اخر الروايات

رواية بدون عنوان كاملة بقلم نورا سعد

رواية بدون عنوان كاملة بقلم نورا سعد



 -انتِ يا زفتة يالي اسمك ليل.

-:نعم يا ماما.
سعاد: جتك موو، أنا قولتلك كام مرة مبحبش كلمة ماما دي؟ أنا مش أمك يختي ولا عمري هكون.
أنا لما قولتلها ماما كنت قولتها بتلقائية، مكنش قصدي أضايقها. دموعي خانتني ونزلت على خدي، وبصوت مرعوش قولتلها: حاضر يا طنط؛ نعم كنتِ عايزاني؟
وبنبرة كلها شك كانت بتسألني: يعني طول النهار كنتِ جوه أنهاردة ومحدش شاف وشك! أية كنتِ بتعملي أية كل دَ؟!
رديت عليها ببساطة: بذاكر، امتحاناتي خلاص مش فاضل عليها غير يومين.
وبسخرية وعدم أقتناع قالتلي: طب قومي ياختي اغسلي المواعين اللي في الحوض، قال بتذاكري قال، تلاقيكي بتكلمي شباب على المحمول؛ ما أنتِ ماشيك على طول آعوج.
وبما أني متعوده على الأسطوانة الجميلة دِ، فَمردتش عليها وسبتها ودخلت على المطبخ.
"هي"
أنا ليل، عندي 18 سنة، في 3ثانوي، وخلاص كلها يومين وأمتحاناتي تبدأ، يعني خلتص فاضل تكة على حلمي، أصل أنا بحلم أني أدخل طب، طب قسم أورام، من يوم ما أمي ما ماتت وأنا مستنيه اليوم اللي أفتح فيه مستشفى للأورام وأعالج فيها كل مرضى الأورام والسرطان. ومتهيألي مش محتاجين أعرفكم على سعاد.. طنط سعاد مرات بابا، بابا أتجوزها وأنا عندي 9 سنين، يعني بعد موت أمي بسنة، وطبعًا مش محتاجين أقولكم معاملتها معايا عامله أزاي؛ عشان أكيد عرفتوا، بس أكيد عايزين تعرفوا سبب معاملتها ليا صح؟ تمام هتعرفوا مع الأحداث؛ زي ما هتعرفوا حاجات كتير أوي عني وعن حياتي. وعشان تعرفوا أهم مشكلة في حياتي لازم أقولكم موصفات شكلي، أيوا محدش يستغرب.
أنا ولا طويلة ولا قصيرة؛ تقدروا تقولوا طولي مناسب، بس جسمي كان نحيف شوية، وعيوني عسلي ، وشعري أسود غجري مجعد، أما بقى لون بشرتي؛ فهو كان أسمر؛ ومن هنا أتسميت ليل؛ وبالظبط زي ما جيه في دماغك دلوقت هو ده سبب أكبر مشاكلي " التنمر على لون بشرتي وجسمي النحيف"
***************
- طنط سعاد انا نازله.
-في داهية يا حببتي.
مهتمتش لردها لأني تقريبًا أتعود، وسبتها ونزلت.
- ألو يا وعد... الحمد لله يا حببتي، عاملة اية أنتِ؟.. أنتِ فين؟... آه آه شوفتك أهو.
قفلت معاها لما شوفتها دخلت الشارع اللي كنت مستنياها فيه.
وعد: أنا جيت.
ضحكت وأنا وبمسك أيديها عشان نمشي وقولتلها: نورتي يختي، يلا بسرعة هنتأخر على الدرس.
وعد: أووف اي كل ده؟ ده أحنا كنا شوية وهنلزق في الكراسي!
ضحكت على كلامها اللي عمره ما هيتغير لأنها مش بتحب الدروس وده بسبب أنها بتزهق من القاعدة لمدة طويلة، ضحكت بيأس منها وقولتلها: يعني مراجعة ليلة الأمتحان عايزاها تكون قد أية يا وعد؟!
وعد: أي ده نهله، جميلة تعالو.
مرتدش على كلامي لأنها كانت بتشاور لصحابها يقربوا، وفعلًا جُّم ناحيتنا وسلموا علينا.
نهله: أزيك يا بيبي؟
كانت جملة بسيطة موجهة لوعد، بس قالتها بعد ما بصتلي بقرف! مهتمتش؛ وقولت أكيد أنا اللي فهمت غلط.
وعد: الحمد لله يا روحي، أزيك يا جميلة عاملة أية؟
جميلة: الحمد لله.
وعد: آه نسيت أعرفكم، ليل صاحبتي؛ ما انتوا عرفنها يا بنات.
تقريبًا وعد حست بأحراجي منهم فقالت تعرفنا على بعض؛ ده على أساس أننا منعرفش بعض مثلًا؟!
-آه عرفاها، أزيك؟
خرجت من تفكيري على جملة جميلة ليا.
- الحمد لله.
قولت الجملة وسكت، وقبل ما أستأذن عشان أمشي كانت نهله بتميل على وعد وبتوشوشها بكلام مسمعتوش، بس الغريبة أنها كانت بتبصلي!
نهله: أنتِ أية اللي ممشيكي مع الأشكال دي بس يا بنتي؟
وبنغزة في كتف نهله من وعد: بس يا بت اسكتي.
حسيت بحرج شديد وأنا واقفة وسطهم، وأحساسي أنهم بيتكلموا عليا مكنتش عرفه أكدبوا، وبصوت مبحوح قولت.
- طب أنا ماشية بقى عشان أتأخرت، سلام.
سبتهم ومشيت من قبل ما أسمع رد حد فيهم عليا، سبتهم وأنا حاسة أنهم بيضحكوا عليا!
***************
الحقيقة أحساس ليل كان صح، وفعلًا أول لما بعدت عنهم بخطوات كان صوت ضحكاتهم بيعلى أكتر وأكتر.
نهله وهي بتحاول تسيطر على نفسها من الضحك: أي يا بنتي الأشكال اللي أنتِ ماشية معاها دي؟ أنتِ مش شايفه شكلها عامل أزاي؟
أيدتها جميلة وهي بتقول: أيوا يا بنتي، ولا لونها؛ يامامي تحسوا أنهم بيخوفوا بيها الأطفال.
وبأنهاء كلامها وسخريتها كانت صوت ضحكاتهم بتضوي في المكان من تاني، سيطرت وعد على ضحكها وقالت بتبرير لموقفها: يعني هو أنا هعمل اية بشكلها منك ليها؟ كفاية عليا أنها دحيحة وبتنفعني في الأمتحانات وطول السنة بتنقذني من أيد أبويا وأمي بدرجادي العالية، ده غير بقى أنها معايا في اللجنة؛ يعني ممكن تنفعني آخر السنة.
ضحكة عالية خرجت من نهله وهي وبتغمزلها: أما أنتِ عليكِ دماغ يا بت، لأ وأنا اللي قولت بتحبيها وبتاع، أتاريكي مش سهلة.
-يا بنتي كلوا فوق المصلحة، ولا أية؟
كانت دي الجملة اللي قالتها جميلة ليهم، وفعلًا هي دي الجملة الوحيدة الصح اللي أتقالت من حد فيهم؛ فعلاقتهم هما الثلاثة كانت ومزالت مبنية على المصلحة فقط يا عزيزي .
ضحكت وعد ونهله على جُملة جميلة، وبضحك قالت وعد: في دي بقى تروو من هنا لبكرا، يلا بقى نروح ناكل في يأ مكان عشان أنا جعانة.
************
أحب أعرفكم بيهم.
وعد، صاحبة ليل الوحيدة، هي ملجأها وكل ما ليها في الدنيا، بتعتبرها أكتر من أخت ليها، وده بسبب أنها البنت الوحيدة اللي قربت منها ومتنمرتش عليها، أو نقدر نقول متنمرتش عليها قدامها..
وعد شعرها أسود مموج، طولها وجسمها متناسقين، وبشرتها قمحاوية، وعيونها بني غامق.
جميلة، تكون صاحبة نهله المُقربة، أو نقدر نقول ضل نهله، ودَ بسبب ماشيها على خط سير نهله مبقاش ليها شخصية، ولا حتى تفكير مستقل!
جميلة هي أقصر وحده فيهم، جسمها متناسق مع طولها، شعرها أسود سواد الليل، وعيونها أخضر زي الخُضرا، وبشرتها فاتحة تشبة بشرة الأطفال.
أما نهله، فَهي رئيس مجلس أدارة الشلة، هي اللي بتحرك الكل زي ما هي عايزة، وكل حاجة بتكون عايزاها بتكون لصالح مصلحتها في المقام الأول.
نهله شعرها بني قصير، وعيونها أسود، بشرتها قمحاوية، أما طولة، فَهي طويلة، أطول وحدة فيهم، وجسمها برضه متناسق جدًا مع طولها.
****************
"هي"
شهر الأمتحانات عدى ومحستش بيه، لا وكمان أسبوع عدة من الأجازة منغير ما أحس، وأنهاردة النتيجة! خلاص فاضل على الحلم تكه فعلًا!
ليل:ها يا بابا فتح؟
رد عليا للمرة اللي مش عرفه الكام وقالي: لسه، قعدي بقى خيلتيني.
كتفت أيديا وفضلت رايحه جاية قدامهم وأنا على أعصابي، هما لية بيعملوا فينا كده؟ لية ليعبوا بِ أعصابنا بالشكل ده؟ هما لية.. ثانية وحدة دَ الموقع فتح!!!
فوقت من أفكاري على صوت بابا وهو وبيصرخ بكلمة وحدة"فتح" :فتح يا ليل فتح.
وبكل خوف وفرحة وقلق كنت بسأله: بجدد كام.. جبت كام؟؟
وبدون أي مقدمات كان بيقف من مكانه وبيحضني وهو وبيصرخ وبيقول: 98٪ يا ليل 98، مبروك مبرووك يا عيوني.
مكنتش مصدقة، حسيت أني أتشليت من الفرحة، أنا.. أنا المفروض أعمل اية؟ أفرح أتنطتت؟ أومال أنا لية عيط؟! منغير ما أحس كنت بتبت في بابا أكتر ودموعي نزلت بدون أدنى إرادة مني، خرجت من حضنه وأنا بصرخ وبتنطتت وبغني كمان.
- طب وحيات قلبي وأفراحه، وونينينيييي وصباحه، طب الناجح يرفع أيده هيهه، الناجح يرفع أيده هيهه.
- يااااه، أخيرًا هدخل طب، أخيرًا يارب حلمي بقى بين أيديا.
جملة تلقائية طلعت مني وأنا بصرخ من السعادة، لكن في صوت كده جيه ما بين فرحتي وخلاني مش فاهمة اللي أتقال!
سعاد: طبّ؟!! طبّ أية يختي؟ هو أنتِ لسة هتقعدي في أرابزنا تاني 7 سنين؟! ولا أنت رأيك أية يا حسام؟
بصيت لبابا وأنا بحاول أستوعب اللي هي بتقوله، كنت ببص له وأنا مستنيه يقول حاجه يخرسها بيها! أيوا أنا كنت مستنياه يزعقلها، يقولها بس أسكتي بنتي هتدخل الكلية اللي هي عايزاها، بس أنا أتصدمت من رده عليها!!
حسام:أيوا يا سعاد عندك حق، شوفيلك أي كلية يا ليل 4 سنين عشان تخلصيها بسرعة، أنا مفيش حيل أصرف على تعليم 7 سنين كمان.
ثانية وحده أي اللي بيحصل دَ؟ بقى بعد ما خلاص فاضل على حلمي خطوة الاقي اللي بيفوقني ويقولي أصحي الحلم ده مش منحقك! محستش بنفسي غير وأنا بصرخ فيهم بكل قهر: انتوااا بتقولوا أية؟ كليه أي اللي مش هدخلها؟ يعني أنا سهرت وتعبت واتمرمط كل المرمطة دِ عشان ادخل الكلية اللي بحلم بيها، عشان أوصل للي بتمناه؛ ولما أوصل تقولوا لا مش هتدخلي الكلية اللي أنتِ بتحملي بيها؟ بالبساطه دي عايزين تهدوا كل حاجة؟
-يووه، ليل بلاش كلام كبير وأفورة بقى، خلص الكلام على كده، شوفيلك كلية تانية.
خلص كلامه وسبني ودخل أوضته منغير ما يديني فرصة أني أرد عليه، ومراته بصيت لي بشماته ودخلت وراه! أنا.. أنا حقيقي حسيت أن جسمي كله أتشل عن الحركة، عقلي أتشل من التفكير، حسيت كأن حد دلق عليا جردل مياه ساقع متلج! يعني حلمي اللي بحلم بيه وبسعاله بقالي 6سنين يتهدم في ثانية؟! بعد ما كان خلاص بين أيديا! كان! أنا بقول كان! يعني خلاص كل حاجة راحت؟ تعبت وزهقت من التفكير اللي ملوش فايدة، خد بعضي ودخلت أوضتي، فضلت أبكي كَالعادة، هو أنا يعني حِيلتي أية غير دموعي؟
**************
عند حسام وسعاد.
-البت صعبت عليا يا سعاد دَ كان حلمها من يوم ما أمها الله يرحمها ماتت وكان نفسها تدخل طب.
ضحكت وبسخرية قالت: يعني يخويا هتعمل أيه بالكليات ما في الأخر هتتجوز.
-عرفة أنا عندي فكرة، أحنا ممكن نجوزها، تاخد أول سنة وهي مخطوبة وتاخد باقي سنين الدراسة في بيت جوزها، منها تكون حققت حلمها، ومنها أفرح بيها.
-ومين إن شاء الله اللي هيتعمي وهياخدها بمنظرها دَ!
أتضايق حسام من سخريتها من شكل ليل وقالها: لو على العرسان فَهما كتير يا سعاد، عندك آسر أبن مهران صاحبي كان طالب أيديها أصلًا وأنا اللي أجلت الموضوع لبعد الثانوية.
-وده عنده كام سنة؟ ولا بيشتغل أية؟
-ده شاب صغير في تالتة كلية طب، والعيادة بتاعتة فتحها من ست شهور بأسم أبوه، وشغال فيها دلوقت.
-طب والله حلو.
قال بحماس: خلاص أنا هفتح الموضوع مع مهران بكرا وهشوف دنيته أية، لو لسة عايزها هديلهم معاد يجوا في.
وبهمس في نفسها: بقى في الأخر هتتجوز دكتور المقشفه دِ!
-أنتِ بتقولي حاجة؟
-مبقولش، أنا هنام تصبح على خير.
الحقيقة أن حسام زيه زي أبهات كتير، هو بيحب بنته جدًا جدًا، بس مش بيقدر يعبر أو يظهر مشاعره، أو بمعنى أصح مبيعرفش، وبالتالي بيحصل فجوة كبيرة جدًا بين الأب وبنته، وبالنسبة لسعاد فَ دِ ليها حكاية لوحدها.
********
"هي"
عدى أسبوعين، أسبوعين محبوسه فيهم في أوضتي، أسبوعين مش بعمل فيهم حاجة غير أني ببكي وبس، خرجت من تفكيري على صوت رنة التليفون، كانت وعد هي اللي بتتصل.
ـ الو يا وعد.
-ازيك يا لولو بقولك هو ينفع تيجي معايا عشان اجيب هديه لماما عشان عيد ميلادها.
- والله يا وعد تعبانه ومش بكلم بابا أنتِ عارفه.
-بليز يا ليل بليززز حاولي مش عايزه اروح لوحدي.
وبعد زن قولت:حاضر هحاول.
كنت قاعدة على سريري مش بعمل حاجة، قاعدة أتعود عليها من يوم ما أتخانقت مع بابا، بس الغريب أن بابا جيه وخبط على بابي.
ـ ليل عايز اتكلم معاكِ.
:اتفضل
-بصي أنا عارف أنك عايزه تدخلي كلية طب مش كده؟
للحظة الأمل دب في قلبي من تاني، والسعادة عرفت طرقها لقلبي، رديت بلهفة: آه آه، والله ده حلمي.
-طيب في عريس جاي يتقدمك بكرا هو عارفك وشافك أكتر من مرة، هيجي يكرا هو وبباه هتقعدي معاه وتشوفي الدنيا فيها أية، ولو تمام ومرتاحة هنقوله على موضوع كلية طب ولو وافق هتاخدي أول سنة وأنتِ مخطوبة، وهتكملي في بيت جوزك.
الفرحة أتبخرت، الأمل أتحول لخذلان، من شدة صدمتي مكنتش عرفة أرد أقول أية، بس كل اللي طلع مني هو سؤال، سؤال مبني عليه حياتي.
- ولو موافقش على الكلية؟ أية اللي هيحصل؟
ببساطة رد عليا وقال: ولا حاجة هبقى أتصرف وقتها، بس الأكيد أنه هيوافق، أصل هو دكتور وبباه دكتور، فَ أكيد مش هيعترض، يلا عن أذنك.
الحقيقة ملقتش كلام أقوله، خذلاني من أبويا كان أقوى من أي حاجة، حقيقي مش مصدقة أنه موافق أن واحد غريب هو اللي يتحكم في مستقبلي! بجد مش مصدقة، هو ده حقيقي أبويا!
***************
لقيت أن البُكى ملوش لازمة، خلاص اللي أتقال هو اللي هيحصل، قومت ولبست واستأذنت أني أنزل مع وعد وفعلًا نزلت لها.
وعد: حبيبي عاملة أية؟
ليل:تمام الحمد لله، ها هتروحي فين؟
-مالك في أية؟
تقريبًا أنا كنت مستنيه السؤال ده عشان أطلع كل اللي جوايا، وبالفعل منغير ما أحس كنت ببكي وبحكلها كل اللي حصلي في الفترة اللي فاتت.
خلصت كلام وأنا لسة ببكي، الحقيقة أنا كنت مستنياها تواسيني، أو تطيب خطري بشوية كلام، كنت مستنية منها حاجات كتير بس اللي حصل عكس كل دَ، اللي حصل أنها قابلت دموعي وقهرتي على حالي بضحك وأستهزاء!
كانت بتضحك وبتقول: أهدي بس شوية، وفيها أية يا ستي ما يمكن يطلع واد حليوه، أنتِ قفوشة لية؟
مكنتش مستوعبة هي بتقول أية، ومنغير ما أحس زعقت فيها: أنتِ بتضحكي يا وعد؟ بقولك واحد ولا شوفته ولا أعرفه هو اللي هيحدد مسقبلي فَتضحكي! بجد هو للدرجادي مشاعري تافهة عندك؟
أختفت ابتسامتها المستفزة وقالت بهدوء: يعني أنتِ في أيدك أي تعملي يا ليل؟ لازم تقبلي الوضع بمزاجك بدل ما تقبلي برضه بس غصب عنك، ويلا عشان منتأخرش.
ملقتش كلام أقوله، مكنتش عرفة المفروض أقولها أية أصلًا، أنا عرفة أن مفيش حاجة في أيدينا نعملها، المفروض ٱني أقولها أنا كنت مستنياكِ تواسيني، هو أنا المفروض أقول لصاحبتي ٱنا محتاجة منك أية؟! تجاهلت كل حاجة وقولت لها.
عندك حق، يلا عشان منتأخرش.
مشينا شوية ووصلنا للمحل اللي هي عايزاه.
-ها يا قمرات عايزين أية؟
وعد: عايزه هدية ل مامي بس تكون شيك كده.
شاور لها على ساعة في الفترينه وقال: بصي الساعة دي جميلة أوي، وبتكون شيك جدًا في الأيد.
-آه حلوة أووي.
ضربتني بخفه في كتفي وسألتني: ها أية رأيك؟
ابتسمت بالعافية وقولت: جميلة فعلًا.
ابتسامة كبيرة اترسمت على وشها وقالت بحماس: خلاص هناخدها.
بدلها صاحب المحل الابتسامة وقالها: مبروك عليكِ أنتِ وماما.
بدل نظراته ليا وقال ببتسامة بسيطة:وأنت يا أسمراني يا قمر، مش هتاخدي حاجه لمامتك؟
-لا دي مامتها متوفيه يا عمو، يلا بعد أذنك مشينا.
الدم هرب من عروقي، حسيت أني أتسمرت في مكاني، هو.. هو أنا المفروض أقول أية؟ المفروض أعمل أية في موقف زي دَ؟ وبما أن مفيش أجابة، فَكانت أجابتي هي دموعي.
تقريبًا حست أنها حرجتني فقالت ببتسامة مرتبكه:أنا كنت بهزر، أنتِ عارفه أني مقصدش حاجة صح؟
وبحركة سريعة كنت بلف وشي للناحية التانية وبمسح دموعي، مردتش عليها وسكت، وصاحب المحل سبنا ودخل يجيب الفاتورة، وأخيرًا لَميت بواقي أعصابي وقولت: بقولك أيه أنا دماغي وجعاني أوي فَهروح أنا ماشي، أبقي قولي لطنط كل سنة وهي طيبة.
خلصت كلامي وسبتها ومشيت منغير ما أسمع ردها، الحقيقة أنا ممشتش، أنا جريت، جريت لأقرب مكان فاضي عشان أبكي فيه.
***********
جيه صاحب المحل وهو وبيديها الفاتورة سألها: هي فين زميلتك
- مشيت، لية؟
وبعصبية ومنغير ما يحس كان بيزعق فيها وبيحاول يجيب حق ليل.
- هو أيه اللي أنتِ قولتي دَ؟ مش دي صاحبتك برضو؟ محدش قالك أن دي قله ذوق يا بني آدمة
أرتبكت من هجومه عليها وقالت بعصبية: وأنت مالك؟ أمسك الفلوس.
*************
"هي"
اليوم عدى بسرعة ومنغير ما أحس جيه وقت المقابلة، المقابلة اللي هتحدد مستقبلي.
- تعالي يا ليل سلمي على عريسك.
جيت وقعد على أول كرسي قابلني، ومنغير ما أبص عليه قولت برتباك: أهلًا بيكم.
بابا خد أبوه العريس وسبنا وقام عشان نتكلم مع بعض شوية، أتكلم العريس اللي عرفت من بابا أن أسمه آسر وقال: طب مش هتبصيلي؟
رفعت عيوني من على الأرض ببطئ وبصيت له، بس أيه د‌َ؟! آسر، هو دَ آسر اللي جاي يتقدملي!
ومنغير ما أحس كنت بقول: أنت آسر مهران؟!
آسر.....
يتبع...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close