رواية معذبتي الصغيرة كاملة بقلم عائشة محمد
"معذبتي الصغيرة"
قراءة ممتعة
تدخل أمامة غرفتهم بفستانها الأبيض الفخم ترفعة بكلتا يدها ولكن يبدو أنها لم تكن سعيدة ، كان وجهها ملئ بالدموع ، دخلت هذه الفتاة الصغيرة ذات الخمسة عشر سنة ، أغلق الشاب زوجها الباب ونظر لها حزينا ع فعلتة فهو لم يكن يريد أن يتزوج بفتاة صغيرة ويقيد حريتها وطفولتها ولكن كل هذا من أجل والده ، تذكر الشاب كلام والده معه
**فلاش باك**
قال مصطفي وهو يجلس أمام أبنة واضعا قدم فوق الأخري قائلا
"بص بقي يا فهد ، أنهاردة كتب كتابك ع البت دي عايزك تبهدلها فاهمني يابني ، لازم تكسرها وتقضوا اليوم زي أي أتنين متجوزين فاهمني طبعا! ولو مرضيتش اعتدي عليها"
ثم قال وهو يريح جسدة ع المقعد
"ده حقك ولازم تاخده ، أنا لازم أعلم أبوها الأدب"
**عودة للوقت الحالي**
★فهد.....هذا الشاب الوسيم يمتلك عيون بنية غامقة ، شعره بني غامق ، ويمتلك غمازتين تزيدة وسامة ، يمتلك شخصية جذابة واجتماعية
أقترب فهد من زوجتة الصغيرة ، شعرت الفتاة بأقترابة منها فالتفتت متراجعه للخلف بخوف ظاهر عليها ، كان يقترب فهد منها ومع كل خطوة يأخذها كانت تتراجع مثلها للخلف وهي خائفة حتي وقعت ع الفراش ، أعتلاها فهد ونظر لعيونها الخضراء التي أسرتة منذ أن رأها ، كانت الفتاة خائفة للغاية جسدها ينتفض من الخوف وتبكي بصمت ، أغمضت الفتاة عيونها ليشفق فهد عليها فيبتعد عنها سريعا ومسح وجهه بعنف قائلا
"بصي يا بنت الناس أنا كان مطلوب مني أقضي معاكي الليلة زي أي أتنين متجوزين ولو عارضتي ا....أعتدي عليكي"
شهقت الفتاة ووضعت يدها ع فمها وبكت بشدة ، قال فهد وهو يطمئنها
"بس متخافيش يا شمس ، أنا مش هقربلك لأنك صعبانة عليا"
★شمس.....هذه الفتاة ذات العيون الخضراء ، شعرها لونة بني لون القهوة ، شفتيها الصغيرة التي بلون الكرز ، بشرتها قمحاوية قليلا
نهضت شمس بغضب وقالت بحزن
"ولما أنا صعبانة عليك أتجوزتني ليه من الأول يا فهد ، ليييه !! بالرغم من أنك عارف أن فرق السن بينا 8 سنين ده غير أحلامي إلي أتهدت والتعليم إلي سبتة ، منك لله ، منكوا لله كلكوا ، الصراحة مش عارفة احسبن ع مين ولا مين ، أحسبن ع بابا إلي باعني علشان الفلوس ولا أحسبن ع باباك ومامتك علشان عملوا حاجة زي كده ، ياتري كانوا هيرضوها ع بنتهم لو كان عندك أخوات بنات ، ولا أحسبن عليك علشان أتجوزت طفلة ، تمشي ورا كلام أبوك كأنك عيل صغير، حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا كلكوا"
كانت تقول شمس كلماتها بأنهيار وعندما قالت أخر كلماتها سقطت فاقدة الوعي ، كان فهد يعيطها كامل الحق فكل ما تقولة ولكن أستوقفتة كلمتها "ولا أحسبن عليك علشان أتجوزت طفلة تمشي ورا كلام أبوك كأنك عيل صغير'' ، لا تعلم ماذا مر به وماذا حدث ليقبل! أنذعر فهد عندما رآها تترنح وتسقط ع الأرض ، ركض فهد إليها يحاول إيقاظها ، حملها فهد ووضعها ع الفراش يحاول أن يوقظها ، هل يطلب لها طبيب! ماذا يفعل ! أقترب منها فهد لا يعلم ماذا يفعل فعزم أمره أن يطلب لها الطبيب ، بعد قليل من الوقت كان قد جاء الطبيب وفحص شمس ، أنتهي الطبيب فسألة فهد قائلا
"خير يا دكتور ، مالها ؟"
"جالها انهيار عصبي ، لازم تخلي بالك منها يا أستاذ فهد ، أنا اديتها حقنة تهديها وهي مش هتفوق دلوقتي بس لما هتفوق هتبقي كويسة بس لازم تبعد عن اي ضغط"
"تمام يا دكتور شكرا لحضرتك"
"العفو ، بالشفا إن شاء الله ، السلام عليكم"
"أتفضل"
خرج فهد مع الطبيب يرافقة وعندما كان عائدا نظر له والده الجالس وقال ببرود
"مالها؟"
"ملهاش يا بابا جالها أنهيار عصبي"
"هي لسة شافت حاجة ده لسة المشوار طويل"
قال فهد وهو يذهب
"ربنا يستر يا بابا بعد اذنك"
دخل فهد غرفتة وأغلق الباب ووقف وراء الباب ينظر لشمس التي كانت في دنيا أخري ، جلس فهد ع الأريكة وقال بحزن وتأنيب ضمير
" أنا بدمر حياتها "
**فلاش باك**
"خير يا فارس كنت عايز تقابلني ضروري"
★فارس هو الأخ الأكبر لفهد ، متزوج ولدية فتاة صغيرة بعمر سنتين
"أنت بجد يا فهد هتتجوز من شمس"
زفر فهد وقال
"ما أنت شوفت إلي بابا عمله يا فارس في المستشفى"
"أنا صعبان عليا البنت اووي ، البنت ملهاش ذنب في اي حاجة"
"وأنا كمان يا فارس مهما كان إلي عمله أبوها هي ملهاش ذنب"
تنهد فارس وقال
"ربنا يستر"
**عودة للوقت الحالي**
القي فهد نظرة أخيرة عليها ثم خلع جاكيت بدلتة وأستلقي ع الأريكة
**في صباح اليوم التالي**
نهضت شمس من نومها لتتذكر ما حدث وجلست قليلا حزينة تتذكر أخبار والدها لها بأمر الزواج هذا
**فلاش باك**
كانت تجلس تأكل مع والدها الذي كان يبدو عليه التشتت ، ترك عادل ملعقتة وقد قرر أخيرا ، قالت شمس متسائلة
"في حاجة يا بابا ؟ حساك تايه من ساعة ما جيت من الشغل "
"شمس أنتِ مش هتكملي تعليم"
أنصدمت شمس ليكمل والدها قائلا
"أنتِ هتتجوزي"
وقعت الملعقة من يد شمس ، حاولت استيعاب الأمر فبدأت بالضحك ثم قالت بمرح وهي تعتقد أنه يمزح
"بابا بجد الهزار ده مبحبهوش"
قال والدها بجدية
"شمس أنا مبهزرش ، أنتِ هتتجوزي ، هتتجوزي فهد أبن مصطفي رجل الأعمال الكبير ، أنا أتفقت مع الراجل وهو طلبك لأبنة مقابل شيك هكتب المبلغ إلي أنا عايزة منه"
نهضت شمس غاضبة وقالت بصدمة
"بعتني !! طول عمري بسمع إنك جشع بس مكنتش بصدق لكن لأول مرة أشوف بعيني جشاعتك وحبك للفلوس ، بابا أنا عندي 15 سنة ولسة صغيرة وعندي أحلام تانية غير الجواز ده غير إن فهد أكيد كبير"
قال عادل بغضب
"بلا تعليم بلا زفت يا شمس أما بالنسبة لفرق السن فمش كتير هما 8 سنين بس مش أكتر"
قالت شمس بصدمة
"8 سنين ومش كتير !! بابا أنا مش هتجوز حد"
ذهبت شمس إلي غرفتها باكية وقال عادل بصوت عالي وغضب
"وأنا قولت هتتجوزيه يعني هتتجوزية يا شمس"
**عودة للوقت الحالي**
بكت شمس كثيرا حتي ذبلت عيونها ، نهضت شمس وهي تتأفف من هذا الفستان الذي ترتدية فوقفت أمام خزانتها وأختارت ملابس لها ثم دخلت للمرحاض ، نهض فهد ع صوت أغلاق باب المرحاض فعلم أنها عادت لوعيها ، جهز فهد ملابسه وأنتظرها لتخرج ليأخذ شاور هو الأخر ، بعد قليل من الوقت خرجت شمس ، كان فهد يبعث بهاتفة وعندما خرجت نظر لها ليشرد بها بشدة ، نعم أنها فتاة صغيرة ولكن جسدها مرسوم بدقة بالرغم من أرتدائها لملابس فضفاضة الا أنها كانت جميلة للغاية ، عيونها تكفي لأسر قلبة ، شعرها الطويل المنسدل ع كتفيها ، أبتسم فهد بدون أرادة ، خجلت شمس من نظراتة المتفحصة لها فقد ظل ينظر لها كثيرا بهيام فقالت بخجل
"صباح الخير"
عاد فهد لوعية وقال بصرامة
"صباح النور"
أخذ ملابسة سريعا ودخل للمرحاض كأنة يهرب منها ، جلست شمس ع الفراش وظلت تدعي ربها أن ينجيها ويقف معها ، في داخل المرحاض كان يقف فهد أمام المرآه ينظر لنفسة وصورتها لم تفارق خيالة فقال بغضب لنفسة
"فوق يا فهد البنت صغيرة ، أكيد مش هتحبها !"
سمع صوت داخله يقول
"وهي الصغيرة مش هتكبر يعني"
زفر فهد بضيق وقال
"دي مجرد فترة في حياتي وهتنتهي"
خرج فهد بعد مدة ليجدها تقف في الشرفة وتبكي رق قلبة عليها فذهب لها وقال
"بتعيطي ليه؟"
نظرت له نظرة تحمل كل معاني الحزن والغضب منه وذهبت للخارج تنهد فهد وتذكر عندما أخبرة والدة بزواجة
**فلاش باك**
"أنت هتتجوز يا فهد"
قال فهد بصدمة
"ايه!!"
"زي ما سمعت"
"ازاي يعني يا بابا و مين إلي هتجوزها ؟"
"بنت عادل ، الراجل ده يابني كان شغال معايا في الشركة وبعدين حسيت بحركة غريبة وطلع أنه بيتاجر بالأسحلة من خلال الشركة بتاعتنا ولو كان الموضوع أتعرف كنت أنا إلي هروح فيها ، فكرت كتير ازاي أنتقم منه فعرفت أنه عنده بنت أسمها شمس عندها 15 سنة وهو بيحبها فقررت أنها هتكون وسيلة للأنتقام يا فهد ، هتتجوزها وهنطلع عنيها وبعد كام شهر هنعملها فضيحة وتطلقها"
قال فهد بغضب
"أنا مش متجوز حد يا بابا مش علشان حضرتك تنتقم أنا البس ، وبعدين ده البت صغيرة"
قال مصطفي والده بلامبالاه
"هتتجوزها يا فهد والا أمشي من هنا بكره الصبح وأعتبر أنك ملكش عيلة من الأساس وقلبي وربي هيفضلوا غضبانين عليك ليوم للدين .... ها قولت ايه ؟"
قال فهد بغضب
"همشي يا بابا"
**عودة للوقت الحالي**
**فلاش باك**
كان فهد نائما ع الفراش في غرفة في أحد الفنادق وصدر رنين هاتفه ليجد فارس ، أجاب فهد قائلا
"الو يا فارس"
قال فارس بخوف
"فهد الحقني ماما في المستشفى و عايزة تشوفك بسرعة"
نهض فهد سريعا وذهب إليهم ، أوقفة والده ع باب غرفة والدتة في المشفي وقال ببرود
"مش هتدخل يا فهد"
قال فارس بصدمة
"ايه يا بابا ، ماما عايزة تشوفة"
قال مصطفي بلامبالاه
"مليش دعوة أنا قولتلة أنه ملهوش عيلة من يوم ما مشي"
قال فهد بخوف
"بابا لو سمحت عايزة أشوف ماما"
"هدخلك بشرط توافق أنك تتجوز شمس"
ضغط والده عليه فوافق فهد ليدخل لوالدته
**عودة للوقت الحالي**
وجدت شمس طرق ع الباب فذهبت وفتحت لتجد والدة فهد قائلة بغضب
"خير كل ده نوم لا من أنهاردة لازم تصحي بدري وتخرجي تحضري الفطار لينا قبل ما نقوم"
"فطار!"
"ايوة فطار ايه مبتعرفيش تطبخي؟"
"الدادة كانت هي إلي بتحضر الأكل"
أمسكت رجاء يدها بقوة وقالت
"لا يا حبيبتي من أنهاردة أنتِ إلي هتحضري الأكل وتنضفي البيت كل يوم"
تألمت شمس وقالت بخوف
"حاضر حاضر"
خرجت رجاء والدة فهد ووقفت شمس مكانها تمسك يدها بحزن أقترب منها فهد قائلا
"شمس"
قالت شمس ببكاء
"أبعد عني يا فهد"
خرجت شمس وتنهد فهد بحزن وخرج ورائها ، حضرت شمس طعام الأفطار بعد وقت طويل وأخرجتة لهم قائلة بأنكسار
"أتفضلوا"
جاءت شمس لتجلس لتقول رجاء بغضب
"أنتِ بتعملي ايه"
أنتفضت شمس وقالت
"هقعد أكل"
قالت رجاء بعصبية وغضب
"لا طبعا طول ما أحنا بناكل أنتِ هتفضلي واقفة وابقي كلي في المطبخ بعد ما نخلص"
قالت شمس بغضب تحاول أخفاءه
"بس أنا مرات أبنك مش خدامة"
قال مصطفي بهدوء
"تتكلمي عدل ما حماتك يا بت أنتِ وتسمعي كلامها وأسكتي بقي خلينا ناكل"
وقفت شمس تشعر بالأنكسار والذل وفجأة وجدت رجاء والده فهد تقذف الطعام في وجهها قائلة بأشمئزاز
"ايه القرف ده ، أمشي من قدامي ، الأكل طعمة وحش وشكله أوحش زيك"
ركضت شمس لغرفتها تبكي بشدة ، نهض فهد وذهب لها قائلا
"شمس أنتِ كويسة"
أبتسمت شمس أبتسامة حزينة وهي تبكي مزقت قلبة
"هبقي كويسة ازاي يعني يا فهد"
عندما رأي فهد عيونها الجذابة حمراء للغاية ووجهها ملئ بالدموع أقترب منها بدون وعي ووضع يد ع مؤخرة رأسها واليد الأخري ع خصرها وقربها منه ، خافت شمس ووضعت يدها ع صدره تبعده ولكنة دفنها بداخل حضنة ، شعرت شمس بالأمان فأجهشت في البكاء وهي تتعلق برقبتة قائلة
"طلقني يا فهد ، طلقني أرجوك"
حرك فهد يده ع شعرها بحنان وقال
"أنا أسف يا شمس"
أبتعدت شمس عنه وهي لا تعلم كيف أستجابت لعناقة هذا ، جففت شمس دموعها بسرعة وذهبت للمرحاض سريعا ، وقف فهد مندهش من فعلتة ، هل عانقها للتو ! داعب فهد خصلات شعره وتذكر عندما كانت بين أحضانة فأبتسم بهدوء لتظهر غمازتة الجذابة
يتبع..