أخر الاخبار

رواية ذات الرداء الاسود كاملة بقلم عزة العمروسي

رواية ذات الرداء الاسود كاملة بقلم عزة العمروسي



" ذات الرداء الأسود "

" البارت الأول "
إلهي وقفت دموعي تسيل
وقلبي ببابك باكٍ ذليل
فذنبي كبير و زَادي قليل
فمن عَلي بعفو جميل
أتيت اجُرُ خطايا السنين
أتيت إلى أرحم الراحمين
جلست فتاة في سن العشرينات تستنشق الهواء النقي الذي يتخلله نسائم زهور حديقة بيتها الصغيرة تنظر بحنين إلي شقشقة العصافير من نافذة شرفتها .. عائشة فتاة ذات بشرة بيضاء وعيون عسلية ، ذات رونق خاص تختلف عن باقي الفتيات في جمالها وخدودها الوردية ملامحها صغيرة تشبه الأطفال .. جلست تنتظر صلاة الفجر حينها خطر ببالها تلك المقولة ..عندما سأل أحدهم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قائلا " لماذا هواء الفجر نقي " .. !
فقال علي بن أبي طالب " لأنه يخلو من أنفاس المنافقين "
حقا صدق علي وصدق لسانه .. ما من منافق رأيناه يصلي الفجر .. وقت الفجر خاص بالقلوب السليمة التي تترنم عروقها لسماع صوت الآذان .. تقاوم لذة النوم وشعور الإسترخاء لتبرد قلبها بالوضوء وتطفئ ذنوبها وتمسخ معاصيها بالوقوف بين يدي الله في وقت الجميع فيه نيام .. صلاة الفجر شئ من اللطف لعبد ضعيف لا يري سوي الجنة .. قطع شرود تلك الجميلة نداء رسول ربها " الصلاة خير من النوم " تبسمت قليلا وذهبت لترتدي إسدال يتميز بالبساطة والرقة فوقفت مكبرة ثم راكعة ثم ساجدة
وما أن لمست جبهتها الأرض تسللت دموعها لتشكي ربها ف تمتمت قائلة " اللهم يامن رفعت السماء بلا عمد .. وفرشت الأرض علي ماء جمد إنك تعلم أن قلبي يتمزق شوقا له.. ربي أنت تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك "
ثم تبعثرت أفكارها وتركت العنان لقلبها يحدث ربها ولم تشعر بنفسها إلا وقد سرقها النوم ..
دخلت والدتها الساعة السابعة صباحا قائلة " إصحي بقا ياعائشة الكلية هتفوتك فأستيقظت عائشة مسرعة ثم قبلت يد والدتها كما إعتادت .. صباحك جنة يا أمي
وارتدت فستانها البسيط الذي زقرشه البساطة بدلا من الزينة وأسرعت إلي الكلية.
عائشة لها أخت تسمي مريم ترتدي شئ يسمي " الطرحة ومقتنعة تماما أن هذا يسمي حجاب "
والد عائشة " الحاج أحمد " شخص بسيط يعمل في إحدي شركات القطن يميل إلي تطبيق سنة الحبيب ولكنه يطبقها علي ذاته ولا يمتلك أسلوب فرض الرأي علي الغير حتي علي بناته ..
في بيت أواب إنه شاب ذات العيون الزرقاء واللحية البنية في كلية العلوم وأخته لديه أخت تسمي آلاء في اللغة العربية.
وأخته الصغيرة فاطمة إشراقة قلبه وقرة عينه وأخر شئ تركها له والده ووصي بها أواب قبل أن تفيض روحه علي خالقها .. أخذ يقرأ قليلا من كتاب حصن المسلم وأذكار الصباح قبل جلوسه علي الإفطار فإذا بفاطمة تتشبث في ثيابه بكفها الصغير فأجلسها علي ركبتيه وطبع قبلة علي خدها الناعم فتبمست وردت بتذمر طفولي وكأنها تعلن عن حرب عالمية ثالثة علي أواب فنظرت له وقالت بتحذير " أنا حاوزة ثكولاتة "
فتبسم أواب وقال بإستسلام " حاضر يا فاطم أول ما تيجي من الحضانة هتلاقيها علي سريرك "
فقام أواب وأعتدل في وقفته وهندم ثيابه وأخذ كلا من فاطمة وآلاء معه فهما في نفس الطريق .
دخلت عائشة إلي الكلية فوجدت صديقاتها يضحكن بصوت عالٍ فبادرت وألقت السلام ..
آية : ها ياعائشة قولتي لأمك علي النقاب .. !
عائشة : والله مش عارفة أقولها إزاي أبي ممكن يوافق لإنه عارف فضل النقاب لكن أمي أظنها تجهل بقيمته عشان هي رافضة تماما ولكن " لا طاعة لملخوق في معصية الخالق "
آية : ممكن اسألك سؤال يا عائش .. !
عائشة : " إتفضلي "
آية : " هو ليه بتقولي أبي وأمي مش بابا وماما أشيك وأحسن وكمان عامة الناس بل جميعهم بيقولوا بابا وماما .. ! "
عائشة : عشان ياستي النبي عليه الصلاة والسلام لما وصانا بيهم قال "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك .. لو أراد إن يبقي اسمهم بابا وماما كان قالها وأظن مكنتش هتبقي صعبة علي النبي يعرفنا المعني الصحيح "
آية : صلي الله عليه وسلم .. طيب يلا عشان نروح المحاضرة زمانها بدأت ودكتور حسام رخم بطبعه وممكن يمسح بينا الأرض ..
.....................
محمد : أواااااب إزيك يسطا اتأخرت ليه مستنيك من بدري .. !
أواب: يسطا .. !
- هو إنت متعرف عليا في توك توك .. !
- أولا السلام عليكم
رد عبدالرحمن ومحمد السلام ..
- مضي اليوم الدراسي بكل تفاصيله الجميلة ..
وعند خروجهم من بوابة الجامعة محمد : مش عارف والله البنات دي لابسة إسود كده ليه .. !
- تحسهم كده شبه العفاريت ...
طبطب علي كتفه عبدالرحمن مبتسما ثم قال " عفاريت في نظرك ونظر بقية الشباب عشان ملكش الحق تبصلها ولا تلمح من جسدها ولا تفصيلة .. عفريتة فعلا بس في نظر غير محارمها لكن في عين زوجها شئ تاني .. يكفي إن هتموت وتعرف ملامحها ومش عارف تشوفها .. لكن زوجها بس هو اللي شايفها ودارسها ومطمن عليها وهي بره .. ولو مش متجوزة فالشخص اللي هيخطبها هيبقي مطمن وهو رايح يخطب بنت مصونة لبسها واسع محدش عارف مقاسها كام ولا تفصيلة جسمها إيه .. وبعدين يامحمد أعتبرها عرضك أو أختك وصون لسانك عن عورات الغير .. " من تتبع عورات الناس تتبع الله عوراته "
محمد : يعني إيه .. !
عبدالرحمن : يعني متركزش مع حد وخليك حاطط في دماغك إنك مش ملاك ولا حد فينا ملاك كلنا مستورين وربنا مش هيديم ستره علي شخص بيتكلم علي الناس كتير ..
محمد : صدقت والله
أواب : كويس ياعبده إنك إتكلمت إنت وإلا كنت هتكلم أنا بإيدي .. ثم تركهم أواب ضاحكا ومشي جانب الطريق فرأي من بعيد مجموعة من قاذروات المجتمع يلتفون حول فتاة وكلا منهم يلقي كلمة ما تشبه أخلاقه البذيئة فأسرع إليها أواب ووقف أمام الفتاة وتصنع أنه أخيها .. فشده أحد الفاسدين من يديه فرد عليه أواب بكف لجم لسانه .. وأنهال علي الآخرين بالضربات فطعنه أخرهم بآلة حادة " سلاح أبيض " في منتصف بطنه .. من شدة الطعنة غاب عن الوعي ..
" تري ماذا ستفعل عائشة وهي في طريق خال من البشر "

الثاني م نهنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close