رواية في سبيل الحب الفصل الخامس 5 والاخير بقلم هاجر نور الدين
بعدها محسيتش بآي حاجة حواليا غير بجسمي اللي إتهبد على الأرض ولا شوفت غير الضلمة وبس.
فوقت بعدها لقيتني في العيادة الجامعية ورانيا جنبي، أول ما شافتني فوقت إتكلمت بخضة وقالت بتساؤل:
إفتكرت اللي حصل وضربات قلبي فضلت في تزايد، إفتكرت وقولت بسرعة:
=إوعي تكوني قولتي اللي قولتهولك لـ حسام؟
إتكلمت بنفيّ وقالت:
_أقولهُ إزاي يعني، لأ طبعًا، هو إتصل سألني عليكِ لما فضل يرن عليكِ شوية ومردتيش قولتلهُ معرفش، قوليلي إي اللي حصل وإي اللي إنتِ قولتيهولي دا وعرفتي منين أصلًا؟
إتنهد وبعدين طلعت جهاز الإستنشاق بتاعي وخدت منهُ وبدأت أتكلم بحزن وصدمة في عيوني لسة مش عارفة أتخطاها:
=كان في حركة بنغمة مُعينة وترتيب مُعين بالولاعة بيعملها
المُغتـ صب بالولاعة عشان تعملي عُقدة بقصد منهُ وأفضل فكراها دايمًا، وحسام عملها من غير ما يشوفني بنفس الترتيب، بنفس النغمة، مستحيل تكون صدفة أبدًا.
إتكلمت رانيا وقالت بتساؤل:
_طب ما يمكن صدفة فعلًا يا يارا، أحسن حاجة تواجهيه وتشوفي ردة فعلهُ ولو هو مش هيعرف يكدب قدامك لو إتكشف.
سكتت شوية بتفكير وتردد وقولت:
=خايفة من المواجهة، عارفة يعني إي أقف في وش اللي بوظ حياتي وحتى أحلامي اللي كنت بهرب فيها من الدنيا دي كلها تتحول لكوابيسي ومبقتش لاقية راحة لا في واقعي ولا في أحلامي!
إتنهدت رانيا ومسكت إيدي وقالت بعقلانية جديدة عليها:
_وعشان تتخطي وتعرفي تكملي لازم تواجهي يا يارا حتى لو الموضوع صعب عليكِ، عايزة أقولك إني لما واجهت عدم حُب كريم ليا على طول وخدت الصدمة خفيت من كل اللي حصل لِي، حاسة إني كنت مريضة بمرض خطير وخفيت منهُ، لازم تواحهي وتعرفي راسك من رجليكِ يا يارا بدل الشكّ يبقى عندك يقين سواء هو أو لأ، ولو عايزة فـَ أنا هبقى معاكِ وإنتِ بتواجهيه.
سكتت شوية بتفكير وبعدين قولت:
=معاكِ حق، بس مش هتبقي إنتِ لوحدك اللي معايا.
بصتلي بعدم فهم وقالت بتساؤل:
_مش فاهمة، جيبي حسن ولا إي؟
بصيتلها بنظرة واثقة وقولت:
=هقولك.
بعد 3 ساعات بالظبط إتصلت بـ حسام وقولتلهُ إني عايزة أقابلهُ ضروري في مكان فاضي على طول في الجامعة، وافق وروحت لقيتهُ هناك فعلًا، بس ظاهريًا ليه كنت لوحدي، إتكلم بتساؤل وقلق مُزيف مش عارفة بدأت أشوفهُ صح ولا هو كان ظاهر من الأول أصلًا ولا عشان بالنسبالي بقى هو الوحش خلاص:
_في إي يا يارا، وبعدين مجيتيش أول مرة ليه؟
إتكلمت وأنا بحاول أهدي نفسي وأخلي نفسي مُنتظم وقولت بتساؤل صريح:
=بتشرب سجاير يا حسام؟
إستغرب سؤالي وقال بإستفهام:
_لأ، ومش فاهم السؤال، يعني لا وقتهُ ولا مكانهُ ولا فاهم موقفهُ!
إتكلمت بتساؤل من تاني وقولت وأنا بركز على ملامحهُ وردات فعلهُ:
=أومال بتشيل معاك ولاعة ليه دايمًا؟
بصلي وعيونهُ إتهزت شوية وبعدين إبتسم بتوتر وقال:
_مش فاهم بصراحة تساؤلاتك، بس بشيلها عشان لو إحتاجتها يعني عادي.
إتكلمت بتساؤل على طول وقولت بإنفعال بعد تنهيدة:
=إنت اللي إغتصـ بتني يا حسام صح؟
بصلي بتوتر وإبتسامتهُ إختفت وقال بعد ما إبتسم من تاني بتوتر وإهتزاز:
_إي الهبل اللي بتقوليه دا يا يارا؟
دموعي نزلت غصب عني وقولت بحزن وعتاب وألم في نفس الوقت:
=ليه يا حسام، ليه كدا، ليه عملت كدا ليه؟
فضل ساكت شوية وبعدين ضحك ضحكة غريبة بعد ما بصّ حواليه وإتأكدت إن مفيش حد وقال:
_بصراحة كدا يا يويو إنتِ اللي ساذجة أوي وحُبك ليا عماكِ، وبصراحة كدا أنا واحد بحب أعيش حُر ومش بحب العلاقات الرسمية من اللي بتقيد الحرثة والكلام دا، حاولت أجُر معاكِ الأول ولقيتك مش بتيجي سِكة، قولت آخد اللي عايزهُ بطريقة تانية، أصل حسام يا يويو محدش بيقولهُ لأ على حاجة عايزها، ولو كنتِ وافقتي من الأول كان الموضوع هيمشي وِدي مش بالطريقة دي.
بصيتلهُ بصدمة وذهول وأنا دموعي لسة مستمرة، مكدبش عليكم إتمنيت من جوايا إنهُ يكدب إحساسي ويقول إني غلطانة وإنهُ عمرهُ ما فكر كدا ولا حتى يقدر يعمل كدا، قلبي إتكسر بدل المرة مليون وإتفتت لفتافيت قد تكون باينة، إتكلمت بتساؤل وقولت:
=ليه، ليه يا حسام، عملتلك إي عشان تدمرلي حياتي بالشكل دا؟
عملتلك إي يا حسام؟، وليه راجع تكلمتي وتعاملني بشكل كويس دلوقتي بعد عملتك السودا اللي مفيهاش آي ضمير ولا رحمة ولا دين!
كمل كلام بسخرية بعد ما قرب مِني شوية وأنا رجعت لورا بخوف وقال:
_عشان يمكن بعد اللي حصل دا تتعلمي ولما أقرب منك بالحب تقربي إنتِ كمان، بس شكلك كدا مش هتتعلمي يا يارا.
بصيتلهُ بعدم إستيعاب وقولت بإنهيار:
=عشان كدا كنت حريص إني مشوفش شكلك من الضلمة ولا تتكلم صح؟
جاوبني بدون تردد وقال بإبتسامة:
_بالظبط كدا شطورة، عشان أعرف أقرب منك من تاني.
مقدرتش أكمل أكتر من كدا وإنهارت على الأرض وقبل ما هو يتحرك إتحرك البوليس وخدوه وسط صدمتهُ، طلعت المسجل من جيبي عشان يبقى دليل كافي بإعترافهُ الكامل على نفسهُ وسلمتهُ، ومن بعدها رانيا وصلتني للبيت وأنا مُنهارة ومش قادرة أتنفس، قبل ما أدخل الشقة لقيت حسن خارج وكان هينزل عشان يجبني من الجامعة ولما شافني بالمنظر دا إتخض وقال بتساؤل:
_إي دا، إي اللي حصلك يا يارا؟
بصيتلهُ وبعدين بصيت لـ رانيا وقولت وأنا بمسح دموعي:
=شكرًا يا رانيا، تقدري تروحي إنتِ وأنا هبقى أطمنك عليا.
بعد ما ودعتها فتحت الباب وقولت وأنا بدخل:
_سيب الباب مفتوح وإدخل عايزاك في موضوع يا حسن.
دخل وقعد وهو مستنيني أتكلم ومش فاهم حاجة، إتكلمت بهدوء على عكس وضعي من دقايق وقولت:
_عرفت مين المُغتـ صب وإتمسك خلاص.
بصلي وقال بإنفعال وسرعة:
=مين الحيوان دا، وإزاي متقوليليش؟
كملت كلام وتجاهلت سؤالهُ وقولت بتساؤل:
_عارف يا حسن، كل دا كن معاملتك كنت إنت المتشبه فيه بالنسبالي وقولت يمكن عملت كدا عشان أرضى أتجوزك بما إنك كل شوية تفضل تفكرني بالموضوع، بس مطلعش إنت، ممكن أفهم ليه دايمًا بتعاملني بالطريقة دي وبتفكرني دايمًا بأسوأ كوابيسي؟
جاوبني بهدوء وبعد صمت دام 3 دقايق وأنا سيباه براحتهُ لحد ما قال:
=عشان زي ما قولتي ترضي تتجوزيني يا يارا، عشان دايمًا شايفة إني منفعكيش، دايمًا شايفة إني قُليل ومش مناسبك، فـَ قررت إني أدوس على الحتة اللي بتوجعك عشان أفكرك إنك إنتِ كمان مش كاملة ومفيش حد كامل، عشان توافقي تتجوزيني وميبقاش أنا الوحيد اللي عندي حاجات ناقصة، لأ إنتِ كمان عندك ونبقى متساويين ومفيش حد أحسن من حد.
بصيتلهُ بصدمة وقولت:
_أنا عمري ما فكرت إنك قُليل ولا عمري قولتلك كدا، أنا شيفاك إبن عمي مش أكتر، مش شبفاك كـ زوج ودي حاجة إسمها قبول وروح بترتاح لروح مش أكتر، إنت فكرت فيها بالطريقة دي فـ دا مش ذنبي يا حسن، حسن زي ما قولت مفيش حد كامل، وإنت في بنات كتير يتمنوك يا حسن إنت مش وحش، بس مش أنا، أنا شيفاك إبن عمي وبس، عشان خاطري وعشان خاطرك إنت كمان يبقى سليم شوفلك حد يحبك ويبقى معاك دايمًا على الحلوة والمُرة، يختارك زي ما إنت تختارهُ مش يبقى مجبور عليك ولا إنت مجبور عليه، أرجوك إنهي الموضوع دا مع والدي يمكن يسمعلك، اللي حصل لي مكنش بإيدي يا حسن أنا مظلومة وإنت مظلوم مش هقولك ظالم، بس صدقني مش بإيدي إني أحب حد، ومسيري هقابل اللي يقبلني ويتفهم اللي حصل لي من غير توجيع فيا، وإنت هتقابل اللي هتحبك وتديك كل الإهتمام والحب اللي ينسيك يارا والقسوة بتاعتها اللي كانت غصب عنها معاك.
خلصت كلامي وأنا بصالهُ بأمل، لحد ما قام وخرج من غير كلام، فقدت الأمل ودخلت خدت حمام سريع ونمت، كنت في أمسّ الحاجة للنوم.
___________________________________
"رامي"
مبطلتش ياسمين تبعت في رسايل إعتذار وكمان بتقول إنها خلاص هتمول مشروعها زي ما قال لها، ولكن هي متعرفش إني وصلت للشخص اللي كانت قاعدة معاه بطريقةٌ ما ووهمتهُ إني بيدچ للحبايب وكسب معانا هدية لحبيبتهُ ولما سألتهُ يحب يهديها لمين ويكتب الإسم ثلاثي وغيرهُ كان إسمها هي، واللي خلاني عملت الحركة دي لما خبيت نفسي بعد ما خرجت وشوفتها وهي ماسكة إيديه، الرسايل محتواها إتغير بعد رُبع ساعة ولقيتها باعتة بتقولي "إنت إي اللي إنت هببتهُ دا_ إنت ضيعت عليا أكتر ورقة كسبانة، مش كفاية كنت معاك من البداية لسة وأنت معكش جنيه، كمان ضيعتلي المليون جنيه اللي كنت هاخدهم دا غير اللي هاخدهُ بعدين، منك لله يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل، مش عايزة أشوفك تاني."، ومن بعدها عملت بلوك، إبتسمت بسخرية على وضعي وعلى اللي شايفهُ، لإني كنت بلغتهُ بعد ما قالي الإسم إنها حبيبتي أنا كمان وبعتتلهُ صورنا مع بعض عشان يصدق وقولتلهُ إن الظاهر إننا إتضحك علينا، كنت بسمع كتير عن الناس البجحة بس للحقيقة أول مرة أشوف بجاحة بالشكل دا، ومن مين؟
للسُخرية إنها من أكتر إنسانة حبيتها في حياتي وكنت عايز أكمل معاها بقيت حياتي، رميت نفسي على السرير ومقدرتش أمنع دموعي من الهبوط بهدوء شديد وغمضت عيوني وأنا حاسس بألم رهيب جوايا صعب يتوصف.
______________________________________
"يارا"
لأول مرة من سنة وشوية محلمش بالكابوس!
لأول مرة محلمش أصلًا وأنام بكل الهدوء والسلام دا، لأ وكمان الساعة 1 بعد الضهر!، إبتسمت بِـ راحة مش معقولة وأنا مش مصدقة نفسي، معقول تكون المواجهة فعلًا بتعالج، معقول خلاص خلصت مع الكابوس في منامي وواقعي!
لقيت تليفوني بيرن من بابا، رديت وأنا مش باين على ملامحي السعادة وسمعت صوتهُ وهو بيقول:
_إنتِ إي اللي عملتيه دا، إزاي يعني تفسخوا خطوبتكم، هنلاقيلك حد يرضى بيكِ إزاي بعد اللي حصل، لأ وكمان حسن إبن عمك رجع البلد وقالنا إنكم خلاص فسختوا الخطوبة، عايز أفهم إي اللي حصل؟
للحظة إستوعبت اللي قالهُ وحسيت بفرحة جوايا وإن تاني كابوس في حياتي خلص، كل اللي قولتهُ بهدوء لإني عارفة إن الجدال مش هينفع مع أهلي:
=نصيب، ونصيبي هيجيلي وهيرضى بآي وضع أنا عليه، وللمرة المليون يا بابا بفكرك إني مش مُذنبة، أنا لازم أقفل بعد إذنك ورايا محاضرة.
قفلت معاه وقعدت بعدها وأنا بتنهد بسلام بعد مدة مش قليلة ولا صغيرة أبدًا.
______________________________________
*بعد ثلاث سنوات*
كُنا متجمعين في خطوبة رانيا على واحد جارها إتضح إنهُ بيحبها جدًا ومن شطارتهُ عرف يخليها تُقع في حبهُ برضوا، جِه رامي وقال بهزار وهو بيديني حاجة ساقعة:
_إي مش ناوية تحصلي صاحبتك ولا إي؟
بصيتلهُ وضحكت وخدت منهُ الكوباية وقولت:
=لما آلاقي فارس أحلامي أوعدك مش هتأخر.
إبتسملي وسكت وأنا إبتسمت وبصيت قدامي، في الفترة دي كنت قربت أنا ورانيا ورامي من بعض جدًا، وللحقيقة مش هقولكم إن في إعجاب من رامي ليا ولكن هو إعجاب مُتبادل وكلم والدتي بالفعل من يومين بس أنا لسة مردتش عليه بالموافقة عشان أشوف هيعمل إي لما اتأخر وهيملّ ولا لأ، ولكن الأكيد إني هوافق، ما هو برضوا مش هنلاقي حد يحبنا ونحبهُ بالشكل القوي دا ويبقى شارينا بجد كل يومين يا جماعة، شوفت رانيا وهي مبسوطة مع خطيبها وشوفت رامي اللي بيستقبل ناس وإبتسمت وأنا بفكر في كل اللي حصلنا، كل اللي حصل فعلًا كان في سبيل الحب، أو اللي مفكرينهُ حب ولكنهُ كان سِمّ، حياتي اللي إتدمرت لفترة طويلة وكنت جنب الجاني كل دا في سبيل الحب وإني مشكتش فيه ولو للحظة ولما ظهرت حقيقتهُ إتمنيت إني أبقى غلطانة، مراية الحب عامية مش كدا، ورانيا كل حياتها اللي دفنتها ومحورتها حوالين شخص واحد رافضة تشوف غيرهُ كان في سبيل الحب برضوا، عمرها كلهُ ضاع وهي بتحاول وبتجري من غير ما توصل كان في سبيل الحب وإنها توصل للي بتحبهُ أو الموهومة إنها بتحبهُ ومع ذلك موصلتش، ورامي اللي حب بجد وكان مستعد يضحي بكل حاجة في حياتهُ حرفيًا عشان البنت اللي حبها في سبيل الحب كان في الأرض، اللي يجري عشانك بس إجري عشانهُ، عود نفسك متثقش في آي مخلوق ولا تخترع إعترافات وحكايات وخيالات من دماغك، لما الشخص يكون صريح وشجاع معاك ويعترف باللي جواه ساعتها فكر، لكن غير كدا لأ ومتخمنش إنت، توقع السيء والأسوء من القريب قبل الغريب، في الحياة محدش عارف فعلًا مين اللي بيتلون ومن الحقيقي لإن قوة إقناع اللي بيتلون ممكن يوهمك إن الحقيقي هو المزيف في حين إنهُ العكس، لما تِدي حاجة في سبيل الحب متديهاش إلا وإنت متأكد إنها في مكانها الصح وإن هيجيلك مكانها حاجات من غير ما تطلب ولكن هتكون جيالك برضوا في سبيل الحب.