رواية شذي الورد الحزين الفصل الثاني 2 بقلم ايمي الرفاعي
الفصل الثاني
بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ....لاتيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفره واسعه فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكا وقوه...والله مع الصابرين..............
فى صباح يوم جديد ملبد بالغيوم على جانبي الطريق ترتجف بسبوسه من البرد جالسه على الرصيف وفى يدها مجموعه من علب المناديل .لمحت سياره على الجانب الآخر لتنتفض مسرعه متجهه إليها ل تبيع لمن بداخلها بعض من بضاعتها وفى لمح البصر ظهرت سياره سريعه لترطم بها وتلقى بجسدها الصغير بعيدا ينزف الدماء..هربت السياره سريعا قبل أن يدركها أحد ما ..ليلتف جمع من الناس حول جسد الصغيره مناديا أحدهم بطلب الإسعاف..فى نفس الوقت اقتربت كل من ورد ونرجس لمعرفه ماحدث شهقت كل منهما عند رؤيه هذا الجسد الملقى أمامهم بفزع وخوف.....بسبوسه
صرخت نرجس ....حد يطلب الإسعاف البت هتروح مننا
بعد قليل وصل الإسعاف حاملا إياها مع إصرار كل من نرجس وورد الذهاب معها صامين آذانهم عن رفض العاملين بعربة الإسعاف
وصل الجميع إلى المشفى متجهين بها الى غرفه العمليات ...سندت ورد بظهرها على الحائط تتنحب حزنا على عذاب هذه الصغيره لتربت نرجس على كتفها....إهدي ياورد إدعيلها..إن شاء الله هتقوم بالسلامه
ذرفت دموعا حارقه على وجنتها متمتمه ببعض الادعيه...وصل حسن إلى المشفى بعد علمه بماحدث متجها إليهم قائلا بقلق....ورد
نظرت إليه بعيونها الخضراء تتلألأ بها بعض من القطرات ليشعر بغصه فى قلبه عند رؤيتها بهذا المنظر متمنيا جذبها إلى أحضانه مهدهدها ليبث لها بعض من الطمأنينة ..فاق من شروده متسائلا....ايه إلى حصل طمنوني هى عامله ايه دلوقتِ
أجابت نرجس بقلق...لسه ماحدش خرج يطمنا
اقترب من ورده قلبه كما يطلق عليها مربتا على يدها بحنان....ماتخافيش إن شاء الله هتقوم بالسلامه
أطرفت بأهدابها لتمنع هطول عبراتها قائله....يارب ياحسن
...........بعد مرور ساعه خرج الطبيب بوجه حزين ليركضوا إليه بلهفه....طمنا يادكتور
أخذ نفسا عميقا قائلا بضيق....ماخبيش عليكم الوقعه كانت جامده وعملت لها شلل
شحب وجه ورد واضعه يدها على فمها مانعه صرخه كادت أن تخرج....ايه
ترنحت فى وقفتها ليلتقفها حسن بين ذراعيه موجهه نظرها إليه وهى تشهق....بسبوسه إتشلت ياحسن....العيله الصغيره إلى لسه بتشوف الدنيا.إنتهت حياتها فى لحظه...ليه ياحسن..ليه عيله زى ده يحصل معاها كده
ضغط على كتفها بحزن.....إهدي ياورد إن شاء الله هنلاقى ليها حل
جذبتها نرجس لاحضانها ليتشاركوا البكاء سويا حزنا على ما وصلت إليه هذه الملاك البرئ...وجه حسن حديثه إلى الطبيب متسائلا.....يعنى مافيش أمل يادكتور أنها تمشي تاني
الطبيب.....لا ازاي على طول الامل بربنا موجود
تهلل وجه الجميع ليستطرد حسن حديثه.....يعني ممكن تمشي تاني
هز رأسه....اه..بس هتحتاج عمليه تانيه بس مكلفه شويه
تجدد الامل بداخلهم لتشرع ورد في الحديث.....واحنا موافقين يادكتور قول بكام واحنا نتصرف
بطريقه عمليه ألقى فى وجههم التكاليف قائلا....تكلفتها مائه الف جنيه
صمت الجميع كأن على رؤوسهم الطير ينظر كل منهما للآخر بحزن ليتنحنح الطبيب قائلا.....أنا هسيبكم تفكروا ولما توصلوا لقرار بلغوني عن اذنكم
ألقت ورد بجسدها عند أقرب مقعد تخفى وجهها بكفيها منتحبه ليجلس كل من حسن ونرجس بجوارها قائله...سبيها على ربنا ياورد هنلاقي ليها حل
ليتابع حسن....حتى لو هنشتغل ليل نهار ونطلب مساعده من إللي حوالينا إن شاء الله هنعملها وهتقوم تاني المهم ما أشوفكيش ضعيفه أرمي حمولك على ربنا
رفعت راسها ناظره إليهم بامتنان....ونعم بالله ..انا مش عارفه من غيركم كنت هبقى ازاى ربنا مايحرمني منكم
ابتسم كل منهما....ولا منك
..................بعد يومين من ملازمة الأصدقاء الثلاثه لبسبوسه أذن لها الطبيب بالخروج مع كتابه لها بعض الأدوية حتى يحين موعد العمليه عند تحضيرهم لتكلفتها...حملها حسن متجها إلى منزلها .لتفتح لهم زوجه أبيها بوجه ممتعض صائحه....مالسه بدرى ياست هانم.غايبه بقالك يومين ولا أكن ليكِ أهل
لوت نرجس فمها ضيقا....والله كويس انك واخده بالك أنها مختفيه بقالها يومين..ياوليه ياللي ماعندكيش دم ماتفكريش تسألى عليها وتشوفيها راحت فين
زفرت ضيقا....هتكون فين اكيد صايعه فى أي مكان
اتسعت عينا ورد ذهولا.....صايعه ايه ياست انت ده عيله عشر سنين
هزت كتفيها اعتراضا.....وايه يعني ياما تحت السواهي دواهى ومالك ياخويا شايلها كده ليه على رجليها نقش الحنه
جز على أسنانه ضيقا....عامله حادثه وكانت فى المستشفى وسعى كده علشان ادخلها تستريح
رفعت حاجبها لتفسح لهم الطريق.....اتفضل يا خويا
دلف بها إلى غرفتها ليضعها ببطئ على فراشها جلست ورد بجانبها مربته على يدها بحب.....بسبوسه حبيبتي خلي بالك من نفسك وخدي أدويتك وأنا هجيلك تاني
سقطت دموعها متشبثه بيدها....ماتسبنيش ياأبله ورد خدينى معاكِ
ربتت على رأسها بحنان....هظبط امورى وهاجي أخدك المهم المره الجايه عايزه أجى الاقيك منوره وبتضحكي مش عايزه اشوف دموعك تاني
هزت راسها لتباغتها....هو انا خلاص مش همشي تاني
جذبتها لاحضانها بصوت يغلبه الدموع..... أوعي تقولي كده هتمشي إن شاء الله وهتنوري الدنيا تاني
وقفت زوجة أبيها على باب الغرفه ناظره إليهم بتأفأف.....مش خلصنا ياختي واطمنتي عليها يالا مع السلامه
نظرت لها نرجس شذرا مقتربه منها بتهديد .....عارفه لو عرفت انك ضايقتيها مش هرحمك
بلعت ريقها خوفا من نظراتها لتربت على كتفها بقوه وفى عينيها نظرات وعيد ....ولجوا إلى الخارج لتتنهد ورد بحزن مما جعل نرجس تطمئنها.....هتبقى كويسه ادعيلها...لتتغير نبرتها بشراسه....اه يامين يطولنى رقبة مرات أبوها كنت خنقتها بأيدى
ضحك حسن على ملامحها.....ده انت برقتى ليها حته تبريقه الست كانت هتروح فيها
لوت فمها ضيقا....ده وليه ماعندهاش دم ولا قلب منه لله أبوها راح اتجوز واحده زى دي وياريته فضل معاها يراعيها إلا أنه هج وطفش وساب بنته تتبهدل ربنا ينتقم منه
زفر بضيق.....مالناش دعوه إحنا كل الى يهمنا بسبوسه أنا هسيبكم علشان أشوف شغلي ولو فى جديد بلغوني
لينطلق مسرعا إلى عمله تحت أنظار ورد ونرجس ملتفته إليها.....هنعمل ايه
أغمضت عينيها حزنا....مش عارفه
شعرت بحزن صديقتها لتربت على يدها....روحي انت شكلك تعبان وانا هكمل اليوم بدالك...علشان خاطر وردتنا هبيع انهارده ورد ومناديل
ظهرت شبح ابتسامه امتنان على محياها قائله....ربنا مايحرمني منك
نرجس....ولا منك يا جميل
اتجهت نرجس إلى مشتل الزهور بعد أن ودعت ورد لتقابل عم فتحي ليعطيها حصه ورد من الزهور لكي تبيعها بعد أن قصت له ماحدث معهم الايام الماضيه....
على بدايه الطريق المزدحم بالسيارات تقف على جانب الطريق بيدها بضاعتها من الورد والمناديل مناديه بصوت عال لكي ينتبه إليها الماره...اقتربت من أحد الواقفين قائله....ورد يااستاذ طيب مناديل ربنا يخليك اشتري أى حاجه نفعنى علشان خاطر وشك السمح ماتكسفنيش
نظر لها بتأفأف....لا مش عايز وامشي بقي مش فاضيلك
رفعت حاجبها ضيقا من عجرفته لتبتعد متمتمه بغيظ.....ماشيه ماتزوقش
انتظرت ابتعاده لتبرطم وهى تجز على أسنانها....راجل رخم كان هيخس ولا هيجراله حاجه لو اخد علبه بجنيه ناس معفنه
من بعيد لمحت سياره فارهه لتقترب منها مسرعه والإبتسامة تزين محياها عند رؤيه من بداخلها.....باشا..فينك مختفى بقالك فتره
بادلها الابتسامه...كنت مشغول شويه....ليلمح مابيدها متعجبا.....انت بقيتى بتبيعى ورد
نظرت إلى مابيدها نافيه...لا..ده بتاع صاحبتى وهى تعبانه أنهارده فقلت أبيع لها معايا
أومأ برأسه إعجابا.....انت بنت جدعه طيب هاتي كل الى معاك علشان تروحى بدرى...ليخرج من جيبه ورقه بفئه مائتان جنيه . قائلا....امسكى ده حساب كل الى معاك
التقطت منه النقود مقلبه إياها بين يديها بسعاده....مانتحرمش منك يا باشا ربنا يزيدك من نعيمه
بابتسامه هادئه ملوحا لها....شكرا يانرجس سلام
انطلق بسيارته تاركا إياها تنظر إلى أثره متنهده بفرح.....ياحلاوه ياولاه لو كل يوم الباشا يشترى منى على اخر الشهر هعمل مبلغ محترم .الحق اروح لورد وافرحها
.................
داخل مخزن ليس بالكبير ولا الصغير تجلس في منتصفه سيده ممتلئه الجسد على أريكه باهته ألوانها ترتدى عبائه سمراء بها بعض من الخيوط الملونه تصبغ شعرها باللون الأصفر تحمل في يدها الاثنين بعض من الاساور الذهبيه ملتقطة مبسم أرجيلتها نافثه دخانها بشراهه قائله....أخبار الشغل إيه يامتولى
يقف أمامها شاب فى الثلاثين من عمره ملامحه جامده تدل على الإجرام على خده الأيسر خط بطول وجهه لعراكه الدائم مع الآخرين قائلا بصوت مبحوح....كله زى الفل يا معلمه
هزت جسدها بعصبيه....ولما هو زى الفل ماعملتش إلى قلتلك عليه ليه
ألقاها بنظره خبيثه.....الصبر يامعلمه كله بالصبر والى انت عايزاه هيتنفذ
زفرت بضيق....لما نشوف اخرتها معاك ايه
ابتسم بخبث....اخرتها زى الفل
.................
بعد عده ايام
تجلس ورد بجانب جارتها المسنه فى انتظار نرجس لتناول الفطور سويا...لتدلف بزوبعتها قائله....صباح الخير ياقوم
رفعت حاجبها.....نموسيتك كحلى ياست هانم
ابتسمت بهيام لتجلس بجانبهم....أصلى حلمت حلم حلو هو إلى أخرنى فى النوم
جذبت انتباه جارتهم قائله.....خير يابنتى
اعتدلت فى جلستها لتربع قدميها....شوفى ياستى اللهم اجعله خير حلمت إن عايشه فى قصر كبير وحواليه خدم وحشم
ضحكت بسخريه....ابقى إتغطى كويس يانرجس قصر وخدم ياسيدى ياسيدى وايه كمان يانرجس هانم
لوت فمها تذمرا...والله إنت رخمه ..طيب بكره تشوفى هكون حاجه مهمه
ضربت كفيها باسمه.....ماشى ياست المهمه انجزى وخلينا ناكل علشان نلحق اليوم من أوله
ابتسمت جارتهم داعيه لهم بحب......ربنا يسعدكم وينولكم إللى فى بالكم
أمنوا على دعائها ليشرعوا فى تناول طعامهم مسرعين.....أثناء تناولهم للطعام... إقترحت ام سيد فكره قائله....إيه رأيكم تجيبولى بسبوسه تعيش معايا هنا بدل مرات أبوها إلى مبهدلاها
تهللت اسارير ورد بفرحه .....بجد ياأم سيد ياريت انت ماتعرفيش أنا قلقانه عليها ازاى
نرجس....طيب وابنك هيوافق أصله رخم ولسانه طويل ماتزعليش منى أنا إلى فى قلبى على لسانى
ربتت على يدها تفهما....ولا يهمك ربنا يهديه ..وبعدين هو فين كل مابيفتكر أن ليه ام علشان الفلوس يجى غير كده مابشوفوش أهى تونسنى وأخد فيها ثواب
استقامت فى وقفتها سريعا بفرحه....خلاص أنا هروح أجيبها علشان تبقى تحت عينى على بال لما نشوف هنجمع فلوس العمليه ازاى..جايه معايا يانرجس
نفضت يدها من بواقى طعامها قائله......اه طبعا امال أسيبك للحيزيونه تستفرد بيكِ..يالا بينا
ابتسمت بحب لشهامه صديقتها التى لا تتوانى ابدا على تركها فى أى موقف
وصل الاثنتان ليدقوا على باب المنزل أكثر من مرة حتى تعطفت عليهم لتفتح الباب بوجه حانق....فى ايه كل ده خبط على الباب
أزاحتها نرجس من طريقها قائله....بقالنا ساعه بنخبط كنت بتعملى ايه
وضعت يدها فى خصرها....هكون بعمل ايه ياختى كنت نايمه
جزت على أسنانها بضيق....نامت عليك حيطه يابعيده..بسبوسه عامله ايه
أشاحت بيدها قبل أن تجلس على أريكه قديمه....هتكون عامله ايه أهى متلقحه جوه
أسرعت ورد الى غرفه الصغيره لتشهق بغضب وهى تدنو على جبهتها وتتحسسها قائله....الله يخربيتك انت سايباها مولعه كده ليه
هزت كتفيها....وانا اعملها ايه
جذبتها نرجس من ملابسها...ياوليه يالى ماعندكيش دم ولا إنسانيه عيله زى ده تعبانه تسيبيها من غير ما تبصى وتديها الدوا
دفعت يدها بعيدا....وأنا مالى هو أنا ناقصه قرفها مش كفايه مابقتش نفعانى وإضطريت أنزل أشتغل
خرجت ورد حامله الصغيره على يدها قائله بغضب.....يالا يا نرجس ماتوسخيش ايدك فى واحده زى دي ...اعملى حسابك احنا هناخد بسبوسه تعيش معانا
لوت فمها قائله.....خديها ياختى والقلب داعيلك
رمقتها نرجس بتأفأف منصرفه وراء ورد وهى تسب وتلعن هذه المرأة الغير ٱدميه..اتجه إلى الاثنتان إلى جارتهم العجوز لتدلف بها الى غرفه صغيره بها فراش معدنى صغير وضعت عليه الصغيره لتدثرها جيدا بعد أن أعطت لها الدواء وخرجت إليهم قائله بارتياح.....الحمد لله الدوا إلى أخدته نزل لها الحراره
تنهدت بارتياح....الحمد لله ربنا يبارك فيك يا بنتى
ورد....تسلمى ياخالتى انا هنزل اشوف شغلى ولما ارجع هبقى اطمن عليها
ربتت على يدها بحنان...روحى يابنتى واطمنى ماتقلقيش عليها
بادلتها الابتسامه مقبله أعلى رأسها لتتجه هى وصديقتها إلى عملهم....افترق الاثنتان كل منهما في اتجاه.....وسط الزحام تنتقل ورد من شخص إلى آخر تبيع مابيدها بصوتها العذب لمحتها إحدى الفتيات الصغيرات راكضه إليها مسرعه وهى تصيح....ياأبله ورد..ياأبله ورد
إسترعت انتباهها ملتفته إليها......نوسه فى ايه مالك
التقطت أنفاسها بعد مجهود مضنى فى الركض قائله.....إلحقينى ياأبله ورد عايزين يجبرونى أشتغل حاجه مش عايزاها
رفعت حاجبها تعجبا لتجذب يدها إلى أحد الارصفه جالسه عليها سويا....مين دول.اهدى كده وفهمينى
بلعت ريقها توترا وهى تقص عليها ماحدث قائله....من فتره متولى صبى المعلمه بدأ ياخد البنات إلى فى سنى والى أكبر يشغلهم ولما كنا بنسأل شغل ايه ماحدش كان بيفهمنا لغايه امبارح بنت من البنات إلى أخدهم راجعه وهى متبهدله وبتموت فاستخبيت فى المخزن واترعبت من إلى سمعته
رفعت حاجبها تساؤلا....سمعتى ايه
بللت شفتيها خوفا وهى تنتفض.....سمعت انهم بياخدوا البنات إللى صحتهم حلوه بيأجروا الرحم بتاعها للناس إلى مابتخلفش وبعد كده ياخدوا منها العيل ويفضلوا على الحال ده لغايه لما البت من دول تتصفى لو لسه فيها نفس يشغلوها فى اى حاجه ولو خلاص ياخدوا أعضائها
شهقت فزعا....يانهار أبوهم أسود دول مش بنى ادمين
تشبثت بيدها توسلا...ابوس ايدك ياأبله ورد أنا مش عايزه يحصل فيا كده انا عايزه أتعلم وابقى حاجه حلوه زى الناس إلى ببيع ليهم المناديل .أبوس إيدك ماتسبنيش ليهم
ربتت على يدها لطمئنتها....مش هسيبك ...انت دلوقتى استخبى عن عنيهم على بال لما اشوف هعمل ايه
اومأت برأسها قبل أن تنطلق مختفيه وسط الزحام لتتنهد بضيق....وبعدين ياورد الحمل تقل عليكِ والكل عايز مساعدتك وإنتِ مش لاقيه إلى يساعدك قوينى يارب
................
داخل إحدى المنازل الفاخره تجلس رقيه سيده مسنه لها ابن واحد تزوج وهاجر إلى الخارج تاركا إياها تعانى ألم الفراق بوحدتها تقلب فى ألبوم الذكريات متنهده بحزن على فراقه دلفت إليها خادمتها قائله....أنا خلصت إلى فى ايدى ياست رقيه عايزه حاجه تانيه
جففت دمعه هاربه على وجنتها قائله....كلمتى حسن
اومأت برأسها....اه ومستنى حضرتك بره
تركت مابيدها لتعتدل فى جلستها سامحه له بالدخول.....خليه يدخل
دلف إليها بابتسامته البشوشه قائلا....صباح الخير ازى حضرتك
بادلته الابتسامه...صباح الخير..انا الحمد لله انت طمنى عليك عامل ايه فى المذاكره الامتحانات على الابواب عايزه مجموع حلو علشان تدخل هندسه وأشوف لك شغلانه محترمه تليق بحضره الباشمهندس
لمعت عيناه فرحا.....إن شاء الله مش هخيب ظنك انا بذاكر ليل ونهار علشان احقق حلمى وارد جميل حضرتك
عبس وجهها...جميل ايه ياولد انت زى ابنى وغلاوتك من غلاوته .المهم اخبار نرجس وورد ايه وحشونى
ابتسم عند ذكرها اسم معشوقته قائلا....الحمد لله كويسين بس مشغولين بموضوع
رفعت حاجبها تساؤلا....موضوع ايه
أخذ نفسا عميقا ليقص عليها ماحدث تهدلت ملامحها حزنا قائله....ياحبيبتي يابنتى وازاى ماتعرفنيش حاجه زى كده انت مش عايزنى أخد ثواب ولا ايه ياحسن
شعر بالاحراج....والله ماقصدى بس كنت مكسوف اقول لحضرتك جمايلك مغرقانى
هزت راسها رفضا لحديثه ....جمايل ايه يابنى انا مش هحاسبك دلوقتى على كلامك الخايب المهم انا مش عايزاكم تقلقوا فى واحد قريبى دكتور شاطر فى العمليات دي بس هو مسافر دلوقتِ أول مايوصل هاخد منه ميعاد نروحله سوا
تهللت اساريره.....بجد كتر خيرك ..ربنا يبارك فيكِ انتِ ماتعرفيش هيفرحوا قد ايه ربنا يديكي الصحه
ابتسمت....تسلم ياحسن واى حاجه تحتاجها ماتترددش وبطل حساسيتك الزياده
استقام فى وقفته....شكرا لحضرتك استأذن انا علشان أشوف إلى ورايا وأسيب حضرتك تستريحى
اومأت برأسها....ماشى يا حسن ماتبقاش تتأخر عليه
هز رأسه متجها إلى الخارج والراحه والسعاده تغمره لاطمئنانه على هذه الفتاه البريئه التى أجبرها الزمن على الوقوع فى براثن الفقر
مر يومين بدون جديد...............
فى نهار شمسه حارقه تقف فى وسط الطريق بيدها مجموعه من المناديل تنتقل من سياره إلى أخرى بابتسامتها الشاحبه من كثره وقوفها تحت الشمس..سندت بظهرها على أحد الاعمده تجفف عرقها شاعره بالارهاق ....من بعيد تأملها ابراهيم داخل سيارته لينتفض من مجلسه متجها إليها بلهفه عند رؤيتها تترنح فى وقفتها....التقطها سريعا بين ذراعيه باعدا من حولها وهو يزجرهم....وسعوا خلوها تتنفس
دنت سيده عجوز من الماره تصيح وهى تربت على وجهها ....حد يجيب حاجه نفوقها بيها.ياعينى يابنتى تلاقيها تعبت من وقفتها فى الشمس
حملها سريعا غير مبال بهمهمات الجميع متجها بها إلى سيارته لتسأله العجوز بتعجب....رايح بيها فين
مددها بجواره قائلا وهو متجه الى مقعده .....هاخدها على المستشفى
اومأت برأسها إعجابا....ربنا يبارك فيك يا بنى
انطلق مسرعا إلى المشفى وكل دقيقه ينظر الي وجهها الشاحب ممرا يده على وجهتها ليشعر بالقلق من إغمائها
دلف مسرعا إلى أروقه المشفى مناديا بصوت عال لمساعدته ...ليقترب منه أحد الأطباء ويساعده على حملها متجها بها إلى إحدى الغرف......بعد قليل طمئنه الطبيب على حالتها ليجلس بجوارها ويزيح خصله متمرده هربت من تحت حجابها وهو يتأملها ...رمشت بأهدابها وهى تئن قائله....أنا فين
ربت على يدها....إنت فى المستشفى
اتسعت عيناها متأمله ماحولها....مستشفى ...ليه ايه إلى حصل
ابراهيم....تعبتى واغمى عليكِ وجبتك على هنا
حاولت الاعتدال ليساعدها بوضع مسند صغير وراء ظهرها لتبتسم قائله....انا متشكره جدا .تعبتك معايا
بادلها ابتسامه هادئه ....ولا تعب ولا حاجه انت ماتعرفيش غلاوتك عندى
ابتسمت بخجل ليباغتها بعد صمت قليل..وعيناه تجوب ملامحها بنظرات تعجبت لها قائلا....نرجس. تتجوزينى
...إيه الى هيحصل ونرجس هتوافق ولا لا والدنيا هتعمل ايه مع ورد