رواية جوازة بدل الفصل الثامن وعشرون 28 بقلم سعاد محمد سلامة
الثامنه والعشرون
ــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم ألمها المُبرح، تكاد لا تستطيع التكلم لكن تحاملت على نفسها وعادت كلمتها ، طلقني يا عمار، إبعد عنى أنا بكرهك، وبكره كل عيلة زايد كفايه كده، وصلنا للنهايه،.....
رد عمار:سهر إنتى مش وعيك،بلاش أرجوكى تتكلمى،كل شئ هيتصلح،أنا مش مصدق كدب غدير،
فى ذالك الأثناء دخل علاء الى المنزل ورأى تجمُع الجميع، إنخض بشده،حين رأى سهر تجلس على مقعد تضع يديها على بطنها تنزف،وعمار،جوارها،يحاول حملها لكن هى ترفض وتتشبث، بالمقعد بقوتها الواهنه، يبدوا أنها كانت تنتظر مجيئهُ
نظرت له كأنها تعلم أنه سيعود من أجلها قائله بتهدُج: علاء
بلهفه أقترب علاء منها وإنحنى يقول:سيبها يا عمار
تركت سهر يديها المتشبثه بمسندي المقعد،وغابت عن الوعى،حملها علاء سريعاً، سبقهُ عمار الذى ينزف قلبهُ بآلم ساحق،لكن كل ما يريدهُ الآن هو أن تفتح سهر عيناها مره أخرى
فتح عمار باب السياره ل علاء وضع سهر ودخل لجوارها،وتوجه عمار للمقود بسرعة البرق كانت تسير السياره،تحدث علاء قائلاً:
قولى مين الى ضرب سهر بالرصاص،لازم يتعاقب على جريمته.
رد عمار:متخافش هيتعاقب،بس الى المهم دلوقتي هى سهر،بس أيه الى رجعك؟
رد علاء:نسيت تليفونى وكنت جاى أخده،بس قولى مين الى ضرب سهر بالرصاص.
رد عمار:سوء تفاهم هحكيلك عنه بعدين بس سهر.
نظر علاء لمكان نزف سهر قائلاً:واضح جداً إن الرصاصه مخترقتش الأمعاء،وأكيد سهر أغمى عليها من النزف،سرع العربيه،وناولنى شنطة الأسعافات الى معاك فى العربيه،هحاول أوقف النزيف.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
وضعت حكمت يديها على موضع قلبها،تشعر بآلم بدأ يشتد،لاحظت خديجه تغير لون وجهها،فقالت:حاجه حكمت أطلبلك الدكتور،وشك أصفر كده ليه سهر هتبقى كويسه،إدعى لها،وقومى معايا ادخلك أوضتك ترتاحى.
نظرت حكمت بأتجاه غدير التى تجلس جوار فريال الأثنان يبدوا على وجوههن الشمت،يتمنيان عدم عودة سهر،فريال تعتقد أن سحر المشعوذه أتى بثمارهُ،سهر طلبت الطلاق أمام الجميع وقالت أنها تكره الجميع ليتها تفارق الحياه وتكسر قلب عمار ، وغدير هى الأخرى، عمار يوماً رفضها ها هى من إختارها وأعلن حبهُ لها تُعلن كرهها له، ليتها لا تعود للمنزل مره أخرى.
بينما عاليه تجلس بحضن أسماء اللتان تبكيان، كيف لأختهن أن تفتعل تلك الكذبه الوضيعه، حتى إن لم تكن كذبه، وكانت صادقه، كانت واجهتها، بالخفاء بينهم ونصحتها، أو حتى صمتت وتركتها تُخطئ كما فعلت هى سابقاً، غدير التى هربت بصحبة وائل كى تجبر والداها على الموافقه بزواجها منه، تفتعل الفضيله الكاذبه اليوم،
دخل يوسف عليهن الغرفه، قائلاً: خير يا جماعه فى أيه الى حصل ماما قالتلى، أنا بكلم أسماء أقولها على شوية طلبات تجبها معاها وهى جايه، ردت عليا وهى بتعيط، ولما سالتها مفهمتش منها حاجه، وكانت هاتيجى بس أنا قولتها خليكى وانا هروح أشوف فى أيه.
لم ترد إحداهن، فعاد قوله: قولولى فى أيه فين عمار،
ردت حكمت: تعالى يا يوسف خد بأيدى وديني أوضتى.
ذهب يوسف لمكان حكمت وأمسك يدها وسار لجوارها قائلاً: أيه الى حصل؟
ردت حكمت عليه: كله بسبب غدير وعمايلها السوده مش عارفه كان فين عقلى فى يوم لما طلبت من عمار أنه يتجوزها، لكن الحمد لله ربنا لطف بعد النصيب بينهم.
رد يوسف: مش فاهم قصدك، أيه الى حصل وفين عمار، وكمان سهر مش باينه، وفين عمى مهدى هو وعمى سليمان.
ردت حكمت: سليمان! سليمان خلاص مبقاس فيه عقل، بسبب فريال وغدير أم قلب أسود،
عمك مهدى فى المكتب مع سليمان، الى طول الوقت من أقل كلمه يطلع السلاح ويهدد بيه، بس المره دى مهددتش بس لأ كمان ضرب سهر بالرصاص.
ذُهل يوسف قائلاً: وجرالها أيه؟
ردت حكمت: الرصاصه جت فى بطنها وعمار وعلاء خدوها للمستشفى من شويه، أتصل على عمار، وشوف أيه الى جرى لسهر، أنا وخديجه بنطلبه مش بيرد.
ساعد يوسف حكمت الى أن جلست على الفراش، وقام بترك يدها وأخرج هاتفهُ يطلب عمار، لكن رنين لا رد لأكثر من مره، أغلق يوسف الهاتف قائلاً: بيرن ومبيردش برضوا ، يمكن نسى الموبايل فى العربيه، هروح أشوف عم مهدى، واسيبك ترتاحى.
ردت حكمت: ومنين الراحه هاتجى، سهر من يوم ما دخلت البيت ده وفريال مضهداها، وكملت غدير الليله، خلتها تطلب من عمار الطلاق قدمنا كلنا.
تعجب يوسف يقول: بتقولى أيه!
سردت له حكمت ما حدث وأكملت قائله: يحُق لها أنا نفسى كنت فى الأول بشد عليها وبقول عيله و دلوعه، بس والله دى مفيش أطيب من قلبها وبتنسى الآسيه، من يوم مرضت كانت تحت رجلى وهى الى كانت بتحافظ على مواعيد علاجى، حتى لو بعيد كانت تتصل عليا تفكرنى، بس كنت ساعات بتغاظ منها لما تقولى إنتِ زى تيتا آمنه.
رغم قلق يوسف لكن بسمه شقت شفتيه، وقال: إنشاء الله سهر هترجع مع عمار،يمكن قالت كده هلوسه منها،و أطمنى الخبر الرضى مش بيستنى وبيوصل لصاحبه، إرتاحى إنتى، وأنا هروح أشوف عمى مهدى.
ردت حكمت: لو عمار رد عليك، أبقى طمنى انا مش هنام، هقوم أتوضى، وأقرى شوية قرآن وأدعى لسهر، بالشفا والهدايه.
تبسم يوسف: وإدعيلى كمان، يلا تصبحى على خير.
خرج يوسف وذهب الى غرفة المكتب، ذُهل وهو يرى سليمان جالساً يهذى يبدوا كمن عقله زهد
، بينما مهدى، يجلس هو الأخر، لكن يبدو عليه بوضوح الوجوم، تحدث مهدى، بلهفه:
كويس إنك جيت يا يوسف، قولى عمار رد عليك وقالك هو فى أى مستشفى.
رد يوسف: لأ مردش عليا ،يمكن نسى تليفونه فى العربيه.
نظر مهدى ل سليمان قائلاً:كم مره قولتلك بطل كل ما تتعصب،تشهر سلاحك،بس أقول أيه،قدر،ربنا يُلطف.
تحدث يوسف بتهدئه:خلاص يا عمى،مالوش لازمه ده قدر،إدعى ل سهر،وكمان ربنا يستر والمستشفى متبلغش الشرطه،وقتها منعرفش سهر ممكن تقول أيه؟
رد سليمان بهذيان:كله من غدير طول عمرها غلاويه وارثه الغل من فريال،أنا لازم أخلص عليهم الأتنين وأريح الدنيا من شرهم.
هب سليمان واقفاً يقول: فين سلاحى،يا مهدى هاته خلينى أخلص عليهم.
نظر له يوسف قائلاً:إهدى يا عمى،أحنا مش ناقصين مصايب،هطلع الجنينه أطلب عمار،يمكن يرد عليا،وهقول لواحده من الشغالين تعملك لمون يهديك شويه.
نظر سليمان ل مهدى نظرة آسف.
....
بينما خرج يوسف الى حديقة المنزل وأعاد الأتصال على عمار،لكن لا رد أيضاً.
زفر يوسف أنفاسه وهو يرفع،رأسه يتأمل نجوم السماء الصافيه،لم يشعر بمن آتت خلفه الى عندما وضعت يدها على كتفه،إستدار لها،ورسم بسمه،بينما هى ضمت نفسها له،رفع يوسف يدهُ وأحتواها تحت كتفه،وقبل جبهتها.
تنهدت أسماء قائله:غدير أختى طلعت غلاويه قوى،مش عارفه أيه سبب الحقد الى فى قلبها ل سهر،وكمان إزاى،تقول كده على عاليه،عاليه دى أختها وعمرنا لا أنا ولا عاليه زعلناها بحاجه،حتى كنا عارفين بقصتها هى وائل وساكتين رغم أنى حذرتها،بس هى مترجعتش عن الى فى دماغها غير لما أتجوزته،طب ليه بتعمل كده دلوقتي بدل ما تحمد ربنا إنها إتجوزت الشخص الى حبته بسبب عمار.
قبل يوسف جبين أسماء قائلاً:فى نوعيه كده هدفها فى الحياه تنكد على غيرها،وقلبها الأسود فى يوم هيدفعها التمن،وعاليه فين دلوقتي؟
ردت أسماء:عاليه حاسه إنها مصدومه،سواء من بابا او من غدير،وكمان خوفها على سهر،مش مبطله بُكا إديتها حباية منوم تفصل عقلها شويه ليجرى لعقلها حاجه
تبسم يوسف قائلاً:كويس أهو ترتاح شويه على ما تصحى،يكون جانا خبر من ناحية سهر،أنا كمان أمرت واحده من الشغالين تعمل لمون وتحط فيه منوم وتوديه لعمى سليمان هو كمان محتاج يهدى ونومه أفضل،ليرتكب جنايه تانى،ويقتل غدير وحماتى.
قال يوسف هذا ونظر لأسماء بتأمل قائلاً:أسماء أنتى متأكده إنك إنت وعاليه ولاد فريال وسليمان،ليكونوا لاقوا جنب الجامع،وقالوا يكسبوا فى تربيتكم ثواب.
ضحكت أسماء قائله:بتهزر،فى المصيبه الى أحنا فيها،
تبسم يوسف يقول:المثل بيقول،شر البلية ما يُضحك،وانا حاسس أن حالة سهر مش خطيره،بس الخطير،فعلاً لو أصرت عالطلاق،هيبقى بالنسبه لعمار كارثه فى ذالك الاثناء شعرت أسماء بغثيان،فوضعت يدها على فمها،ثم تركت يوسف ودخلت الى المنزل مُسرعه.
تعجب يوسف،لكن فكر،ليست اول مره تشعر غدير بنفس الشئ،أيكون تفسير هذا،هو
هل أسماء حامل!،للحظه خشي أن تكون حامل وتجهض بعد مده،وتبدأ معناتها مره أخرى.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد مشافى المنصوره الخاصه
كانا عمار وعلاء يقفان بالممر أمام غرفة العمليات،كان علاء لحدٍ ما هادئ،لكن كانت النيران والقلق يشتعلان بعمار،رغم أن تأكيد علاء،بأن حالة سهر ليست خطيره،لكن مازال القلق يستعر به،أغمض عمار عينه،ليأتى لخياله،صورة سهر وهى ترفض مساعدته لها،طلبها للطلاق،وقولها أنها تكرهه،الأفكار عاصفه،تكاد تقتلع ليس عقلهُ فقط،بل قلبهّ المسحوب الذى لا يشعر به،كانه توقف عن النبض،سهر ظُلمت بكذبه،لم تنتظر أن تسمع دفاع عمار عنها،غباء عمهُ ربما كان سيُضيعها،لولا أن خفف الله القدر،فكر عقلهُ،ماذا لو كانت الطلقه أصابت قلب سهر وفقدها
عاد كلمة..فقدها،هل بالفعل فقدها،...لاااا،مستحيل،سينفذ كل ما تطلبه سهر،سيأخذها بعيداً عن منزل زايد،يشترى منزل آخر،ويبقى فيه معها وحدهما فقط،سيبتعد عن ذكريات هذا
المنزل.
فى ذالك الأثناء فُتح باب غرفة العمليات،خرج الطبيب يرسم بسمه أقترب عمار منه سريعاً،كذالك علاء
تبسم الطبيب لهم قائلاً:الحمد لله،التعامل المبدئى مع الطلقه،ومحاولة وقف النزيف،سهلوا علينا العمليه،والمريضه هتخرج لاوضه عاديه بس مش هتفوق غير عالصبح،والفضل فى سهولة العمليه طبعاً علاء الى إتعامل بحرفيه مع الأصابه،بس أنا مضطر ابلغ أمن المستشفى وهو يتصرف،حتى لو كانت الأصابه مش خطيره فهى فى الآخر،بسبب رصاصه.
ردعمار قائلاً:اللى يهمنى سلامة سهر،وإن كان عالرصاصه فأنا عارف مين الى ضربها وعقابهُ أللى هيكون على إيدى أقوى،بس لو حضرتك عاوز تبلغ معنديش مانع،بس ممكن تستنى لما سهر تفوق وهى اللى تقرر،وصدقنى قرارها وقتها مش همانع فيه.
نظر الطبيب لعمار،ثم ل علاء الذى أماء رأسهُ بموافقة لقرار عمار.
تنهد الطبيب قائلاً:تمام هستنى لحد المدام ما تفوق،وهى صاحبة القرار،وده بس علشان خاطر علاء،لأنه متدرب معانا هنا بالمستشفى وعندى ثقه بيه.
رد علاء:متشكر يا دكتور،وإطمن أنا بمجرد سهر ما تفوق وتقرر هعرفك.
تبسم الطبيب قائلاً:تمام أنا عندى ثقه فيك ومره تانيه الحمد لله على سلامة المدام.
غادر الطبيب وترك عمار وعلاء اللذان وقفا أثناء خروج سهر من غرفة العمليات.
بعد دقائق.
جلس علاء وعمار بالغرفه الموجود بها سهر،تحدث علاء قائلاً:أظن الدكتور طمنا على حالة سهر،ياريت بقى تقولى مين الى ضرب سهر بالرصاص.
رد عمار قائلاً:قولتلك سوء فهم.
رد علاء:ما أنا عارف أنه سوء فهم،بس معرفتش من مين.
شاور عقل عمار الأ يخبر علاء،لكن بالنهايه إمتثل لألحاح علاء،وسرد له ما حدث،عدا طلب سهر الطلاق أمام العائله.
تعصب علاء قائلاً:وطبعاً إنت زى عادتك صدقت الكذبه ولومت سهر.
لم يتعجب عمار،فربما سهر فضفضت لأخيها،سابقاً.
عاود علاء الحديث:تعرف إن مفيش مره سهر إتشكتلى منك رغم إنى حاسس إنها محتاجه تفضفض،أنا سمعتك يا عمار ليلة إجهاض سهر وإنت بتتكلم مع يوسف،وعرفت إنك خدت سهر بالغصب،عارف أيه الى سكتنى،الندم الى حسيته فى صوتك لما كنت بتحكى ليوسف،انا مكنش قصدى أتصنت على حديثكم،كان بالصدفه،وكمان عرفت بالصدفه من صفيه زميلة سهر إنك منعتها من المرواح للجامعه،بسبب غيرتك من حازم،بس سهر مفهمتهاش غيره،فهمتها أنها تحكُم وسوء ظن منك،عمار أنا سهر بالنسبه ليا مش أختى الصغيره،لأ دى صديقتى وأختى واوقات بحسها زى بنتى،وملاحظ من يوم ما رجعت من أسوان،سهر لما بقعد معاها بتحاول تتهرب من إجابات على أسئلتى لها،وبالذات عنك.
تعجب عمار،وشعر بالندم،أنه لم يُخبر سهر مبكراً عن علاقته بخديجه خشية أن تزلف بلسانها،وتخبر أحداً بطريقه غير مُلائمه،هنالك عواصف برأسه وأقوى منها بقلبه،ينتظر أن تفيق سهر بشوق ولهفه،وهناك إحساس آخر خائف بعد أن تفيق تطلب الرحيل.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الصباح الباكر
إستيقظت نوال بعد نوم متقطع،يشوبه بعض الهلاوس،نهضت من الفراش،وذهبت الى غرفة علاء لم تجدهُ أيقنت أنه لم يعُد من المشفى،ربما إنشغل بالمشفى،ذهبت وتوضات ثم أدت فرضها،وذهبت للمطبخ تعد الفطور
بعد وقت خرجت من الشقه وأثناء خروجها من باب الشقه تصادمت مع غدير،
ألقت نوال عليها الصباح.
ردت غدير:صباح النور،يا طنط،سهر إزيها طمنينى عليها بقت بخير.
إنخضت نوال قائله: ليه هى سهر مالها.
ردت غدير: هو علاء مقالش لحضرتك ولا أيه،ده خدها للمستشفى هو وعمار،أمبارح بالليل،ومنعرفش فى أى مستشفى وكنت جايه أسأل حضرتك.
فتحت نوال حقيبة يدها،وقامت بطلب علاء،رنين دون رد،أغلقت الرنين،وطلبت عمار.
رد عمار عليها
قالت نوال برجفه:سهر!
رد عمار:سهر بخير وأحنا فى المستشفى أنا وعلاء معاها إطمنى وهى مفيش قدامها وقت وتفوق.
قالت نوال بسؤال:مالها أيه الى حصلها،طب قولى أنتم فى مستشفى أيه.
أخبرها عمار بأسم المشفى مطمئناً يقول:سهر أهى بتفوق،أطمنى حضرتك.
ردت نوال:مسافة الطريق.
أغلقت نوال الهاتف،وقامت بأتصال آخر،ل منير،الذى يبدوا أن هاتفه بمكان ليس به شبكة هاتف،أغلقت الهاتف،ووضعته فى حقيبتها،وكانت ستغادر.
لكن اوقفتها غدير قائله:خير يا طنط،إزى سهر.
لا تعرف نوال لما لا تشعر بالراحه ولا الأُلفه مع غدير،منذ بداية دخولها لمنزل عطوه.فقالت لها:زى ما سمعتى عمار قال إنها كويسه وقربت تفوق،عن إذنك.
غادرت نوال،رغم أنها سمعت سؤال غدير عن إسم المشفى الموجوده به سهر،لكن تجاهلت الرد عليها.
همست غذير قائله:شكلك وليه حربايه،وبنتك بسبع أرواح مش عارفه ليه الرصاصه مجتش فى نص راسها،كنا خلصنا،روحى شوفى حصلها أيه،وياترى هتطلب الطلاق تانى ولا هترجع مع سى عمار ويضحك عليها بكلمتين،لأ ويقول سهر حبيبتى.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى
لاحظ علاء علامات الإفاقه على سهر،تبسم قائلاً:سهر بدأت تفوق.
نهض عمار من مقعدهُ ووقف جوار الفراش،يلاحظ بربشة عين سهر،وحركة رأسها.
رغم أن لديه شعور سئ،لكن يتمنى أن تفتح عيناها.
بعد دقائق،،فاقت سهر كلياًّ،
تبسمت لعلاء المُمسك بيدها
تبسم علاء قائلاً:حمدلله على سلامتك يا سُكرتى.
تبسمت له،رغم شعور الآلم البسيط،لكن زالت بسمتها حين سمعت صوت عمار يقول:حمدلله على سلامتك يا سهر.
أغمضت سهر عينيها ثم فتحتهما قائله:سيبنى لوحدى مع عمار دقايق يا علاء.
إمتثل علاء ل سهر وخرج من الغرفه.
تبسم عمار رُغم عنه وجلس لجوار سهر على الفراش وأمسك بيدها،وإنحنى يُقبلها قائلاً:
حمد......
لم يُكمل عمار قوله،حين قاطعته سهر قائله:
أنا فاكره إنى قبل ما أغيب عن الوعى طلبت منك الطلاق.
رد عمار قائلاً:مالوش لازمه الكلام ده يا سهر كان سوء فهم،وخلاص إنتهى.
ردت سهر:لأ منتهاش يا عمار،أنا لسه عند طلبى، وهقولهالك مره تانيه،،طلقنى، وكفايه لحد كده،أنا مبقتش قادره أستحمل الى بيحصل،وسوء ظنك،وأخيراً سوء فهم،الرصاصه الى أخدتها كانت بالنسبه ليا رصاصة الرحمه،لنهاية مشوارنا مع بعض.
قبل عمار يد سهر مره أخرى قائلاً:سهر أنا آسف ومستعد أعمل أى شئ عاوزاه، حتى لو قولتيلى، نسيب بيت زايد وننفصل ببيت خاص بينا لوحدنا بعيد عنهم.
سخرت سهر قائله: بيت لوحدنا بعيد عنهم، عمار أنا مش مشكلتى مع الى فى البيت، عادى كان سهل أتحملهم، زى ما تحملت شدة طنط حكمت فى بداية جوازنا، لحد هى ما لانت من نفسها، عمار أنا مشكلتى معاك من البدايه، وأنت عارف السبب، طول الوقت أوامر وتحكمات بدون مناقشه، غير سوء الظن، متأكده إنك للحظات صدقت كذب غدير، وأنى الى بسهل العلاقه بين علاء وعاليه، العلاقه الى مش موجوده بالشكل القذر ده غير فى خيال غدير، واضح إن غدير كانت ريداك، بس وائل الشخصيه الى تحبها،وتعرف تسيطر، لانه مالوش شخصيه، "شورة مره"
فى الأول أمه وبعدين مراته.
شعرت سهر ببوادر ألم يزداد، يبدوا أن المُسكن بدأ مفعوله ينتهى، أو ربما روحها هى من تتآلم.
إنخض عمار حين همست سهر بألم قائلاً: سهر بلاش كلام كتير، علشان صحتك.
شدت سهر يدها من يد عمار قائله: عمار من فضلك بلاش تغير الموضوع، الآلم عادى، ودلوقتي لازم تنفذ طلبى، ولو عاوز إنى أتنازلك عن مستحقاتى سواء نفقه أو مؤخر او حتى قايمة العفش أنا موافقه، أنا مش عاوزه أى حاجه منك.
إنصدم عمار، سهر تبرئهُ مقابل أن يوافق على طلاقها، لهذه الدرجه لا يعنى لها شئ.
قال عمار:سهر بلاش أرجوكى الكلام ده خلينا نتفاهم،يمكن نوصل لبدايه جديده صدقينى أنا.....
قاطعته سهر قائله: هتقولى بحبك، وبعدها بكم يوم ترجع تانى تسئ الظن بيا، كفايه يا عمار، مبقتش قادره أستحمل خلاص، جوازنا من البدايه كان بسبب غلط غيرنا، ومحدش دفع تمن الغلط ده غيرى، وأنا مبقتش قادره أتحمل،فى بداية جوازنا رغم أنك أغتصبتنى،وكنت حاد معايا فى التعامل،بس مكنش بيفرق معايا،بس مع الوقت،بقيت بحس بوجع من تقلباتك كل شويه بشكل،أوقات،بحس أنك بتحبنى،وأوقات بحس أنى زى ما فريال وغدير بيقولوا إنى مش أكتر ماعون لك،بعوض الناقص عند خديجه،أنا عمرى ما كرهتها،بالعكس كنت بشفق عليها،إزاى قابله بحياتها معاك بالشكل ده،والاهم قابله أن واحده تانيه بتشاركها فيك،أنا أوقات بغير منها،وبحقد عليها،بسبب مكانتها عندك.
رد عمار:سهر إنت مكانتك عندى أعلى وأغلى من أى حد تانى حتى من خديجه نفسها، خديجه ملهاش أى.....
قاطعته سهر قائله: لو كنت غاليه عندك، ريحنى يا عمار، وإنهى القصه دى بقى كفايه كده.
رد عمار بتصميم: لأ يا سهر مش هطلقك وقصتنا مش هتنتهى.
تعصبت سهر قائله: هتنتهى يا عمار، لأن لو مطلقتنيش خديجه هتدخل السجن
نظر عمار لها بذهول:وأيه الى هيدخل خديجه السجن.
ردت سهر قائله:لأنى هتهمها هى الى ضربتنى بالرصاص،وحاولت تقتلنى،وتبقى قضية غيرة ضراير.
تعجب عمار من مساومة سهر،له،وقبل أن يتحدث تألمت سهر بوجع قائله: عارفه خديجه غاليه عليك،وبتخاف عليها فهتوافق عالطلاق.
رد عمار قائلاً:وأنتى كمان غاليه وأغلى يا سهر،وبلاش طريقة المساومه دى.
بدأت سهر تشعر بزوال مفعول المسكن،والآلم يشتد،فقالت:المساومه،خِصله جديده إكتشفتها فيا،خليها تنضم لبقية خِصالى السيئه،طلقنى يا عمار،خلاص مبقتش قادره أتحمل،لو مش عاوزنى أتهم خديجه،وأدخلها السجن،يبقى تطلقنى،وهتنازلك عن كل مستحقاتى مش عاوزه منك حاجه،كل الى عاوزاه إنى أخلص من الجوازه،دى،ومنك ومن كل عيلة زايد وأنسى وأمحى الفتره الى فاتت من حياتى، وأنسى أنى فى يوم قابلتك.
أقترب عمار من سهر وإنحنى يقُبل جبينها ،يستنشق من أنفاسها.
للحظه ضعفت سهر،لكن سُرعان ما إشتد وجع جسدها وكزت على أسنانها من الآلم قائله:قولتلك بكرهك يا عمار،طلقنى.
قبل عمار جبين سهر قائلاً:إنت طالق يا سهر.
نهض عمار بعدها سريعاً يغادر الغرفه.
شعرت سهر بفراغ قاتل،مُصاحب لآلم جسدها،شقت الدموع عيناها،عمار إختار خديجه.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور حوالى شهر ونصف.
بعيادة إحدى طبيبات النساء.
عدلت غدير من هندامها،ونهضت من على فراش الكشف،وتوجهت لمكتب الطبيبه،
تحدثت الطبيبه قائله:
حضرتك حامل فى ولد.
فرحت غدير،بشده منتشيه
لكن عاودت الطبيبه القول قائله:بس فى مشكله ظهرت.
قالت غدير برجفه:خير ايه المشكله.
ردت الطبيبه:وأنا بكشف عليكى المره الى فاتت لاحظت شئ حجم دماغ الجنين.
قالت غدير: وأيه هو الشى ده؟
ردت الطبيبه:دماغ الجنين بتنمو بشكل غير طبيعى لحجمه وحجم جسم الجنين .
تعجبت غدير قائله:وده معناه أيه؟.
ردت الطبيبه:أعتقد فى ميه بتجمع فى مخ الجنين،لازم إشاعات معينه هكتبلك عليها،لأن لو توقعى صحيح،يبقى الجنين ده وقت الولاده هيلزمك تدخل جراحى ،لان الولاده الطبيعيه هتكون مستحيله،وكمان فى شئ تانى،إن الطفل ده بشكل كبير هيكون من ذوى الأحتياجات الخاصه،بسبب تأثير الميه الزياده على مخه وقت النمو وهو فى رحمك.
ردت غدير:قصدك أيه من ذوى الأحتياجات الخاصه،قصدك عقله متخلف،لأ أنا مش هقدر أتقبل طفل بالشكل ده،شوفيلى حل،حتى لو هتنزليه.
ردت الطبيبه بصدمه:إنا بقول توقع مش تأكيد،وحتى لو كان توقعى صح ،ومسموش تخلف عقلى، ده رحمه من ربنا بعتها ليكى تدخلى بها الجنه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالفيوم
فرحه عارمه من حسام،بعد أن سمع ذالك الخبر،عمار،قام بتطليق خديجه،
رغم أنه كان يشعر دائماً،بالنفور من ذاته،إذا فكر فى خديجه،فهى إمرأه متزوجه،بآخر،لكن الآن أصبح الطريق أمامه مفتوح،أو ربما موارب،وسيستغل الفرصه بأقرب وقت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالبحر الأحمر
بليله صيفيه هادئه
كانت سهر تجلس تضجع بظهرها،وتمدد ساقيها أمامها، تسمع صوت أمواج البحر، وترفع عيناها، تنظر للنجوم المتلألأه فى السماء
سمعت صوت من خلفها يقول: سهر
أعتدلت فى جلستها، ورسمت بسمه على وجهها.
، وضع علاء يدهُ على كتفها،ثم جلس جوارها، يقول بمزح: أيه قاعده تعدى النجوم، خدينى جنبك نعدهم سوا.
تبسمت قائله: مبقيتش أعد النجوم خلاص بطلت العاده، دى، كنت صغيره، دلوقتي كبرت.
نظر لها علاء بتفاجؤ، قائلاً: سهر تكبر مصدقش.
ردت سهر: لأ صدق، سهر كبرت، بقت مطلقه، وهى لسه مكملتش أتنين وعشرين سنه، حتى قبل ما تخلص دارستها.
نظر علاء لسهر، التى تلمع عيناها بدموع، متألماً، وقال: لسه قدامك فرص كتير، يا سهر بالحياه، خلصى دراستك، وأفتحى سنتر الدروس الى كنتى بتقوليلى عليه، فاكره، لما كنتى بتقوليلى، هبقى مليونيره، وأتبرى منك أنت وماما.
تبسمت ساخره تقول: تعرف الحاجه الوحيده الى أستفادها من جوازى من عمار هى أنى فعلاً، بقيت مليونيره، دفعلى، كل مستحقاتى وأكتر، بطيب خاطر،رغم أن أنا الى أصريت عالطلاق.
نظر علاء بحزن وقال لها:سهر،أنتى حبيتى عمار،زى هو ما حبك بالظبط،أنا متأكد،بس الى خلاكى متقبلتيش الحب ده،هو طباع عمار،الصعبه،وكمان أنه أغتصبك فى ليلة زفافكم.
تعجبت سهر قائله:وعرفت ده منين ماما قالتلك.
رد علاء:لأ،أنا عرفت بطريقه تانيه،بس مش المهم عرفت إزاى،المهم إنى عرفت إن عمار طلق خديجه،كمان.
نظرت سهر له مذهوله تقول:بتقول أيه عمار طلق خديجه،،مستحيل.
رد علاء:وليه مستحيل،أتنين وإطلقوا،النصيب إنتهى لحد كده.
ردت سهر:طب والسبب أيه،دول كان بينهم وفاق كبير.
رد علاء:بصراحه معرفش ليه،بس البلد كلها ملهاش سيره غير إن عمار طلق حريمهُ الإتنين فى وقت قصير،حتى فى كلام مش لطيف كده،سمعته فى حق عمار،متأكد إنه مش صح..
استغربت سهر قائله:وأيه هو الكلام ده بقى؟،هيتجوز التالته علشان تخلف له.
ضحك علاء قائلاً:معتقدش فى واحده ترضى تتجوز عمار لو سمعت الأشاعه دى.
أستغربت سهر قائله:وإشاعة أيه دى بقى!
ضحك علاء،دون رد لم يستطع الرد بسبب هيستريا ضحك تمالكت منه.
قالت سهر بغيظ:بطل ضحك وقولى أيه هى الاشاعه دى؟
رد علاء وهو يحاول تمالك ضحكه:أصلهم بيقولوا عمار طلق حريمهُ الأتنين،بسبب عِله فيه.
ردت سهر بعدم فهم:عِلة أيه؟
مازال علاء يضحك وقال: من الآخر بيقولوا مالوش فى الحريم.
ردت سهر بدون وعى:مالوش فى الحريم وله فى أيه....؟،توقفت سهر ثم قالت:قصدك أنه!.
أماء علاء رأسه بموافقه ضاحكاً يقولً:على رأى هاني رمزى مبيعرفش.
للحظه ضحكت سهر وقالت:ومين الى طلع عليه الاشاعه دى،أكيد الغوريلا وبنتها،وإزاى الناس تصدق اشاعه زى دى،وبعدين أنا كنت حملت من عمار،طب إزاى بقى.
ضحك علاء يقول:مش بقولك إشاعه،بس انا كمان ممكن أصدقها.
ضربت سهر بيدها على صدر علاء قائله:تصدق أيه دى تخاريف طبعاً،وأنا أكتر واحده عارفه عمار،وبعدين مش من شويه كنت بتقول عرفت انه أغتصبنى،طب مصدق إزاى بقى.
قالت سهر هذا وشعرت بالخجل وأخفضت وجهها بخجل.
تبسم علاء يقول:انت أدرى أنا مالى،ناقل الكفر ليس بكافر،انا بقولك الكلام الى داير فى البلد،إنتى بعد ما خرجتى من المستشفى فضلتى يومين فى بيت تيتا يسريه،وبعدها جيتى لهنا عالبحر الأحمر،وأتقطعت صلتك بالبلد.
تبسمت سهر بتفكير قائله:بس تصدق الإشاعه دى جت فى صالحى.
تعجب علاء يقول:قصدك أيه!
ردت سهر قائله:كده مفيش أى واحده ست هتقرب من عمار،هيبقى جواها شك فيه،أهو يتوقف حاله،لحد ما أريح أعصابى هنا،شويه وأرجع له البلد من تانى.
ضحك علاء يقول:إن كيدهن عظيم،صحيح حتى سهر البريئه،إتعلمت الكيد.
ضحكت سهر وهى تضرب بيدها صدر علاء.
...
لكن كانت هناك عين عاشق تراقب من بعيد،رغم غيرته من إنسجام علاء وسهر وضحكهم وتقاربهم من بعض،لكن،عاد لقلبه الأمل أن تعود سهر لنفسها مره أخرى.