اخر الروايات

رواية كأس من الالم الفصل السادس 6 بقلم وتين القطامين

رواية كأس من الالم الفصل السادس 6 بقلم وتين القطامين



فصل السادس
وصلت طائرتها بعد عدد قليل من الساعات حاولت خلالها النوم ولكن عبثا، تفكيرها المستمر منعها من ذلك لا تريد ان يتعلق بها احد لطالما فضّلت الوحدة كي لا يتعلق بها فلا يوجد صديقات لها ولا اصدقاء ولا احد بحياتها سوا علاقاتها بالعمل لكن جاد اقتحم هذه الوحدة بطريقة ما، لا تعلم لماذا سمحت له بذلك؟ هل لانها ارادت دفن الالم، ام لانها سئمت من العيش بمفردها، او ربما لأنها رأت في عينيه بريق الم عند وفاة امه وهو ذات البريق الذي كان فيه عيناها عند وفاة والداها فساعدته لأنها لم ترد ان يتألم احد مثلها مجددا، هي لا تريد رؤية نارة اخر باي احد ولا باي شكل لانها ترا انها ولدت فقط لتتجرع كأس من الالم حاولت حماية جميع من حولها من لمس ذلك الكأس بالاخص يوسف و ميرال على الرغم من انهما يتيمان ولكنها نجحت حرفيا بابعاد هذا الشعور عنهما تماما واصبحا ورأيا فيها الام و الاب بذات الوقت رغم القسوة و الجبروت الذي يظهر عليها بالعمل فهي حنونة بشكل كبير فحتى ذلك المدير المقصر رغم فشله بما اوكلته به الا انها لم تطرده وحتى لم تخصم من راتبه بدل الخطأ الذي حصل ليس تهاوناً منها بالعمل فهي نجحت سابقا بتحديد من قام بالاختلاس و غيّر بالحسابات ولكن عطفا منها على حاله فهي تعلم بانه المعيل الوحيد لعائلته، هذه نارة يوسف بقوة يوسف و صرامته وحنان و عطف ميرال جمعت الاثنين بداخلها فأصبحت شخصا قمة بالتناقض جعلت الجميع ينظر لها كعلامة استفهام كبيرة وصلت لنقطة واحدة بتفكيرها بانها يجب ان تبعد جاد قبل ان تكبر مشاعره ناحيتها اكثر فهي لا تفكر بدخول اي ارتباط مع احد و تريد البقاء بعيدة عن الجميع برايها الخاص ان ذلك افضل لهم ولكن بالحقيقة التي هي تنكرها هي خائفة من ان تحب احدهم و تتعلق به و يرحل هي تخشى ان يتعلق احد بها بشدة فيضحّي بحياته من اجلها تعلم انها اضعف من اي تجربة، فهي كذبت عندما قالت"بعد فترة اطول تصبح لا تشعر بالالم " لو كان كذلك اليست عشر سنوات كافية لتنسى المها والمضي قدما بحياتها على كلِّ تعلم ما عليها فعله نزلت من الطائرة بثقة عالية و ثبات فهي الان على وشك خوض الحرب التي استعدت لها طوال عشر سنوات حان الوقت لتعيد حقها وحق والديها

-السائق: تفضلي سيدتي من هنا
وصلت نارة للفندق الذي اقامت به مع والديها بزيارتها السابقة الى اسبانيا قبل ان يستقروا بها واصرت على طلب الجناح نفسه 203 المطلة على البحر فلطالما عشقت امها هذا المنظر فكان والدها يحرص دائما على استئجار الغرف المطلة على البحر، حتى ان قصرهم القديم ايضا كانت غرفة والديها تطل على البحر، وصلت للغرفة ووقفت امام بابها لثوانٍ
قال عامل الفندق: هل هناك مشكلة سيدتي ؟
نارة : كلا
دخلت الجناح بهدوء وهي تمعن النظر في كل زاوية منه على الرغم من تغير ديكور الفندق الا انها محتفظة بكل زاوية بهذا الجناح فقد كانوا يأتون الى هنا كل عطلة وكانت تحب ذلك جدا وكانت تصر على زيارة قصر الحمراء في كل مرة بعد ان قرأت قصيدة نزار قباني "في مدخل الحمراء " وبدأت ذاكرتها باسترجاع كل تلك الايام الجميلة و ابتسمت لها ولم تبكي هذا المرة بعد ساعة من تأمل الجناح دخلت الى الحمام و اخذت حماما سريعا و بدلت ملابسها وخرجت وتوجهت الى بهو الفندق كي تقابل ماريانا (ماريانا هي مساعدة نارة باسبانيا فقد افتتحت فرعا جديدا لشركتها باسبانيا وعينت ماريانا لمتابعة العمل هنا بغيابها )



السابع من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close