رواية حكاية شجن كامله
في ذات مساء !!
تلألأت الأضواء مندمجه مع نغمات رومانتكية تصدح في المكان يتمايل عليها جسدان في مشهد ربما قد يكون عاطفي ،كان يحرك جسده بخفة وهو يحاوط خصرها بدون ذرة مشاعر واحدة تجتاحه فكأن كالذي يقوم بدور احد المارة في مشهد ما !!...
أسبلت بعينييها الخضراوتين قبل أن تجوب بعينيها المكان لتجد جميع الأنظار مسلطه عليهما تنهدت بإبتسامة وهي تعود بنظرها إليه هامسه :-
-مهيب !!..
سلط أنظاره عليها كأستجابه منه ثم تشجعت لتفتح مجال الحديث معه :-
..انت لسه زعلان مني عشان الفستان !!
زفر بضيق وغضب في أن واحد وهو يطالع فستانها الأحمر العاري الذي يكشف عن اجزاء متفرقة من جسدها :-
-ماهو حته القماشة اللي انتي لبساها دي ماينفعش يتقال عليها فستان ولا انها تتلبس وسط الناس دي مكانها اوضة النوم وبس !!
شعرت بالإستياء من حديثه أو بالأصح من تفكيره الشرقي التقليدي فهتفت بإمتعاض :-
-أيوة بس دي الموضة !!..
هتف بحده وهو يشير نحو جسدها :-
-موضة !! بقا لحمك كله طالع بره وتقوليلي موضة ؟! .....
بدي علي وجهها الإنزعاج من نبرته العاليه فهمست وهي تنظر حولها بحذر :-
-ممكن توطي صوتك الناس بيبصوا علينا !!..
أردف بسخرية متهكمة :-
-طبعا وانتي يهمك حاجه غير منظرك قدام الناس وقدام صحابك !!...
رمقته بغضب قائلة بانفعال أخيرا وقد تخلت عن هدوئها المزيف للحظة :-
-ياريت تراعي ان النهاردة حفلة خطوبتنا وانه ملهوش داعي لأي مشاكل عاوز تعملها !!..
زفر مجددا وقد ووصل لقمة غضبه وإلتفت حوله ليجد أنظار الجميع معلقة عليهم فصمت وتابع رقصته معها علي مضض !!!..
في ذات المكان وعلي أحدي الطاولات الدائرية كان يجلس رجل ذو سبعون عاما وبالرغم من كبر سنه لكنه مازال يحتفظ بملامح الهيبة والوقار ...
أستند علي عكازه وهو يرمق أحفاده بفخر وسعادة فاليوم قد نال مراده بأن ربط أكبر أحفاده من الذكور وأحسنهم خلقا بأكبر حفيدة لديه وهذه كانت أكبر أمنية له في الحياة حتي لاتصير أموال العائلة في أيادي الغرباء ..
تحدث فجاءة أحد أبنائه "كمال " قائل بإستغراب وقد تشكلت علي ثغره الإبتسامة :-
-بقاااا حد يصدق أن الولاد كبروا بالسرعه دي والنهاردة خطوبتهم كبرونا اوووي واحنا مش حاسين !!..
أجابه شقيقه "كمال" وهو يعدل من هندامه :-
-اتكلم علي نفسك بس لو سمحت ،انا لسه شباب ...
ضحك "عادل" علي حديث شقيقه ثم أردف بمشاكسه :-
-شباب أيه بس ، ده مش بعييد كلها كام شهر وبنتك تخليك جدو !
وهنا تدخل والدهم في الحديث بتمني نابع من قلبه :-
-ده يووووم المني يوووم ما اشيل عيالهم !!..
ثم وزع نظره بينهما وتابع بجدية :-
-ياريتنا كنا خلينا الموضوع جواز علي طول هما مش ناقصهم حاجه ليه يستنوا ؟!..
عادل وقد رفع كتفيه لأعلي :-
-والله يابابا احنا فيها لو تحب من بكره أخلي مهيب يكتب علي جيلان !!..
اعترض "كمال " ولكن بلهجة مرحة :-
-لالا بقولكم ايه احنا متفقناش علي كده ، عاززين تاخدوا بنتي الحيلة ....
رمقه والده بنظره يعلمها جيدا مما جعله يتنحنح ليردف بأدب علي الفور :-
- اللي آآ تشوفه يابابا !!!..
اشاح بوجهه عنه ليوجهه حديثه لأبنه الثالث وقد استند بكلتا يديه علي عكازه :-
-وانت يا كامل إبنك أمير فين ؟! مش شايفه يعني في الفرح ؟! ..
ظهر التوتر والأرتباك علي وجه أبنه وهو يجيبه:-
-ااا أمير بس تلاقيه وراااه شغل ومقدرش يجي !!..
تهكمت نبرة الأب كما سخرت معالم وجهه :-
-شغل برضه ؟! ولا قصدك ورااه صياعه وسرمحه مع البنات !!..
ثم هز رأسه بعدم رضا :-
-أنا مش عارف الواد ده طالع بايظ كده لمين ؟!..
واحتد نبرته مرة أخري ليأمر إبنه بإنفعال جلي علي ملامحه :-
-لازم تشد علي الواد ده ياكامل ماينفعش حياة الفوضي والسرمحه اللي هو فيها دي ؟! لازم تقرص عليه شوية مش كده !!..
تمتمم "كامل "بإقتضاب :-
-حااضر يابابا هشد عليه !!..
تنهد بخيبة أمل ثم نهض بعدما أستند بكلتا يديه علي عكازه قائل :-
-اناااا هطلع أرتااااح شويه دماغي صدعت من الدوشه دي !!..
ثم ساار في إتجاه البوابة الداخلية للفيلاا تارك أبناءه خلفه يتابعون الحديث مجددا ..
-أبوك عنده حق ياكامل إبنك محتاج يتشد عليه شويه لازم تاخد موقف معاه !!..
أردف بتلك الجملة "عادل" وهو يطالع أخاه بجدية فأردف "كمال " مؤيدا له بحنق:-
-بصراحه كده ياكامل إبنك صايع وحاله ده مايتسكتش عليه !!..
..
غلت الدماء في عروق "كامل " وهو يستمع إهانتهما لإبنه :-
-هو خلاص إبني بقااا الحيطه المايله اللي كله هيهد فيها ، خلصت مشاكلكم مبقاش فاضل غير أنكم تعدلوا سلوك إبني !!...
عادل موضحا بهدوء :-
-ياكامل أحنا قصدنا آآآآ...
نهض "كامل "مقاطعا حديثه بغضب :-
-ولاقصدكم ولا مش قصدكم انا أدري بتربية أبني ..عن أذنكم !!..
ثم أنسحب علي الفور هو يستشاط غضبا !!...
تنهد "عادل" بضيق فتحدث "كمال " بلا مبالاة :-
-سيبك منه بكرا يندم انه مسمعش كلامنا !!...
ثم نهض هو الأخر من الطاولة ليسأله "عادل " :-
-رايح فين أنت كمان ؟!..
كمال بعبث لايليق بعمره :-
-الله وانت عاوز مني ايه خليني أشوف حالي !!..
واختتم جملته بغمزة وهو يطالع إمراءة ذات هيئة أنثوية جذابة مرت اللتو من أمامهما !!..
:-
-أنت مش ناووي تتلم ؟! يا أخي ده النهاردة خطوبة بنتك أحترم سنك !!..
-وأنا هعمل ايه يعني ده أنا يدوبك هعبرلها عن مدي أعجابي بفستانها ...
قالها سريعا وهو يتحرك خلفها لكي يلحق بها بخطوات أشبه للركض فضرب الأخير كفا علي كفه وتمتم بنزق :-
-ربنا يهديك أنت كمان !!..
..................
-علي الناحية الأخري
أخيرا إنتهت تلك الرقصة اللعينة فشعر بالروح تعود إليه مجددا فدوي صوت التصفيق لهما في أرجاء المكان إبتسم إبتسامة مصطنعة وابتعد عنها سريعا وتحدث بنبرة أشبه للهمس :-
-أنا هاااروح أشرب سيجارة وجاااي !!..
رمقته بإستنكار جلي علي ملامحها :-
-وهتسبني واقفه لوحدي !!..
زفر بضيق قائلا :-
-كلها 5 دقايق وجاااي ياجيلان !!..
وقبل أن تعترض بكلمه كان هو الأسبق بالرحيل من أمامها فعضت علي شفتيها بغيظ وغضب وعندما أدركت أن أعين الجميع معلقة عليها نجحت في إخفاء غضبها وإبتسمت إبتسامة عريضة زينت وجههاا !!..
...................
-وقف في إحدي الأركان وهو يتنهد بإرتياح فأخيرا أستطاع الفرار والتخلص منها لبضعة دقائق شعر بالهواء النقي ينعش قفضه الصدري فأخرج علبة سجائره وأشعل واحدة ثم نفث دخانها مرة واحدة وكأنه ينفث بهمومه المثقلة المكتومة في قلبه ،فكيف وقع في هذا الفخ ؟! كيف ربط مصيره بمصير إبنة عمه الطائشة ؟!
فالأختلاف بيننم كأختلاف السماء والأرض !! كيف عليه ان يتقبل اسلوبها المتفتح ذو الصبغة الغربية وهو رجل شرقي بدماء شرقية أصيلة ؟! ...
ظل يحدث نفسه هكذا حتي أنتهي من سيجارته والقاها أرضا ثم نظر لدبلته التي حاصرت إصبعه منذ قليل بحزن يشوبه الضيق !!..
_حاول الإتصال بإبنه عدة مرات ولكن لم يتلق جوابا منه مما جعل يتوعد له بغضب :-
-طب يا أمير حسابك معايا بعدين !!..
ثم وضع الهاتف في جيب سترته وسار حيث تجلس زوجته برفقة صديقاتها المقربات!!
........................
-في الملهي الليلي !!..
أمسك بهاتفة بملل من كثرة إتصالات أبيه المتكررة فتمتم بصوت ساخر :-
-طبعا عاوز يديني مرشح عشان محضرتش خطوبة ولي العهد !!..
ثم أغلق الهاتف نهائيا والقاه علي الطاولة أمامه بعدم أكتراث ثم أمسك بكأس الخمر ليتجرعه دفعة واحدة ليتابع بعدها بنبرة بدت غير متزنه :-
-عاوزني أرووح أباركله ،أبارك لمهيب آآآ بيه !!...
تعجب رفيقه من حالته فسأله :-
-في حاجه يا أمير ، أنت بتكلم نفسك ؟!..
هز رأسه بعنف قائل بإيجاز وهو يمسك بكفه زجاجة الخمر ويسكب في كأسه:-
-مفيش !!..
ثم بدأ يتجرع الخمر دون توقف وتعالت ضحكاته العابثه في المكان وأفعاله الغير متزنة بمشاركة أصدقاء السوء خاصته ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بطلب المزيد من زجاجات الخمر !!...
وقفت علي بعد أمتار مرتدية الزي الرسمي لهذا المكان اللعين حاملة بيدييها المرتعشتين صنية معدنية تحتوي علي كأسات الخمر المتنوعة التي تقدمها لزبائن المحل برغبة منهم !!
أخذت نفسا عميقا وتحركت ببطء تجاه تلك الشلة الفاسدة الذي يتعالي صوت ضحكاتها، أقتربت بحذر من طاولتهم تضع المشروبات أمامهم وهي في حالة لاتحسد عليها فكانت تلك المسكينة ترتجف كليا فالأول مرة تفعل شئ كهذا ولكن لولا حاجتها للعمل لم تفكر مطلقا أن تعمل في مكان مثل الذي تتواجد به الأن !!..
وكأن حظها ليس حليفها اليوم فبدأ "أمير" يطالعها بنظرات متفحصة جريئة بداية من وجهها الأبيض الدائري ذو الفم الصغير والعينان الواسعتان بجاذبية كما يزين هذا الجمال خصلات سوداء قصيرة بالكاد تتجاوز عنقها !!
بلغت أنظاره الشهوانية حتي جسدها الرشيق والممشوق القوام والذي يعطيها هيئة كهيئة عارضات الأزياء !!..
أبتسم بخبث بعدما بلل شفتيه بلسانه وأستغل انها تضع المشروب أمامه فتسللت يده لأسفل الطاولة تلامس جسدها في محاولة منه لرفع تنورتها السوداء مما جعلها تنتفض في مكانها فجأة كمن لدغته حيه فأسقطت مافي يدها علي ملابسه وتراجعت للخلف بصدمة نهض بغضب وصاح رغم ترنجه وعدم إتزانه :-
-أيه اللي آآ عملتيه ده ياغبيه !!..
استحوذت علي شجاعتها وهتفت بحده :-
-انا مش غبيه أنت اللي حيوان وقليل الأدب ومتربتش !!..
سار نحوها بترنج وقد تعثر عدة مرات حاول أن يمسك يدها ولكن صفعته بشدة علي وجهه مما جعل الجميع يتسمر في مكانه من أثر الصدمة المفاجئة !!..
وضع يده علي وجهه بصدمة وقد أظلمت عيناه بغضب لم تقل صدمتها عن صدمته فلم تصدق انها تجرأت وفعلت هذا .دب الخوف في أوصالها فماذا عساها تفعل الأن وهي وحيدة في عالمهم فحتما ستلقي جزائها علي فعلتها هذه ..
أقترب منها مرة أخري لكي ينقض عليها ولكن منعه من ذلك وصول المسئول عن إدارة ال Nieght club..
والذي توجه بالحديث مباشرة له :-
-خير يا أمير بيه اللي حصل ؟!..
أمير وعيناه الغاضبة مازالت معلقه عليها :-
-اللي حصل أن البنت دي لازم تمشي من هنااا !!...
وزع المدير نظره بينههما ثم هتف بإيجاب :-
-اللي تؤمر بيه بس ممكن اعرف هي عملت أيه ؟!...
رمقها بتوعد وإنتقام قائلا بكذب :-
-كانت بتحاول تغريني ولما رفضت أتجاوب معاها عملت الشويتين دوول باينها كانت طمعانه في بقشيش زيادة ...
شهقت بصدمة ووضعت يدها علي فمها بعدما لمعت مقلتيها بالدموع وهي تسمع إفترائه عليها فهزت رأسها بنفي وحاولت أن تدافع عن نفسها :-
-ده كداب والله ده هو اللي حاول آآآآ...
قاطعها "المدير" بصرامة يعتاد عليها في العمل :-
-مش عاوز أسمع حاجه أتفضلي غيري هدومك وماشوفش وشك تاني !!!..
وقفت مأخوذة في مكانها كالصنم فلم تقدر علي الحركة شعرت ببرودة قوية تجتاجه وهي تري نظرات الجميع تجردها من ملابسها فأي وضع مهين قد وضعت نفسها بداخله ؟! ..
تزاحمت العبرات داخل مقلتيها فسقطت واحدة تليها الأخري علي وجنتيها وعند هذا الحد تحركت قدماها راكضة هاربة من ذلك الجحيم !!..
أنتقل "المدير " ببصره نحو " أمير " وهو يبتسم إبتسامة مجاملة :-
-أحنا تحت أمرك يا أمير بيه أهم حاجه عندنا رضاك ...
أبتسم الأخير بإنتصار وتشفي ثم عاد يجلس علي طاولته مرة أخري بعد ما ربت علي كتف "المدير" كتحية له !!..
عاد "المدير " نحو مكتبه وهو يتنهد بإرتياح فلم يكن من السهل عليه خسارة "أمير الشناوي " وهو من أهم الزبائن لديه ،يعلم ببراءة الفتاة جيدا ومن المؤكد أنه بدأ بالتعدي عليها فهو أعتاد علي هذه الأفعال مع أي نادلة جديدة تأتي إلي هنااا ولكن فليذهب كل شئ أمام رضاء زبائنهم عليهم فتذهب نادلة يأتي العشرات خلفها فلم يقف المحل ويعجز علي مجرد نادلة !!!
..........................
-في فيلا الشناوي "حيث الحفل مجددا " ..
تعالت ضحكاته مع تلك المرأة الأربعينية حتي أنها مازحها باليد مما جعل ضحكاتها تصدح أكثر وأكثر قائلة بنعومة من بين ضحكاتها :-
-ده أنت طلعت لذيذ بشكل !!
غمز لها "كمال " بعبث :-
-أومال أيه ده انا أعجبك اوووي !!..
ضحكت بميوعه هذه المرة مما جعله يتجرأ اكثر وأكثر في حديثه !!..
جاءت من خلفهما وهي تجر فستانها الطويل ثم وقفت علي مسافة قريبة منهم وقد عقدت ساعديها أمام صدرها بغيظ !!..
لمحها تقف هكذا فزفر بضيق وأعتذر من تلك الواقفة معه وذهب إليها يتلكأ في خطواته حتي وقف أمامها ببرود :-
-خير ياسهام واقفه كده ليه ؟!..
رمقته شزرا بعدما وزعت أنظارها بينه وبين تلك المرأة :-
- بقا بذمتك مش مكسوف من نفسك !! طب علي الأقل أحترم صورتك قدام بنتك ذنبها أيه تشوفك بالمنظر ده يوم خطوبتها !!..
كمال بملل :-
-جرا أيه ياسهام هو مش كل واحد فينا راح لحاله ولا أيه ؟! ..
ولاتكونيش غيرانه ؟!..
قال جملته الأخيرة بخبث مثيرة للإستفزاز !!
سهام بغضب بعدما احتدت ملامحها :-
-اوعي تفتكر إنك تهمني اصلا انا كل اللي يشغلني في الموضوع ده بنتي ومنظرها قدام الناس مش عاوزة حد يكسر فرحتها ولا يكسر عينها بسبب أفعالك!!...
ثم تابعت بتهكم :-
-كويس أني خليت البنت تتربي معايا عشان ماتعانيش معاك بسبب أفعالك لأن فعلا مصلحتها كانت معايااا !!..
ضحك بقوة علي حديثها ثم تابع ساخر :-
-بقا عاوزة تفهميني إني مصلحة بنتك هي اللي تهمك مش مصلحتك أنتي ؟!..
عقدت مابين حاجبيها بعدم فهم :-
-قصدك أيه ؟!..
كمال بلهجة ذات مغزي :-
-قصدي إنك ماتعشيش في الدور كتير لأن مصلحة بنتك أخر حاجه ممكن تفكري فيها لأنك مابتفكريش غير في نفسك وبس اما بنتك بقا دي الورقة الكسبانة اللي هتكوشي بيها علي كل حاجة ولا انتي فاكرة إني مش عارف خططك اللي كنتي بتعمليها عشان خاطر مهيب يتجوز جيلان وأهي تعمل اللي معرفتيش تعمليه أنتي زمان لما كنني علي ذمتي ، واهو النهاردة حققتي مرادك وجيلان فعلا هتبقي لمهيب بيني وببينك انا كمان مبسوط بالخطوة دي وكنت بتمناها برضه لأني بكده هضمن اني بنتي ترجع لحضني تاني !!...
رمقته بغضب شديد فتابع بثقة عالية وهو يبتسم :-
-انا فهمك كويس ياسهام وفاهم دماغك بتفكر في أيه كويس جدا فياريت متحاوليش تلعبي دور الأم المثالية ده عليا تاني لأنك أبعد من أنك تكوني كده !!..
ثم أكمل ليثير أستفزازه لها بعدما رأي تأثير كلماته عليها :-
-بعد إذنك بقااا مش عاوز أتأخر عليها أكتر من كده أحسن ماينفعش تفضل واقفه لوحدها كتير بالشكل ده ،وانتي بنت ناس وتفهمي في الذوق كويس ولا ايه ؟!..
غلت الدماء في عروقها فجزت علي أسنانها بغضب قائلة :-
-دايما بتأكدلي إني أخدت القرار الصح يوم ما أنفصلت عنك !!..
قالتها ورحلت علي الفور ليضحك هو مجددا !!..
.............................
طالت وقفته بمفرده فذهبت إليه بتغنج قائلة بعتاب :-
-ينفع كده سايبني الوقت ده كله لوحدي !!...
القي سيجارته أرضااا ثم دعسها بحذائه قبل أن يلتفت حوله بضيق :-
-انا بقول مش كفايه كده ؟!..
جيلان بإستياء :-
-لاطبعا دي الحفلة لسه في أولها ..
ثم تجرأت ووأقتربت لتمسك بياقته بميوعه:-
-ايه لحقت تزهق مني كده ؟!..
ابعد يديها وأشاح بوجهه عنها :-
-ابدااا ، بس كل الحكاية أني عندي شغل الصباح بدري !...
جيلان :-
- شغل ! ايه ده هو احنا مش هنخرج ونقضي السهره مع بعض ولا ايه؟!..
-حقيقي ياجيلان انا مش قادر للخروج دلوقت بس اوعدك مرة تانية !..
فزفرت بضييق وتممتت بغيظ :-
-طيب يامهييب علي رااحتك !..
ثم حملت حالها ورحلت ليتأفف بضييق ويلحق بها !..
وهو يلعن ذاته علي تلك الخطوة التي أخذها في مسار حياته ...
الثاني من هنا