رواية جوازة بدل الفصل السادسة 6 بقلم سعاد محمد سلامة
السادسه
ـــــــــــــــ
أخفضت سهر نظرها ل عمار وقالت بحِده:مين حضرتك،وعاوز مين،وكمان أيه الى وضح قدامك؟
نظر عمار لها بحِده هو الآخر،قائلاً:أنتى متعرفيش أنا مين،أكيد بتستهبلي؟
رفعت سهر نظرها له قائله:فعلاً أنا الى وضح قدامى،أنك شخصيه غير محترمه،ويتتفضل تقول عاوز مين،يا هقفل بوابة البيت،فى وشك.
أغتاظ عمار،كيف تدعى أنها لاتعرفه،كان سيرد بغلظه،لكن قبل أن يرد عمار
خرجت آمنه من باب الشقه الخاصه بوالد سهر،تحدثت من خلفها قائله:مين الى بيرن الجرس،يا سهر.
أدارت سهر وجهها لجدتها للرد عليها،فى نفس الوقت نزلت زوجة عمها من شقتهم،وتقف بمنتصف السلم قائله بأنزعاج:مين الى بيرن الجرس بالطريقه دى؟
حين أدارت سهر وجهها لجدتها،ظهر عمار من خلفها،تذكرت جدتها ذالك الحلم،وذالك الشاب الذى كان يجذب سهر للسير معه غصباً،شعرت بدوخه،ولم تتحملها ساقيها،و أختل توازنها، وكادت أن تقع،لكن سهر،ذهبت إليها مُسرعه،وأمسكت أحدى يديها،وأجلستها على أحد درجات سُلم المنزل ،تعجبت سهر حين رأت من يسند جدتها معها،ويمسك يدها الأخرى، رفعت وجهها تنظر له،للحظه تلاقت عيناها البنيه الدافئه،مع عيني عمار الرماديه القاسيه،سُرعان ما أخفضت عيناها،ونظرت لجدتها،التى تُمعن نظرها لعمار،شعور متضارب،يجتاحها حين ترى هذا الشاب،لا تعرف السبب.
بينما عمار حين تنحت سهر من أمام الباب،ترد على جدتها،ورأى جدتها تكاد تقع،لم يُفكر،ودخل خلفها،وأمسك يدها الأخرى،وسندها الى أن جلست على السلم.
تحدثت سهر بقلق قائله:تيتا،مالك أيه الى جرالك فجأه،أتصل ب علاء يجى من المستشفى،يشوف مالك.
أطبقت آمنه يدها على يد سهر قائله:لأ يا روحى،أنا بخير،بس دوخت،شويه بسبب،أنى طلعت بسرعه أشوف مين الى بيرن الجرس بالطريقه دى.
نظرت سهر مره أخرى الى عمار،بضيق قائله:
هتقولى أيه يا تيتا،فى ناس كده،مش بتقدر قلق وخوف الناس ووو
قبل أن تُكمل سهر قولها،أتت هيام،برياء تدعى اللهفه قائله:حماتى أيه الى جرالك كنت كويسه من شويه،عملتى فيها أيه يا سهر؟
نظرت سهر لها متفاجئه،لكن ردت آمنه:
أنا كويسه،وسهر،ربنا ينجحها هى الى سندتنى،هى والأستاذ....؟
قبل أن يرد عمار،سمعوا من قالت: عمار
،كانت تلك هى مياده التى نزلت هى الأخرى
تحدث عمار قائلاً:أنا متأسف،لو كنت ضايقت حضرتك،بس انا مكنتش أقصد أزعاجك،أنا عمار زايد،أتقابلنا فى بيتى قبل كده.
نظرت له آمنه،وأبتسمت له بتكلُف،قائله:خير يا أبنى أيه سبب زيارتك لبيت ولادى.
سبقته سهر بالرد قائله:أكيد سبب الزياره هى الأزعاج.
نظر لها عمار،قائلاً: لأ مش الأزعاج،أنا كنت جاى علشان،وائل عطوه،مش ده بيته برضوا.
شعرت هيام برجفه فى قلبها،لا تعرف سببها،وردت قائله:أيوا،وائل أبنى،خير،عاوزه ليه؟
ترك عمار يد آمنه ووقف واثباً،ينظر ل هيام،حاول تمالك عصبيته،وقال بصوت هادئ:طب هو فين عاوزه فى أمر خاص.
سبقت مياده بالرد قائله:هو مش هنا،ممكن يكون فى مركز الصيانه الى بيشتغل فيه.
لم يرفع عمار عيناه،وينظر الى مياده،
التى تقف بمنامه بيتيه حريريه،ولا ترتدى حجاب،كانت عيناه مُنصبه،على تلك التى تُمسك يد جدتها تساعدها على الوقوف،كانت ترتدى،أسدالاً،ومحجبه.
رد عمار:وفين مركز الصيانه ده.
ردت هذه المره هيام قائله:فى المنصوره،بس أنت عاوزه ليه؟
رد عمار:قولت عاوزه فى أمر خاص.
كان فى تلك الاثناء،ساعدت سهر جدتها،التى وقفت،
فقالت سهر لها:
تعالى يا تيتا،أدخلك لأوضتك ترتاحى،أحنا ملناش،فى الى عاوزه البيه.
نظر عمار لها بغضب هو يعلم أنها سخرت منه حين قالت البيه.
وقفت جدتها،لكن عمار عاد يُمسك يد جدتها،فقامت سهر بدفع يدهُ بقوه بعيداً عن جدتها،قائله بحده:أبعد أيدك عن تيتا،مش محتاجه مساعدتك،وعندك،مرات عمى أسألها،هى أم وائل،وأكتر واحده قريبه منه.
قالت سهر هذا،وسندت جدتها ثم دخلت بها الى الشقه،وأغلقت بوجه عمار الباب.
أغتاظ عمار من سهر بشده،ود لو كسر باب الشقه فوق رأسها،أغمض عينيه بقوه،ثم فتحها ونظر ل هيام قائلاً:
ممكن عنوان مركز الصيانه ده بالظبط.
قالت هيام:مش تقولى عاوزه فى أيه؟
رد عمار:عاوزه فى أمر خاص،لو سمحتى قولى أسم مركز الصيانه.
ردت عليه مياده،بأسم المركز ومكانه،لم يرفع عمار بصرهُ وينظر الى مياده التى حاولت أكثر من مره لفت أنتباهه،لكن هو لا حتى لم يرفع وجهه يراها.
تحدث قائلاً:تمام متشكر،سلاموا عليكم.
قال عمار هذا وغادر،مُسرعاً.
بينما قالت مياده لوالداتها:تفتكرى عمار عاوز وائل فى أيه؟
ردت هيام بعصبيه:معرفش سمعتى بنفسك،وبعدين،أنتى تعرفى عمار منين؟
تعلثمت مياده قائله:عادى،شوفته فى فرح من مده قصيره،وسمعت حد بينادى عليه،وسيرته فى البلد كلها معروفه.
نظرت لها هيام قائله:طب أوعى من وشى أطلعى قدامى،خلينى أتصل على أخوكي،وأشوف هو فين مرجعيش البيت من أمبارح بايت بره فين،ويمكن يكون عنده خبر،عمار،ده عاوزه ليه،وبعدين أزاى توقفى قدام عمار كده،بشعرك مكشوف،وكمان بيجامه بيتى.
أرتبكت مياده وهى تضع يديها على شعره بأدعاءقائله:أيه ده تصدقى مخدتش بالى،أنا خرجت بسرعه بعد ما أتخضيت من رن الجرس.
نظرت لها هيام قائله:طب أوعى من وشى،أو أطلعى،قدامى.
ردت مياده:لأ أنا هروح أطمن على تيتا،ويمكن يكون سهر عندها فكره عمار ده كان عاوز وائل فى أيه،هى تيتا آمنه مش حماتك والمفروض تطمنى عليها.
نظرت هيام لها بسخريه قائله:كفايه أنتى روحى أطمنى عليها،وسعى من عالسلم عدينى.
أخذت مياده جنباً لتمر من جوارها هيام،ثم نزلت ورنت جرس شقة عمها .
بينما سهر حين دخلت وأغلقت الباب بوجه عمار،سارت بجدتها الى أن أدخلتها الى غرفتها،وأجلستها على الفراش قائله:شكلك تعيانه،يا تيتا،أنا هتصل على علاء،يجى،يكشف عليكى،وهو ماشى ما مبقلوش نص ساعه و زمانه لسه فى الطريق.
أمسكت آمنه يد سهر،وأبتسمت قائله:أنا كويسه هى بس الخضه،بسبب،رن جرس الباب، هاخد علاجى، وشويه وهبقى أحسن،بس مفيش هنا ميه،روحى هاتيلى ميه من المطبخ.
ردت سهر بضيق:كله من الحيوان الى رن الجرس،ميعرفش طريقة رنه الحلوفه دى ممكن تخُض الناس،هروح أجيبلك ميه من المطبخ مع أن ماما محرجه عليا مدخلش المطبخ،بس علشان خاطرك،يا تيتا هخترق القوانين.
ضحكت آمنه من قولها،ونظرت لخروجها،تدعى لها،براحة القلب،وأن يرزقها،على قد نيتها الطيبه، وقلبها البرئ.
بينما سهر تعود من المطبخ بكوب المياه بيدها،سمعت رنين جرس الباب،فقالت بضيق:لازم الحيوان المُتعالى المتغطرس الغبى ده هو الى رن الجرس من تانى،بس المره دى،أنا بقى هعرفه مقامه.
قالت سهر هذا،وفتحت باب الشقه،ودون أن ترى من أمامها،سكبت بوجهها كوب الماء الذى كان بيدها،دفعه واحده.
شهقت مياده قائله:سهر،أنتى أتجننتى،حد يرش حد ميه فى السقعه دى.
حاولت سهر كبت ضحكتها،وقالت:معليشى يا مياده،وقعت منى غصب عنى،أطلعى غيرى البيجامه،لأحسن يجيلك برد الجو ساقعه،وهدومك أتبلت.
ردت مياده:
لأ هاتيلى فوطه أنشف بها الميه من على وشى،هدومى متبلتش قوى،فين تيتا،كنت جايه أطمن عليها.
تبسمت سهر قائله:براحتك،تيتا فى أوضتها،هروح أجيبلك فوطه،وأجيب كوباية ميه تانيه لتيتا.
بعد ثوانى عادت سهر بيدها منشفه،وكوب مياه آخر،أعطته لجدتها قائله:الميه أهى يا تيتا،يلا خدى علاجك،معليشى أتأخرت عليكى،وأنتى يا مياده الفوطه أهى.
أخذت آمنه كوب الماء من يد سهر،ووضعت بعض حبات الدواء بفمها،ثم أرتشفت بعض قطرات المياه،ثم وضعت الكوب على طاوله جوار فراشها،ونظرت ل سهر،تدعو لها بمحبه.
بعد أن نشفت مياده وجهها،نظرت لجدتها قائله بغيره واضحه:وأنا كمان يا تيتا مش بتدعيلى ليه زى ما بتدعى لسهر كده،مع أن سهر،رشتنى،بالميه،والمثل بيقول،رش الميه عداوه،وأنا أهو خدها،بسعة صدر.
تبسمت سهر قائله:قولتلك كان غصب عنى.
تبسمت لهن آمنه بحنان قائله:بدعيلكم أنتم الاتنين ،ربنا ينولكم مقاصدكم،وبدعى كمان لبقية أحفادى،وولادى،ولكل الناس بدعيلها بالخير.
قالت آمنه هذا وتمددت على الفراش.
تبسمت سهر قائله: ربنا يتقبل دعائك يا تيتا،أنا بتفائل بيه،يلا يا مياده نسيب تيتا تستريح شويه.
نظرت لها آمنه بأمتنان.
خرجت سهر،ومياده من الغرفه
وقفت سهر بالصاله قائله:تيتا هتنام،وأنا هدخل أذاكر،خلاص أمتحاناتى الاسبوع الجاي.
ردت مياده قائله:مجتش من ربع ساعه راحه من المذاكره تعالى خلينا نقعد شويه مع بعض عاوزاكى فى موضوع مهم.
قالت مياده هذا،وجلست على أحد مقاعد الصاله.
تنهدت سهر بضيق،ثم ذهبت وجلست جوارها قائله: أيه هو الموضوع بتاعك المهم؟
ردت مياده:عمار.
قالت سهر مين عمار،،ثم تذكرت،قائله:آه قصدك الجلف،الى كان هنا من شويه،ماله بقى عمار ده،شكله إنسان مُتعالى،وبينظر للناس من فوق،و عديم الذوق.
ردت مياده:بالعكس ده شكله شخصيه قويه،كده،ومسيطره،وله جاذبيه طاغيه.
نظرت له سهر متعجبه تقول بأستهزاء:جاذبيه طاغيه،أنا مشوفتش كده،بس نفسى أعرف كونتى،فكرتك دى عنه بناءً على أيه،تعرفيه عن قُرب!
ردت مياده:شوفته كام مره صدفه،كده،و..
قاطعتها سهر قائله:بتنبنى،فكرتك عن شخص،لمجرد شوفتيه كام مره صدفه،ده يبقى هبل،أو حب مراهقه،وأنتى فعلاً مراهقه،وشوفتى فين عمار،ده كذا مره.
تضايقت مياده من نعتها لها بالمراهقه،وقالت:
أول مره شوفته كنت أنا وأنتى مع بعض،غريبه معظم المرات الى شوفته فيها،كنتى بتبقى موجوده،يعنى فاكره الفرح الى كنا فيه من حوالى شهر كده،الى كان العريس والعروسه جيران جدتك يُسريه،الفرح الى،كنتى هتقعى فيه من عالسلم،وأحنا نازلين،بس عمار هو ليلتها هو الى مسك أيدك،لو مش مسكته لأيديكى بسرعه،كان زمانك،أتسحلتى عالسلم.
تذكرت سهر تلك الليله،هى فعلاً كادت أن تقع على السلم،ونظرت ل مياده قائله:ما كنت هقع بسببك،أنتى الى زقتينى،وقتها،علشان كنتى عاوزه تنزلى قبلى من عالسلم.
ردت مياده:مكنش قصدى على فكره.
تحدثت سهر قائله: كان قصدك ولا مكنش قصدك متفرقيش، بس أيه عرفك بعمار ده أصلاً من البدايه.
ردت مياده:أنا كنت شوفته وهو نازل هو ومامته من العربيه،هو راح عند الرجاله،ومامته طلعت عند النسوان وبعد شويه لما ،دخلنا أنا وأنتى بعدها وقعدنا فى وسط النسوان،تخيلى سمعت أيه ؟
ردت سهر:أيه الى سمعتيه،فى وسط كلام النسوان،أنا مبركزش مع الكلام الفارغ؟
ردت مياده: أحنا بالصدفه جت قعدتنا، وراء ،مامت،عمار وسمعتها ،وكانت بتتكلم،مع واحده،قريبتها تقريباً،وسألتها،هو ليه عمار ميتجوزش مره تانيه طالما مراته الى معاه دى مش هتخلف أبداً،وهو أبنها الوحيد،ولازم ييقى عنده ولاد،يورثوا،أملاك عيلة،زايد،ردت عليها،وقالتلها مراته الأولانيه مش ممانعه أنه يتجوز تانى،وأنها بتدور،له على عروسه مناسبه،له.
تعجبت سهر قائله:يعنى عمار ده متجوز،واحده مبتخلفش،ومامته،علشان يخلف،عاوزه تجوزه تانى،علشان يخلف لعيلة زايد وريث،وشكل مراته الأولانيه الى موافقه أنه يتجوز عليها دى أيه؟أكيد واحده،معندهاش شخصيه.
ردت مياده بتسرع:لأ الى فهمته،أنها صعب تخلف،لأنها مستئصله الرحم،وكمان كانت مرات عمه،وأتجوزها بعد وفاة عمه،فأكيد مش هيبقى فارق معاها،جوازهُ عليها،المهم،أنها تعيش فى خير،عيلة،زايد،والى هتتجوز،عمار ده وتخلف منه،هى الى هتسيطر،على كل الخير.
ردت سهر قائله:خير أيه الى هتسيطر،عليه،دى هتبقى زى ماعون أنجابى مهمتها تخلف له عيال،وبس،بقولك أيه أنا عندى أمتحانات خلاص أول الأسبوع الجاى،ولازم أقوم أذاكر،وأنتى كمان قومى أطلعى،ذاكرلك كلمتين ينفعوكى،وسيبك من التفكيرعمار زايد،مش هينفعك،غير،شهادتك،وبعدين عمار،ده شكله فرق كبير فى السن عنك بكتير،ده يجى ضعف عمرك.
ردت مياده:وماله،فرق السن،ميعبش الراجل،وميزه للبنت،تدلع عليه براحتها،أنها صغيره عنه،بكتير.
نظرت لها سهر بذهول،من طريقة تفكيرها.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمدينةالمنصوره
أمام أحد مراكز الصيانه الكبيره.
نزل يوسف من السياره قائلاً:عمار خليك أنت هنا فى العربيه،وأنا هدخل مركز الصيانه أسأل على وائل.
نفث،عمار دخان سيجارته بغضب قائلاً: تمام،بس بلاش تغيب،شوفلى وائل ده،وهاته معاك،وأنا هستناك هنا فى العربيه.
رد يوسف:تمام بس خف شويه من السجاير،أنت قربت تخلص العلبه.
رد عمار:بس أنت أدخل شوفلى وائل ده،خلينا نخلص،يمكن نوصل لبداية خيط تدلنا على مكان،غدير.
دخل يوسف الى مركز الصيانه،وغاب لحوالى،عشر دقائق ثم عاد
فتح باب السياره،وصعد جوار عمار،الذى نظر له متعجباً يقول:فين وائل،الى قولت عليه!
رد يوسف:وائل مش جوه فى المركز،هو من أمبارح أشتغل نص الورديه بتاعته،وبعدين أخد أذن أنه عيان،وغادر،وكمان بلغ زمايله فى المركز ياخدوا،له النهارده أجازه.
نظر له عمار قائلاً:لأ بقى مش كل دى صدف،شكل الموضوع متخطط له،من قبل كده.
رد يوسف:طب هتعمل أيه،هترجع لبيت وائل ده تانى، ولا هتعمل أيه؟
جاء على بال عمار،منظر،سهر،وهى تُغلق باب الشقه بوجهه،فتعصب قائلاً: تفتكر لو رجعنا هنلاقى وائل ده فى البيت،أو حتى حد من البيت ممكن يقولنا على مكانه.
تحدث يوسف:طب هنعمل أيه دلوقتي؟
رد عمار:معرفش خلينا نرجع للبيت،ونفكر.
نظر يوسف لعمار،الذى يُشعل سيجاره،هو لاول مره يرى عمار،بتلك العصبيه،هو،ينفث،سيجاره خلف أخرى،راجع عقله،نظرات عمار،لتلك الفتاه قبل قليل،هو كان يقف أمام بوابة المنزل،رأى نظرات عمار لها،وحديثها الغاضب معه،وعين عمار التى لم تنزل من على تلك الفتاه طوال وقوفها أمامه،ليأتى إليه خاطر،سُرعان من نفضه عن رأسه.
......
بمنزل زايد
قام سليمان بالأتصال على هاتف عمار،لم يرد عمار،عاود الأتصال لكن هذه المره على هاتف يوسف،الذى رد عليه،بأختصار،أنهم لم يجدوا وائل،بمنزله،وذهبوا الى محل عمله،لم يجدوه أيضاً،وأنهم بالطريق عائدين،للمنزل.
أغلق سليمان الهاتف.
سأله مهدى:أيه الأخبار؟
رد سليمان:بتمنى،يجى خبرها،ومترجعش،مفيش،وائل ده كمان شكله مُختفى،لو الى فى دماغى،طلع صحيح،ملهاش عندى ديه.
تحدث مهدى قائلاً: هدى نفسك وحد الله كده،وأنشاء الله خير.
رد سليمان:خير هيجى منين الخير،أنا لو مش خايف من الفضايح كنت طلعت منادى ينادى عليها فى البلد.
رد مهدى:أهدى بس يا سليمان،بيقول الخبر السو مبيستناش،وبيروح لأهله،أطمن شويه،أنا هرجع أتصل بعمار،أن هو له أصدقاء فى الداخليه،ممكن يساعدونا فى البحث عنها.
زفر سليمان نفسه بغضب،بينما فتح مهدى هاتفه يتصل على عمار.
.....
فى تلك الأثناء،كان عمار هو ويوسف، أصبحا داخل الى البلده،بينما كان يقود عمار السياره بضيق،لفت نظره شئ بالطريق،فعاد للخلف بعد أن كان تخطاه
تعجب يوسف،وقبل أن يتحدث،نزل عمار من السياره،وأتجه الى ذالك السوبر ماركت الكبير
ودخل مباشرة يُلقى السلام
رد عليه صاحب السوبر ماركت السلام ثم رحب به قائلاً:أهلاً عمار بيه السوبر ماركت نور،أؤمرنى،تحت أمرك.
رد عمار:متشكر،كنت عاوز أسألك الكاميرات الى محطوطه،على السوبر ماركت من بره دى شغاله؟
رد صاحب الماركت:أيوا،شغاله أربعه وعشرين ساعه،لأن أوقات بستلم بضاعه فى وقت متأخر من الليل،ومبلحقش أخزنها فى المخزن،بسيبها جنب الماركت،وكمان دول تلات كاميرات مش كاميرا واحده،وبيكشفوا،تلات شوارع رئيسيه فى البلد.
تنهد عمار قائلاً:طب أنا محتاج منك شئ خاص،وممكن متسألنيش السبب،وطلبى هو تسجيل الكاميرات دى أمبارح بعد المغرب
رد صاحب الماركت:أكيد أنا يشرفنى أخدمك،بدون ما أعرف السبب،أتفضل معايا.
دخل عمار،وصاحب الماركت،وخلفهم يوسف،
بدأ صاحب الماركت،فى تشغيل سجل الكاميرات،الى أن عاد بالوقت الذى طلبه منه عمار.
ظهرت غدير،بسجل الكاميرات،بوضوح،وهى تمشى من أمام الماركت،وكشفت أيضاً،احدى الكاميرات دخولها،بأحد الشوارع،الرئيسيه،الى أن توقفت أمام أحد المنازل،ثم أختفت بعدها من الكاميرات.
هب عمار واقفاً يقول لصاحب الماركت،متشكر لمساعدتك ليا،يلا يا يوسف.
قبل أن يرد صاحب الماركت،كان عمار يغادر،وخلفه يوسف.
خرج يوسف يقول لعمار:هتعمل أيه يا عمار؟
فى ذالك الاثناء رن هاتف عمار،فأخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه،ورأى والدهُ هو من يهاتفه،فرد عليه:
تحدث مهدى قائلاً:عمار،أيه رأيك تتصل باى حد من معارفك،يخلى الشرطه تساعدنا نلاقى غدير.
رد عمار قائلاً:على ما أعتقد مش هنحتاح لحد يساعدنا،أنا تقريباً وصلت لمكان غدير.
تحدث مهدى قائلاً:يعنى عرفت مكانها،طب هى فين؟
قبل أن يرد عمار
خطف سليمان الهاتف،من يد مهدى قائلاً:قولى عرفت مكان غدير،هى فين،طب هى بخير،ولا؟
رد عمار:لسه متأكدتش يا عمى،بس على ما أعتقد هى هنا فى البلد،وأنا قريب من المكان،وأدعى أنها تكون موجوده فيه،أو حتى يكون بدايه خيط نمشى وراه لحد ما نعرف مكانها.
تحدث سليمان:فين المكان ده،قولى،وأنا أجيلك.
رد عمار عليه بالمكان
فقال سليمان:المكان مش بعيد عشر دقايق،وأكون عندك.
أغلق عمار الهاتف.
تحدث يوسف:ليه قولت لعمك عالمكان،أحنا لسه مش متأكدين،أن كانت غدير،فيه أو لأ؟
رد عمار:خلينا نروح نتأكد مش هنخسر حاجه،ومعانا وقت قبل ما يوصل عمى لهنا.
ذهب يوسف وعمار،بداخل ذالك الشارع،ينظرون الى بيوته،الى أن توقفوا،أمام ذالك المنزل،المنزل،يبدوا مهجور،من طريقة إغلاق نوافذه،حتى هنالك بعض الاتربه العالقه على بوابة المنزل الحديديه،تحير عقل يوسف وعمار
قال يوسف:البيت ده شكله،مفيهوش سُكان.
رد عمار بحيره هو الآخر:واضح كده،بس كاميرات الماركت،جابت وقوف غدير هنا،وبعدها أختفت،مش عارف،ولو رنيت على جرس الباب مش هيرن آكيد صحاب البيت فاصلينه،قبل ما يسبو البيت،قولى أنا محتار،أنت بنفسك شوفت سجل الكاميرات،يمكن أنا مركزتش كويس.
رد يوسف:لأ نفس الى أنا شوفته،أستنى فى حد من الجيران أهو واقف،هروح أسأله مين صاحب البيت ده وهو فين؟
ذهب يوسف الى ذالك الجار،وقام بسؤاله:
هو البيت ده فين صحابه؟
رد عليه الجار:صاحب البيت ده مسافر السعوديه هو ومراته،وعياله،وبيجى كل كم سنه،بس بتسأل ليه؟
رد يوسف:أنا كنت عاوز أشترى بيت وفى ناس دلونى عالبيت ده.
رد الجار،بأستغراب:معرفش أول مره اسمع أن البيت ده معروض للبيع،بس تقدر تسأل أخت صاحب البيت،هى بتجى لهنا كل فتره والتانيه تشوف البيت،وأوقات بيجى إبنها بدالها،حتى شوفته أمبارح قبل المغرب داخل البيت.
نظر يوسف للجار قائلاً:متأكد أنه دخل البيت ده أمبارح قبل المغرب،طب أسمها، طب ممكن تقولى أسم أخت صاحب البيت،او حتى أسم أبنها،أهو أتواصل معاهم.
رد الجار:هى أسمها الحاجه هيام،وأبنها اسمه وائل.
فى ذالك الوقت كان عمار أقترب من مكان وقوف،يوسف مع الجار،وأيضاً،أقترب سليمان من المكان.
سمع عمار،قول الجار،ليوسف،فعاد بنظره الى المنزل،
أستأذن يوسف من الجار،وعاد لمكان وقوف عمار،قائلاً:أكيد سمعت كلام الجار،هتعمل أيه دلوقتي؟
رد عمار:معرفش،قولى انت أتصرف أزاى،وعمى أهو هو وبابا قربوا علينا.
رد يوسف:لازم نستعمل العقل،رن الجرس،ونشوف.
زفر عمار،نفسه بغضب،وذهب الى جرس الباب،والذى للصدفه،رن.
.......
بينما بداخل المنزل.
كانت يجلس وائل و غدير بغرفة الضيوف،صامتين،لكن كانت تمسك غدير،بهاتفها فى يدها،بين الحين والآخر تنظر ل وائل،الذى يجلس صامتاً،لكن رن هاتفه
لينخض،للحظات،ثم نظر للشاشه
أنخضت غدير هى الأخرى،وقالت له:مين الى بيتصل عليك؟
رد وائل:دى ماما،قال هذا وأغلق الهاتف دون رد.
قالت غدير:طب ليه مردتش عليها؟
رد وائل:أكيد هتسألنى،أنا كنت بايت فين أمبارح،ومرجعتش للبيت،وأنا مش هقدر،أبرر لها،خليها،لما أرجع للبيت أبقى أقولها.
نظرت له غدير قائله:وأنت متعود بتبرر لمامتك،سبب غيابك،هو لازم تديها خط سيرك
شعر وائل بسخريه غدير وقال:لأ مش متعود،بس كمان مش متعود على البيات بره البيت بدون سبب.
تحدثت غدير:يعنى أيه تبات بره البيت بدون سبب قصدك أيه.
رد وائل:مقصديش،بلاش طريقتك دى،أنا رايح أعملى قهوه تحبى أعملك معايا.
ردت غدير:لأ،مش بحب أشرب قهوه،غير،مره واحده فى اليوم،بس،غير،كده بشرب عصاير،بس.
رد وائل:عملت حسابي،وجايب مجموعة عصاير،هروح أعمل ليا قهوه،وأجيبلك عصير.
ذهب وائل بأتجاه المطبخ لكن لم يصل آليه،بسبب رنين جرس المنزل.
للحظه أنخض،وكذالك غدير التى أتت إليه،تقول،برجفه،تفتكر مين الى بيرن جرس الباب.
تمالك وائل نفسه قائلاً:أكيد معرفش،بس ممكن تكون ماما،لأنى أخدت منها مفاتيح البيت أمبارح،يمكن لما مردتش عليها جايه تشوفنى كنت بايت هنا.
قالت غدير:طب هتعمل أيه دلوقتي،مش لازم مامتك تشوفنى معاك هنا.
رد وائل:تمام،أطلعى أنتى أدارى فى أى أوضه فى الدور التانى،وأنا هفتح لها،و هحاول أخليها تمشى بسرعه،بأى حجه.
نظرت له غدير قائله:بس أوعى تمشى معاها وتسيبنى فى البيت ده لوحدى،أنا بخاف.
رد وائل:لأ أطمنى،ودلوقتي أطلعى،علشان،هروح أفتح لها.
صعدت غدير لأعلى،بينما توجه وائل الى باب المنزل.
بعد لحظات فتح وائل الباب.
أنخض،بل أرتعب حين رأى من يقف أمامه،وحاول،أخراح صوته،قائلاً:عمار.
من نظرة عين وائل المرتعبه فطن عمار،أن غدير،معه،هو تاجر،ويفهم فى نظرات العيون،جيداً.
دفع عمار وائل الى داخل المنزل قائلاً:مش تقول أتفضلوا أدخلوا،ولا معندكش ترحيب بالضيوف،قال عمار هذا،ودخل الى المنزل خلف وائل،ثم دخل يوسف،وسليمان،ومهدى اللذان وصلا هما الأخران الى المكان.
أغلق يوسف باب المنزل
إرتعب وائل بشده يكاد قلبه يخرح من صدره.
تجولت نظرات عين عمار،بداخل المنزل.
بينما سليمان ومهدى لم يتنظرا،وذهبا،يفتحان باب خلف آخر،ثم صعدا الى الدور الثانى،وبدئأ بفتح باب خلف آخر،ولسوء الحظ،وجدوا،غدير،بغرفة نوم.
بينما بالأسفل تحدث يوسف قائلاً: فين غدير.
صمت وائل المرتعب،من نظرات عمار الصامت،يقف يدخن،ولا يتحدث.
بينما بالاعلى
صرخت غدير،بعد أبرحها سليمان بعض الضربات،على وجهها،لكن سُرعان ما بعدهُ عنها مهدى،قائلاً:
أهدى يا سليمان،خلينا نفكر بالعقل.
رد سليمان:عقل أيه،بنتى فى بيت لوحدها مع شاب،وكمان،موجوده فى أوضة نوم،قولى أى عقل هيقول أيه دلوقتى.
عاود سليمان التهجم على غدير،وصفعها مرات أخرى.
بعدهُ مره أخرى مهدى،قائلاً: خلينا ننزل،نشوف الكلب الى تحت أكيد هو الى خطفها،وجابها لهنا.
رد سليمان،وهو ينظر ل غدير،التى تجنبت بعيد عنه،تبكى،وتضع يديها على وجنتيها:دى مش شكل مخطوفه،بس خلينا ننزل،علشان أخلص عالاتنين مره واحده،وأغسل عارى،بأيدى.
بالعوده للدور الارضى
وائل مازال الجُبن يتحكم بيه،ويقف صامتاً.
أقترب عمار منه وأمسكه من تلابيب ثيابه قائلاً:أكيد سبب الصريخ الى فوق ده،الى بتصرخ هى غدير.
مازال وائل صامتاً،يترقب،رد فعل عمار،توقع أن يضربه،
لكن
فى ذالك الأثناء كان ينزل سليمان ساحباً خلفه غدير من يدها،يجرها بقوه رهيبه،ثم دفعها،بقوته،لتقع جاثيه،أمام ساق عمار.
نظر لها عمار بأشمئزاز.
لكن قلب الوضع حين أخرج سليمان سلاح من جيبه وصوبه ناحية وائل،وحاول قتله،لكن رفع يد سليمان،يوسف،لتخترق الطلقه،سقف المكان.
قال سليمان بغضب:بترفع أيدى ليه يا يوسف،كنت سيبنى أخلص عليه،قدامها،وبعدها كنت هخلص عليها،أكيد هو الى غاواها.
ذهب مهدى،وحاول أخذ السلاح من يد سليمان قائلاً:بلاش جنان،يا سليمان،خلينا نفكر،هنعمل أيه فى المصيبه دى،أكيد الجيران زمانهم سمعوا صوت الطلقه،والناس هتتلم دلوقتى،هنخرج أزاى من هنا.
رد سليمان:ميهمنيش لمة الناس،هقتل الكلب،ده،وهقول هو الى خطف بنتى غصب عنها،ومش هيكفينى في بنتى هقتل عيلته كلها،بس لازم أبدأ بيه الأول.
حاول يوسف تهدئة سليمان:أهدى يا عمى أكيد فى حل،أتكلم يا عمار.
نظر عمار الى وائل،ثم قام بلكمه بقوه،ليجثوا هو الآخر،أرضاً جوار،غدير،الباكيه.
تحدث عمار قائلاً: أنا مع عمى،لازم يموتوا الاتنين،بس فعلاً هو الأول.
هنا صرخت غدير قائله:وائل مغصبنيش، وأنا الى شورت عليه أننا نعمل تمثلية خطفى،وأنا الى جيت له بأرادتى،ولو هتموتونا،يبقى أبدأو بيا،لأنى،زهقت من تحكماتكم الفارغه،ومستحيل كنت أرضى أكون من حريم عمار زايد،زى ما بابا وماماكانوا بيرخصونى له .
نظر لها عمار بغضب شديد
بينما،قال مهدى:محدش كان بيرخصك،أنتى الى رخصتى نفسك،بهروبك مع الجبان ده،الى،حتى منطقش كلمه،يدافع بها عنك قدامنا،بس أنا مع رأى،،،،
قبل أن يُكمل مهدى،قوله،تحدث عمار مقاطعاً يقول:
وعلشان تعرفى أكتر أنك رخصتى نفسك بتفكيرك الغبى،أنا موافق على جوازك،من الحيوان ده بس بشرط
هتكون،،،،
جوازة بدل.