رواية غزالة الشهاب الفصل الرابع 4 بقلم دعاء احمد
الرابع
غزال فتحت عنيها و هي حاسة بانفاسه قريبة منها اوي... كان دافن رأسه في رقبتها بيبوسها بلهفه و بيمرر ايده في شعرها
غزال بدموع :
أنا خايفة منك...... انا بخاف منك.
فضلت تعيط لوقت طويل كانت سامعه صوت الدش شغال، شهاب كان واقف تحت المياة
و هو حاسس بالغضب مش عارف ليه
هو بنفسه كان دايماً بعيد عنها
من يوم ما اتولد و هو سند جده و معه في المزرعة
و في الشغل قضى اللي فات من عمره معه
كان صغير
لما ابوه مات و سابه... وقتها كان محتاجه و محتاج يكبر معه لكن كان صغير هو و قاسم اخوه
لكن شهاب كان قريب جداً من ابوه و موته كان صعب عليه
كبر شوية و بدا يحس بالمسئولية... انه مسئول عنهم كلهم... مش مهم يعرفوا هو بيعمل ايه علشانهم و مش فارق معاه ياخد مقابل لكن هدفه دايما ان عيلته تكون بخير مهما حصل
يمكن دا السبب اللي خلاه زاهد عن الحب
زاهد انه يخلي اللي حوليه يحبوه المهم انهم يكونوا كويسين مدورش على الحب و عمره ما فرق معه
حتى لو كان بيحميهم في الخفي مش لازم يقدروا اللي بيعمله المهم انه يكون قادر يحميهم.
رغم انه ذكي جدا و بيتعامل مع الناس و هو فاهم نيتهم لكن بيحس نفسه جاهل في المشاعر.... جاهل في أنه يعبر عن اللي جواه
الشغل و اللامبالة خلوه ينسى أنه بني آدم هيجي عليه وقت و يتعب يحتاج يلقى حد يحضنه.... هو الكبير
يعني لازم يحتويهم لكن محدش فهم أنه هو كمان محتاج اللي يحتويه
و هو معبرش عن احتياجاته دي كان لازم يبان صلب علشان يعتمدوا عليه من غير ما يحسوا انهم ضعاف
و صلابته كانت سبب في انهم ينسوا أنه أحيانا بيتعب و حتى لو تعب بيكون جوا اوضته بين أربع جدران محدش يحس بضعفه
غمض عنيه بقوة و خرج بعد شوية
بص لغزال اللي بتعيط و حس بالعجز و انه قليل اوي في نظرها و ميستهلش يكون جوزها للدرجة دي كرهها لمسته ليها... عارف ان الموضوع صادم بالنسبة ليه و أنها اتفاجت بجوازهم لكن حاسس بالغضب غصب عنه
اخد غطا و مخده... فتح باب البلكونة و حط المخده على الأرض
قفل الستاير كويس علشان تعرف تنام براحتها
نام على الأرض بدون ما يقول كلمة واحدة او يفرغ غضبه.
غزال كانت متضايقة من نفسها
قامت فتحت الستارة بحزن بتعاتب نفسها لكن غصب عنها.... غصب عنها بتخاف منه و من قربه
شهاب بحدة و غيرة بدون ما يبصلها :
اقفلي الستارة و ادخلي نامي.
غزال مهتمتش اخدت حجابها و طلعت قعدت جنبه على الأرض، شهاب لف و ادالها ضهره
غزال بتردد :شهاب!
شهاب غمض عنيه و ضغط على ايده بقوة
غزال سندت على الجدار وراها و اتكلمت باستسلام و هي نفسها يكون نايم و ميسمعهاش
:عارف أنا ليه بخاف منك.....
أنا و أنت عدينا بنفس الازمات تقريباً بس أنت غيري...
أنت لما ابوك توفي الله يرحمه لقيت جدو في ضهرك.... و أمك معاك و اخواتك و خيلانك
لقيتهم كلهم معاك
لكن انا لما أمي و ابويا ماتوا محستش بالحنان
من حد في البيت دا، حتى جدي كان مشغول...
محدش جيه اخدني في حضنه و طبطب عليا..
أمك اذتني نفسيا كتير و اهانتني و كسرت قلبي...
عارف حتى الأكل كانت بتسمم بدني بكل لقمة باكلها و تحسسني اني واحدة من الشارع
في مرة قالتلي
" انتى ابوكي مات في حياه ابوه يعني مالكيش ورث و وجودك في البيت دا بس علشان الناس ميكلوش وشنا
شفقة.. عطف... الله أعلم
أنت عمرك ما اتكلمت معايا... عمرك يا.. يا شهاب...
قاسم هو الوحيد اللي كان بيهتم بيا و أنا صغيرة.. كان بيطمن عليا و كان بيديني فلوس من وراكم كل شهر يديني مبلغ و يقولي اشتري بيه كل اللي في نفسك بس متقوليش لماما علشان هتعمل مشكلة لو عرفت
أنا و أنت عمرنا ما اتقابلنا... عايزني اكون ازاي لما اعرف أنك جوزي و مكتوب كتابي عليك من غير ما اعرف.
شهاب كان بيسمعها بدون ما يبصلها، غزال مدت ايدها حطتها على دراعه بارتباك و هو غمض عنيه بقوة و تأثر من لمستها
:أنا آسفة على حصل من شوية بس مين قال اننا نملك قلوبنا يا شهاب حقيقي آسفه لو زعلتك مني ..... أنا ميرضنيش زعلك و ميهونش عليا حتى لو مش متفقين لكن أنت هتفضل أبن عمي....
غزال كانت هتقوم لكن بسرعة شهاب اتعدل مسك ايدها و شدها ناحيته و هو نايم و مغمض عنيه
غزال حست الارتباك و الغيظ منه انه بعد كل الكلام دا خلاها تنام في حضنه
غزال بتوتر:هو ينفع اقوم....
شهاب بجدية :لا.... و خلينا ننام بقا علشان عندي شغل كتير بكراً
غزال بخجل من قربه
:بس أنا مش هعرف أنام في البلكونة كدا مش هكون مطمنه
شهاب بتأكيد و هو بيحضنها بحماية:
-سور البلكونة عالي محدش هيقدر يشوفنا الجو هنا حلو
غزال سكتت و هي بتبص للسماء بتحاول تتغلب على توترها من قربه لكن بعد ربع ساعة تقريباً كانت نامت و دست رأسها في صدره و لفت ايدها حواليه بدون وعي
شهاب كان مستمتع و هو بيبصلها عن قرب بالشكل دا و نايمة في حضنه و حضناه
أبتسم و هو بيزيح شعرها وراء ودانها
... اخدها في حضنه بقوة و غمض عنيه بيحاول ينام.
*********************
تاني يوم بعد العصر
في بيت بعيد عن بيت شهاب
صباح كانت قاعدة في اوضتها و بتفكر ازاي تاخد فلوس من شهاب و من الحج محمود، سمعت صوت الباب بيتفتح ابتسمت
-أنت جيت يا رأفت؟
دخل رجل كبير في منتصف الأربعينات بصلها بخبث و ابتسم
رأفت المنشاوي :
اخو حليمة والدة شهاب شخصية جشعه متسلط و نسوانجي.
رأفت بخبث :ايوة جيت يا حبيبتي... عاملة ايه يا قلبي
صباح بضيق:
مش و لابد.... بصراحة يا رأفت أنا زهقانة اوي
أنا بفكر ارجع مصر
رأفت :ليه كدا بس.... تعالي نقعد و احكي لي اللي حصل لما روحتي لشهاب و جده...
صباح قعدت و طلعت سيجارة بدأت تدخن و باين عليها الضيق
-روحتلهم المزرعة و اتمسكنت و اترجيته اشوف غزال
لكن طبعاً جدها رفض.... و شك إني بعمل كدا علشان عايزاه فلوس... الصراحة اه أنا عايزاه فلوس... عايزاه فلوس كتير اوي عايزه كل فلوسهم
بس طردوني و قالولي ماليش بنات عندنا
رأفت بضيق و غضب:
ما هو دا اللي كنت متوقعين انه يعمله.... تعرفي يا صباح لو الواد طه ابني كان اتجوز بنتك كان زمان بقينا في حته تانية دي البت تملك أرض بملايين... و بصراحة البت كانت عجباه طه لكن سي شهاب اخدها لنفسه علشان يضمن ان الأرض متروحش لحد من عيلة المنشاوية و محدش يضحك عليها.
صباح قربت من الكرسي اللي هو قاعد عليه و اتكلمت بقوة
-بلاش نضحك على بعض يا رأفت...
من يوم ما اخدت الفلوس و مشيت الحج محمود قال إني ميته و عملوا عزاء
و لما غزال كبرت قالوا ان الارض دي ورثها من امها و انا اصلا مملكش حاجة
رأفت :ما هو دا اللي أنا مكنتش فاهمه
ازاي الأرض تبقى ورث غزال منك و انتي اصلا متملكيش حاجة فيها
صباح :اكيد شهاب هو اشتري الأرض دي من جده و اتنازل عنها لغزال علشان يقول ان ليها ورث
و حليمة متبعش و تشتري في البت و لو اتكلمت غزال ترد عليها و تقول انها عايشة من ورث امها من ايراد المحاصيل اللي بيزرعوها في الأرض
و ميخليهاش تحس انها مذلولة لأمه
اسألني انا عن شهاب رغم اني لما سبت البيت بعد وفاة سعد كان هو وقتها صغير لكن كان نسخة من ابوه
بس البت طلع حظها احسن من حظ أمها بقا عيلة زي دي تملك أرض تعيشها ملكة
رأفت و هو بياخد منها السيجارة و بيدخن:
-هو أنتِ مش وحشك بنتك يا صباح و لا ايه
صباح ببرود :
وحشتني؟! مظنش
أصل البني آدم بيوحشه الناس اللي بيحبهم، الناس اللي عاشرهم و حبهم
لكن انا بقا يوم ما خلفت غزال مكنتش عايزاها لأنها كانت تربطني بسعد و انا لما اتجوزته
كنت عايزاه اقلبه في قرشين و خلاص
لكن هو اخدني من مصر و جيني المنصورة و خلاني اعيش في بيت عيلة في البلد دي و انا بقا بحب اعيش في الحرية و عيشة الارياف دي مش بتاعتي
منكرش ان سعد كان بيتمني ليا الرضا ارضى لكن كلام ابوه هو اللي كان بيتنفذ مكنتش
بحس اني مع راجل
لا كان شخشيخة في ايد ابوه
لحد ما قابلتك في العزومة اللي كانوا عملينها في البيت وقتها حسيت ان ادامي راجل بجد و لما اتقابلنا صدفة في السوق منكرش انك لفت نظري
لما كنت حامل كانت بفكر أسقط نفسي لكن معرفتش
و لما خلفت مكنتش طايقها كل شوية تعيط و عايزاه ترضع كانت بتزهقني اوي
لحد اليوم اللي سعد مات فيه في حادثه وقتها مكنتش قادرة اقعد في البيت اكتر من كدا
لكن قابلتك بعد العزاء و قلتلي أنك عايز تتجوزني و هتاخدني و نقعد في مصر
لكن لازم لما اخرج من بيت الحسيني اكون معايا فلوس كتير
وقتها بدون ما افكر قلتلهم اني هرجع مصر و اعيش عند خالتي و اربي البنت بعيد
الحج محمود رفض و وجهني اني بقابلك
مخفتش منه و قلتله اه بقابله و بحبه و هتجوزه على الاقل هتجوز راجل بجد مش واحد زي ابنك بيسمع كلامك
لسه فاكره اليوم دا
ضربني بالقلم و هددني انه مش هيسبني في حالي و مش هيسيب ليا غزال
لكن انا كنت جاهزه المحامي اللي أنت بعته ليا و قالتله هرفع قضيه و هاخد البنت و هو كان عارف اني هكسب حضانتها
قرر يجي معايا سكة و دوغري عرض عليا فلوس مقابل اني امشي من البلد و مرجعش تاني
و انا اصلا عملت كدا علشان الفلوس مع اني مكنتش عايزاها و لا كنت هيستحمل زنها
اخدت الفلوس و مشيت و اتجوزنا انا و أنت في مصر.... في السر
أكدت على اخر الجملة بضيق و هي بتبصله
رأفت :ما خلاص بقا يا صبوحة ما قولتلك مكنش ينفع نتجوز في العلن و بعدين ما احنا سوا اهو بتقلبي في اللي فات ليه ما أنا كنت معاكي خطوة بخطوة
صباح بسخرية:اصلك سألت عن غزال فرديت عليك.... المهم أنا مش فاهمة أنت ليه خلتني ارجع تاني و اطلب منه فلوس
انا لو مش خايفه من الحج محمود فأنا لازم اخاف من شهاب دا مش سهل أبداً
رأفت :اقولك يا ستي أنا يهمني اوي الأرض اللي مكتوبة باسم غزال
الأرض دي بالذات هتفرق مع المنشاوية اوي.. و انتي بقا الوحيدة اللي تقدري تساعديني تبقا ملكي و الخير اللي هيعم هيبقى بينا بالنص
صباح:ازاي مش فاهمة و بعدين أنا لازم ارجع مصر شهاب لو عرف انك اخدت لي بيت هنا مش هيسبني في حالي
رأفت بطمع :اقولك ازاي.... كل الحكاية تتلخص في غزال
صباح:لا فهمني براحة كدا...
_________________________
في بيت الحسيني
غزال كانت بتنشر الهدوم في البلكونة، سمعت صوت الباب بيخبط و حليمة بتنادي عليها بسخرية، فتحت الباب
:نعم يا مرات عمي، في ايه؟
حليمة باستفزاز:
-بقالي ساعة بنادي عليكي قافلة باب الاوضة بالمفتاح ليه؟
غزال باستغراب :
-دا باب اوضتي من حقي اقفله افرضي قاسم جيه فجأة و انا قالعه النقاب ابقى اعمل ايه و بعدين ما انا طول عمري بقفل الباب بالمفتاح حتى قبل ما اتجوز
حليمة لوت بوقها بسخرية :
أنتي هتحكي لي قصة حياتك.... ياله تعالي هنخبز
غزال :هي هند مش تحت
حليمة؛
لا يا اختي مش تحت و بعدين هو أنا كل مرة هعتمد على هند و لما تتجوز نبقى نعمل ايه و لا على ايدك نقش الحنة
غزال :مش قصدي بس أنتي عارفه ان الفرن عطل المرة اللي فاتت و أنا بتعب من دخان الصاجة.
حليمة؛ بقولك ايه يا بنت صباح سهوكة الحريم دي مش عليا و لا فاكرة انك لما تتجوزي ابني هحبك لا يا حبيبتي أنا لا بحبك و لا طليقه الجوازة دي و هاين عليه يطلقك النهاردة قبل بكراً
ف لمى الدور و انجزي انزلي خلينا مخبز الرغيفين قبل ما يجيوا.
غزال :حاضر يا مرات عمي انزلي و انا هغير و هاجي وراكي.
حليمة :ماشي يا اختي اتفضلي
غزال قفلت الباب و اتنهدت بتعب منها لكن دخلت غيرت و نزلت
بعد مدة
كانت بتخبز مع حليمة و البنت اللي شغاله معاهم
حليمة بصت لغزال اللي بتعمل فطير و قاعده بعيد شوية عن الصاجة حست انها متغاظة منها
حليمة بخبث:نعيمة اطلعي هاتي الطبق الصغير
نعيمة :حاضر يا ست حليمة
استنت لحد ما نعيمة مشيت، طلعت عود الحديد من الفرن تطلع العيش حطيته في المشنه اللي جنب غزال و بسرعة مدت ايدها و وقعت من على الكرسي اللي قاعدة عليه، غزال صرخت بقوة بعد ما عود الحديد كوي ايدها، المطرحة وقعت منها و بدأت تعيط و هي بتبص لايدها اللي احمرت بشكل واضح و كبير
عيطت بقهر و وجع و بصت لحليمة اللي قامت بسرعة و راحت ناحيتها
-يلهوي.... ايدك.... بت يا نعيمة هاتي تلج بسرعة من عندك
في نفس الوقت كان شهاب وصل البيت مع قاسم لكن سمعوا صوت والدته بتتكلم بصوت عالي من أوضة الخبيز
بسرعة جري على هناك لكن وقف مذهول و هو شايفها ماسكة دراعها و بتعيط بحرقة و دراعها احمر د"م