رواية ملك عمري الفصل الثامن 8 بقلم سارة علي
المشهد الثامن
خرج جاسر من مكتبه وهو يكاد ينفجر من شدة الغضب .. ركب سيارته واخذ يقودها بسرعة كبيرة .. كلمات ريم تتردد داخل عقله فتزيد من غضبه وجنونه ..
كيف تخبر خالد بهذا ..؟! كيف تكشف لها سرهما ..؟!
ضغط بأنامله على مقود السيارة وهو يسب خالد وريم ويلعنهما .. فلولا وجودهما لكانت ملك ملكه منذ وقت طويل .. وما كان ليحدث كل هذا ..
اوقف سيارته امام بوابة القصر وهبط منها متجاهلا تحية حراس القصر .. دلف الى الداخل مسرعا وصعد الى الطابق العلوي متجاهلا نظرات والدته وسيلين المستغربة .. دلف الى غرفته ليجد ملك تبكي واختيه تجلسان بجانبها تواسيانها ..
رق قلبه لها وانجلى غضبه بسرعة حينما سمع صوت بكائها ورأى دموعها .. اللعنة انها تؤثر به وتجعله يقف كالمشلول امامها .. نظر الى اختيه وسألهما بصوت متحشرج :
" فيه ايه ..؟!"
وقفت زينة وهي تجيبه :
" معرفش يا ابيه .. احنا كنا جايين نتكلم معاها لقينا منهارة وبتعيط .."
اشار لهما كي يخرجها فخرجا تاركين ملك لوحدها معه .. رفعت عينيها الباكيتين نحوه فارتفعت نبضات قلبها بعنف لتزداد شهقات بكائها .. جلس بجانبها ومسح على ظهرها متسائلا بحنو :
" مالك يا حبيبتي ..؟! بتعيطي ليه ..؟!"
ثم لمس كف يدها برقة بالغة واكمل :
" حصل ايه يا ملك ..؟! بلاش تخوفيني عليكِ .."
وجدها تهتف بنبرة باكية وكأنها تحدث نفسها لا تحدثه كما فعلت في مواجهتهما صباح اليوم :
" تعرف انوا انا عندي 19 سنة دلوقتي .. "
نظر اليها بتعجب فأكملت :
" تعرف انوا خالد ابن عمي هو الوحيد طول السنين دي اللي قالي انوا معجب بيا وبيحبني .."
لا يعرف جاسر كيف سيطر على غضبه وقرر ان يستمع لها لتكمل هي بشرود :
" كان اول واحد يحسسني انوا بيحبني رغم كل حاجة .. اول واحد يعجب بيا .. اول واحد يشوفني من جوه .. كنا متفقين انوا هنتجوز بعد التخرج .. وعدني انوا هيسكن معانا بالفيلا عشان اراعي اخواتي واهتم بيهم .."
اكملت بدموع حارقة :
" لما اتجوزتك وعدته اني هفضل احبه واني مش تخليك تلمسني او تقرب مني .."
اغمض جاسر عينيه واعتصر قبضتي وهو يضغط على اعصابه بقوة عجيبه بينما استرسلت هي في حديثها قائلة :
" بس انا منفذتش الوعد ده يا جاسر .. انا خنت خالد .. ورجعت فوعدي ليه .."
سألها بعدم فهم :
" خنتيه ازاي يا ملك ..؟! احنا محصلش حاجة بينا .."
ردت ملك بوجع :
" الخيانة مش بالجسد بس يا جاسر .. الخيانة بالمشاعر كمان .. "
حاول ان يستوعب كلماتها ولأول مرة يجد نفسه غبيا في تفسير معنى كلام الشخص المقابل بينما اكملت هي بحشرجة :
" انا بعد كلام هبة معايا مقتنعتش باللي قالته .. قررت اعتمد على نفسي واسأل قلبي .. اشوفه هيرد عليا بإيه .. اتمنيت يقولي انوا هو بيحب خالد .. وانوا خالد الشخص الوحيد اللي حبيته .. بس هو مقالش كده .. تعرف قالي ايه ..؟! قالي انوا خالد عمره مكان الشخص اللي بحبه .. هو لا كان ولا هيكون حبيبي .. هبة كان معاها حق .. كل كلامها كان صح .."
نبض قلب جاسر بعنف ولم يستوعب ما يسمعه على لسانها .. لقد جاء ليعاقبها على افشائها سرهما لحبيبها فوجدها تخبره انها لا تحب خالد من الاساس ..
سألها وهو يمسكها من ذراعيها ويديرها نحوه محاولا التأكد مما سمعه :
" ملك انتي واعية للي بتقوليه ..؟! انتي مستوعبة كلامك ده ..؟!"
هزت رأسها والدموع اللاذعة تغطي وجهها بالكامل لتكمل بعد شهقات متتالية :
" انا خدعت خالد .. انا مبحبهوش .. "
ثم رمت نفسها بين احضانه وهي تهتف بنحيب :
" انا بحبك انت .. انا بحب جاسر .. "
لم يصدق جاسر ما سمعه ... شعر في تلك اللحظة انوا عاد مراهقا صغيرا يسمع كلمات الحب من حبيبته لأول مرة .. لم يشعر بنفسه الا وهو يشدد من احتضانها والاف الافكار تدور داخل عقله .. ما أرقه لليالي طويلة وتمناه كثيرا تحقق .. ملك بين يديه تعترف له بأنها تحبه ..
شعر بدموعها تبلل قميصه فأبعدها عنه واخذ ينظر الى وجهها الاحمر من شدة البكاء ليمسح دموعها بأنامله ويقول :
" انتي مش خاينة يا ملك .. المشاعر مش بإيدينا .. وانتي بالنهاية حبيتي الشخص اللي يبقى جوزك .. مش ذنبك انك اضطريتيني تتجوزيني .. ولا ذنبك انك حبيتيني .. واللي حصل ده احسن ليكي وليه .. احسن بكتير .. انتي كان ممكن تكتشفي ده بعد جوازك منه وساعتها كنتوا هتعيشوا بتعاسة .."
نظرت اليه وقالت :
" هبة قالت نفس الكلام بتاعك بالضبط .. بس انا مقتنعتش بيه .."
ابتسم وقال :
" هبة دي انا محتاج اشوفها واشكرها من هنا للصبح .."
ابتسمت وقالت :
" هي اللي خلتني اكتشف حبي ليك .. "
رد بضحك :
" لا ده انا هجيبها تعيش معانا .."
اغمضت عينيها قليلا وهي تبتسم بإنتعاش بينما اخذ هو يتأملها بعشق خالص ليجد جبينها يتغضن بعد لحظات والوجوم يسيطر على ملامحها ..
فتحت عينيها وهي تنظر له بضيق فتطلع اليها بعدم فهم لتقول :
" هي سيلين هتستقر هنا بجد .. ؟!"
زفر انفاسه براحة ورد :
" هسربهالك قريب .. متقلقيش .."
ردت بسخرية :
" تسربها ايه ..؟! هي فار .. ؟!"
ضحك بقوة وهو يجذبها نحوه محتضنا اياها ..
ثم ابعدها عنه بعد لحظات واخذ يتأملها بنظرات راغبة متعطشة ...
اخفضت رأسها خجلا وقد فهمت نظراته ليقترب منها ويخلع نظاراتها فنظرت اليه بعينيها البنتين الواسعتين ثم وجدته يفك شعرها الطويل لينسدل على جانبي وجهها .. ابتسم لها بجاذبية خفق قلبها لها ثم انحنى يقبل شفتيها ببطء لذيذ فتجاوبت معه هذه المرة بعفوية وبراءة اثارت جنونه .. ظل يقبلها برغبة شديدة حتى شعر بأنفاسها تتقطع ..
ابتعد عنها محاولا اخذ انفاسه ليجذبها من كف يدها ويتجه بها نحو السرير فهتفت بإعتراض خجول :
" خليني اخذ شاور الاول .."
رد معارضا اياها :
" عاوزك كده من غير اي حاجة .."
ثم اجلسها على السرير وعاد يقبلها من جديد بينما أنامله تعبث بأزرار قميصها تفتحه الواحد تلو الاخر وهي مستسلمة له كليا تحاول ان تبادله شغفه وجنونه الطاغي رغم خجلها وانعدام خبرتها ..
بعد فترة كان كلاهما مستلقيا على السرير وقلبه ينبض بعنف .. جاسر يشعر بالكمال لأول مرة .. شعور رائع لم يستوعبه بعد .. اخذ يسأل نفسه هل كل مرة معها ستكون بهذة الروعة ..؟! لقد شعر كأنه يلمس إمرأة لأول مرة وكأنه لم يعرف إمرأة من قبل ..
انا ملك فكان جسدها يرتعش بشدة وعيناها تنظران للسقف مشحونة بعاطفة غريبة .. التجربة كانت اروع مما تخيلت .. وبالرغم من انها بالكاد استطاعت التجاوب مع عاطفته الشديدة الا انها شعرت بكل شيء .. اضافة الى كلمات الحب والغزل التي القاها على مسامعها وجعلتها تغرق به اكثر واكثر .. لقد شعرت أنها أنثى بحق .. معه وبه اكتملت انوثتها ..
شعرت به يلمس وجنتها برقة فجذبت الغطاء جيدا حول جسدها العاري والتفتت نحوه تتأمله بإفتنان ليسألها بجدية :
" وجعتك ..؟!"
احمرت وجنتيها وهي تهز رأسها نفيا ليبتسم لها ويقترب منها مقبلا شفتيها برقة .. كان يرغب في تكرار التجربة لكن صغر سنها و نحافة جسدها منعته من هذا فهو يخاف الا تتحمل تكرار التجربة مرة اخرى في نفس الليلة ..
اخذ يمر بأنامله على ذراعها العلوي ليشعر بإرتجاف جسدها ..
" جاسر .."
" نعم .."
نظرت اليه وقالت :
" هو انا كنت هبلة مش كده ..؟!"
سألته بتوتر ليضحك وهو يقول :
" هبلة ازاي ..؟!"
اجابته ببراءة :
" مكنتش زي مانت حابب .. انا عارفة اني صغيرة ومش فاهمة حاجة .."
قاطعها بحب :
" انتي كنتي اروع مما تتخيلي .."
ابتسمت وهي تقول بشغل :
" بتجاملني انا عارفة .."
قرصها من انفها وقال :
" جاسر مبيعرفش يجامل .."
رن هاتفه فرفر انفاسه بضيق وهو يحمله ليجد زينة تتصل به فاجاب بهدوء :
" نعم ..؟!"
ارتبكت زينة وهي تسأله :
" ماما بتقول مش هتنزلوا تتعشوا ..؟!"
نظر الى ملك وسألها بخفوت :
" جعانة ..؟!"
هزت رأسها نفيا ليجيبها :
" لا مش عاوزين نتعشى .. احنا هنام خفيف .."
ابتسمت زينة بحرج وهي تغلق الهاتف بينما عاد جاسر الى ملك وقال :
" ملك .."
" نعم .."
سألها بجدية :
" هو فرق السن مش عاملك مشكلة خالص ..؟!"
ضحكت بمرح وقالت :
" فرق سن ايه بس .. فرق السن ده احلى حاجة .. اساسا كل الروايات اللي بقرأها البطل اكبر من البطلة بكتير .."
" طب بصيلي عشان بتكلم بجد .. انتي عارفة انا اكبر منك بكام سنة ..؟!"
أومأت برأسها وهي تقول بجدية :
"17 سنة .. بس اللي بيحب حد مش هيهمه لا فرق السن ولا الشكل ولا الحالة المادية ولا اي حاجة .. وانا بحبك كده لوحدك من غيرتي اعتبارات .. بحبك لذاتك وكنت هحبك حتى لو كنت اكبر مني بثلاثين سنة .."
ثم اكملت وعينيها تلمع بمكر :
" ثانيا فرق السن ده احسن ليا .."
رفع حاجبه متسائلا :
" ليه ان شاءالله ..؟!"
ردت بمرح :
" عشان انا مهما كبرت هفضل اصغر منك بكتير وبالتالي مش هتبص لغيري زي ما كل الرجالة بيعملوا لما زوجاتهم بيكبروا .."
رد بمكر :
" يا حبيتي اللي عاوز يبص بره هيبص حتى لو كان متجوز وحدك قد بنته .."
رمقته بنظرة حادة وقالت :
" يعني انت هتبص بره بكل الاحوال ..؟!"
جذبها نحو صدره وقال :
" انا مستحيل ابص بره مهما حصل .. لاني بحبك واللي بيحب وحدة مش بيشوف غيرها .."
........................................................................
حل الصباح عليهما ففتحت ملك عينيها لتجد جاسر ينظر لها بعذوبة .. ابتسمت له بحب فوجدته يقترب منها ويقبلها من وجنتيها برقة قبل ان ينحني نحو شفتيها ويقبلها مزيحا الغطاء عن جسدها مكررا تجربة الليلة الماضية بشغف اكبر ..
بعد فترة ابتعد عنها وهو يلهث بقوة بينما سحبت هي الغطاء تستر به جسدها قبل ان تهتف بخجل :
" انا عاوزة اخذ شاور .."
" طب قومي .."
نظرت له وقالت :
" طب ابعد وشك عشان هقوم وانت عارف اني مش لابسة حاجة .."
رد بخبث :
" وفيها ايه ..؟! منا شفت كل ده قبل كده .."
صرخت به بحرج :
" جاسر .."
كتم ضحكته بصعوبة وادار وجهه بعيدا عنه لتنهض مسرعة وتلتقط ملابسها وترتديها قبل ان تركض نحو الحمام ..
خرجت بعد فترة وهي ترتدي روب الاستحمام لتجد جاسر يجري اتصالا يخص العمل قبل ان يغلق الهاتف وينظر اليها بحب ثم يقترب منها ويقبلها من جبينها ويهمس لها :
" هاخد شاور ونغير هدومنا ونطلع نفطر بره .. فيه مطعم بيطل عالنيل هيعجبك اووي .."
ابتسمت له ثم اتجهت نحو الهاتف تعبث به ترسل رسالة لهبة تخبرها عما حدث .. بعثت لها برسالة مختصرة قبل ان يرن هاتفها باسم ريم .. ارتبكت كليا وهي تجيبها ليأتيها صوت ريم الغاضب :
" مبسوطة بعد ما سرقتي حبيب اختك .. مرتاحة دلوقتي يا ملك وانتي عايشة مع الرجل اللي اختك بتحبه .. ضميرك مرتاح وانتي عارفة اني بعشقه ومن زمان .. بس يا ترى جاسر يستاهل انك تخسري اختك الكبيرة عشانه .. يستاهل آنك تضحي بيا انا اختك عشانه هو .."
قالت كلماتها المسمومة ثم اغلقت الخط في وجهها لتظل كلماتها تتردد داخل اذن ملك التي ارتعش جسدها بالكامل واخذ قلبها يدق بقوة ..
ضغطت على عينيها كي لا تبكي ثم سارعت وغيرت ملابسها وارتدت نظارتها وعقدت شعرها دون حتى ان تسرحه ..
وجدت جاسر يخرج من الحمام وهو يحيط خصره بالمنشفة ليهتف بتعجب :
" جهزتي بسرعة .. ثواني واجهز .."
" انا هروح بيتنا .."
سألها مستغربا :
" بيت مين ..؟!"
ردت بجدية :
" بيت بابا .. وهستني ورقة الطلاق .."
تطلع اليها بعدم فهم وعندما وجد الجمود واضح على ملامحها سألها بعدم تصديق :
" ملك انتي بتقولي ايه ..؟! طلاق مين ..؟!"
ردت بقوة :
" طلاقنا .. احنه مننفعش لبعض يا جاسر .."
حاول ان يقترب منها ويلمسها لكنها ترجته بدموع :
" متقربش ارجوك .. انا خدت قراري خلاص .. احنه لازم تتطلق .."
سألها بصوت متحشرج :
" انتي واعية للي بتطلبي ..؟! ملك انا جاسر .. فيه ايه ..؟! احنه كنا من شوية مبسوطين وهنخرج سوا .. طلاق ايه اللي خطر على بالك ..؟!"
اجابته وهي تمسح دموعها :
" ده قراري النهائي وارجوك متضغطش عليا .."
ثم حملت حقيبتها وهاتفها وركضت مسرعة خارج الغرفة ..
...............................................................
دلفت ملك الى منزل والدها لتجد والدها في وجهها فركضت نحوه والدموع تغطي عينيها .. احتضنها وهو يسألها بقلق :
" مالك يا حبيبتي ..؟! بتعيطي ايه ..؟!"
اجابته بجدية :
" انا قررت اني اطلق من جاسر .."
ثم اردفت وهي تتجه نحو الطابق العلوي :
" انا هروح اوضتي ومش عاوزة اشوف حد .. وارجوك لمًا جاسر يجي خليه يطلقني بهدوء .. انا مش حابه اشوفه ولا اشوف اي حد .."
ثم اتجهت نحو غرفتها لتبكي هناك كما تشاء ..
جلس الاب على الكنبة يفكر فيما يحدث ليجد جاسر يلج اليه بعد لحظات وهو يهتف بقلق :
" فين ملك يا حامد بيه ..؟؟"
رد حامد بهدوء :
" ملك فأوضتها ورافضة تشوف اي حد .. وكمان عاوزة تطلق .."
رد جاسر بقوة :
" انا مش هطلقها .. ملك ملكي ومستحيل اسيبها .."
رد حامد بحيرة :
" بس ده كان اتفاقنا من الاول يا جاسر .. كام شهر وتطلقها .."
رد جاسر بجدية :
" الاتفاق ده اتلغى خلاص .. انا بحبها وهي بتحبني ومستحيل اتخلى عنها .."
ثم اكمل بتنهيدة :
"انا هسيبها كام يوم ترتاح هنا .. بس لازم تفهمها اني متمسك بيها ومش هتخلى عنها وهتفضل مراتي لاخر يوم فعمري .."
هم بالخروج ليجد ريم امامه ويبدو انها استمعت الى كلماته الاخيرة تنظر اليه بحقد ليطالعها بلا مبالاة ويرحل ..
......................................................
مساءا ..
كانت ملك تجلس في غرفتها وهي تبكي بصمت .. وجدت ريم تدلف الى الداخل وهي تسألها بضيق :
" هديتي ..؟!"
تأملتها ملك بكره لتكمل ريم وهي تجلس بجانبها :
" جاسر رفض يطلقك .. بس انا عاوزاكي تجبريه على ده .."
تطلعت اليها ملك بنفور لتكمل ريم :
" ده عشانا احنا الاتنين .. عشان منسمحش لرجل يدمر علاقتنا .."
ثم اكملت بمكر :
" مش هنخسر بعض عشان جاسر يا ملك .. صح ..؟!"
ثم اكملت بخبث :
" انتي هتقولي لجاسر انك عاوزة تتطلقي بسرعة عشان تتجوزي خالد لانك بتحبيه من زمان ودي امنية حياتك .."
رمقتها ملك بنظرات كارهة بينما فوجئت ريم بوالدها يدخل الى الداخل وهو يهتف :
" إياكِ يا ملك تعملي كده ..؟! جاسر بيحبك متخسريهوش .."
نهضت ريم من مكانها وقالت :
" انت بتقول كده يا بابا ..؟! عاوزها تتجوز الراجل اللي انا بحبه ..؟!"
رد حامد بجمود :
" انتي عاوزاها تخسر جوزها اللي بيحبها عشان انانيتك .. انتي فاكرة انا مش عارف انتي بتخططي لإيه ..؟! عاوزة جاسر يطلق ملك عشان ترجعي تلفي حواليه ويتجوزك .. انا مش فاهم انتي ازاي قادرة تكوني بالحقارة دي .. ؟! ازاي ..؟!"
صرخت ريم :
" انا ..؟! انا الحقيرة ..؟! وبنتك اللي سرقت خطيبي مني تبقى ايه ..؟! طبعا مهي دايما الملاك .. العفيفة اللي مبتغلطش .. اما ريم الوحشة اللي معندهاش قلب ولا ضمير .. بس لا المرة دي مش هسمحلها تاخذ جاسر مني .. هي خدت حبكوا انت وماما .. خدت اهتمامكم ... بس مش هسمحلها تاخذ جاسر مني .."
التفتت نحو ملك وصرحت بغل :
" جاسر ليا يا ملك .. مش هسمحلك تاخديه .. انتي فاهمة ..؟! انا مستعدة اقتلك .. اقتلك واخلص منك ولا انك تاخديه مني .."
جذبها والدها من ذراعها وصفعها بقوة لتنظر اليه بصدمة قبل ان تصيح بجنون :
" انا بكرهك .. طول عمري بكرهك ..عمري محبيتك .. دايما شايفني مش مسؤولة .. دايما كارهني .. انا بكرهك .. بكرهك وعايزاك تموت .."
وضع حامد يده على قلبه وهو يشعر بألم شديد في صدره .. تطلعت اليه ملك برعب حتى وجدته يسقط ارضا امامها وهو يصرخ بقوة ..
يتبع
التاسع من هنا