اخر الروايات

رواية بدون عنوان الفصل الثاني 2 بقلم نورا سعد

رواية بدون عنوان الفصل الثاني 2 بقلم نورا سعد

البارت التاني

بقلمNora saad🖋
»بدون عنوان»
اليوم عدى بسرعة ومنغير ما أحس جيه وقت المقابلة، المقابلة اللي هتحدد مستقبلي.
- تعالي يا ليل سلمي على عريسك.
جيت وقعد على أول كرسي قابلني، ومنغير ما أبص عليه قولت برتباك: أهلًا بيكم.
بابا خد أبوه العريس وسبنا وقام عشان نتكلم مع بعض شوية، أتكلم العريس اللي عرفت من بابا أن أسمه آسر وقال: طب مش هتبصيلي؟
رفعت عيوني من على الأرض ببطئ وبصيت له، بس أيه د‌َ؟! آسر، هو دَ آسر اللي جاي يتقدملي!
ومنغير ما أحس كنت بقول: أنت آسر مهران؟!
ابتسم وقال: أيوا يا ستي أنا.
مكنتش مصدقه، الفكرة نفسها شبه مستحيله، فكرة أنك تكون معجب بحد في فترة أعدادي وثانوي وتلاقي فاجأة وبدون أي مقدمات جاي يخطبك! جاي يخطبك مع أنك عمرك ما صرحته بمشاعرك. مقدرتش أمنع فضولي وسألته.
- بس أزاي؟ قصدي يعني أنت لية جيت تخ.. يووه قصدي
ضحك على أرتباكِ وتوتري وقال: أهدي أهدي، الموضوع كله أني كنت عارف أنك معجبه بيا، والحقيقة أن أنا كمان كنت معجب، فقررت أني هستناكِ تخلصي ثانوي وهاجي أخطبك، خصوصًا أني عرفت أن بباكِ صاحب ببايا، ها بقى أي رأيك؟
مكنتش مصدقه، أو مكنتش عرفه أصدق، أزاي الحظ ممكن يخدمني بالشكل ده، وبأمل وفرحة قولت له: بس أنا عندي طلب، ينفع أدخل كلية طب، قصدي يعني..
خبيت وشي بأيدي وخد نفس وقولت: بص يا آسر، بابا قايل أن لو أنت وافقت أني أدخل كلية طب وأخد سنين الدراسة وأحنا متجوزين هيدخلني كلية طب، فهمت حاجة؟
كنت ببص عليه ومستنيه رده، كنت متابعة رد فعله، قسمات وشه، وللحظة حسيت أن الحياة رجعتلي، حسيت أن لأول مرة الحظ فعلًا بيخدمني.
- وأنا أرفض ليه؟ موافق طبعًا، ها بقى أنتِ موافقة عليا يا عروستي؟
ضحكت وبصيت للأرض، وبفرحة وسعادة لقيته بيقلد الستات وبيزغرد! ضحكت وبصيت له وأنا بقول له بعيوني بتعمل أية، بس الحقيقة أني عيونه كانت فرحانه. بابا وسعاد وعمو مهران دخلوا على صوت آسر وهو بيزغرد، ضحكنا وقعدنا مع بعض وبعدها قرينا الفاتحة، وحددوا معاد الخطوبة بعد أسبوع، وأتفقت أنا وآسر الأسبوع اللي بعده هنروح نقدم ورقي لكلية الطب.
**********
"هي"
بعد 3شهور، وتحديدًا بعد خطوبتي، وبعد أول شهر دراسة.
-وعد هتحضري المحاضرة؟
وبعدم أهتمام ولا مبالاة كالمعتاد قالت: محاضرة أي بس يا ليل أنا مصدعة جامد، ومليش خلق لمحاضرات خالص، بصي أحضري أنتِ وأنا هستناكِ هنا.
وبستسلام قولت لها: براحتك يا وعد.
كنت لسه همشي لقيت نهله جاية علينا، أصل لحظي الزفت نهله وجميلة معانا في الكلية، دخلوها أزاي وجابوا مجموعها أزاي حقيقي معرفش.
قربت علينا وسلمت على وعد، وبعدها... وبعدها بصيت لي بقرف! وقالت.
-أزيك؟
أستغربت نظراتها ليا، حقيقي أنا مستغربة من معاملتها معايا أساسًا، هي طول الوقت بتعاملني بتعالي وأستحقار، مع أني محصلش مني حاجة تضايقها قبل كده، فَ ليه المعاملة دِ؟ ولأني أجبن من أني أسألها سؤال زي دَ، وأجبن من أني أواجهها بحاجات كتير جوايا، فَبتسمت لها ومشيت على محاضرتي.
***********
- أية يا بيبي عاملة أية.
ابتسمت وعد وهي وبتمسك ايديها قالت بحماس: تمام يا روحي، تعالي نروح ناكل هموت من الجوع.
وفعلًا راحوا للكافتريا وطلبوا أكل، وقبل ما الأكل يجي سألت نهله وعد: أنتِ لسة مع البتاعه دي يا بنتي؟ أيه مبتخفيش منها؟!
خلصت كلامها بضحكة، ووعد شاركتها الضحك، وقالت لها بتوضيح: بتنفعني في المحاضرات، يعني تقدري تقولي هي زي الألة الكاتبة بالظبط، كل المحاضرات بتجبهالي ولو طلبوا أبحاث هي بتعملها ليا وليها، في أكتر من كده منفعه يا بنتي؟
خلصت كلامها وضحكت، ونهله شركتها الضحك وهي بتحيّها على ذكاءها وتفكرها.
***********
"بعد مرور سنتين"
في جامعة ليل، ومع أول أسبوع في الترم التاني من الفرقة التانية طب.
- ورجعنا تاني للقرف، بجد زهقت، بقالنا أقل من أسبوع بادئين الدراسة وحرفًيا مش فاهمة أي حاجة.
وبعدم أهتمام ردت عليها نهله: مش مهم نفهم، المهم نتنيل نعدي السنة دِ، أنا مينفعش أعيد تاني.
اتنهدت جميلة بتعب وقالت: ولا أنا، أنا لازم أعدي.
أما وعد فقالت بحزن مصطنع: والله أنا ما عرفت قيمة البت ليل غير لما بعدت عني.
ضحكت نهله وقالت: يا ستي أهي غارت، بس لو تاخدوا بالكم أنها من يوم ما رجعت الترم دَ وهي حامية أووي في حوار الدراسة، مش زي الأول خالص.
شاركتها وعد الضحك وقالت: والله أنا ما عارفه هي رجعت أزاي بعد اللي حصلها.
كلهم بدأوا يفتكروا اللي حصل ودخلوا في نوبه من الضحك، بس كلهم سكتوا فاجأة بسبب دخول ليل عليهم!
-Hi Gauss
كانت داخله عليهم بثقة، وشكل وجسم مختلف، وشعرها اللي كانت دايمًا بتدآري دلوقت عملاه كيرلي وسيباه عادي متحرر، وستايل لبسها مختلف برضه، كانت لابسة بنطلون چينز أسود، وتيشرت أبيض وچاكت چينز، حقيقي هي كلها كانت مختلفه، مختلفه تمامًا عن أخر مرة الكل شافها فيها، كلهم كانوا متنحين تقريبًا، محدش كان فاهم هي أزاي أتحولت كده، بس قطع الصمت دَ صوت ليل وهي بتقول بثقه غريبه عليها.
- في أيه؟ أنتوا متنحين كده ليه؟
جميلة مقدرتش تدآري أنبهارها بتغير ليل الجذري، وبعفوية قالت:أصلك بقيتي جميلة أووي يا ليل.
ابتسمت لها ليل بذوق وكانت لسه هترد بس قاطع ردها كلام نهله.
- هي كده بقت حلوه يعني! طب ما أنتِ زي ما أنتِ سمرا ومحروقه، أي الجديد بقى؟
وعكس ما كان الكل متخيل، ليل ضحكت، عكس ما كانوا متوقعين أن ليل هتتكسف وتمشي مثلًا، قابلت ردها بضحكة ثقه وقالت: ضحكتيني تصدقي، هو أنا خد رأيك أصلًا؟
وفي لحظات، وبحركة سريعة من ليل كانت ماسكه دراع نهله ولفاه وراه ضهرها! وقبل ما نهله تتكلم قربت من ودنها وبهمس: المسكة دِ عشان غلطي فيا بس يا لوزه.
خلصت كلامها وزقتها على باقي البنات وببتسامة: يلا enjoy.
خلصت ومشيت، مشيت ونهله مش مستوعبه اللي حصل أصلًا، مش مستوعبه أنها معرفتش ترد على ليل، ولا عرفت تدافع عن نفسها! هو الحقيقة الكل مكنش فاهم اللي حصل أصلًا.
وعد: هي مالها أتحولت كده ليه؟ وأزاي؟
جميلة: دِ شكلها أتجننت يا شباب والله.
أما نهله فمسكت أيديها بألم وبحقد قالت: ماشي، أنا هدفعها تمن الماسكة دِ غالي أووي.
وعد أرتبكت وخافت، خافت من اللي ممكن يحصل ما بين نهله وليل، هي عرفه أن نهله مش هتسكت وليل من الواضح أنها مش هتسمحلها تعملها حاجة. ابتسمت بتوتر وقالت: بس بس خلاص، يلا على المحاضرة كده هنتأخر.
***********
كانت ليل في كافتريا الكلية، بتقرأ في كتاب، وبدون أي مقدمات كانت نهله جاية من وراها ومسكتها من شعرها وضربتها بالقلم وبتزعق فيها!
-القلم دَ عشان بس أتجرئتي ومديدي أيدك على ستك يا محروقه، يا حيوانة.
3 ثواني ليل بتستوعب أية اللي حصلها، كانت نهله لسه هتتحرك بس سابقت خطواتها أيد ليل وهي بتمسكها من شعرها، وبحركة سريعة من ليل كانت نهله قدامها وبتردلها القلم قلمين وبتزعق فيها بغضب.
-دول تمن القلم اللي خده منك على غفله يا زبالة.
نهت كلامها وهي بتضربها لكمة قوية! وبتقول.
-ودِ عشان غلطي بس فيا، وعشان عقلك وزك أنك تعملي كده.
نهله قابلت ضرب ليل بصراخ، وشتيمه، وتقريبًا كانت كل الكلية بتتفرج عليهم، والغريب أن من ضمنهم وعد وجميلة! اللي محدش فيهم أتجرئ أنه يتدخل في الخناقة، وفي وسط كل اللي بيحصل دخل عليهم عميد الكلية.
- ممكن أفهم أيه اللي بيحصل دَ يا دكاترة؟
تقريبًا نهله متدش لحد فرصة أنه يتكلم أصلًا لأن أول حاجة عملتها هي إنها قربت من العميد وبدأت في نوبة من البكاء.
-ضربتني يا دكتور، ضربتني وهزئتني قدام الكل، حضرتك شايف عملت أية في وشي؟
الحقيقة أنه قابل بُكاها بزعيق وعصبية وقال: بس خلاص، قدامي على المكتب أنتوا الأتنين.
*************
-أنا عايز أفهم أية اللي حصل بالظبط، وحضرتك يا ست ليل عملالي فيها بلطجيه وبتضربي زميلتك؟
وبثقه ردت عليه:حضرتك أنا كنت بدافع عن نفسي، أسال الكافتريا كلها أي اللي حصل، وهيقولوا أن أنا كنت قاعده ف حالي وهي اللي جت جبتني من شعري وضربتني بالقلم، أكيد مش هتفرج عليها وأسبها تضربني وأسكت مثلًا، أنا كنت بدافع عن نفسي مش أكتر.
أتدخلت نهله بسرعة جدًا بدموع التماسيح اللي مفارقتهاش وقالت: محصلش يا دكتور، محصلش، دِ..دِ هي اللي ضربتني وبهدلت وشي خالص، آههه.
تقريبًا العميد صدع منهم، فَزعق بنفاذ صبر وقال: بس قولت.
وجهه نظراته لـ ليل وقال: وأنتِ، أنتِ مش شايفه وش البت؟ زميلتك بقى وشها شوارع يا دكتور.
وبدون أي أهتمام قالت ليل: دفاع عن النفس يا دكتور.
-هاتلي الناس اللي كانت في الكافتريا يا بني.
لحظات ودخلوا بنتين وولدين وشاهدوا باللي حصل، وبنائًا عليه قال العميد.
- حضرتك يا دكتورة نهله هتاخدي فصل لمده اسبوعين.
صوتها عِيلي وبعتراض وعصبية قالت: لية كده يا دكتور، كده حرام أنا اللي أتضربت.
قابل ردها بعصبية شديدة فَزعق: عشان تتعلمي متمديش أيدك على حد تاني، أنتِ مش في الشارع عشان اللي يضايقك تجيبي من شعره وتضربي.
-ما هي كمان ضربتني برضه، أنت مش شايف وشي؟!
خبط على المكتب بعصبية وقال:صوتك ميعلاش، وأتفضلي على محاضرتك.
مشيت وهي متعصبة أو على وشك أنها تتحرق من كتر الغيظ والعصبية، أما ليل فَ العميد أداها فصل أسبوع، ومنغير أي أعتراض سابته وراحت على محاضرتها اللي قدامها عشر دقايق وتبدأ، ولسوء حظها أن وعد ونهله وجميلة معاها في نفس السيكشن.
*********
وعد: عملتي أيه؟
وبكل عصبية وغيظ نهله زعقت فيهم وهي بتقول:بلا حصل بلا محصلش، يلا على المحاضرة، دكتور عمار قدامه خمس دقايق ويدخل.
ومنغير أي كلام كلهم راحوا على المحاضرة.
- بإذن الله يا دكاترة البحث هيكون عن كانسر الدم، عايز بحث متكامل عن المرض، ودَ هيكون أمتحان الشهر، أخر معاد لتسليم البحث يوم الأتنين الجاي، يعني معاكم 8 أيام تقريبًا، وعشان الناس اللي بتستهتر اللي مش هيقدم البحث في معاده يعتبر نفسه شايل المادة، أتفضلوا المحاضرة أنتهت.
ليل كانت قاعدة قدام نهله في البنش، وقفت وبضحكة كلها ثقة قالت: تعيشي وتاخدي غيرها يا قمر.
خلصت كلامها وسابتها ومشيت، أما نهله فتقريبًا كانت على وشك الأنفجار، وغصب عنها راحت لدكتور عمار وقالت: دكتور معلش.. يعني هو اصل..
طرقتها في الكلام عصبته فزعق فيها وقال: في أيه؟ ما تتكلمي على طول.
أتخضت وقالت بآسف: اصل بصراحة أنا واخده فصل اسبوعين، فَممكن أقدم البحث لما ارجع الجامعة، أو حتى ابعتوا مع صاحبتي.
وبتسأول قال: وانتِ واخذه فاصل ليه؟
- اتخانقت انا وزميلتي.
-زميلتك مين دي؟ وخناقة تجيب فصل اسبوعين!!
-وحده اسمها ليل يا دكتور، كانت معانا هنا في المحاضرة، وخدنا فصل عشان يعني، ضربنا بعض.
اتعصب وبغضب قال: اتفضلي يا دكتورة، اعتبري نفسك شايله الماده لو البحث متقدمش في المعاد.
وبعصبية قالت نهله بنبرة أعتراض: يعني ايه يا دكتور، طب أنا ذنبي أية..
- مش مشكلتي، أتفضلي على محضراتك.
*********
أما ليل فكانت قاعده في الكافتريا بتقراء رواية.
-احم ممكن اتكلم معاكي؟
رفعت حاحبها وبستغراب قالت: دكتور عمار! نعم في حاجه؟
كان متوتر وبيفرك في أيده بقلق، وبعد صمت دام لدققتين قال: هو أنتِ مرتبطة؟ قصدي يعني مخطوبة أو كده؟
-نعم؟! وأنت مالك؟ قصدي يعني ليه؟
تقريبًا أتحرج أكتر أتنحنح بكسوف وقال: أصل أنا الصراحة معجب بيكِ من يوم ما شوفتك ف الكلية، فَيعني قولت أسالك على حالتك الأجتماعية، مش أكتر.
قفلت الرواية اللي قدامها بعصبية، وبغضب وعصبية قالت: طيب طيب، انا مش مرتبطة ومش هرتبط تمام؟ اتفضل بقى وياريت متتعداش حدودك تاني.
طبعًا عمار أتحرج لأبعد الحدود، فَلملم كرامته اللي فاضله وسبها وقام.
كانت بتتنفس بعنف، حاولت تهدي نفسها على قدر الأمكان، وفتحت الرواية وبدأت تقرأ فيها من جديد، بس الحال مدمش كتير بسبب اللي دخلت عليها وقالت.
-ممكن أقعد معاكِ؟
وبعصبية قفلت الرواية وزعقت وهي بتقول: يادي اليوم الآسود، نعم، خير؟
-.....
يتبع..

الثالث من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close