أخر الاخبار

رواية نسم بقلب عاشق الفصل الثاني 2 بقلم ولاء محمود

رواية نسم بقلب عاشق الفصل الثاني 2 بقلم ولاء محمود

و.. أنه أتى ليرد لها ديناً قديماً..يكفي تلك الأحلام التي يراها بمنامه… يراها بـ أسوء كوابيسه..، يرى تلك الطفلة التي أنارت له درباً من دروب أحزانه ليستطيع السير بطريقة والمقاومة أحياناِ، احداَ ما يقوم بلف طوق حول رقبتها.. يشدد من اِحكامه عليها..،

يحاول يامن فك ذلك الطوق ويفشل..، وقبيل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.. يستيقظ هو من هول تلك الرؤيا يتصبب عرقاً..
إلى أن قرر أنه بعد استكمال دراسته بالخارج سَيعد أدراجه عائداََ إليها.. .

دلف إلى المشفى باحثاَ عنها لتفاجئه الصدمة فتلجمه..
حينما أردفت إحدى الممرضات بأنها بأجازة عدة ايام…
شعر حينها باليأس الذي اكتسح قلبه.
ماذا يفعل ياتُري كيف سيراها…
…..
أثناء انشغاله فيما سيفعله اتجه عائدا من حيث أتى..
فـ ألجمته المفاجأة للمرة الثانية حينما رآها تدلف إلى المشفى بخطوات مُسرعة حتى انها اصطدمت به واعتذرت منه وأكملت خطواتها… وهو واقف باستقامة بأثرها لايصدق انها أمامه بذلك القرب…
…. رأت نهى صديقتها… لتردف قائلة :
_ بسرعة يانونا هاتي الكتب والروايات اللي قولتلك عليها عاوزة افصل بجد في الكام يوم دول.ونسيت اخدهم منك امبارح …

_لـ تردف صديقتها : خليكي كدة اجازتنا تنزلينا فيها نجيبلك كتب وحضرتك مقضياها مع عمر…
_ معلش يانونا والله الولد مفتقد باباه ومامته "جداََ" فأنا لازم اقضي معاه َ وقت..
يلا هاتي الحاجة و بطلي رغي..
أثناء انتظارها صديقتها انصتت إلى ذلك الصبي الذي يبكي بشدة. صياحة قد ملأ أرجاء المكان حتى انها سمعته. أدركت أن الصوت هذا عائد إلى "عمر" …..

********
في فيلا "مصطفى نيازي"
أمسكت ريهام الهاتف لتردف بتلك النظرة التي تعتلي وجهها بتشفي وغيظ لـتقول:
_كدة هي خرجت ظبطت اللي اتفقنا عليه؟..

ليجيبها الآخر بأن كل شيء تم كما بالاتفاق الذي دار بينهم…
قهقهت هي بثقة بأن كل شئ سيكون بخير كما أرادت هي وسيكون كما خططوا لهم…
لـ تردف أخيراً بلهجة مليئة بالميوعة.. :
طيب ماتيجي دلوقتي أنا مشيت كله مفيش حد خالص…،
لأ مليش فيه تعالي نقضي وقت لطيف سوا…
لـ يجيب الآخر بالموافقة وأنه قادم يمكثان سوياَ لحين يأتيهم الخبر اليقين…

*****
أسرعت تخطوا خارج المشفى ما إن سمعت صوت بكاء "عمر"
ظلت تبحث عنه حتى وجدته اخيرأَ بصعوبة…
كان بين أحضان ذلك الرجل رأته يجثوا على ركبتيه..
محتضنا عمر يمسد على كتفيه بحنو…
هالها المشهد لتركض مسرعة.. أردفت :
_ عمر حبيبي مالك في ايه..
انتبه إلى صوتها ليترك الصبي ويستقيم واقفاَ كما كان ليهيئ من وضعه مردفاَ:
متخافيش ابن حضرتك بس كان نازل من العربية وشاف كلب خاف وفضل يعيط وقال" ماما" وكان بيندهلك…
انحنت هي إلي عمر ترفعه إليها تضمه بحنو…
توجهت بنظرها إلى هذا الذي يقف أمامها تتسلل علامات التعجب إلى وجهه فأدركته قائلة:
متشكرة جداَ لحضرتك….، فتخطّته ذاهبة إلى سيارتها
امسك بمعصمها هو قائلاً:
_استنى هنا…
تفاجئت هي واعتلت الدهشة ملامحها قائلة:
_ ايه ده؟… حضرتك اتجننت انت بتمسك ايدي كدة ازاي..؟ اوعي..
شدد من قبضته على رسغها قائلاَ:
يعني عايشة حياتك ومتجوزة ومخلفة كمان… وانا اللي كنت راجع عشانك وسيبت حياتي وجيت على ملي وشي..
قاطعته هي بنظراتها الحادة الغاضبة :
_ انت مجنون انت مين اصلاَ انا معرفكش..، ازاحت يديه المشددة على رسغها… لـتتركه وتذهب…
ولكن قطع ذهابها تلك الكلمة التي وقعت على مسامعها كالسيف.. فـ ارتابت كثيراً بداخلها فحتماَ سيوقعها حظها بالمتاعب…
حين أردف هو بثقة و رمقها نظرة حادة ونبرة صوته يكتسحها الغضب :
لا تعرفيني كويس اوي…
أنا عملك الأسود … اللي مش هسيبك في حالك….

**********
بمنزل آحمد الدسوقي…
رأت "نبيلة" ابنها "مازن" فـأردفت قائلة:
فين يامن مش شايفاه من الصبح كدة رغم اني بصحي بدري بس ملقيتهوش… متعرفش راح فين..
_ لأ والله يا امي..
_ خلاص انا هكلمه اشوفه فين جهّز عربيتك يلاّ عشان خارجة اشتري حاجات وتوصلني..
أبتسم مازن بوجه والدته ابتسامه بلهاء رافعاً كلا حاجبيه ثم نظر إليها قائلاً:
_ لأ والله ياحبيبتي مش هينفع عشان انا كان عندي مشاوير ودورت ع المفاتيح لما عينى اتحولت…، وفي الآخر اكلم ابنك ابص الاقيه واخد العربية، والله اتلاقيه راح المستشفى إياها…
ضربت نبيله على صدرها بفزع قائلة:
_ مستشفى ايه بسرعة قوم وديني لأخوك وانت بارد كدة…
ليطمئنها مازن على أخيه قائلاَ:
متخافيش اهدي يا حبيبتي مفيش حاجة، بصي هقولك حاجة هو الظاهر أن المستشفى دي في حاجة يامن مخبيها عليا مش عارف هي ايه!! ، بس انا اما شوفته واقف في المستشفى كان زي سرحان كدة او مش مركز
ارتد بظهره قابعاً على المقعد عاقداَ ذراعيه على صدره بثقة واضعاَ ساقاَ فوق الآخري قائلاَ بنبره تهكمية :
من نظرتي يا أمي تقدري تقولي انه بيحب ومش كدة وبس ده واقع كمان واحنا مش عارفين ومخبي علينا…
لتضربه والدته ضربه على كتفيه اطاحت به من علي المقعد قائلة:
بطّل هبل بقى اخوك يحب هنا ازاي وهو مسافر بقاله ست سنين برّه، ايه حب وهو عنده ١٦ سنة!!
ليهيئ مازن من وضعيته ناهضاَ من الأرض قائلاً:
وانا اعرف بقى…، انا مالي انا قولتلك اللي حسيته…

دلفت نبيلة إلى زوجها… تخبره بما حدث وما سر المشفى التي ذهب إليها بعد عودته إلى مصر…
فتسائل زوجها بحيرة قائلاً:
_ هو مازن قالك كدة…؟.، يكونش راح لها هي!!
وهو لسة فاكرها منين؟..
بس لو ده حصل..، انا عملت اللي الدكتور مصطفى الله يرحمه طلبه مني؛ وهي اني ابعده عن بنته…..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close