اخر الروايات

رواية المغرورة والقروي الخامس 5 بقلم سارة بركات

رواية المغرورة والقروي الخامس 5 بقلم سارة بركات


فصل الخامس

كانت بتبكي بشهقات عالية وهي بتشدد من حضنها ليه كإنها بتستمد الأمان منه .. لكن هو كان واقف في مكانه مبرّق ومصدوم بسبب الموقف إللي هو فيه ده .... أول مرة يبقى في موقف زي ده ... بس فاق من صدمته لما سمع صوت شهقاتها العالية وفي نفس الوقت بتشدد من حضنها ليه أكتر ... حاول يبعدها عنه معرفش بسبب إنها ماسكه فيه جامد .. قرر إنه يستنى لحد ماهي تهدى ومش قادر يتحكم في قلبه إللي بيدق بعنف بسببها .. بعد مرور فترة بسيطة .. نور بكائها هدي بس بتشهق شهقات خفيفة ويحيى واقف في مكانه زي ماهو .. نور أخدت نفس عميق وهي في حضنه ورفعت راسها، وعيونها جات في عيونه إللي بتبصلها بإحراج وحزن في نفس الوقت .. بِعدت عنه مسافة بسيطة ومسحت دموعها فبالتالي وشها إتبهدل أكتر بسبب الميك أب إللي كانت حطاه ... يحيى ضحك غصب عنه بسبب مظهرها، وهي بصتله بإستغراب بسبب ضحكته .. يحيى بدأ يهدى ..
يحيى بهدوء:"روحي إغسلي وشك وتعالى عشان نتكلم مع بعض."
نور بإستفسار وبصوت مبحوح:"ليه؟ ماله وشي؟"
يحيى بحمحمة:"روحي بس الحمام إغسلي وشك وتعاليلي."
نور:"بس أنا مش معايا ميك أب .. معملتش حسابي إني هاجي أصلا."
يحيى وهو معقد حواجبه:"مش عايزك تحطي الحاجات دي، أنا عايزك بس تغسلي وشك عشان نتكلم براحتنا."
هزت راسها بتعب وخرجت من الأوضة تحت عيون يحيى إللي قلبه بيدق لمجرد كلامهم مع بعض .. دخلت الحمام وراحت ناحية الحوض وفتحت الحنفية ولسه هتغسل وشها إتخضت من مظهرها في المراية ... الكحل والماسكرا كانوا سايحين على عيونها لحد خدودها ومظهرها كان مريب جدا .. كإنها عفريت .. غسلت وشها بسرعة من مظهرها المريب ده وبعد ماخلصت خرجت من الحمام ودخلت الأوضة .. يحيى رفع عيونه إللي جات في عيونها وإتفاجئ بشكلها إللي إتغير .. ملامحها باقت بريئة جدا ووشها بقا صافي .. مش دي إللي كانت بتعيط من شويه .. مش دي نور أصلا إللي عرفها الفترة إللي فاتت دي .. كل مرة بيكتشف فيها حاجة جديدة والحاجة دي بتعجبه فيها أكتر ...
يحيى بهدوء وإبتسامة هادئة:" يلا أقعدي."
قعدت قدامه وبصت قدامها بشرود لكن يحيى كان مركز في ملامحها كإنه لسه بيتعرف عليها .. ملامحها الجميلة إللي عجبته وشدته ليها أكتر ..
يحيى بشرود:"كل ده كان فين؟"
نور بصتله بإستفسار وهو إنتبه للي قاله وحمحم بإحراج ..
يحيي بهدوء وهو بيغير الموضوع:"مالك بقا؟ فيكي إيه؟"
نور فضلت بصاله ومردتش لكن الحزن كان واضح عليها، عيونها جات على قميصة إتنهدت بإرتياح إنه لونه أسود فبالتالي أثر الميك أب بتاعها مش هيبان فيه .. يحيى كان ملاحظ نظراتها لقميصه ..
يحيى بمرح وتفهم:"الحمدلله إنه أسود، وإلا ماكنتش هعرف أمشي بيه في الشارع."
نور فضلت تبصله بس مضحكتش .. إتنهد بضيق بسبب إنها مابتضحكش ومحتار مش عارف يخرجها من إللي هي فيه إزاي؟؟؟ ... مط شفايفه بتفكر وهو بيبصلها وبيفكر في حلول و إقتراحات عشان يفرحها لحد ما جه على باله حاجة .. بص في الساعة بتاعة الموبايل وإتنهد تنهيدة بسيطة إنهم بعد العصر يعني لسه بدري ..
يحيى وهو بيقوم من مكانه:"يلا بينا."
نور بصتله بإستفسار ..
يحيي:"مش وقته أسئلة ... تعالي معايا."
قامت من مكانها ومشيت وراه لحد ماخرجوا من السنتر ... يحيى وقف في الشارع بيدور على حاجة يركبوها بس ملقاش ..
يحيى:"تعالى هنركب مترو."
نور بصوت مبحوح:"تعالى نركب عربيتي."
يحيى وهو معقد حواجبه:"لا، يلا."
مشيت جنبه بإستسلام لمسافة بسيطة وبعدها نزلوا سلالم ويحيى إشترى التذاكر ووقفوا تحت مستنين المترو ...
يحيى:"بصي هركبك عربية السيدات وأنا هركب عربية الرجالة، تمام؟؟ وهننزل بعد 4 محطات من هنا ماشي؟"
بصتله بعدم فهم وفي نفس الوقت بتبصلة رجاء إنه مايسيبهاش لوحدها ...
يحيى بتفهم وهو بيبص في عيونها:"حاضر مش هسيبك."
إبتسمت إبتسامة خفيفة خطفت قلبه وحاول يتحكم في توتره لحد ما المترو جه .. دخلوا المترو في عربية الرجال ويحيى كان بيبص حواليه عشان ماحدش يبصلها لكن للأسف الكل كان بيبصلها ده غير إن المترو كان زحمة كالعادة .. إنتبه لمكان بيفضى عند الباب المقفول دايمًا في المترو .. شاورلها على المكان وهي هزت راسها وراحت ناحيته وهو مشي وراها .. وقفت عند الباب وهو وقف قدامها ..
يحيى:"إسندي بظهرك على الباب عشان ماتقعيش."
ولسه كانت هتسند المترو إتحرك كانت هتقع بس يحيى مسكها بسرعة من دراعها عشان يسندها ...
يحيى:"يلا إسندي."
وقفت بإنضباط وسندت على الباب وهو كان واقف قدامها وفي نفس الوقت ماسك في الماسورة إللي فوقه عشان يقف كويس .. عيونه على حد بيبصلها، عقد حواجبه بغضب وبإيده التانية مسك في الماسورة إللي جنبه عشان يداريها عن عيون إللي بيبصولها ومنتبهش إنه كده قرب منها وحبسها ... عيونه جات في عيونها وهي بتبصله ..
يحيى وهو بينفخ بضيق:"كان مالها عربيتك يعني؟؟ أنا أستاهل ضرب الجزمة أصلا."
ضحكت ضحكة خفيفة بس الضحكة إختفت لما سمعته ..
يحيى بضيق:"ماتضحكيش عير لما ننزل، أنا مش ناقص."
حاولت تكتم ضحكتها وفي نفس الوقت بتبص في عيونه .. الزحمة كانت بتزيد في عربية المترو في كل محطة لحد ما يحيى ونور إختفوا عن الأنظار ... يحيى كان بيبص في عيونها إللي بتبصله في نفس الوقت .. كان بيسأل نفسه أسألة كتير بخصوصها والأسئلة دي محتاج إنه يسألهالها بس لما يخلص المشوار ده الأول ... أما هي كانت بتبصله بمشاعر كتير جواها هي حاسه بيها ناحيته وإنها حابه دايما وجودها معاه .. لما خرجت من البيت كانت خرجت عشان تغير جو .. تتنفس شويه .. لكنها إتفاجئت لما عيطت ولقت نفسها بتروح ليحيى علطول من غير تفكير ... إبتسمت إبتسامة خفيفة خطفت قلب يحيى وسندت براسها على صدرة نظرا لإنه قريب منها جدا بسبب الزحمة إللي زادت.. أما هو كان مبرّق بصدمة بسبب تصرفها ده وبلع ريقه بتوتر وإتكلم بصوت مبحوح من الإحراج والتوتر ..
يحيى:"نور."
رفعت راسها وبصتله بإستفسار .. يحيى كان متوتر ومش عارف يقولها إيه؟؟ .. هي تفهمت هو يقصد إيه وبالفعل بعدت راسها عنه وبصت قدامها بشرود .. إتنهد بإرتياح لما بعدت راسها عنه وفضل يبصلها وهي باصه قدامها بشرود ... بعد مرور فترة بسيطة .. خرجوا من محطة المترو ومشيوا مسافات بسيطة لحد ما يحيى وقف .. نور إستغربت إنه وقف بيبص قدامه بإبتسامة ... بصت للمكان إللي هو بيبصله لقت مدينة ملاهي صغيرة ... عيونها جات في عيون يحيى إللي بيبصلها بحماس ..
يحيى:"يلا."
نور بإستفسار وهي معقدة حواجبها:"إنت جايبني هنا ليه؟"
يحيى:"مش عايز أسئلة ... يلا ندخل."
دخل وهي دخلت وراه، يحيى دفع التذاكر وبصلها وإبتسملها ..
يحيى وهو بيبص في عيونها:"يلا بينا."
تاهت في عيونه وإبتسامته ليها ومشيت وراه بتوهان كإنه بيحذبها بمغناطيس هي مش فاهمة جه إمتى ... يحيى وقف قدام لعبة إسمها *الساقية* ...
يحيى:"يلا نركب."
نور حست برهبة بسبب إنها عالية جدا ..
يحيى وهو ملاحظ خوفها:"أنا معاكي، ماتقلقيش ... يلا."
ركبوا واللعبة بدأت .. نور كانت كل ما بتخاف بسبب الإرتفاع بتلزق في يحيى بسبب خوفها .. لكن يحيى بيضحك عليها وعلى خوفها ...
نور بصراخ:"إنت بتضحك على إيه؟"
يحيى:"إنتي بتصرخي ليه؟"
كانت لسه هتتكلم الساقية بدأت تنزل وحست إن قلبها هيقع وصرخت بصوت عالي، ويحيى كان بيضحك عليها بس بلع ريقه بتوتر لما مسكت إيده جامد ودخلت في حضنه وهي مغمضة عيونها .. فضلوا على الحال ده لحد ما اللعبة وقفت والكل بدأ ينزل منها لحد ما عربيتهم كان عليها الدور إنهم ينزلوا منها ..
؟؟ بحمحمة:"يا أستاذ."
يحيى فاق وإنتبه وبعد عن نور بسرعة أما هي فتحت عيونها لقت إنهم خلاص بقوا على الأرض والكل بيبصلهم ..
يحيى:"يلا ننزل."
نور نزلت وراه وهو كان محرج بسبب إللي حصل ده ... إنتبه للعبة تانية إبتسم وشاور عليها لنور ..
يحيى:"تعالي نركب دي."
بصتلها لقتها حاجة عادية مش هتخاف منها وبالفعل ركبتها معاه .. عدا الوقت وهو بيركب معاها ألعاب كتير أغلبها مخوفتش نور وفرحت شويه وهي معاه ... لكن يحيى كان متضايق بسبب إن لسه الحزن واضح في عيونها .. بعد مرور وقت طويل ...
يحيى بإرهاق:"أنا تعبت وجبت أخري خلاص."
نور بإبتسامة:"أنا إنبسطت على فكرة."
يحيى بتنهيدة وهو بيبص في عيونها:"مش من قلبك على فكرة."
نور إبتسمت إبتسامة خفيفة وبصت قدامها .. وهو نفخ بضيق بسبب حالتها دي، ومش عارف يعمل إيه تاني؟؟؟ ..
نور بشرود:"ممكن نروح المقطم؟"
يحيى بصلها بإستغراب وإستفسار ...
نور وهي بتبصله:"عايزة أروح عند جبل المقطم ... محتاجة أقعد هناك شويه، خدني على هناك."
يحيى بإستغراب:"هو في حد بيقعد هناك؟؟؟ دي منطقة مقطوعة!!!"
نور بإستغراب:"منطقة مقطوعة إزاي؟ أنا بقعد فيها هناك علطول، ده حتى في كافيها فوق الجبل."
يحيى بحيرة:"بس إللي أعرفه من زمايلي إن المكان ده بيحصل فيه حاجات وحشه."
نور بإبتسامة من برائته وهي بتبص قدامها:"كل مكان فيه الحلو والوحش .. وأنا ماليش دعوة بالوحش يا يحيى .. أنا بروح بغير جو هناك."
يحيى بحيرة:"طب المقطم دي نروحلها إزاي؟"
نور بتنهيدة وهي بتبص على المنطقة:"بسيطة هنروح للسيدة عائشة ومن هناك هنروح للمقطم، تقريبا بالكتير أوي فرق نص ساعة من هنا لهناك."
يحيى بص لساعته لقاها لسه 6 ...
يحيى بتنهيدة:"ماشي يلا بينا."
وبالفعل ركبوا على حسب المواصفات بتاعة نور لحد ما وصلوا للمكان المقصود .. يحيى بص للشوارع الضلمة في المنطقة ..
يحيى:"نور .. الشوارع ضلمة هنا."
نور بإبتسامة:"مالناس دعوة خلينا ماشيين."
فضلوا هما الإتنين ماشيين مسافة شارع صغير لحد ما وصلوا لمكان عالي جدا وسط الجبال .. نور دخلت المكان ووقفت في آخره ويحيى دخل وراها ... المنظر كان جميل جدا بالنسباله ...يعتبر شايف مصر من فوق الجبل، الدنيا كانت ضلمه لكن أنوار الشوارع من تحت كانت عاملة منظر جميل جدا ... غمضت عيونها لما الهواء بدأ يطير شعرها الأسود بتحاول تحس بالحياة وهي فوق الجبل وبتتنفس بهدوء .. يحيى كان بيبصلها وهي مغمضة عيونها .. فضل لفترة بسيطة يبصلها لكنه فاق لما لقى دموعها بتنزل وبدأت تتكلم ...
نور:"أنا ماليش حد ... من صغري وأنا وحيدة ... أعتبر عايشة في أوضتي ... وعشان أنسى إني وحيدة كنت بخرج كتير وبصاحب أي حد يليق بيا وبمكانتي في المجتمع ... كنت بخلي حواليا عدد كبير عشان ما أحسش بالوحدة .. بس برده كنت وحيدة ... بابي كان دايما مشغول في الشركة وإجتماعاته .. ومامي كانت دايما مع صاحباتها في النادي .... وفي وسط كل العك ده نسيوني أنا ... بنت صغيرة بتدور على حنان الأب والأم بس مش لاقياه .. بيجيلها كل حاجة بدون ماتطلب ... أنا بس كل إللي أنا كنت عايزاه هو حضنهم هما الإتنين ... كنت محتاجاهم معايا في كل لحظة وفي كل خطوة نجاح .. كنت محتاجة أسمع منهم كلمة *مالك؟* ... كنت محتاجة أسمع كلمة *أنا آسف* .. كبرت وإتعودت على كل ده ... إتعودت إن مافيش حاجة إسمها آسف ولا حتى شكرًا ... إتعودت إن كل حاجة عيني بتيجي عليها بتكون من حقي ... إتعودت إني آخد كل حاجة بسهولة .. *لفت وبصت في عيونه* .... فاكر إنت الشاب إللي أنا كنت واقفة معاه النهاردة ده .. يبقى أقرب حد ليا *يحيى بصلها بصدمة* ... أنا وهو أصحاب من وإحنا صغيرين ... نعرف كل حاجة عن بعض ... *غمضت عيونها وبعدها فتحتهم* ... أنا وجاسر كنا دايما بنسهر بره .. أنا وهو كان بينا حاجات مشتركة .. هو إننا بنهرب من حياتنا ... هو مامته سابته من صغره مع باباه إللي أغلب وقته بره مصر .. وأنا بابايا ومامتي معايا في بيت واحد بس ولا كإني عايشة معاهم .. كنت مهمشة دايمًا ... ماكنتش بتعاقب على الغلط ولا حتى كنت بتكافئ على الصح لدرجة إني مابقتش عارفة إيه الفرق بين الغلط والصح وشايفاهم كلهم واحد ... بس .... *بصت في الأرض وبعدها بصت في عيونه تاني* ... لما قابلتك إنت كل حاجة إتغيرت ... بقيت شايفة الحياة بمنظور تاني .. على الأقل بطلت أبص للناس إللي حواليا بقرف ... *ضحكت ضحكة خفيفة* ... بطلت أرفع مناخيري في السماء زي ما كله بيقول، وبعدت عن شلتي إللي هما مجرد منظرة وخلاص ... ده طبعا عشان عرفتك إنت ... و... و ...*دمعة نزلت من عيونها وهي بتبص في عيونه* ... وبقيت شايفاك الأمان بتاعي .. و ..و.. إنت بقيت حد أساسي في يومي .. و .. بقيت خايفة أخسرك لإن أنا واثقة إن حياتي بعدك مش هتكون حياة، لإني من بعد ماقابلتك مابقتش وحيدة."
مسحت دموعها بسرعة ولفت ورجعت بصت قدامها .. لكن يحيى كان واقف في مكانه مذهول من كلامها .. مشتت بيفكر كتير في كل كلمة هي قالتها ... كل كلمة هي كانت بتقولها بتوجهله رسالة فيهم إنه يفضل معاها ويكون جنبها ومايسبهاش أبدا ... ماتعرفش الغلط من الصح؟؟ طبيعي ده يحصل لإن أهلها بعيد عنها .. طب هو؟؟؟ هيفضل معاها بعد كلامها ده؟؟؟ بس هي طيبة أوي وهو بيرتاحلها ودايما شايفها محتاجاه، لا مش هيسيبها هي محتاجاه ... يحيى فاق من تفكيره على صوتها ...
نور بشرود لما لاحظت سكوته:"لو مش حابب تكون معايا بعد إللي عرفته عني إمشي قبل ما أتعلق بيك أكتر من كده، إبعد عني ... ماتفكرش كتير."
ندمت إنها ورته ضعفها وحاولت تكتم دموعها ... بس إبتسمت لما سمعته ..
يحيى بصدق وهو بيبصلها:"أنا عمري ماهسيبك .. انا هفضل جنبك وهساعدك يا نور، أنا هخليكي تتغيري للأحسن."
إتنهدت بإرتياح وبصتله ..
نور بإبتسامة وشجاعة:"طب في حاجة أنا عايزة أقولهالك بخصوص جاسر إللي كان صاحبي، أنا وهو كنا بنتكلم عن............"
يحيى بهدوء مصطنع وغيرة حاول يخبيها:"نور ... أنا مش عايز أعرف أي حاجة عن إللي فات .. إللي يهمني إللي هو إنتي بقيتي إيه دلوقتي."
نور بإصرار:"أيوه، أنا محتاجة بقا أقولك عن إللى أنا وهو كنا ناويين عليه، إن أنا........."
يحيى بضيق وغيرة شديدة:"قولتلك خلاص، مش عايز أعرف .... ماتجبيش سيرته تاني قدامي."
نور:"بس يايحيى دي حاجة مهمة لازم تعرفها عشان تبقى عارف عني كل حاجة، عشان كل حاجة تبقى واضحة بالنسبالك."
يحيى:"أنا خلاص مش عايز أعرف حاجة، بس الحاجة الوحيدة إللي عايز أسألك فيها ... *إتكلم بإحراج وصعوبة* ... إنتي حبتيه؟"
نور عقدت حواجبها بعدم فهم وهي بتبصله ...
يحيى بذهول من سكوتها:"هو إنتي بتحبيه؟"
نور برفض:"لا طبعا، أنا وجاسر أصحاب من صغرنا وعمرنا ماجه في بالنا حاجة زي دي أبدًا."
يحيى بإرتياح:"تمام ... المهم كنت عايز أقولك حاجة."
نور بإستفسار:"إيه هي؟"
يحيى بإحراج وهو بيبص قدامه:"الميك أب بيخلي شكلك وحش جدا."
نور عقدت حواجبها وهي بتبصله ..
يحيى بغيرة وهو بيبصلها:"مش عايزك تحطي الحاجات دي تاني، بتلفت الإنتباه مش أكتر."
نور كانت لسه هتتكلم ..
يحيى بحمحمة وإحراج:"أنا بنصحك يعني، وبقولك إيه الصح من الغلط ودي أول خطوة."
نور ضحكت ضحكة خفيفة وهزت راسها وبصت قدامها ...
يحيى بتنهيد وهو بيبص في الوقت:"بقينا بليل .. مش يلا نروح؟ أنا ورايا طبيخ ومذاكرة."
نور بإبتسامة:"أوك."
مشيوا هما الإتنين جنب بعض وبيبصوا للسماء الصافية وهما ماشيين ...
نور بشرود:"ليه؟"
يحيى بصلها بإستفسار ...
نور بإستفسار وهي بتبصله:"ليه هتساعدني؟"
يحيى بإبتسامة:"عشان شوفت فيكي ياسمين أختي لما بتغلط وبتعرفني إنها غلطت ... فبتكلم معاها بالراحة ومابسيبهاش وبعلمها الصح من الغلط .. وإنتي .. *حمحم بإحراج* ... غالية عندي فبالتالي محتاج أساعدك."
نور وقفت في مكانها وبصتله..
نور بتأكيد:"يعني إنت مش هتسيبني؟؟"
يحيى وهو بيبص في عيونها:"لا."
بِعِد عيونه عنها وكمل مشي وهي كمان مشيت جنبه ... بمرور الوقت ... وقفوا هما الإتنين قدام السنتر ويحيى بص لنور ..
يحيى:"خدي بالك من نفسك ولما تروحي تكلميني."
نور بإبتسامة:"حاضر."
مشيت تحت عيون يحيى وركبت عربيتها وإتحركت بيها بس وقفت عنده وبصتله ..
نور بإستفسار:"إنت ليه مش بتحب تركب معايا عربيتي؟"
يحيى بإرتباك:"عادي."
نور:"طب ممكن أوصلك طيب؟"
يحيى:"لا، روحي إنتي دلوقتي وطمنيني عليكي لما تروحي."
نور برجاء:"بليز يا يحيى .. هتتأخر كده والوقت إتأخر يلا عشان أوصلك."
يحيى إتوتر وبصلها وبص للوقت تاني لقى فعلا إن الوقت إتأخر .. إتنهد تنهيدة بسيطة وركب جنبها في العربية وهي إبتسمت وبدأت تتحرك ... نور شغلت الراديو في عربيتها وبدأت تسوق في هدوء وهي بتسمع الأغاني إللي شغاله ... لكن يحيى كان بيبص قدامه بشرود بيفكر فيها وفي حالته .. بيحاول يفسر سبب وقوفه جنبها .. أصله مستحيل يعمل كده مع أي واحدة عادي ... الموضوع بيكون صعب بالنسباله لكن مع نور الوضع مختلف ... عيونه جات عليها وهي بتسوق وفي الوقت ده وصل لمسامعه كلمات الأغنية ...
انا بين ايديك، حلم ولا حقيقه وانت قصاد عنيه
احساسى بيك ازاى معاك وصلت انا للدرجه ديا
إنت الوحيد اللى أنا أضحى بعمرى وحياتى وسنينى وذكريات
وأتمنى أعيش معاه كل الحياه ...
في نفس اللحظة دي نور عيونها جات في عيون يحيى إللي سرحان فيها .. بس فاق لما إنتبه إنها بتبصله .. إبتسمتله إبتسامة خفيفة ورجعت ركزت في السواقة ... بعد مرور فترة بسيطة ... وقفت قدام البيت إللي فيه سكن يحيى .. نزل بهدوء من عربيتها وبصلها ..
يحيى بإبتسامة:"شكرا على التوصيلة دي."
نور بإبتسامة:"مافيش بينا شكرا."
يحيى بتنهيدة:"تمام، لما تروحي كلميني."
نور:"أوك."
إتحركت بعربيتها وهو فضل متابعها لحد ماخرجت من المنطقة .. طلع البيت وفتح باب الشقة وهو سرحان فيها ... دخل الشقة وإتفاجئ بزمايله بيحطوا الأكل على الترابيزة...
زيد:"حماتك بتحبك، يلا تعالى كل."
يحيى بإستفسار:"إنتوا أكلتوا متأخر كده ليه؟"
زيد:"فضلنا مستنيينك يا عم لقيناك إتأخرت قولت على ما أخلص طبيخ تكون جيت .. بقولك إيه بقا أنا عامل حتة مكرونة وبانية هتاكل صوابعك وراهم."
يحيى بضحكة خفيفة:"تسلم إيدك."
زيد:"الله يسلمك، يلا بسرعة إغسل إيدك عشان الواد فريد وشهاب هيخلصوا الأكل قبل مايتحط على الترابيزة."
يحيى:"حاضر."
راح الحمام عشان يغسل إيده وبعدها راح قعد معاهم وبدأ ياكل وهو سرحان في نور و في اليوم كله .. وكل ده تحت عيون زيد إللي بيبصله وهو بياكل ... بعد مرور فترة بسيطة ... يحيى كان قاعد على سريره وماسك كتاب بيبص فيه، بس للأسف مش مركز لإنه بيفكر في نور ... إنتبه لما لقى موبايله بيرن رد بسرعة لما لقاها نور ...
يحيى بقلق:"إنتي إتأخرتي كده ليه؟"
نور بتنهيدة:"الشوارع كانت زحمة جدا، أنا لسه داخله الفيلا حالا."
يحيى:"حمدالله على السلامة، جهزي نفسك يلا عشان تذاكري مادة بكرة."
نور:"ماتقلقش مذاكراها."
يحيى:"هتذاكري تاني."
نور:"حاضر."
يحيى إبتسامة:"يلا سلام."
*نوفيلا المغرورة والقروي .. بقلم سارة بركات*
نور بإبتسامة:"سلام."
قفل المكالمة وبص للكتاب تاني ومحتار ومتوتر بسبب إنه مش فاهم إيه إللي بيحصله لما بتكون معاه ... إنتبه للباب إللي بيخبط .. زيد دخل وإبتسم ..
زيد:"ممكن أتكلم معاك شويه؟"
يحيى بإبتسامة:"أكيد."
زيد قعد قدامه ويحيى بصله بإستفسار ... بس مكنش متوقع السؤال ده ...
زيد بإستفسار:"هو إنت بتحبها؟"
يحيى بعدم إستيعاب وإستفسار ..
زيد بتوضيح:"نور ... إنت بتحب نور؟"
يحيى:"ليه بتسأل السؤال ده؟"
زيد:"عشان إنت دايما سرحان ... بتفكر كتير ... حاسس إنك تايه مش عارف إيه إللي هييجي بعد كده، حاسس إن كل خططك إتقلبت فوقاني تحتاني وفي حد جه زيادة أو حاجة جدت وعلى أساسها دنيتك وحياتك واقفة."
يحيى بعدم إستيعاب وهو بيبصله:"أيوه، ده إللي أنا حاسس بيه، إنت عرفت منين؟"
زيد:"عشان ده نفس الإحساس إللي حسيته لما حبيت ندى."
يحيى إبتسم بإحراج وبص في الأرض ...
زيد:"مردتش على سؤالي."
يحيى بصله بإستفسار ...
زيد:"أنا عايز أسمع الإجابة منك إنت ... يمكن تكون واهم نفسك بيها."
يحيى:"لا مش واهم نفسي اكيد .. أنا فعلا حاسس بحاجات كتير ناحية نور."
زيد بإستفسار:"مش انا سبق و حذرتك منها يا يحيى؟"
يحيى بتلقائية:"نور مش زي مانت متوقع ... هي بس ملقتش أهلها معاها من صغرها .. فأنا قررت أساعدها وأقف جنبها وأبقى سند ليها."
زيد بضحكة خفيفة:"وإيه كمان؟"
يحيى وهو معقد حواجبه:"مش لازم نحكم على الناس من اللبس والمظاهر .. ماحدش يعرف الجوهر عامل إزاي؟؟؟ ... وإحنا بإيدينا نغير إللي حوالينا .. والأهم من ده كله يبقوا عارفين إنهم محتاجين يتغيروا ... * إتكلم بدفاع وتلقائية* ... أنا حبيت نور عشان كده، لإنها مع الأيام كانت بتتغير وهي معايا."
يحيى إستوعب إنه قال *حبيتها* .. وبص لزيد إللي رفعله حاجبه ..
يحيى بتوتر:"عموما أنا بحبها إرتحت."
زيد بإستفسار:"وإنت ناوي على إيه؟"
يحيى بتوهان:"معرفش، معرفش أي حاجة، حاسس دايما إني عايز أفضل معاها العمر كله عشان ما أخليهاش تعيط ولا تزعل حتى، حاسس إني لازم أكون موجود في أي مواقف تخصها ... محتاج أساعدها وأقومها وأوجهها .. محتاج أشوفها بتضحك علطول ... محتاج أخليها معايا العمر كله."
بص لزيد بعدم إستيعاب من الإستنتاج إللي هو وصله ...
زيد بإبتسامة:"يعني؟"
يحيى بعدم إستيعاب:"أتجوزها!"
يحيى قام من على سريره وفضل رايح جاي في الأوضة ...
يحيى بحيرة وتوهان وعدم فهم:"طبعا ده إللي كنت بفكر فيه ومش مركز فيه أوي ... أيوه أتجوزها ... كنت محتار في مسئولياتي بسبب إن مسئوليتها زادت عليا ... بالظبط ... كنت محتار في الأولويات الفترة إللي فاتت دي ... إللي هو هعيش إزاي مادام هي دخلت حياتي؟؟ وعلى أساسها كنت برتب أولوياتي ... *بص لزيد بعدم إستيعاب* ..... أيوه بحبها وهتجوزها عشان أنا عايز كده، ومرتب على ده من البداية .. عايزها تبقى حلالي."
زيد بسخرية:"كان غيرك أشطر .. هتتقدملها إزاي وإنت لسه طالب؟؟ إنت مش شايف مستواها المادي عامل إزاي؟؟؟"
يحيى وهو معقد حواجبه بتفكير:"أكيد في حل .. كل حاجة وليها حل وبعدين أنا مايهمنيش مستواها المادي ... أنا وهي هنعيش مع بعض في بيت صغير هنبنيه أنا وهي طوبة فوق طوبة ... هنأسس حياتنا أنا وهي سوا بعيدا عن مستواها المادي تماما."
زيد بإستفسار:"ومين ده بقا إللي هيوافق يجوز بنته لواحد أقل من مستواهم المادي؟"
يحيى بضيق:"بطل تقفلها في وشي."
زيد بجدية:"أنا بقولك الحقيقة ... مين إللي هيقبل إن بنته تتجوز في شقة صغيرة مع واحد لسه بيبدأ حياته؟؟؟؟؟"
يحيى بطيبة زائدة:"لا أنا مش ببدأ حياتي ... أنا هبيع البيت إللي حيلتنا وهشتري حتة أرض كبيرة وأبنيلها عليها فيلا زي إللي هي عايشه فيها ويمكن أحسن كمان."
زيد:"ماحدش بيقبل إن بنته تعيش في أرياف .. وخد بالك العيشة عندكم صعبة بالنسبة لبتوع المدينة، ده غير إن سنها أصلا صغير دي عندها 19 سنة!!"
يحيى بإصرار:"يبقى هبيع الأرض وهشتريلها شقة كبيرة وواسعة هنا وأخد أمي وأختى ونستقر كلنا هنا ونبقى مع بعض، هيحبوها وهيشيلوها فوق راسهم أنا عارفهم كويس، وهي كمان هتحبهم أوي وهتعتبرهم أهلها، وبالنسبة للسن عادي مافيش مشكلة عندنا في البلد البنت بتتجوز عادي أول أما بتم ال 14 و ال 15 سنة، وبعدين هي هتكمل تعليمها في بيتي عمري ماهحرمها منه أنا عايزلها كل خير ... *زيد كان لسه هيتكلم يحيى قاطعه*.... ولو أبوها طلب شبكة غالية أنا مستعد أدفع إللي يطلبه في سبيل إنها تبقى سعيدة."
زيد هز راسه بيأس ...
يحيى بتعب من المناهدة:"زيد الله يكرمك، ماتقفلش أي حاجة في وشي .. ده ربنا سبحانه وتعالى قال (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) يعني متقفلهاش في وشي طالما أنا متوكل على الله لإنه هيكرمني آخر كرم، دي خلاص الإنسانة إللي أنا إخترتها."
زيد بإستسلام:"صدق الله العظيم."
قام من على السرير وبص ليحيى إللي بيبصله في المقابل ...
زيد:"ربنا يقدملك كل إللي فيه الخير يا يحيى، المهم دلوقتي إنك تذاكر وتخلص السنة دي على خير وتشتغل وبعدها تروح تتقدملها."
يحيى:"إن شاء الله."
زيد خرج من الأوضة ويحيى إتنهد بصعوبة كإنه كان فاقد النفس مش مصدق الكلام إللي هو قاله ده ومش مستوعب هو إزاي ده كله خرج منه .. إزاي واثق كده إنها هتبقى ليه؟؟ ... طب هو حبها إمتى؟؟؟؟ ... مش فاهم أي حاجة ...
يحيى بتوهان:"توكلت عليك يا رب."
راح قعد على سريره وكمل مذاكرته ...
................................
في اليوم التالي:
يحيى كان واقف قدام الكلية مستني نور كان واضح عليه الإرهاق وإنه منامش كويس بسبب المذاكرة والتفكير الكتير ... بس إنتبه لما لقى نور بتركن عربيتها وبعدها نزلت منها .. قرب منها بإبتسامة مرهقة ..
يحيى:"صباح الخير."
نور بإبتسامة كبيرة:"صباح النور."
يحيى:"مذاكرة كويس؟"
نور بحماس:"جدا."
يحيى بإبتسامة:"برافو عليكي."
نور إبتسامتها إختفت لما لاحظت إرهاقه ..
نور بإستفسار:"مالك؟"
يحيى:"لا مافيش، أنا بس مانمتش كويس."
نور بإستفسار:"يعني مافيش حاجة تانية؟"
يحيى:"أيوه ماتقلقيش ... *غير الموضوع* ... عايزك تجاوبي كويس ... أي نعم هو ميد ترم بس هيساعدك برده في الدرجات في الآخر."
نور:"أوك."
يحيى فضل يبص في عيونها بهدوء وبيحاول يفتح عيونه لإنها بتتقفل ...
نور:"يحيى."
يحيى:"نعم؟"
نور:"إنت بتنام."
يحيى حاول يفوق وبصلها بإنتباه ...
نور بقلق:"إنت متأكد إنك كويس؟؟؟"
يحيى بإبتسامة ونعاس:"الحمدلله، أنا هلحق نفسي قبل ما أقع منك وهروح على المدرج بتاعي علطول، لو خلصتي قبلي إسبقيني على السنتر عشان أشرحلك الحاجات إللي إنتي مش فاهماها في مادة بكرة."
نور بإستفسار:"ولو إنت خلصت قبلي؟"
يحيى بإبتسامة وهو بيبص في عيونها:"هستناكي."
نور بإبتسامة:"يبقى خلاص أنا كمان هستناك."
يحيى بخجل وهو بيعدل نظارته:"تمام."
إبتسمت إبتسامة جميلة وهو مشي خطوات بسيطة بس وقف ورجعلها تاني ...
يحيى وهو معقد حواجبه بغيرة:"ماتتكلميش مع زمايلك الشباب خالص."
نور بصتله بإستغراب ..
يحيى:"مفهوم؟"
نور بإستغراب أكبر:"أوك ماشي."
إبتسم وهي إبتسمتله وهو راح للمدرج بتاعه وهي كمان قررت تدخل المدرج بتاعها ... بعد مرور فترة ... يحيى كان واقف مستني نور تخرج وبالفعل إبتسم لما لقاها بتخرج من القاعة وبتقرب ناحيته بإبتسامة كبيرة لحد ما وقفت قدامه ...
يحيى:"من غير ما أسأل، الجواب باين من عنوانه."
نور بفرحة:"الإمتحان كل حلو أوي يا يحيى، كل إللي إنت أكدتلي عليه في المادة دي جه منه النقاط الرئيسية."
يحيى بإبتسامة:"برافو عليكي."
نور بإستفسار:"وإنت بقا عملت إيه؟"
يحيى بتنهيدة:"الحمدلله."
نور بإستفسار:"أيوه يعني إيه؟"
يحيى:"الحمدلله، حليت يعني .. مش يلا بقا عشان ألحق أشرحلك شويه قبل ما سنة أولى كلهم ييجوا عشان ميعاد المراجعة بتاعتهم بعدك."
نور بإبتسامة:"طب إيه رأيك لو تراجعلي وأحضر معاهم برده في المراجعة .. أنا مبسوطة أوي وحابه أقضي اليوم كله معاك."
يحيى بإبتسامة:"ماشي، يلا بينا."
كان لسه هيمشي لقاها راحت ناحية عربيتها وكان ناسي تماما إنها معاها عربيتها .. شاورتله إنه يركب معاها وبالفعل ركب وقعد جنبها وإتحركوا للسنتر .. لما وصلوا للسنتر بدأ يشرحلها كل الحاجات إللي هي مش فاهماها وبيحاول في نفس الوقت يتحكم في نعاسه أما هي كانت بتبصله بعيون بتلمع لوجوده معاها دايما .. إنتبهت لما يحيى تثائب وهي كمان غصب عنها عملت زيه ...
يحيى بنعاس وهو بيدعك جفون عيونه من تحت النظارة:"أنا آسف."
نور:"لو مش هتقدر تكمل مافيش مشكلة هحضر مع سنة أولى خلاص، ريح شويه."
وبالفعل قرر إنه يستريح شويه، قلع نظارته وحطها في شنطته و سند براسه على الديسك بس وشه في إتجاه نور ... كان بيبصلها بنعاس ده غير إن الرؤية كانت مشوشة بنسبة بسيطة بالنسباله وده لإنها مش بعيد عنه لا دي قريبة فقادر يشوف ملامحها، فضل كده لفترة بسيطة لحد ما راح في النوم وهي قدامه ... إبتسمت إبتسامة جميلة وهي بتتفرج عليه وهو نايم ... شعره إللي لونه أسود بالنسبالها بس لما بيكون في الشمس بيكون لونه بني غامق ... بشرته القمحية إللي بتجذبها ليه دايما ... ملامحه الخشنة إللي بتبقى أجمل لما بيبتسم ... ده غير طابع الحسن إللي في دقنه ... فضلت تتأمله لوقت هي ماقدرتش تحسبه لحد ما إنتبهت إن في حد بيخبط على الأوضة .. يحيى فتح عيونه العسلي بسرعة لقى نور بتبصله ... إرتبك ومد إيده لشنطته وأخد نظارته ولبسها ... وقام من مكانه ...
يحيى بحمحمة وجدية:"إدخل."
الطلاب دخلوا الأوضة ونور فضلت في مكانها بتبصله وملامح الجدية موجودة في ملامحه ... كإنه بقا شخصية تانية تمامًا غير إللي هي تعرفها .. إبتسمت إبتسامة خفيفة وهي بتتابعه وبتشوفه وهو بيبص لكل الطلبة وبعدها إدالهم ظهره وبدأ يكتب حاجة على السبورة ... إنتبهت إنه بيدعك جفون عيونه وهو مديلهم ظهره .. إتنهدت بحزن لإنه محتاج يرتاح من كل ده لساعات بسيطة ... يحيى بدأ يشرح والكل منتبهله بتركيز كإنهم بيشربوا المعلومة ... كانت مبتسمة وهي ملاحظة إنتباه الكل ليه وحست قد إيه هي فخورة بيه .. عيونه جات في عيونها وشاف نظرة الفخر إللي بتبصله بيها .. إبتسم إبتسامة خفيفة وكمل شرح ..... بعد مرور وقت قصير ... الطلبة كانوا بيخرجوا من الأوضة ويحيى كان بيجهز شنطته ونور كانت بتبصله بس إنتبهت إن في بنتين واقفين بعيد مع بعض وبيبصوا ليحيى وبيتشاوشوا مع بعض وواحدة فيهم بتبص ليحيى بنظرات إعجاب، والبنت دي قربت منه ...
؟؟:"لو سمحت."
يحيى إنتبه ورفع راسه وبص في إتجاه البنت بإستفسار ...
يحيى:"أفندم؟"
؟؟:"ممكن بس رقم حضرتك عشان لو في حاجة وقفت معايا أتصل بحضرتك تشرحهالي."
نور عقدت حواجبها لما سمعت البنت بتطلب رقمه ...
يحيى بنعاس وعدم تركيز:"إتفضلي."
قالها على رقمه وهي إبتسمت بسعادة وراحت لزميلتها وخرجوا ... نور كانت متضايقة جدا بسبب كده ... وبتحاول تتحكم في أعصابها .. قامت من مكانها وأخدت شنطتها وخرجت من الأوضة بغضب .. يحيى إستغرب خروجها قبل ما تكلمه حتى .. المفروض هي كانت مستنياه، ليه مشيت؟؟ ... خرج وراها بسرعة ولحقها ..
يحيى:"على فكرة أنا بنادي عليكي."
مردتش عليه وبصت قدامها ...
يحيى بنعاس وإرهاق:"مالك؟ إيه إللي مضايقك؟؟"
نور مردتش عليه ...
يحيى بضيق من سكوتها:"نور ... انا مش فايق لكل ده .. في إيه؟"
وهنا نور إنفجرت فيه ...
نور بغضب:"هو إنت عادي كده تديها رقمك؟ إنت من إمتى بتدي رقمك ليهم أصلا؟؟؟"
يحيى بعدم تركيز:"إديت رقمي لمين؟؟"
نور بغضب أكبر:"لا والله؟؟؟ إنت مش لسه مدي رقمك لبنت من شويه؟ قال إيه .. *إتكلمت بتريقة بنفس صوتها* .. ممكن بس رقم حضرتك عشان لو في حاجة وقفت معايا أتصل بحضرتك تشرحهالي، خليها تنفعك."
يحيى بتنهيدة ونعاس:"مركزتش أكيد، أنا آسف."
نور:"أسفك مش مقبول."
مشيت من قدامه بغضب وهو جري وراها ..
يحيى:"نور."
مردتش عليه وكملت طريقها في إتجاه عربيتها .... يحيى قرب منها بسرعة ومسكها من دراعها عشان تقف ...
يحيى بغضب:"بقولك أقفي."
نور بغضب:"مش هقف .. روحلها."
يحيى بعدم فهم:"أروح لمين؟"
نور:"روح للبنت إللي أخدت رقمك ولا أقولك هي هتتصل بيك وتقولك إنها معجبة بيك، وياسلام لو تعيشوا في سعادة بعيد عني بقا عشان أنا إتخنقت."
يحيى:"نور إنتي اوفر."
نور برقت وبصتله بصدمة ...
نور:"أنا أوفر؟"
يحيى:"أه أوفر، يعني مش للدرجادي أكيد هي في حاجة هتقف معاها وهتكلمني بخصوصها وهشرحها."
نور بسخرية:"اه أوكي، ماشي إبقى إشرحهالها وماتنساش تحبها بقا، وتفكر فيها دايما."
مشيت من قدامه بس وقفت في مكانها وقلبها دق بعنف لما سمعته ..
يحيى:"أنا يستحيل أفكر في واحدة غيرك وإنتي واخدة تفكيري كله ومش عارف أنام بسببك."
لفت بهدوء وبصتله ....
يحيى بنعاس وهو بيكمل:"يستحيل حتى آخد بالي من واحدة غيرك وإنتي واخدة كل وقتي يا نور."
نور قربت منه بهدوء وبصت في عيونه ...
نور بإستفسار:"ليه؟؟؟ ليه بتفكر فيا ومش عارف تنام؟"
يحيى غمض عيونه بنعاس وفتحهم تاني وإتكلم بحب ...
يحيى:"عشان أنا بحبك."
نور ذهلت من إعترافه ليها .. ومش مصدقة إللي هي سمعته ده ... يحيى بإبتسامة وهو بيبص في عيونها:"عشان أنا عايز أكمل عمري الباقي مني معاكي ومش عايز أعيشه مع غيرك، عايزك تبقي حلالي ... عايز أتجوزك، يعني إن شاء الله لما أخلص كلية وأشتغل علطول هتبقي مراتي."
نور بعدم فهم وإستيعاب من كلامه:"هو مش المفروض ناخد فترة الأول نتعرف فيها على بعض وبعدها نتجوز؟"
يحيى بضحكة خفيفة:"أفهم من كده إيه؟ إنك موافقة؟"
نور لأول مرة في حياتها تحس بخجل وبصت في الأرض بإبتسامة خجولة ...
يحيى بتنهيدة وهو بيكمل:"أنا عارف إن الكلام ده فتحته معاكي بدري ... بس انا مابحبش أغضب ربنا .. ولما لاقيت إني بحبك، الجواز هو القرار الوحيد إللي جه على بالي لإني فعلا مش عايز أغضب ربنا، مع الأيام هنتعرف على بعض أكتر ونقرب من بعض أكتر لحد ما ربنا يجمعنا في حلاله، قولتي إيه؟"
نور كانت بتبص للأرض بخجل بس رفعت راسها وبصتله بهدوء ..
نور بتوتر أول مرة تحس بيه:"يعني متأكد إننا متسرعناش؟"
يحيى:"لا متسرعناش، هخلص الكلية وأبدأ شغل علطول وهتقدملك وهخليها جواز علطول."
نور هزت راسها بإحراج وإبتسمت بخجل ..
نور بتوتر:"طب ... طب أنا هروح بقا."
يحيى:"لما تروحي طمنيني عليكي."
نور:"حاضر."
راحت بسرعة لعربيتها وإتحركت وهي قلبها بيدق جامد .... حاسه بفرحة كبيرة ... حاسة بحاجة جديدة أول مرة تحس بيها .. يحيى كان متابعها بعيونه بنعاس وبعدها إتحرك وهو بيتمشى في الطريق إنتبه لموبايله إللي بيرن برقم غريب إتنهد تنهيدة بسيطة ورد بجدية ..
يحيى:"السلام عليكم."
؟؟:"وعليكم السلام."
يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:"مين؟"
؟؟ بتوتر:"أنا أشرقت إللي أخدت الرقم منك من شويه."
يحيى:"خير يا آنسة؟ أقدر أساعدك في حاجة؟"
أشرقت بتوتر:"أنا بس ... كنت عايزة أقولك حاجة."
يحيى:"إتفضلي."
أشرقت:"أنا ... أنا ... يعني .. كنت عايزة أقولك إني معجبة بشخصيتك و ........."
يحيى وهو بيقاطعها:"على ما أظن دي حاجة مش واقفة معاكي في المادة صح؟"
أشرقت بتوتر:"اه ... اه .. قصدي لا ... بص.."
يحيى:"أنا آسف مضطر أقفل، خطيبتي بتتصل."
قفل المكالمة بسرعة وهي برقت ..
أشرقت بصدمة:"خطيبته؟!!!"
يحيى نفخ بضيق من الموقف ده ومشي في طريق السكن وبيفكر في إعترافه لنور .. هل هو صح؟؟ هل هو إتسرع ؟؟؟؟ بس غير رأيه بسرعة لإنه مادام حاجة حلال يبقى كده مش تسرع بالعكس ... ده الشرع ولو هي خير ليه ربنا هيجمعهم مع بعض ... إتنهد بإرتياح وإبتسم إبتسامة جميلة وكمل طريقه للسكن ... بعد مرور فترة بسيطة ... نور دخلت الفيلا وهي مبسوطة جدا وحاسه بخجل بسبب إنه قالها بحبك ده غير إنه قالها إنه عايز يتجوزها يعني كده خلاص هتبقى معاه دايما .. هيفضل أمانها وبكده هو مش هيبعد عنها نهائيًا ... قعدت على سريرها والإبتسامة الجميلة على وشها ... بالنسبالها مافيش أي حاجة ممكن تعطل طريقها هي ويحيى مع بعض ... لازم يكملوا طريقهم سوا ويتخطوا الصعاب مع بعض زي ماكانت بتسمع عن قصص الحب دايما .. قلبها بيدق جدا لمجرد فكرة إنها هتبقى معاه .. أخدت موبايلها من شنطتها وبدأت تكتبله رسالة في عز فرحتها ... إبتسمت إبتسامة خجولة وهي بتكتبها ..
"وأنا كمان بحبك"
بعتتهاله بسرعة وهي قلبها بيدق ... أول مرة في حياتها تبقى في موقف زي ده .. أول مرة حد يستثنيها عن الكل .. يحيى وصل للسكن وإنتبه لموبايله إللي بيرن رنة قصيرة .. فتح الموبايل وبص للرسالة وإبتسم بحب ...
"وأنا كمان بحبك"
حط الموبايل في جيبه وطلع السكن وهو مبسوط جدا وحس إن نشاطه إتجدد كإنه مكنش تعبان ولا عايز ينام ... مرت الأيام بين نور ويحيى والوضع إختلف بينهم ... يحيى رفض تمامًا إنه ياخد منها فلوس وبدأ يشرحلها في أي وقت هي تطلب منه .. وبدأت تحضر معاه مع طلاب سنة أولى برده والكل إنتبه لعلاقتهم القوية لدرجة إنهم بيروحوا مع بعض وبييجوا مع بعض ... يحيى قرر إنه يتكلم مع مامته في موضوع نور لما يخلص إمتحانات الترم الاول بعد مايرجع كفر الشيخ في الأجازة .. لحد مايخلص كلية ... وبالفعل الترم الأول إنتهى وإمتحاناته بدأت والإتنين كانوا بيشجعوا بعض بشكل كبير إنهم لازم ينجحوا عشان حياتهم تستقر فيما بعد ... يحيى كان واقف قدام نور إللي بتبصله بحزن وبتحاول تتحكم في دموعها ..
يحيى:"قولتلك ماتعيطيش، كلها أسبوعين وهرجع."
نور بغصة:"أسبوعين كتير أوي."
يحيى بإبتسامة:"أنا عارف إنهم كتير ... بس معلش إستحملي .. كلها ترم كمان وهنبقى مع بعض إن شاء الله لآخر العمر."
نور:" بس ... بس ... أنا هقعد كل ده مش هشوفك."
يحيى بحب وهو بيبص في عيونها:"مش شرط تشوفيني ... أنا وإنتي هنتكلم مع بعض كل يوم، مش هتحسي حتى إن إحنا بعيد عن بعض."
نور بدموع:"طبب كنت خليني أوصلك حتى لحد هناك."
يحيى بإبتسامة:"ياريته كان ينفع، بس أنا مش عايز أي حد يشوفك هناك أو يتكلم عليكي كلمة واحدة."
نور:"مايهمنيش كلام الناس ... أنا يهمني إنت."
يحيى:"مش موضوع كلام ناس يا نور ... إفهميني أنا مش هستحمل حد يقول كلمة وحشه عليكي، فاهمة؟؟"
نور بغصة:"فاهمة."
يحيى فضل يبصلها كتير وهي بتبكي نفسه يمسح دموعها وياخدها في حضنه يطمنها لكن لا مش وقته الكلام ده .. هيحافظ عليها ويحطها جوا عيونه عشان ربنا يباركلهم في علاقتهم ...
يحيى بهدوء:"ممكن تمسحي دموعك دي بقا؟"
هزت راسها ومسحت دموعها .........
يحيى بإبتسامة:"أنا هركب الميكروباص، خدي بالك من نفسك."
نور:"حاضر."
يحيى بإبتسامة:"لا إله إلا الله."
نور فضلت ساكته وبصاله ... يحيى رفعلها حاجبه ..
نور بغصة:"محمد رسول الله."
يحيى إبتسملها وركب الميكروباص وبعد مرور فترة بسيطة الميكروباص إتحرك ... نور إتنهدت بحزن وركبت عربيتها وإتحركت في إتجاه الفيلا وبعد وقت بسيط وصلت قدام الفيلا بس إتفاجأت بعربية جاسر موجودة عندهم عقدت حواجبها بإستفهام ... وركنت عربيتها ودخلت الفيلا ...
دولت بإبتسامة:"أنا بقالي كبيرة مش بشوفك يا جاسر، طمني عليك إنت أخبارك إيه؟"
جاسر بإبتسامة:"بخير يا دوللي .. مش معقولة الجمال ده! .. كل مرة بشوفك فيها بتصغري عن اليوم إللي قبله."
دولت ضحكت بسبب غزل جاسر ليها وعدلت شعرها بإرتباك .. وجاسر رفع حاجبة بخبث بسبب نظرات دولت ليه، بس إنتبه لما نور دخلت الفيلا .. قام من مكانه بسرعة وقرب ناحيتها ...
جاسر:"نور، محتاج أتكلم معاكي."
نور بصتله وبعدها بصت لمامتها ...
نور ببرود لدولت:"أنا طالعة أنام، مش عايزة إزعاج."
كانت لسه هتطلع لأوضتها جاسر مسكها من دراعها ...
جاسر بغضب:"هو مش أنا بتكلم؟"
نور بغضب مماثل وهي بتبعد دراعها عنه:"وأنا قلتلك قبل كده ماتلمسنيش .. إياك تلمسني."
دولت وهي بتتدخل:"إتكلموا مع بعض براحه يا أولاد .. ماتزعلوش بعض .. أسيبكم أنا يا حبايبي *بصت لنور بعتاب* مش كده يا نور .. ماتزعليش جاسر منك."
دولت إبتسمت لجاسر وطلعت لأوضتها وهنا جاسر كمل كلامه ...
جاسر بغضب:"ولو لمستك هاه؟؟؟ إنتي من بعد ماعرفتي الزفت إللي إسمه يحيى ده بعدتي عني، وإتغيرتي وتصرفاتك بقت غريبة *بص للبسها* ده إنتي حتى بقيتي بتلبسي لبس غريب .. مش إستايلك ده أبدا ... بقيتي تلبسي لبس مقرف .. مابتتكلميش معايا ولا بتتعاملي معايا .. هو في إيه؟؟؟ .. إيه إللي حصلك؟؟؟ إنتي عمرك ماكنتي كده، فين نور؟؟"
نور بقوة وهي بتبص في عيونه:"نور ماتت .. فياريت بعد إذنك ماتجيش هنا تاني."
جاسر بإصرار:"لا هاجي .. تاني وتالت وعاشر ومليون هاجي، أنا مش هسمحله ياخدك مني إنتي فاهمة؟"
نور ضحكت بسخرية ...
نور بإستهزاء:"إنت بجد مصدق نفسك؟؟؟ إنت مصدق إللي إنت بتقوله ده؟؟؟ هو إنت بقا معتقد لما تعمل الشويتين دول هرجع أتعامل معاك؟؟ ده مش خصام عادي بيني وبينك يا جاسر .. ده إنتهاء علاقة صحوبية بيني وبينك، وقفتي معاك كده غلط .. وجودي معاك نفسه غلط في حقه ... أنا كده بالشكل ده أعتبر بخونه و يحيى مايستاهلش مني كده."
جاسر بعدم يإستيعاب:"أفندم؟؟ بتخونيه؟؟؟ هو إنتي في إيه بينك وبينه عشان تقولي كده؟؟"
نور بإبتسامة:"بيني وبينه كتير، بنحب بعض وهنتجوز بعد مايخلص سنة رابعة."
وهنا جاسر ضحك بقوة وسخرية من ثقتها العالية في كلامها .. ومش عارف هي جابت الثقة دي منين؟؟ .. عيونه جات في عيون نور إللي بتبصله بقوة ..
جاسر:"قولي كده تاني بتقولي إيه؟؟؟ ... *إتكلم بإستهزاء* ... هتتجوزوا؟!!!!"
نور بتحدي:"اه هنتجوز."
مسك أكتافها الإتنين وإتكلم بغضب...
جاسر:"الواد ده لحس مخك ... ضحك على عقلك بكلمتين؟؟؟ إنتي عبيطة؟؟ إنتي إزاي تصدقيه؟؟؟ إنتي مش شايفه إن الكلام ده ضحك على العقول؟؟؟!!"
نور بغضب:" إبعد عني بقولك، وصدقته عشان هو الشخص الوحيد إللي لازم أصدقه، وياريت مشوفش وشك هنا تاني."
جاسر بغضب وهو بينزل إيديه الإتنين جنبه:"هتندمي ... هتندمي يا نور لما يرميكي، هتندمي لما يمشي ويسيبك ومايبصش وراه حتى، هتندمي ندم عمرك وتتمني دايمًا إن اللحظة الأخيرة بينك وبينه تتكرر من تاني عشان بس تشوفيه لو ثانية واحدة، وأنا إللي هبقى السبب في إنك تندمي، أنا هدمركم إنتوا الإتنين، ويا أنا يا إنتي في اللعبة دي."
نور ببرود وهي بتبص في عيونه:"اللعبة خلصت من زمان يا جاسر، بس إنت إللي مش واخد بالك، باي."
طلعت أوضتها وسابته وهو بيحاول يتحكم في غضبه منها ...
جاسر بإصرار وشرود:"هتندمي .. هتندمي."
خرج من الفيلا بغضب وإتحرك بعربيته بأقصى سرعة .... يحيى كان في الطريق لبلده وماسك في إيده صورة خاصة بنور ومبتسم بحب وهو بيملس على الصورة دي ... إتنهد تنهيدة وهو بيبص للوقت ... عدا ساعة على خروجه من القاهرة ... سرح في الطريق وهو بيبص من الشباك وده لإنه بيفكر فيها .. خلاص هانت كلها ترم واحد وهياخد الخطوة ويخطبها من باباها ولما يشتغل هيتجوزها ... كل حاجة هتكون تمام ... كل حاجة هتكون تمام... نور كانت قاعدة على سريرها بتبص لصورة ليها هي ويحيى على موبايلها كانوا متصورين سيلفي ... وبتبص على إستايل لبسها إللي إتغير بشكل كبير ... ضحكت ضحكة خفيفة لما كان يحيى بيتضايق من لبسها المكشوف وبيخليها ترجع البيت تغيره تاني .. وفضلوا كده لفترة ماقدرتش تعدها لحد ماهي إتفاجأت بنفسها وهي بتلبس الحاجة إللي ترضيه هو .. إتغيرت بشكل كبير وهو كان السبب الأساسي في تغييرها ده ... إهتماماتها إتغيرت .. بعد ما كانت بتسهر باقت بتنام بدري وباقت بتذاكر أول بأول ... بقا هدفها إنها تعدي السنة دي على خير وترفع راس يحيى زي ماهو بيقولها دايما ... بس أحيانًا بتزعل لما بتحس إنه مش متقبل منها أي هدية ... إفتكرت لما جابتله تليفون حديث بدل تليفونه أبو زراير ده لكنه رفض الهدية دي بشدة .... زعلت منه يومها جدا بس هو صالحها وفهمها إنه صعب يقبل هدية زي دي ... إتنهدت تنهيدة بسيطة وقررت إنها تتصل بيه تطمنه عليها إنها روحت ... يحيى كان بيبص لصورتها بس إنتبه لتليفونه إللي رن .. إبتسم بحب ورد ..
يحيى:"ألو."
نور:"أيوه."
يحيى بإبتسامة كإنه شايفها:"روحتي إمتى؟"
نور:"لسه داخله الفيلا من شويه، إنت بقيت فين؟"
يحيى وهو بيبص حواليه:"عديت بنها مبقاليش خمس دقايق."
نور بحب:"توصل بالسلامة."
يحيى:"الله يسلمك، يلا روحي ريحي شويه، إنتي تعبانة من فترة الإمتحانات إللي عدت دي."
نور:"حاضر."
يحيى:"سلام."
نور بتصرف سريع:"يحيى."
يحيى بإستفسار:"نعم؟"
نور بخجل:"هتوحشني."
يحيى بإبتسامة:"وإنتي كمان يا نور."
قفلوا مع بعض ويحيى أخد نفس عميق ورجع بص لصورتها تاني .... أما نور إتنهدت بإرتياح وبدأت تغير هدومها .... بمرور الوقت ... يحيى دخل بيت صغير في وسط أراضي زراعية وقفل الباب وبدأ يدور بعيونه على مامته وأخته ... إستغرب إنهم مش مستنيينه عند الباب ...
يحيى بدأ ينادي:"أمّا، ياسمين."
الإتنين وهما واقفين في المطبخ بيجهزوا الأكل إنتبهوا لصوت يحيى ... الإتنين بصوا لبعض وبعدها خرجوا جري من المطبخ .... وقف قدامه إتنين واحدة ست كبيرة لابسة جلابية بيتي فيها رسومات لورق الشجر والتانية بنت مراهقة عاملة ضفاير وبتبصله بفرحة ... حط شنطه جنبه وفتحلهم دراعاته .. جريوا بفرحة عليه ومامته دخلت في حضنه...
سهير وهي بتحضنه جامد وبتشم ريحته:"وحشتني جوي يا ضنايا ... وحشتني جوي يا حبيبي."
يحيى باس راسها وإيديها وضمها تاني لحضنه ...
يحيى:"وإنتي كمان يما."
ياسمين وهي بتمط شفايفها بحزن:"على فكرة أني لسة مسلمتش."
يحيى إبتسم وبعد عن مامته وأخد ياسمين في حضنه ...
يحيى:"وحشتيني جوي يا حبيبتي."
ياسمين وهي بتشد من حضنها ليه:"وإنت كمان وحشتني جوي يا أبيه، هتقعد كتير صح؟"
يحيى وهو بيبص في عيونها:"إن شاء الله."
سهير:"يلا يابت روحي جهزي الغداء لأخوكي .. تعالى يا حبيبي."
مسكت إيده وأخدته على أوضته وبدأت تطلعله هدوم من الدولاب، وفي نفس الوقت يحيى فتح شنطته وبدأ يطلع حاجته منها، وقابله صورة نور حطها تحت المخدة بسرعة قبل مامته تاخد بالها، وياسمين بدأت تجهز الغداء إللي هما عاملينه ..
سهير بفرحة:"البلد نورت بيك يا ضنايا يا حبيبي، والله كنت واحشني جوي .. الحياة من غيرك كانت ضلمة جوي يا ضنايا، ماكنتش بتنفس في غيابك."
يحيى بإبتسامة:"بعد الشر عليكي يما ... ماتجوليش كده."
سهير بتنهيدة وهي بتقرب منه وبتحط هدومه جنبه:"فعلا يابني البيت ضلمة من غيرك، هانت كلها كام شهر وتخلص جامعة وترجع هنا لحضني تاني."
يحيى إبتسملها وسكت معلقش .. وهي إستغربت سكوته وحست إن فيه حاجة غريبة فيه أو حاجة إتغيرت ..
سهير بإبتسامة:"مش ناوي تاخدلك دوش يا حبيبي تبعد بيه تعب السفر؟"
يحيى:"أكيد يما هاخد دوش."
سهير:"طيب على ماتاخد دوش، نكون خلصنا الأكل."
يحيى:"حاضر."
خرجت من الأوضة وهو أخد هدومه وخرج من الأوضة ودخل الحمام ... سهير إتنهدت وإفتكرت إنها لسه مطبقتش هدومه إللي هو جابها في الدولاب ورجعت تاني عشان تظبط الدنيا .. وبعد ما خلصت بدأت تنضف سريره وهي بتشيل المخدة لفت إنتباهها صورة مقلوبة .. قلبتها وبصتلها لقت بنت جميلة شعرها نفس لون عيونها كان لونهم أسود .. سألت نفسها أسأل كتير بخصوصها ...
سهير بحيرة:"يمكن تكون ممثلة يحيى بيحب يشوفلها مسلسلات .. بس أني مشوفتهاش جبل كده *إتنهدت بحيرة* مش مهم."
رجعت حطتها في مكانها وخرجت من أوضته ...
....................
في المساء:

نور كانت نايمة على سريرها وسرحانة بتفكر في يحيى إللي متصلش بيها لحد دلوقتي بس بررت لنفسها إنه أكيد محتاج وقت لنفسه مع مامته وأخته ومش لازم تصدعه ... ولوهلة حست بغيرة لإنها حابه تبقى موجودة معاه زي ماهما موجودين معاه دلوقتي .. إتأففت بضيق وقررت تنام يمكن تضيع وقت غيابه شويه ... يحيى كان قاعد جنب مامته على الأرض وهو بيتفرج على التليفزيون الصغير إللي موجود في الصالة .. وحاطط إيده على كتف ياسمين إللي سانده براسها على كتفه ونايمه ...
سهير بإستفسار:"وإنت أخبارك إيه بجا يا حبيبي هناك؟ كله تمام؟"
يحيى:"الحمدلله يما."
سهير:"الحمدلله."
سهير فضلت ساكته كتير وفي نفس الوقت بتفكر في الصورة إللي موجودة تحت مخدة إبنها .. ده غير إنه من ساعة ماجه وهو ساكت وبيفكر كتير ... قررت إنها لازم تعرف في إيه؟؟ ..
سهير:"يحيى."
يحيى بصلها بإنتباه ...
سهير:"مالك يا ضنايا؟؟ ساكت ليه؟؟ في حاجة إنت مخبيها عليا؟"
يحيى بحمحمة:"هو أني مش مخبي ... بس عايز أتكلم معاكي في حاجة مهمة."
سهير بإستفسار:"إيه هي بجا؟"
يحيى بهدوء وهو بيبصلها:"أني عايز أتجوز."
سهير بصتله بذهول وفرحة في نفس الوقت ...
سهير:"بجد يا ضنايا؟؟ خلاص هتفرحني بيك؟"
يحيى بإبتسامة:"أكيد يما."
سهير بتفكير:"طب هي مين طيب؟ أني أعرفها؟؟ تكونش البت سعاد بنت الحاجة عطيات؟؟ إيوه البت دي عينيها منك اه."
يحيى بحمحمة:"لا يما مش هي."
سهير بإستفسار:"أومال مين يا ضنايا؟"
يحيى:"إسمها نور .. وهي من القاهرة."
سهير بتشتت وحيرة:"طب أني شوفتها جبل كده؟"
يحيى:"لا يما .. مشوفتيهاش."
سهير:"طب أني عايزة أتعرف عليها عشان أشوف هي مناسبة ولا لا يا حبيبي."
يحيى:"هي مناسبة يما .. ماتجلجيش."
سهير بحيرة:"طب أني ماجدرش أوافج على واحدة معرفهاش، على الأجل أشوفها طيب."
يحيى بتنهيدة بسيطة:"ثواني."
قام من مكانه بهدوء وحط مخدة مكانه عشان ياسمين تنام عليها وراح أوضته وأخد صورة نور من تحت المخدة ورجع لمامته إللي بتبصله بحيرة ..
يحيى:"دي صورتها."
أخدت منه الصورة بإستغراب ومش مستوعبة إن البنت إللي في الصورة دي إبنها عايز يتجوزها .. بصتله بتشتت وبعدها بصت للصورة ...
سهير بإستفسار ليحيى:"هي مش دي ممثلة؟"
يحيى بهدوء:" لا يما .. دي نور، زميلتي في الجامعة."
سهير بعدم إستيعاب:"إنت بتجول إيه؟؟؟ إنت عايز تتجوز دي؟؟؟ لا وألف لا .. يستحيل، أني مش موافجة أبدًا."
...............................
في مكان آخر:
ريم وهي بتتكلم في الموبايل وواقفة في البلكونة:"ها ... التحاليل نتيجتها إيه؟"
؟:"إيجابية."
قفلت المكالمة وإبتسمت بشر ...
ريم بشر وهي بتملس على بطنها بهدوء:"نهايتك قربت يا نور، هييجى إللي هياخد منك كل حاجة."



السادس من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close