رواية فرعون الفصل الثاني عشر 12 بقلم ريناد ينو
لبارت الثانى عشر 12
بقلم /ريناد رينوووغريب
دخلت اوضتى وانا قلبى واجعنى وبدلك عليه عشان يهدى لكن الالم اللى جواه من جفا امى كان لايحتمل
لفيت فالاوضه وانا زى الطير المدبوح
وفجأه سمعت صوت عالى خرجت من اوضتى بسرعه ووقفت على اول السلم من فوق شفت ماما هى اللى بتزعق وبتصرخ ...
سمعت كل كلمه قالتها ...فهمت ساعتها سبب معاملتها ليا ...لقيت اجابه للغز اللى عايش فيه طول عمرى ...
ابتسمت وانا حاطط ايدى على قلبى اللى دقاته اتحولت لانفجارات جوا صدرى مش قادر استحملها ...لفيت عشان ارجع اوضتى لكن حسيت الدنيا بتضلم قدام عنيا مديت ايدى عشان امسك درابزين السلم لكن ملحقتش ...محستش بعدها غير وانا على رجل بابا وهو بيصرخ وحاضن دماغى
طلبت منه يدلكلى قلبى وبعدها مشفتش حاجه تانى ...
فوقت وانا فالمستشفى واكتشفت انى يومين وانا مش دريان بحاجه ...
دخل عليا بابا ...عاتبته بعنيا ...لكن كان جوابه سكوت مازادنيش الا الم ....
كنت مصدوم فأبويا ومثلى الاعلى لما سميه قالت انه بعد ماخلص من امى رمالها قرشين ...يعنى بابا معندهوش مبادئ ولا اخلاق !وصلاته وعبادته دى ايه ..تمثيل ؟
لا والادهى والامر ان امى كانت وحده رخيصه باعت نفسها عشان خاطر شوية فلوس ...وحملت وخلفت بالحرام عشان طمعت فأكتر ؟!
حاسس ان قلبى هيوقف ...وحاسس بطعم مرار فحلقى ...حاسس ان حياتى اتقلبت . حاسس انى فكبوس فظيع .
سألت بابا عن امى عاوز اعرف كل حاجه عنها ، قلتله احكيلى حتى لو اللى هعرفه دا هيأذينى ...
لان مهما كان اللى هسمعه واعرفه ..احسن مليون مره من انى افضل اعمى ..على الاقل مش هنزعج من نظرات الاحتقار اللى بشوفها فعيون سميه لانى هبقا عارف انى بتعاقب على زنب امى وابويا عملوه زمان ولازم حد يتحاسب عليه ...
خرج بابا بعد ماوعدنى انه هيجيبلى اجابة كل اسئلتى على لسان ماما ..استغربت ، بس فوضعى دا لا مجال للاستغراب لانى حاسس انى ففيلم خيال علمى اى حاجه بتحصل فيه ..
دخلت عليا داده سميره وهى منهاره وفضلت تبوس فيا وتحمد ربنا على سلامتى لحد متعبت ...
برغم كل حاجه ..اتمنيت ان ماما سميه تيجى تطمن عليا ..لو مش بدافع الحب ..بدافع الشفقه حتى ،
انا راضى ...كنت مستنيها وكل شويه ابص على الباب واقول اهى هتدخل دلوقتى ...
لكن الست دى فكل مره عندها قدره انها تفاجئنى بكمية قسوه اكتر من اللى قبلها ...اتنهدت بمراره وغمضت عنيا ومش عارف ليه فاللحظه دى جه على بالى قاسم... ابتسمت رغم كل اللى انا فيه ...فينك دلوقتى ياآثم كنت جيت هونت عليا الهم بجنانك ...
غاب بابا تقريبا ساعتين ورجع وهو جايب معاه اكل مخصوص ليا واكل ليه هو وداده سميره وقرب منى وحط فحضنى اجنده لونها وردى بناتى .
مسكتها بأيدى اليمين وانا بقلبها بأستغراب وقريت عليها :
مزكرات اميره محفوظ ..
بصيت لبابا اللى اتكا على عنيه وهز دماغه وابتسم عرفت انى دى مزكرات امى ...ضميتها لصدرى كأنى بضم امى برغم انى عارف ان سطورها هتكون سكاكين تنغرز فقلبى
لكن قلت لنفسى ان الست دى حتى لو كانت مش كويسه الا انى متأكد انها كانت هتحبنى ...ويمكن لو كانت عايشه كانت اتغيرت عشانى ..
بابا صمم انى مفتحش الاجنده غير لما آكل الاول وعشان اخلص نفسى شربت شوية شربه غصب عنى
واكل هو وداده سميره واستأذن بعد ماجاله تليفون عشان يروح الشركة لامر طارئ
مسكت الاجنده وفتحت اول ورقه مكتوب فيها :
انا اميره محفوظ ....
من النهارده قررت اكتب مزكراتى ...هكتب كل حاجه بمر بيها ...
مش هكتب تفاصيل يومى بالتفصيل الممل ..بس هكتب الاحداث المهمه و المواقف والعقبات اللى هتقابلنى فحياتى وهكتب ازاى قدرت اصبر و اعدى منهم ...
عشان بعد كده لما تقابلنى مشكله ارجع افتح مزكراتى واستقوى وانا بقرا ،وافتكر ان زى مامر عليا كل دا وعديت منه ...هقدر اتجاوز اللى انا فيه دلوقتى ....
وكمان هكتب كل حاجه بتفرحنى ...عشان لما الدنيا تضيق ارجع اقرا وافتكر انى فرحت كتييير ومفضلش اقول انى حياتى عباره عن حزن فحزن ....
عمرى ١٤سنه ...صغنونه عارفه ...بس العمر مش بالسن ...العمر باللى بنشوفه ونتعلمه ...وانا كنت بشوف كتير ....
انايتيمه عايشه فدار ايتام ...صاحبة الدار اسمها ماما فريده ..
فى الدار ليا صحبه اعز من روحى مريم اختى اللى اتولدت معايا من رحم الدنيا القاسيه ...
عشنا مع بعض كل حاجه فرحنا سوا وزعلنا سوا وكل حاجه كنا بنقسمها بينا بالنص ...
النهارده اول مره هكتب حاجه فالاجنده اللى بقالها ٤ سنين زى ماهى .. فاضيه ...زى حياتى ...
مكتبتش فيها حاجه لسبب بسيط ...مفيش حاجه قويه بتحصل معايا لا تفرحنى ولا تزعلنى ..نفس الروتين ونفس احداث اليوم ...
لكن النهارده هكتب وهدون فيها فرحتى بخروجى من الدار
كملنا فالدار ١٨ سنه و هنخرج بعد ما اخدنا احنا الاتنين دبلوم تجاره ....
صاحبة الدار ماما فريده اخدتلنا اوضه فوق السطوح فعماره واحد معرفتها وخلتنا فأمانته وكمان دبرتلنا شغل احنا الاتنين فروضة اطفال وامنت لنا مصدر رزق وبعدها سابتنا نواجه الحياه لوحدنا ودى كانت رغبتنا ..
هى كتير عرضت علينا انها تجوزنا لاى اتنين صنايعيه غلابه وتتكفل بمصاريف جوازنا زى اغلب بنات الدار لكن احنا رفضنا ...
كنا مستنيين نخرج من الدار بفارغ الصبر عشان نكتشف الحياه بره عامله ازاى ونشوف ناس تانيه ونكون صداقات ومعارف والاهم من كده ...
ان كل وحده فينا تلاقى الانسان اللى يحبها ...حب حب ..مش يطلب يتجوزنا شفقه ...او انه يستر علينا وياخد ثواب ...كنا بنحلم بحب زى حب الروايات اللى كنا بنقراها ...
انا ومريم بنتشارك كل حاجه اكلنا هدومنا اسرارنا ...حتى الحلم كنا بنحلم نفس الحلم ...
لكن كل وحده فينا ليها شخصيه مختلفه تماما عن التانيه ...
مريم شخصيتها قويه ...لسانها طويل مع اللى يحتك بيها ...شكاكه ...متديش امان لحد بسهوله ....
برغم ان سننا من سن بعض الا انى بحسها كبيره عنى ودا مش من فراغ
لان هى عندها قدره انها تقرا الانسان اللى قدامها من اول مره تشوفه وتتكلم معاه ...
علطول بتعرف تحدد شخصيته وهو كويس ولا لا ودايما توقعاتها للناس بتطلع صح ...كانت لو قالتلى ابعدى عن دى مش كويسه ببعد علطول عشان دايما رأيها فالناس بيطلع فالاخر هو اللى صح .
مريم قويه ...بحس وانا معاها انى فأمان من اى حاجه واى حد .. دايما تقولى انا بحسك بنتى مش صحبتى ....
اما انا فمكنتش بتكلم مع حد ولا ازعل حد مهما زعلنى او دايقنى ...
مكنتش بقدر اميز اللى قدامى دا بيكدب عليا ويشتغلنى ولا كلامه صح ...
مريم كانت بتتعفرت منى لما تشوف وحده دايقتنى ولا سمعتنى كلمه واسيبها وامشى من غير مااتكلم ...
كانت هى تمسك البنت وتعلمها الادب وتيجى بعد كده عليا انا تدينى نصيبى من البهدله والزعيق وحتى ضرب
كانت بتقولى دايما انتى هبله وهتفضلى طول عمرك هبله ....
الكلمه دي من كتر ماكنت بسمعها منها اتعودت عليها ، اليوم اللى مكنتش تقولهالى فيه كنت بحس حاجه نقصانى ..
اخدنا شنطنا وكل حاجه لينا فالدار وركبنا مع ماما فريده العربيه بتاعتها ووصلتنا لمكان سكنا الجديد ....
اوضه عالسطوح بحمام والمطبخ منها فيها ...
ماما فريده سابتنا بعد ماقالتنلنا الكلمتين دول ...انا مش خايفه عليكم من نفسكم لانى عارفه انا ربيتكم ازاى ...ومش هخاف عليكم من الناس عشان متأكده ان مريم محدش يقدر عليها ...بس هقول حاجه وحده بس لاميره ...
متبعديش عن مريم ...واسمعى كلامها عشان هى بتفهم الناس كويس اوى لكن انتى على نياتك ...انا لولا مريم معاكى مكنتش خرجتك من الدار الا على بيت جوزك
يلا همشى انا عشان انتو عارفين مقدرش اسيب الدار اكتر من كده بتحصل كوارث بين البنات ...غداكم النهارده من بره..
انا اديت لعم راضى البواب فلوس ووصيته يجبلكم الغدا بعد الضهر ...وبعد كده تطبخو انتو ..
كل حاجه هتحتاجوها للطبخ جبتهالكم وكمان يوم ولا يومين هبعتلكم تلاجه وهبعت معاها شوية لحمه على فراخ تكفيكم شهر وادتنا مبلغ مالى نخليه معانا لغاية مانقبض اول قبض ...
ومتنسوش تزورونى باستمرار تطمنونى عليكم ...وانا كل مالاقى فرصه هعدى عليكم ....يلا اشوفكم بخير
حضناها انا ومريم وودعناها بعيون مدمعه لفراق احن انسانه واكبر قلب ...ماما فريده .
فرحة النهارده يمكن اكبر فرحه حسيت بيها من يوم ماوعيت عالدنيا
فضلنا انا ومريم نكتشف الاوضه والحجات اللى فيها لغاية ماعم راضي جابلنا الغدا ..اتغدينا وقعدنا نتناقش ونحاول نرتب حياتنا ونتخيل شكل بكره هيكون ازاى .
وادى مريم نامت جمبى وانا هنام بعد مااكتبت احداث النهارده ...
قلب غريب اول ورقه ولقى التانيه مكتوب فيها .....
..النهارده اول يوم نزلنا فيه انا ومريم الشغل ..لبسنا ونزلنا رحنا العنوان اللى ماما فريده ادتهولنا ومكانش بعيد عن السكن ...النهارده ركبنا تاكس عشان نعرف نوصل لكن بعد كده هنروح ونرجع مشى ...
عدى اليوم بين الاطفال ...انا استمتعت جدا لانى متعوده اقعد مع اطفال الدار واعرف اتعامل معاهم باحترافيه وعندى قدره انى ءأثر عليهم واشد انتباههم ...عكس مريم اللى مبتعرفش تتعامل مع الاطفال وبتعتبرهم كائنات مزعجه من واحنا فالدار ...
رجعنا البيت ومن ساعتها ومريم تبرطم على اليوم وعلى العيال وقرفهم وانا اضحك عليها وعلى كلامها ...
النهارده كملنا سنه من يوم ماخرجنا من الدار واحنا على نفس الروتين من الحضانه للبيت ..احيانا بنخرج نتفسح على الكورنيش او نروح الملاهى اللى كانت حلمنا من واحنا صغيرين وحققناه ...فالاول كنا بنفرح لكن مع الوقت بقا شئ عادى واختفت فرحة وشغف البدايات ..
احنا على مشارف الاجازه ومريم قررت نشتغل شغلانه تانيه تدخلنا دخل اكبر من فلوس الحضانه اللى يدوب بتكفينا اكل وشرب ...
وفعلا بمساعدة وحده زميله فالحضانه شافتلنا شغل معاها فمطعم بتشتغل فيه ايام الحضانه بعد الضهر والاجازه بتشتغل يوم كامل وبكره اول يوم فالشغل ....
...طبعا معملناش حاجه قبل مانرجع لماما فريده وسمحتلنا بعد عريضة توصيات وتحذيرات
....
النهارده اول يوم نروح المطعم واشتغلنا بس كل وحده فمكان .....مريم اشتغلت فالمطبخ عشان ملهاش خلق وطولة بال للزباين وقرفهم ...وانا اشتغلت اقدم الاكل للزباين ...
المطعم دورين ...تحت للمشروبات وفوق للأكل ...
النهارده عدى علينا شهرين واحنا مرتاحين فالشغل وخصوصا انا اللى الشغلانه دى بتخلينى كل يوم اشوف وشوش جديده واسمع واشوف من الناس مواقف وحجات مسليه جدا وخصوصا الاولاد الصغيرين ..
طبعا الامر مبيخلاش من المعاكسات والمدايقات بس انا مكنتش باخد فبالى يعنى اللى يتكلم بسيبه ولا كأنى سمعت منه حاجه واكمل شغلى واروح واللى يفكر يستنانى بعد الشغل بسيبه لمريم بقا تغسله وتنشره وتتسلى وتطلع عليه تعب يومها وبعدها بيحرم يعتب المطعم تانى
بصراحه فلوس المطعم حلوه ...اشترينا تلفزيون نص عمر بس شغال يعنى ...واشترينا هدوم وبقينا ناكل كويس والحال مع الوقت اتغير للاحسن بصراحه .
النهارده عدى على شغلنا فالمطعم سنه ...سيبنا فيها الحضانه واتفرغنا لشغل المطعم ...
فتحنا دفتر وبقينا نحط فيه الفلوس اللى بتفيض من مصاريفنا كل شهر ..الدفتر بأسم مريم ...مانا وهى واحد ...
فى خلال السنه دى جالنا عرسان كتير انا ومريم ...لكن كنا بنرفض ..مش لعيب فالعرسان ، لكن احنا مكناش عاوزين نتجوز كده وخلاص ...احنا عاوزين نحب ونتحب فالاول ...
بقالى كام يوم ملاحظه مريم بدات احوالها تتغير ...تسرح كتير وتبتسم بينها وبين نفسها ...بأختصار ظهرت عليها عوارض الحب
مسكتها نفضتها ومسكت فخناقها لغاية ماحكتلى انها معجبه بولد بيشتغل معاها فالمطعم لكن مفيش حاجه بينهم ولا هو حاسس ولا هى بتلمحله مجرد بس انها مراقباه وعاجبها وواخد كل تفكيرها اليومين دول لكن هو ولا شايفها ... قالتلى لكن على مين هجيبه هجيبه ...دنا مريم والاجر عالله ..
بصراحه فرحتلها واتمنيت انها تكون لقت حبها وتتجوز وتبنى حياه جديده حلوه وتبقى ليها اسره تعيش وسطهم فدفا وحب .....واتمنيت دا لنفسي انا كمان
لكن على قول مريم تأتى الرياح بما يغرق السفن ...بعد مراقبة مريم للولد وحب من بعيد لبعيد وامال وقصور اتبنت وحتى انا عشت معاها فالاحلام دى سنه ...وحتى اسماء عيالهم اختارتها ...الولد طلع متجوز ومخلف بنت ومش لابس دبله عشان بتعمله حساسيه ...
مريم ساعتها انهارت وعيطت طول اليوم على ولادها اللى متولدوش وقلبتها مناحه ...لكن فأخر اليوم قلبتها ضحك على نفسها وعلى احلامها اللى بنتها وقررت انها من اليوم دا هتمرر حياته ....اصل على قولها ازاى يتجوز ويخلف وميقولهاش ......اتأكدت يومها ان خلاص اتدمرت حياة الولد ياعينى اللى اتبلى على عمره ومريم حبته وهو ميعرفش .
عدت الايام ومريم نسيت ورجعت حياتنا تانى عاديه ممله مفيهاش اى احداث جديده ...
.
.عدت الشهور وعدت سنين واحنا شغالين فالمطعم ...
كملنا٢٢سنه السنادى ...وبصراحه ابتدينا نمل ونفقد الامل اننا نعيش الحب زى ما بنتمنى ...
صحيح بنتطلب للجواز علطول لكن برضو حاسين ان فوارس احلامنا لسه ملقوش الاحصنه اللى هيخطفونا عليهم ...يعم تعالو مشى احنا هنمشى معاكم مشى والله بس تعالو .
*******
قصاد المطعم اللى بنشتغل فيه مبنى لشركة مقاولات ... كان المبنى بالظبط قصاد المطعم وش ...
يعنى اللى فشباك مكاتب الشركه بيشوف اللى فالمطعم بوضوح واللى فالمطعم يقدر يشوف اللى واقف ورا القزاز لان الشركه مكاتبها كانت متقفلة قزاز على الطراز الامريكى ...
من يجى شهر كده كل يوم الساعه١٢ بالظبط كان واحد بيوقف ورا القزاز قصاد المطعم وفأيده فنجان بيشرب منه ...
مش عارفه متعته انه يشرب وهو واقف ..بيكون مستمتع بمراقبة الناس وهو بيشرب فنجانه مثلا؟ ، ولا بيفصل نفسه عن مكتبه وشغله فاللحظه دى بأنه بيخلى كل ده ورا ضهره !
مش مهم ...المهم انى اتعودت انى اشوفه كل يوم ..كنت اول مااشوفه فتح الستار ووقف ورا القزاز بعرف ساعتها ان الساعه ١٢ بالظبببط ...
مفيش يوم اتقدم ولا اتأخر بشرب فنجانه عن الساعة ١٢ ...
ابتديت وحده وحده اركز معاه ...لبسه.. وقفته ..طوله ..جسمه العريض ...كل ده كنت قادره انى اشوفه بوضوح من بعيد لكن ملامحه هى الحاجه الوحيده اللى كان نفسى اركز فيها واشوفها عن قرب .
وحده وحده مراقبته وهو بيشرب قهوته بقت جزء من يومى ...
وفضلت كدا اتابعه من بعيد لبعيد ....
لدرجة انى بقيت حاسه انى اعرفه ..و رغبه ملحه كانت جوايا انى اشوف الانسان دا من قريب ، لكن مش عارفه ازاى ؟
استناه قدام الشركه مثلا !..عملتها كتير لكن كل مره مكنتش بعرف هو انهى واحد من اللى بينزلو ....لان اغلبهم لابس بدل وتقريبا كل اتنين او تلاته بيبقو لابسين نفس اللون
......
النهارده السبت ....
صحيت زى كل يوم الساعه ٥ صليت وعملت الفطار وصحيت مريم زى كل يوم ...لكن النهارده حاسه احساس مختلف ...حاسه ان فيه حاجه هتحصل معايا ...مش عارفه ايه هى ...بس احساسى بيقول كده .
وصلنا المطعم وابتدا الشغل وزى كل يوم الساعه جت ١٢ وعينى لا اراديا راحت على القزاز ومستنيه الستار تتفتح... لكن الغريب فاليوم دا الستاره متفتحتش ولا ابو فنجان زى ماكنت مسمياه ظهر ...
غريبه ؟!
استنيت حوالى ربع ساعه كمان وعينى على الستار وانا رايحه وجايه اخد طلبات الزباين لكن برضو مظهرش ...
نفخت بأحباط وانا بتوجه بعينى على مصدر ريحة برفان قوى وجذاب لقيت راجل داخل المطعم وعلى وشه ابتسامه واسعه وعيونه متركزه عليا ...
قعد على الطربيزه وانا وقفت قصاده ماسكه الورقه والقلم ومستعده عشان آخد طلبه ومستمتعه جدا بريحة برفانه اللى اول مره اشم برفان رجالى وريحته تعجبنى واركز معاها كده ...
- :تحت امر حضرتك يافندم تأمر بأيه .
رد عليا :فنجان قهوه مظبوط لو سمحتى .
- :احمم ااابس هنا المطعم سعادتك ...المشروبات فالدور الارضى .
- :بس انا عاجبنى اشرب قهوتى هنا .ممكن لو سمحتى تجيبيلى فنجان القهوه .
رديت عليه :مع ان دا صعب ويخالف تعليمات المطعم لكن احنا مبدأنا ان الزبون دايما على حق ...هنزل حالا اجيب لحضرتك فنجان القهوه واكسر القاعده عشان خاطرك .
ابتسم وهمس :بالظبط زى ماتوقعت ..
عقدت حواجبى وانا مش فاهمه قال كده ليه ومشيت اجيبله طلبه من سكات ...ورجعت ومعايا فنجان قهوته وانا ماشيه عليه عينى راحت على المبنى وزميت شفايفى لما برضو ملقتش ابو فنجان .
اول ماوصلت عنده وحطيت الفنجان قدامه وعينى برضو متعلقه على المبنى سمعته بيتكلم ..
مش هيشرب قهوته فالشباك النهارده
رديت عليه بشرود وعينها لسه على الشباك ...ليه
- :عشان قرر النهارده انه يشربها هنا .
وفاللحظه دى انتبهت كل حواسى اللى استوعبت الكلام للتو وبصيتله بعيون مبرقه سألته ...
قصد حضرتك ايه ؟!
ابتسم ورد عليا :قصدى انى هوفر عليكى النهارده المراقبه من بعيد وجيت عشان اكون قريب عليكى وتقدرى تبصى براحتك ومتتعبيش العيون الجميله دى فالتركيز ....وشال قهوته وابتدا يشرب منها وعيونه بصالى وانا لو حد دبحنى وقتها مكنش هيلاقى فيا قطرة دم من التوتر والكسوف ...
اتحركت مع شدة ايد زميله ليا فالمطعم لما لقتنى تنحت قصاد الزبون اكتر من اللازم ....
وصلت لمكان بعيد وابتديت اهز دماغى بعدم تصديق وانا بكلم نفسي ...يخرب عقلك ياأميره ..كان شايفك ...شايفك وانتى كل يوم بتبحلقى عليه وانتى رايحه وانتى جايه ...يلهوى عالكسوف ...اعمل ايه دلوقتى ...
عدلت هدومى على صوت زميلتى وهى بتندهنى عشان ارجع لشغلى وهى بتأنبنى على سرحانى وعدم انتباهى النهارده ...
اتحركت وخرجت وسط الزباين وعينى راحت على اللى خلص فنجان قهوته وماسك محفظت عشان يحاسب وشاورلى اول ماشافنى ...و راحتله وعيونى فالارض من الكسوف .
طلع ورقة فلوس مطبقه وحطها على الطربيزه وقام عشان يمشى وقرب منى وهو ماشى وهمسلى ...
- :خلى الباقى علشانك وغمزلى .
فضلت مراقباه لغاية ماخرج من المطعم وبعد كده انتبهت للطربيزه وشفت عليها ٢٠٠ جنيه مسكتها بأستغراب ورفعتها وقعت منها ورقه صغيره فيها رقم تليفون ارضى .
حطيت الورقه وال٢٠٠ جنيه فجيبى وحاسبت على القهوه من فلوسى ..
روحت فاليوم دا وانا زى حد مضروب على دماغه وكل ما مريم تكلمنى ارد عليها ب.. .ها
مريم لما زهقت منى قالتلى بزعيق :تك هوا يملا ضلوعك ...مالك يبت مسوحه كدا ليه ...فيكى ايه
رديت عليها بتوهان :شفته يامريم من قريب ...شرب قهوته فالمطعم النهارده وطلع شايفنى وانا براقبه...يلهوى عالعيون يامريم ولا البوق ولا الدقن ولا الشعر ..كل حاجه مرسومه رسم ...ولا برفانه يلهوووى ..
سألتنى - :مين دا يبت
رديت عليها :ابو فنجان ...جه شرب قهوته النهارده فالمطعم وساب دى وقلى خلى الباقى عشانك وغمزلى ومشى وطلعت ال٢٠٠ جنيه وحطتها على وشى وانا بشم فيها نفس ريحته ..
ردت مريم عليا :اااه الرجل الغامض بسلامته ...ودا ايه اللى خلاه يسيب محرابه وينزل منه . ؟!
رديت :طلع شايفنى وواخد باله انى براقبه كل يوم وقلى النهارده جيت عشان تشوفينى من قريب ومتتعبيش عنيكى فالبص من بعيد .
مريم :يلهوى يخرب بيت دبشه وجرأئته دا طير جبهتك يابنتى
اميره :ايوه منا عارفه ..دا مخلليش جبهه اتكى عليها .
مريم :لا بس طلع مركز معاكى الولا ومش بعيد هو كمان بيراقبك زى ماانتى بتراقبيه ...يارب يكون هو صاحب الحصان الابيض بقا ووحده فينا تركب عالحصان وتشوف حالها بدال مابتدينا نقرب لمرحلة العنوسه .
رديت عليها : ااااه ياميرو ااااه عنيه يابت ورموشه غرزت فقلبى .
مريم قالتلى :لا بقولك ايه ..اوعى تقولى عنيه ولا رجليه قبل مااشوفه واتكلم معاه واديكى الاوكيه واقولك سيرى يانورماندى تو على بركة الله ..
رديت عليها :نورماندى تو ؟ غرقنا والحمد لله ..
مريم :عيب يابت دانا كلمتى متنزلش الارض ابدااا
احنا الاتنين حضنا بعض وضحكنا وانا غمضت عينيا واتنهدت وانا بتفتكر ابو فنجان وضحكته وشكله وطوله وكل حاجه فيه .
تانى يوم صحينا احنا الاتنين عملنا روتينا اليومى ورحنا للشغل واتفقت مريم معايا ان لو جه ابو فنجان النهارده انزل اندهلها عشان تشوفه ...
فى الساعه ١٢ بالظبط اتفتح الستار ووقف ابو فنجان يشرب قهوته ولما عينه جت عليا شاورلى وانا بصيت بعيد بسرعه وابتديت اشوف طلبات الزباين وعامله نفسى مش مركزه معاه لكن عينى كانت عليه من تحت لتحت ...
خلص اليوم وخرجت انا ومريم مروحين واتفاجئنا بابو فنجان واقف جمب عربيه وحاطط ايد فجيبه والايد التانيه ساند بيها على العربيه وباصص بعيد ..
نغزت مريم :ابو فنجان اهو
مريم اتلفتت حواليها وسألتنى ..فين ..فين
رديت عليها : اهو -اللى ساند على العربيه هناك دا
مريم قالتلى -طب امشى واعملى نفسك مش شايفاه واتكلمى معايا كأنك مش واخده بالك منه ....بس ايه دا يخرب عقلك الواد قمررررر .
:بس بقا هتخلينى اضحك اسكتى .
ومشينا احنا الاتنين وعدينا من قصاده واحنا عاملين نفسنا مش شايفينو ..
نده عليا:انسه اميره ...ثانيه وحده .
احنا الاتنين بصينا لبعض بأستغراب ...عرف اسمى منين ده !
قلتله :حضرتك تقصدنى انا
رد عليا بصوت لطيف :هو فيه اميره فالمكان كله غيرك .
مريم لحنت بتمثيل على دراعها قبل ماتبصله انا شفتها وابتسمت لكن داريت ابتسامتى بسرعه وانا بجاوبه
نعم حضرتك فيه حاجه ؟
قلى :بصراحه اه ...اولا اعرفك بنفسي انا ماهر محمد الدمنهورى ....... مدير شركة الدمنهورى ....للمقاولات
رديت عليه :اهلا وسهلا ...اؤمر حضرتك
قلى :احمم ااافالحقيقه انا كنت عاوز اقعد مع حضرتك شويه على انفراد دا لو مكنش يدايق حضرتك يعنى .
مريم ردت عليه قبل منى :لا انفراد دا يدايق حضرتى انا ....مفيش انفراد حضرتك ...عاوز تقولها حاجه قولهالها قدامى ...احنا مبنخبيش حاجه عن بعض ...
ماهر بصلها وبصلى .
مريم نغزتنى قولتله :
-اه قول اللى عاوزه قدام مريم انا مخبيش عنها حاجه ..
ماهر رفع حواجبه بأستغراب وعمل حركه بشفايفه وبص لمريم واتكلم ...ماشى قدامك قدامك معنديش مشكله ...اتفضلو اركبو العربيه نروح اى مكان نشرب حاجه ونتكلم .
قلتله :طيب منشرب هنا
ردت عليامريم :اه افضحينا فمكان اكل عيشنا عشان يقولو علينا مصاحبين واحنا لينا سنين سمعتنا زى البفته البيضه فالمكان ... يلا هقول ايه منتى عبي وقطعتها
ماهر ابتسم وهو بيقولى :صحبتك معاها حق على فكره ...اتفضلو اركبو متخافوش مش هنبعد ومش هنطول هما كلمتين ورد غطاهم ...
احناالاتنين اتشجعنا وركبنا معاه العربيه ونزلنا فأقرب كوفى شوب وقعدنا
ماهر اتكلم :بصو بقا من غير لف ولا دوران انا معجب بأميره وعاوز اتجوزها
بصينا لبعض وبقنا دلدل من الصدمه احنا الاتنين .
ماهر كمل :بس عشان نبقى على نور انا متجوز ومخلف ومينفعش مراتى تعرف فهتجوز اميره عرفى .
مريم قامت مره وحده وزعقتله :اه قول كده بقاااا انتا من بتوع العرفى ويومين وبيتك بييييتك ....لا يبابا معندناش احنا من ده روح دور فحته تانيه ...
ماهر قلها:افهمينى الاول ياانسه .
ردت عليه :لا يخويا الانسه مبتفهمش فالحته دى ...قومى يبت يلا ولا عاجبك الكلام ...قال عرفى قال ..اسماله .
مريم مسكت ايدى وشدتنى ومشينا وماهر بيحاول يوقفنا لكن مريم شادانى جامد وعنيا كل شويه تبص لماهر اللى واقف وحاطط ايد فجيبه وايد على رقابته وهو بيراقبنا واحنا بنبعد
روحنا من غير ماوحده تنطق بحرف واول ماوصلنا البيت قعدناعلى السرير قصاد بعض وبعد شويه قلتلها ....
طلع متجوز ومخلف
ردت مريم :نفس خيبتى بالظبط .
- :خساره
مريم قالتلى :متشوفيش خساره ...اقفلى الموضوع وانسى واول اتنين هيتقدمولنا هنتجوز احنا اصلا مش بتوع حب ولا يحزنون ...خلصت
اتنهدت ونمت على السرير وغمضت وصورة ماهر مش بتروح من قدام عنيا ومش عارفه ليه حسيت بنغزه فقلبى لاول مره ومديت ايدى على قلبى وفضلت ادلك فيه..
عدى كام يوم وانا بحاول اتجنب التفكير فماهر لكن غصب عنى الاقى صورته جت قدام عنيا ...هو من اليوم دا بطل يقف يشرب قهوته فالشباك زى كل يوم ودا خلانى حاسه ان يومى نقصاه حاجه وحاسه بفراغ من نوع خاص ...
....
فيوم وانا شغاله شميت ريحه مش غريبه عليا ولفيت لمصدر الريحه دى وشوفته ...ايوه هو.. وهى دى ريحته اللى بعشقها ..
قرب منى وطلب منى بعيون كلها ترجى انى اسمعه ..اسمعه مره وحده بس وقلى بعدها انه مش هيعترض طريقى مره تانيه وللابد ...لكن طلب منى يقابلنى لوحدى المرادى .
بصراحه مقدرتش اقاوم رغبتى انا كمان انى اسمعه ...فيه حاجهة جوايا بتقولى اسمعى هو عاوز ايه مش هتخسري حاجه ...وفعلا استأذنت ساعتين وخرجت مع ماهر لوحدى و لاول مره اعمل حاجه من ورا مريم ..
خرجت معاه وقعدنا المرادى على كورنيش النيل ..
ماهر قلى :بصى مش هلف وادور واقولك مراتى مريضه وانا صابر عليها والاصطوانه المشروخه دى ...ولا هقولك انى حبيتك ونفسي اكمل باقى عمرى معاكى ...
انا بأختصار عاوز ارتاح ويبقا ليا واحه اهرب ليها من همومى ومشاكلى وتعبى واستخبى فيها من الدنيا كلها وعايز حضنك يكونلى الواحه دى وانا الوحيد اللى ساكن فيها ...
افهمينى ارجوكى ...
انا طول عمرى بدور على اهتمام واحتواء وسكن وسكينه وحاسس انى لقيت كل ده فعنيكى يااميره ..
واوعدك زى ماانتى هتكونيلى كل ده انا كمان هكونلك كل ده واكتر ....اوعدك انك هتلاقى فيا كل حاجه بتتمنيها .
ممكن اعرف انتى امنياتك ايه فالحياه يااميره ؟
بصيت للنيل وقلتله :انا مبتمناش غير الامان والدفى والحب ...صدقنى هى دى كل امنياتى
وبصيت لماهر لقيته بيبصلى ومبتسم وعينه على كل شبر فيا كانه مش مصدق نفسه انى معاه ...نفس احساسى بيه بالظبط وبعدها طلب منى الجواز لتانى مره لكن انا طلبت منه فرصه افكر .
وافق ماهر انه يدينى الفرصه دى من غير مايضغط عليا بس بشرط اننا نتعرف على بعض فالتليفون .
وقررت انى اجازف واتعرف عليه قبل مااخد اى قرار وبالفعل اخدت الخطوه وقدمت على خط تليفون ارضى ..
جبت التليفون وسط استعجاب مريم لاصرارى على التليفون واستعجالى عليه لانى ببساطه معرفتهاش انى قابلت ماهر ولا عرفتها اللى اتفقنا عليه وده اول سر فحياتى مريم متعرفهوش .
ابتدينا نكلم بعض كل يوم بالليل بعد مامريم تنام ونفضل لوش الصبح نتكلم ونحكى لبعض ادق تفاصيل حياتنا لكن انا مقلتش لماهر انى متربيه فملجأ الجزء دا حزفته من حياتى ...
اوبمعنى اصح حياتى اللى فالملجأ كلها محيتها واستبدلتها بكدبه ...الكدبه دى كانت انى يتيمه واهلى ماتو فحادثه ومليش قرايب واتعرفت على مريم اللى هى كمان يتيمه زيي ومن يومها عشنا مع بعض ومفترقناش ...
يوم عن يوم ابتديت احس ان ماهر بقا ليه معزه كبيره عندى وكل يوم بتعلق بيه اكتر من اللى قبله وبقى فمكان محدش قبله وصله فقلبى .
....
النهارده بكلم مع ماهر زى كل يوم بعد ماقفلت معاه بصيت ورايه لقيت مريم واقفه على باب الاوضه ومربعه اديها على صدرها وبتبصلى ...
اتوترت وانا بكلمها والكلام خرج منى بتهتهه :مريم اااانا انا كنت بت
ردت مريم عليا :متهتهيش كتير يااميره ومتفتكريش ان كل المده دى مش عارفه انتى بتعملى ايه ...بس انا دلوقتى مش هعاتبك على انك خبيتى عليا لاول مره او لانك بعدتينى عنك بالشكل لانى متأكده ان قلبك هو اللى جبرك تتصرفى التصرف ده ...
انا فاهمه كويس يااميره ...بس كل اللى هقولهولك ...خلى بالك وكونى على استعداد لتلقى اول واكبر صدمه فحياتك ..وهى صدمة الخزلان .
رديت عليها بديق وانا بنفى كلامها :مريم انتى مش فاهمه ...ماهر بيحبنى ..انا متأكده من ده ...
قلتلى: أميره هسألك سؤال :ايه اللى يخلى واحد زى ماهر فمنصبه ومكانته يحب وحده تربية ملاجئ ويتعامل مع الموضوع على انه عادى ؟!
اتنهدت وانابرد عليها :عشان ميعرفش يامريم
قالتلى -ميعرفش ايه بالظبط بقا ...انك كنتى عايشه فملجأ ؟...لا متقوليش !، يعنى المده دى كلها والكلام كل يوم لوش الصبح ومقلتلهوش انتى كنتى عايشه فين ؟ مسألكيش عن حياتك الماضيه ؟
طيب سيبك من دا كله ...تفتكرى هو ميعرفش معلومه زى دى ...؟!
قلتلها :لا ميعرفش يامريم ..ميعرفش الا اللى انا حكيتهوله ..
سألتنى :طيب وخبيتى عليه حاجه زى دى ليه ...وهتفضلى مخبياها لامتا ؟
رديت عليها : عشان خايفه لو عرف حاجه زى دى يبعد عنى يامريم .
قالتلى :لا متخافيش مش هيبعد ومش هيسيبك ...ومش هيفرق معاه اصلا ...لان هو مش بيدور على زوجه وام لاولاده قدام الناس ...تؤ ، دا عاوز عشيقه فالضل ...وجربى تقوليلو الحقيقه وتأكدى مش هتفرق معاه ولا هتزحزح اصراره عليكى شعره ...
دخلت مريم وسابتنى بأفكار متخبطه ...ياترى اصدق مريم الى عمر نظرتها فالناس مخيبت ؟ ولا اصدق قلبى اللى بيقولى انى لقيت حب عمرى اللى حاسه ان سعادتى مش هتكون الا معاه ....
وفالاخر قررت انى هقوله الحقيقه زى مامريم قالتى واشوف رد فعله هيكون ايه واتراهنت مع نفسى عليه وانا متأكده انى هكسب الرهان واحساسى بماهر هو الصح .
تانى يوم كلمته وكنت على وشك انى اقوله على حقيقتى لكنه استأذن منى ونهى المكالمه بسرعه ..
فضل ٣ ايام ومفيش منه اى اتصال ولا بيخرج يشرب قهوته زى كل يوم وانا هتجنن وبسأل نفسى ...ياترى ايه اللى حصل ..ياترى ممكن يكون راجع نفسه وفضل مراته واولاده وبيته على حبه ؟!
بقيت مش طايقه اتكلم مع اى حد حتى مريم احترمت الحاله اللى انا فيها وبعدت عنى وسابتلى مساحه اراجع فيها نفسى واتخطى حالة العصبيه دى وعلى قولها ابتدى اشوف الامور صح ..
فى اليوم الرابع بالليل التليفون رن ..بصيت لمريم اللى ابتسمت وهى مش باصالى اصلا ...مسكت التليفون ورديت على ماهر اللى مفيش غيره عارف نمرتنا او بيكلمنا اصلا .
قلى بصيغة امر :اميره عاوز اقابلك بكره ضرورى هستناكى استأذنى قبل ميعاد مرواحك بساعتين نتكلم وهرجعك تانى فالميعاد ...وياريت لوحدك لان الموضوع يخصنا احنا الاتنين بس ....سلام
وقفل ماهر من غير مايستنى منى اى رد
بصيت لمريم وقبل مااتكلم اتكلمت هى وقالتلى
:عارفه انه طلب يقابلك وعارفه كمان هو هيقولك ايه ....ماهر دا بيلعب بأحتراف ... قدر ببعده عنك يومين يخليكى تلفى حوالين نفسك لف وهو دلوقتى متاكد انه سواكى على نار هاديه وبقيتى جاهزه للاكل .
قلتلها :يعنى ايه ؟
ردت عليا :-يعنى روحى يااميره واسمعى منه وانا متاكده من نتيجة المقابله من قبل ماتروحى وهكون اول وحده تباركلك ....مبروك عليكى الخازوق اللى هتلبسيه وتأكدى انه هيكون على مقاسك بالمظبوط . عشان الظاهر ان ماهر دا استاذ فالخوازيق ..
اتنهدت ونمت وغمضت عنيا واديت ضهرى لمريم اللى بتراقبنى ولما افتكرت انى رحت فالنوم قربت منى وملست على شعرى وهمست فودنى ...
بيقولو ان ساعة القدر بيعمى البصر ...وانا شايفه ان بصرك وقلبك وحتى عقلك معميين يااميره ...ربنا يخلف ظنونى ويبعد عن قلبك الطيب كل شر وباستنى ونامت جمبى وحضنتنى
فتحت عنيا وانا بفكر فكلام مريم وبحاول اقنع نفسى ان هى دى الحقيقه لكن قلبى ليه رأى تانى ..
****
غريب
اثناء مانا بقرا حسيت ان عنيا غوشت وحسيت بصداع فى مقدمة راسى ومبقتش قادر اقرا حرف زياده قفلت الاجنده وحضنتها وانا باصص للفراغ من شباك الاوضه وسرحان مفوقتش الا على صوت داده سميره وهى بتقرب منى وفأيدها طبق فيه فاكهه مقطعهالى وبتقولى يلا ياغريب يبنى اتقوت عشان العلاج التقيل والحقن اللى كل شويه يجو يرزعوك بوحده وانتا على لحم بطنك ..
ابتسمت وانا باخد منها حتتة تفاحة ومضغتها وانا مش حاسس لها بأى طعم فبوقى ....
.
.
.
وللحكاية بقيه ....