اخر الروايات

رواية زين الرجال الفصل الثاني عشر 12 بقلم مني السيد

رواية زين الرجال الفصل الثاني عشر 12 بقلم مني السيد

الفصل الثاني عشر
فى الطريق كان فريد سارحا لاينطق تنحنح عاصم قائلا " عارف انا النهاردة عرفت البنت دى شبه مين" نظر له فريد بجانب عينة فاردف عاصم "شبه زين السواق بتاعك دا حتى اسمها شبه اسمه" اومأ له فريد بهدوء وكأنه لم يتفاجئ ولم ينبس ببنت شفه الى ان اوصله عاصم لمنزله ألقى نظرة جانبية على الملحق الذى تعيش فيه زين ووجده مظلما فدلف الى الداخل وهو يضع جاكيت بدلتة على كتفه ويمشى بتكاسل وهو مستمتع استغربت فريدة التى كانت تجلس ف الصالون قائلة " فريد ياحبيبى ايه الروقان دا " اشار لها بالسلام من بعيد وهو مبتسم ابتسامة هادئة لم تفهم فريدة منها شئ وكأنه فى عالم اخر ثم صعد الى حجرته مُتمتماً لحنا جميلاً وفريدة تضرب كفا بكف على حال أخيها الغريب.
فى صباح اليوم التالى وبعد ان اوصلت زين فريد الى مقر عمله كانت مرتبكة خائفة من أن يشك بها ولكن نظراته فى المرآة كانت مطمئِنة يبتسم لها كل حين هذه الابيتسامة الساحرة اذن لم يشك فيها هرولت لتشترى خط جديد لهاتفها حتى تستطيع محادثتة منه وبعد ان وصلا الى المنزل وعلى طاولة الغداء رن هاتف فريد معلنا عن وصول رسالة نظر فريد لهاتفه بسرعة وجد رقم غريب ورسالة تحتوى على وجه احمر ضاحك قام من فوره وارسل " ميين؟" ردت زين " انت مسمينى ايه ؟" فأرسل فريد " عروسة البحر؟؟؟" نهض فريد يتجول في المنزل بلا وِجهه وتلك الابتسامة الفريدة على وَجهه وسط نظرات الاستغراب من اخته. ارسلت زين وجوه ضاحكة كثيرة فاتصل فريد بسرعة على الرقم . ارتبكت زين هل ترد ام لا وحين اطمأنت ان لا احد حول الملحق فتحت الهاتف وكأن صوتها يسكره فهمهم حين سمع " الو" -فريد " الو" وسكت الاثنان ثم تكلم فريد " هتفضلى ساكته كده كتير " - زين " منا بصراحة مش عارفة اقول ايه " - " تقولى اننا هنتقابل النهاردة بالليل مثلا " - زين " لا لا مش هاينفع " لم تكن زين تخاف او تفكر فى وضعها وكيفية خروجها ولكنها كانت تفكر كيف ستراه وحدهم وكيف تتجرأ وتجلس معه وتنظر فى عينيه انتشلها من افكارها " ليه مش هاينفع " - كذبت زين " ا..أ . اصل عندى شغل" واستمرت المكالمة الى ما يقرب الساعة وكانها بالفعل تتعرف إليه من جديد. ثم توالت المكالمات مرارا وزين فى كل مكالمة تصبح وجنتاها حمراوتان كما الفراولة وقلبها كعصفور رقيق يرفرف فى جانب صدرها. وبعد نهاية احدى المكالمات ولم تكد زين تغلق الهاتف وهي تحتضنه رن فريد على هاتفها مرة اخرى ولكن هذه المرة كزين السائق تبعثرت وتلملمت فى اقل من ثانية واخيرا ردت جاهدة وهي تلهث وتحاول التحكم فى نبرة صوتها " الو" - فريد " ايه يا زين اتأخرت كده ليه ف الرد ومالك بتنهج كده ليه انت فين يابني ؟" - زين بتلعثم " هاكون فين يعنى يا بشمهندس انا ف الملحق اهو فى البيت بس .. بس ك .كنت باخد دش " - فريد بنبرة ضاحكة " امممم اهااا " فكرت زين ( هذا الصوت الذى يخرجة بهذه الطريقة يجعلها تنهار ) اخرجها من افكارها طب يالا يا زين حضر نفسك عشان عندى ميعاد - زين " حاضر حالا يافندم هاكون جاهز" وبسرعة اطمأنت على هيئتها الرجولية التي لا تخلعها الا عند النوم. وخرجت مسرعة تنتظره امام الباب وهى مستندة على السيارة خرج فريد بهيبتة المعتادة ولمس كتف زين قائلا بهدوء غريب" غريبة شعرك مش مبلول يعني يازين" تلعثمت زين ثم استجمعت نفسها بسرعة " هه منا بنشفه بالمجفف عشان مبردش" همهم فريد وهو يضع يده على كتف زين كأنها صديقه الحميم ثم قال " طب يالا يا زين" وانزل يده قليلا الى ظهرها وهى تستدير لتركب السيارة فاجفلت قليلا وحاولت الا تظهر ارتباكها ابتسم فريد بجانب فمه وركب السيارة وكان الموعد مع ( الزفت الخولى هو بيقابله كتير كده ليه ايه اللى بينهم وبين بعض يخليهم يتقابلوا باستمرار كده يارب يا فريد متكونش رجلك وقعت فى خية الراجل ده ربنا يسلمك يا حبيبي) وقفت عند هذه الكلمة مستغربة كيف نطقتها ( حبيبي ..!!! هو انا بحبه فعلا واستطردت دنا غرقانة لشوشتى طب هاعمل ايه ف حوستى دى اه يانا يامّه ) افاقت من افكارها على صوت فريد " يالا يا حبيبى " فلم تتحرك فاكمل " ما تيلا يا زين مالك " اتسعت عيناها "هو حضرتك بتكلمنى انا ؟ اانا كنت فاكرك بتتكلم ف التيلفون" - فريد بهدوء قاتل " لا ياحبيبي بكلمك انت" هزت زين رأسها وهى غير مستوعبة فاردف " صحيح كوكى زعلانة منك اوي عشان مش بتلعب معاها بقالك فترة وقالتلي مش هاتصالحك الا لو لعبت معاها ف البسين وبلبتطوا سوا " ضغطت زين على مكابح السيارة قليلا فارتجت السيارة وهى على الطريق فنهرها فريد بصوت ليس بغاضب ولكن حازم" ايه يازين فيه ايه مالك" - زين " لا ابدا ابدا مفيش بس ماهو حضرتك عارف ان انا مبعرفش اعوم " وتلجلجت ثم اردفت " والله انا كمان وحشني اللعب مع كوكي لما اروح هابقا اصالحها ونبقى نلعب اى لعبة تانية مع بعض" فريد " طيب طيب خلاص ؛ بقولك ايه اطلع بينا على مايا اصلها وحشتنى اوى " نظرت له زين في المرآة بغيظ ونبرة صوتها قد علت " نعم ليه يعنى " نظر لها فريد باستغراب " مالك يازين النهاردة دانت غريب اوى يا راجل" - زين " ايوة صح صح راجل صح " وكأنها تفيق نفسها وتؤكد لنفسها انها الان رجل اوصلته الى منزل (المايعة ) وقالت له بغيظ وهي تجز على أسنانها" تحب استنى هنا ولا انت هتبات ولا ايه ؟" نظر لها فريد متعاليا " ايه يا زين مالك انت ازاى تكلمنى بالطريقة دى" زفرت زين " انا آسف يافندم يعنى استنى ولا امشى " تكلمت زين بنفاذ صبر -فريد " لا استنانى هنا هاخلص وانزلك" وغمز بعينه وذهب ( اه ياحيوان يا كلب يا حيوان يا حيوان ياحيوان تخلص وتنزلى يا حيوان ) وجزت على اسنانها وهى تضرب الارض بقدميها التفت لها فريد وهو على بوابة منزل مايا مكشرا وجهه وكأنه يقول( وبعدين عيب كده )

ف الايام التالية كانت زين لا تتحدث مع فريد الا فى حدود الضرورة كزين الرجل ولا تتحدث معه ابدا كزين نفسها ولكنه كان يتعمد الاقتراب منها كلما سنحت له الفرصة لا تعلم هل هى حساسة بالنسبة له وللمساته العادية أم أنه بدأ يزيد من اقترابه منها بالفعل ؟ هل اعتاد على سائقة زين ام انه يشعر بانها زينة المترجمة، حتى لو!!! ستخرجه من افكارها بعد فعلتة المشينة وذهابه الى مايا واخذت تفكر بحسرة ( امال باسنى ليه؟ الاحاسيس اللى حستها دى كلها معقول تكون كدب وتسلية؟؟ فوقى يا زين هو واضح انه بيتسلى وانه لقى بنت حلوة هربت منه وعاوز يجيبها باى طريقة وخلاص فوقى يا زين) كانت زين قد قررت ان تترك العمل لديه فليست هذه نهاية الدنيا ولكنه اختلس منها فرحة اول حب وأول قبلة انتزعها منها كالبلهاء لقد كان الاول فى كل شئ...... دمعت عيناها وهى تفكر بذلك، وانتفضت حين انقطعت الانوار عن المكان وأظلمت الدنيا حتى كادت أن لا ترى أصابعها كان اكثر شئ تهابه هو الظلام. تحركت وهي تحاول ان تتذكر اين وضعت هاتفها لتضيئه ارتجفت اكثر حين سمعت طرقات على باب الملحق وصوت فريد القلق" زييين يا زين افتح يازين" أسرعت فى اتجاه الباب بحذر ( الحمد لله يارب ان فريد جه الحمد لله في الوقت المناسب) فتحت باب الملحق وهي تحاول السيطرة على ارتجافة صوتها " ايوة يا بشمهندس فريد هو ايه اللي حصل ؟؟" - فريد " مش عارف يازين المفروض ان المولد يشتغل بس مش عارف العطل منين تعالى معايا امسكلي الكشاف لحد ما اشوف فيه ايه" أسرعت زين تغلق الباب ورائها " طيب حاضر يالا بينا" تبعته زين وهو يمسك بالكشاف حتى وصلا للمولد الموجود بالقبو ، ظل فريد يتتبع الاسلاك ثم اعطى الكشاف لزين " أمسك يازين نورلي فى الحتة دي" امسكت زين الكشاف وهي تحاول التركيز على المكان الذي أشار إليه فريد وفجأة قفزت مرتعدة وهي تسمع صوت مواء قطة مما ادى لسقوط الكشاف من يدها وأظلمت الدنيا مرة أخرى " زين ... يا زين فيه ايه مالك؟؟ أنت فين؟" كان القلق باديا على صوت فريد. وحاولت زين السيطرة على صوتها حتى تستطيع التحدث كزين الرجل " مش عارف سمعت صوت قطة" سمعت قهقة فريد وهي تشعر بسخريته " طب هات ايدك انت فين" مدت زين يدها ولكنها لم تعثر على يده وخطت بضع خطوات محاولة العثور على يده وفجأة ارتطم الاثنان ببعضهما وأمسك فريد بخصرها قبل ان تسقط تسارعت انفاسها فلازالت لمسات فريد تحرقها ربت فريد على وجهها وهو يتحدث بصوت خفيض " مالك يا زين انت بتنهج كده ليه؟؟ خايف؟" اختفى صوت زين تماما وهى تحاول التحدث فهي تقريبا بين ذراعيه وفي مواجهة صدره ويديه على وجهها هذا ما كان ينقصها، أغمضت عينيها مستمتعة بتلك اللحظات فالظلام يخبئ ذوبانها بين يديه. ابتعد فريد فجأة حين عادت الأضواء مرة أخرى وهي يضحك بعصبية " دانت طلعت خواف اوي يا زين" ردت زين باندفاع " والله سمعت صوت قطة" وحينها سمعت مواء القطة للمرة الثانية فتلهفت وهي تتحدث بسرعة " اهو شوفت شوفت قطة اهي" ابتسم فريد وهو ينظر لداخل عينيها " دي قطة كوكي جابتها من بيتها النهاردة وراحت تشتريلها اكل وحاجات هي وفريدة" هزت زين رأسها ( يعني انا وانت لوحدينا !!! ياختتتااااااي ارحموا انهياري يا ناس) قاطع فريد افكارها " يالا نطلع بقا ما دام النور جه" اجابت زين بسرعة " صح صح يالا نطلع " وهربت مسرعة الى الملحق وهي تفكر في تلك اللحظات وتلك اللمسات وتنهدت وانتزعها رنين الهاتف من هذيانها بفريد وكان المتحدث مارك. تحدثت معه بسرعة واتفقت على موعد عمل جديد وسألته اذا كان الموعد مع نفس المجموعة فأجابها ايجابا اقفلت الهاتف وهى تتوعد ( ماشى يا فريد الفرصة جتلى لحد عندى عشان انتقم منك ومن إللي بتعمله فيا واوريك ان بنات الناس مش لعبة يا بتاع مايا).



الرابع عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close