رواية اليتيمة كاملة بقلم اميرة خالد
بصوت عالي تقول الام : انت عارف كويس اوي أن البنت دي مش بنتنا و أن احنا جايبنها من الملجئ علشان نربيها قبل ما نجيب ابننا ربنا يخليه.
لتدخل سلمي في ذلك الوقت : ماما انتي بتقولي ايه ؟
الام : بقولك اطلعي برا خلاص، انتي و لا بنتي و لا اعرفك و كمان ابني خلاص معايا انتي اطلعي برا
سلمي : ماما ارجوكي لا يا ماما انتي عارفه اني معرفش حد غيرك
ماما : خلاص مش هينفع تفضلي عايشه معايا هنا اكتر من كده خلاص يلا اطلعي برا
سلمي ببكاء و هى تقرب عليها لجعلها تلتفت لها : ماما ارجوكي، ارجوكي يا ماما انا بنتك سلمي بصيلي يا ماما، انا بنتك اللي اخدتيها من الملجئ زمان اه، بس ربتيني علي اني بنتك يا ماما
الام : ايوة فعلا ده حصل بس خلاص وقتك خلاص هنا و ابني كمان مش هينفع يتربي معاكى كده، هو شاب و المفروض أنه مينفعش أنه يكون في بنت غريبه معانا في البيت كبيرة
ركعت سلمي تقبل قدمها : ابوس رجليكي خليني عايشه معاكي هنا بس و انا و انا هعيش خدامه تحت رجليكي يا ماما ارجوكي، ارجوكي يا ماما
الام و هي تركلها بقدمها : متقوليش كلمه يا ماما دي تاني و يلا بقا اطلعي برا و مش عايزة اشوف وشك هنا تاني و الا هجيب الأمن يطلعك من هنا، انتي فاهمه، يلااااا اطلعي براااااااااا
خرجتني من البيت و انا مكسورة قلب، مكسورة خاطر تايهه مش عارفه هعمل ايه و لا هروح فين، هي صحيح مش امي و عمرها ما عاملتني زى الأمهات و لا اي حاجه لكن كنت بحبها كأنها امي علي الأقل رحمتني من بهدله الملاجئ اللي اهلي حطوني فيه و مشيوا و سابوني، انا حبيتها بس هي دائما كانت بعداني عنها بس انا مكنتش ممانعه، انا بس كنت عايزة اعيش معاها و بس في بيت يحميني و يحافظ عليا من ضلمة و كلاب الشوارع، خلفت ابنها و اعتبرته زى اخويا و اكتر من كده لكن هي معاملتها معايا بدأت تسوء اكتر و اكتر الوحيد اللي كان بيحنن عليا هو اسلام اخويا أو ابنها، لانه حبني و كان عايز يتجوزني لكن هي بدأت تلاحظ ده و طردني برا من العيشه معاه اصلا، وانا دلوقتي مش عارفه اعمل ايه و لا اروح فين، مفيش حل غير اسلام انا هروحله
ركبت سلمي العربيه و راحت علي مكتب اسلام
سلمي : لو سمحت انا عايزة ادخل لاسلام بسرعه
السكرتيرة : طب لحظه واحده يا فندم هبلغه
سلمي و هي تأخذ نفسها : ماشي.. ماشي
السكرتيرة دخلت الي مكتب اسلام و بالداخل
اسلام بصوت عالي : روحي قوليلها تمشي من هنا و مشوفش وشها هنا تاني بنت الملاجئ دي و يلااا خليها تطلع براااا
كانت سلمي تسمع كل ذلك في الخارج و كادت أن تنهار من الصاعقه التي قد نزلت عليها فأخر أملها لها قد ذهب
اقتحمت سلمي المكتب و دخلت بدموع علي عينيها : يعني ايه مش عايز تشوفني تاني يا اسلام، يعني ايه انت مش كنت... مش كنت بتقول انك بتحبني، و بضحكه أسى من وسط دموعها : مش كنت بتقول انك بتحبني و هتتجوزني، يعني ايه، يعني عايزني امشي
نهض اسلام من كرسيه رازعاً علي مكتبه بعنف بصوت عالي : انا مش قولت اطلعي برا مكتبي يا زباله و مشوفش وشك هنا تاني، برااااا
انتفضت سلمي من وقع كلماته عليها، حتي أنها ظنت أنها قد وقعت مغشيه عليها من هول ما هي فيه الآن
ذهبت سلمي من أمامه، ليضحك اسلام من خلفها، و سلمي علي الجانب الآخر غير مستوعبه لكل ما يحدث لها، اين ستذهب الان لا تعلم، هل يوجد مكان لها يمكنها أن تنام فيه حتي، لا ....
حتي أنها لا تعمل و لا تملك من الشهادات ما يجعلها تعمل، فوالدتها منعتها عن التعليم، ضحت سلمي بأسي علي كلمه والدتها، و هل هناك والده تفعل بها ذلك ؟
تركتها في وسط الشارع بملابس منزلية يتعجب الجميع من شكلها
خرجت سلمي من المكتب و هي متعجبة من القدرة الهائلة التي تملكها للسير علي قدميها، و للحظه شعرت بدوار يعصف برأسها، و رأسها تدور و تدور و تدور و اذا بها فجأة تسقط و لكن في سقوطها كانت هناك عربه قادمة في الناحيه التالية
لتنحرف عن مسارها فجأة و اذا بها فجأة تنقلب و سلمي في منتصف الطريق فاقدة للوعي
وصلت الاثنان الي المشفي و دخل الشاب سائق السيارة الي العمليات بينما سلمي فقدانها لوعيها في غرفه أخرى ..
بدأت سلمي في استعادة وعيها محاولة فتح عينيها و لكن شعرت فجأة ألم في عيناها من النور الذى يغمر الغرفه، فأغلقتها مرة أخرى مسرعة، ثم حاولت مرة أخرى فتحها حتي اعتادت علي النور
الممرضه : الحمد لله علي السلامه يا مدام
سلمي : الله يسلمك، هو ايه اللي حصل ؟
الممرضه : انتي اغمي عليكي في الشارع بسبب الهبوط اللي جالك من الحمل المفروض تأخدي بالك بعد كدا و تأكلي كويس
سلمي بصدمه : ايه حمل !!!
الممرضه : ايوة يا مدام انتي حامل في الشهر التاني ....!!