رواية غريق علي البر الفصل الثالث 3 بقلم نعمة حسن
لفصل الثالث بقلمي،، نعمه حسن،،
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
_ديب!
قالتها "فرحه" بهلع و صوت منخفض مرتعش و إختبأت خلف ظهر "أحمد" الذي ظل ينظر إلي الذئب نظرات ثابته و قال:
=إرجعي لورا بالراحه.
فعلت "فرحه" كما أمرها و إزداد خوفها فقال: لازم نولع نار بسرعه.. إجري و خدي أي جزع شجره و وولعي فيه و هاتيه.. بسرعه.
قالت وهي ترتجف خوفاً: أولع فيه إزاي يعني؟!
رمقها بغيظ و قال: هاتي حجرين من اللي علي الأرض دول و حكيهم في بعض هيطلعوا شرارة نار..ولا أقوللك هاتي غصنين من اللي جمبك دول و حكيهم في بعض جامد و حطي بينهم ورق شجر.. إخلصي.
مدّت أناملها المرتعده و أمسكت بغصنين شجر ملقين علي الأرض و فعلت كما أمرها و فوجئت عندما إشتعلت النيران فنظرت له بفرحه و قالت:دي ولعت.
_بسرعه ولعي جزع شجرة و هاتيه.
أمسكت بجزع شجرة ملقي علي الأرض و أشعلته من النار التي صنعتها و ناولته إياه فأمسكه و دار حول الذئب فدار الذئب حوله بدوره.
ظل يدور حول الذئب عدة دورات ممسكاً بيده العصا المشتعله حتي تركه الذئب و إنصرف.
قالت متعجبه:ده سابك و مشي!!
إستند إلي الشجرة خلفه و قال وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة:الديب مع إنه من أقوي الحيوانات لكن ربنا سابله نقطة ضعف واحده و هي شوكه في ضهره بتخليه ميعرفش يلف رقبته لازم يلف بجسمه كله
فـ عشان كده فضلت ألف حواليه و هو يلف خايف يقرب من النار لحد ما داخ و مشي.
مصمصت فرحة شفتيها في إعجاب و قالت: يحلاوة..صحيح العلم نور يا ولاد!
نظر لها حانقاً و قال؛أهو ده اللي باخده منك..ثم قال مقلداً صوتها:يحلاوة..صحيح العلم نور يا ولاد.
قالت بغضب طفيف:الله!!و أنا في إيدي إيه أعمله يعني و معملتوش؟!
_لا من اللحظة دي لازم نقسم المهام بيننا و كل واحد يلتزم بالشروط اللي هنحطها دلوقتي.
=إتفضل ياخويا..قسّم و سمعني!
نظر لها مذهولاً فقالت:مش أنا قولتلك متدقش معايا..إنجز يا إسمك إيه..ألا إنت إسمك إيه صحيح؟!
_إسمي أحمد..إسمعي يا فرحه..أنا هحاول أوفر ميه نشرب منها و إنتي تدوري علي أكل أو العكس..المهم نبدأ من دلوقتي قبل ما الليل يليل.
قالت ساخره:حااضر يا أحمد أفندي..هخطف رجلي لحدايت السوق اللي في آخر الغابه و أجيبلك اللي نفسك فيه..حاضر.
لعن تحت انفاسه و قال:بلاش سخريه، مش نقصاكي..
خلاص إختاري إنتي السهل و إعمليه..هتعرفي تدوري علي ميه؟!
_منا بقولك نشرب من البحر قولتلي مينفعش!هجيب ميه منين أنا؟!
=لا قولتلك هنقطرها الأول..بس لازم نلاقي حاجه نحط فيها الميه علي النار..دي هتكون مهمتك..و أنا هحاول أصيد سمك لعل و عسي أنجح.
_ولو منجحتش؟!
قالتها بتلقائيه فأجاب:ماشاءالله كتلة طاقه سلبيه متحركه..يبنتي تفائلي شويه مش كده!
_طيب ي احمد افندي هتفائل..روح يا رب تصطادلنا دنيس و شبار هو أنا عايزة إيه يعني؟!
=إتريقي براحتك..يلا معاكي حوالي ساعه علي ما أرجع تكوني عملتي نار و قطرتي ميه للشرب.
_و الحاجه اللي هقطر فيها الميه أجيبها منين؟!
=إتصرفي بقا مش إنتي المفروض ست بيت؟!
_لا و إنت الصادق ده أنا بقيت ست غابه!
لم يستطيع أن يمنع ضحكته فأدار وجهه و ذهب نحو الماء.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
إختفاء طائرة مدنية مصرية على متنها 62 شخصا عن الرادارات بعد خمس و أربعون دقيقة من انطلاقها إلى تركيا .
وقال موقع تتبّع الرحلات الجوية إن الطائرة فقدت أكثر من 3000 مترا من ارتفاعها في أقل من دقيقة.
وقال أحد البحارة: أنه شاهد تحطم الطائرة و أن قبطان سفينته قرر العودة إلي اليابسه و اضاف:
"الطائرة سقطت مثل البرق وانفجرت في الماء"، مضيفا أن الحادث وقع على "مسافة قريبة منا نسبيا"، وأن بعض "الشظايا كاد أن يصيب السفينة".
وقال سكان جزيرة قريبة من مكان اختفاء الطائرة إنهم عثروا على أشياء يعتقدون أنها من الطائرة.
وأرسلت السلطات أكثر من عشر سفن وعددا من الغواصين من سلاح البحرية إلى الموقع الذي يُعتقد أن الطائرة سقطت فيه.
ويفحص محققون أجسامًا يعتقدون أنها من حطام الطائرة المفقودة.
وصرّح المتحدث بإسم وكالة البحث والإنقاذ بأنها تسلمت حقيبتين "إحداهما بها أغراض مسافرين، والأخرى أشلاء .. ولا زلنا نفحص ما نعثر عليه لتحديد هويته".
إستمع والد"فرحه"و أخواتها و"رجب"إلي ذلك الخبر الذي ذاع علي كل قنوات الأنباء فقال والدها بنياط قلبٍ متمزقه:أنا قولت في حاجه حصلت محدش صدقني..ما هو مش طبيعي إن رضوان ميردش علينا أديله يومين.
قال رجب مطمئناً:متقلقش يا عمي إن شاء الله مجراش حاجه عفشه..هما لسه بيدوروا و إن شاء الله هيلاقوهم أنا قلبي حاسس إنه خير والله..و بعدين دي فرحه يا عمي يعني قطه بسبع أرواح.
قال الأخيرة ممازحاً فرمقه شقيق فرحه"رامي"بغيظ قائلاً تعرف يا رجب يابن عمي فرحه كانت دايماً تقول عنك إيه؟!
هز"رجب"رأسه متسائلاً بحماس فأجاب رامي:إنك عديم الحساسه!
قطب رجب حاجبيه بضيق و قال:تشكر يبن عمي..طيب يا عمي ناوي علي إيه دلوقتي؟!
_هننزل مصر نستنا في المطار مع اللي بيستنوا..ربنا يردك بالسلامه يا فرحه يا بتي.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت"فرحه"تبحث في محاولة منها لإيجاد وعاء يصلح لوضع المياه به و لكنها فشلت..جمعت أكوام من الحطب الجاف و قسمتهم إلي ثلاثة كومات و ذهبت بإتجاه البحر فوجدته يقف بداخل الماء فسألته:يا أحمد أفندي..صيدت كام سمكه؟!
قال بيأس:ولا سمكه!
_ولو فضلت واقف هنا طول السنه مش هتصيد حاجه..السمك موجود في الميه القليله اللي بين الصخور مش موجود علي الشط مطرح ما انت واقف كده.
نظر لها بإستهزاء و لم يعيرها إنتباهاً فتركته و ذهبت بجوار المياه الضحله و مدت يدها فإبتعد السمك مسرعاً..ثبتت يدها بداخل الماء حتي عاد الماء ساكناً مرة أخري و عاد السمك يمر من فوق يديها فتلتقط هي ما تستطيع الإمساك به و ترمي به إلي الرمل.
حسّه فضوله غلي ان يذهب و يري ماذا تفعل و لكنه تفاجأ قائلاً:يا بنت الإيه!!!أربع سمكات؟!صيدتيهم إزاي دول؟!
نظرت له بفخر و غرور قائله:ملكش دعوة.
قال مغتاظاً:إيه مليش دعوة دي هو أنا جاي اشحت منك؟!كفي نفسك ياا ماما.
_منا يدوب هكفي نفسي ب الأربع سمكات يا افندي..حد قاللك إني عازماك ولا حاجه؟!
ذهب بإتجاه المياه حانقاً و قد بدأت أمعاءه تستغيث.
ذهبت "فرحه"ناحية النار و بدأت حفلة الشواء خاصتها و هي تغني بخيلاء و فخر.
جلس هو أمام البحر بيأس و حيرة و شرد بخاطرة ناحية شقيقته و عما أصابها في غيابه و عن خطيبته"نورا"فقاطع شروده جلوس"فرحه"بجانبه و هي تمد يدها له بورقة شجره غليظه فوقها ثلاث سمكات.
نظر لها بإستفهام فقالت:إيه بتبص كده ليه؟!يلا بسم الله.
_إيه ده؟!قالها متعجباً
=شوسي..هيكون إيه يعني يا أحمد أفندي سلامة الشوف.
ضحك ملء فمه و قال مصححاً:إسمه سوشي علي فكره..و بعدين إنتي جايبالي أكلك ليه؟!
_لا وهو أنا هديك أكلي ليه؟!عاشقاك في الضلمه مثلاً؟!ده منابك.أنا صيدت 6سمكات و دي قسمة العدل.
ربت علي ظهرها بتقدير و قال:لا يا فرحه شكراً مش عايز..كلي إنتي بألف هنا.
_لا و يمين الله ما أمد إيدي إلا أما تاكل معايا..يلا سمكه هنيه تكفي ميه.
ضحك بشده و بدأ يشاركها الطعام و قال:إلا قوليلي يا فرحه.
_اقوللك يا فرحه ليه لامؤاخذة؟!
نظر لها بتعجب و هز رأسه بيأس فقالت:بضحك معاك يا أحمد أفندي..اصل أنا بحب الهزار و الضحك قد عنيا.. مبحبش النكد و شيلة الهم.
_معاكي حق..مفيش حاجه مستاهله.
اومأت بتاكيد و قالت:هاا كنت عايز تسأل علي إيه؟!
_أه..إنتي قولتيلي إنك كنتي مسافرة تركيا عشان أختك بتعمل عمليه هناك..مظبوط؟!
هزت رأسها بنعم فقال:بس سفر تركيا مكلف جداً و كمان العمليات هناك مش بسيطه!
=آاااه..تقصد يعني عشان إنت شايفني بسيطه و كده ف إزاي جيبنا مصاريف العمليه و السفر.
_بصراحه أه..عندي فضول أعرف.
=بص يا أحمد أفندي..إحنا فلاحين يعني عيشتنا بسيطه جداً بس حالنا متيسر جداً الحمد لله..يعني عندنا أطيان و لا مؤاخذه مواشي و الحمدلله مستورة فلما جه موضوع عملية "بدر" أبويا باع أرض من اللي عنده لواحد فلاح قريبه بردو و بدر سافرت و عملت العمليه الحمد لله و لما جيت أنا أسافر بردو كان عنده "عجله"صغيره باعها لـ"رجب" إبن عمي و سافرت و ياريتني ما سافرت..أهو خسرني و خسر العجله.
إنفجر هو ضاحكاً فشاركته الضحك و قالت:الحمد لله ده أنا كانت عصافير بطني صوتت من الجوع..عقبال الميه ياارب.
_شكراً يا فرحه علي أكلة السمك المعتبره دي..الغدا بكرة عندي هاا؟!
قال جملته ممازحاً فقالت ضاحكه:لا إنت بكرة تدور علي حاجه نقطر فيها الميه و انا يسيدي عليا الغدا
أومأ مبتسماً بإقتضاب و أشاح بوجهه نحو البحر.
"خلاص بقا يا رضوي يبنتي إهدي بيقولوا لسه البحث مستمر أهو يعني إن شاء الله في امل!"
قالتها خالة رضوي تحاول تهدئتها فقالت رضوي بنحيب:لا يا خالتو انا قلبي مقبوض من يوم ما سافر و حاسه إنه جراله حاجه.أنا لازم أروح أستني في المطار ممكن ييجي منهم أي خبر.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلّا أحمد و فرحه يجلسان أمام البحر في صمت لم يقطعه أيّاً منهما حتي تثائبت "فرحه"بشده و قالت:
_خلاص مش قادرة..عايزة أنام.
=و انا كمان النوم غلبني..قومي نروح هناك جمب النار أأمن.
ذهبا و جلسا بجوار النار فأحاطت"فرحه"نفسها بذراعيها تلتمس الدفء منهما و أسندت رأسها إلي الشجرة من خلفها و فعل هو المثل و غطّا في ثبات عميق قطعته فرحه صارخه فجأه...