرفض يجب أن أعود للدفاع عن أرض أجدادي
فلم يكن مجال ان ارفض وخفت ان اودعك ابنتينا فترميهما او تقتليهما لو بان شيء من جنسهما الجني بعد ان اكدت لي موقفك مرارا من استحالة العيش معي وابنتي
والحق يقال انني لم استطع مصارحتك بحقيقتي ولكن حاولت التلميح لك كثيرا وفي كل مرة تصديني
فآثرت الهرب بهما
علنا نلتقي ان انتصرنا في الحرب او نلتقي في حياة أخرى
سامحيني
ووصيتي لك بحق عشرتنا وحبنا الطاهر أن لاتخلعي خاتم زواجنا من أصبعك أستحلفك بكل ماهو غال ومقدس في حياتك
زوجك المحب
جن جنونها لما قرأت رسالته
ووجدت البيت خاويا من ابنتيها
وتساقطت دموع اللوعة فوق خديها
لم تفكر في ابنتيها
ولا في ان زوجها من الجن
اذ تتساوى الاجناس امام الحب العظيم
كل ماكان يشغل بالها هو خوفها ان يصيب عائلتها مكروه حتى وان كانوا من الجن
صحيح ان الانسان لايستطيع تقدير الاشياء حق قدرها الا حين يفقدها
واخذت تنظر لخاتمها بحرارة وتحس بدفئ في اصبعها وقلبها فتعلم أن حبيبها بخير
لا خير في جنس أنت لست هموا
لم يعد بعدك لي لا إنس ولا جان
قد ضعت بعدك ياحبيبي أنني
في بلدة الانسان مسجون وسجان
ومرت الايام والليالي وهي لا علم لها بمصير عائلتها وهذا ماكان مضنيها اذ كيف تستعلم عنهم
حاولت مرار ان تذهب لمشعوذين يدعون الاتصال بالجن ولكن لافائدة اذ اكتشفت انهم مجرد محتالين
الا ان جاء يوم دخلت الحمام تغتسل وخلعت خاتمها
وحين خروجها نسيت الخاتم في الحمام
وخلدت للنوم اذ كانت متعبة من قراءتها لكتب الجن طوال اليوم
حلمت بحلم غريب
ابنتاها يبكون وهم ينظرون اليها والى ابيهم الذي كان يحارب غولا اسود ضخم ينفر النيران من انفه في كل مكان
صرخ بها زوجها لماذا خلعتي الخاتم ارجوك ارتديه ولاتخلعيه مرة اخرى
افاقت من نومها مفزوعة ممسكتا باصبعها فانتبهت ان الخاتم غيرموجود
فنهضت مسرعة للحمام ولبست الخاتم وهي مرهقة جدا من هذا الحلم المخيف وفي نفس الوقت تفكر لماذا لم احلم بهم الا حين خلعت خاتمي واخذت تحملق في فصه البلوري الاحمر امام المرآة لوهلة الا انهم سمعت صوتا خارج المنزل فاقتربت من نافذة الحمام لتفاجئ بمعركة بين نسر احمر وكلب اسود وفوق غصن شجرة التفاح وقفة حمامتان بدا انهما يراقبان المعركة وكان الكلب ضخما جدا الا ان النسر كان سريعا
لم تستوعب ما تراه عيناها وسط الذهول والهلع الشديدين اخذت تتذكر الكابوس الذي حلمت به لتوها الذي بدا يتلاشا شيئا فشيئا