رواية غريق علي البر الفصل السابع 7 بقلم نعمة حسن
فصل السابـع بقلمـــــي،، نعمه حسن،،
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
_بتفكر في اللي أنا بفكر فيه يا أحمد أفندي؟!
قالتها "فرحه" بضحكه متحمسه فقال "أحمد": بسرعه يا" فرحه"ننقل الأخشاب دي للبر.
قاموا بنقل الأخشاب بأكملها إلي البر سوياً و عادوا مرةً أخري فقالت فرحه و هي تلتقط أنفاسها بلهاث: شبك لي بقا يا أحمد أفندي عشان أطلع أجيب سباطة الموز دي.
_مش وقت هزار يا فرحه.. إحنا هنوقع اللي نقدر عليه بالعصايه دي.
=طب هات أنا أوقع.
_لا بلاش إنتي لتفتحي عش نحل ولا حاجه إحنا مش ناقصين مصايب.
بإستخدام العصا أوقع العديد من ثمرات الموز و حبات جوز الهند و عادوا نحو ملجأهم.
_هاا يا فرحه هانم.. تحبي الڤيو يطل علي البحر ولا علي الغابه؟!
قالها ممازحاً فأجابت: لا بالله عليك تعمللي البلكونه منها للبحر كده.. و توسع المطبخ و الحمام علي ما تقدر.
أشار بيديه إلي عينيه و قال: من عنيا الإتنين.. إنتي تؤمري.
_ميؤمرش عليك ظالم.. كلمني جد بقا هنعمل البيت إزاي؟!
=بصي مبدأياً هو هيبقي شكل كوخ كده يعني مثلث و كماان مش هيكون كبير أوي عشان الخشب يكفي نعمل إتنين.
_تمام.. هنبدأ بإيه؟!
=أول حاجه هترفعي معايا أول عصا و نسندها علي الشجرة اللي وراكي دي و نميلها بزاويه بحيث تكون دي نقطة البداية في السقف.
فعلت كما أخبرها بمساعدته و أكملوا رص الأخشاب بجانب بعضها البعض حتي تكون هيكل الكوخ.
فرحه: إنت متأكد إنه مش هيتهربد فوق نافوخي وأنا نايمه؟!
أحمد: متقلقيش يا فرحه.. علي ضمانتي.. يلا ساعديني نخلص التاني قبل ما الليل يدخل علينا.
أمسكت بالعصا الأولي و رفعتها إلي الشجرة كما في السابق ثم ساعدته إلي أن إنتهوا من إكماله.
نظر إثنينتهم إلي ما صنعاه بفخر فقال أحمد: تعالي بقا نجمع ورق شجر موز عشان نفرشه علي الأرضيه.
_و إيه اللي هيدخلنا عند شجر الموز تاني ما نجيب من أي شجرة من اللي حوالينا.
=لا طبعا.. شجر الموز ورقه عريض و سميك و ملمسه ناعم نسبياً عن الأوراق التانيه..يعني أنسب حاجه ننام عليها.. لو تعبتي ولا زهقتي خليكي و أنا هدخل.
_لا يلا بينا.
دخلت برفقته لجمع أوراق شجر الموز المتساقطه و خرجوا بها إلي الخارج و بداوا بفرشها بداخل الأكواخ.
_شوفت يا أحمد أفندي.. بقا عندنا بيت في غمضة عين.. ثم اكملت بغرور و ترفع: لولا إني أصريت إننا ندخل جوا مكناش زماننا عملنا الأكواخ دي ولا كنا جيبنا موز.
=طبعاً يا فرحه.. ده الموز ده لوحده حكايه.. ماشاء الله حاسة الشم عندك قويه.
_لاااا..ده كله إلا الموز..ده انا مناخيري تلقط ريحته من علي بعد أميال.. ده حتي أبويا و انا صغيرة كان مسميني لبيبه.
=إشمعنا لبيبه؟!
_علي إسم قردة كان جدي الله يرحمه مربيها.
برز صوته ضاحكاً و قال:اممممم ده إنتوا حب القرود عندكوا متوارث بقا؟!
قالت متدلله بمزاح:بس بذمتك في قرود حلوة زينا كده؟!
قال مشاكساً':يا وعدي يا وعدي..أحلي قرود في الكون.
إتسعت إبتسامتها و قالت:طب يلا ناكل لأني همووت من الجوع.
إفترشا الأرض سويّاً و بدأا يقشران الموز و يتناولوه في تلذذ فقالت فرحه:ياااااه..ده الواحد كان قرب ينسي طعم الأكل من كتر ما كلنا سمك و جوز هند.
_إحنا ربنا بيحبنا يا فرحه..الحمدلله يعتبر لحد دلوقتي مقابلناش حاجه صعبه.
=تعرف يا أحمد أفندي!
_مممممم؟!
=أنا حبيت العيشه في الجزيرة و مبقيتش عايزة أرجع..أو عايزة أرجع أطمن علي أهلي و أجي هنا تاني!
_و انا كمان زيك يا فرحه..حقيقي أنا لقيت نفسي هنا..انا كنت مشتت و تايه من نفسي بس حالياً الوضع إتغير كتير.
قالت متسائله:يعني لو ربنا أذن و رجعنا..ممكن تفكر ترجع الجزيرة تاني؟!
أطلق لسانه بعفويه و صدق:بس علي شرط..تكوني معايا.
شردت قليلاً تحاول فهم مقصده ثم نظفت حنجرتها و قالت باحرف متقطعه متلعثمه:طب لو..لو أنا يعني مش معاك..مش هترجع؟!
أجاب بجدية:متهيألي صعب..في مقوله بتقول "الرفيق قبل الطريق"وأنا إتعودت عليكي و علي وجودك معايا و مش عارف لو مكنتيش معايا صراحه كنت هعمل إيه..مش بعيد كنت مت من شدة اليأس و الإكتئاب..فلو هكرر التجربه تاني يبقي لازم تكوني معايا.
_مينفعش خطيبتك مثلا ً؟!
زم شفتيه بتفكير قليلاً و قال:نورا حد منظم جداً و عملي جداً و حيوي جداً معتقدش إنها كانت هتقدر تتكيف مع الظروف اللي إحنا مرينا بيها دي لو كانت مطرحك..فـ لأ مقدرش أكون معاها في مكان زي ده لأنها هتوترني و هتستنزف كل طاقتي الإيجابيه كمان..إنتي علي عكسها تماماً يا فرحه..إنتي اللي بتجددي طاقتي و بتدعميني كمان.
إبتسمت علي إستحياء و قالت:والله هو انا مش فاهمه أوي..بس باين كده إنك بتمدحني يعني.
_طبعاً بمدحك..إلا قوليلي يا فرحه.
=و أقوللك يا فر.....
قطع مزاحها المعتاد قائلاً بتوسل:من فضلك إرحميني و إتكلمي جد شويه.
أومأت بإيجاب فسألها:بما إن كان المفروض فرحك بعد أيام..مش زعلانه؟!
صمتت لبرهه تبحث عن إجابه فقالت:عادي..مش زعلانه و مش فرحانه..هتصدقني لو قولتلك إن رجب مجاش علي بالي خالص من أول ما جينا هنا..ولا إفتكرت إنه كان المفروض هتجوز كمان.
ثم سألته هي بدورها و قالت:طب و إنت؟!زعلان إن ميعاد الفرح فات؟!
زفر مطولاً و قال بـ حيرة:مش عارف!..يعني زيك بردو مش زعلان و مش فرحان..بصي..علاقتي بـ نورا علاقه عاديه مش عميقه أوي..يعني مش قايمه علي الحب في المقام الأول..لا..أهم حاجه الإحترام..التفاهم.. التوافق الفكري و الإجتماعي..دي كلها حاجات مخليه علاقتنا ناجحه..إنما العاطفه و الأحاسيس دي مش موجوده بينا اوي يعني..فـ بالتالي إحنا مش ملهوفين علي الجواز يعني..و علي ما أعتقد إنها مش زعلانه بردو!
_ولا حتي زعلانه علي غيابك؟!
=بصي..نورا طبيعتها قوية و عمليه مش عاطفيه..يعني مهما زعلت مش هتخلي زعلها ده يطول او يأثر علي شغلها..هي ماشيه بمبدأ"الحزن في القلب بسسسس"
شدّد علي الأخيرة فزمت شفتيها بعدم إقتناع و قالت:طيب يلا كفايه كلام كده..تصبح علي خير بقا..نوماً هنيئاً إن شاء الله.
_ربنا يهنيكي يا فروحه..و إنتي من أهله.
دخل كلاً منهما إلي كوخهِ الخاص و أسند رأسه إلي يديه و شخص ببصرة إلي الأعلي و راح يفكر فيما يخترق عقله و يسلب راحته حتي ذهبا في نومٍ عميق.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
_التاكسي أهو يا رضوان و ده الإيراد من الصبح لدلوقتي..هطلع أنا بقا أنام ألا انا خلاص بنام علي روحي.
=إستني هنا..أنا مالي و مال الإيراد..إحنا إتفقنا إن كل واحد حر في إيراد التاكسي في الوقت اللي إشتغل عليه..إنت حر بقا عايز تحوش عايز تصرف إنت و شوقك..يلا سلام عليكم.
صعد إلي التاكسي و أداره و سار ببطء ثم أحني رأسه يفتح إذاعة القرآن الكريم فإصطدم بشخصٍ ما فأوقف السيارة سريعاً و نزل منها.
_ماشي يا داليا خلاص فهمت..طيب أنا هقابلك في الكافيه اللي بنقعد عليه في وسط البلد..بس هاخد منك المحاضرات و هرجع فوراً مش هقعد لأن خالتي مشدده عليا..باي.
ذهبت إلي "وسط البلد"و أنجزت ما نزلت من اجبه و أثناء عودتها وقعت منها ملزمه علي الأرض فإنحنت تلتقطها فإصطدمت بسيارة أجري.
نزل صاحبها علي الفور يجري مذعوراً و حدّثها قائلاً:إنتي كويسه؟!جرالك حاجه؟!
نظرت إليه و قالت:هو إنت اللي كنت في المطار من يومين؟!
تذكرها فقال:هو إنتي اللي أغمي عليها هناك؟!
أومأت بأسف فقال:أخبارك إيه دلوقتي؟!
_الحمدلله..و إنتوا؟!
زفر متألماً و قال:الحمدلله..الحال من بعضه.
_ربنا يهون..عن إذنك عشان مستعجله.
=طيب ما تتفضلي اوصلك مكان ما تحبي؟!
_مش هعطل حضرتك؟!
=لا ابداً ولا عطله ولا حاجه..إتفضلي.
صعدت بجانبه إلي التاكسي فسألها علي وجهتها و سار بها نحوها بعد أن أخبرته.
توقف بها أمام المنزل كما أشارت له ثم باغتته قائله:
معلش لو ممكن آخد رقمك عشان أتصل بيك تيجي توصلني للكليه لأني ببقا خايفه و انا راكبه التاكسي..أحمد الله يرحمه اللي كان بيوصلني.
_الله يرحمهم جميعاً..طبعاً مفيش مشاكل..إكتبي رقمي......
سجلت رقمه في هاتفها ثم اخرجت نقود و مدّت يدها له بها فكف يدها عنه قائلاً:خلي يا أستاذه..الجايات اكتر.
ثم إنصرف و تركها تنظر في أثره بتعجب و تقدير.
أصبح مناماً لحوحاً..يزورها كل يوم بإنتظام..يرهق ما تبقي لديها من قوة و ثبات.
_نورااا حبيبتي..فوقي يا نورا إحنا دلوقتي في أمان..نورااا....
أيقظها رنين هاتفها و كان المتصل والدها.
أجابت بصوتٍ ناعس يبدو عليه الإرهاق:أيوة يا بابي.
_حبيبة بابي.. عاملة إيه النهاردة؟!
=تعبانه يا بابي..تعبانه..كل يوم بشوف أحمد الله يرحمه في المنام و كل يوم بيقوللي نفس الكلام..أنا اعصابي تعبت و جدياً بفكر أروح لدكتور نفسي.
لم يأتيها رده فقالت:باابا..معايا؟!
_دي إستغاثه من أحمد ليكي يا نورا !
ضيّقت بين حاجبيها بتعجب و قالت:إستغاثه؟! مش فاهمه حضرتك تقصد إيه.
_أحمد عايش يا نورا و بيستغيث بيكي!
اطلقت ضحكه مقتضبه ساخرة و قالت:إيه الكلام ده يا بابي؟!أكيد مش ده تفسير الحلم.
=طيب فسريه إنتي..ليه بيجيلك كل يوم في المنام و بيقوللك نفس الكلام؟!أكيد مش حاجه عاديه!
_اكيد عشان أعصابي تعبانه اليومين دول..انا هحاول أغير مود ممكن أكون أحسن..المهم إنت كويس؟!
=كويس الحمد لله..هسيبك دلوقتي عشان لازم أعنل تليفون مهم و هكلمك بعدين..مع السلامه.
أنهي المكالمه معها ثم قام بالإتصال بإحدي شركات الطيران الخاصه.
_عايز طيارة خاصه للبحث عن مفقود كان متجه لتركيا و الطيارة سقطت في الميه..البحث يكون علي أوسع و أشمل نطاق و أنا متكفل بتكاليف الرحله كاملةً.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
أغربت شمس يومٍ جديد ليكون هو تتمة الشهر لهما في تلك الجزيرة.
كانت فرحه تجلس برفقه "أحمد" و يشعلان النار كعادتهما كل مساء.
زفرت حانقه و قالت بملل:ما تيجي نرغي في أي حاجة و لا نعمل أي حاجه بدل قعدتنا السوده دهين.
إبتسم لحنقها و قال:إيه رأيك نلعب ملك و كتابه؟!
_و دي هنلعبها إزاي يا سي كرومبو؟!
=عادي نجيب أي حجرة وشها مختلف عن ضهرها و نلعب بيها.
ظل يبحث حوله حتي وجد الحجر المناسب فقال لها:ده كويس..الناحيه الفاتحه كتابه و الغامقه ملك.
أومأت بحماس و قالت:حلوو..و اللي يخسر يتحكم عليه!
_مااشي..يلا إبداي.
ألقت الحجر بالهواء ثم تلقفته بين يديها و قالت: ملك ولا كتابه؟!
_كتابه!
ضحكت ضحكه سمجه و قالت:ملك..احكم عليك بإيييه أحكم عليك بإييييه!!!آه أقوللك..قوم لف الجزيرة 7مرات و إنت بتقول إحنا فشار إحنا فشار.
نظر لها بصدمه و قال:فشار إيه يا فرحه؟!و بعدين جزيرة إيه اللي ألفها 7مرات هو انا عليا ندر؟!ما تختاري حاجه سهله يا فرحه و خليكي جدعه.
_إمممممممم..طب أقوللك..غني.
=أغني!!
_لا ماهو إسمع أما أقوللك..مزاوله مش عايزين..هتغني ولا تقول إحنا فشار؟!
=لا أغني أرحم..طيب غششيني أغاني..انا مسمعتش أغاني من زمان.
_لا مليش دعوه..إختار إنت.
=إممممم..طيب هغني ل "عبد الحليم"لأني مش حافظ أغاني غير ليه.
_إطربني.
إبتسم ثم برز صوته العاذب متغنياً بأحلي ما غني العندليب..
خايف مرة أحب وعارف ليه أنا قلبي خايف
شفت الحب بيبكي ويضحك ماله عيون وشفايف
خايف مرة أحب وعارف ليه أنا قلبي خايف
شفت الحب بيبكي ويضحك ماله عيون وشفايف
إرتجفت أوصالها و إبتسمت لا إرادياً و تمتمت معه.
بس لو ألاقي اللي أحبه، واللي قلبي يروح لقلبه
واللي ترتاح روحي جنبه، يومها عمري ما أبقى خايـف
نظر بداخل عينيها و فعلت هي المثل و كأنه لا يوجد سواهما في الكون و إرتفع صوتهما معاً.
خايف إني أحب، وخايف ينسى الحب يوم يقابلني
خايف أجرب خايف أهرب، خايف أقرب يبعد عني
ناس من الحب شافوا أسية وناس اتهنوا
خايف يقسى الحـب عـليّ خايـف منه
أندم لو حبيت وقسيت، وأندم لو عمري ما حبيت
بس لو ألاقي اللي أحبه، واللي قلبي يروح لقلبه
واللي ترتاح روحي جنبه، يومها عمري ما أبقى خايف.
كومنتات كتير يا عشااق العندليب