رواية المخادع كاملة بقلم سامية صابر
الفصل الاول/ المٌخادِعَ.
_لو فيه تفاعل هنزل منها ع طول،نوفيلا قصيرة ".
بينْ ليلة والتانية مُمكن تتحول حياتك من جنة للجحيم.
هيحصلكِ ايه لُو بين ليلة وضُحاها، صحيتِ مِن النوم لاقيتي الشخص اللى اتجوزتيهِ طلقِك وإختفي؟ ليلة واحدة فصلتك بين الماضيَ والحاضِر ... !
فتحت عليَّا عيونها وهى تتثاوب بكسل ، نهضت وهي تقفل الروب الخاص بها نظرت الى المرآه بخجل ف امس كان زواجها على أدهم السويفي ، احد اهم رجال الأعمال، عشقوا بعضهم رغم فرق الطبقات وعاشوا ايام جميلة معاً وانتهت بزواجهم سوياً.
ربطت شعرها في رابطة قائلة
=ادهم.. ادهوميي
خرجت الى الخارج للبحث عنه ف اصطدمت بعدم وجوده ظلت تبحث في أنحاء المكان ولكن لا وجود، ابتسمت قائلة لنفسها
=أكيد خرج يجيب حاجة ولا يفاجئني كالعادة.
دلفت لتتزين حتي يأتي ولكن تأخر عن المُعتاد، ف اتصلت ولكن اعطاها ان الرقم ليس موجوداً في الخدمة ، قلقت بشدة من ان يُصاب بمكروه أو شيء ما ...
لفت انتباهها ورقة على مقعد التسريحة، فتحتها بهدوء لترى ما بداخلها وتبدء عينيها تذرف الدموع..
"انتِ طالق يا عليَّا .. كُنتِ نوع خاص وفريد معرفتش اوصلك الا بالجواز وخدت منك اللى عايزه لكن بعد كدة مفيش بيننا طريق.. فكرة الحب والجواز والايام السعيدة اللى المفروض نعيشها دي ف الاحلام مش ف حياة ادهم بيه... اه اوعي تفكري تعملى حاجة او تحاولي تاخدي حقك انتِ لسه متعرفيش انا مين.. مش هتعرفي تعملي حاجة".
وقعت عليَّا على الارض من أثر الصدمة فاقدة الوعي ، من احبته ووثقت فيه خانها بسهولة واتضح ان كلامه مجرد كذبة بسيطة... لينال منها ما يُريد ، صدمة فاجعة ان حصلت لإحدانا سنموت حقاً...
ولكن الصدمة الحقيقية ان بعد مرور شهر ، اتضح انها حامل في توأم !! عليَّا فتاة يتيمة وليس لديها احد ما صدقت عثرت على الحب والاهتمام من ادهم ..
ولكنه غادر هو الاخر، والان هي بلا مأوي او مال او عمل وأصبح على عاتقيها طفلين .. تُرى كيف ستتحمل تلك المسؤولية.
____
بعد مرور 6 سنوات...
اصبح لدي عليَّا طفلين ، كريم وكارما طفلين يمتلكان من ملامح ادهم وملامح عليا، بين الطفولة والعنفوان تشكلت ملامحهم، ربتهم عليا واستطاعت ان توصل الي مكانة جيدة، لديها سيارة لا بأس بها ، تمتلك شقة خاصة بها وبأطفالها، تعمل فى العلاقات العامة لشركة بسيطة فى مصر...
دلفت عليا الى غرفة اطفالها وازاحت الاغطية قائلة
=يلا قوموا وكفاية كسل...
قال كريم بتذمر
=يوه يا ماما سيبينا ننام..
=محدش قالكوا تسهروا، يلا من غير نقاش..
نهضا الاطفال بالفعل تلبيةً لرغبة والدتهم، اخذ كريم كارمن شقيقته غسل وجهها لانه يشعر وكأنها جزء منه ،وغسل اسنانها وكأنهٌ والدها...
ثم أرتدوا وخرجوا الي والدتهم تناولها الطعام واللبن، ظلت كارمن صامتة بحزن، فقالت عليا
=خلاص كفاية زعل.. قولي عايزة ايه وانا هجيبلك...
نظرت لها بطفولة قائلة
=في مسابقة ياماما... بين بابي وانا
=قصدها يعني يا ماما مسابقة بين الاباء والأبناء..
مطت عليا شفتيها بتنهيدة ثُم قالت
=معلش يا كارمن.. مش قولنا بابا عند ربنا غصب عننا مش هنعرف نجيبه معانا.. لكن وعد هننضم لمسابقة الامهات ماشي؟
هزت رأسها بطفولة ف اخذتهم عليا وخرجوا دلفوا الي السيارة ولكنها وللاسف تعطلت بهم فى منتصف الطريق، صرخت عليا بضجر قائلة
=عربية خربانة...
قالت بهدوء
=انا هنزل اشوف ميكانيكي قريب.. شكلنا هنتأخر في اي حال.. خليكوا هنا محدش ينزل...
هز كريم راسه في حين غادرت عليا تبحث عن ميكانيكي في الامام،وبالفعل عادت وتم اصلاح السيارة بجدارة ثم أوصلت كارمن وكريم الى مدرستهم وعادت الى الشركة التي تعمل بها.. شركة متوسطة الحال وهُناك اخبار عن سقوطها نهائي واعلان افلاسها...
دلفت وهي تركض للداخل وقفت بجانب صديقتها " وفاء " قائلة بقلق
=خير يا بت يا وفاء حصل ايه...
=صاحب الشركة باعها لرجل اعمال تانى كبير اوي.. ومنعرفش اذا كُنا هنفضل ولا لا...
=استرها يارب الواحد لاقي الشغل دة بالعافية...
جلست على مكتبها تفتح اللاب الخاص بها ولكن صوت ما افزعها...
=الانسة اللي جاية متأخر... وقعدت فوراً على مكتبها من غير اعتذار عن تأخيرها...
ارتعب جسدها من نبرة الصوت التي تعرفها حق المعرفة، رفعت نظرها للأعلى لترى من يُحدق بها ببرود أدهم السويفي، نفس الملامح لم تتغير، ولكن النظرة تغيرت، نظرة الحب التي رسمها اختفت وحل محلها الجبروت .. الغضب .. شخص بارد ليس معروف لها .. حينها علمت بأنهُ مُخادع، خدعها بسهولة...
______
يُتبَّع.
الثاني من هنا