رواية شذي الورد الحزين الفصل الثالث 3 بقلم ايمي الرفاعي
الفصل الثالث شذى الورد الحزين......
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.........وإن صرت ليلا كئيب الظلال .فما زلت أعشق فيك النهار .وإن مزقتنى رياح الجحود .فما زال عطرك عندى المزار ..أدور بقلبى على كل بيت .ويرفض قلبى جميع الديار .فلا الشط لملم جرح الليالى .ولا القلب هام بسحر البحار
(فاروق جويده(
.................
اتسعت عيناها ذهولا عند استماعها لطلبه ليقترب منها ممسكا يدها ويضغط عليها قائلا....أنا عارف إنك متفاجئه ..أنا مش منتظر منك رد دلوقتى هسيبك براحتك .بس إلى خلانى أطلب الطلب ده بالرغم أني عارف أنه انانيه منى ..اه أنانيه..أنا كبير جدا عليك وانت لسه صغيره وفى أول حياتك ومن حقك تتجوزى واحد فى نفس سنك بس أنا من أول يوم شوفتك فيه إتعلقت بيكِ...إنت ماتعرفيش عنى حاجه .أنا طول عمرى وحيد كل حياتى الشغل وتربية ابن اخويا..نسيت أتجوز وأعمل أسره .وكل ما اكبر خوفى من الوحده بيزيد..وأول يوم عينى وقعت عليكِ فيه خلتينى أشعر بالحياه وضحكتها وبقى عندى إصرار أن استمتع بيها على قد ماأقدر وأنتِ معايا
صمتت قليلا مستمعه لحديثه متسائله...وليه أنا..اكيد فى بنات كتير حواليك
تنهد بحب....كتير ..بس ولا واحده خطفت قلبى بابتسامتها زيك..انا عارف اني بظلمك بس مش بأيدى أمنع نفسى أني أحبك...ولو وافقتى أوعدك أن عمرك ماهتندمى هخليكي تحققى كل إللي بتتمنيه
دلفت الممرضه قاطعه حديثهم قائله.بمهنيه......عن إذن حضرتك هركب لها المحلول
أومأ برأسه مبتعدا لكي يسمح لها بالاقتراب قائلا....هى هتقدر تخرج امتى
ابتعدت بعد أن انتهت من عملها...اول مايخلص المحلول تقدر تروح.. عن اذنكم
أغمضت عيناها هربا من حصار نظراته لتفكر فى طلبه غير مصدقه ماسمعت
........فى نهاية اليوم..بعد أن إستعادت طاقتها أوصلها إلى مكان قريب من منزلها ملتفتا إليها ليقطع الصمت الدائر بينهم قائلا....نرجس
فركت يدها توترا دون أن تنظر إليه ليتابع قائلا... أنا مش هيأس وهنتظر ردك ..ياريت متطوليش عليا
اومأت برأسها خجلا لتنزل مسرعه من سيارته متجه الى منزلها وعيناه تتابعها بشغف...صعدت إلى غرفتها وهى تلهث لتلتقفها صديقتها بقلق....نرجس مالك وكنتي فين انا دورت عليكي طول النهار
ألقت بجسدها على فراشهم المتهالك ملتقطه أنفاسها المتعبه....كنت فى المستشفى
شهقت ورد جالسه بجوارها.....مستشفى ليه..ايه إللى حصل
فردت جسدها المنهك قائله بشجن....الشمس كانت سخنه وانا طول النهار تحتها ماحستش بنفسى إلا وأنا فى المستشفى
قطبت حاجبها تساؤلا....ومين إلى وداكِ
أغمضت عينيها لشعورها بالنعاس قائله...هحكيلك كل حاجه بس سيبينى أنام شويه
ربتت على يدها بحنان....نامى ياحبيبتي ولما تصحى أكون جهزت الأكل وتحكيلى
اومأت برأسها مغلقه عيناها لتغط فى النوم سريعا ...تركتها ورد متجه إلى موقد صغير لتحضر لهم طعام العشاء
بعد مرور ساعتين.....استيقظت معتدله فى جلستها بعد أن أحضرت لها ورد صنية العشاء ليتناولوه سويا قائله....مالك يانرجس من وقت ماصحيتى وإنت ساكته
أخذت نفسا عميقا محركه ملعقه الطعام بيدها قائله....فى حاجه حصلت انهارده مخليانى متلخبطه وتايهه
عقدت حاجبيها تساؤلا....حاجه ايه
تركت مابيدها لتشرع فى الحديث قاصه عليها ماحدث..اتسعت عيناها ذهولا قائله....طلب يتجوزك..مش ممكن وأنت رديتى عليه بأيه
أرجعت برأسها إلى الوراء متنهده بحيره....ماردتش عليه..أنا سمعت إلى قاله وفضلت ساكته وهو إحترم سكوتى وقال إنه هيستنى ردى..قوليلي اعمل ايه
وضعت ورد يدها على وجنتها بحيره قائله...مش عارفه خايفه أقولك وافقى يكون بيلعب بيكي وخايفه برده أقول لك لا تكوني ضيعتى فرصه من ايدك .تعالى ناخد رأى حسن ونفكر إحنا الثلاثه سوا
اعتدلت فى جلستها لتنظر إليها بمرح.....بس سيبك من كل ده بقيتى عروسه يابيضه والعرسان بيلفوا حواليكي بكره ماحدش هيعرف يكلمك وهتبقى نرجس هانم
ابتسمت على مزاحهها لتشاركها الضحك وهى تتحرك بخيلاء ورأس مرفوعه قائله....ياسلام يابت ياورد هلبس أحلى لبس وأكل الأكل إلى كان نفسى فيه
ضربتها على مؤخرة رأسها ضاحكه....أكل ايه ياطفسه إلى بتفكرى فيه
ضحكت....امال عايزانى أفكر فى ايه يا شيخه حد واخد منها حاجه..تعالى ننزل لحسن نأخد رأيه
تركت مابيدها مرتديه حجابها قائله.....يالا
اتجهت الاثنتان إلى صديقهم الثالث داخل مرأب إحدى العمائر السكنيه ليبتسم عند رؤيتهم قائلا....أهلا بالحبايب
ابتسمت كل منهما لتجيبه نرجس بمشاكسه...ازيك ياواد ياحسن
قطب جبينه بغضبا مصطنعا قائلا....واد ايه يامعفنه بكره هبقى الباشمهندس حسن ومش هتعرفى تكلمينى
ضحكت باستهزاء....مش لما تبقى الاول انت أخرك معهد ده لو حصلته أصلا
ضربها على رأسها ضيقا....بطلى حقد ولمى لسانك بدل مااقطعهولك
كادت أن تبادله الشجار لو لا ورد أوقفتهم بضيق....مش ناوين تكبروا وتبطلوا مناقره مع بعض
هزت كتفيها....انا مالى هو إلى بيجر شكلى
ضرب كفيه حيره منها.... أنا برده يامفتريه
ورد....خلاص يا حسن انت الكبير ممكن نهدى شويه ونخلينا فى الى إحنا جاين علشانه
هز رأسه حزنا مصطنعا... وأنا أقول إن وحشتكم أتاريكم جاين علشان حاجه
هزت كتفيها سخريه....وحشتنا ايه يا عم الحاج مااحنا لسه شايفينك هى شغلانه
ضغطت ورد على يد صديقتها لتوقف مزاحها السخيف.....طبعا وحشتنا ياحسن هو احنا لينا مين غيرك
ابتسم بحب متأملها بهيام....وإنت علطول وحشانى ونفسى ماتغبيش عن عينى لحظه
خفضت أهدابها خجلا لتخرجهم من حاله حبهم بصوت عال....مانجيب اتنين لمون أحسن ماتبطل نحنحه ياخويا أنت هتعيش الدور كسفت البت
ضغط على أسنانه متمتما بغيظ.....الله يخربيت فصلانك يا شيخه روحى يانرجس روحى الله لايسيئك علشان انا جبت أخرى منك..روحوا استنونى هخلص آخر عربيه وأحصلكم
جذبت ورد يد صديقتها قبل أن تتمادى فى حديثها وينتهى بشجارهم الدائم سويا ليتجهوا إلى إحدى المقاعد المطله على ضفاف النيل..بعد مرور نصف ساعة وصل إليهم ليجلس بجوارهم وفى يده بعض من عيدان الذره المشويه التقفتها نرجس بفرح قائله....الله عليك ياواد ياحسن جم فى وقتهم طول عمرك بتفهم
هز رأسه .....لو تبطلى تقولى واد هحبك
رفعت حاجبها متسائله....أمال عايزنى أقولك ايه ياحسن باشا
أشاح بيده عاليا...ولا تقولى ولا تعيدى نقطينا بسكاتك أحسن ..المهم عندى ليكم خبر حلو
تلهفت الاثنتان بتساؤل....ايه خير
قضم من عود الذره خاصته قائلا....بسبوسه
بلهفه وقلق تسائلت ورد.....مالها
بملامح هادئه وسعيده قائلا....الحمد لله مدام رقيه هتتكفل بعلاجها وكمان فى دكتور قريبها متخصص فى الحالات دي هتكلمه لما يرجع من السفر يعملها العمليه
صفقت كل منهما لتصيح نرجس بسعاده.....الله عليك يااستاذ شوفت بحترمك ازاى
ضحك على مزاحها.....ماشى يانرجس هانم...خير كنت عايزانى فى ايه
نظرت كل منهما للاخرى بقلق لتبادر ورد حديثها قائله.....فى عريس متقدم لنرجس
تهللت اساريره قائلا...بجد الف مبروك والله وكبرتى يانوجه وهنخلص منك مين بقى تعيس الحظ إلى وقع فى طريقك
ضربته على رأسه ....تعيس مين يابابا ده هتبقى أمه دعياله
هز رأسه رفضا....لا هتبقى داعيه عليه...المهم مين إحكى
ضغطت على شفتاها توترا لتقص عليه كل ما حدث الفتره الماضيه حاولت أن تستشف رأيه من ملامحه البارده قائله....ايه رأيك
ضيق حاجباه ضيقا قائلا....رأى في ايه.. انت واعيه للى بتقوليه..عايزه تتجوزى راجل قدك مرتين في العمر علشان شويه فلوس
لوت شفتيها استهزاءا....شويه الفلوس إلى مش عاجبينك بسببهم طالعه روحك علشان تكمل تعليمك وبتحط القرش على القرش علشان تشترى كتب لولا الست رقيه كان زمانك مش عارف تعمل حاجه...شويه الفلوس دول إلى مخلينى أنا وورد نشتغل فى عز البرد والحر علشان نعرف نعيش ومانمدش أيدينا لحد..عرفت شويه الفلوس إلى مش عاجبينك ممكن يعملوا ايه قادرين يخلونا بنى ادمين ونقب على وش الدنيا
ترك ما بيده متنهدا بضيق...بما انك واخده قرارك جايه تسألينى ليه
سقطت دمعه هاربه من عينيها قائله بحزن....علشان كنت فاكره انك الراجل بتاعنا واخويا إلى هيقف فى ضهرى ويساندنى
أخذ نفسا عميقا قائلا....وعلشان انا اخوكى زى مابتقولى انا مش موافق انك تضيعى شبابك مع واحد كبير فى السن ويعتبرك سلعه يبيع ويشترى فيها ..مافكرتيش ايه إلى يخلى واحد زيه يبص ليكي ولا انت من مستواه ولا قريبه من سنه الا انه عايز يستغل شبابك وسنك الصغير وحاجتك للفلوس يعوض نقصه ..ليه مايروحش يتجوز من إلى نفس مستواه ..بس ليه وقدامه واحده سهله مش هتكلفه حاجه ملهاش أهل وقت مايحب يسيبها هيسيبها من غير ما حد يقف ليه
احمر وجهها غضبا منتفضه من مجلسها قائله....شكرا ياخويا انا مش سهله ولا رخيصه قوى كده والى خلانى أفكر فى الموضوع .إنتم..جوازى منه حتى ولو وقت صغير وتسليه زى ما إنت بتقول بس على الاقل هطلع منه بمبلغ محترم يعيشنا كلنا ونطلع من الفقر إلى أكل من جسمنا رقات
صاح بغضب....الله الغنى عن الفلوس إلى تيجى من ذلنا واهانه كرامتنا احنا اه فقرا بس كرامتنا غاليه ومانسمحش لحد يهينا ولا يفتكرنا عبيد يشترينا بفلوسه
جزت على أسنانها ضيقا من حديثه.....يالا ياورد انا ماشيه هتيجى معايا
لتسرع بخطاها تاركه ورد تنظر إليه بضيق.....ليه كده يا حسن كلامك كان صعب قوى
أغمض عينيه ندما على حديثه القاسى معها قائلا....كان لازم افوقها قبل ماتوقع نفسها فى البير وماتلاقيش حد يسحبها
هزت راسها رفضا....بس برده مش بالطريقه دي...ده انت حسستها انها زى بنات الشوارع إلى بتبيع نفسها
جز على أسنانه ضيقا من نفسه.....ماكنش قصدى روحى وراها ياورد وطيبى بخاطرها انا مش عارف انا قلت كده ازاى
تنهدت بحزن مسرعه وراء صديقتها لتهدئتها على مااستمعت إليه ..وصلت إلى غرفتهم لتشهق ضيقا عند رؤيه صديقتها دافنه رأسها فى وسادتها شاهقه بالبكاء....أسرعت إليها لتجذبها فى احضانها وهى تهدهدها.....ليه كل العياط ده هو ماكنش قصده ..من خوفه عليكي ماكنش عارف بيقول ايه
زادت من شهقاتها....انا مش رخيصه ياورد ولو كنت فكرت فعلشان أطلع من الفقر إلى إحنا فيه هو ليه مش حاسس ان الفقر ذللنا ومخلينا نحتاج للي يسوى واللي مايسواش
مسدت على شعرها بحنان....أوعى تقولى كده انتِ عمرك ماهتكوني رخيصه ولا مذلوله انت غاليه قوى وكفايه انك عايشه بشرفك وكرامتك ياما بنات معاها فلوس وعندها أهل ومفرطه فى نفسها فأوعى تشوفى نفسك قليله هو غلط في تفكيره ..ولو انت عايزه تتجوزيه ومستريحه للموضوع ماتفكريش فى حد بس لو متردده ارفضى
هزت راسها رفضا.....لا..خلاص أنا اتشائمت من الموضوع ومش عايزه أتجوز
ربتت على ظهرها قائله.....برده فكرى ماتاخديش قرار سريع فى وقت زعل مع إني مع حسن وشايفه إنك بتظلمى نفسك بس برده شوفى إلى يريحك
أراحت راسها على وسادتها ضامه جسدها بيدها لتغلق عينيها بحزن.....انا تعبانه وعايزه أنام
دثرتها قائله بحب.....نامى ياحبيبتي وسيبيها على إللي خلقك
..............................مرت عده أيام...تجنبت نرجس لقاء حسن لغضبها من حديثه ومن جهه اخرى الاختباء من ابراهيم وعرضه المغرى فبرغم من ارتياحها لحديثه ولكن بعد تفكير رفضت وفضلت الاختباء حتى يمل ويختفى
...............تحت اشاره المرور تستند على الحائط تقلب مابيدها لتنتفض فجأه عند انتزاع أحدهم مابيدها ويوقعه أرضا لينظر إليها نظرات خبيثه ساخطه مزمجرا بضيق ....والله ياست ورد بتقوى العيال عليا
جوت على أسنانها غضبا.....اه ولو مابعدتش عنهم هبلغ البوليس عنك
ضحك تهكما.....بوليس ...وماله اعمليها وشوفى انا هعمل ايه
بشراسه وغضب.....ولا تقدر تعمل حاجه
رفع حاجبه استنكارا....ايه الشجاعه والقلب الجامد ده اتغيرنا خالص ومابقناش نخاف زى زمان
ضغطت على قبضه يدها بغضب.....ايوه إتغيرت ومابقتش أخاف وإلى عايزه إعمله
حك ذقنه بسخريه.....تمام يا ست ورد بس افتكرى إنت إلى إبتديتى
إفترشت الأرض تلملم ماسقط منها عائده بذاكرتها إلى الوراء متنهده بحزن عند تذكرها معاناتها مع هذا البغيض وكم حاول الاعتداء عليها بالضرب والإهانة وإجبارها على العمل تحت سيطرة المعلمه حسنيه لولا مساعده والد حسن لها واخذها فى كنفه فتره من الزمن بعد وفاه عائلتها حتى إستطاعت أن تنضج وتعتمد على نفسها لكانت الان مثل هؤلاء الفتيات تباع وتشترى فى سوق العبيد ...لمحها حسن ليقترب منها سريعا بقلق....ايه إلى مقعدك كده
بلعت ريقها توترا من رده فعله إذا علم بالامر لتبتسم ابتسامه مهزوزه.....أبدا وقع منى شويه ورد قعدت أللمهم
المهم هتفضل انت ونرجس كده مابتكلموش بعض..ماينفعش احنا أخوات وحاجه واحده
ساعدها على النهوض قائلا....هكلمها وأتأسف ليها انا عارف انك زعلانه وانا ماأقدرش على زعلك
أشاحت وجهها بعيدا من الخجل قائلا....ربنا مايحرمنى منك..خلاص أم سيد كانت عازمانا على الغدا فهنستناك تيجى تاكل معانا
أسبل جفنيه قائلا....حاضر يا وردتى هاجى ..يالا روحى علشان الوقت أتأخر عليك
اومأت برأسها مبتعده وقلبها يخفق حبا لأول من تعلمت الحب على يديه
...........................
فى المساء ........التف الجميع حول مائدة الطعام ليهدر جرس الباب معلنا عن وصول صديقهم المقرب....صاحت ورد فى صديقتها من الداخل.....افتحى يانرجس ايدى مش فاضيه
اتجهت إلى الباب لتتفاجأ بحسن ماثل أمامها أشاحت وجهها بعيدا حزنا منه..مد يده بلفافه من الحلوى قائلا بابتسامه ود......أحلى طبق حلويات لاحلى نرجس
اغتصبت ابتسامه سريعه لتلتقفها منه مبتعده من طريقه قائله بغضب مصطنع.....أهلا اتفضل
رفع حاجبه تذمرا....ايه اهلا ده...انت لسه زعلانه مايبقاش قلبك إسود
تهادت فى مشيتها بسخريه.....وهزعل ليه هو انت عملت حاجه
دلفت ورد على حديثهم لتضربها بخفه على رأسها....ماخلاص يارخمه .الراجل جايبلك طبق حلويات علشان يصالحك ماتسوقيش فيها
ابتسمت أم سيد....نرجس بتغلس عليك ياحسن انت عارف أنها عمرها ماتزعل منك ربنا يخليكم لبعض
دنا بجذعه مقبلا رأسها....ولا يحرمنا منك يا ست الكل
اقترب من الصغيره مدغدغا أياها قائلا .....بسبوستى عامله ايه دلوقت وحشتينى ياقطه
ضحكت من تحت يده لتربت أم سيد على يدها.....الحمد لله بقت أحسن..بسبوسه ده حته سكر ربنا يحميها نورت حياتى وملت عليه الدنيا...عقبال مانفرح بعمليتها ساعتها هوزع رز بلبن لله
حسن.....أن شاء الله هتعملها وترجع تتنطط من تانى حوالينا
ورد....امين يارب..يالا يا جماعه مدوا أيديكم
التف الجميع حول الطعام وسط ضحكات بسبوسه ومشاكسات حسن لنرجس لتنتهى الامسيه بسعاده وراحه بال غير مبالين بفقرهم ولا الهموم التى تحيط بهم فالرضا والقناعه تملأ قلوبهم راضين عن حياتهم متنعمين بالسلام النفسى الذى يفتقده كثير من من يمتلكون الأموال الطائله
.........................
داخل إحدى المنازل القديمه تتهادى بملابس خفيفه داخل غرفتها لتشهق بغنج عند اقترابه منها.....متولى .خضتنى
جذبها اليه متأملا خصلات شعرها الصفراء المصبوغه حديثا غامزا لها بوقاحه.....سلامتك من الخضه يابت وحشتينى
ضربته بدلال على صدره.....لو كنت وحشتك كنت سألت بقالك أسبوع مختفى
حك رأسه ليجذبها للجلوس بجانبه....ماانت عارفه مايأخرنيش عنك إلا الشديد القوى
مالت إليه بدلال.....وإيه هو الشديد القوى الى يمنعك عن نوسه حبيبه القلب
بلل شفتاه شاعرا بالحرارة تسرى بجسده من قربها.....شغل.هناكل منه الشهد
أرادت متابعه الحديث ليغمز لها بوقاحه منهيا تساؤلاتها وصدره يعلو ويهبط مقتربا منها هامسا....بطلى كلام .بقولك وحشتينى
.......بعد كثير من الوقت.......اعتدلت فى جلستها ملتقطه من يده سيجارته تنفث دخانها عاليا....مالك يا معلم سرحان في ايه
سند برأسه الى الوراء قائلا....فى ورد
التفتت إليه بغضب وغيره صائحه.....فى مين انت واعى للى بتقوله
ابتسم ضاحكا على هيئتها....اهدى يابت مالك اتحولتى كده ليه
نكزته في صدره غاضبه.....لازم اتحول واتجنن لما تجيب سيره مقصوفة الرقبه انت لسه عينك عليها بعد مارفضتك
عقد حاجبيه ضيقا....رفضتنى ايه يابت ماتتعدلى فى كلامك..انا ماحدش يرفضنى..انا المعلم متولى
اقتربت منه بغنج ممرره يدها على خصلات شعره....سامحنى .يا معلم انا مااقصدش.طبعا ماحدش يقدر يرفضك .ده انت المعلم متولى على سن ورمح آمال انا بحبك من شويه .خلاص بقى ماتزعلش منى
تنهد بضيق....خلاص يانوسه محصلش حاجة على العموم كل الحكايه ان البت طالعالى فى البخت اليومين دول وبتقلب ورايا فبفكر لها فى حاجه تكسر عينيها علشان تتلهى عنى
التمعت عيناها خبثا......اذا كان كده ماشى.انا معاك نفكر سوا ياما نفسى اشوفها مذلوله هى وصاحبتها دايما باصين ليا من طرف مناخيرهم وشايفين نفسهم شرفا وماحدش قدهم
جز على شفتيه مفكرا....تمام سيبينى أفكر لها فى حاجه محترمه.وبعدين ابقى أقولك...المهم قومى اعملى ليا حاجه أكلها
تحركت من جانبه مرتديه باقى ملابسها مشيره لعينيها بدلال.....من عنيه يا سيد المعلمين
انتظر خروجها متنهدا بضيق عند عودته للوراء وتذكره رفض ورد الارتباط به بعد محاولاته المستميته التقرب منها لتصيح فى وجه بغضب قائله.....إنت اتجننت عايزنى اتجوز حرامى وبلطجى أنا لو روحى فى إيدك عمرى ماهوافق بيك..أنا إلى هتجوزه يكون راجل بجد مش عامل نفسه راجل بيتحامى فى بلطجيته وصبيانه
ضغط على أسنانه بوعيد .....وانا هوريك البلطجى ده هيعمل فيك ايه يابرنسيسه وحياه قلبى الملهوف عليك كل مابيشوفك لخليكي تركعي وانتي الى تطلبى رضايا......
إيه رأيكم في كلام حسن..عنده حق فى رفضه جواز نرجس ..وهى هتفضل مطوعاه ولا هتغير رأيها.....................