رواية شفاء الفصل الثاني 2 بقلم سلمي ناصر
لثاني
= يلا يا شفاء يا حبيبتي عشـان تروحي الكوافير.
امها دخلت عليها يوم فرحها الصبح ، وفي ايديها فستان فرح تصميمه هادئ ورقيق .. "شفاء" بصت للفستان ، ومحستش بفرحة حقيقة ، هي زي اي بنت كان نفسها تختار فستان فرحها والسعادة مالكها عشـان هتلبسه لشريك عمرها الي هي مختراه وحباه.
- هو انا هروح كوافير يا ماما ؟
= اكيد يا حبيبتي ، وهو في عروسة متروحش الكوافير يوم فرحها برضو .. اجهزي يالا عشـان نلحق.
- كوافير ايه يا ماما ؟! مش مستهله .. انا أَصلًا مليش نفس اروح .. ايه لازمتها .. دا هو مٲذون هيكتب الكتاب في الجامع وخلاص.
= ازاي يا شفاء ؟ انتي عروسة يا حبيبتي ؟
- عروسة !؟ انتي عارفة انا ليه مش عايزة اروح .. انا هكتفي بلبس الفستان بس عشانكوا .. وبلاش ميك اب خالص .. انا اصلآ مش بحبه.
امها بصتلها بحيرة .. بس مخفتش من عينها نظرة الحزن عليها .. هي برضو بنتها وكان نفسها تجوزها بطريقة احسن من كدا .. مش جواز لغرض..
امها خرجت لٲبوها ، وقالتله علي رفضها ، وهو محبش يضغط عليها وسابها براحتها ، و"شفـاء" لبست الفستان وبنات خالها ساعدوها في لبسه ، والفستان كان جميل جدآ عليها .. كانت طالعة فيه مميزه وبسيطه وظاهر شكلها وحجمها الصغير ..
= الفستان هياكل منك حتة يا شفاء ..
"" فعلا يا شفاء جميل عليكي اوي .. هقولك علي حاجة ومترفضيش .. انا هحطلك ميك اب بسييط اوي ، يظهر ملامحك بس ""
- لٲ يا نسمة .. مش عايزة .. كدة كويس
= في عروسة متحطش ميك اب وتتزوق ؟ دي كل بنت بتستني اليوم دا عشان تعمل الي نفسها فيه من مكياج
"" خلاص يا نسمة هي حلوة بطبيعتها .. يالا بينا يا شفاء عشـان منتٲخرش عليهم .. ""
راحت "شفـاء" مع عيلتها للمسجد الي هيكتبوا فيه كتب كتابها ، وكان "منذر" هناك مع عيلته ولابس البدلة السودة الي مخلياه جذاب .. ولما شافها بالفستان ، وقف يبصلها كتير كان مفيش غيرها موجود ، مستغرب ومنبهر ، شكلها مختلف ومتغير عن المعتاد بالفستان .. اد ايه هي محلياه .. بشكلها البريئ والطبيعي من غيـر تكاليف ومبالغة .. وهي لاحظت نظراته ليها ، واتكسفت وبصت في الٲرض .. وبدٲ المٲذون بٲجرٲت كتب الكتاب ..
"" بـارك الله لكما ، وبارك عليكما ، وجمع بينكما في خير .. ""
"شفـاء" بعد جملة المٲذون اترعشت وقلبها دق جامد ، هي كدا بقت مرات "منذر" وهتروح معاه ، مش هتروح بيت اهلها ..!! خافت وتوترت وكانت هتعيط من الوضع الصعب دا ، بس مسكت نفسها عشان اهلها والناس ، و الي مطمنها شوية ان زياد هيبقي معاهم يعني مش هيبقوا لوحدهم في الشقة ..
= اخد معايا زياد يبات عندي انهاردة يا شفاء ؟
- لٲ لٲ يا ماما .. خليه معانا ،
= عنده حضانه الصبح يابنتي ؟
- انا هصحيه واعمله كل حاجة .. سيبيه ..
قامت شفاء وهي بترفع الفستان ومنذر جيه قرب منها وبقا واقف جمبها ومسك ايديها .. ودا سبب خلها تتكعبل وهي ماشية وجسمها تلج من لمسه ايده .. وهو حس بتوترها دا .. وخرجوا وهو جمبها مش سايبها .. وامها بتزغرد هي وامه ، وابوها بيبارك .. وهي بتبصلهم ساكتة.
روحوا بيت "منذر" اخيـراً بعد زفه صورية عملوها اهلهم .. وصور اتصوروها عشـان ميبقوش اتجوزو في سكوت ، وفتح باب الشقة ودخل وهو شايل ابنه زياد .. بس شفاء فضلت واقفة علي باب الشقة ووشها بيجيب الوان الطيف كلها
= واقفة ليه يا شفاء ؟ ادخلي بيتك ،
مشت بتقل شديد .. وكلمة "بيتك" الي قالها فهمت انه عشـان يكسر توترها وإحرجها ويفكرها انها مراته خلاص .. دخلت وفضلت واقفة زي ما كانت واقفة برا الباب .. وباصة في الٲرض .. اتكلم هو عشـان يخرجها من حاجز الصمت دا
= البيت مش غريب عنك طبعا ، هدخل زياد اوضته وخدي انتي راحتك.
- ماشي.
مشي ناحية اوضة الٲطفال بتاعة زياد .. وجريت هي علي الٲوضة الي المفروض بتاعتها هي ومنذر وقفلت الباب وراها .. ووقفت قلبها بيدق ووشها احمر جدا .. والتوتر رعبها .. بصت علي الٲوضة الي كانت بتاعة اختها .. حست بريحتها وروحها فيها .. ودا خلاها عايزه تعيط بس بتكتم احساسها ، دي حياه اختها هي بقت مكانها!!
راحت قعدت علي السرير وهي بتفكر في مستقبلها مع منذر .. هيبقي ازاي ؟
خبط علي الاوضة وهي اتنفضت مكانها ووشها شحب بأرتباك وردت بسرعة
- ايـه في ايـه ؟!
= انا بطمن عليكي ، عايزة حاجة ؟
- لٲ .. شكرآ
= طيب غيري فستانك عشـان تخرجي تتعشي معايا .. امي ومامتك ، باعتين اكل كتير يكفي اسبوع .. انا مستنيكي.
- ماشي.
حطتت ايدها علي قلبها الي دقاته تعبتها بجد .. دقات توتر وقلق ، ودقات حزن ووجع علي ضياع حبها بين يوم وليلة .. ياتري سالم بيقول عليها ايه دلوقتي؟ وهل نسيها ولا لسه! حست ان ضميرها بيٲنبها هي مينفعش تفكر في "سالم" بعد كدا ، دي بقت متجوزة خلاص .. ودا غلط في حق جوزها .. عينيها اتملت دموع وحست انها عايزة تعيط ، من حياتها الي اتشقلبت وبقت قاسيه عليها اوي
قامت وغيرت الفستان .. ولبست بيجامة قطن من بيجامتها البيتي الي كانت بتقعد بيها في بيت اهلها .. وبعدت كل قمصان العرايس الي امها حطاهلها بتوتر ، عشـان هي مقتنعة انها متجوازه عشان الطفل بس ، وعشان تطمن نفسها المشتته انها هي زي ما كانت.. وعشان تحاول تلمحله عن سبب جوازهم
خرجت بتردد وراحت علي اوضة زياد الٲول تطمن عليه .. لقيته في سابع نومة .. من كتر اللعب الي لعبه انهارده .. قربت منه وباسته في شعـره الناعم زي شعـر ابوه ، وغطته كويس وخرجت ، وبعدين راحت عند السفرة لقيته قاعد مستنيها ومربع ايديه عليها وبيتٲملها .. وكان مغير بدلته ولابس تيشرت وبنطلون بيتي ، فٲستنتجت انه غيـر في اوضه ابنه، عشـان يسيبها علي راحتها وميسببش ازعاج ليها ، هو بصلها كتير اول مرة يشوفها بشعرها ، دايما كانت بتلبس طرحة ، شعـرها بني وقصير حوالين وشها .. زي ما هي لما كانت صغيرة..
قعدت علي الكرسي الي قدامه وفضلت باصة علي الٲكل ومش بتاكل .. وقلبها بيدق بخوف ، ووشها احمر بتوتر ، فقال هو كلمة دهشتها.
= اكَلِك ؟
- افندم ؟
= اصلك قاعدة ساكتة وبتتفرجي علي الٲكل .. ممكن اكلك مفيهاش مشكلة منا كنت بٲكلك قبل كدا ،
افتكرت ، زمان لما اختها كانت عايشة كانوا بيتعاملوا عادي جدا مفيش توتر وحواجز .. وكانت بتعامله زي اخوها بالظبط .. تضحك وتهزر معاه ... تاخد راحتها في الكلام وتقلش .. وفي مرة لما كانوا بيتغدو عندهم .. داليا اختها كانت حامل في اخر شهورها في ابنه واكلها كان ضعيف .. فكان بيٲكلها هو بأيده بتصميم عشان الحمل ، فقلشت هي عليهم بطريقة كوميدية وهزرت معاهم .. فٲكلها هي كمان عشـان متزعلش .. كانت صغيرة شويه عن دلوقتي ..
اما دلوقتي الوضع اتغير خالص ، دا لما بينطق اسمها بس جسمها بيتسمر وبيتوتر وبقت علي طول متوترة منه ومحرجة وقلقانة ، وبتتكلم بالعافيه علي غير زمان .. ابتسمت هي بحزن واتمنت لو كانت اختها فضلت عايشة مكنش حصل كل دا ..
- احمم ، لٲ شكرا انا هاكل لوحدي.
= شفاء
- نعـم ؟
- مش عايزاك تبقي كدا
- كدا ازاي ؟
- زي دلوقتي ، بتتكلمي وانتي موطية راسك .. ومحرجة دايمآ وجسمك كله ماسك في نفسه اكنك متشنجة ؟ هو انتي خايفة مني ؟
- لـلا .. لا وهخـاف من ايـه .. ال.. الوضع بـس .. جـديد عليا و...
=الوضع زي ما هو مختلفش ، خليكي زي ما كونتي متقلقيش من حاجة
- زي ما هو ازاي ؟ زمان كنت ابيه جوز اختي ، دلوقتي بقيت ج..! جوزي منذر ، لازم اتعامل معاك علي التغير دا ، فعشان كدا لازم اتعود
= طب هسئلك علي حاجة ، انتي زمان كنتي شيفاني ايه ؟
- ابيه منذر .. اخويا الكبير .. بس دلوقتي ك ...
= خلاص
- خلاص ايه ؟
= اتعاملي معايا بالطريقة الي كنتي متعودة عليها زمان ، لحد منفسك تتقبل التغير .. وانا مستعد عادي جدا اتعامل زي زمان ،
- يعني قصدك اتعامل زي اخويا الكبير ؟ طب ازاي احنا دلوقتي متجوزين وماما وبابا وه...
- احنا ملناش دعوة بحد .. بابنا اتقفل علينا سرنا برضو اتقفل علينا ، مش عايز اشوفك بالقلق والخوف دا يا شفاء ، انا مقدر الوضع والتضحية الي عملتيها عشاني وعشان زياد ، وان فجاة ابقي جوزك بعد ما كنت جوز اختك الي كان في مقام اخوكي الكبير ، بس بجد انا مقدرك جدا وانتي انسانة مفيش زيها ، خليكي علي راحتك ، والبيت دا بيتك ، انا مفيش خوف من ناحيتي انا زي ما انا ،
- فعلا !
= اكيد ، انا كنت في مشكلة .. اه زياد مش صغير لدرجة ، بس هو اكيد هيبقي محتاج ام ، وليها دور كبيـر في حياته ، واهلي مبطلوش كلام في موضوع اتجوز تاني بعد داليا عشـان زياد ، بس لقيت فعلا ان زياد محتاج ام ، وانا مكنتش هلاقي احسن واحن منك تبقي ام ليه ، انا واثق كويس من دا يا شفاء ، ارتاحي ومتقلقيش ، لحد متتعودي عليا انا صابر .. و .. ومش مستعجل علي اي حاجه ، انتي اختي الصغيره جوه بيتنا برا بيتنا مراتي قدام الناس عشان نقفل كلامهم
شفاء بصتله وهي مش مصدقه!
بتلقائية ابتسمت ، فعلا هم كبيـر وانزاح من علي قلبها ، وخرجت تنهيدة راحة كانت محبوسة جواها وخنقاها ، ومنذر كبر جدا في عينها وقدرت موقفه معاها جدآ ، وفهمت كلامه كويس ودا هداها نوعا ما
ضحكلها هو لما لقي ابتسامتها الجميلة ، الي كانت مدرايها من ساعة ما اتقدملها ، وقال وهو لسة بيضحكلها
= يالا بقا عشـان تتعشي ..
- لٲ انا شبعانة ، وعايزة انام لٲن صاحية من بدري.
- تمام ، يالا نقوم.
قاموا .. وهي اتقدمت للٲوضة بس وقفت وبصتله بتردد وجات تتكلم ، فبصلها هو وفهمها ، بص في الارض وبعدين رفع وشه وابتسملها
= تصبحي علي خير يا شفاء ، انا هنام جمب زياد
- ممكن انام انا جمبه ونام انت في سريرك .
= لا ، نامي انتي عشان تاخدي راحتك ، لحد منبقي نتصرف بعدين.
وشها ابتسم بٲمتنان حقيقي ، فدخلت هي الٲوضة وقبل ما تقفل الباب ، قالت بٲرتباك وابتسامة حرجة
- تصبح علي خير
قفلت الباب ودخلت قعدت علي السرير وهي بتمتم في بالها براحه ، وبتدعي من قلبها بتشتت
- الحمــدلله .. عدت علي خيـر ، الهمني يارب للطريق الي فيه خير ليا .
صحيـت "شفـاء" تاني يوم عشـان معاد حضانة زياد ، لازم تديله اهتمامها كله من دلوقتي ، دخلت الٲوضة عشـان تصحيه لقت "منـذر" نايم جمبه وشعره الكثيف علي جبهته وحاضن ابنه قوي ، وقفت تبصلهم شوية ، وهي بتعيد كلامه الي قاله امبـارح ، وحست ان ربنا بيراضيها وبيخفف عنها فعلا ، قربت منهم وملست علي شعـر زياد عشـان تصحيه بصوت واطي ، ميزعجش منذر ،
صحت زياد وهو قام بيدعك في عينه بطفولة ، وقومته براحة من حضن منذر .. وبعدين شدت الغطا عليه وغطته بارتباك ، وخرجت مع زياد ،
- يالا يا حبيبي ادخل اغسل وشك ، عشـان احضرلك الفطار.
= خالتو ؟ عايز اسئلك سؤال ؟
- ايه هو ؟
= انتي ممشتيش ليه ؟
- عاوزني امشي ؟!
= لا بس انتي لما كنتي بتيجي تزورينا ، كنتي بتمشي ؟
- انا هقعد علي طول معاك يا حبيبي
= وبابا ؟ برضو
- اهاا
= يعني انتي هتعيشي معايا انا وبابا ؟!! زي ماما ما كانت عايشة معانا ؟
"" ايوة يا زياد ، خالتو هتبقي زي ماما بالظبط ، ""
بصت شفاء لمنذر الي صحي وسمع ابنه وواقف علي باب الاوضه ، بس سؤال الطفل البريئ سمرها وخلها تتحرج
= طب نمت معايا في الٲوضة ليه ؟ مش المفروض تنام مع خالتو زي ما كنت بتنام مع ماما في الٲوضة التانية ؟
منذر بص لشفاء لقاها بتملس علي خصلات زياد وساكتة ووشها احمر ، وجيه يرد جرس الشقة سبقه و رن وراحت شفاء بتتنهد لانها لاقت مهرب من سؤال زياد العفوي ونظرات منذر الطويله ، راحت تفتح بعد ما حطتت الطرحة علي شعـرها واتوترت بعد ما شافت و ................؟!
*شفـــاء*
*بقلمي _سلمي_ناصر*
الثالث من هنا