اخر الروايات

رواية عشق مكبل بالقيود الفصل الرابع عشر 14 والاخير بقلم رقية سعد

رواية عشق مكبل بالقيود الفصل الرابع عشر 14 والاخير بقلم رقية سعد





بعد انتهاء الزفاف توجه العروسان الى جناحهما الخاص حيث حجز هاشم ليبيتا فيه ليلة واحده فقط بينما صباحا سيتوجهان الى الجزيرة حيث التقى بها اول مرة ليقضيا هناك شهر عسل طويل جدا ..
ارتدت رشا لتلك الليلة قميص نوم ابيض اللون شفاف عند منطقة الصدر بحمالات رفيعة كان مقدمة صدرها العارم وذراعيها تظهر بسخاء مفرط احتقنت وجنتاها وهي تنظر لانعكاسها بالمرآة همست بخجل " كيف ساقف امامه بهذا الشكل ؟!" ارتدت الرداء الخاص به والذي لا يخفي من مفاتنها شيئا ابدا ثم اطلقت نفسا عميقا وهي تتجه لتفتح باب الحمام وتخرج .. كان هاشم ممددا على الفراش عاري الصدر لا يرتدي الا بجامة النوم الحريرية السوداء ما ان احس بخروجها حتى اعتدل بجلسته ينظر لها برغبة وعينان عاصفتان .. اطرقت راسها بخجل واتجهت الى طاولة الزينة وامسكت فرشاة الشعر ثم بدأت تسرح شعرها بيد مرتجفة وانفاس مضطربة من شدة ارتباكها .. هب هاشم واقفا ليسير نحوها بخطوات هادئة وقف خلفها يستنشق عطرها بعمق ثم امسك كتفيها و ادارها نحوه ببطئ التقط الفرشاة من يدها ليرميها خلفه بإهمال , احتضن خصرها ساحبا اياها ناحيته لتلتصق بجسده الرجولي ارتفعت يديها لتستريح على صدره العضلي المشعر مما دفعه ليشدد من احتضانها اكثر .. بيده الاخرى رفع وجهها المورد ليقول بهمس حار بينما عيناه مركزة على شفتيها
- اخيرا لوحدنا .. بعد عناء طويل اخيرا انت لي رشا
لم تستطع ان تنطق بحرف واحد بينما ضربات قلبها كانت تقرع بشدة متزامنة مع ضربات قلبه القوية التي احست بها تحت يدها ..
اكمل بحب انعكس من خلال عينيه الآبنوسية
- لقد صبرت طويلا واغلقت قلبي وبنيت حوله جدار عالي ليعزلني عن امور الحب والغرام ..وكم سخرت من القصص التي كانوا يرونها امامي لكني لم اعرف انني سأغرق حتى اذني بعشق فتاة ذات عيون سرمدية .. حاولت نسيانك لكنني لم استطع ان اقاوم شعوري المتزايد نحوك ... لوكان حبك ذنبا فلن اتوب عنه ما حييت .. ولوكان حبك مرض لا اريد دوائاً ليشفيني منه ..
وضع يدها على قلبه وهو يضغط عليها بقوة ليهمس بحب
- هل تشعرين بما يعتمر بصدري ؟! .
كانت تستمع له وابتسامة ناعمة تزين ثغرها الممتلئ بينما شعور بالسعادة اكتنف حناياها وضربات قلبها تهدر بعنف لا مثيل له .. لم يستطع الصمود اكثر وقد بلغ الشوق منتهاه .. هبط يبحث بشفتيه عن شفتيها ليلتقطها بقبله جامحة وشغوفة .. لا تعرف كيف ومتى اصبحت على الفراش بينما هاشم يجردها من ردائها وهو لا يتوقف عن تقبيلها لثانيه واحده .. همست بخجل وهي تحاول ان تتجنب قبلاته النهمة
- هاشم .. هاشم .. توقف يجب ان اقول لك شيئا
اجاب بصوت متحشرج وهو مغيب لا يعي لشي
- فيما بعد حبيبتي فيما بعد لا تخجلي مني انا زوجك وحلالك
لم يكن امامها الا الاستسلام لهجومه الضاري .. تلحفت رشا بدفئ جسده الذي غمرها بكل اتجاه وهي خجله وحائرة بكيفية استقبال كل هذا الشغف والجوع .. بعد فترة ليست بطويله رفع هاشم راسه وابتعد عنها قليلا بينما نظر لوجهها المحتقن بعينان دهشتان عاصفتان بشتى المشاعر دهشه وحب وسعادة
- انت .. انت.. عذر...
لم يكملها ليهتف قائلا بسعادة
- كيف ذلك لقد كنت زوجة حكمت
اعتدلت بجلستها وهي ترفع الغطاء تحاول تغطيه جسدها المرتعش لتجيبه بخجل
- هذا ما اردت قوله لك هاشم علاقتي بحكمت كانت ابويه حكمت كان يعاملني كابنته
هتف بعدم تصديق
- انا اعلم انه تزوجك ليحميك انت وشقيقتك لكنني ظننت ظننت يا الهي يالي من غبي
نظر لها بحب وهو يقترب منها من جديد
- سامحيني حبيبتي لقد اسأت اليك كثيرا و أتهمتك ظلما انا استحق عقاب قاسي
ابتسمت برقه وهي تعترف بحبها لأول مرة فلقد اصبحا كيانا واحدا بل هما كيان واحد بروحين
- لقد سامحتك منذ زمن بعيد انا احبك هاشم ..انت الرجل الوحيد الذي احببته لم اعرف الحب قبلك ولن اعرفه بعدك قلبي ختم عليه اسمك انت فقط
غمغم بصوت مبحوح كلمات الغزل وهو يشرف عليها بجسده يلتقط شفتيها الطريتين بقبلة طويلة وعميقة ليأخذها من جديد بجولة عشق ملتهبة و لكن متمهلة .. يثبت لها حبه قولا وفعلا
عيناه مثبته على عيناها ذراعيه تحتضن جسدها الناعم بشرتها الطرية تحتك ببشرته الساخنة وهمساته لم تتوقف من اطراب اذنيها بشتى انواع الغزل بينما قبلاته كانت تتناثر على جبينها ووجنتيها كرفرفات اجنحة الفراش .. الى ان داهمها النعاس وهي تشعر لأول مرة بالأمان الحقيقي والابدي
الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
بعد اربع سنوات
كان المنزل يعج بصيحات الاطفال وهم يشاركون المهرج الذي احضره هاشم لحفل عيد ميلاد ابنته في حديقة المنزل حيث انتشر الاطفال بكل مكان فطفلته المدللة لم تبقي احد من اصدقائها الا وقامت بدعوته .. بينما رشا تشاركهم المرح والضحكات كأنها طفله صغيرة .. بل هي طفلته الصغيرة كل يوم تثبت له مقدار رقتها وطيبتها ..
توجهت رشا لتجلس بجانب هاشم وهي تتضاحك متقطعة الانفاس لتقول لها ريام بانزعاج
- هذا ظلم انتم تمرحون وتلعبون وانا اجلس هنا ببطني المنتفخ كأنني فيل ضخم
هتف ياسر بمرحة المعتاد
- اجمل فيل شاهدته بحياتي كلها
اجابت وهي تدعي الاستياء
- اجل انت تقول هذا فقط كي تسكتني ليتك تشعر بما يفعله ابنك بي لكنت عذرتني
قال بحب وهو يبتسم ابتسامة عريضة
- اعدك حبيبتي ما ان تلدي انا من سيتكفل بالسهر ليلا وانا من سيغير حفاظة وانا من سيغسل الصحون وانظف المنزل واعد الطعام ايضا وانت ما عليك سوى الأمر مولاتي
لم تستطع الا ان تبادله الابتسام و النظرات المحبة .. لا تعرف كيف استطاع هذا الرجل ان يحتل قلبها بسرعه ؟! معه نسيت كل شيء وكل ما مر بها .. معه اصبحت كالورقة البيضاء .. بدأت بحياة جديدة مليئة بالحب والثقة المتبادلة اخبرته بكل شيء ابتدائاً من تعرفها بباسم الى ان التقت به ..تفاجأت من تفهمه وثقته ومسامحته .. فأيقنت لا بل تأكدت ان الحب يعني العطاء والمسامحة والثقة وان الحياة لا تعطينا كل شيء بل من نحب هم من يعطونا الحياة .. كانت تستطيع وبكل بساطة ان تخفي عنه ماضيها لكنها ارادت ان تبدا معه بداية صحيحة وان يؤسسان بنيانهم الزوجي على الصدق منذ اليوم الاول

همس هاشم على مسامع رشا التي كانت تجلس تراقب طفلتها بحنان
- هل اخبرتك اليوم كم احبك
رفعت حاجبيها وهي تدعي التفكير
-اممممم لا اتذكر
اجاب بخفوت دون خجل من ان يسمعه احد
- احبك حبيبتي
احبك حتى ينتهي الحب
احبك بكل ما فيكي
احبك حتى يمل الحب مني
احبك انت لأنك انت
بشقاوتك
ورقتك
وقوتك
حبيبتي ومعشوقتي
فلك الحب انخلق ومن اجلك الحب قد وجد
نظرت له بعينان دامعتان وقد مر من امامها كل ما جرى لها وكانه حلم فقد عوضها الله بهذا الرجل الشغوف المحب لتكتمل سعادتهم بإنجابها لابنتهم الصغيرة تنهدت براحة وهي تحمد الله على هذا العطايا .. اخيرا انقشع الضباب واشرقت الشمس على ظلمة حياتها الرمادية ليغدو ربيع مزدهراً مليئاً بالسعادة والامل الى الابد .

النهايــــــــــــــــــــــــة
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close