أخر الاخبار

رواية نوح والامانة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ميمي عوالي

رواية نوح والامانة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ميمي عوالي

 لفصل الثانى عشر


فى عقار ما وأمام إحدى الشقق يقف نوح أمام الباب يرن الجرس بهدوء شديد عندما فتح الباب وجد نوح أمامه طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها العشرة أعوام ليبتسم لها نوح سائلا إياها عن أبيها ليأتى من ورائه رجل فى الثلاثينات من عمره وما أن رأى نوح حتى صاح بفرح : نوح ابن الناس الطيبين

ليضحك نوح بسعادة وهو يحيى الرجل بشدة وهو يقول : احمد باشا ابن الناس المريشين

وبعد تبادل السلامات والإحضان يدعوه احمد للدخول

احمد ،: انت جيت امتى ، اوعى تكون فى مصر من بدرى وانا ماعرفش ...ازعل

نوح متبسما : من حوالى عشر ايام

احمد باعتراض وبصوت عالي : برضة كتير ياواطى

نوح بمحاباه : ما انت عارف اليوم فى رمضان بيبقى مافيش خالص ، وادينى اهوه جيتلك برجليا

احمد : واحشنى يا نوح والله ، والدتك عاملة ايه وأمانة

نوح : بخير الحمدلله

احمد : لما عديت على طنط الشهر اللى فات صحتها ماعجبتنيش

نوح : ما انت عارف القلب والضغط كل ساعة فى حال ، بس عموما من يوم ماجيت وهى الحمدلله بخير وربنا يستر ، وانت اخبار غادة ايه

نوح : سايبها بتنيم على ،اكيد هاتيجى تسلم ، كانت لسه من كام يوم بتسألنى عليك

لتأتى غادة أثناء حديثهم وهى تلقى السلام وتحيى نوح بشدة وتهنئته على سلامة الوصول

غادة : وهنفرح بيك امتى بقى ، مش شايف انك عجزت حبتين تلاتة

نوح : الحقيقة أنا جايلكم بخصوص الموضوع ده

احمد : ايه ..اخيرا نويت تتجوز

نوح بأسى : لا ...نويت أطلق

غادة بشهقة عالية : هو انت اتجوزت

ليومئ نوح برأسه فى صمت ليقول احمد : اتجوزت فى ايه وعاوز تطلق فى ايه واتجوزت مين وامتى اصلا الكلام ده

ليتنهد نوح قائلا : كانت تدبيسة سودة من الاول ومش عارف افك منها ازاى

غادة : طول عمرك متسرع يانوح ، احكى طيب ايه اللى حصل

نوح : انتو عارفين طبعا ظروف سفرى وشغلى فى دبى ، كان فى زميلة ليا مسئولة عن إتمام التعاقدات بينا وبين الشركات المنفذة للمشاريع بتاعتنا أو العكس ، وكانت ليها كلمة مسموعة فى الشركة وعلاقاتها كتير ، وكانت مصرية ، لما رجعت دبى بعد الإجازة اللى فاتت من اكتر من تلات سنين ، كان فى شركة هتنفذ مشروع لشركتنا فى قلب اليونان ولما جه وقت التعاقدات الشركة اختارتنى انى اكون من ضمن الفريق اللى هيبقى موجود فى المفاوضات دى بما انى بتقن اللغة اليونانى وسافرت معاها وهناك عرفت أن ابوها منفصل عن أمها ومتجوز واحدة تانية يونانية وعايش فى اليونان وعرفتنى عليه واحنا هناك وعزمونى عندهم فى البيت على العشا ، وبعد ماكلت ماحسيتش بحاجة غير وأبوها بيصحينى وبيتخانق معايا وعاوز يقتلنى وبيقوللى انى انتهكت حرمة بيته وشرف بنته ، ثم نكس نوح رأسه فى خزى قائلا : طبعا مش هتصدقنى لو قلتلك انى كنت غايب عن وعيى غصب عنى ، لكن هى دى الحقيقة ...لانى عرفت بعد كده أن فى أكلة معينة بيعملوها هناك بالخمرة، هم طبعا متعودين عليها فلما بياكلوها مابيحصللهومش حاجة عادى ، لكن انا لأن عمرى فى حياتى ماشربت حصل اللى حصل

احمد باستهزاء : وبعدين

نوح : اتجوزتها

غادة : طب وهى يانوح

نوح : مالها

غادة : يعنى ، هى كمان كانت زيك مش فى وعيها واللا ….

نوح بخجل : ماعرفش

احمد : يعنى ايه ماتعرفش

نوح : وقتها فكرت أنها هى كمان حصللها زى اللى حصللى لكن بعد ما اتجوزنا اتفاجئت أنها بتشرب وأنها كمان مابتسكرش بسهولة

احمد باستغراب : افندم ، واكتشفت ده ازاى بقى ، كنت بتسمحلها تشرب عادى كده

غادة : اصبر بس يا احمد ، لما نشوف اتجوزها ازاى الاول

نوح بتنهيدة شديدة : ابوها لما دخل علينا الصبح ولقانا فى وضع مش تمام هددنى انى لو ماتجوزتهاش هيعمللى فضيحة فى كل حتة ، كتبنا الكتاب فى القنصلية بعد ما مضانى على شيك بمتين الف دولار كمؤخر صداق يطالبنى بيه لو طلقتها أو زعلتها ..كده يعنى

احمد : وهى فين دلوقتى

نوح: هنا فى مصر

غادة : اسمحلى أسألك ...حياتكم عاملة ازاى

نوح : احنا متجوزين من تلات سنين ، اول شهر لجوازنا كنا زى اى اتنين متجوزين، واعتبرت اللى حصل غلطة غير مقصودة مننا احنا الاتنين وان النصيب جمعنا مع بعض بالشكل ده ، لكن

احمد وهو يحثه على الحديث : لكن ...ايه اللى حصل خلاك تغير رأيك

نوح : ابتديت ألاحظ حاجات ماكنتش واخد بالى منها فى الاول ، رفضها التام للخلفة بحجج مش مفهومة ، جرأتها فى التعامل مع الرجالة ، عدم وضعها لاى حد ما بينها ومابين زمايلنا فى التعامل ، رغم خناقاتى معاها باستمرار بسبب المواضيع دى ، لكن كانت دايما تقولى أن دى طبيعة شغلها وانها اتعودت على كده و و و

احمد : وفى الاخر

نوح : بقينا متجوزين اسما بس ، قدام الناس ، لكن فعلا اغراب وفى الاخر حياتنا بقت عبارة عن كتلة مشاكل طول ماحنا موجودين سوا ، ماكنتش بشم نفسى شوية غير لما بتسافر فى مأمورية ، بس حسيت انى اتخنقت فقررت أنى انزل مصر نهائى وطبعا هى حفاظا على ماء الوجه جت معايا

غادة : طب وايه اللى جد وخلاك عاوز تطلقها

نوح : من فترة وانا بحاول انى اقومها وأصلح منها مافيش فايدة حتى فرض ربنا لو طاوعتنى وعملته بتبقى اكنها بتعملى خدمة ، لكن كمان تصرفاتها فى الفترة الأخيرة خلتنى اشك فى سلوكها لكن مش عارف امسك عليها حاجة لغاية ما حصل اللى حصل النهاردة

احمد : وايه اللى حصل النهاردة

ليقص عليهم نوح ما رآه أمام معرض السيارات وايضا تلميحات ايمن عن ما رآه فى نيس

غادة : وانت تعرف مين اللى كان معاها ده

نوح : للاسف أيوة

احمد : مين هو

نوح : ابن صاحب الشركة اللى بنشتغل فيها انا وهى

غادة: وطبعا انت خايف تطلقها يقوم ابوها يأذيك بالشيك اللى معاه

نوح : بالظبط كده

غادة : يبقى ماقدمناش غير حل واحد ، لكن للاسف حل قذر

احمد : تقصدى المساومة طبعا

غادة : عندك غيره

احمد : للاسف مافيش

نوح : ماتفهمونى تقصدوا ايه

احمد : هفهمك

………………………

فى شقة نوح

ما أن دلف نوح إلى الداخل حتى وجد نعمة وأمانة تجلسان فى صمت ، وما أن ولج إلى الداخل الا وهبت أمانة من مكانها قائلة : كنت فين كل ده ...اتأخرت اوى

نوح بهدوء شديد وكأن شيئا لم يكن : عديت على احمد وغادة سلمت عليهم وقعدت معاهم شوية ، وبيسلموا عليكم جدا ، ثم بحث بعينيه عن أى أثر لسهر وعندما لم يجد لها أى أثر سأل أمه : هى سهر لسه مارجعتش واللا ايه

لياتيه صوت سهر بارتباك وهى تتصنع اللامبالاة والهدوء : انا هنا من بدرى ياحبيبى اتأخرت كده ليه وتليفونك كان خارج نطاق التغطيه

نوح ببرود وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله : الظاهر أنه فصل شحن ومااخدتش بالى ، كنت لسه بحكيلهم انى عديت على احمد صاحبى ومراته وقعدنا مع بعض شوية ، ابقى اعملى حسابك على يوم نبقى نعزمهم وتتعرفى عليهم ، دول أصحاب عمرى

لتتنفس سهر الصعداء على اعتقاد أنه لم يراها أو لم يعرفها

نعمة : وغادة عاملة ايه دلوقتى ، وحشتنى والله ، لما احمد جالى اخر مرة كان من غيرها

نوح وهو يتصنع اللا مبالاة ،: اكيد العيال شاغلينها بقى مانتى عارفة

نعمة : عقبال ما أشيل ولادك انت وأمانة يارب

ليرفع نوح عينيه إلى أمانة التى كانت فى حالة صمت شديد وتكاد تكون مصدومة من رد فعل نوح على ما رأوا ، ولكنه نظر لها واغمض عينيه بعبوس شديد ثم نهض متجها إلى غرفته وهو يقول : انا هنام بقى ، بكرة أن شاء الله اول يوم شغل وعاوز ابقى فايق ، تصبحوا على خير

ليرد عليه الجميع : وانت من أهله

ثم لحقت به سهر وهى تتقدم خطوة وتؤخر الاخرى

أمانة : انا كمان هروح انام ، تصبحوا على خير

نعمة : وانتى من أهله ياحبيبتى

ولكن قبل أن تخرج أمانة تسمع صوت نوح يناديها وهو يقول : أمانة

وعندما التفتت إليه فى صمت قال : هننزل الصبح سوا ان شاء الله...استنينى

لتومئ أمانة برأسها ثم استدارت مرة أخرى باتجاه الخروج وهى تتمتم : أن شاء الله..تصبح على خير يا ابن عمى

ليعض نوح على نواجزه غيظا ، فهى مازالت تناديه بغير اسمه ، رغم ما قدمه لها من اعتذار

…………………….

فى غرفة نوح

دخل نوح إلى الغرفة مغلقا الباب وراءه فى هدوء وقام بتغيير ملابسه وصعد إلى الفراش وهو يقول : هتنزلى بكرة واللا هتريحى تانى

سهر وقد عادت لها الثقة بنفسها مرة أخرى : هنزل ، عاوزة اشوف الدنيا هتبقى عاملة ازاى وإذا كنت هستريح هنا واللا هرجع دبى

نوح : شوفى وجربى والناس هنا لذاذ برضة فى التعامل ، هتنبسطى ماتقلقيش

سهر : هو الاصطف اللى اتعاملت معاه قبل ما تسافر زى ماهو مااتغيرش

نوح : يعنى ..معظمهم ، وفى اتنين جداد لسه ما اعرفهمش ،بس انتى عارفة انى مايفرقش معايا

سهر : طبعا ياحبيبى ، انت هتقوللى

نوح : ده انا حتى بفكر اسيب الشركة واشتغل مع حاتم

لتعتدل سهر وهى تقول : بس انت منصبك مابقاش شوية عشان تضحى بيه

نوح : بقوللك لسه بفكر ، زى ما بفكر افتح مكتب لنفسى

سهر وعينيها تلمع بطمع : يااه يانوح لو تقدر ، بس امكانياتك لسه شوية عليها

نوح وهو يعطيها ظهره : ماحدش ابتدى كبير

لتعتدل سهر فى رقدتها وهى تتخيل حالها مثل عائلة أمانة و تمتلك الكثير من الأموال

……………….

صباحا فى شقة نعمة

يخرج نوح من غرفته وهو مرتديا ملابسه ويتجه إلى نعمة ويقبل رأسها قائلا : صباح الخير ياماما

نعمة بابتسامة : صباح الرضا ياحبيبى ، ربنا يصلح لك الحال وييسر لك كل خير باذن الله

ياللا الفطار جاهز اهوه ، افطر كويس

نوح بابتسامة : تسلم ايدك يانعمة و ااه والنبى ياماما ادعيلى على اد ماتقدرى

نعمة : دعيالك يابنى بالخير كله ، ربنا يجعل دعايا ليك من حظك ومن نصيبك

نوح : يارب ، اومال أمانة فين

نعمة: قالتلى هتشرب قهوتها وهتيجى على طول

نوح : وماشربتهاش هنا ليه

نعمة : عشان تبقى براحتها يابنى عشان النقاب

ليشرد نوح وهو يتذكر تقاسيم وجه أمانة عندما رآها وفتن بجمالها لكنه تنبه على صوت سهر وهى تقول : انا هروح البنك الاول وبعدين هاجى على الشركة

نوح مدعيا الاهتمام: محتاجة فلوس

سهر : اكيد طبعا ، بس محتاجة اعمل تحويل وافتح حساب هنا واطلع فيزا وشوية حاجات كده ، هخلص وآجى على الشركة

نوح : تمام ، وانا هستلم العربية بعد الضهر أن شاء الله

سهر ونعمة : مبروك

لتقول أمانة التى دلفت من الباب الذى تركته لها نعمة مفتوحا : صباح الخير ...انا جاهزة

لينهض نوح قائلا : ياللا بينا ، سهر مش فى طريقنا

……………….

فى سيارة أمانة ، كانت تجلس خلف المقود وهى تتولى القيادة فى صمت شديد ليقطعه نوح قائلا بتحفز : انا مش عاوزك انتى أو نيللى تجيبوا سيرة اللى شفتوه امبارح قدام اى مخلوق ...وخصوصا سهر
13

نوح والأمانة



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close