رواية كان وهم الفصل الثالث 3 بقلم ديانا ماريا
الجزء الثالث
أتى أيمن راكضا لينظر إلى رشا الواقعة على الأرض
ودنيا الواقفة بجانبها.
ركع إلى جانب رشا بقلق: مالك يا رشا فى إيه؟
رشا ببكاء مصطنع: دنيا علشان بكلمها أقولها مش
هتباركيلي على البيبى الجديد، قالتلي أنى بغيظها
وأنها مش هتخليني اتهني بيه و زقتني وقعتني
زى ما أنت شايف.
دنيا بسرعة: والله يا أيمن....
قاطعها بصراخ: مش عايز أسمع منك حاجة حسابك
معايا بعدين .
التفت إلى رشا : طب يلا نروح المستشفى بسرعة.
تصنعت التعب: لا مش قادرة، بنتى عمى دكتورة
أتصل عليها تيجي أحسن.
حملها بسرعة ثم دلف بها إلى غرفة النوم ودنيا تلحق
بهما.
وضعها على السرير ثم استقام فقالت له: هاتلي
موبايلي بسرعة اتصل عليها.
أسرع يبحث عن هاتفها بتوتر ثم أعطاه لها ف اتصلت
على ابنة عمها أثناء ذلك انتبه أيمن لوجود
دنيا فقال بغضب: أنتِ واقفة بتعملي إيه هنا؟
دنيا بتبرير: يا أيمن عايزة افهمك..
قاطعها باقتضاب: متفهمنيش حاجة اطلعي برة يلا.
خرجت بقلة حيلة وهى تجلس على الأريكة تفكر
كيف تستطيع أن تشرح له بأنها حيلة خبيثة من رشا
و أن لا يد لها، تنهدت لو تستطيع فقط أن تبتعد
عنه وعن كل شئ ولكن ليس لديها غيره
كمان أنها حامل ولا تستطيع أن تعمل لتعيل نفسها
وطفلتها.
أتت ابنة عمها الطبيبة بعد وقت وطلبت من أيمن
الخروج حتى تفحصها بعناية .
بعد قليل خرجت وعلى وجهها علامات الحزن: للأسف
رشا أجهضت.
صُدم كلا من أيمن ودنيا التى تقف على مقربة منهما.
أيمن بحزن: طب هى عاملة ايه دلوقتى؟
الطبيبة: هى كويسة أنا ادتها حقنة منومة هتفضل
نايمة كتير.
ذهبت الطبيبة ونظر أيمن إلى دنيا بخيبة أمل: مكنتش
أتوقع فى يوم أنك تعملي حاجة زى كدة.
دنيا بنفاذ صبر: أنت ليه مش راضي تسمعني حتى؟
أيمن بتهكم: أسمع إيه ما كل حاجة واضحة زى الشمس
على العموم لازم نهاية لكل ده؟
دنيا بتوجس: قصدك ايه؟
أيمن بقسوة: أنتِ طالق يا دنيا .
شهقت من الصدمة ثم سيطرت على انفعالها وهى
تواجهه.
أيمن بجفاء: أنا هطلع وأرجع ألاقيكِ لميتي هدومك و
هدوم البنت.
ثم ذهب بينما دنيا واقفة مكانها لا تقدر على استيعاب
كم المشاكل التى لحقت بها فى فترة قصيرة
تنهدت وهى تسمح دمعة انهمرت على خدها ثم
ذهبت حتى تعد حقيبتها وحقيبة ابنتها، أنها
لاتريد البقاء حتى لو لم يطردها، لم تعد تتحمل
هذه الحياة المستحيلة.
أسرعت توضب حقيبتها وحقيبة ابنتها ثم ألبستها
ثيابها وارتدت ثيابها وحجابها.
قبل أن تغادر دلفت الغرفة الرئيسية بهدوء لتجد
رشا مستيقظة.
نظرت لها بمكر لتصرخ بها دنيا: ارتحتي كدة ؟
رشا بمكر: طبعا يا حبيبتى.
دنيا بقهر: أنا ماشية وسايباها لك بس أنا متأكدة أنه ربنا
هيجبلي حقى قريب منك ومن كل اللى ظلمنى.
ضحكت رشا بسخرية ف نظرت لها دنيا بإحتقار وغادرت.
دلف أيمن المنزل عندما كانت على وشك الخروج.
أيمن وهو يخرج ورقة من جيبه: دى ورقة طلاقك.
أمسكتها بيد ارتعشت رغما عنها وقالت بكبرياء: وأنا
ماشية.
مد يده بنقود: خدى دول هتحتاجيهم.
دنيا بسخرية: لا كتر خيرك مش محتاجة منك حاجة .
ثم أمسكت ابنتها بيد و اليد الأخرى حقائبهم.
كانت حماتها تنتظرها فى الأسفل وهتفت بحزن: هتمشي
يا بنتى؟
دنيا بصوت خافت: ايوا يا ماما عايزة حاجة؟
بكت حماتها وعانقتها: متمشيش يا بنتى طب تعالى
عيشي معايا طيب بالله عليكِ.
تنهدت دنيا وهى تضمها بيد واحدة: مينفعش يا ماما
وأنتِ عارفة .
حماتها بقلق: طب هتعيشي فين و حلا ؟
بقلم ديانا ماريا.
دنيا بتهكم: تصدقني هو مقلقش ولا سأل هنعيش
أنا و بنته فين! متقلقيش يا ماما أنا هروح شقة
أهلى القديمة لسة موجودة ودى ورثي منهم.
عانقت حماتها حفيدتها وبكت بحرقة: ربنا على الظالم
يا بنتى، حسبى الله ونعم الوكيل، امتى هيعرف
أنه فرط فى بنت الأصول علشان يجري ورا وهم.
تجمعت الدموع فى عينيها ولكن لم تبكِ.
مشت فى الطرقات مع ابنتها لأنها لم تجد أتوبيس
والنقود التى معها لا تكفى أجرة تاكسى.
وصلت أمام العمارة و العرق يسيل على وجهها
ثم شعرت بالدوار والسواد يسيطر عليها و وقعت
على الأرض مغشيا عليها وابنتها تناديها بلا إجابة!
فتحت عينيها ببطء وهى تشعر بألم شديد فى معدتها
تلفتت حولها لتدرك أنها فى مستشفى.
نهضت فجأة بخوف أين هى ابنتها وماذا حدث لها؟
فى تلك اللحظة دلف رجل إلى الغرفة يبدو من هيئته
أنه طبيب.
الطبيب: حمدا لله على سلامتك حاسة بأيه دلوقتى؟
دينا بخوف: بنتى، بنتى فين؟
الطبيب بإبتسامة: أهدى بنتك بخير ومعانا.
تنهدت بإرتياح: طب هى فين عايزة أشوفها.
قال بجدية أقلقتها: هنجيبها لك بس فى حاجة الأول
عايزة أقولها لك .
دنيا بقلق: هى إيه؟
الطبيب بأسف: للأسف مقدرناش ننقذ الجنين.
نظرت له بعدم استيعاب ثم بكت رغما عنها
ولكن قالت بصبر: الحمد لله على كل حال.
نظر لها الطبيب بتعجب، فقالت: يمكن ربنا عمل كدة
علشان مشيلش الهم أكتر من كدة ومفيش حاجة
تربطني بيه غير البنت .
بقلم ديانا ماريا.
حمحم الطبيب ثم قال : ممكن أعرف قصدك مين
وليه كنتِ لوحدك مع بنتك من غير حد؟
ده لو مش هيتطفل على خصوصياتك.
دنيا بألم: قصدي جوزى اللى راح اتجوز عليا وصدق
كدي وافتراء مراته التانية وطلقني ورمانى أنا
وبنته واللى فى بطنى من غير ما يقلق علينا.
الطبيب بأسف: لا حول ولا قوة إلا بالله.
الطبيب : على فكرة أنا لقيتك قدام العمارة اللى
ساكن فيها، أنتِ ساكنة هناك؟
دنيا بتأكيد: اه بيت أهلى القديم هناك.
الطبيب بإبتسامة: طب ده كويس؟
دنيا بشك: ليه؟
الطبيب بإحراج: قصدي يعنى علشان نبقى جيران
ومتبقيش لوحدك وكمان أنتِ تعبانة.
دنيا بإبتسامة باهتة: كتر خيرك يا دكتور شكرا جدا.
الطبيب بإبتسامة خفيفة: الشكر لله.
خرجت فى اليوم التالى من المستشفى ومع طفلتها
وقد أصر الطبيب التى عرفت إسمه وهو (على) على أن يوصلها إلى شقتها.
بقلم ديانا ماريا.
فتحت الشقة وهى تنظر لها بحنين، كانت متعبة
ف أرجأت التنظيف لليوم التالى واكتفت بتنظيف
الغرفة التى سينامون بها.
فى المساء طرق الباب ف فتحته لتجد على
يقف هناك .
دنيا بإستغراب: دكتور على، فى حاجة؟
قال بهدوء وهو يمد يده بأكياس لها: اتفضلي دول.
دنيا بحيرة: ايه دول؟
الطبيب : ده عشا أنا جيبته من مطعم ليكم.
دنيا بكبرياء: بس أنا مش باخد حاجة من حد يا دكتور.
الدكتور بصرامة: متفهمنيش غلط أنا مش بعطف عليكِ
أنا بس حبيت أعمل كدة علشان أنتِ تعبانة ومش هتقدري
تعملي اكل ولسة مشترتيش حاجة للبيت وده أول يوم
ليكِ هنا وكمان علشان البنت الصغيرة .
دنيا بإحراج: أنا آسفة مش قصدي بس....
على بإبتسامة: ولا يهمك المهم خديه بس ودى كمان.
ومد يده ب كيس من الحلويات والشيكولاتة والعصائر.
على : دى للبنت الصغيرة.
دنيا بإمتنان: مش عارفة أقولك إيه بجد.
على برقة: متقوليش حاجة ولو احتاجتي أي حاجة
أنا فى الدور اللى تحتك علطول.
دنيا بصوت منخفض: شكرا يا دكتور .
ذهب بينما هى أغلقت الباب وابتسمت بسبب كرمه
ولطفه وذهبت لتأكل هى وابنتها.
كانت ممتنة له حقا لأنه فكر بما نسيته هى، كانت
جائعة هى وابنتها ولم تعرف من أي ستحضر طعام
ولكنه فكر بها وأحضر طعاما كثيرا لهما.
كان الطبيب ينهى تقريرا فى وقت متأخر.
انتهى ثم خلع نظاراته وهو ينظر فى الساعة
ليجدها الواحدة صباحا.
كان على وشك الذهاب للنوم حينما سمع طرقا
قويا على بابه، ف ذهب يفتحه بإستغراب.