رواية بنت الراوي الفصل الثاني 2 بقلم حكاوي مصرية
نت الراوى
الفصل الثانى
خرج عمر مسرعا من مكتبه عندما نما الى مسامعه صوت سالى المرتفع .
عمر : فى ايه ؟
سالى : الهانم سرقت فلوس من شنطتى وانا بره معايا مكالمه .
عمر وهو ينظر لفاطمه : انتى ؟
فاطمه وقد افلتت اعصابها رغما عنها وبدأت فى البكاء : قسما بربى ما اخدت اى حاجه منها ولا قربتلها.
عمر وهو ينظر اليها وقد اشعرته عبراتها ونبرة صوتها انها بريئه : انتى بتعيطى ليه دلوقتى .مش انتى بريئه ؟
همت فاطمه بالرد عندما قاطعتها سالى قائله : بريئة مين ! امال مين اللى سرق الفلوس ؟
عمر بحزم : سالى مسمعش صوتك طالما انا اتدخلت فى الامر .نظر عمر الى فاطمه ثم استخدم الهاتف الخاص بمكتب سالى واتصل على يوسف وامره بالمجئ الى مكتبه .
..
جاء يوسف ففوجئ بأخته تجلس على الكرسى المقابل لمكتب سالى وتبكى وفوجئ بسالى وهي تنظر اليها ببغض شديد اما عمر فكان يقف فى مقابله النافذه هادئ تماما .
يوسف بلهفه : فاطمه مالك ؟
لم تنتظر فاطمه لتحكى له ما ألم بها من اتهام باطل بل اسرعت بالارتماء فى احضانه كأنها تطلب الامان .
التفت عمر بهدوء قائلا : يوسف انت عارف انت عندى ايه صح ؟
يوسف : طبعا يا بشمهندس .
عمر : طيب حاليا فى مشكله ظهرت وهتتضمن اجراء لحلها ممكن يكون سخيف لكن لابد منه .
يوسف بحذر : اجراء ايه ؟
عمر بثبات : فى فلوس ضاعت .الانسه فاطمه كانت هى اللى موجوده .لازم تتفتش تفتيش ذاتى .
نظرت اليه فاطمه قائله : استحاله يحصل .انا عمرى ما اتفتشت .تيجى انت تقلى اتفتش وذاتى كمان .
يوسف وهو يغلى ولكن محافظا على ثباته : انت كده بتشتمنا يا بشمهندس عمر .
عمر : حاشا لله والله ابدا .وبعدين اللى هتفتش هى العامله وانت هتكون معاها يا يوسف.
فاطمه ببكاء : ازاى يعنى يكون معايا !
عمر بتعجب : هو ايه اللى ازاى ! هو مش اخوكى .
يوسف : فاطمه بتنكسف منى جدا و..
لم تتركه فاطمه ليكمل جملته وصاحت فى عمر : هو انت معندكش دين لدرجة انك مش فاهم انه حتى لو اخويا مينفعش يشوف منى الا حجات معينه .
اشتعل عمر غيظا من جملة فاطمه وهم بالرد عندما قاطعها يوسف موجها حديثه لفاطمه : فاطمه خلاص انا هقف بره وهى تفتشك .
فاطمه ببكاء : أنا ما أخدتش حاجه .دا ظلم يا يوسف .
كان عمر يمر بناظريه على كل من فاطمه ويوسف وسالى التى تقف وعليها اثار الارتباك الشديد .
عمر بهدوء موجها حديثه الى سالى : سالى انتى متأكده ان الفلوس كانت معاكى .مش ممكن تكونى نسيتيها فى البيت ومأخدتيش بالك .
وجدتها سالى فرصه كى تهاتف ياسمين لتسألها المشوره فردت عليه قائله : هتصل بماما اسألها .
عمر بهدوء : تمام اتفضلى كلميها .
همت سالى بالخروج ومعها هاتفها فأوقفها عمر بحزم : انت خارجه فين .
سالى بارتباك : هتصل بماما .
عمر: اتصلى هنا ،مفيش خروج .
سالى بارتباك : ليه .اصل اصل الشبكه وحشه .
كان عمر يعرف جيدا بعلاقة سالى ومطلقته ياسمين ونظرا لتميزه بالذكاء الشديد فقد استنتج ان ياسمين لها علاقه بالامر بطريقة ما .لذا فقد تابع بسخريه : يا شيخه ،الشبكه وحشه فى دور تاسع ومفيش مبانى حوالينا .غريبه دا انا فونى بيلقط شبكه فى أى مكان بالشركه .ثم تابع بمكر : يا سالى فكرى كويس ،انتى كانت معاكى الفلوس .ها ؟
ردت سالى قائله : مش فاكره .
عمر بحزم : خلاص طالما أنتى مش متاكده انا هعتبر الموضوع منتهى .ثم توجه بحواره الى فاطمه : أنا بعتذر ليكى يا فاطمه عن سوء التفاهم دا .وتقدرى تروحى دلوقتى وبكره من الساعه ٨ الاقيكى هنا .
فاطمه بتجهم : لا .انا مش عاوزه اشتغل فى المكتب هنا .لو سمحت انقلنى فى اى مكان تانى فى الشركه .
عمر برفق : لا يا فاطمه هتيجى هنا وسالى مكانتش تقصد صح يا سالى ؟
سالى بغل : اه طبعا صح .
فاطمه : لا بس برده انا مع....
قاطعها يوسف مازحا كى يقلل من توتر الأمر : خلاص يا بطه بقى ،عمر باشا بحاله قالك معلش .ولا اسيحلك واقول كنتى بتقوليلى ايه امبارح ؟
اتسعت عينا فاطمه ناظرة الى أخيها فهى لن تتخيل ان يعرف عمر بحديثها عنه.
فاطمه : لا طبعا .انت بتهرج
عمر بهدوء : لا يا يوسف متحرجهاش انا مش عاوز اعرف حاجه .انا هدخل اشوف شغلى وانتم كل واحد على مكتبه وانتى يا فاطمه لو حبه تنتظرى يوسف لحد ميعاد الخروج انتظريه .يوسف تعالى ورايا عاوزك فى شغل .
تنفست فاطمه الصعداء فور حديث عمر .أما يوسف ففور دخوله وراء عمر فوجئ بعمر يسأله : ها يا يوسف ،فاطمه قالت ايه عليا امبارح ؟
نظر يوسف لعمر ثم دخل فى نوبه هستيربه من الضحك .
عمر : لا والله ههه هو سؤالى مبهج للدرجه دى ؟
يوسف : انا اسف بس فعلا متوقعتش ان حضرتك عاوزنى عشان كده .
عمر : ليه ؟
يوسف : عشان حضرتك بره قلت خلاص مش عاوز اعرف حاجه
عمر : عشان مينفعش احرج واحده للدرجه دى.مينفعش اعرف حاجه هتكسفها قصادى .
يوسف : طيب ميمكن هى حاجه محرجه مينفعش اصلا اقولها ؟
عمر بابتسامه : لا مش يوسف الراوى اللى يعمل فى اخته كده ويطلع عنها كلام يسئ لها .
يوسف بامتنان : ثقتك دى شرف ليا .ثم تابع : هى كانت رافضه تيجى معايا الشغل هنا .كانت بتقلى خلينى فى الحضانه لانى بحب الاطفال ثم تردد برهه فحثه عمر على الكلام قائلا : كمل يا يوسف
يوسف : وكمان بصراحه كانت رافضه الشغل بسببك .
عمر بصدمه : بسببى انا .
يوسف : اه اصل انا كذا مره اجيب سيرتك معاها واقول انك شديد وكده .
عمر بهدوء :أنا شديد مع المستهتر يا يوسف وانت عارف كده .
يوسف : هى خوافه اوى .
عمر : طيب .خير .ربنا يصلح الحال .
........
فى كلية الصيدله حيث تدرس أسماء فى عامها الأخير ..
خرجت أسماء من المحاضره وهى تبحث بناظريها عن حازم زميل دراستها ومحبوبها الذى تظن أنه سيتزوجها بعد اتمام دراستهم ولكن هيهات فليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
تأففت أسماء من كثرة اتصالها بحازم وعدم رده على الهاتف وفى قمة يأسها أن يرد على مكالماتها فوجئت بمن يحادثها من خلفها تماما .
حازم : القمر لوحده ليه ؟
أسماء : انت بتهرج على فكره وأنا زعلانه ومش هكلمك .
حازم : ليه بس يا سمسم .
اسماء :قلتلك يا حازم اسمى أسماء وبلاش تدلعنى دا اولا .أما ثانيا بقى فليه محضرتش المحاضره .
حازم بلا مبالاه : راحت عليا نومه عادى يعنى .
أسماء : مش قلنا نذاكر يا حازم عشان السنه دى تعدى على خير .
حازم : وهو أنا محتاج الشهاده فى ايه .دا انا بابا عنده شركه ادويه من اكبر الشركات فى الشرق الاوسط كله . .
اسماء برفق : مهو انت مش هتعرف تدير الشركات دى الا بشهادتك .
حازم بلؤم :مهو البركه فى سمسمه حبيبتى اللى بتجيب امتياز كل سنه وهتدير معايا الشركه اما نتجوز .
أسماء بسعاده وحياء : برده عشان خاطرى لازم تذاكر يا حازم .
حازم : ممم طيب ساعدينى.
أسماء باستفهام : تمام ازاى ؟
حازم : نتقابل فى مكان هادى كده وتشرح...
اسماء بمقاطعه : لا يا حازم قلتلك مقابلات بره الجامعه استحاله واصلا كفايه اوى اننا بنتكلم فى الفون من ورا أخويا .لا أخلاقى ولا تربيتى تسمحلى بكده أصلا ولولا انى بحبك مكنتش عملت كده.
حازم بنبره حاول أن يخفى سخريته فيها : طبعا يا سمسم بس اضحكى بقى عشان زومه قلبك .
ابتسمت أسماء وأسرعت بالذهاب فى حين أتى خالد الى حازم ..
خالد : قلتلك دكتوره آسماء مختلفه .انت مفيش فايده فيك .
حازم باستعلاء : اسكت انت يا فالح زمانك .كلهم بيجروا ورا الفلوس ومش حتة بت زى دى اللى مش هقدر اشتريها بفلوسى .
امتعض خالد والذى لم يكن سوى صديق حازم من كلامه خاصة انه يعرف أن حازم لن يتوانى فى أى شئ مقابل الوصول لاسماء ويساعده ثراؤه فى ذلك .
خالد : انت حر .بس ربنا انعم عليك بالفلوس عشان تطيعه بيها مش عشان تعصيه وتفتن بنات الناس
لم يكن حديث حازم مع اسماء يثير ملاحظة خالد صديق حازم فقط لكن ايضا كان يثير حفيظة ادم المدرس المساعد بذات الكليه الذى كان قلبه معلقا بأسماء نظرا لجمالها وتميزها بين قريناتها ...
فكانت اسماء مثار اعجاب لكل من يعرفها نظرا لالتزامها وجمالها .ولكنه أيضا كان مستواه المادى متواضع جدا فكيف له أن ينافس حازم بكل ما اوتى من مال ووسامه على قلب أسماء.
خفض آدم بصره ومر بهدوء ولمح حازم يتجه ببصره نحوه ..
حازم بلؤم : دكتور ادم ازيك .
نظر ادم اليه بهدوء قائلا : الحمد لله .
حازم :على فكره احنا قريب اوى هنتقابل كتير ،أصلى همسك فرع شركة الادويه اللى انت بتشتغل فيه بدل بابا .
قال حازم جملته وهو يدرك تأثيرها على ادم ..ادم ابراهيم بيومى والذى يعمل مدرسا مساعدا بكلية الصيدله .وايضا يعمل بشركة ادويه يمتلكها والد حازم ويعمل ادم بها لضيق ذات اليد .ولكن احتفظ ادم بهدوءه قائلا : طيب كويس .
حازم بمكر : انا قلت لبابا عاوز الفرع اللى دكتور ادم فيه ،انت عارف معزتك عندى يا دك .
نظر ادم الى حازم لبرهه ثم قال له ؛طيب اتجدعن كده وهات تقدير السنه دى بدل مقبول بتاعة كل سنه .
ثم تركه ومضى ..
.....فى منزل يوسف الراوى ..
جلست فاطمه مع يارا ابنة خالتها وزوجة أخيها المستقبليه وهى تبكى ..
يارا : الله يخرب بيتها الزفته دى .
فاطمه : لا بالله عليكى بلاش دعا على حد .
يارا : يعنى تفترى عليكى المفروض نبعتلها شهادة تقدير .
فاطمه : لا اقصد الله اعلم هى بتفترى ولا فعلا كان معاها فلوس وضاعت منها فعلا .
يارا : بطلى طيبتك دى بقى .
فاطمه : يارا لو سمحتى دا طبع فيا ومش هغيره .
يارا : يووه خلاص .
فاطمه : قومى ساعدينى نحضر الاكل عشان يوسف قرب ييجى .
يارا : يوسف امم يا رب ييجى بقى .
فاطمه بابتسامة : ربنا يسعدكم يا يارا..
.....
...مر اسبوع ولم يحدث امر مهم سوى أن فاطمه كانت تتعلم أمور العمل بسهوله ويسر .
ذهبت حلا وجدتها ( والدة عمر ) لعمر فى الشركه لكى يذهبوا جميعا للنادى .
كانت فاطمه منهمكه فى العمل عندما فوجئت بيد صغيره تربت على كتفها قائله: انتى مين يا انطى ؟
التفتت فاطمه فى هدوء الى حلا الواقفه فى براءه قائله: انا فاطمه
تدخل والدة عمر فى تلك اللحظه ناظره الى فاطمه بتعجب فهى لم ترها من قبل : السلام عليكم .
فاطمه : عليكم السلام .
والده عمر : انت جديده هنا يا بنتى .
فاطمه : ايوه يا فندم .
والدة عمر : ربنا يوفقك يا حبيبتى .هو عمر جوا ؟
فاطمه بتساؤل : ايوه بس حضرتك اقله مين ؟
والدة عمر بابتسامه : انا والدته .خليكى انا هدخله .يلا يا حلا ..
....
دخلت والدة عمر الى مكتبه قائله : السلام عليكم .الناس اللى قالت عالنادى ومشيت .
عمر بضحك : ههه عليكم السلام .ليه بس منا بفنش الشغل اهو .
حلا : هيييه .
والدة عمر : مين البنت اللى بره دى ؟
عمر : فاطمه ! سكرتيره جديده .
والدة عمر : شكلها غلبانة.
عمر بسخريه : مفيش واحده ست غلبانة .دول عاوزين الحرق .
والدة عمر بلوم : كده يا عمر .افتكر انى انا ست وان بنتك دى هتكون ست .عمر مش كل الستات ياسمين .
عمر بحزن : انا اسف يا أمى .انا هروح مخصوص بنفسى اعملك قهوتك .
والدة عمر : لا يا بنى خلص شغلك وبعدين ازاى تروح بنفسك .
عمر وهو يستعد للخروج من المكتب :: والله ابدا ..لازم اروح ..خرج عمر من مكتبه فلم يجد فاطمه فدخل الى المطبخ الملحق بالمكتب لعمل القهوه اللازمه .وحل السكون المكان ولم يقطع هذا السكون سوى صوت فاطمه التى يسمعه بوضوح التى دخلت من باب المكتب وعلى ما يبدو تهاتف أحدهم قائله : يا بنتى والله زى ما بقلك كده ،والدته بلسم وبنته سكر ..معرفش ازاى هولاكو دا يجيب السكر دا .......
يتبع