اخر الروايات

رواية ليس خطئي الفصل الثالث 3 والاخير بقلم ديانا ماريا

رواية ليس خطئي الفصل الثالث 3 والاخير بقلم ديانا ماريا


الجزء الثالث و الأخير....
كانا جالسين مكانهما أمام الطبيب، و الصدمة و عدم التصديق يسيطر عليهما.
براء : ح...حضرتك بتقول ايه يا دكتور.
الطبيب : هو للأسف ده مش كلامي، دي الأعراض
اللي باينة هو مجرد شك علشان نتأكد.
كانت ريتال ساكنة تماما و هو ما أثار استغراب و قلق
براء بشدة و اعتبر حالتها غير طبيعية.
وصلا إلي المنزل لتتركه و تصعد إلي شقتها و هو بقي ليخبر والدته ما أخبرهم به الطبيب قبل أن يسرع وراء
زوجته.
وجدها في غرفة النوم تقوم بتوضيب ثيابها في حقيبة
و لم تلتفت إليه عندما دخل.
براء: بتعملي ايه يا ريتال؟
لا تجبه، كرر سؤاله ولم ترد كذلك، ذهب إليها و أمسكها
من ذراعها و أجبرها علي النظر إليه، ليصدم بمنظرها
كانت عيناها حمراوتان بسبب حبسها للدموع بداخلها
كما كانت شفتيها ترتجف .
براء بصدمة: ريتال مالك؟
بدأت ترتجف ثم تبكي و صوتها يعلو بالنحيب، ضمها
براء و هو يهدئها و يشعر بالخوف عليها في الوقت نفسه.
براء : أهدى يا حبيبتي بالله عليكِ.
ريتال بحزن و دموع: هو ليه كل ده بيحصل معايا أنا؟ ليه دايما مكتوب عليا المعاناة ؟ ليه أنا ليييييه؟
براء بتأثر: يا حبيبتي استغفري ربنا، و متقوليش ليه
ربنا بيعمل كل حاجة لسبب و حكمة هو يعلمها و مش
بيبتلي غير اللي بيحبهم معناه أنه بيحبك و تذكري
قول الله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، يعني هو عارف أنه ده في مقدرتك و وسعك تتحمليه، ده اختبار
أو ابتلاء لينا و إحنا هتبقي قده مع بعض و أخرة صبرنا خير و لو مكنش غي الدنيا يبقي في الآخرة و يبقي
ثوابنا الضِعف ، صح ولا إيه يا حبيبي؟
ريتال بعد أن هدأها كلام براء نوعا ما و كان ك البلسم الشافي لجروحها: صح يا حبيبي بس أنا تعبت وأنت عارف.
براء: عارف يا حبيبتي و أنا معاكي دايما و عمري ما هتخلي عنك أبدا فاهمة، فهميني بقا أنتِ كنتِ بتلمي
هدومك و رايحة فين؟
ريتال بخجل: كنت ...يعني عايزة أمشي علشان مش احملك همي و أنه تعبت معايا أوي لا لا متبصليش كدة
أنا دلوقتي عرفت أنه ده كان تسرع مني ، ربنا يخليك ليا.
براء: مهما كانت النتيجة ، إحنا هنحمد و نشكر الله تمام.
ريتال : فاهمة.
في اليوم التالي كان براء عائد من عمله حتي يذهب هو
و زوجته لإجراء الفحوصات الطبية المطلوب قبل أن
يتفاجأ بوجود أخيه الأكبر يجلس مع أمه و يطلبا منه التحدث.
براء: خير يا محمد في إيه؟
محمد: خير يا براء دلوقتي أُمنا كلمتني و قالتلي علي اللي
حصل لمراتك، ربنا يشفيها و يعافيها ،دلوقتي ده مش
سبب كفاية بقا علشان تشوف نفسك و تتجوز و تخلف
بقا ولا إيه؟
براء بغضب: أنت اتجننت يا محمد ، إزاي تسمح لنفسك
تتدخل في حياتي أصلا و في حاجة زي دي بدون حق.
والدته باندفاع و تدخل: ده أخوك و خايف علي مصلحتك
فيها ايه يعني ؟
براء بسخط: خايف علي مصلحتي يبقي ميدخلش في
اللي ملوش فيه و دي حياتي اعملي فيها اللي يريحني.
أخيه بغيظ : و فيها يعني هو أنا قولتلك هترميها ولا حاجة ، عيشها معاك و خد بالك منها و اتجوز بردو ،
ده حتي ربنا بيقول {المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدُّنيا }.
براء ببرود: كمل الآية.
أخيه بحيرة: ايه؟
براء : بقولك كمل الآية أو فسرها ليا طيب.
تنحنح أخيه بإحراج فهذا هو ما يحفظه فقط و ظنه أنه
كافي ليجابه به أخيه!
براء: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يقولُ اللهُ تعالى {المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدُّنيا والباقياتُ الصَّالحاتُ خيرٌ عندَ ربكَ} الاية 46، سورة الكهف،
معنى الآيةِ المالُ والأبناءُ زينةُ الحياةِ الدُّنيا الزائِلةِ اللي يمكن يغتر بيهم الإنسان و يحب الدنيا لدرجة أنه يفكر أنه امتلكها و أنها داره الدائمة و ينسي الآخرة أما الباقياتُ الصَّالحاتُ أفضلُ عندَ اللهِ، الباقياتُ الصَّالحاتُ اختلف فيها العلماء ولكن نقدر نقول إنها هي: الحسناتُ الصلاةُ والصِيامُ والحجُ والزكاةُ والذِّكرُ وقراءةُ القرءانِ والصَّدقةُ ونحوُ ذلك، وإنما قال اللهُ تعالى {والباقياتُ} لأن ثوابَ الحسناتِ دائمٌ لا ينقطعُ لأنَّ الآخِرَةَ لا نهايةَ لها، حياةٌ ليسَ بعدَها موتٌ وصِحةٌ ليس بعدَها مرضٌ وشبابٌ ليسَ بَعدَهُ هَرمٌ وراحةٌ ليس بعدَهَا تعبٌ، أمَّا زينةُ الحياةِ الدُّنيا فالأولادُ خُلِقُوا للموتِ، نهايتُهُمُ الموتُ، هذا يَمُوتُ يَومَ يُولَدُ وهذا يَموتُ بعدَ أن يعيشَ أسبوعاً وهذا يموتُ بعد سنةٍ وهذا يموتُ قبلَ الشَّبابِ وقد يموتُ الحفيدُ قبلَ الجَدِّ. أفراحُ الدُّنيا سريعةُ الزَّوالِ والمالُ كذلِك سريعُ الزَّوالِ، أمَّا الحسناتُ فهي باقيةٌ للإنسان في الدنيا والآخرة.
فهمت يا أخي معني المال و البنون زينة الحياة الدنيا؟
سكت أخيه و والدته بإحراج و لم يتمكنوا من التفوه بحرف واحد بينما أكمل براء علي العموم أنا هاخد مراتي
و هنمشي من هنا قريب علشان نرتاح بقا.
والدته بخوف : هتمشي تروح فين يا براء.
براء : جالي عقد عمل في مدينة تانية وسكن كمان .
والدته: و هتسيب أمك لوحدها.
براء: أولا يا أمي الوضع ده هيكون راحة لينا كلنا ، ثانيا
بقا حضرتك مش لوحدك معايا أخويا أهو و مراته و أولاده
سلام عليكم.
ثم صعد إلي زوجته و أخذها لإجراء التحاليل و بعد
مرور يومين ذهبا للطبيب مرة أخري.
أمسكت ريتال بيد زوجها و هي لا تجرؤ علي الكلام.
براء بخوف: ها يا دكتور ، إيه النتيجة؟
الطبيب بإبتسامة: لا الوضع عال العال، و الحمد مطلعش
زي مانا توقعت ، طلع ورم ليفي حميد .
ريتال: و ده مش خطر يا دكتور؟
الطبيب: لا خصوصاً أنه خارج الرحم يعني عملية بسيطة
هتحل كل ده و مش هيبقي فيه مشاكل في الحمل بإذن
الله.
انهمرت دموع ريتال براحة بينما حاول براء التماسك و هو يحمد الله .
براء بامتنان: شكرا يا دكتور شكرا جدا .
الطبيب : أن شاء هنحدد ميعاد العملية مع متابعة علشان
نقدر نسيطر علي الوضع .
ريتال: أكيد.
ثم عادا إلي بيتهما، أول ما فعله برأي كان معانقة زوجته
بشدة.
براء بدموع : الحمد لله يا حبيبتي كان أملي كبير في ربنا
مش قولتلك .
ريتال: فعلا الحمد لله على كل حاجة يا حبيبي و شكرا
ليكِ بردو.
براء : ليا أنا؟
ريتال بحب: اه ، علشان أنا كنت واخدة بالي منك لما كنت
كل مرة لتقوم من جنبي بالليل و نقوم تصلي و تعيط
و تدعي ربنا علشاني و لما واجهت أخوك و مامتك علشاني وكل مرة وقفت فيها جنبي و أنا ضعيفة و مستسلمة
أنت حظي الجميل و عوضي في الدنيا دي يا براء .
براء بحب: علشان بحبك و هفضل أحبك، فاكرة لما كنت
مشغول عنك ده كان غصب عني كان في شوية مشاكل
في الشغل مش عايز اشغل بالك بيهم و بعدها الحمد لله
كل حاجة اتحلت و خدت مركز كمان بس في مدينة تانية
و هأخدك و نعيش هناك.
ريتال بفرح: مش هعاتبك أنك مشاركتنيش همومك زي
مانا بشاركك همومي بس دي آخر مرة بس أنا مبسوطة
إننا هنعيش براحتنا أخيرا.
أجرت ريتال العملية بنجاح و قضت بعض الوقت تتعافي
بعدها انتقلا إلي مدينة أخري و باشر براء عمله هناك
كما أصبح مؤذنا للجامع المجاور و مضت حياتهما
في ود و محبة .
عاد براء من عمله ليجد ريتال قد أعدت طاولة العشاء
و زينتها و تنتظره و ارتدت ثوب سهرة و تبرجت له .
براء : ايه الجمال ده كله؟ هو إحنا بنحتفل بمناسبة
وأنا مش عارف ولا إيه؟
ريتال بسعادة و دموع تجمعت في مقلتيها: اه النهاردة
بنحتفل بأهم مناسبة ، بكرم ربنا علينا ، ثم أظهرت شئ من
وراء ظهرها في يدها.
براء بصدمة : هو ده اختبار حمل؟؟؟؟؟
ريتال أنتِ حامل؟
أومأت برأسها و الدموع تنهمر علي وجهها ، عانقها و هو
غير مصدق .
براء : مش قولتلك آخر صبرنا خير ، الحمد لله أنا مش
مصدق و كان يبكي بسعادة .
ريتال: ولا أنا كمان و عملت الاختبار أربع مرات قبل ما
استوعب الحمد لله ربنا كريم جدا علينا .
ريتال بحب: شكرا أنك كنت معايا في كل لحظة و مستبنيش ولا اتخليت عني ، بحبك أوي.
براء : أنتِ روحي و نصي التاني و ربنا و الرسول أمرنا
بالمعاملة الحسنة و المعروف ربنا يقدرنا و نربي ابننا
اللي جاي تربية صالحة و كويسة ، بحبك ربنا يخليكم ليا.
و أخيرا خيمت السعادة علي حياتهما بعد معاناة و صبر
جميل.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close