أخر الاخبار

رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل السادس 6 بقلم فدوي خالد

رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل السادس 6 بقلم فدوي خالد

فتح الجميع ذاك الظرف و كان فيه رسالة، نظرت لهم سارة بملل و هى تجلس على الأريكة المقابلة قائلة :

- رسالة، الله يسامحك يا جدي مطرح ما رحت، دايمًا تاعبنا معاك كدة، مش كنت أديتنا الورث بسهولة .
نظر لها الجميع بملل فأردفت بحنق :
- أية يا جدعان، الواحد يفضفض عن ما فى صدره .
ضحك عمر بسخرية قائلا :
- الله يرحم أيام لما تتكلمي كلمتين صح على بعض و أنتِ صغيرة .
نظرت له سارة ببرود و هى عاقدة ساعيها قائلة :
- و عرفت منين أصلا أني كنت بتكلم كدة و أنا صغيرة، أصلا مكنتش باجي هنا يا كذاب .
طالعت صفية تلك المشاجرة، و هى تشعر بالملل الشديد من هؤلاء الأطفال الصغار فى العقلية، أردفت بهدوء :
- كنتِ بتيجي هنا و أنتِ صغيرة .
ابتسم مروان بنصر قائلا :
- شوفتي مش قولتلك .
اعتدلت فى جلساتها و قد تغيرت ملامح وجهها بإستغراب قائلة :
- أمتى دة ؟
ردت صفية بهدوء :
- و أنتِ صغيرة عندك أربع سنين، كنتِ بتيجي هنا، و بعد كدة نقلنا أسكندرية .
نظرت له بغرابة، و هى لا تعرف كيف تذكر هذا، بينما هو أدار وجهه و لا يريد المواجهة .
" و كيف لذاك القلب أن لا يشعر بمعشوقه، مهما تغيرنا و تغير الزمان معنا. "
أردف مروان بهدوء :
- لو سمحتوا هدوء عشان نقرأ الرسالة دي و ننفض .
هدأ الجميع، ففتح هو تلك الرسالة التى تنص على وصايا جده، هتف بجدية مطلقة :
- جدكم كاتب الوصية كلها باللغة العربية، فياريت نسمع إلِ هقوله دلوقتى، و نركز .
بدأ يقص ما فى الرسالة، التى كان فيها تلك العبارات الآتية، مع وضع عنوان بخط العريض تحت مسمي " وصية واجبة التنفيذ " و نصت على الأتي .
" السلام عليكم يا أحفادي، أعلم أنكم يأسون من تلك الوصية، و لكن لم يكن باليد حيلة سوى تنفيذها، أود إعلامكم بأن تلك الأمور هى ليست محلٌ لخطأ كما تدعون، لم تكن الوصية سوى كلمات تتردد على عقولكم فتطرب الأذن بهدوء، شعوركم الآن بأن تلك الطاقة قد نفذت لابد من تجديد الهمة، لم تكن غايتي هى الثروة و إنما هى لملمة شتات المودة، إذا نظرتك إلى ذاك الزواج من جهة آخرى ستجدون أنه لم يكن سوى طريق ممتلئ بالعقبات، و بنهاية ذاك المسار هو الكنز الحقيقي "
أنهى مروان تلك الرسالة و هو يشعر بالعجز الكامل عن فك تلك الشفرات الغامضة، تنهد و هو يحاول التفكير لكن دون جدوى تذكر، هتفت ريم بتساؤل :
- يقصد أية بأن نهاية المسار هو الكنز الحقيقي .
مر ذاك السؤال على الجميع بدون إجابة تذكر، قامت ريم بلا مبالاة قائلة بتعب :
- أنا هطلع أنام عشان الشركة بكرة، و متفكروش خالص، جدكم شكله قبل ما يموت كان حصله حاجة، و بجد شابوة عليه إلِ بيعملوا فينا .
نهضت سارة عى الآخرى قائلة بملل :
- عندك حق، شكلنا مش هنعدى السنة دى غير و احنا مشلولين، يلا يا بنتي .
و أكملت بتساؤل :
- مش طالعة معانا ولا أية يا ليلى .
نظرت ليوسف وجدته نائم فأردفت قائلة بحزن :
- طالعة معاكم عايزة أنام مش قادرة .
صعد الجميع إلى غرفهم، إلا مروان، الذى كان يشغل عقله ذاك اللغز .
وضعت ريم رأسها على الوسادة و فى سرعة البرق أختفى ذاك النعاس من عيناها، نهضت من على سريرها و قررت الهبوط للأسفل، هبطت إلى الأسفل و من ثم توجهت إلى الحديقة و هى ترتدي ملابس خفيفة للغاية، لمحت طيف مروان من بعيد فتقدمت نحوه بإستغراب، و سرعان اقتربت حتى التفت لها، فزعت بخوف من سرعته فأطمئن هو قائلا :
- معلش بحسبك حد تانى .
وضعت يداها على صدرها و هى تتنهد بهدوء قائلة :
- عادى، بس أية إلِ مسهرك كدة .
أحسها فرصة مناسبة للتعرف على تلك الفتاة التى تبدو غامضة لحد ما قائلا بشرود :
- الوصية، و جدك كان يقصد أية بالعبارة الأخيرة .
أردف بلا مبالاة :
- أكيد مش قصده حاجة، بيتعبنا و خلاص، على العموم هطلع أنام الجو ساقعة، و أنا متكتكة .
تفحص هيئتها قائلا :
- ثانية واحدة نازلة كدة .
اومأت رأسها بعفوية قائلة :
- أيوة .
تنهد و هو يحاول أن يكبت مشاعر الغضب المسيطرة عليه قائلا بصوت غريب كفحيح الأفاعى :
- ميتنزلش بيه تاني فاهمة .
أرتعبت من هيئته قائلة بخوف :
- ح..حاضر .
هدء قليلا و سرعان ما أخذها فى أحضانه، فأنفجرت هى فى البكاء، قائلة بطفولة و هى تبعده عنها :
- أبعد عني، أنت وحش و بتزعلتي .
ملس على شعرها و هو يحاول أن يهدئها، و لكن شعر بتثاقل جسدها، فعلم أنها قد غطت فى نوم عميق، حملها رويدًا و كأنه يخشر من أن يصيبها مكروه، سندت رأسها عليه و هى تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة :
- بابا.... متسبنيش... آسف .... سيبه .
أحس بشئ حار على ملابسه، وجد تلك الدموع تهبط و كأنها ليست فى وعيها، توجه بها إلى غرفته، وضعها على السرير و تأكد من وجود الفراش عليها، لكنها مرة واحدة صرخت و هى تتمتم بنفس الكلمات، تقدم منها و أحتضنها حتى هدئت قليلا، و وجد أنفاسها قد أنتظمت، جاء لينهض و يتوجه إلى غرفته، لكنها كانت قد أمسكت يداه، تمدد بجوارها و هو يمسد على شعرها الحريري بهدوء كي لا تستيقظ .
" أيا قلبٌ، ألم أقل لك أن قلبوبنا مترابطة ببعضها، يسايرنا القدر و تترتب لنا الصدف، ألا تخجل من إبعادنا ؟ لم تخلق تلك الظروف إلا لنا، و القلب لا يهوي إلا من يشبهه."
______________________
و سكون من الليل يجول الأرجاء إلا ذاك المنزل، كانت تجلس خلف باب الغرفة و هى تبكي بحرقة على ما أصابها، ملست على وجهها و هى تتفحص تلك الكدمات بألم شديد، تعبت من تلك الحياة التى فرضها القدر عليها، لتقف ضحية فى يد والدها، لا تعلم إلى أى حدود سوف تتخطاه، ألم يحن ذاك الوقت لكى يتركها، نهضت من مكانها و هى تقف أمام المرآة، مسحت عبراتها بقوة و هى تأبى أن تهزم، حاولت جاهدة أن تبتعد عنه و لكن دون جدوى تذكر، حركت يداها و هى تلامس ملامحها التى صارت متغيرة للغاية، عيون ورامة من كثرة البكاء، و تصبغ تحت عيناها باللون البنفسجي، و خسرت الكثير من الوزن، استلقت على السرير و هى تضم قدماها إليها و تحاول السيطرة على أعصابها، كانت تنزف دموع كالشلال، استيقظت فى صباح اليوم التالى على صوت والدها العالى، نهضت بفزع و هى تشعر بأن أنفاسها تكاد تنتهى فى ذاك الوقت، تقدم منها والدها و أمسكها من خصلات شعرها قائلا :
- هتقومي تحضري الفطار ولا لا .
تأوهت قائلة بخوف :
- حاضر هقوم، بس و النبي بلاش .
ترك شعرها بحدة و هو يدفعها على السرير بقسوة، نهضت و هى تشعر بأن تلك الحياة سوف تنتهى، حضرت له الفطور، و وضعته على الطاولة، كادت ترحل لكنها أوقفها صوت والدها القائل بصرامة :
- فلوس شغل إمبارح هاتيه .
حاولت الإعتراض و هى تقول بخوف :
- يا بابا و الله ورايا محاضرات و محتاجة أشترى حاجات للكلية .
نهض من مكانه فى هدوء، و تقدم منها بشر قائلا :
- قولتيلي بقا، عايزة الفلوس لية ؟
أمسك شعرها بحدة، فتأوهت بألم، أكمل هو قائلا :
- عايزاها عشان الكلية، اة قولتيلي، أنا اقعد أصرف و أربى و سيادتك فى الأخر تقولي لا مش هديك الفلوس، تمام هوريكِ، دفعها على الأرض و انهال عليها بالضرب المبرح، حتى توجه إلى غرفتها و قام بتكسير كل الأغراض بما فيهم هاتفها الذى كان الوسيلة الوحيدة لأطمئنان صديقتها عليها .
خرج من الغرفة و هى يرمى الأغراض عليها قائلا :
- و أدِ يا ستي كل حاجة، كل أتقطع، عشان تحرمي تقولي ليا أنك مش هتديلي فلوس، و من ثم هبط إلي مستواها و هو ممسك شعرها بحده هامسًا لها بصوت كفحيح الأفاعى :
- مش أنا إلِ تعترضي على كلامه مهما حصل، فاهمة .
ترك رأسها بحدة فاصطدمت بالطاولة، و سال الدم فى جميع الأرجاء و فقدت الوعى بعدها، بينما هو خرج إلى الخارج دون الانتباة لها و .................
" و يبقى ذاك الحظ عسيرًا و لا يستطيع أحدٌ أن يغيره، حتى يأتي طمئنة من ربك تعلمك أن كل عسيرًا سيصير يسرًا "
_________________________
استيقظت ليلى من النوم و هى تشعر بالجوع الشديد، خرجت من غرفتها و وجدت ملك تخرج فى ذاك الوقت، و لكن تلتفت يمينًا و يسارًا بحذر، تقدمت منها ليلى بحذر قائلة :
- بتعملي أية يا قطة .
شهقت بفزع و هى تشعر بأن قلبها يكاد يقف من الصدمة، التفتت لها و هى تتحدث بصوت منخفض :
- أصلي بحاول أهرب من أحمد .
انكمشت ملامحها بإستغراب قائلة :
- اشمعنا .
كادت تجيب، و لكن صوت أحمد الذى لفظ بأسمها كان قد هز أجواء القصر الذى استيقظ الجميع عليه بخلاف ريم التى كانت تنعم بنوم هادئ، خرج أحمد من الغرفة و هو يبحث عنها فى الأرجاء قائلا بصوت عالي :
- ملك، تعالي هنا .
أختبأت خلف ليلى و هى تنطق الشهادة، تقدم أحمد من ليلى التى ابتسمت له بغباء قائلة :
- مش ورايا خالص .
ضربت ملك على وجهها بيأس منها و هى تهمس :
- غبية، غبية .
أخرجت وجهها خلف ليلى و نظرت له ببراءة قائلة :
- نعم يا أحمد عايز حاجة .
أردف أحمد بسخرية :
- و هعوز منك أنتِ، عملتي كدة لية ؟
لعبت فى أصابعها ببراءة قائلة :
- صراحة، صراحة .
أردف بغضب مكبوت :
- أيوة، أيوة عايز أنا حتة الصراحة دي .
أكملت هى قائلة :
- بص يا سيدي، أنا دخلت الاوضة براحة خالص، لقيت أية بقا، خير اللهم أجعله خير البرفان القمر بتاعك، و بصراحة بحب إحط منه، بس المرة دي أنكسر مني .
نظر لها بهدوء شديد فأردفت ملك بخوف قائلة :
- أية يا عم، أنت هتتحول ولا أية ؟
ابتسم أحمد بخبث قائلا :
- أبدًا، تعالي و هديكِ البرفان ليك، و أهوة كويس عرفت مين إلِ بيفتح البرفان بتاعي و يأخده .
ردت بفرحة :
- بجد ! يعني مش زعلان !
ابتسم هو قائلا :
- طبعًا، تعالي كدة بس .
بعد قليل كانت معلقة فى الحائط، و هى تحرك قدماها اللذان لم يصلوا للأرض، عقدت ساعديها بملل و هى تحرك قدماها لكى تهبط للأرض و لكن بدون فائدة، نظر لها و هو يسير يمينَا و يسارًا و هو ممسك تلك العصاة قائلا :
- حرمتي ولا لسه ؟
طالعته بملل و هى تقول :
- روح يا بنى نادى حد ينزلني، يلا يا بابا، أنا جعانة .
ضحك قائلا :
- نو نو مفيش آكل النهاردة خالص، ياريت بقا تقولي حرمت، و متلعبيش تاني فى حاجاتي .
هبطت خديجة و هى تتاوب بإنزعاج من ذاك الصوت فأقتربت منهم قائلة بإستغراب :
- فى أية مالكم ؟ و أنتِ أية ألِ مشعلقك كدة .
كان أحمد يتحدث و لكن قاطعته ملك التى تحدثت بدراما قائلة :
- شوفتي يا ماما، أبنك، أبنك العاقل عمل فيا أية ؟ معلقني و مشعلقني و مشقلبني، و بيفتري عليا .
نظر لها و هو يكاد أن يصاب بالشلل من تلك الفتاة، فأردف بغيظ :
- متقولي كمان ضربي و جوعني .
وضعت يداها أسفل رأسها قائلة بتفكير :
- فكرة بردوة .
أحكم قبضته و هو يشعر بأنه سيصاب بالجنون من تلك الفتاة، نظرت لهم سارة بملل قائلة :
- ياريت تقعدوا ساكتين بقا، نفسي أنام شوية .
أردفت ملك بملل :
- هو إلِ بيضايقني .
" حد شاف مروان، أصلي مش لاقيه فى أوضته "
أردف يوسف بتلك الجملة بإستغراب فليس من عادة أخيه أن لا يكون فى غرفته .
أنهى جملته، و حين الإنتهاء استمع لصوت صراخ عالي قادم من غرفة ريم .
_________________________
استيقظت ريم و هى تشعر بالراحة الشديد، فتحت عيناها لبرهة و هى تتاوب، و أغلقتهما مرة آخرى لتعاود النوم، و لكن فتحتها فجأة وجدت مروان نائمًا بجوارها، نهضت بسرعة و هى تصرخ :
- عا ....أنتَ اية إلِ جابك هنا ؟
نهض بفزع و هو ينظر لها بقلق قائلا :
- مالك ؟ فيكِ حاجة ؟ تعبانة ؟
صاحت به بغضب قائلة :
- أنتَ ازاى تخش هنا، أنتَ مبتفهمش .
نظر لها بملل و عاود النوم مرة آخري دون الإنتباة لها، فأردفت بغضب و هى تزيل الفراش :
- قوم يلا على أوضتك، أنتَ جاي تقرفني يلا، و بعدين مين جابك هنا يا قليل الأدب يا غبي .
كاد يرد و لكن استمع لصوت طرقات على الباب، نهض بتكاسل و هو يفتح الباب وجد أخوته و أولاد عمته و أخوتها، دفعته ليلى و سارة تبعتهم صفية و سعاد، نظرت ليلى لها بأستغراب قائلة :
- ما أنتِ كويسة أهوة، أومال لازم أنك تصوتي أما عيلة تنحة أكتر من يوسف .
نظر مروان لهم بحاجب مرفوع قائلا :
- بتعملوا أية هنا ؟
غمز له عمر قائلا :
- طلعت برنس و عرفت تكلمها .
أردف ببرود :
- دقيقتين و تكون تحت أو هتتعلق .
رفع عمر يداه بإستسلام قائلا :
- على أية الطيب أحسن، كفاية إلِ متعلقة تحت .
رد أحمد بملل :
- بقيتوا تضربوا الأمثال بملك، يا فرحتها الكبيرة .
أردف مروان بهدوء :
- عشر دقايق و كله هيكون بيفكر تحت، يلا كل واحد على أوضته .
خرج الجميع من الغرفة فأردفت ريم و هى تشير له بإصبعها بغضب :
- عارف لو لقيتك فى الأوضة هنا تاني هعمل أية ؟
أردف بسخرية :
- مش هتقدري تعملي حاجة، و خرج دون أن يتيح لها فرصة للحديث .
جلست على الفراش بغيظ من ذاك الغليظ و هى تتمتم بغيظ :
- متكبر و بارد و غبي، أعمل أية ياربي، ربنا يعدي السنة دي على خير .
بعد قليل هبطت ليلى و يوسف قبل الجميع، نظرت له ببسمة قائلا :
- صباح الخير .
توجهت إلى الثلاجة و تبعها هو بإستغراب من حالتها، أمس كانت تضحك و تتحدث و الآن تتجاهله، ردد ذاك السؤال مرة آخرى قائلا :
- على فكرة بقولك صباح الخير .
فتحت الثلاجة و هى تخرج موزة قائلة :
- تأكل موزة .
رفع حاجه بإستغراب منها، فقذفت له الموزة قائلة :
- يبقى تأكل موز .
توجهت إلى السفرة تبعها هو بإستغراب، و لم يكن لذلك تفسير سوى بأنها مجنونة، نظرت لملك التى سئمت من تلك التعليقة قائلة :
- نزليني يا ليلى .
استدار يوسف ليرى من أن ذاك الصوت، ففزع قائلا :
- لا حول ولا قوة إلا بالله، مين إلِ شعلقك كدة يا بنتي .
أردفت بملل :
- أحمد، ألهي أشوفك فرخة مشوية فى الفرن، و أكملت بتفكير :
- و يا سلام لو عليها بطاطس هتبقى روعة .
أكملت ليلى و هى تفكر :
- أو ممكن مع الفرخة المشوية بطاطس زي بطاطس مقلية زى بطاطس مكدونالذ .
ردت عليها :
- تصدقي فكرة، و مخلل كمان، و شكولاتات كتير عشان بحبها .
فى تلك اللحظة كان قد أنهي الجميع ما ورائهم و هبطوا إلى الأسفل، أردف سامر بملل :
- كسرتي البرفيوم بتاعه لية ؟
ابتسمت ببراءة قائلة :
- أنا يا سامر، و بتشك فيا، عليك لعنات الله .
ضحك بسخرية قائلا :
- بس يا ماما، ربنا يهديكِ، مش عارف أنا مستحملك ازاى معايا فى بيت واحدة .
أردف بغيظ :
- بكرة أتجوز و تقولوا، فينك يا ملك، فين أيامك القمر، و أنا هقعد أغني و أقول ودوني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه، و أنتو تكونوا زعلانين، فين الموكوس دة، تعالي أرجوك حررني من قيد هؤلاء.
نظر لها أحمد بيأس، وضع يدته على وجهه و هو يشعر بأنه سيشل، أردف بهدوء :
- وسعي ما أنزلك، كدة جلطاني و كدة جلطاني، الله يسامحك يا بنت خديجة و مصطفى، خربتي اللغة العربية .
ابتسمت له ببراءة قائلة :
- حبيبي يا أحمد و الله، هو أنا ليا بركة غير فيك، دا أنتَ قلبي، و حبيبي .
و ما من أنهي هبوطها، حتى تحاملت عليه و هى تشده من شعره، قائلة بغيظ :
- بقا أنا تعمل فيا كدة، و الله لأكسرك الكَالونيا بتاعتك يا معفن، دا أنتَ كنت بتجيب الكَالونيا ثلاث خمسات أو خمس خمسات دي يا معفن .
حاول أنزالها و يتحدث بغيظ :
- كَالونيا أية يا معفنة، أسمها كُولونيا أولا، و بعدين جبتي كولونيا دي منين ! دا أنتِ كنتِ فى مدارس أنترناشونال يا خسارة الفلوس إلِ دفعتها يا مصطفى على بينتك أنزلي بقا .
هبطت و هى تعدل ملابسها بسعادة، و لحين وجدت الخدم يضع الطعام على الطاولة، توجهت و هى تأكل بنهم و ليلى كانت تفعل ذلك هى الأخرى، فرك أحمد رقبته بألم، فضحك يوسف قائلا :
- جوزها و أخلص، و عقبال ما أخلص أنا كمان من المصيبة إلِ عندي .
رد أحمد بغيظ :
- أة و الله، دي بتجيب الضغط بطريقة رهيبه .
تدخل عمر قائلا بملل :
- ولا سارة دي كارثة أكبر .
ضحك أحمد قائلا :
- سبحان الله كل واحد عنده كارثة فى حياته، بس الفرق بيني و بينكم أن دي أختي مش مراتي، و بصراحة ربنا معاكم، و بالذات يوسف أكتر واحد، يعني ريم هادية بس مش أوى، و سارة إلِ متفأجأ أنها بتتكلم كتير .
أردف يوسف بأسف :
- نفس عينة ملك .
ضحك عمر بسخرية :
- عرفت أني فى كارثة .
صاح مروان بصوت عالي :
- الشباب إلِ مش هايأكلوا، مش هخليهم يحطوا أكل تاني .
أردف أحمد بغيظ :
- أخوك دة ملل أوي .
ضحك يوسف و هو يتقدم قائلا :
- على ضمانتي .
أنهى الجميع الأفطار و توجهوا إلى غرفة المعيشة، أردف يوسف بجدية و هو ينهض :
- طيب سلام يا عشان ورايا شغل كتير مركون، و عشان كنت واخد أجازة أمبارح .
و وجه نظره ليلى قائلا :
- وراكِ محاضرات أخدك فى طريقي .
أردفت ليلى ببرود :
- مش جاية، مورايش محاضرات .
خرج بدون حديث مع تلك الفتاة غريبة الأطوال، التى تبدو أنها غريبة لحد كبير، نكزتها ملك و هى تهمس لها :
- بتردي كدة لية ؟ أمبارح كنتوا سمنة على عسل، شكلكوا أتحسدتوا .
ابتسمت بسخرية قائلة :
- ما قدام عينك رشقة فى الموضوع يبقى حصل يا حسودة .
ابتسمت ببراءة قائلة :
- أنا يا بنتي، شكرًا على ثقتك الغالية، يا غالية .
أمسكت ليلى هاتفها، و قامت بمهاتفه هند صديقتها، كانت هند فى ذاك الوقت كفاقدة الوعي و لكن لحد ما واعية لما حدث، رن هاتفها و كان بجوارها بالرغم من التحطيم الذى كان فيه، مدت يدها و هى تلتقط ذاك الهاتف بتألم، حتى استطاعت الإجابة بتعب، أردفت ليلى قائلة بمزاح :
- ازيك يا قمر .
لم تستمع لإجابة مما جعل ذاك القلق يتسرب إليها، حاولت التحدث بخوف :
- هند ! أنتِ كويسة !
أصدرت هند صوت خافت و هى تقول :
- الحقيني و من ثم فقدت الوعي .
نظرت لهم بصدمة و هى لا تعلم ماذا تفعل ؟!
" لا تعطيك الحياة البساطة فى الأنور كما تتوقع، و إنما تلك العوائق فى حياتنا دائما. "

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close