رواية وردتي الشائكة الفصل الخامس وعشرون 25 بقلم ميار خالد
الفصل الخامس و العشرون
نظر له صابر و بدون اي مقدمات حرك يده ليمسك يد كريم الذي طالعه بصدمة و دهشة كبيرة !!
لم يصدق كريم ما حدث لينزل علي ركبتيه هو الآخر و امسك يد أبيه و ظل يتحسسها بعدم تصديق
كريم بصدمة : انت حركت ايدك ! ده بجد انا مش بحلم
قالت ورد بابتسامة : عم صابر بيتحسن يا كريم بيه .. هو حرك ايده من فترة كويسة الاول كان الموضوع صعب بعدين بدأ يتحسن اكتر
كريم نهض من مكانه و نظر لها بحب شديد و فجأة سحبها إليه ليعانقها بفرحة كبيرة و توترت هي قليلا و لكنها فرحت بسبب فرحته تلك ليهمس كريم لها
كريم : انتي السبب بعد ربنا أن ابويا يتحسن .. أن ابويا يعمل اي رد فعل حتى ده كان بالنسبالي حلم .. و انتي حققتهولي انتي رجعتيلي حياتي يا ورد .. مش عارف اشكرك ازاي
ورد ابتعدت عنه قليلا و قالت : عيب يا بيه متقولش كده .. مفيش شكر بينا ولا الكلام ده .. انا بس حبيت اوريك أن عم صابر بدأ يتحسن اهو .. اول مرة حرك ايده لما اداني السلسلة دي
كريم ابتسم و لكن سرعان ما استوعب الأمر ليقول : انتي ليه مقولتليش من بدري ! ليه اعرف دلوقتي
ورد : ده موضوع كبير و لازم تعرفه دلوقتي
كريم : قولي ؟
و كادت ورد أن تتكلم و لكنهم سمعوا صوت صراخ بالأسفل ليفزعوا ثم نزلوا سريعا ليجدوا هذا المشهد أمامهم
كانت مروة تمسك هاجر من ذراعها بعنف وسط صرخات الأخرى ليتجه لهم كريم
كريم : في ايه ؟!
مروة : الحقيرة دي كانت بتسرق حاجه من الأوضة بتاعتي .. انا مش عارفه ايه البيئة اللي انت دخلتهم بيتي دول
هاجر نظرت لهم بإحراج و كان منيرة تنظر لها بتوعد و كذلك رمزي
الكاتبة ميار خالد
مروة بعصبية : انا مستحيل استحمل أن شوية الحرامية دول يفضلوا في بيتي انت فاهم
كريم اتجه الي رمزي بعصبية : انا لما فتحتلكم بيتي كان عشان تفضلوا فيه باحترام .. مش عشان يحصل كده .. سهل جدا حاليا اطلعكم من البيت ده بتهمة السرقة و ساعتها صدقوني هتندموا جدا .. تحب تخرج من هنا باحترامك ولا العكس !؟
رمزي : عيب اللي بتقوله ده انت نسيت اني خال مراتك ولا ايه
ورد : انت عمرك ما كونت ولا هتكون خالي .. انا بستعر منك .. أخرج من حياتي زي ما ظهرت !
رمزي نظر لهم بضيق و إلى ابنته ليقول على مضض : ماشي يا ورد .. بكرة الصبح مش هتشوفي لا وشي ولا وشهم .. بس متنسيش اللي وعدتيني بيه !
ورد تذكرت أمر الورقة لتقول بعدم اهتمام : طيب
ليتحرك رمزي من مكانه و رجع الي غرفته مرة و ابتسامة خفيفة على وجهه !
_________________________________
رجعت ريم مع طلابها الي الفندق دون أن تتحدث مع عمر لمرة واحدة و كان يحاول هو أن يتحدث معها بكل الطرق و لكنها كانت تصده .. ذهب كل طالب إلى غرفته و عادت ريم الي غرفتها .. منذ أن حدث ذلك الموقف في الكافية و هي لا تستطيع التركيز في اي شيء فدخلت الي غرفتها دون أن تراجع كشف الطلاب و عددهم ! جلست على سريرها بتعب و أغمضت عينيها و لم تعرف كم من الوقت مر و هي على تلك الحالة حتى استوعبت أن مى ليست في الغرفة معها و هنا انتبهت قليلا ! نهضت من مكانها و بحثت عنها في الحمام و لكنها لم تجدها أيضا لتخرج من غرفتها سريعا و ذهبت الى غرفة مى السابقة و دقت على بابها لتفتح لها احدى الطالبات
ريم : مى عندك ؟
ايه : لا يا دكتور اخر مرة شوفتها كانت في الكافيه .. انا كنت فكراها عندك في الاوضة
ريم : لا مش عندي .. اسألي بقيت زمايلك عقبال ما اروح اسأل انا برضو
قلقت ريم بشدة ثم اتجهت الي غرفة عمر و دقت بابها ليفتح هو لها و عندما وجدها أمامه طالعها بتساؤل
ريم : مشوفتش مى ؟!
عمر بضيق : مش طايق اسمع اسمها بجد
ريم : مش وقته يا عمر مى مختفيه !
عمر : مختفية ازاي يعني ؟
ريم : معرفش من ساعة ما رجعنا و هي ملهاش أثر
عمر : ازاي يعني هتلاقيها مع حد من صحابها
و هنا جاء ايهاب ليقول : في ايه يا جماعة
عمر : مش لاقيين مى
ايهاب : هي لسه مرجعتش !
ريم بتركيز : مرجعتش منين ؟؟
ايهاب صمت بتردد لتكرر ريم سؤالها : مرجعتش منين يا ايهاب !
ايهاب : بصراحه كده مى راحت تشتري هدايا من جمب الكافيه اللي كنا فيه .. بس انا كنت فاكرها رجعت معانا
ريم : انت ازاي متقوليش حاجه زي كده !!
ايهاب : ولله انا كنت فاكرها رجعت
ريم بعصبية : انت عارف ان بسبب الغلطة دي انا ممكن اترفد !! انا مش متخيلة الاستهتار اللي انتم فيه بجد
عمر : اهدي طيب و بأذن الله هترجع .. انا هروح ادور عليها دلوقتي افضلي انتي هنا
ريم : افضل ؟! انت بتهزر معايا مستحيل انا رجلي على رجلك دي تحت مسؤوليتي انا
عمر : طيب يلا
ثم خرجوا من الفندق و كان ايمن يتابع كل هذا بهدوء ثم ابتسم بشر و شماته !
ايمن : انا هوريكي تتقلي عليا ازاي .. ماشي يا ريم ! خرجت ريم من الفندق و معها عمر و ذهبوا الي المكان الذي كانوا فيه مرة أخرى و لكنهم لم يجدوا مى ليتسرب القلق إلي قلب ريم اكثر
ريم بقلق : هتكون راحت فين يعني
عمر : طب يلا نمشي قدام شوية ممكن تكون لسه بتشتري حاجات
وافقت ريم و ساروا للأمام قليلا ليبحثوا عنها و حاول عمر أن يتكلم مع ريم بخصوص ما حدث فقال
عمر : لسه مصدقة برضو اني عملت كده
ريم : عمر بعد اذنك ! مش عايزة اتكلم في الموضوع ده .. انا اهم حاجه عندي دلوقتي اني الاقي مى .. و إلا انا اللي هقع في مشكلة كبيرة
الكاتبة ميار خالد
عمر سكت و ظلوا يبحثوا عنها و لكن بدون فائدة لتقف ريم بحيرة لا تعرف ماذا عليها أن تفعل
ريم : طيب اتصل بيها كده
أخرج عمر هاتفه و اتصل بها و لكنه كان مغلق
عمر : مقفول
ظلوا واقفين هكذا للحظات حتي تحركوا و أثناء اقترابهم من أحد الشوارع الجانبية سمعوا صوت صراخ فتاة ! أنه يشبه صوت مى في الحقيقة لتركض ريم و معها عمر سريعا نحو مصدر الصوت !!
_________________________________
رجعت ورد الي غرفتها بعد أن أنهت اهتمامها بصابر لتجد كريم في الغرفة يجفف شعره و من الواضح أنه قد استحم من لحظات لتتنحنح ورد بحرج
ورد : معلش يا بيه مكنتش اعرف انك هنا .. عن اذنك
كريم : استني .. انا كده كده خارج خليكي في اوضتك
ورد : هتخرج كده ؟
كريم : و مالي كده ؟
ورد : شعرك مبلول و انت بيبقي شكلك حلو و شعرك مبلول .. انت عايز البت دي تيجي تزاولك تاني .. ولله اقتلها المرة دي
كريم نظر لها بخبث : انتي غيرانه ؟
ورد : غيرانه ؟! ليه و انا اغير ليه يعني .. الحمدلله أنهم ماشيين بكره هيبقى هم و انزاح
كريم ضحك و قال : خلي بالك دي تاني مرة تعاكسيني فيها
ورد : ايه !
كريم : هتعملي هبلة بقى .. نسيتي اول مرة لما قولتيلي عينيك حلوة
ورد بتوتر : لا انا مكنش قصدي كده
كريم اقترب منها قليلا و قال : اومال كان قصدك ايه
و ظل يقترب منها حتي التصقت بالحائط و نظرت له بتوتر
ورد : لا اصل انا صريحة زيادة عن اللزوم و اللي في قلبي على لساني عشان كده قولت أن عينيك حلوة
كريم رفع إحدى حاجبيه و قال كلمته المعهودة : والله ؟
ورد : جرا ايه يا بيه هو انت مش مصدقني ولا ايه
كريم : يعني قصدك أن عيني حلوة فعلا
ورد بعفوية : أيوة حلوة اوي
ثم سكتت فجأة لتنظر له بخجل ثم قالت : مش قولتلك صريحة
كريم : انتي بتستهبلي صح
ورد : و فيها ايه ما انت كمان بتستهبل
ضحك كريم بشدة لتنظر له ورد للحظات و قد سرحت في ضحكته
كريم : ماشي هعديها
ورد بعدم تركيز : ايه
كريم : انتي روحتي فين ؟!
ورد : روحت فين .. انا هنا اهو .. لا انا لازم امشي اصل اا
ثم تحركت من أمامه سريعا لتخرج من الغرفة و تتجه الي بسملة ضحك هو بسبب حركتها تلك و تنهد بحرارة و في تلك اللحظة صدع هاتفه رنينا برقم عماد فرد عليه سريعا
كريم : ايه الاخبار ؟ وصلت لحاجه
عماد : قصدك حاجات !
كريم : اتكلم
و تكلم عماد و قال ما توصل إليه لينظر كريم أمامه بصدمة كبيرة !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
ركضت ريم سريعا نحو مصدر الصوت لتجد مى امامها و هناك شخصا ما يحاول إدخالها الي سيارته و من الواضح أنه ليس في وعيه و هي تصرخ و تحاول دفعه عنها و لكنه كان قوي البنيان و ضخم نوعا ما فلم تستطيع أن تقاومه بمفردها
صرخت ريم : مى !!
نظر عمر اتجاه مى بصدمة و عندما انتبهت لهم صرخت بدموع
مى : الحقوني !
ركضت ريم نحوها سريعا و كذلك عمر و حاولت سحبها من هذا الرجل حتى جاء عمر و ضربه بشدة ليسقط فاقدا الوعي
ريم : ايه التهور اللي انتي فيه ده ! ازاي تسبينا و تمشي كده
مى بدموع : انا روحت اجيب شوية هدايا و قولت لما اخلص هبقى ارجعلكم .. و فعلا جبت اللي انا عايزاه و انا راجعة لقيت الراجل ده ماشي ورايا بعربيته و أما جيت اجري لحقني و كان عايز يدخلني في عربيته غصب
ثم نظرت إلي عمر برجاء فقال عمر بجمود : انا اللي جابني بس ريم .. مش عشانك و احمدي ربنا أننا لحقناكي بعد اللي عملتيه
ريم بعصبية : و هو انا مش قولت اننا لازم نكون سوا .. ليه تعملي كده .. انتي متخيله ان بسبب الحركة دي ممكن يحصلك مشاكل و كذلك انا .. افرضي كان جرالك حاجه
نظرت لها مى بحزن و قد أدركت خطأها
مى : انا اسفه
ريم : مش وقت اعتذار لازم نرجع دلوقتي قبل ما حد يحس انك كنتي مختفيه
مسحت مى دموعها و رجعت مع ريم و عمر الي الفندق و ما أن دلفوا إليه حتى وجدوا تجمع من الطلاب و تعجبت ريم للحظات و عندما تقدموا الي الداخل اتجه إليها ايمن و بيده هاتف و قال
ايمن : اهي وصلت حضرتك
و جاء صوت من الهاتف : ريم !
لتتعرف ريم على الصوت و هو عميد الكلية
ريم بتوتر : أيوة حضرتك
: ممكن افهم ايه اللي بيحصل عندكم ! و فين الطالبة المختفية
ريم : مش مختفية ولا حاجه حضرتك .. اهي جمبي
: ده بعد ما خرجتي تدوري عليها .. ممكن اعرف ده غلط مين دلوقتي ؟!
نظرت مى الي ريم بخوف شديد و كانت تظن أن ريم ستقول عليها و أنها هي المخطئة !
: ردي عليا مين الغلطان
ريم : انا !
لينظر لها عمر بصدمة كبيرة و كذلك مى
ريم : انا اللي مخدتش بالي منها .. انا بعتذر
: اسفك ده مش هيغير حاجه لو كانت البنت اتأذت
ريم : انا اسفه غصب عني
: انا كنت فاكرك مسؤولة اكتر من كده .. يا خسارة .. الرحلة اللي انتم فيها اتلغت .. و بمجرد ما ترجعوا الاقيكي في مكتبي .. مفهوم
ثم انهى المكالمه في وجهها لينظر لها ايمن بشماته كبيرة
ايمن : عن اذنك بس الموبايل .. يلا كله يروح يجهز حاجته علشان راجعين
الكاتبة ميار خالد
رجعوا الطلاب الي غرفهم بتأفف و ضيق و جهزوا أغراضهم و ظلت ريم واقفة مكانها و قد أغمضت عيونها و تنفست بعمق و زفرت بكل الضيق الذي يحمله قلبها و جاءت لتتحرك و لكنها وجدت عمر امامها يطالعها بحزن كبير لتبادله هي بابتسامة
عمر : ليه عملتي كده .. هي اللي غلطانه مش انتي
ريم : لو قولت أن مى اللي عملت كده في نفسها كانت هتترفد و ساعتها مش هتقدر تحضر الامتحانات و سنه تروح عليها .. لكن انا هعرف اصرف اموري بعد كده متشغلش بالك
عمر : ممكن متزعليش مني
ريم ابتسمت و قالت : انا نسيت كل حاجه .. حصل خير
و تحركت من أمامه ليخرج عمر العقد الذي قد أحضره لها و ظل ينظر له للحظات ثم اتجه الي غرفته .. وصلت ريم الى غرفتها لتجد مى جالسة علي السرير بحزن فتجاهلتها و لملمت اغراضها فاتجهت إليها مى
مى : ليه اتحملتي الغلط كله لوحدك مع اني كمان غلطانه
ريم : اقفلي الموضوع ده و لمي حاجتك يلا عشان راجعين
مى نظرت لها بندم و شعرت بالخجل من نفسها .. فهي منذ ساعات كانت السبب في حزن و بكاء ريم و بالرغم من ذلك دافعت عنها ريم و لم تحملها عقاب ما فعلته .. حتي و إن كان واجبها و أنها مسؤولة منها .. ستظل منقذتها من هذا الموقف ! ثم تحركت من مكانها و بعد ساعات كان جميع الطلاب في الباصات ليرجعوا الي القاهرة مرة أخرى ! كانت ريم جالسة مكانها في الامام دون أن تتحدث مع اي شخص حتي جاء لها عمر و في يده بعض الطعام
عمر : كلي الساندوتش ده .. انتي مكلتيش من بدري
ريم : مش عايزة شكرا
عمر : ريم .. عشان خاطري و الا هفتكر انك لسه زعلانه مني
ريم ابتسمت ثم اخذت منه الطعام لتأكله و بعد ساعات و عندما جاء الصباح وقفت الباصات في الاستراحة و نزلوا الطلاب ليستنشقوا بعض الهواء النقي و ذهبت ريم لتجلس بمفردها كعادتها حتي ذهب لها عمر
عمر : بتفكري في ايه
ريم : ولا حاجه .. ورد وحشتني
عمر ابتسم : و اكيد انتي كمان وحشتيها .. هقوم اجيبلك حاجه تشربيها
ريم : مش عايزة اتعبك
عمر : مفيش تعب ولا حاجه
ثم ذهب من أمامه و اتجه الي الكافتيريا ليحضر لها شيئا ما لتشربه و ما أن ذهب حتي اتجهت مى الي ريم و قالت بدون مقدمات
مى : انا اسفه
ريم : على ايه ؟
مى : عشان بسببي انتي وقعتي في مشكلة
ريم : عادي مش مشكلة
مى : و اسفه عشان حاجه تانية !
ريم نظرت لها بتساؤل لتكمل : عشان كدبت عليكي
ريم : مش فاهمه ؟
مى : انا كدبت عليكي لما قولت أن عمر هو اللي قالنا على موضوع الفوبيا بتاعتك .. عمر مقالش حاجه و انا عرفت لما تعبتي في الجامعة بالصدفة لكن عمر مقالش حاجه هو صادق
ريم نظرت لها بانتباه : و ليه كدبتي من الاول !
مى : عشان كنت عايزة أوقع بينك و بينه
ريم : و هتستفادي ايه لما تعملي كده ! ليه يا مى
مى : عشان يشوفني و يحس بيا .. طول ما انتي موجودة هو مش هيكون شايفني
ريم بعدم فهم : ليه و انا مالي ؟
مى : هو لسه مقالكيش ؟
ريم : مقاليش ايه ؟؟
مى : أنه بيحبك ! عمر بيحبك يا دكتور