رواية احببت طبيب نفسي الفصل العاشر 10 بقلم اماني محمد
البارت العاشر....
بدأنا ندور على فرح، بس للأسف مفيش خبر، هي وحشتني وحشتني أوي، وحشني هزارها وضحكها وروحها الل كانت بتجمل المكان بنقائها... وحشتييني يفرحتي، أرجعي ارجوكي، أرجعي....
فالوقت ده فرح كانت عند أسيا، أسيا أقترحت عليها انها تقعد عندها فترة كده تريح نفسها فيها، مكنش في حل غير كده، هي مكنتش هتقدر تتجوز طارق، الموت عندها اهون، ومتقدرش تروح لمالك تقوله اتجوزني، مينفعش تحط راس باباها فالطين زي ما بيقولو، او تخليه ماشي موطي رأسه عشان مش قادر يرفع عينه فالناس...
مش هتقدر، حتى الموت مش هتقدر عليه، روحها غالية أوي، واكيد لو انتحرت هتخسر الجنة، هي كل حياتها كانت بتحاول فيها ترضي ربنا عشان تنال جنته، أكيد مش هتضيع كل ده دلوقتي، فرحة كانت قاعدة بتكتب الل حصلها من ساعة ما قابلت أسيا لحد ما فاقت من تعبها... كانت بتكتب "مش مستعده اموت دلوقتي إلا لو شاء الله، مكنش قدامي طريق تاني غير اني أقعد عند أسيا.... فأول يومين كنت تعبانه أوي ودخلت فحمى، حرارتي كانت عالية أوي وجسمي كان واجعني، لسه قلبي مقبوض وخايف، وكأن روحي متعلقه، لا هي الل طالعه، ولا هي الل ساكنه فجسمي... روحي بتصرخ محتاجه النجأة، أنا بهلوس ببابا، ومالك، حتى وانا فعز تعبي والسخونه بتاكل فيا... كنت بفكر فيهم، خايفه مالك يضيع مني وحب السنين دي كلها يضيع... وخايفه ان بابا يغضب عليا، انا طول عمري بحاول ارضيه، رضاه عندي بالدنيا واني اشوف ثقته فيا فعنيه، دي الل كانت بتحييني... جسمي بدأ يستسلم للحمى... قعدت يومين كاملين درجة حرارتي عاليه وكنت فملكوت تاني".....
أسيا فالوقت ده مكنتش بتسيبها جابتلها دكتور وكانت بتقعد تسهر جمبها، تدعيلها وتعيط، مكنتش حابه أبداً انها تتوجع نفس وجعها وتبعد عن الل بتحبهم، كانت لسه شايله الجميل الل فرح عملته معاها... وقررت تساعدها....
بعد يومين درجه الحرارة بدأت تنزل وبدأت فرح تفوق...
فرح بتعب=ااه هو انا فين...
أسيا =متخافيش يحببتي انا هنا جمبك مش هسيبك ابدا...
أفتكرت فرح الل حصل، عنيها اتملت بالدموع وقعدت تعيط، بس أسيا هدتها..
اسيا =أحنا قولنا اي، قولنا انك هتيجي عندي لحد ما تهدي وكل حاجه هتتحل، والله العظيم حقك هيرجع... والشخص الل عمل فيكي كده والل ركب. الصور ده ربنا مش هيسيبه غير لما ينتقملك منه.... أنسي يفرح، عايزاكي تنسي كل حاجه... احنا سيبنا البلد كلها.... وجينا هنا الصعيد عند بابا عشان تقدري تشوفي ناس جديدة، جمال الريف والزرع هينسيكي شويه...
فرح أستوعبت كلامها وانها فعلاً محتاجه راحه... عدى أسبوعين وفرح بتنزل من بيت أسيا تروح مكان مليان زرع كده، كان المكان عبارة عن جنينه، فيها شجرة ورد... وعلى مسافه كان في شجر مانجا وبرتقان.... المكان كان روعه اوي، هادي وجميل، متسمعش فيه غير صوت العصافير، كانه جنه وأتخلقت ليها عشان تسكن ألم روحها.... حبت المكان اوي،وفيوم قعدت هناك وكانت بتغني أغنيه لأم كلثوم.... صوتها رائع كالعادة، بس المرة دي مليان بوجع وحزن...
غنت "الليل ودقت الساعات تصحي الليل وحرقت الأهات فعز الليل وقسوت التنهيد والوحده والتسهيد لسه ماهومش بعيد...
وعايزنا نرجع زي زمان، قول للزمان ارجع يازمان، وهاتلي قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان، تفيد بأي يندم وتعمل اي يعتاب، فات الميعاد...
طالت ليالي الألم وتفرقو الأحباب، كفاية بقا تعذيب، وشقى ودموع في فراق ودموع فلقى..... قطع صوتها الجميل، صوت راجل طيب كده...
عم محمد والد أسيا =الله عليكي يا فرح يا بتي، صوتك ده خلي جلبي بيبكي، اي يبتي الوجع ده كله، تعرفي.... فكرتيني بخالتك ام أسيا، الله يرحمها، لما اتوفت، تعبت كتير وبكيت كتير عليها، كنت بحبها، جلبي كان دايما راضي عنها، كانت نسمة، نعم الزوجه والام والصاحبه... لما ماتت كنت أجي اهني، وأقعد ابكي وأغنيلها.... غناكي الأغنيه دي فكرني بالذي مضى، وكمل بأبتسامة... تعرفي يبتي، هي مسابتنيش رغم الموت... حسسها محوطاني.... دايما جمبي حتى بعد موتها....
"سأكون بجانبك بروحي،لا يشترط وجود جسدي لأكون معك،فانا هنا حتى لو جسدي غطاه التراب" لما ببقا حزيين اكده.. بلاقي ريح طيبه هبت... كأنها بتتبطب على جلبي، وتجولي.. مالك يا محمد... أيش مزعلك، اني هني، انا جاعدة على جلبك، مش سيباك واصل... كنت بغمض عيني وافتكر كلامها ده لما كانت بتجولهولي وهي عايشه، وكنت بحس انها بتجولهولي تاني فوجتها... حبيبتي عمرها ما سابتني، ولا انا عمري نسيتها، حبها أهني، وشاور على قلبه....
أنا بس مستني ربنا يأخد امانته عشان اروحلها بجا وأشوفها فوق فجنته، أصلي اتوحشتها جوي، وحشني حضنها وحنيتها عليا... تعرفي يبتي لو هي عايشه، مكنتش سيبتها لحظه واحده...
فرح كانت بتبصله بفرح من كلامه وكانت بتبكي =يااااه يا عمو محمد، كل الحب ده، دا حب كبير أوي، مش كل الناس تقدر تستوعب ان الحب ده لسه موجود، تعرف يعم محمد، انت حقيقي ساعدتني اوي بكلامك، عرفتني اني المفروض مسمحش لحبي يضيع من ايدي ولو هحارب الدنيا كلها عشانه.... انا بحبك اوي يعمو محمد...
محمد =بتي الغالية من ساعة ما جيتي هنا وانتي مليتي الدنيا فرح، انتي أسم على مسمى، يشهد الله اني اعتبرتك بتي التانيه.، وبمجام أسيا بتي، مش عارف البيت من غيرك هيبجا عامل كيف لما تمشي...
فرح =حبيبي يعمو محمد، مش هسيبك انت ولا اسيا وهجيلكم دايما، تعرف ان المكان هنا احلا مليون مرة من اي مكان تاني.... هنا الراحه والطيبه، هنا الوشوش الطيبه البشوشه، والقلب الحنين، والضحكه الحلوة، هنا الناس الطيبين، استحاله انساكم...
ابتسم محمد =ربنا يديمك يبتي...
فمكان تاني بالمدينه .....
منير =يترا انتي فين يفرح، نفسي اشوفك واخدك فحضني واعتذرلك يبنتي...
وفاء بهدوء =فرح هترجع انا متاكده.... طبعاً فرح مقدرتش متطمنش امها عليها، بعتتلها رساله انها كويسه وانها بس هتبعد شويه وترجع، وطلبت منها متقولش لحد على الرسالة... هي بس مكنتش حابة تشوف والدتها خايفه عليها... كانت خايفه ليجرالها حاجه فحبت تتطمنها....
..... عدي شهر كامل على اختفاء فرح ومحدش لسه عرف طريقها...
قررت فرح تروح تشوف مالك فالعيادة بس فصورة رحمة....
الممرضه =دكتور مالك، انسة رحمة ، بره.... هي بتقول أنها مجتش من فترة عشان كان عندها شوية مشاكل...
مالك بلهفة =دخليها انا كنت محتاج اتكلم معاها أوي....
دخلت فرح.... عشان تكون دي أخر جلسه ليها مع مالك كرحمة...
فرح =ازيك يدكتور عامل اي...
مالك=مش كويس، انا مش كويس أبداً يرحمة...