اخر الروايات

رواية في حب الندي كاملة بقلم نور بشير

رواية في حب الندي كاملة بقلم نور بشير



في حب الندى
الفصل الأول

( كالفورنيا في الساعة العاشرة صباحًا )

تسطع شمس الصباح في يوم صيفي حار على ڤيلا غاية فى الجمال على أحدث طراز معماري في كالفورنيا و في حديقة تلك الفيلا تجلس ندى الراوي بملابس رياضية تناسب أجواء الصيف مع مريم و خالد نصار يتناولون طعام الإفطار و التي جوارها يجلس أطفالها التوأم ( جلنار و سليم ) فهما كل ما تملك بعد وفاة والدتها منذ خمس سنوات

سليم لندى : Mum , I want to Swimming Now
أمي ، أريد أن أسبح الآن
ندى : well , Eat your Food and then Go Swimming with your sister
حسنا ، تناول طعامك ثم اذهب للسباحة مع شقيقتك
جلنار : But , I don't want to eat my Mum
لكن ، أنا لا أريد تناول الطعام أمي
ندى : let's cancel Swimming
لنلغي السباحة إذًا
جلنار و سليم في صوت واحد : No, Mum , we 're going to Eat Right away
لا ، أمي ، سوف نأكل طعامنا في الحال
ندى : very good , let's Start
جيد جدًا فلنبدأ ....
مريم بتساؤل : خلاص يا ندى أخدتي قرارك !
ندى بتنهيده : أيوه يا مريم خلاص لازم نرجع مصر كفاية لحد كده هروب ثم أكملت بدموع ، لازم أرجع و أخد حق أمي اللي ماتت بحسرتها من القهرة عليا .
مريم بتساؤل : انتي برضو مصممة على اللي في دماغك يا ندى افرضي عرف و أخد منك الولاد هتعملي ايه ساعتها ؟
ندى بقوه لم تعهدها من قبل : مش هيقدر يعمل كده ، ندى بتاعت زمان ماتت و مش هتسكت ، ده انا أخد روحه فى ايدي زي ما عمل زمان فيا يوم فرحه بس الفرق إنه سابني أعيش من غير روح لكن هو مش هيلحق يعيش ساعتها .
خالد بهدوء : ندى أنا شايف إنك لازم تهدي و تفكري تاني لأن الموضوع مش سهل زي ما انتي متخيلة و لازم كمان تراعي نفسية الولاد.
ندى بعصبية خفيفة : أنت يا خالد اللي بتقول الكلام ده ، ده أنت أكتر واحد عارف هو عمل فيا ايه ، ده لولاك كان زمانى ضعت و ولادي كمان ضاعوا ، جاى دلوقتي تقولي فكري تاني ، ده أنا بقالي خمس سنين مش بعمل حاجة غير إني بفكر هعمل ايه فيه ....
خالد بتحذير : خلاص يا ندى اللي إنتي عوزاه اعمليه بس خليكى فاكرة إن الانتقام نهايته وحشه و اديكي شوفتى ايه اللى حصل فيا من ورا الانتقام و السواد اللى كان جوايا لأدهم و عيلة المنشاوى كلها ، اديني اهو عايش عمري كله بوجعي و حسرتي على حب عمري بعد ما ماتت بسبب انتقامي منهم .
توقف عن الكلام لبضع ثواني ثم أخد نفس عميق مكملًا حديثه وأنا هحجز تذاكر الطيران و هبلغكم بميعاد الطيارة و هعدي عالشركة أخلص شوية شغل عشان واضح إن الإجازة هتكون طويلة يلا سلام ...
ندى و مريم فى صوت واحد : سلام
ندى هاتفه باسمه : خالد ، ثم نظرت له و ابتسمت في امتنان شكرًا جدًا على وجودك في حياتي انت فعلا أحسن أخ في الدنيا .
خالد ابتسم ثم اخذ يديها مقبلًا إياها : أنا اللي بشكرك على وجودك في حياتي انتي و مريم و الولاد حقيقى لولا وجودكم كان زمانى محصل " لانا " من زمان
ندى : بعد الشر عليك يا حبيبي متقولش كده عشان مزعلش منك بجد .
خالد : خلاص يا ستى متزعليش و ادي دماغك ابوسها اهي
و راح بايسها من دماغها و باس مريم كمان من دماغها
خالد محدثًا الولاد : Good Bye , My Monkeys
إلى اللقاء يا قرودي .
الولاد فى صوت واحد : Good Bye , Ludy
إلى اللقاء ، لودي .
بعد ذهاب خالد نظرت مريم طويلًا إلى ندى دون أن تتحدث ..
ندى بتساؤل : مالك يا بومة مكشره ليه !!
مريم بدموع يأس : لسه بيحبها يا ندى عمره ما هيحبني أنا تعبت و أنا مستنياه ينساها نسيت نفسى من كتر ما بحبه و هو منسهاش هيحس بيا امتى أنا تعبت والله و مش قادرة خلاص قلبي بيوجعني كل ما افتكر إنه لسه بيحبها و عايش على ذكراها بموت صدقينى..
ندى : صدقينى هيفوق و هيعرف قد ايه انتى بتحبيه و هيعرف قيمتك قريب و هتقولى ندى قالت .
مريم بدموع قهر : امتى هاااا ؟! بقالى خمس سنين مستنية قوليلي هيفوق امتى عمري بيخلص و أنا قاعدة مستنية يفوق يا ندى خلاص مبقاش عندى أمل فيه .
ندى : لا اتمسكي بيه و عافري لحد ما توصلي لقلبه ، طب اقولك على حاجة ده أنا متأكدة إنك قعدة جوه قلبه و مربعة جواه كمان بس هو مش حاسس بده لأن قلبه معفر من الركنة محتاج بس إنك تنفضي العفارة من عليه عشان يشوفك انتي ناسية لما كنتى تعبانة و عملتي عملية الزايدة كان هيتجنن عليكي ازاي ده كان هيضرب الدكتور يا شيخة يمكن انتي كنتي تعبانة و مش واخدة بالك من كل ده بس أنا شوفت الحب في عنيه ليكي يا مريم شوفت لهفته و خوفه عليكى صدقينى بيحبك .
مريم بحزن و هي بتمسح دموعها : في ايدي ايه تاني اعمله يا ندى قوليلي ؟
ندى : اتقلي عليه شوية و بطلي تدلقي كل ما تشوفيه ولا اقولك.. استني استني عندي فكرة أحلى ثم كملت بحماس ايه رأيك لو تمثلي انك عايشة قصه حب وهمية و إن في حد فحياتك كده و كده .
مريم ببلاهة : كده و كده ازاي يعني ؟!
ندى : يعني توهميه إنك بتحبي واحد قريبك و بقالكم فترة بتتكلمه سوشيال و اعترفتوا لبعض بحبكم .
مريم بأمل و حماس : تصدقي فكرة حلوه
وبسرحان : لما نشوف أخرتها معاك ايه يا سي لودي
ندى : طب يلا يا بتاعت لودي عشان نلحق نحضر الشنط .
مريم بحماس : يلااااا بينا ، ثم أكملت بفرحه يشوبها بعض الخوف عارفة على قد ما انا خايفة من اللي هيحصل بعد ما نرجع مصر بس فى نفس الوقت مبسوطة اني راجعة بلدي تاني و اخيرااااا.....
ندى بحماس مطفي : و أنا كمان مصر وحشتني اوي
وكزت ندى مريم في ذراعها و قالت
ندى بمرح : يلا بقا كفاية رغى عايزين نلحق نحضر الشنط

...........................................................

( مصر في الساعة السابعة مساءً)

يسير أدهم المنشاوي بسيارته الفارهة في طريقه إلى المنزل بعد يوم شاق في العمل ثم قام بتشغيل الراديو ليستمع إلى أحد الأغاني فتسلل إلى مسامعه أغنية ل ( وائل جسار ) أوقف سيارته إلى جانب الطريق و أرجع رأسه للخلف
سارحًا مع كل حرف من كلمات الأغنية متذكرًا آخر لقاء بينه و بين محبوبته ..

نصيبي أعيش عشانك
يروووح قلبي لمكانك
و أشوفك من بعيد
في ناس كتير معايا
كل مناهم رضااااايا
و برضوا.. بعيش وحيد
حبيبي ارجع تعالا
أنا دوبت من الغياب
بعدك فرحي استحااااالة
ارحمني من العذااااااااااااااب
قوللي بعد حبك
اااااااايه يا غاااااالي
غير جراااااح .... و آااااااااه
فوق احتمالي
غبت عني ليه ؟
رحت مني ليه؟
السنين علّيا
تفوت و لسّه
حبي ليك بيزيد .
وعمري ما انسى
معقول أنسى إاااااااااااايه ؟ ؟ ؟
.. اللي روحي فيه
حبيبي يحرم علّيا
بعدك تفرح عنّيا
مهما يطووووول الزمان
لو كان نصيبي بعدك
برضوا حتفضل لوحدك
حبيبي الجاي و كان
حبيبي ارجع تعااااالا
أنا دبّت من الغياب
بعدك فرحي استحااااالة
ارحمنى من العذاااااااااااااب

Flash Back
منذ خمس سنوات
في حديقة الڤيلا الخاصة بعائلة المنشاوي تقوم الاحتفالات على قدم و ساق . فاليوم هو يوم زفاف نجل عائلة المنشاوي على ريهام ابنه عمته هالة في حفلًا اسطوري حيث بدأت المعازيم في الحشد داخل حديقة الڤيلا في انتظار نزول العروس و بعد دقائق يظهر والدة محمود المنشاوي ممسكًا بيد ابنة اخته ليسلمها لعريسها أدهم فهو قام بدور والدها حتى لا تشعر بغياب والدها المتوفي منذ عشر سنوات .

و بعد عقد القران شاهد أدهم طيف يعرفه جيدًا نعم إنها هي" ندى " قلبه معشوقته.. التي طالما أروت قلبه بحبها استأذن من عروسته و ذهب ليراها في الملحق الذى يقبع خلف حديقة المنزل حيث كان يلتقي بها قديمًا في نفس المكان عندما تأتي لزيارة والدتها أثناء العمل حيث تعرف عليها فى أحد تلك الزيارات و أصبح معتاد كل صباح أن يراها عندما تأتي لوالدتها لإعطاءها الدواء الخاص بها .
لمحها من بعيد تبكي بغزارة كان واضح عليها الارهاق و التعب أول ما لمحها جري عليها عشان يحضنها بس هي زقت ايديه و بعدته عنها.
ندى بانهيار و عصبية : ممكن تفهمني ايه اللى بيحصل جوه ده ، انت بتعمل ايه ؟!
أدهم لا رد ....
ندى ضربته في صدره و بعصبية و دموع : رد عليا ، قولي بتعمل ايه ،ثم سكتت لبضع ثوانٍ مكملة.. بتتجوز يا أدهم مش كده ..
أدهم محاولًا أخذها في حضنه لتهدأتها : ندى عشان خاطري اهدي و هفهمك كل حاجة عشان خاطري
ندى بانهيار و صريخ و بتقاوم حضنه : تفهمني ايه ؟! تفهمني إنك انهاردة بتتجوز ؟!
ندى بتساؤل : بتتجوز يا أدهم بعد كل اللي حصل بينا !!! ازاي قدرت تعمل فيا كده.. رد عليا .
استمرت في الصراخ مع لكمة في صدره .
ندى بصريخ : رد عليا ... حرام عليك ليه تعمل فيا كده أنا عملت ايه فيك عشان تعمل فيا كده ده انا حبيتك و كنت مستعدة اديك عمري كله حرام عليك .
أدهم بتأنيب ضمير و وجع حقيقي : ندى أبوس ايدك اسمعيني صدقيني والله أنا بحبك بس أنا مضطر أعمل كده عشان خاطري اديني فرصة اشرحلك وضعي و افهمك ايه اللي حصل " ندى " ما تعمليش فينا كده أنا بحبك .
ندى بكل قوتها ضربته بالقلم ..
و بهستيريا و صريخ : انت بتقولي أنا معملش فينا كده اومال أنا اقولك ايه ؟!
ندى بغل : انت أحقر بنى آدم شوفته في حياتي أنا بكره نفسي عشان حبيتك و بكره نفسي أكتر عشان وثقت فيك و سلمت ليك نفسي في يوم من الأيام .
ندى استجمعت شجاعتها و نظرت له نظرة قوة لم يستطع حتى الآن أن ينساها ثم مسحت دموعها
و أكملت حديثها بقوة: أنا بكرهك يا أدهم يا منشاوى بس وحياة كل دمعة نزلت من عيني و كل لحظة حلوة عشتها معاك لهندمك ثم صددت له لكمة في صدره و قالت : هحسرك على فرحة عمرك يا أدهم و الأيام بينا و بكرة هتشوف .
سابته و طلعت تجرى و هي منهارة من العياط

End Flash Back

فاق من ذكرياته مع انتهاء الاغنية ثم مسح دمعة هاربة من عينه و عاد لقيادة سيارته للعودة إلى المنزل.

............................................

( في ڤيلا المنشاوي )

يفتح " أدهم" الباب و يجد الجميع يشاهد التلفاز
ريهام أول ما لمحته ركضت باتجاهه
ريهام : حمدالله على السلامة يا حبيبى
أدهم بخنقة : الله يسلمك يا ريهام
محمود موجهًا حديثه إلى أدهم : أدهم تعالى المكتب شوية عايزك في شوية شغل .
أدهم مطيعًا إياه : حاضر يا بابا..
ذهب محمود إلى غرفة المكتب و لحق به أدهم ثم أغلق الباب خلفه .
أدهم موجهًا حديثه إلى والده : خير يا بابا في ايه ؟
محمود : شايفك مش مبسوط يا أدهم كل ما ابص ليك بتقهر و بفتكر اني السبب في اللي انت فيه ده ، سامحني يا ابني مقدرتش اقول لأمي لا و لا اقف قصادها بس انت اكتر واحد عارف حالتها الصحية كانت ما تسمحش .
أدهم متنهدًا : خلاص يا بابا الكلام ده ماعدش له لازمة ولا داعي ، فات وقته من زمان .
محمود : كل ما ابصلك يا أدهم بحس بالذنب انت يا ابني موقف حياتك ولا عارف تعيش مع مراتك ولا حتى عارف تجيب حتة عيل يخليك مستحمل العيشة اللي انت فيها و يصبرك عليها لتاني مره بحس إني بظلمك يا أدهم أول مرة لما غصبت عليك تسمع كلام أمى عشان خفت عليها لتروح فيها لو رفضت جوازك من ريهام و تنسى حب عمرك ، و تاني مرة لما اتجوزت ريهام و طلعت ما بتخلفش.
أدهم : و أنت ذنبك ايه يا بابا في إن ريهام مش بتخلف دي حاجة بتاعة ربنا .
محمود بحزن على حال ابنه و تأنيب ضمير : بس برضو يا ابني هفضل شايل ذنب وجع قلبك و فراقك عن ندى .
أدهم مغمضًا عينه بألم : صدقني خلاص يا بابا الكلام ده مش هيفيد بحاجة دلوقتي مبقاش له لازمة اللي حصل حصل و ندى راحت خلاص و مش راجعة والله أعلم هي فين دلوقتي .
"محمود" ساكت و مش لاقي كلام يقوله و لا عارف ازاي يهون على ابنه وجعه و ضميره مأنبه و مش عارف يقول ايه ..
أدهم بابتسامة وجع : تصبح على خير يا بابا
محمود : و انت من أهله يا حبيبى
...................................................................

( عودة إلى كالفورنيا )

في اليوم التالى تجلس مريم برفقة الصغار في غرفة المعيشة يشاهدون فيلم كارتون ثم تأتي ندى مبتسمة
ندى موجهه حديثها لمريم : خالد كلمني و بيقولي طيارتنا بكرا الساعه ١١ الصبح .
مريم سقفت بحماس : الله ، و اخيراااااا.. هرجع مصر
ندى بحماس مطفي : أنا هروح أنام بكرة يومنا طويل تصبحي على خير يا روحي و باستها من خدها
مريم : و انتي من أهل الخير يا نودي ..

ندى موجهه حديثها للولاد : let's go to sleep
هيا بنا ألى النوم
الصغار مقبلين مريم : Good night , Roma
طابت ليلتك ، روما
مريم : Good night يا قلب روما من جوه

نور_بشير
فى_حب_الندى 


الثاني من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close