رواية الخائنة الجميلة كاملة بقلم سوزان محمد عبدالغني
المقدمة
أنا أسوأ امرأة في العالم، لقد تخليت عن أطفالي ودمرت عائلتي، من أجل حب محرم، وكانت نهايتي أمام حبل المشنقة،تابعوني لتعرفوا حكايتي الحزينة
*******
فلقد كنت طويلة وممشوقة القوام شعري ناعم وطويل وعيوني سوداء واسعة كان كل من يراني يعجب بي وطوال فترة دراستي الثانوية كان الخطّاب يترددون علي بيت أبي كل واحد منهم يريد الفوز بي
حتي دخلت الثانوية العامة حيث رسبت أكثر من مرة وبقيت في البيت دون أن أكمل تعليمي، فقرر والدي أن يزوجني بشاب من أقاربه
وبالفعل تعرفنا علي بعضنا في لقاء عائلي وتم زواجنا بعد أقل من عام
كان زوجي مهندس إنشاءات، طويل ونحيف خمري البشرة ليس جميلاً بمقايس البشر، ولكنه هادئ الطبع ولا يتكلم كثيراً، وطوال فترة زواجنا التي أستمرت تسع سنوات
لم يقل لي كلمة أحبك قط، ولكنه كان كريماً، لم يبخل علي بشئ من طلبات المنزل أو طلباتي الخاصة، ولم يكن ينقصني شئ برغم إمكاناته الضعيفة
بقينا أربع سنوات في بداية زواجنا لم نستطع الإنجاب
وفي خلال هذه الفترة لم يخبرني مرة واحدة أنه يجب أن نذهب للأطباء من أجل أن ننجب، حتي أصريت أنا للذهاب للطبيب وعندما أخبرنا أنه لا يوجد موانع للأنجاب ولكنها إرادة الله سعيت لعمل حقن مجهري أكثر من مرة خلال الأربع سنوات حتي شاء الله ورزقنا بتوأم سارة وساهر، والآن لديهم ثلاث سنوات ونصف
في خلال فترة زواجنا كان إسلام زوجي يعاملني باحترام لم يضربني أو يشتمني قط؛ حتي لو أنفعلت أحياناً بسبب الملل الذي أشعر بهمن البقاء وحدي بالبيت طوال اليوم،فعندما كان يحدث نزاع بيننا،وكنت أنا دائما من يصنع المشكلة من لا شيء، فكان يتركني حتي أهدأ ثم يكلمني كأن شيئاً لم يكن، ولم يعاتبني ولو مرة واحدة علي حماقاتي معه أو عصبيتي
كان رجل بكل المقاييس ومتحمل للمسئولية؛ فعندما كنت أمرض كان يأخذني للطبيب حتي لو كانت حالته المادية غير متيسرة، وكان يأتي لغرفتي وأنا مريضة وينظر لي ويتفقدني دون أن يتكلم ، صحيح أنه لم يكن يسألني أبداً عن حالي، وهل أنا بخير أم لا، ولكنه كان طوال فترة مرضي يخدم نفسه وأطفالنا دون أن ينطق بكلمة
كنت أعيش في سلام مع زوجي وأبنائي حياة كنت أظنها مملة ودون حب أو تفاهم ، فقد كان يخرج للعمل كل يوم صباحاً، بينما أقوم أنا برعاية الصغار فهم في سن الحضانة ثم أقوم بأعمال البيت حتي يأتي إسلام من عمله وقد أحضر طلبات البيت، فنجلس لنتناول طعام الغداء وبعدها يذهب هو لينام قليلاً بينما أجلس أنا لأشاهد التلفاز فلم أكن أحب النوم نهاراً
ثم يستيقظ عمر فيبقي معي بعض الوقت نتحدث في شئون الصغار وبعدها يخرج ليطمئن علي والديه فهما يعيشان في منزل صغير بالقرب منا، وكان أبنا بارًا فقد كان يحضر لهما مايحتاجانه من طلبات البيت والدواء
ولكنه لم يكن يخبرني أنه يفعل ذلك أو يدفع ثمن طلبات والديه حتي لا أظل أعاتبه طوال الوقت وأخبره أننا أولي بالمال، فقد حدث هذا بعد زواجنا عندما أخبرني أنه مرّ علي والديه وأشتري لهما بعض الاشياء فظللت أعاتبه طوال اليوم
فرد علي بكلمات موجزة "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً"
وأخبرني أنه يرد لها بعض فضلهما فقط، فهم تعبوا وحرموا أنفسهم كي يصل لما وصل إليه
وبعدها لم نتحدث في هذا الموضوع مرةً أخري
ومرت السنوات سريعاً
وبدأت أشعر بالملل بسبب بقائي طوال اليوم دون شئ يشغلني فسعيت كي أدخل النت للمنزل كي أتسلي به وللأسف، هنا بدأت المأساة، وتغيرت حياتي ولكن للأسوء والأبشع
******
أصبح لي حساب علي الفيسبوك وكل تطبيقات النت وأخذت أقبل صدقات أشخاص لا أعرفهم من أجل أن أتعرف علي العالم المثير الموجود من حولي، ثم وسط كل هؤلاء الاصدقاء دخل هو إلي حياتي وتسلل إليها كما يتسلل الشيطان في دم الإنسان ببطء شديد وخبث كبير
في البداية كان ينشر بعض المنشورات وكانت تعجبني فأعلق عليها، ثم بدأ بالتقرب مني خطوة خطوة، فبعد بضعة أشهر، بدأ يرسل لي بعض الأدعية والحكم علي الخاص وأنا كالغبية أرد عليه، ثم بدأ يتحدث في مواضيع عامة تحدث من حولنا، وأنا أبدي رأي بمنتهي السذاجة، وبعدها بدأ يسألني عن أحوالي وعائلتي وأجيبه
ثم أنتقل لمرحلة أعلي في اللعبة وبدأ يحدثني عن زواجه الغير مستقر وعلاقته بزوجته التي تنهار
وأنا أنصحه بعض النصائح الزوجية كي يتصالح مع زوجته، وأخذت أنا الأخري أتحدث معه عن زوجي وكيف أنه ممل ولا يهتم لي؟
ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فطلب مني صوراً لزوجي وأبنائي فأرسلتها له دون تفكير وكأنه لغي عقلي، فبدأ في استدراجي لمرحلة أعلي في اللعبة لأعجب به دون أن أعلم، فأخبرني أنه ذهب في رحلة سياحية للأقصر وأسوان وأنه سيرسل لي صوره في الرحلة كي أشاهدها وأبدي رأي فيها ثم بدأ يرسل صوره لي ومن هنا بدأت الكارثة
لقد كان عكس زوجي تماماً، وسيماً جداً، وجميل الطلة ذو ملامح جذابة، ويمتلك عيوناً زرقاء جميلة، وشعر أسود جذاب ، وهنا بدأت أتعلق به وخصوصاً عندما بدأ يغرقني بأحاديث الحب والغرام ، وأنا بكل أسف لم أصده أو أوقف هذا العبث، مستغلة ثقة زوجي بي فهو لم يفكر يوما بالنظر إلي هاتفي،
وبدأت العلاقة بيني وبينه تتطور لدرجة أنه بدأ يكلمني عبر الفيديو
ويتغزل في جمالي ورقتي ، وأنا يعيدة بكلامه، حتي بدأت ألبس أجمل ماعندي من ثياب كي أظهر في أحسن صورة أمامه، وخصوصاً أنني جميلة ولا أحتاج كثيراً من المساحيق
وتطور الأمر بيننا، فصارحني بحبه وأنه لن يستطيع البعد عني أكثر من ذلك، وأخبرني أنه سيطلق زوجته كي يتزوجني، وأنه علي أن أطلب الطلاق من زوجي، أنا الأخري، كي نتزوج ونكون معا للأبد
ووقعت في فخه وبدأت أفتعل المشاكل مع زوجي المسكين لاأتفه الأسباب وأترك له البيت وأذهب لبيت أهلي أكثر من مرة في الشهر الواحد وكان أهلي يحاولون جاهدين أن يصلحوا بيننا، ولكني كنت أرفض
ولكنهم كانوا يعدونني لبيت زوجي رغماً عني
وخصوصاً أن إسلام زوجي كان متمسكًا بي ويتغاضي عن أخطائي
وعلمت أنه لن يطلقني بسهولة فذهبت لبيت أبي وادعيت أنني سأنتحر بسبب سوء معاملته لي وأنه فعل معي أفعالاً بشعة لا أستطيع الحديث عنها وأقنعت أهلي بكثير من الأكاذيب التي لم يفعلها زوجي حتي يوافقوا علي طلاقي
وتحت ضغطي علي أسرتي وتهديدهم بالأنتحا،ر
قبلوا ببقائي عندهم ، ولكي أضغط عليه ليكرهني ويطلقني بسرعة، أخذت الطفلين معي لبيت أبي وحرمته من رؤيتهم
ولكن عمر يرفض تطليقي ظنا منه أنني سأعود له كما كان يحدث في السابق
لذا بدأت ألح علي أهلي وأقنعتهم أن يرفعوا ضده قضية تبديد منقولات الزوجية، وبفضل المحامين ربحت القضية واضطر المسكين لفك عفش البيت وأحضره لي حسب حكم المحكمة ولكني رفضت إستلامه بحجة أنه أحضر غيره وجعلته يعود به بالسيارات مرةً أخري ، طبعاً فعلت هذا كي أضغط عليه ويطلقني، ولكنه كان متعلقاً بالطفلين بشكل كبير فقد رزق بهم بعد إنتظار لسنوات
لذا قرر أن يعيدني لبيته من أجلهم بأي شكل
، فجمع كل معارفنا وأقاربنا وحضر للبيت ليصلحوا بيننا
الأم
سنحاول معه ونجعلها تعتذر منه وتخبره أنها كانت تكذب عليه ليطلقها لأنها غاضبة منه
الأب
حسناً سنتصل به غداً ونطلب منه الحضور وسوف أقنعه أن يعود لها
وقفت أنا خلف الباب مصدومة بعد أن سمعت الحوار لقد فعلت المستحيل في بداية زواجي كي أحمل ولم يحدث حمل إلا بعد معاناة وكثير من العمليات
وها أنا أحمل في وقت لا أريد فيه طفلاً من زوجي وأريد الخلاص منه
لقد كانت تلك إشارة لي بأن ماأفعله خطأ وعلي أن أتراجع ولكني لم أفهم أو بالأحري لم أرد أن أفهم وتماديت في خطئي لأسقط في الهاوية وأنا لا أعلم
فقد قررت أن أهرب من البيت بعد أن ينام الجميع وأذهب إلي حبيبي بعد أن أجهض الطفل الذي سيمنعني من الزواج منه
يتبع