اخر الروايات

رواية زين الرجال كاملة بقلم مني السيد

رواية زين الرجال كاملة بقلم مني السيد



زين الرجال
الفصل الاول
فى هدوء الليل وظلمته مع صوت صفير الحشرات المخيف كانت "زين" تلهث بلا هوادة وتسابق حيوانات الليل وزواحفه المخيفة للعثور على مخبأ فى هذا الفراغ الشاسع , بين الحشائش الشائكة كانت تسلك طريقها وهى تتلفت متسائلة بعيون يملؤها الزعر هل لازال المجرمون يلاحقونها؟؟ الى ان لمحت الطريق السريع باضوائه التى تتراقص من بين دموعها المحبوسة فهى قد تعودت الا تبكى او هكذا أجبرت على الا تبكى ابدا فهى "زين" ابنة العم كامل الشامى الميكانيكي البسيط وها هى تتحسر على ايامه بعد ان كانت تتوق للخلاص من وجودها معه يوما ما ! الا ان الانسان لا يدرك قيمة النعم حتى يفقدها ويفتقدها !! مسحت دموعها المترقرقة بسرعه ونفضت عنها هذه الافكار فهى الان قاتل او مقتول وفى حالتها هذه لابد وان تكون المقتول. اسرعت خطواتها وهى تثبت باروكتها القصيرة حتى لا تقع من كثرة الجرى و تثنى جسدها الضئيل حتى لا يراها احد افراد عصابة الخولى وتسمرت قدماها حين سمعت احدهم يسأل: " مشوفتش حد عدى من ادامك هنا يا اأخ ؟؟ "ورد الاخر بصوت عميق يائس : "وهى دى حته حد يعدى فيها دنا مستنى اى كائن بقالى اكتر من ساعه متعرفش انت ميكانيكى هنا يا أخ؟؟ "اشاح الاخر بيده وتركه وذهب مسرعا وهو يسخر : "كان فيه وخلص "وصوت ضحكته الساخرة يرن ف الافق ......
كان فريد يزفر وينفخ ويحدث نفسه قائلا : "طب هاعمل ايه انا يعنى دلوقتى حتى شحن التيلفون ملاقاش وقت الطف من دا عشان يخلص فيه ". وضرب عجلة السيارة بقدمه وهو يكاد يجن وفجأه سمع احدهم يتنحنح بصوت غريب وراءه : "فيها ايه العربيه يا كابتن "التفت وراءه بغيظ: " يعنى هو انا لو كنت اعرف فيها ايه كان ايه اللى هيوقفنى هنا بذمتك" كان يتكلم وهو يلتفت ليرى من يحدثه فاذا به شاب ضئيل الحجم ذا شارب ولحيه يكاد بها الا يظهر وجهه النحيل تنحنح الشاب مرة اخرى :" طب بعد اذنك كده يا كابتن" نظر له فريد بتعالى وهو يردد باستغراب :" كابتن!! اتفضل شوف" نظر الشاب الى السيارة المفتوحة وكانه طبيب يعاين مريض كان فريد يتفحص فى هذا الشاب كان به شيئا غريبا ولكن لا يعرف ما هو اهو شكله الغائم قليلا مع ظلام الليل ام هيئته الغريبه بهذا القميص الكبير عليه نسبيا والبنطلون الواسع يكاد يغرق ف هذه الملابس ام هو صوته الغريب؟؟ قاطع افكاره تنحنح الشاب مرة اخرى وهو يقول "لا بسيطه خالص" اعتدل فريد ف وقفته وهو يشعر انه اساء الحكم على هذا الشاب :" يعنى تقدر تصلحها وهاديك اللى انت عاوزة" رد الشاب بلهفه :" طبعا اقدر اصلحها بس انا مش عاوز فلوس" عقد فريد حاجيبيه بتساؤل :" امال انت عاوز ايه" كان الشاب يتنحنح بصورة دائمة قبل كل جملة " هو انت رايح فين يا كابتن " -" بص بطل كابتن كابتن اللى انت عمال تقولها دى نرفزتنى وانا اصلا مش طايق نفسي ايه شايفنى ادامك بشورت وصفارة"
-" لا والله انا مقصدش كده اصل حضرتك شكلك ظابط كده وليك هيبه ف عشان كده بقولك يا كابتن" نظر فريد اليه بتفحص
-"ماشى ياحبيبى خلصنى وقول عاوز ايه بدل الفلوس" رر الشاب هو ينظر لللفري بريبة
-" ماهو انا بسالك حضرتك رايح فين "
- " ااااهخ بعد يا كابتن بقيت حضرتك ماشى يا سيدى انا رايح مارينا "
-" وانا هاجى معاك"
- "ايييييه يابنى حيلك حيلك هو انا واخد ابن اختى ؟؟"
- " لا يا بيه اصل انا بدور على شغل يعنى وكده واديك شايف انا جاى من حته مقطوعه مفيهاش سريخ ابن يومين"
قهقه فريد :" وصلنا لمرحلة يا بيه بدات اخاف منك يا واد انت"
-ياباشا متخافش والله انا كل اللى طالبة منك انك تاخدنى معاك ادور على اكل عيش ولو يعنى ملقتش يعنى ترجعنى معاك مطرح ما حضرتك راجع" كان الشاب يتكلم بسرعه وتلعثم
-رد فريد بضيق صدر" بص هى الليلة قفلت معايا اصلا انت تصلحها ومطرح مانت عاوز هاوديك اتفقنا كده؟؟"
-"اتفقنا يا باشا "
-ضحك فريد مرة اخرى وهو يري الشاب يرتدى قفازات طبية ويبدا العمل ف السيارة بمهارة وفريد يستند بظهره على جانب السيارة ويتمتم" على كده اخر الليلة هاتخلينى افندينا ولا صاحب السمو؟"
-زفرت زين وهى تنظر للعطل بين يديها وتحاول اصلاحة بسرعه نعم هى ذاتها زين ذات ال23 ربيعا بعيونها العسلية الممتزجة باللون الاخضر فلا احد يستطيع ان يحدد لون عينيها من ابداع الخالق في امتزاج وتدرج الالوان فى هاتين الدُرّتين. كان طوله وهيئته يربكانها فعليا فهو فارع الطول عريض المنكبين لم تتبين ملامحه لانها كانت تنظر للارض باستمرار فهى تخشى الوقوف هنا مدة اطول كان كل همها ان تقوم باصلاح السيارة قبل ان يعاود احد افراد جماعة الخولى الرجوع لاخذ ثأرهم منها.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close