رواية وما معني الحب ؟! كاملة بقلم اية السيد
"أنا كبرت يا مصطفى... معدتش البنت الصغيره الي بتمسك إيديها عشان تعديها الشارع"
قالت كلامها بهدوء، فرد بنفس نبرة صوتها
-يعني إيه؟!
-يعني خلاص بقا عندي ١٥ سنه!
لم يفهم مقصدها نظر إليها بتسائل ثم نظر أمامه ولم يعقب ينتظرها حتى تُكمل ما تريد،
رد قائلًا: نعم يا منى!
-الناس بقت بتتكلم علينا... مينفعش تيجي تاخدني من الدرس كل يوم!
-مين دا الي بيتكلم وأنا أقطع لسانه؟
ردت بتبرير:
-الفكره مش في كدا... الفكره إن مينفعش الي بتعمله معايا... إنت لا أخويا ولا وصي عليا... لو سمحت يا مصطفى طلع نفسك من دايرة الوصايه عليا...
قاطعها
-يا منى أنا بخاف عليكِ... باباكِ الله يرحمه وصاني عليكِ قبل ما يموت وأنا بنفذ وصيته! ومامتك مبتطمنش عليكِ إلا معايا!
-مينفعش... مينفعش
-هو إيه دا الي مينفعش هو إحنا بنعمل حاجه غلط؟
تريد أن تقول له أجل إنها تخطئ، فقلبها تعلق به أصبحت تفكر به كثيرًا، تلبس ليراها جميله، تضحك للفت نظره، أي شيء تفعله بحياتها له ولأجله فقط أصبح قلبها لا يدق إلا له، وقفت مكانها أخذت نفسًا عميقًا وزفرت الهواء من فمها ثم قالت
-أنا مش عايزه أشوفك تاني... لو سمحت بطل تطلعي في كل مكان...
وقف أمامها ونظر بعينيها قائلًا
-إنتِ عارفه كلامك دا معناه إيه؟
-أيوه عارفه.... إحنا جيران مفيش بينا أي صلة قرابه... ياريت متشيلش نفسك هم الوصايه عليا!
زفرت الهواء من فمها وأردفت: أنا كبرت وهعرف أخد بالي من نفسي!
تقول ذالك لكنها لا تريده أن يبتعد، فلم تخرج تلك الكلمات من قلبها، بل تريده بجوارها وتريد أن تعيش تحت وصايته وفي كنفه لكن تخاف على مشاعرها، وتخاف مما قد يحدث ويتطور في علاقتهما أكثر من ذالك، فحتى وإن كان صديقها الذي لا تعرف غيره، فمنذ أن وعيت على الدنيا وهي تعيش تحت ظله وقد كان ظلها الظليل فإذا جُرح إصبعها كان هو من يداويه لها، لكنها ستهشم ذالك القلب الذي نبض بحبه ستدهسه ولن تسمح بالمزيد من المشاعر، وستنتظر فإن كان يُكن لها المشاعر فحتمًا سيتقدم للزواج منها رسميًا ووقتها ستكون زوجته وهو حلالها تعيش في كنفه وتحت ظله كيفما شاءت...
فكر قليلًا قبل أن يقول:
-طيب يا منى هعملك الي إنتِ عاوزاه بس اسمحيلي أوصلك لأخر مره!
أومأت برأسها وسارت بجواره بدون كلمة أخرى حتي وصلت بيتها...
"عوده للوقت الحاضر"
تنهدت بعمق فقد فعلت صوابًا حين ابتعدت عنه، عزمت أن تطرده من قلبها ستحاول جاهدةً على ذالك، ستحارب لأجل كرامتها وكبريائها، فهو لا يحبها، ولو كان يريدها لتقدم للزواج منها منذ زمن بعيد! فقد مر خمس سنوات ولم يفعل أي شيئًا سوى أنه يتهرب من رؤيتها في طريقه!
الثاني من هنا