رواية جوازة بدل الفصل الثالث 3 بقلم سعاد محمد سلامة
الثالثه
ــــــــــــ
صباح اليوم
بمنزل سهر،بالدور الثانى،بشقة عمها.
دخل عبد الحميد الى غرفة النوم،وهو ينشف،وجهه،وشعره بمنشفه صغيره،
نهضت هيام التى كانت جالسه تنتظره،وتحدثت قائله:
عبدو،فى موضوع كده،كان وائل كلمنى فيه من يومين،وكنت عاوزه أقولك عليه،بس لازم تعرف أن الى يهمنى،سعادة أبننا قبل أى شئ تانى.
رد عبد الحميد:خير،أيه لازمتها المقدمه الطويله دى،أدخلى فى الموضوع مباشر.
ردت هيام:بصراحه كده،وائل عاوز يخطب.
أبتسم عبد الحميد قائلاً:طب وماله،ولازمتها أيه بقى المقدمه الى قولتيها،وائل عروسته موجوده،جمال،أدب،وأخلاق،مش هنلاقى،أحلى من،،،سهر.
ردت هيام بتأفف:سهر مين،الى بتقول عليها،وائل عاوز واحده تانيه،ومن الآخر كده بيحبها،أنما سهر،زى أخته،كلام حماتى،أن وائل ل سهر،ده كلام قديم،معدش النهارده شاب أهله الى بيختاروا له عروسته،وهو خلاص أختار له عروسه،حسب أيه ونسب أيه،أدعى أنها تكون من نصيبه.
تفاجئ عبد الحميد قائلاً:ومين دى كمان الى أختارها أبنك،وأحسن من سهر بنت أخويا فى أيه؟
ردت هيام:هى من جهة أحسن من سهر،فهى أحسن فى كل حاجه،دى مفيش مقارنه بينها،وبين سهر،عارف
سليمان زايد عنده،بنت أسمها غدير،هى دى الى أختارها،وائل.
تبسم عبد الحميد بسخريه يقول:بتقولى بنت مين،سليمان زايد،ودى بقى الى هتوافق على أبنك،هو ميعرفش هى بنت مين،ولا مسطول،وأنتى طاوعتيه؟
ردت هيام:لأ أبنى مش مسطول،هو واثق،أنهم هيوافقوا،هو مطمن ومالى أيده،من البنت،هو أكدلى كده،وبعدين ماله أبنك أنت مستقل منه،وناسى انه خريج،هندسه،يعنى بشمهندس.
ضحك عبدالحميد بسخريه يقول:فى زمانا ده بيقولى،لسمكرى العربيات الجاهل،يا بشمهندس،وبعدين أبنك خريج الهندسه،بيشتغل أيه ما فى شركة صيانه،ولو مش عمه منير،هو الى كلم واحد صاحبه،وأتوسط ل وائل كان زمانه عاطل عن الشغل،زى بقية زملاؤه،أنصحى أبنك،يبص على قده،سليمان زايد هيرضى بيه على أيه،عالشقه الى فى الدور التالت،الشقه دى بالنسبه لهم بس مدخل البيت الى هما عايشين فيه،بلاش تكسفى نفسك.
ردت هيام:أنت كده دايماً،تقطمنى،أحنا مش هنخسر حاجه،ويمكن تكون البنت نصيبه،ويعنى هو سليمان زايد،كانوا فى الغنى ده من أمتى،السبب فى غناهم ده،أبن أخوه،عمار،الى جازف،وباع كم قيراط أرض زراعيه هنا قريبه فى المنصوره ،وأشترى أرض،فى منطقه صحراويه،ميجيش بنص تمن الأرض الى باعها،وأستصلح الأرض بالنص التانى،وربنا فتحها عليهم،بعدها، بقوا بيتاجروا،فى الأراضى،غير الكم مزرعه الى بقت عندهم،وكمان ما بنت سليمان الكبيره،متجوزه،محامى على قده،وعايشه معاه فى بيت أمه،الى واخد أوضه من شقة أمه عاملها مكتب، أنتى بس أنوى الخير، وانا إحساسى، أنهم هيوافقوا، أنا عارفه أنك كان نفسك فى سهر، بس أبنك مش رايدها، يمكن كده أحسن لهم الأتنين، وربنا يرزق سهر بواحد غير إبنى، وبصراحه كده، أنا مش مياله ل سهر، دى دلوعه، ومبتعرفش تعمل حاجه من شغل البيت.
رد عبد الحميد: والله براحتك أنتى وأبنك، بس أفتكرى أنى حذرتك، خلينا ألبس علشان ألحق أروح شُغلى.
أبتسمت هيام قائله: لبسك عالسرير أهو، بعد شويه، أبقى أنزل لحماتى أقولها علشان تجى معايا، عند بيت زايد، لازم تكون معايا قدام النسوان هناك.
رد عبد الحميد: أمى أكيد هتزعل، لما تعرف، دى أمنية حياتها، تشوف وائل بتجوز سهر، بس كل شئ نصيب، ربنا يسهل للجميع نصيبه.
......... ــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
بشقة خديجه.
خرج عمار، من الغرفه الخاصه، به وجد خديجه، تجلس جوار أبنها، أحمد بالصاله،تذاكر له
تبسم لهم قائلاً: صباح الخير، أيه، البطل عنده أمتحان، النهارده ولا أيه؟
ردت خديجه عليه الصباح، ثم قالت: أه النهارده أول يوم فى أمتحانات نص السنه، وبراجعله،قبل ما يروح الأمتحان،بس أياكش يركز فى الأمتحان،عقله كله فى اللعب،وبس.
تبسم عمار،ووضع يدهُ على كتف،أحمد قائلاً:
أيه يا بطل،ركز شويه،واللعب مش هيطير،وليك عندى مفاجأه لو جبت درجات حلوه فى أمتحانات نص السنه.
فرح أحمد كثيراً:بجد يا عمار،قولى أيه هى المفاجأة.
تبسم عمار،وقبل أن يرد،تحدثت خديجه،بتعنيف قائله:قولتلك قبل كده بلاش تقوله،يا عمار،قوله يا أبيه عمار،هو أكبر منك،ولازم تحترمه.
تبسم عمار قائلاً:سبيه يا خديجه يقول الى هو عاوزه، أنا وأحمد أصدقاء،صح يا بطل،يلا خلص مذاكره مش هعطلك، هنزل أفطر مع العيله تحت، ومره تانيه ركز، علشان المفاجأه ها.
أماء أحمد له رأسه بتصميم، بينما قالت خديجه: عمار كنت عاوزه أتكلم معاك فى موضوع كده.
رد عمار: خير، قولى لى أيه هو الموضوع ده.؟
ردت خديجه: لأ الموضوع مش هينفع عالواقف كده، لازم نكون قاعدين مع بعض، ونتكلم على رواق وبتفاهم.
رد عمار: تمام لما أرجع بالليل نتكلم على رواقه ، يلا سلام، أشوفك المسا.
.........
بشقة، سليمان.
ردت غدير على الهاتف ، قائله: يعنى،مامتك هتيجى النهارده علشان تطلب أيدى.
رد وائل ببسمه:أيوا،هى قالتلى كلمت بابا،ومعترضش،زى ما كانت متوقعه،وبعد شويه هتنزل تكلم جدتى،آمنه،وعلى بعد الضهر كده،هتيجى عندكم،أنا كلمتك علشان بقالك يومين،بتردى عليا،بضيق،ومفكره أنى،خايف أتقدملك،وعندك شك أنى بحبك.
ردت غدير:وائل،أنا لو عندى شك فيك،مكنتش قولتلك أتقدملى،وبعدين،دلوقتي أدعى،أن ماما بابا،وعمى، يوافقوا عليك،لأنى خايفه من رد فعل ماما قوى.
تحدث وائل بربكه قائلاً:قصدك أنهم ممكن يرفضونى.
ردت غدير:معرفش،أنا عارفه،ماما نفسها أنى أتجوز من عمار أبن عمى،وبصراحه،أنا مش عاوزاه،وكمان أنا مش فى دماغه.
ردوائل:يعنى لو كنتى فى دماغه،وأتقدملك كنتى هتوافقى عليه؟
رد غدير سريعاً:طبعاً لأ،عمار،شخصيه قويه أكتر من الازم،وصعب التفاهم معاه،أنا معرفش خديجه عايشه معاه ومستحمله،شخصيته دى أزاى،وكمان أنت عارف حقيقة مشاعرى ناحيتك
أبتسم وائل قائلاً:وكمان تأكدي من مشاعرى أتجاهك،يا غدير،أنا بحبك،ومهمنيش غيرك،ومش عاوزك تفقدى الثقه فى حبى ليكى.
..........ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل صلاة الظهر بقليل.
بمنزل سهر
لم يكن أحد موجود بالمنزل كله سوى
هيام،وآمنه،التى
كانت تجلس على فراشها،تسبح،تنتظر أذان صلاة الظهر، حين سمعت جرس الشقه، نضهت من على الفراش، ذهبت تفتح الباب.
تبسمت بتلقائيه،وهى ترى أمامها هيام،ثم قالت:تعالى،أدخلى يا هيام،أنا كنت لسه هنادى عليكى،عاوزكى فى موضوع مهم.
دخلت هيام الى الشقه،وأغلقت خلفها الباب قائله:أما أقفل الباب الجو النهارده برد قوى،وشكلها كده،ناويه تمطر،يلا الشتا خير،أنا كمان كنت عاوزه أقولك،على خبر،هيفرحك.
بعد ثوانى،جلستا الأثنان بغرفة المعيشه،تحدثت هيام:قولى لى بقى الموضوع المهم،الى كنتى هتنادينى علشانه؟
ردت آمنه:لأ قوليلى أنتى الخير الى هيفرحنى،وبعدها أقولك عالموضوع الى عندى.
أبتسمت هيام قائله:وائل ناوى خلاص يُخطب.
للحظات أنشرح قلب آمنه وأبتسمت،لكن لم يدوم ذالك،حين قالت هيام:
أنتى عارفه شباب اليومين دول،محدش بيختار،لهم عرايسهم،هما الى بيختاروا لنفسهم،والله هو الى أختار عروسته،وأنا مقدرش أقوله لأ دى حياته،هو،وعروسته،بنت ناس محترمين ولهم سمعتهم فى البلد،توقفت هيام للحظه،ثم أكملت برياء:أنا كان نفسى تكون سهر هى الى من قسمته،وحتى حاولت معاه،بس هو قالى،دى الى قلبه أختارها،وبعدين سهر،،،،
قاطعتها آمنه،بعد أن فهمت أنها تقصد أخرى غير سهر،وقالت:
هو الى خسران سهر،مفيش منها،وربنا هيرزقها،بالأحسن منه،بس هى مين الى هو أختارها،من هنا من البلد.
ردت هيام برياء:طبعاً،هو الخسران هى سهر كانت تتفات،بس نقول أيه النصيب،وأه العروسه هنا من البلد،تبقى بنت سليمان،زايد.
نظرت آمنه لها بأندهاش قائله:سليمان زايد،وده هيرضى بأبنك،على أيه؟
تضايقت هيام قائله:وميرضاش ليه ابنى معاه شهاده عاليه،ومهندس،عيلة زايد دى كلها مفيهاش مهندس،حتى عمار،نفسه يادوب معاه دبلوم تجاره،ولا علشان الفلوس،الفلوس مش كل حاجه،عالعموم،أنا كنت جايه أقولك علشان تجى معايا،بعد صلاة الضهر،نروح لهم ونشوف،ردهم،الى أنا واثقه أنهم ما هيصدقوا،هتشوفى يا حماتى.
ردت آمنه:وماله هصلى الضهر،و هاجى معاكى،وأتمنى،ميكسفوناش.
ردت هيام:لأ أطمنى هطلع أنا أغير هدومى دى وألبس على ما تصلى،وبعدها نروح.
قالت هيام هءا ونهضت تاركه،آمنه،لا تعرف سبب،خفقان قلبها،على سهر،لكن سمعت آذان الظهر الى أن أنتهى،فقامت تؤدى الصلاه، وترفع يديها، بالدعاء، بالخير، لأبنائها، وأحفادها.
............ ـــــــــــــــــــــ
بعد وقت
بمنزل زايد
دخلن كل من آمنه، وهيام من تلك البوابه الكبيره،وساروا عبرذالك الفناء الكبير، المؤدى الى باب المنزل الداخلى،
تبسمت هيام بأطمئنان حين رفعت وجهها،ورأت تلك الواقفه بأحد شُرفات المنزل الضخم والفخم،فيبدوا،أن حديث،ولدها صحيح،وأنه واثق من قبول،تلك الفتاه به
أثناء سيرهن
كان هنالك بضع درجات لسُلم قبل الباب، صعدت هيام،وتركت آمنه
، لكن تحدثت آمنه:
أمسكى أيدى يا هيام على ما أطلع السلم،
نزلت هيام بتأفف،فى نفسها،ولكن قبل أن تُمسك بيد آمنه،كانت يد أخرى تُمسك يدها،قائلاً:هاتى أيدك يا حجه.
نظرت آمنه لتلك اليد التى أمسكت يدها ثم نظرت الى وجه صاحبها،لا تعرف،سبب ذالك الأحساس التى شعرت به،أحاسيس متضاربه،بين ود ونفور،تمعنت بوجهه،ربما رأته كثيراً قبل ذالك،لكن لأول مره تتأمله،هو صاحب ملامح صارمه،للحظه تبسمت له قائله:شكراً كتر خيرك يا أبنى.
فى ذالك الحين نظرت هيام له دون حديث،وأمسكت يد آمنه الأخرى،الى أن صعدا،درجات السلم،ووقفن أمام الباب.
ترك يدها وفتح باب المنزل قائلاً: أتفضلى،يا حجه قال هذا وأدخلهن الى غرفة الضيوف ثم عاود حديثه قائلاً:،عاوزين مين؟
ردت هيام:أحنا جاين للحجه فريال عاوزنها فى طلب خاص،رغم أن هيام تعلم من هو لكن أستغرقت عليه قائله:بس أنت مين؟
رد عليها قائلاً:أنا عمار زايد،أتفضلوا،أرتاحوا هنادى لمرات عمى،عن أذنكم.
خرج عمار،وتركهن،يجلسن بالغرفة،تحدثت هيام بأنبهار، قائله: البيت من بره غير من جوه خالص، أنا كان نفسى أدخل البيت ده من زمان، وأهو، ربنا حققلى أمنيتى.
نظرت لها آمنه بسخريه تقول: مش كل الى بيلمع بيبقى دهب، يا هيام، أستنى أما نشوف، مقابلة فريال، ونشوف كمان ردهم على طلبك، يمكن الى أنتى مبهوره بيه ده يكون هو سبب ويرفضوا أبنك.
نظرت لها هيام بغضب قائله: ويرفضوه ليه، هتشوفى يا حماتى، مش بعيد تدينا الرد بالقبول، وكفايه كلام بقى لأحسن فريال، ومعاها حكمت داخلين أهم.
صمت الاثنتان، حين دخول حكمت وفريال
وقفت هيام، بينما آمنه، ظلت جالسه، وقالت بذوق: القومه لكم بس معليشى، سنى بقى.
رحبت بهن حكمت قائله: نورتونا، أهلاً وسهلاً، يا حاجه آمنه، أنا عارفاكى، من زمان كنتى صاحبة المرحومه أمى، ربنا يديكى الصحه.
ردت آمنه: تسلمى، يا بنتى.
جلست الأربع نساء بعد الترحيب بينهم،
نظرت هيام، لأمنه لتتحدث فقالت:
أكيد مستغربين سبب مجيتنا النهارده، عندكم، بدون إذن، بس أحنا جاين فى طلب عندكم، أحنا سمعنا عن أدب، وأخلاق، بنتكم إسمها، إسمها؟
ردت هيام سريعاً: غدير، معليشى حماتى نسيت الأسم، أحنا جاين نطلب أيدها لابنى البشمهندس وائل.
نظرت كل من حكمت وفريال لبعضهن، بتفاجؤ، صمتت حكمت
بينما تحدثت فريال قائله بعجرفه قليلاً:
طلبك غالى عندى، بس بصراحه مفيش نصيب.
أنصدمت هيام، وقبل أن تسأل عن السبب تحدثت حكمت: بصراحه، كنا نتمنى نسبكم، بس غدير فى حد تانى متكلم عليها، وخلاص هى وافقت عليه.
تضايقت هيام بشده، ونهضت واقفه قائله: مبروك مفيش نصيب نستأذن أحنا، يلا حماتى، متشكرين على كرم الضيافه.
قالت هيام هذا،ومدت يدها ل آمنه،وأمسكت يدها،آمنه،التى،رغم فرحها برفض،طلبهن،لكن شعرت بالأحراج قليلاً.
...............................
بينما بمنزل سهر
دلفت نوال الى داخل الشقه،وبيدها بعض الأكياس،دخلت بها مباشرةً،الى المطبخ،أنصدمت مما رأته،به
أطباق بها يقايا طعام،وأيضاً،بعض أوانى الطبخ غير مغطاه،وكذالك كاتل الشاى،بالكهرباء،وباب الثلاجه مفتوح،أغتاظت بشده،وعلمت من فعل هذا،لااابد أنها الحيوانه سهر
كما نادت عليها،لكن لم ترد،عليها مما ضايقها أكثر
تركت نوال المطبخ،وذهبت الئ غرفة سهر،وجدتها نائمه،كالملاك،أغتاظت أكتر،وقالت بعلو صوتها:
أصحى،يا حيوانه،أصحى،لأحط المخده على وشك أكتم نفسك وأرتاح منك.
صحوت سهر فزعه،تقول:ماما فى أيه،بتصحيني،بالطريقه دى ليه؟
ردت نوال بغيظ:وعاوزانى أصحكى ازاى،على صوت البيانو،ولا على زقزقة العصافير،أطلبى،وأتمنى،والخدامه الى جايبهالك باباكى تنفذ طلباتك.
شعرت سهر بسخرية والداتها فنزلت من على الفراش ،وقالت:فى أيه يا ماما،بتكلمينى كده ليه،أنا عملت أيه؟
أمسكت نوال،سهر من شعرها،بقوه قائله:قوليلى معملتيش أيه،الفوضى الى فى المطبخ دى مين سببها،وكاتل الشاى الى فى فيشة الكهربا، والميه نشفت منه وكمان شايفه الطقس مش مضمون وممكن الدنيا تمطر،مطلعتيش ليه تلمى الغسيل من عالبلكونه.
ردت سهر وهى تُسلك شعرها من يد نوال:أي،شعرى يا ماما هيتسلت فى أيدك،وبعدين،أنتى مقولتليش ألملك الغسيل،والمطبخ أنا لما جيت من المنصوره كنت جعانه،وجيت ملقتش تيتا،هنا فغرفت لنفسى،وأكلت،والكاتل،يمكن نسيت أحط فيه ميه،ودخلت لهنا،وسُهى عليا ونعست.
ردت نوال،بتكرار:سُهى عليكى،ونعستى،أفرض الكاتل فرقع،وولع فى البيت،قوليلى أمتى هتتعلمى،الى فى سنك فتحوا بيوت،وفى منهم بقوا أمهات،وأنتى لغاية دلوقتي معتمده على غيرك،أنا خلاص جبت أخرى منك،أقولك أنتى مش بنتى أنا لقياكى فى الشارع.
نظرت لها سهر،وقالت:أهو ده الكذب بعنيه بقى،أنا شبهك،أصلاً،لون عنيا بنى نفس لون عنيكى،وكمان شعرى بنى زى شعرك،بس أنتى،شعرك فى خُصلات بيضا،أنما أنا شعرى كله بنى محروق.
ردت نوال بضيق قائله:دا انا الى هحرقك،لو مغورتيش من وشى،الساعه دى.
نظرت لها سهر قائله:أنتى بتطردينى،لأ أنا كرامتى متسمحليش أسكت،أنا هسيبلك الشقه،وأبقى بقى لما بابا يسأل عنى قولى له،راحت فين،وعارفه هيجى يوم وتقولى لى أسف عالبعد الجارح،ويسامحك قلبى المجروح ما هو بيحب يسامح.
رغم ضيق نوال منها لكن أخفت بسمتها قائله:أنتى هتغنيلى،غورى من وشى،مش بتقولى هتسيبى الشقه،يلا بالسلامه.
نظرت سهر لها،دون حديث،وتوجهت الى دولاب ملابسها،ووضعت بعض الثياب،بحقيبه صغيره،ثم أخرجت أيسدال وارتدته،فوق منامتها،ونظرت لها قائله:أنا ماشيه أهو وأبقى بقى أتصرفى مع بابا وتيتا،لما يجوا،ويسألوا عنى،وأعملى حسابك،أنا مش راجعه هنا غير لما تجى بنفسك تصالحيني،مش هعمل زى كل مره وأجى لوحدى من عند تيتا يسريه.
أخفت نوال بسمتها، وقالت لها، نزلى قططك، الى على راسك الاول، والبسى الطرحه، وبراحتك، خالص، أنا هرتاح منك.
أنزلت سهر، شعرها، قائله: أنا عارفه ليه بتتغاظى من القطتين الى فى شعرى علشان انا شعرى مفيش فيه خصلات بيضا، زيك، أنا ماشيه.
صمتت نوال
عادت سهر كلمتها: أنا ماشيه.
مازالت نوال صامته تُخفى بسمتها.
تضايقت سهر، وخرجت من الشقه.
بينما أتصلت نوال على والداتها، بعد الترحيب بينهم، قالت لها:
ماما، سهر غضبانه، وجايه لعندك.
تبسمت يسريه قائله: وغضبانه ليه المره دى.؟
سردت لها نوال ما حدث قبل دقائق.
ضحكت يسريه قائله: وعلشان كده سابت البيت ليه مصلحتهاش؟
ردت نوال: أنا زهقت يا ماما، دى مفيش حاجه فى دماغها غير القاعده قدام الابتوب، والنوم، وبتذاكر بمزاجها، ومفيش شغلانه فى البيت بتعملها، أنا هصورلك شكل المطبخ، وابعتلك الصور، وأحكمى بنفسك.
ضحكت يسريه قائله: طولى، بالك بكره تتعلم، أختك نشوى كانت كده، وأهى مع جوزها فى البحر الأحمر، بتشتغل هناك، غير، بقت ست بيت كمان، بس كويس أهى تجى تقعد معايا يومين تونسنى، مش هقولها أنك أتصلتى عليا.
تبسمت نوال قائله: مفيش وجه مقارنه بينها وبين نشوى، على الأقل نشوى كانت بتحاول تتعلم دى مش فى دماغها حاجه،وزمنها فى السكه، هتفضل طول السكه، ساكته ولا فى دماغها، وتجى لحد قدام البيت عندك، وترسم دمعتين علشان تطيبى خاطرها، بكلمتين.
ضحكت يسريه قائله: علشان تعرفى سهر قلبها طيب، بس الدنيا بتمطر، يارب توصل قبل المطره تزيد.
قالت نوال:أما توصل أبقى،رنى عليا يا ماما علشان أطمن عليها.
ردت يسريه:طيب بالسلامه
أغلقت نوال الهاتف،تتنهد بزهق من أفعال سهر الغير مسؤله.
بينما سهر،بالطريق
بدأت السماء تُمطر،فأجتنبت تحت الشُرفات،أحتمائاً من المطر،لكن
كان هناك من يسير،تحت الشُرفات هو الأخر يحتمى من المطر،وبنفس الطريقه السابقه،كادت تنزلق قدمها،فأمسك يدها
لكن هذه المره تلاقت عيناهم.
بسرعه أخفضت سهر وجهها،وسحبت يدها،من يده،وقالت نفس الكلمتين:أنا أسفه شكراً،ثم تركته وسارت بطريقها.
بينما تبسم عمار،رغم أنها كانت ترتدى،قفازات بيدها،لكن شعر،ببردوة الطقس
بجسده،حين سحبت يدها من يدهُ،لرابع مره يراها،وكل مره تحاول لفت نظره،من تكون،لن يترك هذه المره قبل أن يعرف من تكون،وبالفعل،بدل أن يسير،بطريقه،تتبعها.
بينما سهر،سارت بطريقها،الى أن وصلت أمام منزل جدتها،فنزلت بمنتصف الشارع،ووقفت تحت المطره لدقائق معدوده،ثم،ذهبت الى باب منزل جدتها،وطرقت عليه.
فتحت لها جدتها سريعاً،ونظرت لها تدعى أنها لا تعرف شئ،وقالت لها،سهر،حبيبتى،تعالى أدخلى بسرعه من البرد والمطر،أيه الى خرجك فى الطقس ده.؟
مثلت سهر الدموع قائله:يرضيكى،يا تيتا،ماما طردتني من الشقه والدنيا بتمطر،ومصعبتش عليها.
أخفت جدتها بسمتها قائله: لأ ملهاش حق،تعالى أدخلى،بسرعه،وأنا هتصل عليها،أقولها كلمتين،أزاى تعمل كده.
ردت سهر:لأ متتصليش عليها،يا تيتا،أنا مش عاوزها تعرف أنا فين،علشان تفصل تعذب ضميرها،ومستحيل،أرجع الشقه تانى قبل ما تجى هى بنفسها،وتصالحينى،مش زى كل مره.
تبسمت يسريه بحنان:أيوه يا حبيبتى،أقعدى معايا،ومتزعليش نفسك،بس يلا أدخلى،وأقلعى الهدوم المبلوله دى،لا تبردى.
دخلت سهر،وأغلقت خلفها الباب.
بينما عمار،تبسم،أخيراً عرف منزلها،أنه قريب من منزل صديقه يوسف.
.............ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل سهر
بشقة عمها مساءً
تحدثت هيام ل وائل بغيظ وضيق وتهجم،قائله:الوليه فريال،كسفتتى،كأنى كنت،رايحه أشحت منها،لأ والى يغيظ أكتر،كل ده حصل قدام جدتك،وفرحت قوى،صحيح مظهرش على وشها،وعملت نفسها زعلانه قدامى،بس أنا متأكده انها أنبسطت ما هى نفسها أنك تتجوز سهر بنت عمك،والرفض ده جه على هواها،دى الى قولتلى مالى أيدك من موافقتهم.
شعر وائل بالضيق قائلاً:فعلاً أنا كنت مالى أيدى من غدير،نفسها،بس هدى نفسك،شويه،وأحكى ليا على الى حصل بالتفصيل.
سردت هيام له ما حدث،ورفض فريال،قولها أن هناك أخر،متقدم ل غدير،وهى وافقت عليه.
تعجب قائلاً:أم غدير،قالتلك كده،غريبه،بس معليشى،متزعليش،يا ماما،عن أذنك.
تعجبت هيام قائله:مزعلشى أنا هطق من الغيظ،ربنا يرزقك بالأحسن منها هى أمها مفكره أن الى خلق بنتها مخلقش غيرها،بكره هى الى تندم،والله دى سهر أحلى من بنتها ألف مره.
رد وائل:مالوش لازمه الكلام ده عن أذنك يا ماما.
قال وائل هذا،وغادر الغرفه،وتركها،وذهب الى غرفته،وفتح هاتفه،وقام بالأتصال على غدير،التى،ردت عليه سريعاً:
تحدث وائل بتهجم:أكيد عرفتى،الى حصل،ورفض مامتك،المباشر،حتى من غير ما تقول زى الناس أدونا يومين ونفكر،وبعدها ترفض،لأ رفضت مباشر،وصغرت ماما قدام جدتى.
ردت غدير بدموع قائله:هى ماما كده طريقتها كده،بس أنا مش هسكت وهتشوف،وأعتذر من مامتك،بالنيابه عنى،وسيبنى يومين كده،وهرجع أتصل عليك،على ما أشوف طريقه نتقابل فيها.
سلام
أغلقت غدير الهاتف ورمته على الفراش،بعصبيه كبيره وخرحت من غرفتها وذهبت الى غرفة والداتها،ودخلت دون أستئذان قائله:
ماما أنا أتقدملى عريس النهارده ليه رفضتيه قبل ما تسألوا عنه،مش يمكن أنسان محترم.
ردت فريال قائله:مين الى أنسان محترم،وعرفتى منين أن أتقدملك عريس أيه كنتى بتتصنتى،ولا خديجه الى قالتلك؟
ردت غدير.بتعلثم:لأ مش خديجه الى قالتلى،أساساً خديجه طول اليوم منزلتش من شقتها،بتذاكر لأبنها بيمتحن،أنا سمعت طراطيش كلام كده،وانا كنت قريبه من أوضة الضيوف،بس أنتى ليه رفضتى العريس،قبل ما نسأل عنه،وكمان تاخدى،رأيي.
ردت فريال بأستقلال قائله:نسأل على مين،وبعدين أنتى عريسك موجود،أنا مش ناويه أخيب فيكى أنتى كمان كفايه أختك الكبيره،وخبيتها،لما أتجوزت حتة محامى،والله لو مش صحوبيته ل عمار،عمرنا ما كنا وافقنا عليه.
ردت غدير:أسماء خايبه فى أيه كفايه أنها اتجوزت شخص محترم زى،يوسف،وبعدين ده، مش موضوعنا،أنا سمعتك بالصدفه بتقولى لهم أن متقدملى عريس ووافقت عليه تقدرى تقوليلى هو مين العريس ده؟
ردت فريال:عمار
تعجبت غدير قائله:هو عمار نطقها و أتقدملى؟
ردت فريال:لأ لسه،بس أكيد حكمت هتخليه يطلبك قريب،بالذات بعد عريس النهارده.
ردت غدير:ماما فوقى،عمار،انا مش فى دماغى،ولازم تتأكدى من كده،عمار أنا لو فى دماغه كان أيه هيمنعه أنه يتطلبنى من زمان،أنا متأكده،أن خديجه عمرها ما كانت هتمنعه،ماما كفايه ترخيص فيا أكتر من كده قدام عمار،وحتى لو عمار طلبنى أنا مش هوافق عليه،أنا مقبلش أتجوز على ضره.
ردت فريال قائله:وأنتى تطولى،عمار،بس هو ينطق،ووقتها مسمعش ليكى صوت فاهمه.
ردت غدير،:قوليلى ميزه واحده فى عمار،تخلينى أوافق عليه
أولا شهادتى الدراسيه اعلى من شهادته
وكمان متجوز،وكلنا عارفين أن مستحيل يطلق خديجه،أنا مقبلش على نفسى واحده تانيه تشاركنى فى جوزى.
ردت فريال بشده:أخفى من وشى،خلاص قفلى عالموضوع،انا مصدعه،وعاوزه أنام،وزمان أبوكى جاى لهنا،عاوزاه يسمع كلامك التافه ده،ويدفنك مكانك،الى يسمعك يقول كنتى عارفه العريس،وعاوزاه.
تعلثمت غدير،وقالت بأرتباك:وانا هعرفه منين،أنا رايحه أنام أنا كمان.
........
غادرت غدير الغرفه،وعادت لغرفتها،متضايقه بشده تشعر بيأس،لكن لابد لهذا من حل.
..............ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة خديجه
كان عمار يجلس بغرفة المعيشه،يدخن سيجاره،كان شارد العقل،بتلك التى كلما قابلته،حاولت لف نظره،أخيراً،عرف بداية الطريق،كى يعلم من تكون،لكن عاد من شروده على صوت هاتفه،نظر للشاشه،ورد مبتسما يقول: سيادة اللواء من فتره متصلتش عليا،خير
سمع لحديث الأخر ثم رد قائلاً:لأ أكيد هاجى للفيوم،بعد يومين عندى شوية أشغال هنا هخلصهم،وهاجى،للفيوم،مينفعش تطلبنى،وأتأخر عليك،،سلام
أغلق عمار الهاتف،فى ذالك الوقت دخلت عليه خديجه،تحمل صنيه صغيره بيدها قائله:جيبتلك لبن دافى،أشربه يدفيك،ويساعدك عالنوم،بس أيه سمعتك بتقول هتسافر للفيوم،بعد يومين؟
رد عمار:أيوا.ده اللواء ثابت جارى فى مزرعة الفيوم،بيقول عاوزنى فى طلب خاص،هسافر،وكمان جايلى زبون فى المزرعه دى أشوف آخره أيه،بس سيبك من ده كله،الصبح قولتى عاوزه تتكلمى معايا فى موضوع خاص خير؟
ردت خديجه:خير،يا عمار،أنا هدخل فى الموضوع مباشر،بقى الحجه حكمت طلبت منى أكلمك،فى موضوع أنك تتجوز من غدير.
رد عمار بتأفف:كنت متوقع أن ده الموضوع المهم الى عاوزه تكلمينى فيه،ماما لما يأست منى قالتلك تدخلى،بس أنتى عارفه أن غدير،زيها،زيك زى بقية أخواتي البنات،مش قادر أشوفها غير،كده.
ردت خديجه:ليه،أنا بقول هى أولى بيك،ولا يمكن فى فى دماغك واحده تانيه،شغلاه؟
للحظه هفت سهر بباله،لكن رد على خديجه قائلاً:لو فى أنتى أول واحده هقول لها،دلوقتى أنا بصراحه هلكان طول اليوم،ولازم أقوم أنام حتى مش هشرب اللبن خلاص أتفطمت.
تبسمت له خديجه قائله:خد اللبن أشربه يا عمار متعملش زى أحمد،وكمان فكر فى كلامى،وحاول يمكن تقدر،تتقبل غدير،أو حتى تتجوز غيرها،علشان تريح قلب الحجه حكمت،ويكون عندك ولاد،زى ما هى بتتمنى لك.
تبسم عمار وأخذ من يدها كوب اللبن قائلاً:
هفكر،أتجوز،بس مش غدير،تصبحى على خير،يا خديجه.
..................
مر يومان
بجزيرة الورد بالمنصوره
جلست غدير،بمكان مختفى عن الانظار قليلاً،
تنتظر وائل
الذى أتى وجلس جوارها صامتاً،يبدوا على وجهه الوجوم.
تنحنحت غدير قائله:أزيك يا وائل،بقالك يومين مش بتكلمنى،ولا بترد على رسايلى،حتى لما بعت لك،رساله النهارده الصبح علشان أقابلك،رديت بأختصار.
رد وائل:وعاوزنى أعمل أيه يا غدير،بعد رفض مامتك ليا مباشرةً،حتى مقالتش أدونا وقت نفكر.
تدمعت عين غدير قائله:كنت مفكره أنك بتحبنى يا وائل،وهتحارب علشانى،بس شكلى طلعت غلطانه؟،بعتذر أن كنت ضايقتك،أنا همشى.
قالت غدير هذا وكانت ستقف
لكن مسك وائل يد غدير قائلاً:غدير،أنتى عارفه ومتأكده كويس،أنى بحبك،بس حطى نفسك مكانى الى أتهانوا،دول ماما وجدتي،وكمان برفض مامتك كده كل السكك أتقفلت ومبقاش فى حل.
ردت غدير،لأ مش كل السكك أتقفلت،ولسه فى حلين مش حل واحد،لو صحيح باقى عليا،وعاوزنى أبقى من نصيبك.
تبسم وائل بفرحه قائلاً:أكيد باقى ومنايا تكونى من نصيبى،بس أيه هما الحلين دول؟
ردت غدير:
الحل الأول،أننا نتجوز من وراء اهلى ،ونحطهم قدام الأمر الواقع
والحل التانى
هو أنك تخطفنى،أو بمعنى أصح أننا نتفق،سوا على ميعاد ،وتنتقابل فيه،ونعمل تمثليه أنك خطفتنى ،وتساوم أهلى على الجواز منى،ووقتها هيوافقوا مغصوبين.
............
الروايه ممكن تنزل كل يومين أو
الميعاد الثابت للنشر هو
الأحد والخميس،متنسوش أننا فى رمضان ،
خلصت كتابه قبلها هنزله،وبتمنى منكم تمنشنوا لأصحابكم وتعرفوهم بالراويه.
....
يتبع