رواية نوح والامانة الفصل السابع 7 بقلم ميمي عوالي
وح والأمانة
الفصل السابععادت أمانة واسامة من العمل ودقا على شقة أمانة بمرح لتفتح لهم الباب شابة جميلة تشبه أمانة إلى حد كبير ترتدى ملابس محتشمة وحجاب عصرى محتشم وأنيق فى ذات الوقت وما أن رأت أمانة حتى تهللت اساريرها وهى تجذب أمانة من يد أسامة وترفع نقابها عن وجهها وتحتضنها بشدة وهى تصرخ قائلة : أمانة ، ياحبيبتى دى انتى قمراية ، نسلك كله قمرات يا هدى
ليضحك أسامة بشدة فى حين تبادلها أمانة الاحضان بحب وسعادة قائلة : اهلا يانيللى ،ايه المفاجأة الحلوة دى
نيللى بسعادة : بذمتك مبسوطة انك شوفتينى ...انتى صايمة على فكرة
أمانة : ما اعتقدش إن ممكن يبقى فى حد اسعد منى النهاردة
يمكن انا وامك نبقى اسعد يابنتى
لتلتفت أمانة لتجد أن الصوت لرجلا وقورا يبدو عليه الطيبة والوقار فى آن واحد لتومئ رأسها بالتحية قائلة : السلام عليكم ..اهلا بحضرتك
ليتقدم منها الرجل ضاما إياها قائلا بحنان بالغ : حمدالله على سلامتك يابنتى ، ماتتصوريش رجوعك لحضننا أسعدنا كلنا ازاى بعد ماكان محزنا كلنا ، بس الحمدلله أنه لم الشمل اخيرا ، انا عامر جوز والدتك وأبو اخواتك ومن النهاردة ياريت تعتبرينى فى مقام والدك بالظبط
أمانة بتأثر : انا متشكرة اوى ياعمى
عامر : بابا ، قوليلى بابا ..زى اخواتك بالظبط
أمانة بدموع فى عينيها : ده شئ يشرفنى يا بابا
لتدخل أمانة لتجد شابا آخر يجلس بالداخل وهو مشغول بهاتفه المحمول وما أن رآها حتى قام إليها واحتضنها بحب وقبل وجنتيها قائلا : ازيك يا أمانة عاملة ايه
أمانة بدهشة : الحمدلله وانت ازيك
أسامة باستهزاء : ده اللى هو ازاى يعنى ، محسسنى انكم أصحاب من زمان وكنتوا مع بعض امبارح
ايمن بشغب وهو يعود لهاتفه بسرعة : خليك فى حالك ، يخلص الجيم وافضالكم
لتتسع عينا أمانة وهى تراقب أخيها يصب كل تركيزه على هاتفه ويترك الجميع ليجلس مكانه مرة أخرى وكان شيئا لم يكن ، لتنظر لأسامة باستفهام ليقول : ده الطاقق اللى فينا ماوراهوش الا الموبايل والجيمز وبس
لتأتى هدى من الداخل وهى ترحب بأمانة محتضنة إياها بشدة وتقول : حمدالله على السلامة ياحبيبتى وحشتينى
أمانة بحب : الله يسلمك ياماما ، انتى كمان وحشتينى
أسامة : ياجماعة هو انا واقف اباجورة وسطيكم ، الا ماحد قاللى حتى ازيك
ليقول الجميع فى نفس واحد : ازيك ، لينخرطوا جميعا ضاحكين
أمانة : اومال مراة عمى فين
ليأتيها صوت نعمة من الداخل : انا هنا يا أمانة فى المطبخ
لتتجه أمانة لتحيتها والاطمئنان عليها ثم تعود للجلوس مع أسرتها خارجا وتنظر إلى نيللى لتسألها قائلة : وانتى يانيللى بتعملى ايه ….بتدرسى واللا خلصتى واللا ايه الحكاية
نيللى : بصى ياستى ، انا مهندسة برضة زيكم بس ديكور ، ولسه متخرجة ، وبدور على شغل
أمانة باستغراب : طب وليه ما اشتغلتيش فى الشركة عندنا
نيللى : لا ياستى ، انا عاوزة ابقى بعيد عن الليلة دى
أسامة : ماتوجعيش دماغك معاها دى دماغها طوبة ، طول عمرها ليها دماغ لوحدها وحاطة نفسها فى حتة تانية
أمانة : ازاى يعنى
أسامة : يعنى مابتحبش الاختلاط بالعيلة ، ده حتى ولاد عمتها متهيألى لو شافوها فى الشارع مش هيعرفوها
عامر : سيب اختك براحتها يا اسامة
أسامة : حاضر هسيبها
لتلتفت أمانة لايمن الذى فرغ لتوه من اللعب على هاتفه وقام من مكانه وجذب أمانة من مكانها لتنهض ليحملها فجأة وهو يدور بها ضاحكا وهو يقول : اختى حبيبتى رجعتلنا ياناس
أمانة ضاحكة : تو ما افتكرت ، واللا عشان خلصت الجيم
ايمن : مايبقاش قلبك اسود بقى ، وبعدين عامر بيه والعائلة الكريمة مش مقصرين يعنى
أمانة بدهشة : انت فى سنة كام
ايمن وهو يحك رقبته من الخلف : وليه الإحراج ده ، ثم نظر إليها وقال : انا ياستى فى الجامعة الأمريكية بدرس بزنس ادميستريشن وفى سنة ثالثة
نيللى باستهزاء : وكان المفروض يكون اتخرج السنة دى بس هو بيحب يبقى دقيق شوية ، فمابيسيبش السنة الا وهو عارف ومتأكد من أسامى الدكاترة بتوعو
ايمن ممتعضا وهو يضرب نيللى على رأسها : ايه يابت خفة الدم دى
نيللى وهى تدلك رأسها : واخداها منك ياحبيبى ...مش توأمك
أمانة شاهقة : لا ...ماتقولش ، انتو توأم ، ده انتم مش شكل بعض خالص
نيللى : قولى الحمدلله فى سرك ، لو كنت طلعت شبهو كنت هعنس
ايمن بسخرية : قال يعنى البت اللى ماشاء الله اوى هتموت ع الجواز ، هو احنا عارفين نخلص منك اصلا
أمانة : بقوللكم ايه ، انتو مايتشبعش منكم اصلا ، بس انا عاوزة اصلى العصر
نيللى : هنصلى كلنا جماعة ، احنا لسه ماصليناش ، كنا مستنيين الإمام بتاعنا
أمانة : أمام ايه
عامر : اصلى لسه جاى حالا قبلك بمافيش دقايق ، واحنا متعودين نصلى جماعة فى رمضان فكانوا مستنيينى نصلى سوا
أمانة بسعادة : الله ….اللهم تقبل ، انا هدخل اغير واتوضى وآجى حالا
…………………..
اجتمع الشمل على مائدة الافطار واكتمل بنوح وسهر ، وجلسوا جميعا بعد الافطار يتناولون المشروبات فى جو من الحب والسعادة وبعض النفاق من سهر تجاه عامر بعد أن علمت تفاصيل شراكته مع عبد الراضى وبالمقابل كان عامر يعاملها بود وامتنان
نوح موجها كلامه لنيللى : على فكرة انتى لو حابة ممكن تشتغلى عندنا فى الشركة ، لما كنت هناك النهاردة عرفت انهم طالبين مهندسين ديكور حديثى التخرج
نيللى باهتمام : حضرتك بتتكلم جد
نوح : ولو تحبى اقدملك انا الورق بنفسى
لتنهض نيللى مسرعة وهى تتجه لحقيبة حاسوبها المحمول وتخرج منها مظروفا تعطيه لنوح قائلة : مابمشيش من غيرهم
نوح باستغراب : ايه ده
نيللى : السى فى بتاعى وصور من شهادة التخرج والكورسات والتدريبات بتاعتى كلها
نوح بابتسامة : هايل ، بكرة أن شاء الله هقدمهوملك ، وهبلغك بمعاد الانترفيو لما يتحدد
نيللى : انا متشكرة جدا لحضرتك
أمانة : بس انا نفسى تشتغلى معايا يانيللى ونبقى سوا ومع بعض
نيللى : ابعدينى انا عن شغل العيلة يا أمانة ، لكن على كل حال احنا هنبقى دايما سوا ..دى مافيهاش كلام
سهر بتملق: وانت ياعامر بيه ماشاء ..عرفت أن عندك شغل تانى غيرشركة عبد الراضى
عامر : أيوة ، انا اصلا فى الأساس تاجر ، وعشان كده فضلت متمسك باللى بفهم فيه ، لكن المقاولات والمبانى ليها ناسها اللى متخصصين فيها ، واهو أسامة اهوه من يوم ما اتخرج وهو ماشاءالله عليه عامل اللى عليه وزياده
سهر بتكلفة : بس برضة حضرتك اكيد خبرة
عامر بطيبة : خبرة ايه يابنتى ، ده انا مابعرفش اميز بين الجبس والاسمنت
ثم ينهض عامر مستأذنا فى الانصراف لكى يلحق بصلاة العشاء ليرافقه جميع الرجال مع وعد أسامة لأمانة بالعودة إليها صباحا ليذهبا سويا إلى العمل
أما أمانة فقالت لامها ونيللى بخجل : انا اسفة ، بس انا كمان هسيبكم وانزل النهاردة آخر ليلة وترية ومش هقدر أضحى بصلاة التراويح فى المسجد
نيللى بتشجيع : وتضحى ليه ..انا هنزل معاكى نصلى سوا
هدى : وانا كمان
نعمة : خلاص انا كمان هجيب الكرسى بتاعي وننزل كلنا ، ثم التفتت لسمر التى كانت تتصنع التشاغل عنهم بهاتفها وقالت : هتيجى معانا ياسهر
سهر وهى تدعى التعب : لا ياماما مش هقدر ….انا هصلى هنا
ليتجه الجميع للصلاة تاركين سهر وحدها وهى ترسم بمخيلتها حدود خطوات مستقبلها
………………….
بعد عودة أمانة ومن معها للمنزل تسمع صوت هاتفها لتجده أسامة لتقوم بالرد عليه بحب قائلة : حبيبى وحشتنى
أسامة : موزة قلبى اللى ماسألتنيش كنت عاوز اقولها ايه بعد مانفطر ، وادينا هنبتدى نصوم تانى اهوه
أمانة بأسف : انا اسفة ياحبيبى ، مانت شفت اللى حصل كنت هسالك امتى وازاى بقى
أسامة : ماشى ياستى ..عذرك معاكى
أمانة : طب قولى بسرعة ايه الموضوع اللى كنت عاوزنى فيه
أسامة : هم موضوعين الحقيقة مش موضوع واحد
أمانة : ماشى يا سيدى انا سامعاك
أسامة : اولا ،انا بحب وعاوز اتجوز
أمانة بسعادة : خديجة مش كده
أسامة : ايه ده ...هو انا مفضوح كده
أمانة : يابنى دى الشركة كلها عارفة انك هتموت عليها وهى مش معبراك
أسامة : الله يكرم اصلك
أمانة ضاحكة : البت محترمة وتقيلة مافيش كلام
أسامة : انا طلبت منها النهاردة تحددلى معاد مع ابوها تانى يوم العيد ، بس طبعا هتتكسف تقولى عملت ايه ، وعشان كده عاوزك تتابعيها ، وتتاكدى أنها عملت اللى قلتلها عليه
أمانة : حاضر من عينيا ، بكرة الصبح أن شاء الله هتكلم معاها ولو ماكانتش عملت كده ، هكلم انا مامتها بنفسى
أسامة : انتى تعرفيها
أمانة : الا اعرفها ، ده انت لو تعرف مين هى خديجة مش هتصدق
أسامة : مين هى
أمانة : خديجة تبقى جارتى ، فى العمارة اللى قصادى على طول
أسامة : احلفى
أمانة : من غير حلفان ، وإنجز وقول على الموضوع التانى لسه عاوزة اصلى التهجد
أسامة : بصى يا أمانة ...انا عاوز أحذرك من سهر ، حاولى على قدر الامكان تبقى علاقتك بيها باضيق الحدود ، حتى فى الشغل
أمانة باستغراب : هى فعلا كده ….بس ليه
أسامة : مش هقدر اقوللك تفاصيل لأن ماعنديش دليل ، وصدقينى ..لو كان نوح صاحبى كنت هنصحه أنه يبعد عنها هو كمان
أمانة بذهول : يبعد عنها ازاى ..دى مراته
أسامة : بصى المهم انتى ، سهر مش تمام ومش هقدر اتكلم اكتر من كده
أمانة : ماشى يا اسامة رغم انك لخبطتنى على الاخر
أسامة : وماتنسيش خديجة
أمانة : لا مش هنسى حاضر
أسامة : ياللا بقى روحى صلى وانا كمان هشوف اللى ورايا ، تصبحى على خير
أمانة : وانت من أهله
ثم شردت أمانة فى حديث أخيها وقالت : ياترى وراكى ايه ياسهر ...ربنا يستر
……………………..
فى اليوم التالى تصر أمانة على نيللي أن تذهب معهم إلى الشركة وتقضى اليوم برفقتهم ليمر عليهم أسامة ويصطحبهما معه وهناك تقوم أمانة بالتأكد من تحديد موعد لأخيها مع والد خديجة وتقدم التهنئة مقدما لخديجة وتقوم بتعريفها على نيللى
فى مكتب أمانة ، تجلس أمانة تتابع عملها وهى تتبادل الأحاديث والضحك مع نيللى عندما تستمع لطرقا على الباب ويدخل حاتم ملقيا التحية : صباح الخير
أمانة : اهلا باشمهندس صباح الخير
حاتم وهو ينظر لنيللى : ماكنتش اعرف أن عندك ضيوف
أمانة بذهول : انت بتتكلم جد ، انا كنت فاكرة أسامة بيأفور لما كان بيحكى
حاتم بدهشة : انا مش فاهم حاجة
لتشير أمانة إلى نيللى التى يبدو عليها الامتعاض قائلة : انت متعرفش دى مين
حاتم وهو ينظر لنيللى بتركيز : انتى نيللى !
نيللى بغيظ : لا الكوبى بتاعها
حاتم وهو يتفحص ملامحها : عرفتك من عينيكى ، طب نعمل ايه وانتى على طول مقطعانا ، وماشفتكيش من وانتى فى أولى جامعة
أمانة بدهشة : معقولة ، ليه كده
نيللى ببعض التوتر : ما ببقاش فاضية
حاتم وهو لازال يتفحصها : طب اديكى فضيتى ، مش عاوزة تشتغلى معانا ليه
نيللى بخفوت : كده احسن صدقنى ، انا عاوزة اعتمد على نفسى
حاتم : يابنتى احنا محتاجين مهندسين ديكور وعاملين اعلان وهنبتدى المقابلات بعد العيد ، انتى أولى بشركتك من اى حد تانى
لتحمحم نيللى قائلة : هشوف ..ربنا يسهل
حاتم : خلاص انا هحددلك معاد الانترفيو زيك زى الباقيين ، ومش انا ياستى اللى هعمللك الانترفيو عشان ماتقوليش أنى هشفعلك أو هعديكى كده
نيللى : بس انا قدمت فى شركة بانوراما ويرضة الانترفيو هيبقى بعد العيد
حاتم : هم شركاء لينا فى كذا مشروع ، بس صدقينى هترتاحى معايا اكتر ...اقصد يعنى فى شركتنا
نيللى : ربنا يقدم اللى فيه الخير
حاتم : تمام ..ياللا اشوفك على خير وكل سنة وانتى طيبة
نيللى : وانت بخير، وكل سنة وانت طيب
ليتجه حاتم إلى الخارج حين استوقفته أمانة قائلة : حضرتك كنت جاى تسألنى على حاجة
حاتم وهو يضرب جبهته وهو ينظر لنيللى ضاحكا : كده كنتى هتنسينى
ثم ينظر لأمانة قائلا : طبعا النهاردة آخر يوم شغل قبل العيد ، واول يوم شغل بعد العيد أن شاء الله هيبقى الميتنج بتاع شركة بانوراما ، فعاوزك تبقى جاهزة بكل الماكيتات بتاعة المشروع وعاوزك تقعدى مع أسامة عشان هو اللى هيشرح التجهيزات على المونيتور ، فعاوزك تديله كل المقاسات اللى اتعملت للمشروع والتصوير
أمانة : تمام ..حاضر
حاتم وهو يتجه للخارج : كل سنة وانتم طيبين ، ثم يلتفت لنيللى قائلا دون أن يتوقف : ابقى اسألى على عمتك ، واعملى حسابك أننا هنتجمع كلنا فى العيد ومافيش هروب المرة دى
وبعد خروج حاتم تنظر أمانة لنيللى بنصف عين قائلة بايماءة من رأسها : لا ….افهم بقى …...